عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-2012, 11:33 PM   رقم المشاركة : 133
اسير الصمت
مشرفة عالم حواء






 

الحالة
اسير الصمت غير متواجد حالياً

 
اسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة

 
افتراضي رد: روايه جميله جدا


صباح السبت 6 / 10 / 1427 هـ :
في المدرسة :


: يا مدمــــــــــــــن ..
توقف سامر عن المشي والتفت لا شعوريا لمن سمع الصرخة المدوية , اصطدم بصره بنظرات الطلبة المتوزعين في الشارع واللي ما دخلوا أسوار المدرسة , كان البعض ملتفت نحو الصوت والبعض الآخر يطالع فيه بابتسامة غريبة , عرف إنه أحد المبتسمين هو صاحب الصوت , رماهم بنظرة باردة وتحرك لداخل المدرسة , وقفه أحد الطلبة وهو يقول : كل سنة وإنت طيب يا أستاذ ..
ابتسم سامر وقال : وإنت طيب , كيف كانت إجازتكم ؟؟
وطالع لبقية الشباب اللي بدأوا يتأففون وهم يقولون إنهم مالهم نفس للدراسة بعد هالإنقطاع , ذابت ابتسامته لمن سمع واحد يقول من وراه : أنا نفسي أعرف الوزارة كيف سامحه لمدمن إنه يدرس ..
التفتوا طلبته وطالعوا للي خلفه , تجاهل الصوت تماما وقال لواحد من طلبته المتميزين : قرأت القصص اللي أعطيتك إياها ..
هز راسه بحماس وهو يقول : أخذت مني وقت طويل لكني استفدت منها كثير يا أستاذ ..
قال : مافي زي القراءة و متابعة البر امج الإنجليزية بترجمة إنجليزية , تقوي اللغة كثير ..
: مسوي فيها فهيييييييييم ..
: لو فهيم ماكان يضرب نفسه هروين ..
ذكر نفسه إنه أستاذ ولازم يكون أعقل فتجاهله للمرة الثانية وهو يسأل البقية بهدوء : والبقية قريتم ولا لا ..
محد جاوابه فحس بتوتر يزيد , قبض على ملفه بقوة ..
: ماتبغى تحكينا عن إدمانك يا ... أستااااااذ ..
وقبل ما يلتفت إندفع أضخم طلابه من يمينه وهو يصرخ : إلزم حدودك يا لحيواااااااااان ..
التفت بسرعة وصرخ : بدر لاااااااااااا ..
لكن بدر تجاهل صرخته وهو يضرب أنحف الموجودين بقبضة يمناه واللي ميزه سامر لأنه واحد من طلبته في الصف الثالث , اندفع النحيف من قوة الضربة وطاح على الأرض , تفل الدم اللي في فمه وقال وهو يقوم : يا #### إنت وأستاذك أبو المخدرا ...
وقبل ما يخلص كلمته كان بدر فوقه ينهال عليه بالضرب , رمى سامر ملفه واندفع يسحب بدر وهو يقول بحزم : بدر سيبه ..
تفلت منه بدر وهو يرفس الولد , وقبل ما يتحرك سامر اندفع أصحابه يدافعون عنه وينهالون على بدر بالضرب , صرخ : خلااااااااااااااااص ..
وبدأ يفرق بينهم هو و أستاذ التربية البدنية اللي اندفع لمن شاف المضاربة لكنهم كانوا أكثر , شهق سامر لمن شاف طلبته من الصف الأول يندفعون ويساعدون بدر , ثواني وخرج المدير من المدرسة وهو ماسك خيزرانته ووراه الحارس اللي راح يناديه , لكن الطلبة كانوا في حالة فوضى ..
: بــــــــــــس ..
صرخة المرشد يوسف اللي وصل توه خلت الكل يجمد في مكانه , قال المدير بعصبية : كلكم للساحة بسرعة ..
ولف على سامر وقال : سامر , خليل , إلحقوني ..
انتبه سامر إنه شماغه وعقاله مهي على راسه وإنه أزراره العلوية مختفية , مسد شعره وهو يسحب أنفاسه , انمد الملف له فطالع في الطالب وقال وهو يتناوله منه : شكرا ..
وتقدم له طالب ثاني وهو ماسك شماغه وعقاله , شكره وهو يتناولها و طالع في الأرض عل وعسى يلقى طاقيته الجديده من بين الطواقي المرماه على الأرض واللي بدأ الحارس يجمعها ..
: سامر ..
تحرك لمن سمع مناداة المدير ودخل للمدرسة وهو يدعي من قلبه إن الله يستر وتعدي المشكلة من دون شوشرة , كان واثق إنه مجمع الأمل اللي كان فيه يضمن له السرية التامة أثناء العلاج , وفوق هالسرية هم يصدرون لكل المتعالجين تقارير طبية تبرر إنقطاعهم عن العمل وتوافق عليها الوزارات والدوائر الحكومية بلا تردد لدعم هالفئة عشان ماترجع للي كانت فيه , وكل المتعالجين كانوا يرجعون لأعمالهم تحت مراقبة صارمة من المجمع , يعني مستحيل إن الخبر يكون انتشر من المجمع أو المسؤول في الوزارة أو .. غمض عيونه بقوة وهو يقول بداخله ~ آآآآآآخ , أنا كيف نسيت إنه معاذ ولد جارنا , أففففففففففف أكيد ماخذ الخبر من أبوه أو أمه , ياربييي كيف أواجه المدير والأساتذة , توني بدأت أتأقلم وأرتاح , توني اللي ثبت رجولي وكسبت احترام اللي حولي و .... سامر تذكر إن الحمد لله على كل حال , الحمد لله ~..
: صحيح الكلام اللي أسمعه من الطلاب يا أستاذ سامر ..
خرج من أفكاره وطالع في المدير اللي جلس خلف مكتبه وهو يقول ببرود : حضرتك كنت مدمن ..
الكلمة والنظرات المحتقرة أصابته في مقتل وهي تخرج ببرود من بين شفاه مديره اللي كان يطالع فيه باحترام ويشد على كتفه كل ماشاف اجتهاده في العمل في الفترة السابقة , قال بهدوء ومن دون تردد : إنت قلتها بنفسك , كنت , لكن دحين الحمد لله ..
تنهد المدير وهو يمسح وجهه والتفت سامر على أستاذ البدنية خليل اللي طالع فيه بذهول , ولف وجهه وتصنم لمن شاف نظرات المرشد المبتسم بلطف , حس بعزيمته تقوى فقال باعتراض : يا أستاذ هالموضوع قديم وصارله فوق السنتين و ...
ضرب المدير المكتب بكل قوته وقام وهو يقول بحدة : لو كان قبل عشر سنين , إحنا هنا تهمنا سمعة المدرسة , يعني لو الموضوع كان محصور بين المعلمين ماعندي مانع لكن إنه يعرف الطلبة إنه أستاذهم المبجل كان مدمن مخدراااااااااااات هذا شي ثاني ..
طالع فيه سامر بعتاب وهو يقول بهدوء : تقولها كإني كفرت ..
طالع فيه المدير بحدة فتابع بحزم : الحمد لله ربي تاب علي وانتهيت من هالمرحلة في حياتي وإنت بنفسك شاهد إني منضبط في دوامي وأأدي واجباتي على أكمل وجه و طلبتي ..
قال المدير يقاطعه : طلبتك اللي يشوفونك قدوتهم اش بيكون نظرتهم هاااا , أهلهم اش بيسوون لمن يدرون إنه أستاذ أولادهم مدمن مخدرات ..
قال سامر بحزم : كاااااان ..
زفر المدير وقال ببرود : لو سمحت وقع حضور وخروج , أنا معفيك اليوم إلين أشوف هالمسألة وأحلها مع الطلبة ..
وقبل ما يفتح فمه باعتراض قال يوسف وهو يأشر للباب بيد ويسحب سامر من ذراعه بيده الثانية : تفضل يا سامر ..
خرج سامر من مكتب المدير ولمن شاف نظرات خليل اللي هز راسه وراح زفر وقبض يدينه بقوة وهو يقول من بين أسنانه : لاحول ولا قوة إلا بالله , حسبي الله ونعم الوكيل ..
مسد يوسف على كتفه وقال : وقع زي ماقال المدير وأخرج خذ لك نفس , أوعدك أتصل عليك وأخبرك بالتفاصيل ..
هز سامر راسه وقال بحزم : ماني خارج لو على جثتي , مو بكيفه , لمن تقول الوزارة إطلع أطلع , بأجلس في مكتبي وما بأحضر الحصص إن كان هذا قصده , عن إذنك ..
وتحرك لمكتبه بعد ما وقع في سجل الحضور , أول ما دخل الغرفة حس بتكهرب الجو , طالع فيهم وقال بابتسامة هادئة : السلام عليكم ..
ردوا عليه السلام , حط ملفه على المكتب وتحرك بثبات وبدأ يسلم عليهم وهو يعايدهم , كان يشوف نظرات التساؤل في عيونهم لكنه تجاهلها وهو يرجع لمكتبه ويخرج دفتر التحضير وأوراقه ويبدأ يصنفها ~ لا يمكن أتراجع الآآآآآآن , مو بعد ماقطعت هالمشوار كله , إن شاء الله أبقى ثابت دايم يارب ~ , طالع في جواله اللي حطه على المكتب ورفعه بعد تردد عشان يتصل ...



