عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2012, 02:55 PM   رقم المشاركة : 148
اسير الصمت
مشرفة عالم حواء






 

الحالة
اسير الصمت غير متواجد حالياً

 
اسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة

 
افتراضي رد: روايه جميله جدا


في نفس الوقت في الطرف الآخر من الأرض :
بجوار البقعة الأنقى من الأرض :
في جدة :
فيلا صالح :

زفرت أم عبد الرحمن وصكت التلفون وهي تقول : حرام عليك يا ولدي ما ترد , الله يسامحك ..
: أميييييييييييييييييي ماتجهزتي ..
لفت على عهود وزفرت وهمست بضيق : وهذا وقته زيارات ..
لفت عهود بوزها وقالت وهي تمشي بخطوات واثقة بكعبها العالي وهي تقول : إيوه وقته , ما أظنك بتردين هذولي الناس , يلا تحركي ..
وطالعت في نفسها في المراية وبدأت ترتب خصلات شعرها بدلع وهي تقول : أخيرا خطاب ..
ولفت على أمها اللي تمشي بتثاقل وقالت : أمي مو معقولة بتقابلين الناس كذااااااااا ..
زفرت وقالت : غصب عني أخوك عبد الرحمن مايرد , قلبي ناغزني عليه من يومين ..
ابتسمت عهود وقالت كاذبة : غريبة أنا مكلمته اليوم ..
تجلت الفرحة على ملامح أمها وهي تهتف : والله ..
وتمسكت في عهود وهي تقول بلهفة : كلمتيه , سمعتي صوته ..
ابتسمت وقالت بلا أي شعور بالذنب : وقال سلمي على أمي واستسمحي منها , ماقدرت أرد عليها كنت مشغول ..
ابتسمت الأم وقالت : الله يطمن قلبك زي ماطمنتيني , ياااااا الله إنك ترده لي سالم غانم ..
ولفت وسألت : ماقلتيله إنه يتصل على حسان وعمك عشان يباركلهم بالزواج و ..
تأففت وقالت وهي تدفها : يووووووو يا أمي , خليك في همي دحين , يلا دحين بيجون الناااااااس , روحي إلبسي أكشخ لبس عندك ..
وتبعتها وهي تكمل : ولا أقولك أنا أطلع لك بنفسي أخاف تفشليني قدام الناس وتشردينهم ..
ولمن مرت من عند ريم اللي خرجت من المطبخ وهي شايلة ساندوتش وعصير قالت بقرف : وإنت خليك في الغرفة لا أشوف رقعة وجهك , صح ما تنافسين جمالي بس برضو ما يدخل إلا العروسة ..
قالتها بدلع وهي تلحق أمها , قالت ريم وهي ترميها بنظرات شذرة : والله إن صار توافق أعرف إنه هالرجال واحد من اثنين , يايحبه ربي ويبغى يبتليه بمصيبة ولا أمه داعية عليه ليلة القدر ..
توقفت عهود عن الحركة ولفت بحدة على ريم اللي رفعت حواجبها وهي تقول ببرود : خير قلت شي غلـــــــط ..
وكملت وهي تطلع للغرفة : صح ما أقدر أعلم أحد لكن أقدر أرمي كلام لمن أبغى أرمي ..
سحبت عهود نفس عميق وقالت بابتسامة : ما بأخلي شي يكدر علي , الليلة خطبتي ..
دقايق مرت قبل ما يحضرون الأهل , وكانت أم عبد الرحمن ترحب بهم وهي تقول : هذي هي بنتي الكبيرة عهود ..
ابتسمت عهود بخجل مصطنع وهي تصب القهوة لهم , ابتسمت الأم وقالت : بسم الله ماشاء الله ..
جلست عهود جنب أمها وهي تطالع الأرض , ابتسمت الأخت الكبيرة وهي تقول : كم عمرك يا عهود ؟؟
ماردت عليها عهود في حين قالت أمها : 24 سنة ..
ابتسمت الأخت وقالت : يعني مطلق أكبر منها بـ 12 سنة ..
وكملت بلطف : يمكن ما تعرفيني يا عهود أنا منار , قابلت أختك ريم في زواج أخو أزهار ..
ابتسمت أم عبد الرحمن وقالت : ما علينا من العمر وغيره , إحنا قلنالكم من قبل إحنا نشتري الرجال ..
بدأت منار تحكي عن مطلق وختمت كلامها وهي تقول : وصراحة محنا عارفين اش نقول , مطلق وده في نظرة شرعية بعد إذنكم طبعها ..
ابتسمت عهود بثقة وقالت أم عبد الرحمن بفرح : في أي وقت تطلبونه , حياكم الله ..
وبعد ما ودعوهم وخرجوا , صرخت عهود بحماس وبدأت ترقص وهي تقول : أخيرا , أخيرا ..
وزفرت وقالت وهي تتأمل تقاسيم وجهها الفتان في المراية : منتي أحسن مني في شي يا عنود , إنتي مهندس وأنا دكتووووووووووووووووور ..
ورجعت ترقص وأمها تضحك عليها وهي تنادي ريم , طلت ريم وقالت : أمي ناديتيني ..
قالت بفرح : تخيلي مين طلعوا الناس , أهل مطلق الدكتور اللي عالج أزهار ..
هتفت ريم بصدمة : مــــــــــــطــــــــــــــــــــلق ..
استغربت أمها هتافها ولفت عليها عهود بحدة ورجعت ابتسمت ورفعت حواجبها بتحدي , طالعت فيها ريم بكره وصرخت بغيض : خليهم مادام مايدروووون إنه لبس الخلاخل والبلى من داخل يستاهلون ..
وجريت لغرفتها وطبقت الباب بكل قوتها , لفت أمها وهتفت : عهود , اش فيها أختك ؟؟
قالت بتريقة : غيراااااااااااااانة , اش ذنبي إن الله حلاني وبشعها ..
: عهووووووووووووووووووووووود ..
رمت أمها بنظرة شذرة وتحركت بتأفف وهي تقول : أعد الأيام عشان أطلع من هالبيت , قرفففففف ..
: اللي يسمعك يقول قصرنا معاك في شي ولا ناقصك شي ..
لفت على أبوها اللي توه دخل وقالت : هلا أبويه هلا ..
وكملت بدلع وهي تضمه : وييييييييي ما قصدت كذا و قصدي ريم هذي قاعدتلي في كل شي ..
رفع حواجبه وقال : ريـــــــــــم !! ريم لا تهش ولا تنش ..
قالت بحزن مصطنع : والله عقرب ثرى , ما تدري عنها اش تسوي فيني ؟؟ تطلع عليه كلام وبلاوي ..
مسح صالح شعرها وقال وهو يمشي معاها : لا أكيد تتوهمين , بعدين مضاربة الأخوات لابد منها ..
وسحب شماغه ورماه على الكنبه وهو يلهث ويدور في جيبه , سحبت علبة الدوا من الجيب الثاني وفتحتها وناولته حبه وهي تقول : بالعافية ..
ابتسم وقال : الله يفرحني بك يابنتي ..
ابتسمت بدلع وقالت : قريييييييييييييييييييب إن شاء الله ..
وراحت لغرفتها وهي تدندن بمرح , جلست أم عبد الرحمن جنبه وبدأت تكبس رجوله وهي تقول بفرح : عبدالرحمن رد أخيرا ...
وبدأت تحكيله بضع الكلمات اللي سمعتها من بنتها وهي تصورها كحكاية سعيدة قبل النوم لصالح اللي ابتسم وهو يدعيله ويدعي لعبد الإله بداخله ...
بعدها بـ 13 يوم :
يوم الخميس 7 / 1 / 1428 هـ :
بعد العصر في بيت أحمد :

