عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2012, 02:58 PM   رقم المشاركة : 149
اسير الصمت
مشرفة عالم حواء






 

الحالة
اسير الصمت غير متواجد حالياً

 
اسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة

 
افتراضي رد: روايه جميله جدا


من تحركت السيارة جريت العنود لفوق وقالت بحماس : بأروح لأزهااااااااااااار ..
شهقت الجوهرة باستنكار وقالت هدى : الناس ما راحوا يا ...
وبترت حديثها لمن اختفت العنود , جابت لها سيتي بنطلونها اللي كانت لابسته في الكوفيره وفكت فستانها بسرعة و فسخته ولبست بلوزتها وسحبت البنس اللي في تسريحتها ولمت شعرها بربطة وتحركت بسرعة للدولاب , خرجت عبايتها وطرحتها ولبستها وهي تمشي بخطوات واسعة , صوت كعبها نبهها , توقفت وفكت ربطات الصندل ورمته لسيتي وهي تقول : هاتي صندلك ..
هزت سيتي راسها وقالت باعتراض : لااااااااااا , اس هادا أنووووووووود !!..
دنقت العنود وسحبت الصندل وهي تقول : مدينة ماني فاضية لك ..
ولبست الصندل وهي تقول بفرح : بابا جاسم وماما أزهار في نونووووووو ..
شهقت سيتي بفرح وضمتها وهي تبارك لها , قالت العنود بضحكة : قولي ماشاء الله ..
: ماسا الله ..
كملت العنود بفرح وهي تأشر بيدها : إثنيييييييين , بنت وولد ..
وتحركت وهي تكمل : بأروح لها دحين ..
ونزلت وهي ترفع جوالها وتدق على عبد الرزاق , لمن شافتها هدى قالت باستنكار : عنييييييييييد ..
قالت العنود وهي تتوجه للباب : سوري مامي , هذي أزهااااار..
ورجعت لفت وهتفت وهي تقبض يدينها بحماس : بعدين هذولي توأم , أول توأم في العائلة ..
قالت الجوهرة باعتراض : أميييييييييييييي ..
ابتسمت هدى وقالت : ما ألومها , آآآنا ودي أخرج , بعدين إذا في أحد يوديها ليه لا ..
لفت الجوهرة بوزها وقالت بهمس : حتى أنا ودي أروح , أففففففففف , دايم هالبنت تسوي اللي في راسها ..
: وين عنود ؟؟
التفتت الجوهرة لسفانة وقالت وهي تهز أكتافها : راحت لأزهار ..
شهقت ريم وهتفت : الخااااااااااااااااااينة , ولا أعطتنا خبر ..
***
: يا حمارة ما تفهمين , أنا مع الهنووووووف , حتى اسمعي البواري ..
وفك الطاقة وخرج الجوال ورجع لإذنه وقال : دقي على أبويه هو يوديك ..
وصك الجوال وفتح الاستديو وقال وهو يرجع جواله : هنوفه , خذي عارف إنه بتموتين , شوفيهم هذولي التوأم ..
هتفت الهنوف بفرح : كذااااااااااب ..
وسحبت الجوال وهي ناسية كل شي حولها , قال عبدالرزاق وهو سعيد لنبرة الفرح في صوتها وقال : إنتي أول وحده تشوفهم بعد منى طبعا ..
شهقت بخفة وقالت : يهبلوووووووووووون , البنت شكلها أصغر من الولد ..
قال : ترا هنا في الصورة كبار , لو شفتيهم على الطبيعة مايجون قد الذراع وراسهم تقولين برتقالة ..
ضحكت على تشبيهه ودنقت على حسان وهي تقول : حسان شوف كيف يجننووووووون ..
ابتسم وقال : حلوين ..
ولمن وصلوا للشقة القريبة من عمل حسان والبعيدة عن أهله وأهلها توقفت البواري , دخلت الهنوف الشقة الأرضية بمساعدة حسان وعبد الرزاق , وأول ما دخلوا قال عبد الرزاق : يلا أستأ ..
وسكت لمن تشبثت فيه الهنوف , لف عليها , لوهلة شاف البندري , نفس العيون , تأملها بصمت قبل مايضمها بقوة وهو يهمس : انتبهي لنفسك ..
الهنوف اللي كانت في قمة الخجل والتوتر نسيت كل شي وهي تحس بغرابة احتضانه , همست : عبد الرزاق ..
بعد عنها وابتسم لها ولف على حسان وقال بصوت متهدج : لا أوصيك عليها يا حسان تراها الغالية ..
ابتسمت له بمحبة وشكر , هز راسه لها وخرج ..
نزل الدرجات البسيطة بسرعة وتوقف عن باب العمارة وهو يسحب الهوا لصدره بشهقات عميقة , غمض عيونه وبلع ريقه وتحرك خارج بسرعة , لوح للشباب بمرح ودخل السيارة وبدأوا مسيرة بواري جديدة للقاعة ..
***
ابتسم حسان لمن شافها تفرك يدينها وتتلفت يمين ويسار وتأملها برقة وقال : بكرة من نصحى أوديك تشوفينهم وتسلمين على أزهار ..
رفعت راسها وهتفت بعدم تصديق : والله ..
ابتسم وهز راسه وقال : بإذن المولى ..
ابتسمت له بحب صادق وهي تقول بعفوية انطلقت من قلبها : الله لا يحرمني منك ..
رفع حواجبه وقال : هاااااا ..
تلون وجهها بخجل وزاد خجلها لمن قال بحماس : تكفين عيديها مرة ثانية ..