****************************


في مدرسة أخرى :

: مايجوز تلقي الرشاوي ياست وسام ..
ضحكت وسام وقامت من مكتبها وهي تقول بترحاب : هلااااااا والله , كيفك أنغام ؟؟ بشريني عنك ..
وتبادلوا السلام وهم يهنون بالعيد , أشرت أنغام على باقات الورد وكيسين صغار محطوطة على المكتب وقالت : أنا مدرستهم بنات الإيه ولاعمرهم أهدوني ..
ضحكت وسام وقالت : إنت لو تلقيتي ورد وهدايا تعتبر رشوة لأنه بيدك درجات لكن أنا ماعندي ولا درجة ممكن أمنحها لهم ..
جلست أنغام وقالت : وريني هدايا بنات المتوسط ..
سحبتها وسام ودخلتها درجها وقالت : روحي لحصصك مالك دخل في هداياي ..
ضحكت وقالت : فكـــه ماعندي لا حصة أولى ولا ثانية ..
وزفرت وكملت وهي تتمطى بكسل : يازين اليوم اللي مافيه أولى أو سابعة , ولا إحتياط يااااااااااااي , يكمل اليوم ..
ضحكت وسام وقالت وهي تجلس : هموم المعلمات ..
لفت أنغام وقالت : مابتسأليني عن زوجي ..
هزت وسام أكتافها وقالت بهدوء: إذا تبغين تتكلمين قولي وأنا بأسمع ..
ابتسمت وقالت : قال بصريح العبارة إنه يبغاني أخلع لكني صدمته لمن حلفت إني ما أطلب الخلع لو ذبحني , يبغى الفكة يطلق ويطلع حافي منتف زي ماجاني حافي منتف ..
وزفرت وقالت : أصلا هو مو وجه نعمة , زين اللي سيارته اللي اشتريتها له مسجلة باسمي ...
قالت وسام بابتسامة : صراحة حركة ذكية منك ..
زفرت وهمست بتعب : عايشة معاه صورة , ماني قادرة أكلم أخواني أو أشتكي لهم , أنا اللي أصريت عليه لمن تقدم ووافقت رغم اعتراضاتهم , وتهاوشت معاهم وقلتلهم إني بأتزوجه بسببهم وبسبب اللي يسونه فيني , دحين لو كلمتهم ولا قلت آآآه بيتشمتون فيني هم وحريمهم ..
لمن تذكرت وسام نجلاء اللي تعذبت مع فهد طويييييييييل وخبت هذا كله عشان مايلوم أبوها نفسه اللي أجبرها على الزواج من ولد أخوه مدت يدها وقبضت على يد أنغام وقالت : حبيبتي أنا ما ألومك لمن وافقتي , إنت كنت بتفتكين من إستغلال أبوك وأخوانك لراتبك ومن مراقبتهم لك على الطالعة والنازلة ومن حبسهم لك في البيت , لكن اللي ألومك فيه إنك بتخبين عنهم مد يده عليك , حبيبتي ترا مهما كان استغلالهم لك صدقيني ما بيرضون عليك المهانة ومن واحد غريب , والله مايرضون بها ..
دنقت وقالت وهي تهز راسها : إستحالة أكلمهم , أنا سويت اللي علي والباقي على الله ..
ولمن شافت نظرات وسام ضحكت وقالت : قصدي كلللللللللله على الله ..
ابتسمت لها وسام مشجعة ولمن تذكرت أمها اللي بلغتها إنها خبرت عبد الكريم وأنهت الموضوع زفرت وسألت بحيرة : أنغام لو خيروك بين واحد متزوج ولا واحد أصغر منك بست سنين مين تاخذين ؟؟
ولمن شافت نظرات أنغام وتذكرت إنه زوجها أصغر منها قالت بضحكة : أووووو نسيت ..
هزت أنغام راسها وقالت بزفرة : لا تقارنين الـ ### اللي عندي بباقي الرجال ..
شهقت وسام من سبتها لكنها ما علقت لأنها عارفه إنها ماقالتها إلا وهي واصلة حدها من زوجها , تابعت أنغام وهي تطالع فيها بجدية وهي تعقد يدينها فوق المكتب : شوفي هو بالمختصر المفيد ومن واقع معاشرة لأصناف الرجال خلال أربعين سنة أختصر لك الموضوع في جملة مفيدة , حاليا الرجال كلاب لابسين ثياب ..
شهقت وسام مرة ثانية وانفجرت بالضحك وهي تقول باستنكار : الله يقطع سواليفك اش هالكلااااام , اغتبتي كل الرجال بهالكلمة ..
قالت أنغام بجدية : من جدي أتكلم , ماعاد هم زي أول , ماعاد في رجال بالمعنى الحقيقي للرجل , صار همهم شكل الحرمة واتباعها للموضة , دلعها وغنجها , سهرات وشيشة وشباب ودشوش وأغاني و غيره كثيييييييير , هذا صار همهم , ولمن أقول هالكلام ما أبرئ الحريم , حتى الحريم ماعاد هم زي أول , ماعاد يهمهم إلا الجري ورا الموضة وتسوي قصة فلانة و تقلد المغنية العلانه و تفصل فستان المصمم الفلاني و تحب الممثل العلاني و معظم اللي تتبعهم نصارى ولا هندوس ولا مالهم ديانة ..
وزفرت لمن شافت نظرات وسام وقالت : بالمختصر الدنيا ماعاد هي زي أول , الوحده تختار الرجال الطيب وتحاول تصبر على غثاه إلين تجيب لها كم ولد تربيهم على الدين عشان يرفعون شأن هالأمة النايمة وتموت وبسسسسسس ..
ابتسمت وسام وقالت : برضك ماجاوبتيني , لو الاثنين طيبييييييييين , تختارين مين ؟؟
سكتت للحظات قالت بعدها : تستخير وتختار , لأنه صراحة صعب الإختيار بينهم , أمرين كلاهما مر ..
طالعت فيها وسام وسألت بهمس : إذا مافيها فضول , ممكن أعرف هل مشاكل مع زوجك بسبب السن !!
ابتسمت أنغام وقالت وهي تطالع في مناكيرها الوردي : شوفي هو مو السبب الرئيس بالضبط , قصدي إنه كمان كان في فارق إجتماعي بيننا , بالإضافة لإختلاف القبيلة و الأهم من هذا كله إنه كان داخل على طمع من بداية الموضوع وأنا كنت عارفه هالشي لكني حبيت أجرب حظي يمكن أقدر أخليه يحبني لذاتي , بداية حياتنا في الثلاث سنين الأولى قدرت أجاريه لأني كنت أحبه ومتحمسه إني أخليه يبادلني هالحب لكن السنتين الأخيرة ببروده ومعاملته خلتني أحس بالعجز والكبر , وهنا انتبهت إنه فرق العمر بيننا كان هائل , عقد بيني وبينه وصدقيني لو كان أكبر بخمس سنين وداخل على الزواج بقصد ثاني غير الطمع كان فرق في حياتنا كثير وماكنا حنوصل لهالطريق المسدود , قصدي أنا دحين أربعين وهو في الثلاثين أوج شبابه , ماعاد أنا قادرة أجاريه ..
ولفت عليها وطالعت فيها بألم وهي تقول : لكن والله لو حبني بصدق كان رفع نفسه كم سنه لفوق وكان ممكن لحظتها إني أقلص بعض من هالسنين زي ما كنت أسوي أول أيام زواجنا ولحظتها كنا حنتلاقى في نقطة معينة , فرق السن مو المشكلة , المشكلة في الشخصين المتزوجين , شوفي الرسول تزوج خديجة وفرق 25 سنة بينهم وهي غنية وهو راعي لكنهم كانوا أسعد زوجين ..
وزفرت زفرة حرقة , صلت وسام على النبي ومدت يدها مرة ثانية وقبضتها على كف أنغام وهي تهمس : صدقيني يا أنغام الله إذا أحب عبدا ابتلاه , المؤمن يؤجر على الشوكة اللي يشاكها فكيف بأمر عظيم زي مصيبتك , بعدين تذكري إنه عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ..
رفعت أنغام راسها وطالعت فيها بامتنان قبل ما تقول بحزم : بس برضو الصغير أحسن من المتزوج , على الأقل الصغير تشوفين معاه كم يوم حلو لكن المتزوج بيظل طووووووول عمره مقسوم بالنص بينك وبين حرمته , يعني بتتزوجين نص رجال ..
ضحكت وسام و قالت : مشكورة على النصيحة ..
قامت أنغام وقالت بتريقة : وتذكري الجملة اللي قلتها لك ..
قهقهت وسام وقالت : روحي ياشيخة , ما أقول غير الله يهدينا ويهديك ...