صكت ريم الجوال بقوة وقالت بغيض وهي تلبس عبايتها وتتحرك لخارج الفيلا : يوم أقولك قارفتني في عيشتي تصدقين ..
زفرت العنود وقالت تهدي ريم اللي ماكانت تبغى تروح للكوفيرة لكن عهود أصرت إنها تروح وبالتالي أمها أجبرتها تروح مع أختها : الله يعينك عليها ..
ولفت على أزهار وقالت من بين أسنانها بغيض : اللي يشوفها الحيزبون يقول هي أول وحدة تنخطب في العالم كله , قال إيه , رايحة للشيخة عشان أول طلة لها بعد الخطوبة ..
غمضت أزهار عيونها لمن حست بالمغص اللي صايبها من الصباح يرجع بشكل أقوى وقالت بهمس : عنود لا تغتابين عشان ما تاخذ حسناتك ..
حطت العنود يدها على بطن أزهار وسألت : لسه ممغوصة ..
دفت أزهار يدها بخشونه وقالت باعتذار لمن شافت صدمة العنود : سامحيني بس لمن أنمغص ما أحد يلمس بطني ..
ابتسمت العنود وقالت وهي تعدل خصلات شعرها بحنان : أنا لو في اثنين يرفسون جوتي بأذبح كل اللي حولي مو بس أدف يدهم ..
طالعت فيها أزهار بامتنان وقالت : شكرا لأنك جلستي معايا ..
زفرت العنود وقالت بهمس : بيني وبينك من وفاة البندري وأنا أكره الصوالين , عشان كذا صرت أفضل اللي يجوون في البيت ..
وزفرت لمن تذكرت بكاء الهنوف الحاد اليوم الصباح وقالت : الله يعين الهنوف ..
ضحكت أزهار لمن اختفت المغصة وقالت : ماعليك , الجوهرة معاها ..
ضحكت العنود وقالت : إيوه لو تنزل دمعة تصلبها بكفففففففففف ..
قالت أزهار : حراااااااااام عليك , هي صح لسانها طويل ومتبري منها لكنها مهي متوحشة ..
أشرت عليها العنود وقالت بحماس : اغتبتيها , اغتبتيها ..
ضربت أزهار يدها وقالت : يا فرحتك , هو في أحد يعاشرك ومايغتاب ..
وبدأت تستغفر , قالت العنود وهي تحرك حواجبها : قوليلها عشان ماتصير غيبة ..
شهقت وقالت : أقول للجوهرة , مستحيــــــــل أنا ماحسبت ترضى عني وتصير علاقتنا زي السمن على العسل ..
وكملت برهبة : وإنتي تعرفين كيف لمن تعصب ..
قهقهت العنود وقالت : نفسي ألقى أحد مايخاف من لسان الجوهرة و ..
دقايق وجات نور وهي تعلن حضور الكوفيرة , قالت العنود وهي تقوم : أروح أتصل بسفسفه عشان تجي , خليها تبدأ بك ..
وتحركت لجوالها , لقيت رسالة , فتحتها وتبسمت وهي تقرأها وقهقهت من قلبها ورجعت اتصلت ..
أول ما وصلها الصوت الهادي وهو يسلم , ردت السلام وقالت بدلع : اتصلت عشان أقول إنه مابأغيره , عاجبني كذا ..
زفر وقال بتريقة : يا طول لسانك في الجوال , لا تخليني أحلف أنزل لجدة أقصه وأرجع ..
ابتسمت وهمست : إذا قصه بيجيبك بأطوله ..
صمت ساد الخط خلاها تغمض عيونها بقوة وهي تدعي ربها إنها ماتمادت معاه قطعه وهو يقول : ما لقيت جواب يسكتك يالمصرية ..
فتحت عيونها وعضت لسانها وهي تعترف بصوت عذب : آسفة قلبي , ناوية أجننك ..
وصلتها لهجته الحازمة وهو يقول : عنيد ..
ضحكت وقالت بنعومة وهي تجلس على سريرها : يا قلبها ..
لمن وصلتها زفرته ضحكت وقالت : آآآآآآآآآآآآآآآآسفة , ماني قادرة أقاوم يووو ..
وزاد ضحكها لمن كمل بعصبية : ياحبك للمنذلة , هذا كله ليش قلت لك ما أحب الكلام الحلو لأني ما أعرف أرد عليه ..
قامت من السرير وحمحمت وقالت بصوت عادي : طيب لا تزعل , بأسكت خلاص ..
وأجزاء من الثانية مرت قبل ماتهمس : ترا مايهون علي زعلك ..
: يالله تطولك يارووووووووح , غيري اسمي في جوالك دحين وفكينا ..
قالت وهي تتحرك لتسريحتها وتخرج منها طقم إكسسوارها تجهزه : اختار واحد من ثلاثة , عدنان ولينا , الدب أو اللي مسجلته دحين ..
: إنت اش عندك ويا هالأسماء البشعة , يلعن أبو الرومانسية ..
قالت بتحذير وهي تعتدل في وقفتها : هي حقوق السب محفوظة , لا تسرق عباراتي ..
وكملت بتريقة وهي تحرك يدها : خليك كووووول استخدم ستاااااااااايل خاص فيك ..
لمن وصلتها قهقهته ابتسمت بحب , قال بعد ما ضحك : أكيد بوش بيموت الليلة , عنود صارت تستخدم إنجليزي ..
قالت بتريقة وهي تخرج ورقة تحتفظ بها دوما في هالدرج : أهم شي لا تطلب مني أعيدها لأنها ما بتطلع من لساني مرة ثانية ..
قال : المهم , ما بأشغلك وراك زواج , غيري أبو وردة مسروقة وحطي اسم جديد ..
سكتت وهي تتأمل الكتابات اللي في الورقة ..
: عنود ..
: عنودي ..
خرجت من أفكارها وقالت بهدوء : طيب , إن شاء الله ..
ساد صمت قبل ما يهمس : نسيت أسألك كيف حالك ؟؟
غمضت عيونها بقوة وهي تقول : بأقولك بخير بس ماني بخير ..
: عارف , عشان كذا اتصلت ..
قالت تبغى تخرج نفسها من الكآبة اللي بدأت تجتاحها : كذاب أنا المتصلة ..
وشهقت وقالت تفسر : ما قصدي بكذاب بمعنى كذاب قصدي ..
: لا تتهربين ..
قالت بصوت متهدج :عدنان ما أحب أتكلم ...
قاطعها : أنا زوجك ..
غمضت عيونها ودموعها تنزل بلا حساب , جلست على الأرض وضمت رجولها لصدرها وهي ترص فمها بيد عشان مايطلع أي صوت من فمها فيسمعها أحد وباليد الثانية راصة الجوال على إذنها ..
: عنود كلميني ..
هزت راسها بلا وهي تصرخ بداخلها ~ ألمي لنفسي لأنه محد حيفهمني , محد حيفهمني ~ تأملت الفراغ اللي كان يحوي سرير البندري واللي احتله حاليا شانزليه ملائم لألوان الغرفة وهي تصرخ ~ أبغاها ترجـــــــــــع , أبغاها ترجـــع , في كلام كثير ودي أقوله لها , محد حيفهم هالشعووووووور ~ ..
: عنودي ..
همست بشهقة : ماقيد حلمت بها ..
: إيش , ماسمعتك ..
مسحت دموعها وقالت بصوت باكي متقطع من كثيرة البكاء : ماقيد , ماقيد حلمت بها ..
وانخرطت في بكاء صامت , وصلها صوته الهادي وهو يقول : عنودي قلبي , ترا يقولون في ناس تحلم بس ما تتذكر أحلامها , بعدين حتى لو ما حلمتي فيها تصدقين يقولون الميت مايجي للناس اللي يحبهم عشان ما يحزنهم ..
مسحت دموعها وقالت من بين شهقاتها : والـ .. والله ..
همس : والله هذا اللي سمعته ما أدري عن صحته , لكن هذا اللي سمعته , المهم امسحي دموعك دحين , ترا أنا أكره الدموع ..
ضحكت وقالت : زين اللي قلت لي , كل ما طفشت منك بأصيح عشان أكرهك في حياتك , تعرفني نذلة ..
توقعت إنه يضحك لكنه همس بعتاب : لا تضحكين قدامي وإنتي متوجعة لأنك ساعتها إنتي اللي بتتضررين ..
طاح الجوال من يدها وهي تغطي وجهها وتصيح من قلبها , كانت تصرخ بداخلها صرخات ما تجاوزت شفايفها , صاحت وصاحت وصاحت ..
: عنود ويــنـــــــك , اتصلتي بسفاااااااااااانـــــــة ..
صوت أزهار خرجها من نوبتها وخلتها تمسح دموعها وتحمحم بسرعة قبل ما تقول : جااااااااااااايــــــــــــه ..
ومسكت طرف فنيلتها ومسحت أنفها ورفعت الجوال وهي تقول : وععععععع بلوزتي صارت لزجة , حماره ما جيت أصيح إلا عنده , دحين يقول علي صيا ..
وسكتت وشهقت لمن شافت إنه مازال على الخط , حطت الجوال على إذنها وقالت : ألو ..
وصلها صوته الضاحك وهو يسأل : خلصتي صياح يا أم بلوزة لزجة ؟؟
شهقت وهتفت بخجل : عدناااااااااااان ..
قهقه وقال : خلاص خليني أبو وردة مسروقة وأنا بأغير عنودي لـ أم بلوزة لزجة ..
هتفت : لااااااااااا , خلاص أغير اسمك , والله أغيره ..
: إنزيـــن ..
قالت بقرف : لا تقلب شرقاوي مو لايق عليك ..
: عدااااااااال يامعوده ..
ضحكت وقالت : يلا روح طولت علي وخسرتني ..
: الفاتورة علي ..
همست بدلع : حبيب قلبي خسارتي وخسارتك وحده , إحنا روح في جسدين ..
: إنقلعي عن وجهي ..
قهقهت وقالت بجدية : بأنقلع وما بأشكرك لأنك خرجت شي خانقني من كم يوم لأنه هذا واجبك علي كزوج ..
صمت ساد قبل ما يقول بغيض : برضو إنقلعي ..
ودعته وصكت الجوال ودقت على سفانة وخبرتها , حطت الجوال على الطاولة ومسكت الورقة اللي أرسلتها لها أزهار قبل رحيلها اللي غير أشيااااء كثيرة في حياتهم وقرأتها كإنها تقرأها أول مرة ..

(( أختي الحبيبة , يا أحلى عمود كهرب في جدة كلها ..
أشكرك لأنك كنت ومازلت وستظلين الأخت الرائعة التي لاطالما حلمت بها ..
الآن فقط تذكرت لم انجذبت إليك وانسجمت معك وأحسست أنني أعرفك رغم فقداني لذاكرتي ..
الآن فقط تذكرت أنك كنت دائما خيالا حلمته لأيام وأنا وحيدة بين ثلاث أولاد ..
روحك الصادقة , عفويتك المضحكة , حبك للخير وسعيك له عندما تعرفين طريقه ...
حافظي على تلك الصفات التي تميزك والتي أعشقها فيك ..
لكم مؤلم أن أقول إني راحلة على ورق ..
ولكن أعذري جبني ..
لم أستطع الحضور ..
ذكرياتي التي أفقت عليها مؤلمة حد الموت يا عنود ..
أمي غرقت بين ذراعي أخي ..
أخي الأكبر الذي أعتبره والدي مات أمام عيني بين فكي قرش ..
أخي الأصغر مات أيضا ..
متوجعة أنا الآن ..
متوجعة وخائفة ..
ماذا سيحل بي وبأخي والوحيد ؟؟
الوحيد , كم هي مرعبة تلك الكلمة ..
على أي أرض أقف ..
تائهة أنا الآن ..
ولكن هل تعلمين مايهون علي ..
سأراهم يوما في الجنان ..
عنود انتبهي لكل غالي لديك ..
أمي , أبي ..
الهنوف الهادئة الحساسة ..
البندري العنيدة المتمردة ..
البندري يا عنود , البندري ..
أدخليها عينيك وأغمضي عليها الجفنين فهي بحاجة لك فوق ماتتصورين ..
اهمسي لها أنك بجوارها دوما..
لا تسأليني لم هي بالذات ولكنها الوحيدة التي أتألم لتركها خلفي ..
احتويها يا عنود فأنا أعلم أنك بلسم جراح ..
كنت بلسمي لزمن طويل فكوني بلسمها الآن أرجوك ..

أختك المحبة لك دوما : أزهار ))

تلمست الورقة وهي تهمس : ما احتويتها يا أزهار ..
ودمعت عيونها لمن فتحت الرسالة اللي بخط البندري ودعت من قلبها على عهود اللي كانت ترافقها في السوء ~ كيف عرفت أزهار إنه البندري تحتاج لأحد يحتويها ويهمس لها~ تذكرت كم من المرات مرت من عندها وهي على جهازها وماسألتها اش تسوي , المرات الأكثر اللي ما حاولت فيها تجبر البندري إنها تخرج من عزلتها وتحتك فيهم , بالعكس من شافت تغيرها أول ما دخلت الكلية كشت منها وبدأت تتهمها إنها تكبرت وماعاد يعجبها شي من دخلت الكلية , طوت الرسالة اللي تحسسها بالذنب الكبير اللي ارتكبته وقالت بعناد لنفسها : خليها هنا عشان تتذكرين دايما إنك فرطتي في أختك ..
وصكت الدرج وهي تطالع في صورتها في المراية وهي تقول : ومايشفع لك إنك غيرتي معاملتك لها في آخر أيام حياتها ..
همست بوجع وهي تتحرك خارجة من الغرفة : مايشفع لك , كنت تحت سقف واحد معاها ..
ابتسمت لأزهار الجالسة بتعب على الكرسي والحرمة تسشور شعرها وجلست على الأرض عندها وضمت بطنها وهي تصرخ بداخلها ~ أزهار حامل بتوأم يابندري , واليوم جواز الهنوف , حنضحك ونرقص ونغني , هذي هي الدنيا يا بندوري , هذي هي الدنيااااا ~ خرجت من أفكارها المتألمة على يد أزهار اللي ربتت على راسها وهي تهمس : كلنا مفتقدينها يا عنود , كلنا مفتقدينها , خليك أقوى عشان الهنوف ..
غمضت العنود عيونها تمنع دموعها قبل ما تقوم وهي تقول بمرح : لقيتها , سميهم سامر وماهر عشان كل عيد يكسونهم سامر وماهر وتوفرين إنت وجاسم فلوس كسوة العيد لهم ..
ضحكت وقالت : الله بقطع شرك يالقحروطية يالبخيلة , أسميهم حشمت كسوة , روحي إنقلعي عني ..
لفت العنود بوزها وقالت : يووووو تراك صايرة شرانية بقووووة ..
ولمن سمعت صوت الجرس الخارجي يرن بشكل متواصل قالت وهي تنزل الدرج بغيض : مارحت عنها سفسفه الدب ..
وجريت وقالت لسيتي : مدينة أنا أرد ..
وزاعقت وهي تفتح الباب : جايتك يا مزعجـــــــــة ..
ابتسمت أزهار للكوفيرة المصدومة من صراخ العنود وقالت بهدوء : عادي , تراها تمزح مع بنت عمتها , عادي ..
وضحكت بداخلها وهي تقول ~ الله يخس إبليسك يا عنود , طيرتي قلب الحرمة بصوتك ~ ..
وقفت الكوفيرة عن السشورة لمن وصلتها أصوات حادة , ابتسمت أزهار وغمضت عيونها وهي تريح ظهرها وقالت وهي تأشر لها : كملي كملي تراهم يسلمون على بعض ما يتضاربون ..



