ليس لعبور تلك الحدود نهاية !!
تلك الحدود وقف عندها الجميع ..
الكثير منهم وقفوا بلا حراك قانعين بحالة السكون ..
يتطلعون إلى اليمين والشمال ..
وكثير من هذا الكثير رأى ذلك الظلام فأصابه الفضول ..
الرغبة في خوض غمار المجهول ..
فتحركوا بلا شعور ..
همس أحدهم : لنعد , أشعر باختناق ..
قال آخر : خطوة واحدة أخرى يا جبان ..
: إلى أين وسط الظلام ؟؟
: ألا ترى , خطوة أخرى لتلك الجنان ..
: أنا عائد من حيث أتيت يا فلان ..
وبعد تلك الخطوة تتالت خطوة ثم خطوة ثم خطوااااات ..
لذة ممزوجة بسعادة وقتية واهمة ..
تلاها ألم مغروز في أجساد واهنة ..
تشعر فجأة أنها في قلب العاصفة ..
.
.
.
من منا لا يمر بيوم عاصف ..
يوم يصبح فيه على حافة الهاوية ..
في مهب الريح , في قلب تلك العاصفة ..
أو تحت الرمال الخانقة ..
تصارعه المشاعر ..
.
.
ألم و ندم
حسرة و خوف
اكتئاب واختناق
.
.
قلب بنبضات عالية ..
عيون بدموع متساقطة ..
شفاه مرتجفة ..
يدان باردة ..
.
.
لا تجزع ..
كن مؤمنا ..
كن متفائلا ..
فأنا متأكدة أن
.
.
نبضات قلبك العالية هذه
ودموعك المتساقطة
وشفاهك المرتجفة
و يداك الباردة
ستصبح يوما
.
.
خفقات حب
دموع فرح
رجفة ابتسامة
وبرودة من شدة السعادة ..
.
.
كل يوم سيء يمر علينا
يدفعنا قدما نحو الأمام
لنرى ضوءا وسط الظلام
حتى لو كان خافتا
بعيدا كالسراب
.
.
.
هنا فقط سنعلم أننا ...
لابد سنتوه في دروب الحياة ..
عندما نصر أن نسير وحدنا بلا أهداف ..
تماما كسفينة بلا ربان أو ملاح ..
تسوقنا أقدامنا إلى طرقات لم يطأها قبلنا إنسان ..
عتمة وظلام ..
ودرب بالشوك ملأن ..
قد نجد ما نريد في نهايتها بعد هوان ..
وربما
لن نجني منها إلا الخواء ..
عندها سنضطر للعودة
وسنبدأ بالمسير دربا من جديد ..
ظلام آخر وعتمة أخرى ..
قف مكانك
انظر حولك
لم لا نضع دربا أمامنا
نمسك مشعل الإيمان بيد
واليد الأخرى نمسك بها يد إنسان ..
أما , أبا , أخا , صديقا أو حتى أحد الجيران ..
سنشعر حينها أن الدرب صار كالجنان ..
نور ودفء وقلب خال من الأحزان ..
هذه هي سنة الحياة ..
نحن نختار دروبنا ..
مظلما كان أو بالنور وضاح ..
نحن نقرر مصائرنا بأنفسنا ..
جحيما صيرناه أو إحدى الجنان ..
نعم ..
نحن من نهدم أو نبني عالمنا ..
.
.
.
عاد من الظلام , عاد مثخنا بالجراح شاعرا بالخواء ..
لكنه لم يكتف بالوقوف على تلك الحدود ..
تحرك قدما نحو الأمام ..
ظانا أنه سيلقى شيئا أجمل من تلك الجنان ..
سيلقى صديقا سبقه لتلك الأنوار ..
فلان مات يا فلان ..
مات قبل أن يعبر الحدود ..
عندما تفقد شخصا عزيزا وتشعر أن الدنيا ضاقت عليك بما رحبت.. هل تظل دوما الابتسامة الزائفة على شفتيك ؟؟ وذلك الألم المبرح يقطع نياط قلبك ؟؟؟؟
عندما يرحل عنك ولا يترك خلفه إلا الذكريات وأي ذكريات ؟؟؟..