******************************

في جامعة الملك عبد العزيز في جدة :

: عنيدو دحين إنت متصلة علي مع هالصباح وأنا في الجامعة عشان تستجوبيني عن عهود ..
: ريمان تكفيييييييييييييين أبغى أعرف اش صار من بعد ما دخل عليها عبد الـ ...
وشهقت وهي تسأل : إلا تعاااااااااااااااااااالي إنت في الجامعة اليوم ليييييييييه ؟؟ خبري بكم ماتداومون مع البزران ..
ضحكت وقالت : لا عندي أشياء ضرورية لازم أسويها , بعدين عندنا إمتحان بسيط أصرت الأستاذه إننا نختبره اليوم ..
وكملت : وبالنسبة لعهود , ما أدري اش صار بينهم لكنه خرج وهو ساكت ما كان في شي مقروء على معالم وجهه , توقعته يخرج وهو مبهذلها بعد المقلب اللي سوته فيه عشان تخطب له صحبتها , أما عهود كانت معصبة لآخر درجة , تخيلي طردتني من الغرفة مع كم سبة وجلست في الصالة إلين هديت وخرجت دخلت بعدها للغرفة ..
بدأت العنود تهزئها وهي تعطيها دروس في عدم الاستماع لأوامر عهود الغير معقولة خاصة وإن الغرفة حق مشترك بينهم , فكرت ريم في مصايب أختها اللي مهي قادرة تمنعها منها ولا هي قادرة تعلم أحد عليها و زفرت وهي تقول : خليها على الله يا بنت , إلا إنت ليش كنت معصبة من عهود , معقول هذا كله عشان حاولت تخطب له صحبتها , ترى عهود ما تدري إنه سفانة تحب عبـ ...
وسكتت , كانت هذي أول مرة تتكلم فيها عن سفانة وعبدالإله من ذاك اليوم اللي قرأت فيه الرسالة وتلقت فيه أول صفعة من العنود في حياتها , وصلها صوت العنود المرح يقول : اش فيك سكتي ؟؟ لايكون تذكرتي هبالتنا ذاك اليوم , تراه في قلبي إلى الآن , والله آآآآآآآآآآآسفة يا ريمو ..
ضحكت ريم وقالت بهدوء : عادي يابنت , مابيننا هالأشياء ..
وسكتت وكملت : ماقلتيلي اش السبب ؟؟
وصلتها زفرة العنود قبل ما تقول : هو هالسبب ماغيره , يعني عاجبتك هالجي جي اللي تبغى تخطبها لعبوووووود , لا يا عيوني , يكون في علمك كنت مستعدة أكلم عبود بنفسي وأقوله عن حقيقة هالبنت ...
~ عنود مهما كان عهود أخت ريم الكبيرة ومو حلو إن الصغيرة تشوف قدوتها وتسمع عنها كلام مو زين , خليك ساكتة ولا تنبهينها ~ وتداركت كلامها عشان ماتدري ريم عن سوالف أختها وتشك فيها وقالت : قصدي من شكلها ذاك اليوم في الزواج ولبسها تعرفين طينتها ..
~ آآآآآآآآآآآآآه يا عنود ماتدرين عن عهود وسواليفها , ياربي اش أسويييييييييي ~ قالت تسألها عشان تضيع الموضوع : اش مصحيك في هالوقت ؟؟ لا تقولين مانمت إلى الآن يا العاطلة ...
وصلتها ضحكت العنود وهي تقول : إي والله ما نمت إلى الآن عشان كنت أفكر في أمور الرعية , بعدين رزوق طلب مني أصحيه للفجر وخفت أنام عنه ..
وضحكت وهي تكمل : وياليتني فدته , الغبية موقته على أذان جدة ونسيت إنه في المنامة يختلف التوقيت , يسبقوننا بأقل من ساعة تقريبا ..
ابتسمت ريم لمن سمعت اسمه وقالت : كيف حاله دحين ؟؟ ومتى سافر ؟؟
: إمبااااااااارح سافر , والحمد لله إن شاء الله إنه أحسن , يعني صار يضحك ويفرفش شويه لكنه مازااااااااال صامت وسارح معظم الوقت ...
قالت ريم : الله يوفقه ..
وكملت لمن شافت صحباتها يلوحون لها : عنودي , صحباتي ينادون , عن إذنك ..
: مع السلامة ..
: مع السلامة ..
قفلت ريم جوالها وتبعت صحباتها وهي تفكر بآخر مرة شافته فيها , كان مرعب وإلى الآن ينتفض قلبها كل ما تذكرت منظره ذاك لكنها في نفس الوقت تحمد ربها إنه فاق من غفلته وتدعي له بالثبات , وهي ماشية من عند أحد المباني شافت بنت حاضنة صديقتها حضن مو طبيعي , نسيت نفسها وهي تطالع فيهم بحيرة ولمن شافت وحده منهم ترفع راسها لصحبتها وهي ... شهقت ولفت وجهها وهي تقول : أعوووووذ بالله , لاحول ولا قوة إلا بالله , يارب ترحمنا , يارب لا تسخطنا ...
ضحكوا صحباتها عليها وقالت وحده منهم بصوت عالي وهي تطالع فيهم بلا تردد : من وجدتموه يعمل عمل قوم لووووووط فاقتلوا الفاعل والمفعول به , اتقواااا الله ..
ولمن تحركوا البنتين ووحده فيهم تسحب الثانية اللي طالعت فيهم بحدة قالت : وين مارحتم ربي شايفكم ..
سحبوها صحباتها وريم تقول : فطوووووووم يالخبلــــه ناسية حكاية بنت الأحياء اللي ..
وحركت بيدها حركة مبهة وهي تقول : فاكرتها اللي استفردوا بها في الحمام ..
قالت فاطمة بحدة وهي ماهمها في أحد : الخوف من الله يا حبيبتي , والله ما أخاف من بشر , كنتم خير أمــــة أخرجت للناس , ليييييييش ياهوانم ؟؟ تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر , بعدين شوفيهم كيف اختفوا من قدامنا , والله صاحب المعصية ذلييييييييييل , حتى لو جاتك تصارخ وتنافخ و تشوح بعيونها بتخويف بتظل ذليلة , ارفعي عليها الصوت شويه واثبتي تشرد من قدامك ..
وزفرت وقالت بقهر : اش خلاهم يتمادون ويسوون فعلتهم الشنيييييعة قدام الله وخلقه إلا السكووووت , دحين تلقينهم راحوا يدورون مدس ولا حمام وهذا مقامهم أصلا ..
وتحركت بعصبية وهي تقول : وتبغون مطر ورحمة من رب العالمين , الله يغفر لنا ..
لفوا البقية على بعض وهم يحطون أياديهم على موضع قلوبهم , قالت وحدة فيهم : والله بنروح فيها مرة من المرات من فطوم هذي , لو راحت وكلمتهم بهدوء كان ممكن يتعظون ..
هزت والثانية راسها وهي تقول : يا الناااايمة راحت لهم وكلمتهم كذا مرة لكنهم ما يتعظون ..
ضحكت ريم وقالت بحماس : بس تصدقون , عجبتني فطوم , شكلهم وهم مرتبكين كذا بعد ماكانوا زي الملوك نافخين ريشهم ورااااايحين فيها وهم يعلنون للكل عن حبهم بلا خوف يجنن , حمستني ودي أدور عليهم وأقولهم زي ماقالت ..
وقطبت حواجبها وقالت : هي اش قالت بالضبط ..
قالت أهدأهم : هذا حديث يالجاهلات , حديث عن الرسول يقول من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به , يعنيييييييي سواء كان رجال ورجال ولا حرمة وحرمة , وترى حتى البهيمة لو فعل بها يقتل اللي فعل وتقتل البهيمة ..
شهقوا وسألت ريم : لييييييييه , البهيمة اش سوت ؟؟
قالت وهي تلحق بفاطمة : لأنه كره أكلها بعد ما انفعل بها العمل من شدة قباحته ..
مشوا معاها وهم يستغفرون , لفت عليهم وقالت : وتصدقون إنه اللي تعمل هالعمل ملعونه , يلعنها الله من فوق سبع سموات ..
قالت ريم وهي تحط يدها على قلبها وهي تتذكر عهود وجيهان اللي دخلت عليهم مرة وهم في وضع مريب : يارب رحمتك , يارب عفوك وسترك ..
وحست بقلبها يتفطر بداخلها وبكل خليه من خلاياها تئن بألم من وقع اللي سمعته , من كثر ماصارت تشوف هالمناظر تساهلت الأمر بالرغم عنها , سنتين في الجامعة كانت كفيلة إنها تعودها على المناظر وتصير كإنها شي عادي , جلست تستغفر وتستغفر وهي تتمنى لو عندها قوة فاطمة عشان توقف عهود عند حدها أو يكون عندها حلم أزهار وتفكيرها الصائب عشان تقدر تواجه أختها بالعقل أو جرأة العنود وتهورها , على الأقل كان ممكن تسوي شي يبعد عنها ألم الصمت اللي يذبحها ويحسسها بالذنب ...



