إن الحمد لله نحمده ونستعين به
ونستغفره ونسترشده ونعوذ به من
شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،
من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل
فلن تجد له وليًا مرشدا ،
وأشهد أن لا إله إلا الله الإله
الواحد الأحد الفرد الصمد،
وصلى الله عليك يا حبيبي يا رسول
الله وعلى آلك وصحبك
أجمعين وبعد ؛
قال صلى الله عليه وسلم :
" انما الدين النصيحة ".
وقال الحسن البصري رحمه الله
ما زال لله تعالى نصحاء ينصحون لله في عباده
وينصحون لعباد الله في حق الله ويعملون لله تعالى
في الأرض بالنصيحة أُولئك خلفاء الله في الأرض .
من هنا أخواتي في الله ، أريد في موضوعي
هذا أن أنصح نفسي وإياكم مصغية لقول
الحسن البصري رحمه الله :
" إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من
نفسه وكانت المحاسبة من همته " ،
راجية أن تتسع صدوركن لحديثي ،
وان نكون لبعضنا رفقاء طريق للخير في الخير .
ــــــــــــــــــ
أختي إنما يقاس تقدم الأمم ورفعتها
بتمسكها بثوابت دينها وعقيدتها و بثقافتها
الفكرية وقيمها الأخلاقية وبالتالي بحضارتها ،
اليوم في عصر المعلوماتية
هذا لايخفى على عاقل ما للانترنت من أهمية كبيرة في حياتنا وأن نتحدث هنا عن خطورته لا يعني بأنه طريقة للتواصل سيئه وكفى ، إنما نقول بأنه
سلاح ذو حدين علينا أن نهتم كيف نوظفه ونطوعه لخدمة أهدافنا التربوية والإجتماعية والثقافية ، أن نتحرى الدقة والموضوعية
لأن وقتنا الذي نمضيه ونحن نتواصل عبر هذه الشبكة
هو أمانة ومسؤولية تجاه أنفسنا ومجتمعنا وديننا ، فلا نريد أن يكون خيراً يراد به باطل .
إن الإنسان بطبيعته مخلوق إجتماعي يحب أن يعيش
مع الآخرين ويتبادل معهم الأفكار والخبرات والأخبار ،
والمنتديات في هذه الشبكة العنكبوتية
تحقق لنا هذا التواصل الاجتماعي المرجو منها ، وأضحت تدخل معظم بيوتنا ولها سطوتها على اوقاتنا وتستحوذ على اهتمامنا .
من هنا علينا أن نعي الضرر الذي قد يقع علينا
منها ، وأخصكن أخواتي الفتيات في حديثي لأنكن صناع الأجيال وعامود الأسرة
الإسلامية الصحيّة ،
علينا أن نتخذ أسلوب الوقاية خير من العلاج فلا ننتظر المشكلة لنفكر بحل لها بل نعيها قبل وقوعها ونحترس منها ، فندرأ المفسدة قبل جلب المنفعة !
حذرنا الشرع من خطر الإختلاط فقال صلى الله عليه وسلم :" ما خلت امرأة برجل الا كان الشيطان ثالثهما " ،
لا لأنه ( أي شرعنا ) العالم بحاجاتنا ونفسيتنا يريد
أن يحرمنا متع الحياة ، بل لأنه يريد أن يبعد عنا مفاسده وسوء عاقبته ،ولا تقولي بأنه من وراء حجاب وكلام أمام الناس ليس فيه ضرر ،
إن الله يعلم الغيب وعلم سبحانه بما نحن فيه من تطور ،فقال بشر الإختلاط سواء أكان في شكله الروتيني أو شكله الحالي من إختلاط عبر الهاتف أو عبر الماسنجر أو عبر المنتديات والرسائل الخاصه ، هو،هو وإن تغيرت اشكاله ... من كثر كلامه كثر خطأه .
أختي الغالية ، علينا أن نلتزم أن لا نطيل
الحديث مع الرجال في المواضيع دونما حاجة ويقتصر الأخذ والرد على الموضوع وحاجته فقط لئلا يفتح باباً للفتنة والغرائز والشهوات ،
قال تعالى :" وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ
زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ..."[النور:31] .