******************************


في القاعة قسم الرجال :
الساعة 10 مساء :

السبابة اللي تدق كتفه قبل ما يوصله الهمس الخفيف ..
: اليوم زواجي ..
غمض جاسم عيونه وقال بزفرة : ياخليقة , ياخليقة ..
وزاعق : أحد يبعد هالحسان عني قبل ما أرتكب فيه جريمة ..
قال عبد الإله بتشفي من بين أسنانه : أحـــــسن , خليه يستلمك ..
لف جاسم عليه وقال : ومتشفي فيني ليه يا سيد عبدالإله ..
ابتسم عبد الإله وقال : لأنه ذبحني من أسبوع باتصالاته ورسايله ..
وكمل يمثل الجهاز : باقي ست أيام و10 ساعات و25 دقيقة على زواجي ..
وكمل بعصبية : وهاتك يا رسايل , ذبحني , كل يوم ثلاث من هالرسالة الفرق الوقت المتبقي ..
لف على حسان المبتسم وكمل بعصبية : تصدق عاد , من كثر رسايلك صابني مغص تخيلت إنه زواجي ..
قهقه جاسم وقال وهو يمسك سبابة حسان ويدها على كتفه : خذ راحتك ..
هز عبد الإله أكتافه كإنه يقول حالك أحسن من حالي , قال حسان وهو يعدل بشته : أصلا مايحق لك تتكلم , أنا خاطب من ثلاث سنين وتوني أتزوج , إنت خطبت بعدي بسنتين وشهور وبتتزوج بعدي بـ 25 يوم ..
حط عبد الإله يدينه على راسه وقال : عز الله طقنا عين ..
وقام وهو يقول بعصبية مصطنعة وهو يرفع قبضته بتهديد : هيييييييييييييييي قول ماشاء الله لا أفقعك وأخليك تعض الأرض ..
قال حسان بسرعة : ماشاء الله ..
ضحك عبدالرزاق اللي جا وقال : إخـــــــص يالخواااااااااااااااااف , واحد أصغر منك يقولك أخليك تعض الأرض و تسكت له ..
قال عمر اللي أصبح كثيرا ما يرى مع عبد الرزاق : خلك محضر خير ..
لف عليه عبد الرزاق وقال : قوم جزاك الله خير ما لهم دخل في هالمضاربات سامع ..
رماه عمر بنظرة حادة وهو يقول ببرود : اش قلنا على هالكلمة ؟؟
ابتسم عبد الرزاق وقال بأسف : واااااااي , زعل المطوع , آسفين ماعاد نقولها ..
ولمن ماتغيرت ملامح عمر دق عبد الرزاق صندل عمر بالجزمة اللي هو لابسها , ابتسم عمر بصمت , طالعوا بذهول في عبد الرزاق اللي ابتسم براحة لمن ابتسم عمر ورجع لف عليهم وهو يقول بأذية : وين كنا , إي صح , إخص يالخواااف , يقولك أخليك تعض الأرض و تسكت له ..
ابتسم حسان وقال : زواجي اليوم ما أبغى وجهي يتشوه ..
وقال عبد الإله : ماشاء الله أشوف العلاقة المستحيلة صارت واقعية , من متى ماشاء الله ..
ابتسم عمر بهدوء وقال عبدالرزاق بتريقة وهو يأشر على عمر وعلى نفسه : تقصدنا , وععععععععععععععععععع , نقص علي أرافق هالإرهابية ..
وكمل بهدوء : أنا بس أقضي الوقت معاه عشان طفشت من أصحابي وحبيت أغير شويه , بعدين نقدر نتبادل وجهات النظر ليس إلا ..
اكتفى عمر بذات الابتسامة الهادئة الصامته وهو يضحك بين الحين والآخر على شي يقوله عبد الرزاق المتبجح , ولمن مشيوا قال عمر بهدوء : رايح بكرة إن شاء الله ..
زفر عبد الرزاق بحرقة وقال : إن شاء الله ..
ولف عليه وكمل وهو يضربه على كتفه : والله حأفتقدك يا دودة ..
قال عمر باحتجاج : اش دودة ؟؟
رفع عبد الرزاق سبابته وحركها لفوق وتحت وهو يقول : لأنك طويل ونحيف زي دودة الأرض ..
: عبد الرزااااااااااااااااق ..
ابتسم عبد الإله وقال بتأكيد : والله أصحاب ..
قال حسان : يا سبحاااااااااااان الله اللي يغير ولا يتغير , رزوق أبو باريس يصير صاحب عمر ..
ابتسم جاسم وقال : عش دهرا ترى عجبا , الله يتمم لهم , أبوية وده يشق الأرض ويطير للسما من الفرحة كل ماقاله عبد الرزاق إنه رايح لعمر ولا جاي من عند عمر ..
قال حسان بتريقة : خله الضعيف , يمكن واحد من عياله يفيده بعد موته , ولد صالح يدعو له ..
طالعه جاسم بعصبية قبل ما يقول بتريقه : وآآآآآآآنا اش فيني سيد حسونة , هااااااا ؟؟ لا تخليني أروح وأخذ أختي من الكوفيرة للبيت وأقولك إحلم بها ..
حرك حواجبه وقال : كان غيرك أشطر , جده حمده معايا ولا نسيت ..
قال عبد الإله وهو ينحني ويمسك يده : آآآآآآآآآآآآآآخ ..
وكمل بتريقة : مسكك من اليد اللي توجع ..
وابتسم لمن شاف شخص جاي وقال وهو يدقه : أبو رحم جا ..
لف جاسم وأول ماشاف مطلق ابتسم وقال : هلاااااااااااااااااا والله ..
وضموا بعض ومطلق يقول : المهلي ما يولي , هلا فيك , كيفك جاسم ؟؟ ها متى يشرف أحمد إن شاء الله ..
بعد عنه وابتسم وهو يقول : شهرين كمان إن شاء الله ..
ولمن شاف عبد الإله يسلم عليه بحفاوة تمعر وجهه , كان يحس بالغيض والقهر يطحنه من دري إنه مطلق تقدم لعهود , وكان ووده يمنعه بأي طريقة لكنه ما قدر , كيف ممكن يقوله واش حيقوله , حقيقة بنت عمه الكريهة , المؤلم له أكثر إنه كان عارف إن عهود اختيار عشوائي من أخت مطلق اللي أكيد خدعها المظهر , مطلق اللي خطبها طمعا في القرب من أهل لاحظ فيهم الطيب , زفر ولف وجهه وهو يشوف مطلق المبتسم لشي قاله عبدالإله ..
ولمن رجع عمر انفرجت أسارير مطلق وأخذه بالأحضان وهو يعاتبه على بعده وفي نفس الوقت يبرر له إنه عريس وله الحق إنه يختفي عن المجتمع لفترة ..


*****************************

بعدها بساعة في قسم النساء :