****************************


بعد نهاية الدوام في الرياض :

خرج من غرفة المدرسين اللي ظل حبيسها طوال النهار وراح لغرفة المراقب اللي رماه بنظرة غريبة قبل ما يرجع يطالع في الأوراق اللي قدامه , مسك القلم ووقع الخروج وتحرك , كان زيه زي الجدر اللي وراه طوال اليوم , ماكان أحد يكلمه ولا حاول هو يكلم أحد , لمن سمع أصوات الشباب المختلطة في الساحة , سحب نفس وخرج من المبنى , ثلاث خطوات خطاها في الساحة ساد بدأت بعده الأصوات تتخافت شيء فشيء , حس بإختناقه يزيد مع تراخي الأصوات اللي همدت تماما لعدة ثواني قبل ما ترجع الهمسات المتخافته , استمر في مشيه بثبات وهو يبتسم إذا جا بصره على أحد الطلبة مباشرة , ظهر جسم قدامه فتوقف عن المشي قبل مايتراجع خطوه عشان يميز الشخص , ابتسم وقال : كيف كان يومك يا بدر ؟؟
ابتسم بدر وقال بحماس وهو يأشر على عينه المضروبه والمحمر أسفلها : وناااااااااسة , فصلوني يومين ..
ضحك من قلبه وحس برغبة إنه يحضنه بامتنان لأنه أول شخص يخاطبه من بداية هالنهار , مين كان يتخيل إن أشقى ولد في الصف الأول و أكثرهم احتقارا و كرها للأساتذة واللي الكل يشتكي منه يصير من أحسن طلبته , حط كفه على كتف بدر وشد عليها بقوة وهو يقول بعتاب : تراني ضحكت على وناسة , و المفروض ما تفرح بالفصل يا بدر , تراني فرحان بمستواك الحالي وما أبغى أي شي يأثر عليه ..
قال بدر بحماس وهو يضربه تحيه عسكريه : as you wish, I do my best ...
طالع فيه سامر بفخر وقال : I will لأنك تتحدث عن مستقبل ..
هز راسه وقال بابتسامة : I will remember ..
شد على كتفه أكثر وهو يقول : إن شاء الله ..
وربت عليه وتحرك وهو يودعه , وتفاجأ ببعض طلبته يودعونه بحماس , ودعهم ودخل سيارته وهو متجاهل تماما قزازها الخلفي المكسور , أول ما تحرك طالع في الطريق بصمت , وقف عند أول إشارة وتلفت يمينه ويساره وصرخ بحماس : yeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeees..
وحمحم وقال يكلم نفسه : قول الحمد لله , اش يس هذي , الحمد لله , الحمد لله ..
وقاوم مشاعر حسها تغرقه للحظة وهو يسترجع كلام بدر اللي حاول يثبت له إنه يعتبره أستاذه رغم كل شي , حس بالمشاعر تترجم لدموع غريبه , دموع بداخله في حين ظلت عيونه جافه , قبض على الدركسون وضغطه بقوة وهو يقول : الحمد لله , الحمد لله ..
ولمن أضاءت الإشارة الخضراء حرك السيارة وتوجه لحي بعيد عن حيهم , وقف سيارته عند العمارة وطلع وهو يقفز الدرجات درجتين درجتين , وقف عند بابها ودق الجرس , له فترة طويـــلة مازارها , لحظات مرت قبل ما ينفتح الباب وتستقبله ابتسامتها الرقيقة الهادئة , ابتسم وقال : السلاااااام عليكم ..
وسلم عليها وهو يقول : هلااااااااا خلودي , شخبارك يالقاطعة ؟؟
ضحكت وقالت وهي تأشر له يدخل : أنا القاطعه ولا إنتم اللي خونتم فينا وقلتم بتخيمون فجأة ..
سألها وهو يجلس على الكنبه : جيتي عندنا ذاك اليوم ؟؟
قالت : إيوه جيتكم , بالقوة أقنعت ولد عمتك وخليته يجيبني طلعتم في البر البريرة مع الشباب ..
وابتسمت وسألت : المهم , بشرني عن يومك ..
زفر وقال : الحمد لله ..
قالت وهي تقرب منه صينية القهوة اللي مجهزتها وحاطة فيها صحن بسبوسة وكنافة : واش سويت مع ولد محمد الـ ..
قال بطفش وهو يتناول منها الفنجان اللي صبته : لا تجيبين سيرته , الله يقطعها من ساعة اللي تعرفت فيها على هالجار , مايقدر يصك حلقه ويحفظ أسرار ..
ابتسمت وقالت بعتاب : مايجوز هالكلام , إنت تسب الوقت والوقت هو الله ..
استغفر وابتسم وقال وهو يحرك سبابته : ما نقول الوقت هو الله , الوقت والزمن كله بتقدير من الله هو اللي يجريهم , الله هو الدهر زي ماجاء في الحديث ..
ضحكت و قالت : كنت أحاول أشرح وأقرب المعنى , فعلا الأفضل ما نقول هالكلام ..
هز راسه وقال : كثير يقعون فيه , الله يغفر لنا ..
قالت وهي تطالع فيه بحنان : سمور حبيبي عادي اللي صار كان متوقع أقصد منتظر , يعني مو كل شي ممكن إنه يتخبأ خاصة إنه أبوي سوى نقلك لمدرسة قريبة داخل الرياض , بعدين قول الحمد جلست فترة طويلة رسخت فيها رجولك قبل ما ينكشف المخبأ صح ولا لا ..
ابتسم وقال بصدق : والله أنا مو متأثر من هالسالفة , صح في البداية خفت واكتأبت وحسيت إنه كل شي بينهار لكن لمن جلست أفكر وأتذكر كل اللي مريت به أقول الحمد لله على كل حال , يعني أنا فعلا إنسان سعيد ...
وزاد اتساع ابتسامته وهو يقول : سعييييييييد لدرجة ما تتخيلينها , لقيت فرصة لأقدم فيها اشيااااااء كثيرة , أول دلائلها وأنا خارج قابلني واحد من طلابي اللي قلت لك إنه متضارب مع ولد محمد عشاني , كلمني كم كلمة بالإنجليزي وودعني وهو مبتسم , حسيت لحظتها إني ملكت الكون , حسيت وقتها إني أستاذه اللي استفاد منه فـ شي ..
قالت بتأثر : الله يسعده يارب ويوفقه ..
زفر وقال : لا يمكن أنساه , صدقيني بيظل بصمة في تاريخي كمدرس , ولو يدري كيف كان أثر كلماته وابتسامته بداخلي ....
وهز راسه وهمس : حسيت بثقتي تكبر أكثر وأكثر بفضل الله أولا وأخيرا ..
لحظة صمت سادت قبل ما يرفع راسه ويطالع حولينه , الشقة الواسعة الخالية من الأصوات دعاها بداخله إن الله يرزقها الولد الصالح اللي يملأ لها البيت وهو يسأل : ومتى يرجع النسيب ؟؟
ضحكت وقالت : يووووووووو عد الساعات وإغلط , مايجي إلا حول خمسة ..
وقامت وهي تقول : تعال أغرف لك الغدا ..
حاول يتملص منها وهو يقول لها إنه أمه وسحر بيزعلون ليش ما خبرهم لكنها جلسته عند السفرة اللي فرشتها ودقت على بيتهم وهي تجهز الصحون , أنهت مكالمتها وقالت وهي تحط صحن الرز : يااااااا ويلك وسواااااااااد ليلك من سحر , تقول ذابحتك لا رجعت ذابحتك لأنها من زمان ودها تجيني ..
فكر في سحر للحظات وقال : الله يسعدها هالبنت , تصدقين أمس كنت بأكلمها في موضوع مهم ولمن قاطعنا ماهر قلت خيرة لأني بعد مافكرت في الموضوع أكثر وجدت إنه من الأفضل إني أسألك إنت هالسؤال ..
طالعت فيه وهي تجلس عند السفرة جنبه وهي تقرب له الملعقة , تابع وقال : بحكم إنك مجربة يعني ..
طالعت فيه بحيرة وطالع فيها بصمت قطعه وهو يسألها : برأيك أتقدم لوسام رغم فارق العمر ؟؟
اتسعت عيونها وهي تطالع فيه بصدمة وهي تهتف : وساااااااام !!!!!...