****************************


الساعة 2,30 صباحا :
في شقة مشاعل :

جريت هاله وهي تقول : مشااااااااااااااااعل , أزهااااااااااااااااااااااار ..
قالت أحلام وهي تطالع في الساعة : مسسسسسسسسسرع ما خلص جوازهم ..
ضحكت مشاعل وقالت وهي تتناول الجوال : أكيد حسان عجلهم ..
وقالت بعد ما ردت : هلاااااااااااا والله ..
: مشاعل ..
صوتها الغريب خلى مشاعل تهتف : أزهار , اش فيه صوتك ؟؟
وصلتها ضحكت أزهار قبل ما تهمس : ولدت ..
شهقت مشاعل وصرخت : كذااااااااااااااااااااااااابة ..
: مشاعل مافيني طاقة أجادلك مالي شي فايقة من البنج ..
غمضت مشاعل عيونها وهي تبكي بصمت ..
: مشاعل , مشاعل , شعولة ..
مسحت دموعها وهمست : معاك يا قلبي , ألف ألف مبروك , ماكان لازم تتعبين نفسك وتتصلين ..
: ولو , واجب يا قلبي , التوأم الثاني طلع بنت ..
هتفت بفرح : وااااااااااااااو , ماشاء الله , الله يحفظهم يارب ..
وكملت بهدوء: زهورة قلبي آخذ منك التفاصيل بعدين , المهم إنك طيبة والتوأم طيبين ..
: حطوهم في حضانة بس الدكتورة توها طمنتني إنهم بخير الحمد لله ..
هتفت : الحمد لله , الحمد لله , الله يقومك بالسلامة يارب ..
وشكرتها على اتصالها وقفلت الجوال وقالت بصوت مخنوق : ياقلبي متصلة بنفسها تخبرني ..
وغطت وجهها وهي تبكي , ضحكت أحلام وقالت : صدق غباء , يعني هذي دموع الفرح ..
تحمست هالة وبعدت يدين مشاعل بقوة وهي تمسح بسبابتها دموع مشاعل قبل ما تلحسها , قالت مشاعل وهي تدفها بعيد عنها : بلا هباااااااااااااال ..
قهقهت أحلام لمن تفلت هاله وقالت بقرف : وعععععععع , مالحة , كذابين اللي يقولون دموع الفرح حلوة ..
قالت أحلام : والله ..
ومدت يدها لوجه مشاعل , صرخت مشاعل باستنكار وهي تدفها بعيد عنها وتضحك في نفس الوقت على خبال أخواتها اللي يصحون في هالوقت المتأخر وهم فايقين رايقين بعد ما ناموا النهار كله , قالت أحلام بفرح : يلا كلها كم شهر وتتزوج هلوله وتجيب لنا نونو نلعب عليه ..
انكمشت هاله اللي تنتظر نتيجة فحص خطبتها للمتقدم اللي جاهم الأسبوع اللي فات وطالعت في مشاعل بصمت , ابتسمت مشاعل بصدق لأول تعليق أطلق عن الخطوبة وقالت : نلعب عليه وبس , والله لا أقطع خدوده بالعض ..
أطلقت هاله نفسها الحبيس وقالت بمرح : لا والله , هذا إذا خليته في يدكم يا مجرمين ..
كانت تحس بالسعادة الحقيقية العميقة لأختها والألم في الوقت نفسه لأنها عارفه إن أختها مهي قادرة تستمتع بخطوبتها خوفا من جرحها , وهنا حيكون جهدها مضاعف , تسكت الألسن الجارحة اللي حولها وفي نفس الوقت تبتسم لأختها عشان ما تصدق الكلام اللي يشاع وما تظن لوهلة إنها مهي سعيدة لزواجها اللي حيكون قريب إذا كانت الفحوصات متوافقة ..