: الله يخليييييييييكم مو وقته , الله يخلييييكم جملوا هالليلة بس , لا ترفسون ولا ..
: أزهااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اار ..
بعدت أزهار عيونها عن بطنها المنتفخة ولفت على العنود وهي تهمس : الله يفشلك أخت العروس وتصارخين كذا ..
وقفت العنود عندها وهي تلهث وتقول : إلحقيييـ...ـيييني ..
: اش فيك تقطعين الكلام ..
بلعت ريقها وقالت : الهنوف تقول إنها ما تبغى تتزوج ..
قامت بصعوبة وقالت وهي تحاول إنها تتجاهل آلامها : إيــــــــش ؟؟
سحبتها العنود من يسارها وهي تقول : تعالي بسرعة شوفيها , تعرفينها خبلة و ..
لمن خروجوا من القاعة للممر تأوهت أزهار وهي توقف عن الحركة وسحبت يدها من العنود وحطتها على بطنها وهي تغمض بقوة وتستند بيدها على عمود الرخام العريض , شهقت العنود لمن شافت ملامحها وقالت : أزهااا ...
وصرخت وهي تغطي فمها لمن سمعت صوت غريب تلاه مويات تتسلل من تحت فستان أزهار , دمعت عيون أزهار وهي تقول : ما أبغى أولد هنا , ما أبغى أولد هنا ...
قالت العنود ببلاهة : ليه بيطلع رقاص ولا دقاق ..
ما عرفت العنود تقهقه على كلمتها الغريبة الغريبة ولا تصيح ولا تصرخ , صرخت أزهار وهي ترص بطنها بتوجع : عنود تحركيييييييييييييييييييييييييييييييييييي ..
صرخت العنود وجريت تدور عن أمها , أول ما شافتها واقفة عند طاولة من الطاولات وهي تبتسم للحريم صرخت : أميييييييييييييييييييييييييي أزهااااااااااااااار تولـــــــــد في الممر ..
شهقت هدى وجريت لها وتبعتها نورة , رصت أزهار فمها بقوة لمن حست بأوجاعها تزيد وهي تدعي بداخلها إنه ربي يحمي ولدها ..
: أزهار ..
رفعت راسها وطالعت في سفانة اللي شهقت وهي تمسكها , آنّت أزهار وهي ترص شفايفها أكثر عشان ما تصرخ من شدة الوجع , الوجع من أمس وهو يروح ويجي ومن أصبحت صارت نوباته متتابعة بفترات متقطعة لكن الآن كانت تحس المغص متتالي بحيث ما يعطيها وقت ترتاح ما بين كل مغصة ومغصة ..
: يمه أزهار ..
أول ما سمعت صوت أم منى اللي جات مع بنتها وهدى ونورة تسللت دموعها وهي تقول : شكلي بأولد ..
وتعالى صوت تنفسها المخلوع وهي تقول بصوت مقطع : أنا في , أنا في , السا ... السابع , أخـ .. أخاف ..
ضمتها أم منى وهي تهمس بهدوء : عادي , الولادة المبكرة عادية , ما يتضرر الجنين فيها أهم شي إنت , تنفسي بعمق , تنفسي بعمق ..
سحبت أنفاسها بقوة ولمن شافت العنود جارية ومعاها العباية رجعت دموعها وهي تقول : ما أبغى أروح لوحدي , ما أبغى أروح لوحدي , أبغى أمي , أبغى أمي ..
وقبضت بكل قوتها على يدين أم منى وهي تقول : عارفه إنها ميته بس أبغاها شويه ..
غطت منى وجهها وهي تبكي بصمت والتمعت الدموع في عيون هدى وهي تهمس : كلنا هنا معاك يا أزهار , أنا بأروح معاك المستشفى لا تخافين يا حبيبتي ..
غمضت أزهار عيونها وسحبت نفس عميق وارتجفت شفايفها وهي تهمس : جاسم , جاسم ..
قالت العنود وهي تخرج جوالها بيد مرتجفة من شنطتها المفصلة مع الفستان : دحين أدق عليه , لا تخافين ..
قالت نورة وهي تتقدم لها : هاتي أنا أكلـ ...
وسكتت لمن صرخت العنود وهي تنفجر ببكاء هستيري : جاسم تعااااااااااااااال أزهار تولد ..
سحبت نورة منها الجوال بسرعة وخرم إذنها صرخت جاسم المدوية : إييييييييييييييييييييييش ؟؟
قالت بهدوء : جاسم حبيبي عادي , أزهار بدأ عندها شوية طلق ولازم نوديها المستشفى , تعال لباب العروسة ..
: ثواني وأنا عندك ...
صكت الجوال وبدأت تصرف الحريم اللي بدأوا يتجمعون وقالت بحزم لسفانة : سفانة تحركي وإسندي أزهار ووديها لباب العروسة بسرعة , أقرب لها ومافيه درج ..
تحركت سفانة وضربت العنود اللي تصيح من قلبها وقالت : تحركي يا هبلة ..
سندوا أزهار وتحركوا ..
***
: إحــــــــلف ..
طالع جاسم بحقد في أخوه وقال : هذا وقت أنكت فيه معاك , هات مفتاح سيارتك , سيارتي مشرعة ما أقدر أسوقها ..
قال عبد الرزاق وهو يناوله مفتاح سيارته : أجي معاك ..
سحب منه جاسم المفتاح وقال : ما يحتاج , بآخذ عمر معايا , إنت غطي خروجنا عشان ما يقلق أبويه ..
وتحرك لعمر الواقف مع عبدالإله ومطلق , سحبه وهو يبتسم لهم , طالع فيه عمر بحيرة وسأل : اش فيه ؟؟
همس وهو يوجهه لخارج القاعة : أزهار تعبت شويه بنوديها المستشفى ..
هتف بخوف : تعبااااااااانه ..
فتح جاسم سيارة عبد الرزاق وقال بتوتر : عندها ولاده ..
فتح عمر عيونه على اتساعها وفتح الباب بسرعة , وتعالى صوت إحتكاك الإطارات بالسكة لمن حرك جاسم السيارة بسرعة قبل ما يقفل عمر بابه , أول ما وقف السيارة عند باب العروسة فتح الباب في نفس الوقت مع عمر اللي هرول للباب اللي دقه جاسم بقوة , فتحت نورة الباب وطلت من وراه بكامل حجابها وقالت : ثواني بس يا جاسم ..
ولفت على باب مدخل الحمامات المقفول , تحركت ودقته وهي تقول : يلا جاسم عند الباب ..
فتحت العنود الباب وقالت : بالقوووووووة خلتنا نخلع الفستان ..
تحركت أزهار بصعوبة وهي مستندة على سفانة اللي لبستها بمساعدة العنود ثوب ريم القطني , لبست عبايتها وطرحتها لفوها لها بسرعة ورموها على وجهها , همست وهي تغمض عيونها لمن حست ببوادر مغصة جديدة : صندلي ..
تلفتت العنود وهي ترفع عبايتها وتقول بتوتر : صندل , صندل سحااااااااااااب ..
جريت ريم لمن تذكرت شي , أول ما شافتها حمدة قالت بتوتر : ها بشري كيف ...
وانفجعت لمن انحنت ريم وسحبت صندلها الطبي السحاب من رجولها قبل ماتجري وهي تقول : سوري يا جـــــده , حالة طارئة ..
وناولته لهدى اللي ناولته للعنود , استندت أزهار على ظهر العنود المنحنية بعبايتها وهي تهمس من بين دموعها : آسفة , آسفة , عارفه إنه مو وقته و ...
: اششششششششش ...
سكتتها سفانة وهي تربت على كتفها بلطف , لفت أزهار لهدى وقالت : والله ما تروحين معايا لا إنت ولا العنود , منى وبس ..
هتفت هدى : لا تحلفييييييييين ..
وقالت العنود بعصبية : حلفانك على نفسك بس ..
هزت أزهار راسها وتحركت بصعوبة وهي تقول : هذا جواز الهنوف , مفروض أم العروسة وأخواتها ما يخرجون من الفرح ..
قالت منى برقة وهي تلبس قفازاتها : ما عليك يا عمه أنا معاها ..
وسندت أزهار , فتحت العنود لها الباب وهي تقول : أزهار ..
ابتسمت أزهار بصعوبة وقالت : لا تخبرون الهنوف وتفجعونها و ..
وسكتت وهي ترص بطنها وتنحني بصمت اخترقته أنّة توجع ..
أول ما شافها جاسم تناسى كل شي ودخل من باب القاعة وسندها بقوة وشالها وهو يحبس أنفاسه , فتح له عمر الباب وحط يده على حد السيارة خوف يضرب راسها أثناء تدخيل جاسم لها , دخلت منى للمقعد المجاور وثواني وانطلقت السيارة , كانت أزهار تحس بالعرق يتجمع على جبينها من شدة الألم لكنها رصت فمها بقوة , لكن الألم زاد فصرخت فجأة : ياااااااااااااااااااارررررررب ..
لف جاسم وهو يسأل: اش فيه ؟؟
وانتفض عمر والتفت وهو يهتف : أزهار ..
قالت منى تهديه وهي تتذكر بشكل ضبابي ولادة أمها لكمال : عادي يا عمر ..
وصرخت بلا شعور لمن شافت جاسم : طالع قداااااام لا نصدم ..
التفت جاسم ورص الدركسون بكل قوته و لمن سمع حدة أنفاسها ضغط دواسة البنزين أكثر وهو يضغط البوري بإلحاح للسيارات اللي تواجهه ..
حست بضغط قوي فرفعت نفسها وهي تصرخ : بأولــــــــــد ..
قالت منى بخوف : أزهار لا تدفعين , تنفسي بس , تنفسي ..
سحبت أزهار كم نفس وصرخت لمن حست بدفعة ثانية : مو بيدييييييييييييييييييييييي ..
لفت منى على عمر المرعوب وهتفت : ماقربنا لسه ..
لف جاسم بحدة وهو مثبت يده على البوري ولمن مر من عند السيارة اللي ما أخلت له الطريق رغم البواري والغمازات اللي كان يشغلها باستمرار صرخ وهو يأشر لوراه : قاعد ألعب أنا , قاعد ألعــــــــــب , معايا عايلة يا حيوااااااااااان ..
ضغط عمر يده وقال : جاسم ..
زفر جاسم يحاول يركز على الطريق , وأول ماشاف لوحة المستشفى حس براحة , وقف السيارة و جري لباب الطورائ , فتحه وصرخ في الممر المكتض بالناس وبعض الممرضات : حالة ولااااااااااااادة ..
ورجع جري للسيارة , كان عمر يحاول يخرج أزهار اللي صرخت بعنف : مااااااااا أقــــــــــدر ما تفهم ..
جات ممرضة تجري بسرعة وأول ماشافت أزهار أشرت للممرضين الجايين بكرسي متحرك وهي تقول كم كلمة بالفلبينية أسرعوا بعدها , جلست أزهار على الكرسي لمن تساعد عمر وجاسم على نقلها و تشبثت بكم جاسم وقالت وهي تتنفس بقوة : حرمة , جاسم لازم اللي تولدني تكون حرمة ..
هز راسه بطيب وهو يقول : إن شاء الله ..
ولحقها بتوتر , بعد ما دخلوها للطورائ خرجت الطبيبة وسألته : عندها ملف هنا ..
هز جاسم راسه بلا وقال : لا , هي تراجع في العسكري لكنه بعيد فجبناها هنا , ليه ؟؟
قالت بهدوء : عندها ولادة ..
قال بخوف : بس هي في السابع ..
قالت ببرود : شكل بطنها في التاسع ..
هز راسه وقال بحزم : هي في السابع إحنا متابعين الحمل و كل شي و ..
قاطعته ببرود : مو عشان كذا أنا سألت إذا لها ملف هنا ولا لا ..
وهزت أكتافها وقالت : و سوري أقولك إنه ما نقدر نوقف الطلق , هي في المراحل الأخيرة والرحم مفتوح تماما ..