****************************

........................... يتبع ..
أعتذر عن الأخطاء التي تعبت كثيرا من تعديلها والتي أشعر أنها كلما أصلحت إحداها توالد بدل منها العشرات ...
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

يوم الثلاثاء 9 / 10 / 1427هـ :
صباحا في الرياض :

زفرت وهي تطالع في الطالبة الجالسة أمامها والتزمت الصمت وهي تحدق فيها , رفعت الطالبة عيونها لها ورجعت رختها وبعد فترة رفعتها ورجعت رختها , وبعد هالصمت الطويل همست : أبله وسام والله الـ ..
قالت وسام بحزم : لا تحلفين باسم الله كذب ..
سكتت البنت بعدين قالت وهي تفرك يدينها : قصدي أنا كتبت هالرسالة بس , قصدي , بريئة ما كنت أقصد فيها شي ..
حطت وسام يدها على الورقة المفرودة قدامها وزحفتها إلى عندها وهي تقول بهدوء : طيب ممكن تقرئينها لي بصوت عالي يا جنى ..
طالعت جنى في الورقة قبل ما تتساكب الدموع من عيونها وهي تمسكها بيد مرتجفه , طالعت في وسام باستعطاف لكنها واجهتها بنظرات ثابته بلا مشاعر واضحة , طالعت في الورقة وهمست : حبـ .. حبيبتي ملاك .. أنا أحب شعرك الـ ...
وسكتت ودموعها تزيد , قالت وسام بهدوء : كملي ..
هزت راسها بلا وهي تغطي وجهها بيدينها , تجعدت الرسالة المحشورة في قبضتها , قامت وسام وتحركت لخلف مكتبها وجلست على الكرسي المقابل لجنى وقالت وهي تحط يدها على ركبتها : جنى لو الرسالة بريئة كان ما خجلت من قراءتها بصوت عالي صح ..
زاد بكاها فقالت وهي تبعد يدينها عن وجهها : طالعي فيني ..
طالعت فيها جنى فابتسمت لها بحنان وقالت : جنى أنا اش كنت أقولك ..
همست من بين دموعها : إبعدي عن ملاك وشلتها ..
هزت راسها وقالت بحنان : حبيبتي أناعارفه إنه ماما حاولت تنقلك ودايم تفتشك لمن ترجعين من المدرسة لكن لا تلومينها , أنا لو شفت مع بنتي كتاب زي اللي لقيته أمك مدسوس بين كتبك كنت بأراقبها ..
وحطت يدها على خدودها تمسح دموعها وهي تقول : شوفي كيف صار وجهك من البكى ؟؟
وضحكت وقالت وهي تناولها منديل : عيونك صارت زي عيون الباندا , لو شافتك أبله أماني بتسوي لك تعهد عشان الكحل اللي حاطته ..
مسحت عيونها وهي تشهق وتقول : كل شي منعتونا منه , إحنا بنات , لا سلاسل لا كحل لا مرطب لا عطر , حتى المرايات في الحمام مكسرة ..
قالت بتفهم : عانينا نفس المعاناة وصدقيني بأحاول أرفع للوزارة شكوى خصيص عشان المرايات , لكن المكياج مايحتاج في المدرسة لكل مقام مقال صح ولا لا , بعدين لاتلومينهم على منع العطر لأن البنات بهذلوهم يرشون العطر وقت الصرفة وتخرج الطالبة معطرة وهي ماهمها إنه البنت اللي يشم أحد الرجال ريحتها تعتبر زاينة ..
قالت ببرود : أمي تتعطر وهي خارجة ..
ابتسمت وقالت بهدوء : ومين قالك إن الأم ماتغلط , الأم بشر زيها زي باقي الناس , كلنا نغلط , لكن الحلو إن الإنسان لمن يعرف غلطه يحاول يتفاداه صح ..
سكتت للحظة قبل ما تقول : طيب يعجبني دلع ملاك ..
وسكتت على طول وهي تطالع في وسام بخوف وتردد , حافظت وسام على هدوءها وهي تهز راسها بمعنى كملي , كملت بتردد : تمشي وهي رافعة راسها , الكل يحبها ويستنى نظرة منها , والبنات حولينها يجرون لها ..
طالعت فيها بهدوء وسألتها : هذا اللي يعجبك فيها بس ؟؟
ترددت طويل قبل ماتقول : شعرها حلو يعجبني وحركاتها الناعمه وضحكتها وكلامها ..
وسكتت , كانت وسام تطالع فيها بهدوء وعقلها يدور بلا هواده , وأخيرا سألت بلطف : اش أكككككككثر شي يعجبك فيها ؟؟
قالت بلا تردد : حنانها , دايم تسأل عني لمن أغيب وتتصل علي في البيت وتسألني كيف حالي وتضحكني بهروجها وتعلمني على أشياء تشوفها أمي تفاهة وقلة أدب عشان كذا شالت عني التلفون لكن ملاك جابت لي تلفون ثاني دسيته في مكان ماتعرفه أمي ..
~ أهااااااااااااااااا , دحين فهمت ~ قامت و قالت : ماشاء الله عليها , الله يجزيها بالخير اللي تحب تطمن عليك , بس عارفه بما إنه أمك مهي راضية على مشيك مع ملاك و صديقاتها فإيش رأيك نبعد عنها شوية لو بمكالمات البيت على الأقل , إلين أتفاهم مع ماما وأفهمها إنكم صديقاااات ..
وضغطت على الكلمة عشان ترسخها في بالها وهي تكمل : إنت عارفه إنه رضى الله من رضى الوالدين ..
وابتسمت وكملت تنهي الموضوع : عارفه لمن قرأت رسالتك لاحظت إنك ماشاء الله عندك ألفاظ حلوة ومعبرة ..
طالعت فيها جنى بحيرة , قالت باقتراح : اش رأيك تشاركين في مسابقة أحسن تعبير اللي بتسويها المدرسة ؟؟ بعد أسبوعين نستلم التعابير ..
وقالت وهي توقفها و تمسح على شعرها : فكري ورديلي عشان أسجل اسمك في المسابقة , يلا عشان ماتفوتك الحصة ..
خرجت جنى وهي مبتسمة , زفرت وسام وجلست وهي تطالع في الورقة الساقطة على الأرض , رفعتها وطالعت فيها , وقع بصرها على (( ......... أحس بالدفء عندما أنظر لعينيك التي تسحرني برقتها , وأجمل لحظة عندما تلامس يدي يدك الناعمة الـ ...... )) زفرت ونزلت الرسالة وهي تستغفر وتقول : الله يسامحك يا أم جنى , هذا كله من إهمالك لو شبعتيها ماكان دورت في مكان ثاني , الله يسامحك ..
راحت وسحبت ملف جنى البنت المرحة المندفعة وهي تتذكر بكى الحرمة عندها وهي تترجاها تساعدها على السيطرة على بنتها اللي بدأت تتفلت من بين يدينها خاصة بعد طلاق أبوها وغيابه عن البيت , حطت الملف على المكتب ورفعت السماعة بتدق الرقم , تصنمت لمن شافت الاسم , انسلت السماعة من بين يدينها وضربت في سطح المكتب , رفعت الملف وهي تقبض عليه بقوة , صرخت بداخلها ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااا ~ وخرجت بسرعة وهي مهي مهتمة بطول الكعب اللي لابسته , كانت تهرول في خطواتها وهي تطلع الدرج تروح للمبنى الأول حيث صفوف ثالث متوسط , قالت سامية : وسام اش ...
وسكتت لمن تعدت من عندها وسام اللي ما سمعتها وهي تطلع الدور الثاني قبل ما تجري في الممر , تعلقت عيونها بالصف الثالث / ب , وقفت عند الباب المغلق وهي تلهث بسرعة وتمسد شعرها اللي تناثر على أكتافها بفوضوية , تمالكت أنفاسها ودقت الباب ولمن فتحته قالت لأبلة الرياضيات : ممكن جنى شوية يا أبله هنادي ..
ابتسمت هنادي وقالت : جنى ..
لمن خرجت جنى تأملتها وسام ودارت ببصرها على تقاطيع وجهها , همست جنى : أبله وسام ..
بلعت غصة مريرة وهي تسأل : أمك هي اللي جاتني ذاك اليوم في المكتب ؟؟
هزت جنى راسها وقالت : إيوه , ليه ..
لأول مرة تفقد وسام ثباتها وهي تقول بتلعثم : هااا , لا ولا شي , كنت , كنت ..
~ وساااااااام ~ بلعت ريقها وقالت : كنت أبغى أتذكر شكلها عشان لمن أكلمها يكون بيننا تواصل أكثر ..
ومدت يدها بتربت على كتفها لكنها تراجعت في آخر لحظة وهي تقول : روحي لحصتك وانتبهي لدروسك ..
وأعطتها ظهرها قبل ما تدخل وتحركت وهي تعدل وضع بلوزتها الوردية اللي لبستها على تنورة جنز مرسوم عليها بخيوط وردية ناعمه , كانت تسمع صوت طرقات كعبها على أرض الممر الخالي مختلطة بصوت البنات وهم يقولون : أنا يا أبله , أنا يا أبله ..
وصوت المعلمه وهي تختار وحده منهم عشان تجاوب , صوت الفراشة اللي مرت من عندها وهي تمتم بغضب ليش ماوقعوا المعلمات على سجل الإحتياط قبل ما يطلعون وخلوها تضطر تقطع هالمسافات , كانت تحس الممر بلا نهاية وتحس الطريق لمكتبها بيكون بعد الشمس , شافت الباب الصغير في نهايته بقرب الدرج , دخلت منه للحمامات , استندت على أول مغسلة واجهتها وهي تهمس : ماعرفتني , جات عندي وماعرفتني ..