هل تظل حبيس الزمن الماضي أم تنظر إلى مستقبلك ولو بنظرة يملؤها الحزن ؟؟؟
عندما يمر بك طيفه الباسم أو حتى طيفه الغاضب ولو لوهلة ...
هل تتمنى أن يعود إليك للحظة لتخبره كم تحبه ؟؟ أو كم تشتاق إليه؟
عندما تراه في أحلامك يحادثك وتحادثه أيها المسكين ...
هل تتمنى لو تعيش دوما في دنيا الأحلام ؟؟ أم تستيقظ وتعيش واقعك الأليم وأن هذا الشخص العزيز لم يعد موجودا ؟؟؟
عندما...... عندما ....... عندما ........
هل .......؟ هل ...........؟ هل ........؟
.
.
.
إنك فعلا إنسان ضعيف ... رغم كل ما تتمناه وكل ما تفعله...
اعلم جيدا أن ما يذهب لا يعود .... نعم لا يعود ...
استيقظ وعش عالمك ولو كان مرا.....
جاهد وسترى أن هناك ما يستحق لتعيش من أجله ....
انظر حولك , ستتيقن أن العالم مازال يسير وأنت قابع مكانك أسير ...
وأسير ماذا ؟؟؟؟؟؟
أطياف ..... أحلام ....
الحياة تحتاج منك أن تقاتل ... فانهض واجمع شتات قلبك المحطم ..
سر إلى الأمام قدما ....
فأنا أعلم أن هذا ما كان يريده منك ذلك الغالي .......... قبل أن يرحل ..
.
.
.
اشتعلي يا قناديل الصبر في قلبه ..
نوري الطريق
أزيلي ذلك الألم..
أخبريه أنه يوما يلاقي ربه
بلا حساب أجره سيلقاه
بلا ندم...
افرشي بالإيمان دربه
بالحب
بالأمل..
ارسمي بها بسمة على شفاهه
افتحي له عينا أغمضها اليأس ..
هنا وهنا فقط سيسير للجانب الآخر ..
بقلب قوي مؤمن صامد ..
قد يتعثر وقد يتألم لسبب تافه ..
قد يثور و يقرر أن يعود فقط ليعاند ..
قد يستسلم ويصبح كل شيء حوله باهت ..
.
.
.
.
هل شاهدتم يوما كيف تندفع مياه الأنهار ؟؟
بهدوء ورتابة ..
لا يوقفها أي عائق ..
مخترقة أعماق الغابة ..
هل رأيتم كيف تسير حمم البركان ؟؟
ساخنة مشتعلة ..
تكتسح كل ما حولها ..
تنهشها بحرارتها اللا محتملة ..
هل أبصرتم كيف يتحرك الإعصار ؟؟
بصخب وضوضاء ..
مقتلعا كل ما يمر به ..
دون أي استثناء ..
هذه هي الحياة ..
تسير بهدوء ورتابة وصخب وضوضاء ..
بوجع ومرارة بحب وهناء ..
ولد هذا ومات ذاك ..
ترملت تلك و تزوجت هذه ..
فرح هؤلاء وحزن أولاء ..
هذه هي الحياة ..
تكتسحنا أحداثها يوما ..
تخترق قلوبنا وربما تقتلعها أحيانا ..
ولكنها رغم هذا ..
تسير
وتسيـر
وتسيــر
دون هوادة ...
لن تتوقف لبرهة لأجل هذا ولا ذاك ..
ولن تنتهي عند موت هذا أو عيش ذاك ..
نعم , لن تنتظرك لتجمع شتات نفسك المحطمة ..
هذه هي الحياة ..
قم , انهض , أسرع واغتنم ..
فكل يوم يمر عليك
كل ساعة
كل دقيقة
كل ثانية
ستطوى , ستذهب ولن تعود ..
لن تعود ..
شيء واحد فقط لن يطوى ولن يزول ..
ليس من نهاية لذلك العبور ..
لنحاول فقط أن نقف عند تلك الحدود ..
عن يمين الحدود وشمالها عاشت شخصيات في حياة عاشقة أو حيواة أخرى رُويت لعاشقة أو ربما سمعتها عاشقة يوما :