احذري أختي من ذئاب بشرية تتخفى
خلف هذه الشاشات .. تتصيد بطرقها المختلفة الشيطانية - اللهم احفظنا من كل سوء -
وجوه خلف قناع وأسماء مرمزة خلفها باب للشيطان ، لا تستقبلي أو ترسلي رسائل خاصة إلا في حدود ضيقة وفي حالات نادرة جداً ، ولا تقولي بثقتك في نفسك وقدرتك أن تحميها فكثيرات كن مثلك ووقعن في مصيدة هؤلاء الذئاب فالشيطان موجود أختي وهو اقوى منكِ .
إعلمي أختي بأن المحبة في الله قد تختلط
على النفس لتصبح عشق وهيام والعياذ بالله ،
نعم قد نحب ما يقدمه فلان ونعجب بفكره
وننبهر بثقافته والتزامه وقوة شخصيته ودعوته وجهاده ، ولكن يجب ان يبقى هذا حبيسا
في القلب لا نصرح به ،
اعلمي أختي بأن الأخ الطيب والحقيقي لن يحب الا فتاة قوية في دينها وثقافتها والتزامها وتعاليها عن الدنيئ من الأمور ، القوية في صده وإبعاده عنها ، ورفضه يحبكِ صارمة معتزة بدينك ونفسك ، وصدقيني اي ضعف منك سيجعله يراكِ ناقصة فتهوني ويسهل الهوان عليكِ .
اختي في الله ،أنتِ جوهرة ثمينة لا
تبخسي نفسك قدرها ، أعلم بأنك عفيفة وشريفة كما أعلم بأنك ضعيفة وعاطفية ، وأعلم بأن هناك خلف هذه الشاشات من يتصيد ويتربص بك فاحذريه اختي .. احذري ،
واذكري دائما قوله تعالى :" وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا
يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا"
[الإسراء:13-14] ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
أنتِ المسؤولة عن نفسك فاحسني قيادتها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
ان اعجبك من اخ لك ما اعجبك ، فابقيه لنفسك لئلا يدخل الشيطان اليكم من هذا الباب الخطير ، التزمي مراعاة الله فيما تكتبينه ، ضعي نصب عينيك هذا السؤال واجعليه قاعدتك فيما تكتبيه :
هل يمكنني أن أُطلع أبي أو أخي
أو زوجي على ما أكتبه ؟
فان كان نعم ،
هنيئا لك فانه لا يستحي المرء من خير .
وان كان
لا ، فاحذري واتقي الله .
وهنا لا أقول بأن نتعامل بفوقية على الآخرين وتجاهل وإهمال لهم ، بل برصانة وعلى حياء
وبحدود ضيقة جدًا ، وازني كلامك اختي بذوق
سليم وفطرة واعية ومنهج قويم .
فالاختلاط هادم للأمم ، وما منعته الشريعة وجعلت له الضوابط والشروط إلا لأنها تدرك تمامًا خطره علينا .
المشاركة بالمنتديات لن تضرك إن شاء الله ما التزمتِ بضوابط إسلامية فطرية وعقلية ،
فتكون مشاركتك على قدر الحاجة فتطرحي موضوعك أو تساؤلك ثم لا تردي الا على ما لا بد منه
على أن يكون كلامك جادًا لا يثير فتنة مبتعدة عن المزاح المبتذل والكلام اللين والضحك الشيطاني الفارغ لأنه يفتح الباب لكل طامع فيكِ ،
قال تعالى : "
يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي
فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا"
[الاحزاب:32] .
لا تعطي أي احد بريدك ليتواصل معك حتى وإن كان يريد مساعدة ، فليذهب لرجل ليساعده ...
اختي .. أولى وأوجب وأكثر عقلانية لو فيه عقل !
أختي في الله ؛
كتبت موضوعي هذا وأنا كلي أمل من الله أن
يصل لقلبكِ وعقلك وهو ما أَعده فيكِ ،
خوفًا عليكِ فالله سبحانه وتعالى أوصى فينا نحن النساء خيرًا فنحن أُمهات وبنات وأخوات وخالات للرجل فعلينا أن نحافظ على أنفسنا من كل شر و مكروه .
والله اسأل أن يحفظنا وإياكن من كل شر ومكروه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بقلم الأُخت الفاضلة :
أم عمر حفظها الله