**************************


في المستشفى :

زفر جاسم وقال : متى بتخلصون ؟؟
مسحت العنود دموعها وقالت هي تبعد عن حضن أزهار : مالك دخل ..
ورجعت مسحت شعر أزهار وهي تسألها : تعبتي ياقلبي ؟؟
بعدها جاسم وقال : اش هالسؤال السخيف ؟؟ ابعدي عن أبويه ..
وقف أحمد جنب السرير ومسد يدها بحنان وهو يقول : عساك عالقوة يابنتي ..
ابتسمت بوهن وقالت : الحمد لله ..
قال جاسم بهدوء : أبويه سمينا الولد عمار بس البنت لسه ..
قال بفرح عميق : على البركة , على البركة , مبروك يا أم عمار ..
ارتاحت أزهار لمن شافت ترحيبه بالاسم , ولفت على جاسم مبتسمة , رص جاسم كتفها ولف على العنود اللي قالت بحماس : عمااااااار , يالله يارب يطلع زي خاله ..
ولفت على أزهار وقالت : شوفي حاجزته من دحين لبنتي الدلوعة ..
ضحكت أزهار وقال جاسم : وإذا ماجبتي بنت ؟؟
قالت بحزم : معليش , يستنى المفعوص إلين أجيب بنت , بعدين مين ياخذها , الضعيفة بتجي في زمن 40 حرمة مقابل رجال , لازم أدور على مصلحتها من قبل ما تخرج للدنيا ..
ولفت بوزها لمن ضحكوا عليها وسحبت أبوها وهي تقول : أبويه يلاااااااا بأشوف الحضانة , تحرك ..
تحرك أحمد بهدوء ورى العنود اللي تجره بحماس , ابتسم جاسم وجلس عند راسها ومسد شعرها وقال : تعبانة ..
غمضت عيونها وهمست : ودي أناااااااام لبكرة بس ماني قادرة أغمض عيوني , ضوضاء غريبة توج في إذني ..
كان وده يقول أشياء كثيرة , يحس بمشاعر غريبة تعتريه , خلاص صار أب , ابتسم لهالفكرة , ثواني ودق الجوال فرفعه وقال بعد ثوان من الصمت : غرفة 212 ..
وصك الجوال وقال وهو يلف عليها : الله يعيييييينك , الليلة هذي ما بتخـ ...
وسكت لمن شافها نايمة , كانت جامده تماما , حس بخفقات قلبه المنقبض تتباطأ , دنق لمستواها وحط إذنه عند فمها , لمن سمع صوت تنفسها الرخيم زفر وقال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
وهز راسه بيبعد الفكرة المخيفة اللي مرقت براسه , مسد شعرها وسلم على جبينها و همس : ياويلك لو فكرتي في يوم تسيبيني لوحدي يا زهرة ..
ودنق لإذنها وهمس : أحبك فوق ما تتصورين ..
وسلم على يدها و تحرك , فتح الباب بشويش وخرج بعد ما طفى النور , تحرك للمصعد اللي خرجت منه أمه والجوهرة اللي جابهم عبد الرزاق , دخل المصعد وقال : نايمة , خلينا نورح للحضانة على بال ما ترتاح ..
انقفل باب المصعد في اللحظة اللي ضمته فيها هدى وهي تبكي وتبارك له , هتفت الجوهرة : أمي حتى في المصعد تصيحين ..
ضحكوا عليها وعبد الرزاق يقول بتريقة : لازم تحط أمي بصمتها , شوية دميعات هنا وهناك ..
قالت الجوهرة بحب : مبروك ياجاسم ..
وكملت بتباهي : تراني أول من يعلم بحكاية التوأم , أزهار قالت لي قبل الكل ..
ابتسم جاسم وقال : الموضوع كان صدمة ليه وإلى الآن ماني مستوعبه ..
انفتح المصعد وتقدمهم عبدالرزاق بحماس وهو يقول : أنا أوريكم وين الحضانة ..
قالت الجوهرة بضحكة : عرفنا فين الحضانة ..
كان صوت صرخات العنود الحماسية يشق سكون قسم الأطفال ..