قال عمر بخوف : بس هي في السابع ..
هزت أكتافها وقالت بابتسامة : النونو يبغى يخرج للدنيا بسرعة ..
لف بوزه بضيق من مياعتها ووجهها المليء بالأصباغ وقال : قصدت مافي خطر عليها أو على الجنين ..
هزت راسها وقالت : عادي , كثير من الحريم يولدون في السابع بس الأطفال يحتاجون لحضانات ..
قال جاسم : طيب حطوه في حضانة ..
ابتسمت وقالت : طيب ياليت تروح تدفع حق العملية والحضانة عشان ندخلها غرفة العمليات ..
تحرك للإستقبال بسرعة ومعاه ممرضة كلمت الرجال اللي في الاستقبال , خرج جاسم بطاقته وهو يسأل : كم ؟؟
قال وهو يطقطق على الكمبيوتر : تطلــــع , 30 ألف ..
هتف جاسم بصدمة : كــــــــــــــــــم ؟؟
قال الرجال بهدوء : العملية 7 آلاف والغرفة ليوم واحد 3 آلاف و الحضانة بـ 20 ..
طالع في بطاقته اللي حدها في السحب 15 ألف وقال وهو يناوله إياها : عندي هالمبلغ إن شاء الله بس البطاقة ما تسحب إلا 15 ألف , تكفي مقدما ..
هز الرجال راسه بأسف وقال : سياسية المستشفى الدفع قبل , ما نقدر ندخلها العملية بدون ...
طالع فيه جاسم بذهول وسأل : ماتقدرون يعني كيف ؟؟
لمن هز الرجال أكتافه ولف على رجال ثاني واقف صرخ جاسم وهو يضرب الطاولة : يعني إيـــــــه , أخرجها وهي تولد وأدور مستشفى ثاني ولا أروح أدور على بنك خيالي عشان أسحب الباقي , طالع الساعة كم ..
مسكه عمر يهديه وهو يخرج بطاقته وهو يقول : بطاقتي فيها 6 آلاف , اسحبها ويصير دفعنا 21 ألف والباقي ..
وسكت لمن هز الرجال راسه وهو يقول : لازم المبلغ كامل أو ...
صرخ جاسم : ياعاااااااااااااالم , ياااااهوووووو ...
وأشر على راسه بعصبية وهو يكمل : بالعقل , الحرمة جوة تصارخ بتولد , دخلها وأنا أحلف لك الفلوس بتجيك كااااااااااملة بالهللة ..
طالع الرجال بتوتر في الناس اللي تجمعت على المشهد وقال : بس سياسة المستشفى ..
قاطعه جاسم : يعني مافي حالات طارئة لهالسياسة الغبية ..
وتحرك بعصبية وتنصنم لمن جات الممرضة وهي تقول : إتنين حضانة , هذا مدام قول في إتنين بيبي ..
حط جاسم يدينه على راسه ورجع لف على الرجال وحط يده على دقنه وهو يقول برجاء : تكفى دخلوها وأنا أروح دحين أجيب لكم الفلوس ..
مسح الرجال جبينه المندي بتوتر وقال وهو يأشر على اليمين : مكتب المديـ ...
جري جاسم وماخلاه يكمل كلامه , دق الباب بسرعة وهو يدعي ربه إنه ما يصير شي يخليه يفقد زمام أعصابه ~ توأم , توأم , توأم ~ ..
: تفضل ..
دخل بسرعة وصافحه و قال : أنا جاسم أحمد الـ ..... , يا شيخ طالبك , حرمتي في الطوارئ حامل بتوأم عندها ولادة وهي في الشهر السابع وتحتاج حضانتين , المبلغ خمسين ألف مو متوفر معاي دحين غير 21 ألف ..
امتعض وجه الرجال المتشخص واللي مافكر يتحرك من ورى مكتبه وهو يقول : سياسة المستشفى واضحة بهذا الخصوص ..
طالع فيه جاسم بصدمة وقال عمر بهدوء وهو يقرأ اسمه المنقوش على الخشب : يا أستاذ طلال الحرمة على وشك ولادة , مستحيل ننقلها دحين ومستحيل كمان إننا نوفر هالمبلغ بسرعة وقبل ما يصير شي خطير , دخلوها الغرفة وأوعدك إننا نتحرك دحين ونجيب المبلغ ..
هز راسه وقال ببرود : آسف بس سياسة ..
صرخ جاسم بكل قوته : الله يلعن سياستكم ويللللللللللللعني إن عاد عتبت مستشفاكم ..
وخرج بعصبية ووقف عند الباب وهو يقول : أنا بأخرج حرمتي لكن والله شوفني حلفت لو صار لحرمتي ولا لأولادها شي لا أوصل خبركم لوزارة الصحة وأفضحكم عند كللللللللل الجرايد و أخليها تستلمكم , إنتـــــم المسؤولين عن كل شي يصير لها ..
قام المدير برعب وقال : اسمع يا أستاذ ...
قال جاسم من بين أسنانه : والله لا أوصل القضية للمحاكم لو اضطريت ولا أخليك تشحد مرضى عشان يجوون هالمستشفى ..
وتحرك للطوارئ وهو يقول : قال مستشفى قال , ماعاد فيه أخلاااااااق ..
لحقه عمر وهو يقول : جاسم , جاسم استهدي بالله , جاسم ..
لمن مر جاسم من عند الاستقبال قال بصوت عالي ساخر وهو فارد يدينه : أحد عنده سلفه 28 ألف لأنهم بيطرودن حرمتي اللي تولد في الشارع والتوأم الخدج يحتاجون حضانة , أحد عنده سلفه ...
سحبه عمر لمن شاف حارسين الأمن متوجهين له وهتف باستنكار : جااااااااسم , مو وقت المشاااااكل ..
: أخ جاسم ..
لف جاسم على مدير المستشفى وقال بتريقة : سامحني طال عمرك لأني ماني مليونير عندي دفتر شيكات ولا واحد من الهاومير اللي يهز اسمهم المكان , آسفين والله شغلنا سرير من أسرتكم المقدسة , دقيقة بس و أخرج حرمتي ..
وتحرك للطواريء وهو يسب ويلعن , ولمن وصل لغرفة طوارئ النساء سمع صوتها المميز وهي تقول بتعب : منى والله هذا صوت جاسم أنا أعرفه , روحي شوفي ا شبه يصارخ و ...
وطلعت أنة عميقة تلاها صوتها اللاهث وهي تقول : يااااااااارب , رحمتك يااااااااارب ..
غمض عيونه بيأس وفتح فمه بيناديها , لف على اليد اللي انحطت على كتفه وكشر لمن شاف المدير وراه ممرضات اندفعوا لداخل الغرفة وهو يقول : خلاص بندخلها غرفة العمليات ..
ابتسم ابتسامة جانبية وقال بداخله بسخرية ~ مايعرف لكم غير واحد ملسون وَسخ زيي , ما ينفع معاكم غير التهديد يا عيال الـ #### ~ هز راسه علامة مبهمة وبعد عن الباب لمن خرج السرير اللي عليه أزهار واللي أصرت تتغطى كاملها بالشرشف , زفر وتحرك للاستقبال وهو مكشر , قال عمر وهو يضغط يدين منى : دحين نطلع , نوقع الأوراق ونجي ..
همست بحماس : توأم ..
ابتسم وقال : الله يسهل لها ويطلعون بالسلامة ..
هزت راسها وهي تأمن على دعوته وتحركت بسرعة لغرف العمليات , جلست عند البوابة المعدنية وهي تفرك يدينها بتوتر ورجعت وقفت لمن سمعت عدة صرخات ولمن ماميزت صوت أزهار من ضمنهم رجعت تجلس وتدعي وتستغفر ..
***
سحبت نفس عميق وزفرته وهي تتأمل جوالها ..
: عنود اش فيك ؟؟
انتبهت العنود من سرحانها على صوت الهنوف المتوتر قالت بسرعة : هااااااا , ولا شي ..
قطبت الهنوف حواجبها بعدم تصديق وقامت ريم ووقفت ورى الكرسي اللي جالسة عليه الهنوف يعني إنها بتعدل طرحتها وهي تقول : هي خايفة إنك ترجعين لحكاية إنك ما تبغين تتزوجين ..
ورمت العنود بنظرة تحذير , صرخت العنود بداخلها ~ يانااااااااااس مو بيدي , أزهار تولد توأم وهي في الشهر السابع , يعني ما أقدر أقلق يعني ~ تحركت وقالت بمزح : إيوه رجاء ترا مافيني لمصيبة جديدة ..
توسعت عيون ريم عن آخرها لمن سألت الهنوف : ليه , صارت مصيبة وأنا ماني دارية ..
هتفت العنود : لااااااااااا ..
وتمالكت نفسها وقالت : قصدت إنه المرة الأولى اللي انرعبت فيها كافيه و ...
خرجت من الغرفة وهي تقول : كإني أسمع الجوهرة تناديني ..
وزفرت لمن خرجت وتحركت وهي تقول : يارب , يارب تسهل لها ولادتها , يارب تحفظها وتحفظ ..
وشهقت لمن تذكرت وقالت : واااااااااااااااااااااا , هي ماقالت لجاسم و ...
جريت بسرعة من الدرج , لمن شافتها الجوهرة قالت بحزم : عنووووووود , اش هالجري ؟؟ استحي المفروض ...
انقطع حديثها لمن سحبتها العنود وهي تهمس : جوهرة خااااايفة إن الولادة في الشهر السابع تأثر على التوأم ..
زفرت الجوهرة وقالت وهي تربت على يدها : لا إن شاء الله , الطب تطور ياقلبي , صار عادي الولادة في الشهر السابع , بعدين في حريم يولدون في السادس والأطفال ما يصير لهم شي ..
زفرت العنود براحة وقالت : الحمد لله , خفت ..
وكملت وهي تفرك يدينها : ترى لو صار شي للأطفال بتموت أزهار وراهم ..
ضربتها الجوهرة وقالت : الملافض سعد , قولي خير ..
مرت من عندها سفانة وهي شايلة المبخرة وقالت : خلي إيمانك بالله أكبر من كذا ..
قالت العنود وهي تضرب الأرض برجلها : مو بيديييييييييييي ..
ولمن شافت نظرات الخنساء وسمية المتسلية , رفعت يدينها وهي تقول : يارب , يارب تحفظهم يارب ..
وكملت : والله اللي يبشرني بخبرها له 200 ريال ..
صرخوا بحماس وقالت الخنساء : إن شاء الله أنا اللي بأجيب البشارة ..
دقتها سمية وقالت : إن شاء الله أنا ..
وتحركت بسرعة وهي تقول : بأرابط عند خالة هدى ..
ولحقتها الخنساء , زفرت العنود وقالت : فاااااااااااااضيييييييييييييين ...
ولمن سمعت أغنية تحب ترقص عليها زفرت مرة ثانية وقالت : مو وقـــتــــه ..
***
: أخوك وينه اختفى فجأة ..
: هاااااااااا ..
عقد أحمد حواجبه وقال حامد بعصبية : هاااااااا للحمير , نعم للأودام ..
قطب حواجبه وقال : نعم ..
وقبل ما يرجع أبوه يكلمه قال حامد بحدة : حواجبك حبوا خشام بعض فكها ..
ابتسم ابتسامة مغتصبة وقال : نعم ..
ضحكوا الشباب وكل يحمد ربه إنه مو هو اللي طاح في لسان حامد , ضحك أحمد وهمس لصاحبه : حامد , خف شويه ..
وكمل بهدوء لولده : خلاص خلاص , كنت بأسأل أخوك وينه مختفي ..
قال عبد الإله : أكيد خرج عشان شي نسيوه الحريم ..
قال حامد بطفش : هم كذا , يجون طايريييين ومافي بين عيونهم إلا القاعة ويوم يوصلون يبدأون اتصالات , والله نسينا والله نسينا ..
قال عبد الرزاق من بين أسنانه : أنا لو تكلمت وده يرقعني بحصا وإنت ياكبر الابتسامة والتأييد , ليه ما أدري ؟؟
ابتسم عبد الإله وقال : أصبر عليه شويه ويحبك , تراه حبوب..