وحست بهواء يلفح خدها فرفعت يدها الثانية واكتشفت إنه خدها مندي , التفتت للجدر وابتسمت بمرارة لمن اصطدم بصرها بالجدر و شافت أثار المراية المنزوعة , غمضت عيونها بقوة وهي تهمس : ماعرفتني , أمي ماعرفتني , جات إلى عندي وكلمتني وماعرفتني ..
دوى بداخلها ذكرى صوته الغليظ وهو ينزع قميصها القطني الأصفر الموشى برسومات لورود ملونه : إنت مالك لا أم ولا أب يعني يتيمة , شفتي سالي اللي تحبين تتفرجين عليها والله لا أطشك في دار أيتام يخلونك فيها زي الخدامة , زي سالي ..
كانت تحس بتحرك القميص ومرور طرفه من أسفل قدميها لركبها لخصرها ثم عبور فتحته من خلال رأسها وذراعينها المنكمشة بخوف , البرودة اللي اجتاحتها وخجلها من وقوفها قدامه بسروالها الأبيض اللي يوصل لنصف فخذها واللي فرحت بالرسمة الصغير على طرفه واللي تماثل الرسمة في فنيلتها القطنية , همست بخوف : لاااا ..
مد يده ونزع رباط شعرها اللي تناثر حولين وجهها الدامع و تقدم لها , أنفاسه , رائحته , لمساته , دخان سجائره المتصاعد و اللي تخبو حرارتها وتعلن إحتضارها على صفحة فخذيها الغضة لمن تطبقها بخوف واشمئزاز , أياااام وأياااام وأياااام .....
(( عارف إنك تبغين أحد ### , أنا عارف إنه عمك اغتصبك )) , يد ترتفع وتهوي على خدها وصوت الصفعة يدوي في أذنها , دموعها اللي تغرق عيونها الكسيرة اللي نحتت السنون أخاديدها حولينها وهي تصرخ : أنا قصرت معاك في شــــي ..
: أنا ما أضمن لك أحد غير أولادي لأني أعرفهم ومربيهم بنفسي , صدقيني لو ما وافقوا على الموضوع ما بينشرونه , ماعندي إلا خالد وسامر , واحد منهم بأفاتحه بالموضوع بسرية تامة , المثل يقول أخطب لبنتك ولا تخطب لولدك وأنا أعدك بنتي , وأوعدك يا وسام إنه ما أخبره بالموضوع إلا بعد مايبدي موافقته التااامة عليك عشان ما تقولين شفقة أو يحز في نفسك أو ....
صوته الحنون اختلط بصرخة سطام وهو يندفع لفيصل , صقر وهو يصارخ ويضرب الجدر ...
صرخت : لااااااااااااااا ..
وفتحت عيونها على اتساعها وهي تنتبه إنها مازالت في حمامات المدرسة , تلفتت حولينها برعب وهي تهمس : ليه يا أمي ؟؟ ليه سبتيني ؟؟ ليه ما عرفتيني ؟؟ جنى أختييييييييي , جنى أختيييييييي , الحرمة ذيك أمييييييييييييييي ..
سحبت نفس طويل بشبه شهقة وهي تعصر المغسلة بيدينها قبل ما تصرخ بلا شعور : لييييييييييييييييييييه ؟؟ ...
طالعت حولينها لكن المنظر كان يتماوج مع دموعها , صرخت بحرقة : ماعرفتيني ليييييييييييييييييييييييه ؟؟
كانت تصرخ بداخلها ~ وسام إنت في المدرسة , وسام تمالكي نفسك , وسام مو معقولة اللي تسوينه , أذكري الله , أذكري الله , وساااااااااام ~ لكنها كانت تحس جسمها يتصرف بغير ما يمليه عليه عقلها , كانت الصرخات تندفع من بين شفايفها بدون ما تقدر توقفها , صرخت وهي تنتحب : ياااااااااااااااربــــــــــ ...
وعصرت رخام المغسلة المندي البارد وهي تصرخ بكل قوة في حنجرتها : رحمــــتك يااااااااااااااااااااربـــــــــ ..
اندفع جسم عبر باب الحمام وصاحبته تهتف : وساااااااااااااام , وسااااااااااام اش فيك ؟؟
ضمتها سامية وهي تقول : بسم الله عليييييييييييك اش فيييييييييييييييك ؟؟
صرخت بحرقة وهي تتشبث فيها : ماعرفتنييييييييييييييييييييييييييي , ليييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟
ضمتها بقوة وهي تصرخ : وسااااااااام قولي لا إله إلا الله ..
صرخت وسام من أعماقها : ماعرفتنيييييييييييييييييييييييييييييي ..
وضربت صدرها وهي تصرخ : أنا بنتهااااااااااااااااا , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ...
صرخت في معلمة الدين اللي اندفعت مع مجموعة بنات مذهولات : مريم صكي الباااااب , خرجيهم ..
دفعتهم المعلمة للخارج ولفت على وسام اللي صرخت وهي تقاوم سامية : ياااااااااااااربــــــــــ , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا حرقة قلبك يا وسااااااااام , ثلاثة وثلاثين سنة يااااااااااااااااربـــــــــ ..
ضمتها مريم وهي تقرأ عليها وسامية تقول من بين دموعها : وسام حبيبتي لا تسوين في نفسك كذا ..
كانت تصرخ بداخلها ~ أنا مافيني شي سيبوني لوحدي , سامية لا تخافين أنا بخير بس خلوني أطلع اللي جوتي , سامحوني , سامحوني ~ انفتح الباب واندفعت أنغام مع المديرة وهي تسأل برعب : اش فييييييه ؟؟ وسام اش فيهاااااااا ؟؟
وصدح صوت أماني وهي تصرخ في الطالبات عشان يرجعون للفصول , وسام كانت تسمع وتشوف كل شي لكن كإنها تشاهد فيلم , كإنه روحها اللي تحسها بتطلع من جسدها خرجت وتطالع على المشهد من البعيد , الطاقة اللي كانت فيها تلاشت فخارت أقدامها وطاحت على الأرض ومريم تحاول تمسكها , كانت دموعها تذرف من عيونها الشاخصة لهم , ناولتها أماني كاسة الموية اللي جابتها الفراشة وسقتها إياها مريم ومسحت وجهها بها وهي تسمي وتقرأ , همست سامية وهي تجلس على الأرض جنبها وهي تثبتها في حضن مريم : خلاص يا وسام , عشان خاطري خلاص , حرام اللي تسوينه في نفسك , والله حراااااااااام ..
وصاحت وهي تحط راسها على صدر وسام , كان ودها ترفع يدها وتمسد على راس سامية تطمنها لكنها كانت تحس جسدها زي صبة الإسمنت , همست بضعف : خلاص مافيني شي , مافيني شي , أنا بخير , أنا بخير , مافيني شي , أنا بخير ..
وجلست تكرر هالكلمتين بصوت غير واعي وعيونها مثبته على اللامكان , قالت سامية بخوف وهي ترفع راسها : مريم , حاسه ..
هزت مريم راسها ولفت على أنغام والمديرة وقالت : لازم ننقلها مستشفى , جسمها كله يرتجف ..
انتبهوا لحظتها ليدين وسام المصفرة واللي تنتفض بخفة ووجهها الشاحب وشفايفها اللي استحالت للون أبيض مزرق , همست بتعب وهي تهز راسها : مستشفى لا , مافيني شي , أنا بخير , مستشفى لا ..
تساعدوا وسندوها ونزلوها لمكتبها , قالت سامية وهي تلبس عبايتها : أقول لو بتستنون الإسعاف بتموت وهم ماجووا , زوجي برا , وحدة من المعلمات تمشي معايا ..
قالت أماني المراقبة وهي تتحرك بسرعة : أنا أروح معاك ..
قالت أنغام بمرح تحاول تخفف الجو وهي تجيب عباية وسام من العلاقة : إن شاء الله إنك بخير , بس قاعدة تتدلعين علينا عشان تختبرين غلاتك ..
وتوجهت لوسام الممدة على الكنبة ورفعتها ولبستها العباية بمساعدة مريم , زفرت المديرة وسألت بحنان : ها وسومه كيفك دحين ؟؟
وسام اللي كانت تحس نفسها تسبح في اللاشعور هزت راسها اللي تحسه بثقل الأرض وهي تهمس : أنا بخير , مافيني شي ..
قالت أنغام بتوتر : هو لو تغيرين هالكلمتين أرتاح وأعرف إنك طيبة ..
همست : أنا بخير , مافيني شي ..
وسكتت للحظة قبل ما تهمس : سامحوني ..
وغطت وجهها وهي تهمس : سامحوني , سامحوني , سامحوني ..
ورجعت تنشج نشيج صامت , ضمتها مريم وهي تقول بحنان : ولو , إحنا أخوات مابيننا شي ..
وساعدتها على الوقوف لمن جات أماني بعد مالبست عبايتها , وصلوها لحد الباب وهناك مسكوها أماني وسامية ودخلوها السيارة , زفرت المديرة وهي تحوقل ولمن لفت وشافت الطالبات المتجمعات عند باب المبنى ويطالعون بفضول صرخت : على فصووووووووولكم ...