*************************

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
قبل سنة وعدة أيام :
يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 9,45 مساء :
عند حلول الكارثة :

~ لازم ألقى ستر نجاة وألقى عمير بأسرع ما يمكن , أمي قلقانه عليه و .. ياربي رحمتك وسعت كل شيء , أمي رجولها مستحيل تساعدها على السباحة و أزهار ..~ توقف عن التفكير وعن توزيع السترات على الناس المرعوبة لمن انتبه إنه مابقي إلا سترتين في يده , طالع في الرجال اللي كان يساعده في التوزيع وقال : أحتاج هالسترتين لأمي وأختي ..
قال الرجال وهو يوزع اللي معاه : تحرك بسرعة , أشوف الدخان زاد , الله يستر ..
شكره عمار وتحرك وهو يستغفر عشان يلهي نفسه عن صراخ الحريم وبكاء الأطفال , ولمن شاف عمر وأمه وأخته تحرك بسرعة يبغى يوصل لهم لكن ميل السفينه المفاجئ خلى صندله ينزلق على أرض السفينه ويلتوي كاحله , تأوه بقوة وتدحرج وصدم في الجدار المقابل له , قال من بين أسنانه بتوجع وهو يضم السترتين بيساره ويمسد كاحله بيمينه : الحمد لله , الحمد لله ..
ولمن شاف أمه المتشبثة في عمر فسخ الصندل وتحرك بأقدامه العارية يبغى يوصل لهم ..
: عمـ .. ـار ..
الصوت الضعيف المتقطع اللي وصله خلاه يلتفت للباب اللي خرجوا منه قبل فترة , شاف كائن شبه عار أسود متفحم مستلقي على السلم المعدني , فتح عيونه على اتساعها وهتف : عميـــــــر ..
وجري له وانحنى جنبه و رفعه , أول ما لمسه غاصت قبضته في سائل دافئ لزج , بعد يده وتأمل السائل الشفاف الملتصقة به بعض القطع الغريبة برعب ورجع تأمل وجه أخوه الخالي من الجلد والشعر , زم فمه بقوة يقاوم غصة هاجمته بجنون وضم أخوه وهو يهمس وهو يشعر نفسه بلا حول ولا قوة : سامحني يا عمير , سامحني ..
وصله صوت أخوه الواهن وهو يقول : لمن هاجت الدنيا رجعت , لقيت الغرفة محترقة , دخلت أدور عنكم لكن النار , النار ...
واختنق صوته وتحول لنبرة بكاء وهو يهمس : النار حارة , حرقتني , أكلت جسمي و ...
لمن تذكر شي تشبث في عمار وقال برعب : عمار ما أبغى أغرق , ما أبغى أغرق , ما أبغى أموت غرقان ..
دمعت عيون عمار وهو يسحب شماغه ويفرده قبل ما يغطي به جسد أخوه اللي التصق به به بقايا ثوبه المحترق وهو يهمس : صدقني ما بتغرق ..
ومد يده بيمسح راسه لكنه توقف للحظة وهو يشوف فروة راسه وبقايا الشعر المحترق لاصقة فيها , قبض يده بقوة ورجع فردها وربت بها بخفة على راسه و مسك سترة النجاة وحطها في حضنه وهو يكمل بصوت مخنوق : خلي إيمانك بالله قوي ..
عيون عمير الشاخصة المحدقه بسبب أجفانه الملتصقة تركزت عليه وهو يضم السترة ويهمس من بين دموعه اللي بدأت تنساب : عمار ما أبغى أموت دحين , لسه ما حجيت , أخاف أغرق , لسه ما حجيت , ما أعرف أسبح ..
وتعالى صوت بكاؤه وهو يقول : النار أكلتني , النار حرقتني , ما أبغى أموووووووت , ما أبغى أروح جهنم , عمااااااااااار ما أبغى أموووووووووووووووووت ...
ضمه عمار وسالت الدموع اللي قاومها لمن أزكمته رائحة الشواء المقزز المنبعثة من أصغر أخوانه ونشج بصمت لمن حسه ينتفض بين يدينه , ضمه بقوة قبل ما يقول : لا تشيل هم الحج , ربك عالم بحالك و إن شاء الله ما بتموت..
وقرب فمه من بقايا إذنه وهمس بثبات : قول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
وبعده لمن هدأت نفضته فجأة وهو يقول بلهفة : عمير قول لا إله إلا ...
سكت لمن طاحت السترة من بين يدين عمير اللي شخصت عيونه المحدقة للسماء واختفى أي أثر للحياة منها , طالع فيه بصدمة , مالت السفينة بحدة أكثر فانزلق عمير من بين يدينه لكنه تشبث به بقوة وهو يصدم في درابزين الدرج من شدة الميلان , ضمه وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعوووووووووون , يارب رحمتك , يارب رحمتك , ارزقه الجنة يارب , ارزقه الجنة يارب , ارزقه الجنة يارب ..
واختنقت أنفاسه وهو يشم الرائحة اللي كان متأكد إنها حتعلق بذاكرته إلى يوم موته واسترجع عقله آخر ابتسامة شافها على وجهه الصبوح صرخ لحظتها من أعماقه : عميــــــــــــــر , لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
وتشبث بجسده النحيل وهو يجهش بالبكاء ويصرخ : ياااااااااااااااارب صبرنييييييييييييييييييي , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
ضمه أكثر وهو يهز جسده كإنه يهدهده وهو يقول : عمير , عمير , عمير ..
يد قوية قبضت على كتفه وسحبته وصاحبها يصرخ : تحرك النار وصلِت هنا ..
الرؤية كانت متمايلة من دموعه وما حس بنفسه إلا وهو مسحوب خارج المقطورات , صرخ وهو يحارب اللي ماسكه : أخويـــــــه لاااااااااااااااااا , أخويه هنااااااااااااااااااااااك , سيبنييييييييييييي لازم أجيبه ..
هزه الرجال وهو يصرخ : ماااااااااااااااااااااااااااات , عايز تموت ورااااااااااه ..
طالع عمار في جسد عمير اللي بدأت سحب الدخان الأسود الخانقة تحيط به ورفع راسه للسما وهو يتشبث في الرجال وهو يصرخ بحرقة : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
لبسه الرجال وحده من الستر وضمه وهو يناوله السترة الثانية و سحبه بعيد عن المكان , في ثواني حس بكل الحرارة اللي تجري في دمه من شدة الألم تختفي لمن أحاطت به المويه الباردة من كل مكان , شهق بقوة وهو يطلع لسطح الموية بتأثر السترة , سمع الصوت الجهوري للرجل اللي سحبه يصرخ بهلع : آآآآآآآآآباااااااااااااا , آآآآآآآباااااااااااااااا ..
شافها كإنه اتسلط عليها ضوء ما , كانت تناضل الأمواج في البعيد , صرخ وهو يسبح بكل قوته : أزهاااااار , اسبحي على ظهرك , اسبحي على ظهرك ..
التفتت له و اختفت في الأعماق , شهق لمن غابت عن عيونه وصرخ : أزهاااااااااااااا ..
وانشرق بفعل وحده من الموجات اللي ضربت وجهه , كح بقوة وهو يحس باختناق في أنفاسه , ولمن تجاوز الشرقة وفتح عيونه انصعق من المنظر اللي قدامه , ناس تصارع عشان تطلع لسطح الموية على أكتاف ناس وصرخات آخرين يتساقطون زي الجراد من سطح السفينة المشتعلة , بكاء أطفال وعويل شق ظلمة الليل , فاق من ذهوله لمن ما لقي أزهار بين المتصارعين اللي عقله رفض إنه يخاطر بنفسه ويروح عندهم عشان يدور أخته و بدأ يستغفر وهو يهمس برجاء : أعوذ بالله من سخط الله , أعوذ بالله من سخط الله , اللهم إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي , أستغفر الله , أستغفر الله , أستغفر الله ..