لف عليه وهمس باستنكار : حامد حبووووب ؟؟ أي وصف ينطبق على هالرجال إلا حبوب ..
ضحك عبد الإله وقال : أنا أشوفه كذا , اشلي واشلك ..
جاهم حسان وقال بتوتر : جاسم وين ؟؟
ماحب عبد الرزاق يوتره فقال : راح ودحين يجي إن شاء الله ..
***
انتفضت منى لمن رن جوالها اللي في يدها وطاح على الأرض , استغفرت ورفعته بسرعة وهي تهمس : هلا أمي ..
وزفرت وقالت : قبل شوية دخلوها .... ما أدري ليه أخروها ... أمي وجهها ما كان يطمن وتراها قالت كلام كثير كله وصايا كإنها تودع ...... يعني ؟؟ ..
زفرت براحة وقالت : ما كنت عارفه إن الولادة جزء من ألم الموت .. الله يسهل لها ..
ولمن شافت الاثنين جايين همست : يلا مع السلامة , الرجال جووا ..
سأل جاسم وهو يأشر على الباب : دخلوها هنا ؟؟
هزت راسها بإيوه وهي مخلوعة من توجهه الخطاب لها , جا عمر وجلس جنبها وهمس : منايا أنا رايح أجيب المبلغ الباقي من عمي أحمد , إنت ...
مسكت فيه بيدينها وهزت راسها بلا وهي تقول : ما تروح وتسيبني وتسيب أزهار , لو صحيت وماشافتك ولا صار شي لا قدر الله ..
قال جاسم وهو يخرج جواله : خليك هنا , أنا أخلي عبد الرزاق يجيب المبلغ ..
ولمن ابتعد وهو يكلم زفرت منى براحة وهمست : أشوه ..
ربت على يدينها وضغطها وهو يطالع في الباب المعدني بخوف ..
***
: خلي طاقتك في الدفع يا أزهار مو في الصراخ ..
سحبت أنفاس عميقة وهي ترجع ظهرها بتعب للسرير وهي تقول : غصب عني ..
ودمعت عيونها وهي تقول بألم : إنتي توجعتي كذا يا أمي يوم جبتيني ..
وغطت وجهها بوجع , بعدت الممرضة يدينها وحطت لها كمام يبخ هوا خفيف يسبغ عليها بعض الراحة وهي تمسح لها العرق عن جبينها ..
: يلا يا أزهار , دفعة قوية وينتهي كل شي ..
رفعت أزهار نفسها وهي تحس بكل عظمة في جسمها تئن , ما تدري كم مر من العذاب قبل ما تسمع صرخة الدكتورة وهي تقول : برافو عليك , هذا الأول ..
ورفعته بعد ما خبطت له ظهره بخفة وهي تقول : ولد ..
أول ماشافته أزهار ينتفض وهي يطلق صرخة فزع تفجرت الدموع من عيونها , ناولته الدكتورة للممرضة اللي غطته بسرعة وقالت : دفعة ثانية يا ماما ..
ضحكت أزهار من بين دموعها على الكلمة ومسحت أنفها بقفى يدها وهي تحس بآلامها تتجدد , زادت دموعها لمن سمعت بكى مولودها الأول وصرخت من أعماقها وهي تحس بالألم يمزقها لأشلاء : الله يرحمك يا أميييييييييييييييييييييييييييي ..
: المولود الثاني يا أزهار ..
ورفعته وهي تقول بفرح : بنت زي القمر ..
أزهار اللي مهي مصدقة إن التوأم الثاني اللي قالت لها الطبيبة إنه مو واضح جنسه في الجهاز يطلع بنت تهالكت على السرير وغطت وجهها وهي تصيح وتصرخ : آآآآآآآآآآآآآآآآآه يا أميييييييييييييي , محتاجتك يا أمييييييييييييييييييييييييييييييي ..
تحركت الدكتورة وهي تنزع قفازاتها بعد ماناولت الطفلة اللي صرخت للممرضة ومسحت على شعره أزهار بحنان وهي تقول : أزهار ..
زاد صياح أزهار وهي تقول : ما بريتها في حياتها , ما وفيتها جزء من اللي حسته في ولادتي , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا أميييييييييييييييييييييييي , ارجعي عشان أقولك سامحينييييييييييييييي ...
ضمتها الدكتورة وهي تقول : الله يرحمها , دعيتيلها وقت الولادة والدعاء فيها مستجاب إن شاء الله ..
ولمن جووا الممرضات بالطفلين أشرت لهم يرجعونهم وهي تمسد كتف أزهار بحنان وتطبطب عليه وأزهار تقول بصوت باكي : ماتت وأنا ما قلتلها سامحينيييييي إذا غلطت عليك في يوم , رفعت صوتي ولا طالعتك بنظرة حادة ولا تكاسلت عن خدمتك ولا ماسمعت كلامك , ماتت , ماااااااااااتت وماشافت أولادي , ما سمعتهم ينادونها جده , وهم بيكبرون وهم ما يعرفون إنه كان عندهم جده عظيمة زي أمييييييييييي ..
همست الدكتورة : كله بأجره , وصدقيني بيعرفونها لأنه أكيد أمهم بتكون عظيمة إن شاء الله زي جدتهم اللي ربتها , صح ولا لا ؟؟
هزت راسها بإيوه وهي تهمس من وسط شهقاتها : إن شاء الله ..
وبعدت عنها ومسحت دموعها وأنفها وهي تكمل : حوست الدنيا ..
ضحكت الدكتورة وقالت وهي تناولها منديل : عادي , يصير في الولادات أشياء أخس من كذا ..
وأشرت للممرضتين اللي تقدموا لها بالأطفال , ضحكت لمن شافتهم ورجعت لها الدموع وهي تحس بثقل في جسمها كله لدرجة إنها ماقدرت ترفع يدها عشان تلمسهم , هزت راسها بطيب فابتعدوا عنها وجاتها ممرضة ثالثة وحطت لها الكمام اللي كان يبخ هالمرة بقوة , ثواني واختفى المنظر اللي قدامها وسبحت في ظلام لذيذ بعيد عن الألم , حست نفسها خفيفة وبتطير من الراحة ..
***
خرجت عاملة النظافة الباكستانية المحجبة وقالت بفرح لمن شافتهم : إنت ماما أزهار ..
هز جاسم راسه بإيوه فقالت بلهجة مكسرة : مبروووووووك ماما كويييييييييييس في واهد ولااااااد واهد بِـــنت ..
صرخت منى بلا شعور وطالع عمر في العاملة بعدم استيعاب , أول ما سمع جاسم البشارة خرج محفظته لقيها فاضية , دخل يدينه في جيووبه و خرج الورقة اللي لقيها وناولها الـ 100 ريال وهو يقول : الله يبشرك بالخير ..
ثواني وانفتح الباب وخرجت الممرضتين المبتسمات , أول ما شاف ألوان اللفافتين المختلفة دمعت عيونه وما عرف يشيل مين أول , لف على عمر وانصدم لمن شافه منزل غترته ومغطي وجهه بيدين مرتجفة وأكتافه تهتز بصمت , غمضت منى عيونها وسندت جبينها على كتف عمر و هي تبكي من بكاه , لأول مرة من زواجهم تشوفه بهالضعف ..
مسح جاسم دموعه وسحب أقرب الطفلين , باسها على خدها وحطها على حضن عمر وهو يقول : شوفي خالو كيف فرحان بك ؟؟
بعدت منى عن عمر وهي تمسح دموعها من تحت الغطى وبعد عمر يدينه وهو يمسح دموعه بخشونة , ابتسم لمن شاف وجهها الصغيرة وقال بصوت مخنوق : ليش شكلها زي عقلة الإصبع ؟؟ ما أعرف أشيلها ..
قال جاسم بتريقة : زي ما تشيل صحن الجلي أو العجين ..
ضحك عمر و تناولها بخوف وتردد وهو يقول بتوتر : فعلا زي الجلي , ليه خفيفة وتهتز كذا ..
شهقت منى لمن شافتها وقالت وهي تبعد الغطاء الوردي عن وجهها : واااااااا ماشاااااااء الله تجنـــــن , عمر شوف شوف تحرك يدها ..
قال عمر بإستئذان وهو يطالع في جاسم اللي شال الولد : بأذن في إذنها ..
هز جاسم راسه وهو يبتسم له , رفعها عمر وقرب فمه من إذنها اليمين وبدأ يؤذن فيه بصوت خفيف عذب أول ما صدح الصوت قطبت الطفلة حواجبها وانتفضت بفزع وهي تحرك يدينها , ضمها عمر وبان في صوته الابتسام , قال جاسم لمن شاف حيرة الممرضتين : هذه سنة بس الناس نسيوها , الرسول كان يؤذن في إذن نونو ...
وكمل بتريقة : عشان كذا كل البزران دحين شياطين مصغرة ..
هزوا راسهم بتفهم وهم يطالعون في عمر بدهشة , بعد ما خلص الآذان بعدها وقال : الله يصلحها ..
هتفت منى : يا قلبييييييييييييييييي كيف صعنوووووووووونه ..
دقها عمر وهو يهمس : تراك تحمستي , صوتك وصل لآخر المستشفى ..
دقته وهي تهمس : مالك دخل , هات خليني أضمها شويه ..
بعدها وهو يقول بطريقة تملكيه : لااااااااا ..
ولمن سمع ضحكتها المكتومة استحى من حركته العفوية وقال وهو يناولها : بس انتبهي لراسها تراني أحس حركة وحدة ويطيح من أكتافها ..
ناوله جاسم الولد وهو يسأل الممرضة : وين أزهار ؟؟
لمن بدأ عمر يؤذن في أذن الولد قالت الممرضة خالية اليدين وهي تتوجه لمنى : بعد ما يسحى من مُكدر إحنا ودي غُرفة ..
وكملت وهي تتناول البنت : لازم هادا حطي في حدانه دهييييين , عشان هو مررررررره صغيييييييييييييير ..
قال جاسم بتريقة : إنتبهوا زيييييييين للبريئين اللي كانوا بيموتون بسبب الجشع ..
ضحك عمر وقال وهو يناول الولد لمنى : أما عليك لساااااااااان ..
قطب جاسم حواجبه وقال : لو ماكان عندي هاللسان كان...
وزفر , دقه عمر وقال : لو تفتح عمل الشيطان , الحمد لله اللي عدى كل شي على خير ..
قال جاسم بغيض : طيب لنفرض إني كنت من ذوي الدخل المحدود , تموت حرمتي و يموتون عيالي قدام عيوني و أنا مكتف ؟؟
: سلااااااااااام ..
لفوا على عبد الرزاق اللي تقدملهم ومعاه محمد ولد جلال وهو يخرج ظرف من جيبه , ناوله لجاسم وهو يقول : مايجي نعطيهم إياها على الجزمة ..
ضربه عمر بأطراف أصابيعه على ذراعه وهو يقول : استحي ..
حك عبد الرزاق ذراعه قبل ما يرد له نفس الضربة وهو يقول : وإنت استحي تضرب أكبر منك ..
ابتسم جاسم وقال : بس إنت واياه , اش بيقولون عيالي لا شافوا عمهم وخالهم يتضاربون كل ما تقابلوا ..
قال محمد بتريقة : عيااااااااااالي مرة وحده ..
ابتسم جاسم وقال وهو يهز اصبعينه : قولوا ماشاء الله بنت وولد ..
شهق عبد الرزاق وصرخ : توأم واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو ..
ضربه عمر وقال : أذكر الله , قلك قول ماشاء مو واو ..
بدأ يسمي ويكبر وقال بعدها بحماس : بأشوفهم ..
قال عمر يغيضه : ودوهم الحضانة لأنهم لازم ينحطون في حضانات خاصة ..
وكمل بأذيه : بسم الله ماااشاء الله , البنت حللللللوة خشمها حد السيف زيي والولد عيونه رمادية زيي كمان ..
ضحك جاسم من قلبه لمن قال عبد الرزاق بغيض : لا والله , لا يكونون عيالك وأنا ما أدري ..