*******************************



تجاهل رن الجوال وهو يعدل بشته الأسود ويطالع في الباب المغلق , رفع الجوال بـ يشوف مين اللي يدق عليه بهالكثرة لكنه رجعه لمن انفتح الباب وخرج منه رجال من ضمنهم سامر , وقف وهو يطالع فيه بتوتر , طالع فيه سامر بصدمة قبل ما يقول : أبويـــه , إنت هنا ؟؟
ابتسم عبد الكريم وقال : ها بشر , كيف الجلسة ؟؟
هز راسه وقال وهو يمشي معاه في أروقة الوزارة : بيستمرون على إيقافي إلين يتفاهمون مع الآباء , تعرف جا كم أب واعترض على تدريسي لمن عرف من ولده إني كنت مدمن ..
قبض عبد الكريم يده بغيض وهو يقول : غجر , طول عمرهم غجر , يعني المدرس كااااااااان مدمن ومن وقت طويل أجي وأشتكيه وأقطع رزقه كله عشان خايف على ولدي ..
ابتسم سامر وقال بهدوء : هذاك تدافع عن ولدك , أبويه كل يهتم بولده بشكل , خلينا واقعيين , لا تلومه , أنا لو بأدري إنه ولدي عند مدرس مدمن بأخاف ..
زفر وقال : الحمد لله , الحمد لله ..
ضحك سامر وقال وهو يطالع فيه بحنان : واش مخليك سايب الشركة وجاي هنا ؟؟
قال عبد الكريم بتردد : قلت أكون جنبك يمكن ...
ضحك وقال وهو يربت كتفه : أبويه أنا ماعاد إني صغييييير ..
لف عليه عبد الكريم وقال : بتظل ولدي الصغير في عيني إلين أموت ..
سلم سامر على راسه بصمت وتحرك معاه وعبد الكريم اللي رفع الجوال ورد عليه قبل ما يقول : خلااص يا بنتي , شويه وإحنا عندك , مسافة الطريق ..
وزفر وقال وهو يغلق جهازه : هذا كلللله الدق عشان الجامعة ..
قال سامر : أكيد المريخيه ..
ضحك وقال : يعني سحر أطلقته والكل صار يستخدمه ..
ومشوا بصمت قطعه عبدالكريم و هو يقول بهدوء : عارف , دحين لا رحت المدرسة أكيد بيغيرون قرار التوقيف , إحساسي يقول كذا ..
وقف سامر وطالع فيه بشك فقال : كلمت واحد من معارفي وقال إنه بينهي الموضوع ...
لف على أبوه وقال : أهااااااااااا , دحين عرفت ليش جاي , كنت تتوسط لي ...
قال عبد الكريم بسرعة وهو خايف من اعتراض سامر اللي كان متوقعه : أنا ما أتوسط لواحد ما يستحق ..
هتف سامر : أنا ولـــدك , يعني أكييييييييد ما بيشوفوني أستحق الواااااسطة ..
قال بحزم : خليهم يقولون اللي يقولونه مهي مهمة نظرة الناس , المهم إنت إيش عند الله والله عالم إنك تعبت وجاهدت إلين وصلت للي إنت فيه دحين ..
وكمل وهو يطالع فيه بنظرات قوية : إذا ربي كتب وقدرني بأسوي اللي أقدر عليه و ما حأخلي أحد يضيع مستقبلك بكم كلمة وكم توقيع ..
وتحرك بخطوات قوية , زفر سامر وتبعه وهو يقول : جوالك يدق ..
رفع عبد الكريم جواله وسامر يكمل : أبويه لازم أتكلم معاك على هالحكاية لا وصلنا البيت إن شاء الله ..
هز عبد الكريم راسه وهو يرد على أخته , استغرب سامر لمن شاف أبوه يقطب حواجبه قبل ما يهتف : كييييييييييييف ؟؟ مستشفــــــــى !!
لف طالع في سامر ورجع تحرك بسرعة وهو يقول : متى هالكلام ؟؟ لااااااا حول ولاقوة إلا بالله ..
وزفر وهو يكمل : خلااااااص لاتصيحين جايك في الطريق , أقولك جاي لك خلااااص ..
وصك الجوال وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
لف على سامر وهو يتوجه للمواقف وقال يطمنه : روح مدرستك و أنا أروح لعمتك نجلاء , تبغاني أوديها المستشفى ..
~ وسام ~ ليه اندفع اسمها على باله فجأة أول ما سمع اسم عمته , سأل أبوه باهتمام : عمه نجلاء تعبانه ؟؟ فيها شي ؟؟
قال أبوه وهو ماوده يجاوبه : لا بنتها شويه تعبانه ..
وتحرك لسيارته اللي يستناه السائق فيها , قال سامر يستوقفه : بس سمعتك تقولها لا تصيحين لا يكون مخبي عني شي ..
ابتسم عبد الكريم وقال يطمنه : إن شاء الله خير , روح مدرستك ..
طالع فيها بتردد وقال بعدها بلهجة حاول يسبغها بالهدوء : هيام أمس كانت عند سلافة في البيت وماكان فيها شي ..
طالع فيه عبد الكريم وهو يتساءل بداخله عن سر هالسؤال ~ يكون فكر بوسام زي ما وعدني ؟؟ ~ قال وهو يرصد انفعالاته : مو هيام , قصدي وسام , تعبت في المدرسة ونقلوها المعلمات للمستشفى ودحين بأروح آخذ عمتك عشان تتطمن عليها ..
تغيرت ملامحه لثواني قبل ما يقول : الله يعينهم ..
وتحرك لسيارته , ركب عبدالكريم سيارته وهو يقول لسائقه على المستشفى , وفتح القزاز لمن شاف سامر جاي له , حط سامر جبينه وقال : أوديك المستشفى , عشان السواق بيروح لسلافة ..... عشان الجامعة ..
ابتسم أبوه وهز راسه وهو يفتح الباب , ثبت بشته على المقعد وهو يوصي السايق عليه ويقوله يروح البيت وياخذ زوجته عشان يوصلون سلافة للجامعة , ركب سيارة سامر اللي التزم الصمت وهو يدعي بداخله إنه أبوه مايسأله عن سبب هالمبادرة ولا يعلق على الموضوع لأنه هو نفسه مو عارف السبب , أول ما وصلوا عند العمارة لقيوا نجلاء عند بابها واقفه بعبايتها , أول ماشافتهم دخلت بسرعة وهي تشهق من كثر البكى , لف عليها عبد الكريم وهو يحوقل ويقول : قولي لا إله إلا الله , الحمد لله , البنت ماماتت ..