: آآآآآآآآآآآآآآباااااااااااااااااا ..
التفت للرجل لقيه يتشبث بأبوه يرفع لسطح الموية وهو يهتف : آبا , اسمعني بس , المفروض إنك ما تقاومش , آبا , آآآآآبا أنا حمسكك قوي ..
تحرك عمار بسرعة وساعده في تثبيت العجوز اللي كان بيغرق نفسه من كثر خبطه للموية بيدينه وبدأ يلبسه السترة وهو يقول : خلي الوالد يلبسها ...
هدأت مقاومة العجوز للموية لمن طفى جسده بفعل السترة , ابتسم الرجال لعمار وقال بلهجته المصرية الصيلة : روح يارب يرحم أخوك ويبلغه أعلى منزله في الجنه يارب ..
طالع فيه العجوز بامتنان وهمس بصوت ضعيف : الله يجلعه في ميزان حسناتك , أما نوصل البر إن شاء الله حعرفك كيف أؤلك شكرا بحأ وحئيئي ..
ولمن سبح عمار للنقطة اللي شاف فيها أخته قال له الرجال اللي يسبح ببراعة : متشكر يا أخ ...
ابتسم عمار و قال : عمار ..
مد الرجال يده مصافح وهو يقول : أحمد حسين ..
صافحه و ابتسم على الموقف اللي هم فيه وسط الصراخ والغرق يتصافحون !! ضغط أحمد كفه وهمس : الواحد لمن يموت محروء بالنار إن شاء الله شهيد يا عمار ..
دمعت عيون عمار وشكره بصوت مخنوق وهو يعطيه ظهره وهو يسبح لللامكان ...



**************************

رد مع اقتباس