كان عارف إنه عمر يشبه أزهار عشان كذا الأطفال لهم بعض ملامح خالهم لكنه قال : بس إنت واياه , أحشموا وقفتي ..
وهمس وهو يدق عمر : بعدين حرمتك هنا , لا تشوفك تتعاند مع عبد الرزاق زي البزران ..
حرك عبد الرزاق حواجبه وقال : زي البزران ..
ضربه جاسم وهو يرميه بنظرة تسكيته , غطى عمر فمه والضحكه المكتومة تخرج من أنفه وهو يهمس : مُهزء ..
زفر جاسم وقال : والله ما بيخلصون ..
وتحرك للمصعد وهو يقول : أروح أودي الفلوس أحسن لي , أووو صح من مين أخذتوها ؟؟..
قال محمد : عمي علي أعطانا إياها من المواجيب اللي جاته ..
ابتسم وخرج جواله ودق على أبوه ..
***
فرك أحمد يدينه وهو يدور عند مدخل القاعة بتوتر ..
: أبو جاسم وينك عن العشا ؟؟
التفت أحمد لأخوه وابتسم وهو يقول : شبعان ..
تبع صالح علي اللي خرج من صالة العشاء وهو يقول : أفا عليك , أبو العروسة وتقول شبعان ..
دق جواله فأشر لعلي مستأذن ورد بسرعة وهو يقول : بشر ..
وصله صوت جاسم المليء بالفرح وهو يقول : توأم بنت وولد , مبروك عليك يا جدو ..
قال بفرح : الله يبشرك بالخير , الله يبشرك بالخييييييير , رُزقت الموهوب وشكرت الواهب ورُزقت برهما إن شاء الله , جعلهم الله مواليد سعااااااااادة يارب ..
وودع جاسم ولف على علي وصالح وقال بفرح : حرمة جاسم جابت توم بنت وولد ..
هتف صالح : مااااااااااشااااااااااااااء الله , بالبركة بالبركة ..
وقال علي بذات الفرح : رُزق الموهوب وشكر الواهب ورُزق برهما إن شاء الله ..
وضم صالح أخوه وقال يمازحه بفرح : يعني صرت عجوز وأكبر مني يعني ..
ضحك أحمد وقال : كلها كم شهر إن شاء الله ويجيب لك عبد الإله حفيد وأقولك ساعتها مين أكبر من مين ..
ولمن شاف حسان جاي قال بحماس : تعال يا عريس , ينافسونك عريس وعروسة اليوووووووم ..
ابتسم بحيرة وذابت ابتسامته لمن كمل أحمد بفرح عميق : جاسم جاله توأم بنت وولد ..
هتف بحماس : واللــــــــــه ..
ودور في جيوبه عن جواله وهو يقول : الخوااااااااااان , عشان كذا مختفي من مدة ...
في الوقت اللي تعالت فيه تبريكات الموجودين لأحمد اللي كانت الفرحة تلتمع في عيونه ..
***
زفرت وهي ترفع كاسة الموية لفمها وعقلها مشغول في عالم ثاني , شافت سمية جاية لها وهي تقول : عنود , عنووووووود ...
وفجأة دوى صوت الخنساء من البعيد تقول : ولد وبـــــــــنت ..
لفت سمية وقالت باعتراض : غشااااااااااااااشة , غشااااااشة أنا جيتها أول ..
طاحت الكاسة من يد العنود وجريت لفوق وسابتهم يتهاوشون , فتحت باب غرفة العروسة وهتفت بفرح : أزهاااااااااار ولدت , جابت بنت وولد ..
تعالت صرخات الحماس من سفانة وريم وطالعت فيهم الهنوف بفجعة وهي حاطة يدها على صدرها بصدمة , جريت العنود لها وضمتها وهي تقول بصوت مخنوق : أزهار ولدت , طلع التوأم الثاني بنت , طلع بنت ..
صرخت سفانة لمن سالت دموع الهنوف : لاااااااااااااااا إلا الدموووووووووع ..
وجريت ريم تدور على منديل ودموعها على خدودها , سحبت منديل وبدأت تمسح للهنوف اللي وقفوا سفانة والعنود حولينها وهم يهفهفون على وجهها والعنود تقول من بين دموعها : يا غبية بتصيرين بوزو وما بياخذك حسان وقتها ..
ضحكت الهنوف من بين دموعها اللي مارضيت توقف , قالت سفانة وهي ترفع راسها للسما لمن حست بالدموع تتسلل لعيونها : حمير ما أبغى أعدم مكياجي يا زفوت , وقفوا صياح ..
دخلت عليهم الجوهرة وقالت بفرح : أزهار ولـ ...
وقطعت خبرها لمن شافتهم متجمعين على الهنوف , سألت بخوف : اش فيييييييييييييييه ؟؟
ضحكت سفانة وقالت : وصلنا الخبر , وشوفي اش صار فيهم ..
قطبت حواجبها لمن شافت الثلاثة يصيحون وقالت بحزم : قلنا ولدت ما قلنا ماتت ..
انهارت العنود جنب الهنوف وغطت وجهها وهي تصيح من أعماقها , وزاد بكى ريم وهي تمسح للهنوف اللي زادت دموعها , قالت سفانة وهي تتحرك لها وتقومها : عنود خلاص , بيسيح مكياجك وبتصرين ساعتها بوزو وعيونك عيون الباندا ..
قالت العنود من بين دموعها : قبل سنة ماتوا أهلها , قبل سنة ..
ضمتها سفانة وهمست : وربي عوضها الحمد لله , مفروض تفرحين لها ..
رفعت العنود راسها ومسحت دموعها وهي تقول بحرقة : كانت تبغى أمها معاها ..
ورجعت دموعها تنسكب وهي تقول بألم : لوحدها يا سفانة , ولدت لوحدها ..
ضمتها سفانة وقالت وهي تقاوم دموعها : هذي حكمة ربي وقضاؤه وقدره , مايقدر الواحد يقول شي , بتعترضين دحين ..
هزت راسها وهمست بصوت مخنوق : أنا ما أعترض أنا حزنانة بس ..
قالت الجوهرة بخشونة : إنت حزنانة وهي فرحانة ..
طالعوا فيها بحدة واستنكار , ضحكت خولة اللي دخلت وسمعت حديثهم و قالت بلهجة ألطف : الجوهرة قصدها إنتم البنات ما تدرون قد إيش تفرح الحرمة بعد ما تولد , فكه من تعب وقرف الحمل الولادة , الحمد لله ارتاحت ..
بدأوا البنات يهدون ورجعوا انشغلوا في الهنوف اللي بدأت سفانة تعدل لها كحلها ..
***
: أزهار ..
فتحت عيونها بتعب وابتسمت لمن شافته وهمست بصوت مبحوح : جاسم ..
ضحك وقال بتريقة : اش هالصوت ؟؟
حمحمت وقالت وهي ترفع يدها وتتلمس حلقها : حلقي يعورني وفيه شي حامض ..
ربت على يدها ومسح على شعرها وهو يقول : شكله من كثر الزعيق ..
همست بصوت ضعيف : خسارة مافي صبر ..
تأملها بحب وهو يهمس : بالعكس الدكتورة تقول ماشاء الله عليك كنت أهدأ مريضة مرت عليها من فترة ..
ورجع يبعد خصلات شعرها وهو يهمس بصوت أخفت : توأم !!
ابتسمت بتعب وقالت : كنت أبغى أقولك قبل الولادة بس ما توقعت أجيبهم في السابع ..
وغمضت عيونها لثانية ورجعت فتحتها وهي تقول : كيفهم ؟؟
قال وهو يضغط يدها : أحسن مني ومنك ..
قطبت وهمست وهي تغمض عيونها : سمي بالله لا تحسدهم ..
رفع نفسه من المقعد وسلم على جبينها ورجع سلم على خدها وهو يهمس : شكرا ..
ابتسمت من دون ما تفتح عيونها وهي تسأل بهمس : على إيه ؟؟
همس وهو يعدد على أصابع يدها اليمين اللي بين يدينه : لأنك تزوجتيني ولأنك تحملتيني ولأنك صبرت على مرضك و لأنك جبتيلي أحلى توأم في الدنيا ..
وكمل وهو يدنق عليها ويطوي إبهامها : ولأنك خليتي لحياتي معنى ..
وقرب فمه من إذنها وهمس : أحبك يا أم عمار ..
فتحت عيونها على اتساعها ولفت عليه وطالعته بصمت , قام وجلس جنبها و ضمها لصدره وهو يقول بمرح : قومي بالسلامة عشاني وعشان عموري والدبه الثانية ..
لفت يدينها بضعف حولينه وغمضت عيونها وهي تنشج نشيج صامت وهي تصرخ بداخلها ~ شكرا يارب , اللهم لك الحمد على نعمك , اللهم لك الحمد , ياربي لا تحرمني منهم يارب , يارب احفظهم لي يارب ~ ..
بعد عنها ومسح دموعها وقال وهو يقوم : لايشوفك عمر تصيحين يقوم يقول ضارب أختي ..
ضحكت لأول مرة من خروجها من العملية ومسحت دموعها وهي تحس بنشاط يجري في جسدها , مسد شعرها ورجع يعدل المخدات واللحاف , ضحكت أزهار وقالت : جسومي خلاص ..
سحب جاسم نفس عميق وزفره وتحرك للباب ونادى عمر اللي دخل مع منى , أول ماشافته جاي رفعت يدينها وتغيرت ملامح وجهها ودموعها تتجمع في عيونها , جري لها عمر وضمها بقوة , شهقت قبل ما تصيح من قلبها وهي تقبض يدينها على ظهره بقوة , خرج جاسم وصك الباب وهو يحس بقلبه يتقطع عليها , كان عارف إنه يوم شافت أخوها تذكرت كل أهلها , مافتحت منى غطاها عشان مايشوفون دموعها اللي انسكبت وهي تتأملهم وهم على هالوضعية , كانت أزهار تصيح بصوت كسير وعمر ضامها بقوة وهو يمسد شعرها وهو يهمس بكلمات تصبير عذبة , قالت من بين دموعها : سميناه عمار ..
كبت عمر دموعه وهز راسه وهو يضمها أكثر وهو يقول : على البركة , إن شاء الله يطلع أحسن من خاله ..
مرت فترة قبل ما تبعد عنه وهي تمسح دموعها وهي تقول : ما أدري اش فيني بس أصيح ؟؟
ضحكت منى وقالت : عادي أمي ذبحتنا بكثر البكى بعد ما جابت كمال ..
وراحت سلمت على أزهار وهي تباركلها وقالت : مابأفتح الغطى عشان ماتشوفون مكياجي كيف صار ...
وتحركت للحمام الملحق بالغرفة وهي تقول : عن إذنكم ..
اندق الباب فتحرك عمر وفتحه , ابتسم جاسم وناوله الجوال وهو يقول : الوالده تبغى تكلم أزهار ..
أخذ الجوال وناوله لأزهار اللي قالت بصوت حاولت تسبغه بالقوة : السلام عليكم ..
***
بلعت هدى ريقها وقالت بصوت مخنوق : وعليكم السلاااااااام , هلا بنتي , بشريني عنك , بخير ؟؟.... الله يقومك بالسلامة يا حبيبتي ... عسى ما تعبتي .....
زفرت هدى وقالت باعتراض للعنود : خليني أسمع أخبار البنت ...
طالعت فيها العنود برجاء وهي تقول : خلااااااااص سلمتي عليها ..
زفرت هدى وقالت : أزهار , خذي هالمرجوجة معاك ..
وقالت للعنود اللي سحبت الجوال بفرح : لا تكثرين ترى البنت تعبانة ..
العنود اللي سمعت صوت أزهار الهامس الواضح التعب في نبراته وهي تقول : هلا بأحلى مرجوجة , عسى ما صحتي , تراني أعرفك ..
صرخت بفرح : أزهاااااااااااااااااااااااااااااااااااار..
ورجع اختنق صوتها وهي تقول : مبـ .. مبـ .. مبروووووووك ...
وانخرطت في نوبة بكاء , سحبت منها الجوهرة الجوال وقالت : هذا بدل ما تهدينها يالخبلة ..
وسلمت على أزهار وباركت لها وقالت : خذي الهنوف معاك ..
تناولت الهنوف الجوال و قالت بلهفة : زهرة قلبي ..
وصلها صوت أزهار اللي حاولت تسبغه بالمرح وهي تقول : هلا بالعرووووسة , قررتي تتزوجين أخيرا ؟؟
تمالكت دموعها وقالت بتأنيب : ما بتحضرين زفتي ..
ضحكت أزهار وقالت : اش أسوي عيال أخوك طالعين على أبوهم مستعجلين ..
ضحكت الهنوف ومسحت دمعة كانت بتتسلل لخدها وقالت : ما بأطول عليك , انتبهي لنفسك يا قلبي وألف ألف ألف مبروك , يتربون في عزك وعز أبوهم ..
وودعتها وضمت الجوال براحة , قالت سفانة : ها نقدر ندخل حسان دحين عشان نزفك , ترى الوقت راح ..
رجع التوتر لها لكنها تمالكت لمن شافت نظراتهم الحادة المحذرة , ابتسمت وقالت باستسلام : اللي تشوفونه ..

