جددت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مساء الخميس تنديدها بالهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي، وأكدت على ضرورة أن يقف الزعماء حول العالم في وجه العنف وأن يتخذوا إجراءات تكفل حماية البعثات الدبلوامسية الأميركية من الاعتداءات.
جاء ذلك خلال حفل نظّم في مقر وزارة الخارجية الأميركية بمناسبة عيد الفطر الذي قالت كلينتون بشأنه "أدرك أن عدة أسابيع مرت على العيد، لكن على الرغم من التأخير نحتفل بالعيد وبنهاية شهر رمضان، إنها مناسبة نعتزّ بها هنا في وزارة الخارجية".
لكنها أضافت أن "اجتماعنا الليلة فيه حزن أكثر مما يودّه أي منا، ويأتي خلال فترة حزينة وأيام صعبة لأسرة الوزارة"، مشيدة بجهود السفير الأميركي كريس ستفينز والدبلوماسيين الثلاثة الآخرين وهم شون سميث المسؤول في إدارة المعلومات، وأيرون وودز وغلين دوهيرتي العنصران السابقان في قوات النخبة (Navy Seals).
وقالت متحدثة عن القتلى الأربعة "لقد كانوا رجالا شجعانا، كانوا ملتزمين بجهود بناء مستقبل أفضل للشعب الليبي، ونحن ندين العنف بأشد العبارات. العنف ضد مراكزنا في بنغاري ومصر والآن اليمن".
من جانبه، قال السفير الليبي "إنه يوم حزين بالنسبة لي، لأنني تلقيت نبأ مقتل صديقي العزيز وزميلي السفير كريس ستيفنز، لقد عرفت كريس لست سنوات".
وأضاف السفير "علي أن أبلغك سيدتي الوزيرة والشعب الأميركي كافة، أن كريس بطل، إنه بطل حقيقي، إنه الرجل الذي وثق في الليبيين وآمن بقدرتهم على تحقيق الديموقراطية بعد 42 عاما من الديكتاتورية".
وتابع الأوجلي قائلا "لقد صدمنا بمقتل الدبلوماسيين الأميركيين الأربعة، إنه محزن قول هذا ولكن أنا على يقين أنها مسؤوليتنا ومسؤولية الشعب الليبي أن نوفر الحماية لشعبنا ولحماية الأميركيين في المركز الأول وكافة البعثات الدبلوماسية في بلادنا".
وتوجه إلى كلينتون قائلا "من فضلك سيدتي الوزيرة تقبلي اعتذارنا وتقبلي تعازينا بوفاة الأميركيين الأبرياء الأربعة"، مضيفا "فقدوا حياتهم على الأراضي الليبية، كريس كان يحب بنغازي، يحب ناسها، تحدث إليهم، شاركهم الطعام، وكرس حياته ومع الأسف فقدها بسبب التزامه" بتحقيق مستقبل أفضل لليبيا.
في سياق متصل، أكدت الوزيرة أن "حرية المعتقد والتسامح الديني أساسيان لبناء الاستقرار في أي دولة"، مشيرة إلى أن "الكراهية والعنف باسم الدين إنما تسمم البئر".
وتابعت أن "كل شخص مؤمن وحسن النية يدرك أن ما قامت به مجموعة صغيرة ومتوحشة في بنغازي لا تكرّم أي ديانة ولا يمثل وسيلة لإجلال الله بأي شكل، فضلا عن أنهم لا يتحدثون باسم أكثر من مليار مسلم حول العالم وكثير منهم (المسلمين) أعربوا عن تضامنهم معنا خلال هذه الأوقات الصعبة، لكن للأسف خلال الساعات الـ24 الماضية، رأينا أيضا انتشار العنف في مناطق أخرى".
وأردفت قائلة "يحاول البعض تبرير تلك الأعمال على أنها رد على الشريط المستفزّ والمقيت الذي نشر على الانترنت، لكن كما قلت في وقت سابق إن الولايات المتحدة تدين مضمون ورسالة الفيديو"، مشددة على أن بلادها "تدين أي محاولة متعمّدة لتشويه صورة الاعتقادات الدينية للآخرين".
وقالت "الليلة علينا أن نعيد إلزام أنفسنا بالعمل نحو مستقبل يتّسم بالتفاهم والقبول بدل الارتياب والكراهية والخوف، يمكننا التعهد بأنه إذا تحدث شخص عن جهل أو تعصب أعمى سيرد عليه عشرة آخرون ضد القذف والسب، الرد على الجهل بالتنوير، الرد على الكراهية بالفهم، الرد على الظلمة بالنور، وأنه إذا أقدم شخص على عمل عنف باسم الدين فإن الملايين سيردون عليه بالإدانة".