رد: أقلام ناصحـة...رحلة القطار
شكرا جزيلا لكل من ساهم برأيه
فقد كانت آرائكم رائعة جدا بلا استثناء
ولأن لقاءنا الثانى من "أقــــــلام ناصحة"
قد اقترب أحببت أن أضع لكم
رد الكاتب:عبد الوهاب مطاوع
على صاحب هذه الرسالة
----
ولكاتب هذه الرسالة أقول:راحة القلب من راحة الضمير
يا سيدى وأنت مؤرق الضمير بالذنب تجاه شقيقك الراحل
الذى ظلمته كثيرا بوساوسك وخوفك المبالغ فيه على
الجدران الصماء التى عرفت الآن أنها لا تساوى قلامة ظفر والحق أنى عجبت من حالنا نحن البشر حين نعمى أحيانا
عن بعض الحقائق الأولية..فلا ننتبه إليها إلا بعد رحيل
الأعزاء وغياب من لا يعوضنا مال الدنيا عن غيابهم ،
كما أعجب من حماقة المرء حين نخص بعض أعزائنا
الذين يبدون أمامنا مسالمين مستسلمين بإذائنا..
فإذا فقدناهم عرفنا أننا قد خسرنا بفقدهم وإلى الأبد من
كانت محفورة فى أعماقهم محبتنا وهيبتنا،واكتشفنا حين
لا ينفع الندم أننا لن نلقى فى الحياة بعدهم إلا من لا
يردعهم حب أو احترام عن رد إيذائنا إلينا إذا عاملناهم
بنفس الطريقة..
فأى حماقة بشرية نرتكبها فى حق أنفسنا وأعزائنا؟ ولماذا نفتقد فى بعض المواقف حكمة الاعرابية الامية
التى لا تقرأ ولا تكتب والتى أدركت هذه الحقيقة البسيطة
منذ عشرات القرون حين وضعت أمام اختيار صعب بين الأهل ..فقالت فى نهاية حديث طويل كلمتها الشهيرة"...
أما الأخ فلا يعوض" مشيرة إلى أن الإنسان لا يستطيع
أن يستولد أبويه أخاً جديداً مهما كانت حاجته لذلك
ولا يستطيع أن يشتريه بمال قارون...ولو ملكه. ولقد عرفت ذلك كله الآن بعد أن ظلمت أخاك طويلا ..
ويؤرقك إحساسك بالذنب تجاهه ..وتتمنى لو تعرف أنه
قد سامحك لكى يطمئن جانبك..ولست أظن أمثاله _ممن يعبرون الحياة فى رحلة قصيرة لا يعرفون فيها سوى الآلام والأحزان..ولا يأخذون من الدنيا خلالها شيئاً قادرين على عدم الصفح عمن أذوهم..وهم من يغفرون للحياة أصلاً ما لا قوة فيها من ظلم ومعاناة . لكن لا تستكن إلى ذلك يا سيدى
وإنما أعن نفسك على التطهر من الذنب تجاه أخيك بإعلان براءته من كل الشكوك والهواجس عند كل من وصلت إليهم شكوكك وهواجسك واقض دينه عنه لأصحابه وهو بعض
ماله من دين فى عنقك وقد كان كما عرفته كريما غنى النفس عزوفا عن التطلع إلى ما بين يديك وهو المحروم منه وصاحب بعض الحق فيه ...ولعلك تعرف بعد ذلك أن الإنسان يستطيع أن يكرم العزيز الراحل بإكرام صاحبه وأنت قد عرفت الآن أن أصحابه لم يكونوا عند سوء ظنك ..فلا تشح بوجهك عنهم بعد الآن وتقبلهم قبولا حسنا ..ثم احرص على أن تزور أسرة خطيبة شقيقك التى تعاليت عليها فى الماضى
وتعرف على من اختارها قلبه واعتذر لها عن مجافاتك لها
ثم صل بعلاقات المودة هذه الأسرة المكافحة التى
احتضنت أخاك حين لم يجد منك نصيراً فتشرفه فى
غيبته النهائية بعد أن فاتك هذا الواجب فى حياته. يبقى بعد ذلك أن تتوجه بقلبك إلى الله طالبا العفو والمغفرة..فإن ظلمك لأخيك وطمع الدنيا الذى أعماك
فى بعض الفترات عن إدراك أنه كان نعم الأخ لك ونعم
الرفيق ،وتسلطك على أسرتك ومنعك لها من مشاركته الفرحة الوحيدة تقريبا فى حياته القصيرة الحافلة بالآلام ..
كل ذلك فى ظنى من الكبائر التى لا يمحوها
إلا الاستغفار وصدق النية
"وإن تستغفروه يغفر لكم"
آخر تعديل همسات مسلمة يوم 09-16-2012 في 03:06 AM.
|