: ما بأدخل وجاسم مو معايا ..
دفه عبد الإله وقال : أدخل وإنت ساكت , كنك في الحضانة , الرجال لاهي مع حرمته وعياله والله مابيجيك لو تلحس السما ..
: حسان ..
سحب نفس وطلع الدرج بصمت مع أبوه وخاله أحمد اللي ناداه , لقيوا سفانة في استقبالهم , أول ما دخلوا على الصالة الكبيرة وشاف حسان الهنوف واقفة بتوتر ابتسم بحب وهتف فجأة : أخيـــــــــرا , مابغينا ..
ضحكوا على كلمته ونزلت الهنوف راسها وهي ترتجف من شدة الخجل , ولمن شافته قدامها نزلت راسها أكثر , رفع طرحتها وتصنم لمن شافها , ثواني مرت والهنوف تتساءل اش عنده واقف قدامها بلا حركة لكنها ما رفعت بصرها , همست الجوهرة لأختها وهي تطالع من ورى الباب : اش به ؟؟
مسكت العنود ضحكتها وهمست : تنح الرجال ..
قالت سمية وهي تأشر عليه : هييييييييي خالو اش فيييييييييييييييك ؟؟
خرج من عمق سرحانه ولف عليها وقال بحدة : أتأمل في إبداع الخالق عندك مانع ..
ضحكوا الكل وقالت خولة : طيب تحرك وإقرأ , البنت بتتكسر رجولها من الوقفة ووراها زفة والفستان ثقيل ..
حط يده وقرأ وبلا مقدمات مسك يدها وسحبها وهو يقول : يلا البيت ..
انفجروا بالضحك وقال علي من وسط ضحكه : اصطلب ياولد الله يفشلك , فضحتنا قدام أبو البنت ..
سلم علي وخرج عشان يعطي فرصة لأمها إنه تجي , تحرك أحمد وسلم على الهنوف بمحبة وهو يبارك لها ويوصيها , ودخلت هدى عليهم , سلمت على حسان بخجل وسلمت على بنتها وباركت لها وهي توصيها , قال حسان : مو لازم زفة خلاص نروح للبيت وإنتم أرقصوا وغنوا و ..
قاطعته أمه : حسااااااااااان ..
وقالت سفانة : دومكم يالرجال كذا , ماهمكم شي , الضعيفة تعبت في الفستان والمكياج والتسريحة وهذي ليلة عمرها , كذا بالساهل عندكم لا تنزفين , يووووووو ..
قطب حواجبه وقال : لا تاكليني , يمه منك , الله يعين زوجك عليك ..
قالت الخنساء بحده : لسه ماصار زوجها ..
كان الكل يعرف الكره الجديد اللي بدأت تكنه الخنساء لعبدالإله اللي تعتبره سارق الأخوات , لف حسان على الهنوف وقال : لا يكون العنود تكرهني كذا ..
قالت العنود من ورى الباب لأختها ولريم : أكرهه كره العمى , أخذ هنيف مني ..
ضربتها الجوهرة وقالت : كلها كم شهر وتلحقينها ..
دمعت عيونها وهي تقول : اسم إني بأعيش لوحدي في البيت ..
طبطبت عليها ريم وهي تقول : أنا بأنقل عندك , حجة وحاجة , بأقولهم العنود وحدانية وأنا أحتاج فترة نقاهة من عهود عشان ما أقتلها قبل زواجها ..
قالت الجوهرة تذكرهم : مايحتاج هذا كله أصلا مابتلقى العنود وقت عشان تفكر بفراق الهنوف , أزهار أكيد نفاسها عند أمي والتوأم بيكونون ...
صرخت العنود بحماس وقالت : وااااااااااااااااي , صح النوانوة بيكنون عندي , يااااااااااااااااااااي ونااااااااااااااااااااااااااااااااسة ..
شهقت ريم وقالت : عنود تعالي بسرعة لا يفوتك ..
طالعت العنود وابتسمت وهي تهمس : ياااااااااااااي ..
طالعت الجوهرة ولمن شافت حسان ماسك دقن الهنوف يحاول يلف وجهها له شهقت وقالت وهي تسحبهم : يا قليلاااااات الأدب , تحركوا من قدامي يلا , صدق ماسخات فاسخات الحيا ..
هتفوا مع بعض : لاااااااا لا يفوتني بقية المشهد ..
وسكتوا وهم يلتفتون على بعض قبل ما يضربون الباب بيدهم , قالت ريم اللي ضربت الباب أول : أنا لمسته أول ..
لفت العنود بزوها وقالت : عادي , تزوجي قبلي ..
ضربتهم الجوهرة وسبتهم لتحت وهي تتكلم عن حياء البنات اللي بدأ يختفي مع مرور الزمن ..
قالت خولة لمن شافت الهنوف المستحية : يلا يا بنات أخرجوا خلوا العرسان لوحدهم شويه , لمن خرجوا وانقفل الباب , ساد صمت وصمت و صمت , لفت الهنوف بحيرة لقيته نايم على الكنبه , ~ مستحيل , ما أظنه نام بهالسرعة ~ حمحمت لكنه ما فتح عينه , همست : حسان ..
لكنه ما تحرك , شفتيه المنفرجة بتعب وعيونه المغمضة بهدوء , تأملته لدقائق طويلة , مدت يدها وحطتها على كتفه وهزته بخفه وهي تهمس : حسان ..
انتفض وفتح عيونه على اتساعها , طالع فيها بحيرة , ابتسمت بخجل وهمست : نوم العوافي ..
ضرب جبينه وقال بصدمة : لا تقولين ..
رصت شفايفها وخرجت الضحكة من أنفها , قال بعدم تصديق : هنوف تتريقين ..
ضحكت وقالت : والله كنت نايم ..
فرك عيونه بتعب وقال بتريقه : هذا من كثر الحماس , شكلي شديت حيلي بقوة فانقطع ..
لمن سمع الطرقات على الباب قال بعصبية : اللي بيدخل بأذبحه , خمس دقايق ..
ولف على الهنوف وهمس : حسك عينك تقولين إني نمت ..
ضحكت وهزت راسها بلا وهي تقول : مابأعلم أحد ..
مد يده وفرك جبينها هو يقول : إنسي , إنسي , إنسي ..
ضحكت وقالت : ما أوعدك , لأني بأقولها لأولادنا إن شا ..
وسكتت وهي تشيح بوجهها عنه , زفر وقال بحالمية : أولادنا , اش هالكلمة الرنانة ؟؟
زاد خجلها , همس بحب : هنوفي ..
لفت عليه وانصدمت لمن قام من مكانه ومسك ذقنها و باسها , بعدت عنه وهي تشهق من الخجل وتتأمله بصدمة , ابتسم وهمس وهو يتأملها برقة : والله أحبك ..
دنقت راسها ورجعت رفعته ورمقته بنظرات تستصرخ بحبها له , زفر وقال وهو يقوم : أخرج قبل ما أتهور زيادة ..
ضحكت بخجل وهي تهمس : يكون أحسن ..
ودق الباب , فتحته سفانة وقالت : ما خلصت الخمس دقايق ..
ضحك وقال : شكرا يا أمينة , خلاص زفوها , وشوفوا معاكم ساعة إلا ربع ما طلعت فيها الهنوف لي بأدخل القاعة وأطلع حرة ثلاث سنين فيكم ..
قهقهت وقالت : يمـــــــه , خلاص روح , لك علي ساعة إلا ربع وهي عندك ..
ابتسم وخرج , دخلوا البنات وهم يتكلمون بحماس عن الزفة وهي تطالعهم وهي في عالم ثاني ..
: إصحي يابنت ورانا زفة ..
: سفسف لا يكون أخوك رش مخدر على أختي وراح ..
ابتسمت الهنوف بخجل وقالت وهي تقوم : أنا صاحية ..
وقفت في ممر الزفة وهي تستمع لبدءها ومشت خطواتها البطيئة بابتسامة هادئة تزين شفايفها وتخفي خلفها أفكارها العميقة المتنوعة بلا حدود ..
استغلت الظلام المحيط بها وتركت لدموعها العنان وهي تتأمل بنتها تحت دائرة الضوء , ولأول مرة من وفاة البندري تنتحب هدى , غطت وجهها الباكي وهي تطلق شهقات وصرخات مكتومة , رفضت تحضر زواج عمر ورفضت تروح الرياض لأنها كانت تدري إنه حضورها للزواج يعني فتح صمام الأمان اللي ماوجدته إلا بعد صعوبة , لفت العنود الواقفة على الكوشة واللي لأول مرة مايبكيها رؤية الثوب الأبيض و سألت سفانة : وين أمي ؟؟
وقفت سفانة في وجهها وهي تقول : هناك تراقب الهنوف ..
وأشرت على الهنوف وهي تقول : شوفي الهنوف ترش الإكلين ..
ابتسمت العنود وقالت : قلتلكم بتطلع فكرة حلوة , شوفي كيف شكل الإكلين وهو يلمع ..
زفرت سفانة براحة والتفتت لأمها اللي حاضنة هدى الجالسة على الأرض من شدة البكاء وهي تطبطب عليها بحنان وتبكي في نفس الوقت , ولفت عن المنظر اللي بكى كل اللي شافوه وهي تزدرد ريقها وتدعي إنه العنود والهنوف مايشوفون المنظر , أول ما وصلت الهنوف الكوشة وتجمعوا البنات حولينها دارت ببصرها فيهم , كانت تنتظر لمعة حزن في عين وحده فيهم عشان تطلق لدموعها الحبيسة العنان لكنهم كانوا مبتسمات وهم يرقصون قدامها , وكل ما سألت عن أمها قالولها تودع فلانه , حست إنه أمها فيها شي لكنها ماقدرت تصرح لهم بمخاوفها وهي تشوف ضحكاتهم وتعليقاتهم المرحة , تعلق بصرها بالعنود اللي كانت ترقص قدامها وهي ترمقها بنظرات فرح وسعادة , ابتسمت لها ورجعت تتلفت , قالت سفانة وهي تأشر على ساعتها : ها هنوفه نخرجك خلاص ؟؟ يا خوفي يجي حسانو ويلعن جدف الموجودات كلـ ...
جاتهم خولة وهي تقول : حسان حرق جوالي يقول بتطلعونها ولا لا ..
تحركت الهنوف وهي مهي عارفه اش تقول أو اش تسوي , كانت تسمع الدقاقة تغني : تدرج يامليح ..
ياما سمعت هالأغنية في الزواجات وكانت دوم تقبض قلبها لأنها تعني الرحيل للعروسة , تحركت في الممر وتوقفت لمن شافت جدتها حمده اللي تمسح دموعها بطرف مسفعها , سلمت عليها الهنوف وهي تكبح دموعها وهي تهمس : مع السلامة يا جدة ..
قالت حمده بصوت مخنوق وهي تلوح بيدها المغطاة بالحنا : في آمان الله يابنتي , في آمان الله ..
جات هدى اللي تمالكت نفسها أخيرا وتعبت في غسيل وجهها وقالت بصوت مخنوق وهي تضمها : الله يسهل لك دربك يابنتي , انتبهي لنفسك ولزوجك ..
تشبثت الهنوف بأمها لكن أمها بعدتها بحزم وهي تقول : في آمان الله ..
كانت تصرخ بداخلها , تبغى تفرغ شي لكن محد أعطاها فرصة , وهم يلبسونها عبايتها وصوت الجوهرة ووصاياها يرن من بعد سحيق شافت لمعة في عيون العنود , لمعة خفيفة اختفت لمن حضنتها وهي تقول بصوت متماسك : حتوحشيني يادبة ..
قبضت على العنود وهمست : عنود لا تسيبيني , الله يخليك لا تبعدين , خليك في حضني شوية ..
ضمتها العنود بقوة وهي تغمض عيونها اللي بدأت تدمع , قالت الجوهر وهي تسحبها : عنود خلاص ..
دفت العنود يدها وهي تقول بصوت متهدج : خلونا شويه ..
قالت سفانة بتوتر : عنود ..
: عنود لا تسيبيني , أحضنيني بقوة ..
هتفت العنود وهي تتشبث في الهنوف اللي بدأ صوت أنفاسها المخنوقة يدوي في أذنها : سيبونااااااااا ..
وانفجرت بالصياح وهي تضم الهنوف أكثر وأكثر , كان ودها تحتويها , تخرق صدرها وتدخلها جوتها ولا تحس بالألم اللي تحسه دحين للحظة , كانت تحس بالأيادي تجذبها عن الهنوف وهم يحسبون إنها هي السبب في بكاء الهنوف , والكلمات تتوالى حولها ..
: عنود سيبيها مكياجها حيسيح ..
: عنود مو كويس تخلينها تبكي كذا ..
: يا جماعة فكوهم عن بعض ..
: هذا فرح لا تحولينه لنكد يابنت , تحركي ..
وصوت سفانة المتهدج يردد بين كل عبارة وعبارة : خلوهم يطلعون اللي في قلبهم ياناس , خلوهم براحتهم ..
وهي تتشبث بالهنوف أكثر وهي تصرخ بداخلها ~ سيبونا , سيبونا , تبغاني أضمها , سيبونا لوحدنااااااااااا ~, لمن حست بتراخي يدين الهنوف بعدت عنها ومسحت لها دموعها وهي تقول بصوت باكي : ارتحتي ..
ابتسمت الهنوف من بين دموعها وهزت راسها بإيوه , ضحكت العنود وهي تتلقى ضربة من الجوهرة اللي كانت تسب وتلعن ليش أخرتهم , سلمت على خد الهنوف وغطتها بالطرحة وودعتها , أول ما خرجت شافته واقف ببشته والابتسامة على محياه , مد يده ومسك يدها وبدأ يساعدها على دخول السيارة , قال عبد الرزاق : لاااااااا إلـــه إلا الله , هذا كله جيبون , مشتري أقمشة العماري كلها ..
ضحكت الهنوف بخجل وحست بالخوف يعتريها لمن جلس حسان جنبها وبدأ عبد الرزاق يسوق السيارة ..
***

رد مع اقتباس