قالت وهي تمسح دموعها : ماعمره صار لها هالشي , المديرة تقول إنها طاحت وما فهمت منها اش قاعدة تقول ..
جلس يهديها إلين وصلوا المستشفى وهناك دقت نجلاء على سامية اللي قالت لها إنهم في طوارئ النساء , راحت لها بعد ما وصاها عبد الكريم إنها ما تصيح عندها , دخلت عليهم لقيتها منسدحة على السرير ومثبت فيها مغذي , أول مرة تشوفها بهالضعف , طول عمرها كانت تظهر بمظهر القوية المبتسمة , دمعت عيونها غصب عنها وهي تتقدم لها قبل ما تدنق عليها وتضمها وهي تهمس : وسام ..
فتحت وسام عيونها وأول ماشافت وجهها الحبيب لقلبها اندفعت الدموع لعيونها وهي تقول بصوت باكي : أميييييي , أميييييييييييييي ..
وضمتها بيدين ضعيفة , صاحت نجلاء في حضنها وهي تهمس : يا حبيبة أمك إنت , اش فيييك ؟؟ اش بك ؟؟
مسحت سامية دموعها وهي تطبطب على ظهر نجلاء وهي تقول : مافيها إلا كل خير إن شاء الله يا عمه , هي تعبت علينا شويه , تدلع ..
بعدت عنها نجلاء ومسحت على شعرها وهي تتأملها بخوف , همست وسام بتعب وهي تمسح دموعها اللي مهي راضية توقف من جات من المدرسة : مافيني شي , أنا بخير صدقوني ..
قالت أماني بحزم : لا تتكلمين , ارتاحي دحين إلين يخلص المحلول ..
وبدأت تعدل حجابها وهي تأشر لسامية إنه لازم يتحركون دحين مادام جوا أهلها , سلمت على نجلاء وطمنتها وقالت لها على اسم الطبيب اللي شاف حالتها وخرجوا وهم يتمنون لها الشفاء العاجل ..
طالع عبد الكريم في الحرمتين اللي خرجوا وطالع في الممرضات اللي يدخلون ويخرجون وقال : مافي أحد يقولنا على اللي صار ..
خرجت نجلاء وقالت : عبدالكريم ..
جاها عبد الكريم ووقف سامر في مكانه يطالع لهم من البعيد , كان يشوف حركات يدينهم ويسمع همهماتهم من دون مايعرف اش فيه , وشاف أبوه يدخل شويه ويرجع يخرج وهو يزفر قبل ما يكلم وحدة من الممرضات , ~ أنا اش جابني ؟؟ من جد مال أمي داعي , راز بوجهي هنا ~ طالع في ساعته وهمس : أروح مدرستي أبرك ..
وتحرك عشان يسأل أبوه إذا بيطول ولا لا فـ شاف الطبيب واقف عنده ..
: انهيار عصبي مفاجئ مع ارتفاع في ضغط الدم ..
تصنم في مكانه وطالع بصدمة في أبوه وعمته اللي ضربت صدرها وهي تقول ك يا حسرتي على بنتي , انهيااااااااار , من إيه ؟؟
قال الطبيب السعودي الكبير في السن : الحقيقة هي ما رضيت تتكلم واكتفت بكلمة ضغوطات وأنا الصراحة تفاجأت إنه وحده صغيرة زيها ممكن يرتفع عندها الضغط بهالشكل ..
وابتسم وقال : وأنا قلت لها لسه بدري عليها تزعل وهي ماشافت من الدنيا شي ..
دخلت نجلاء بسرعة عندها وقال عبد الكريم : وكيفها دحين يا دكتور ؟؟
قال وهو يهز أكتافه : الحمد لله بخير , المهم ماتتعرض لأي ضغوطات ثانية , أنا ماتكلمت عند أمها عشان ماتخاف , الضغط كان مرتفع بشكل مخيف , مايهمني ارتفاع الضغط العالي , اللي فجعني إنه ضغطها المنخفض كان عالي وهو عادة ما يرتفع بهالشكل , أنا حاليا أعطيتها حبة تحت اللسان تنظم ضربات قلبها ومحلول وإبرة مهدئة وإن شاء الله خير ..
قطب حواجبه وسأل : ومافي لها علاج ؟؟
ابتسم وقال : لا ما وصفت لها أي علاج لأنها حالة عابرة , لكن لو تكررت هنا يكون لنا كلام ثاني , مالها إلا الراحة ..
وتناول ظرف من الممرضة اللي جات وخرج ورقه منه ووقعها وهو يقول : وهذي ورقة إجازة لبكرة طلبتها لها زميلتها , مع الخميس والجمعة كمان إن شاء الله تكون إرتاحت وتقدر تباشر عملها ..
ورجع الورقة للظرف وناولها لعبد الكريم اللي طالع فيها بصمت قبل ما يزفر وهو يحطها في جيبه وهو يستغفر , التزم سامر الصمت وعقله يدور بملايين الأسئلة , خرج من عمق أفكاره لمن انتبه لنظرات أبوه اللي همس : شوفها يمكن ربي يوفق بينكم ..
انصعق سامر من اللي قاله وهتف غصب عنه : دحيييييييييين ..
زفر عبد الكريم وهمس : إنسى اللي قلته , إنسى ..
وتحرك للغرفة , زفر سامر وهو يحاول يهدي ضربات قلبه اللي تسارعت بشكل مفاجئ ..
وقف ورا الستارة وناداها , خرجت له نجلاء وهي تقول : هلا ..
همس يسألها : ماقالت اش زعلها ؟؟
هزت راسها وهمست وهي تخرجه برا الغرفة عشان ماتسمعهم وسام : مارضيت تتكلم ولا تفتح فمها بحرف ..
وكملت بقلق : ماعندها غير أنا بخير ومافيني شي و ..
اختنق صوتها فـ ربت عبدالكريم على كتفها وهو يهمس : خلاص يا نجلاء ..
قالت بصوت باكي : خايفه إني أنا السبب ..
طالع فيها بحيرة وهو يقول : إنت ؟؟ ليش ؟؟
مسحت دموعها من تحت غطاها وهي تهمس : شكلها كانت مترددة من ناحية سامر لكن أنا قعدت أزن عليها عشان توافق على خالد فرفضت الاثنين ..
حس بطعنة في قلبه من كلمتها فطالع فيها بعتاب وهو يهمس : خالد مو أحسن من سامر عشان تفضلينه , ما توقعت إنه حتى انت تفكرين بهالتفكير ..
شهقت لمن تذكرت موضوع سامر اللي انتشر وتوقيفه عن التدريس وقالت بصدق : والله ما قصدت , أنا قلت يكون أكبر منها أحسن عشان يكون في تقارب أكثر , خفت إنها توافق عليه وتتعب بعدين من تعليقات الناس لأنه أصغر منها ..
طالع فيها بحيرة وقال : الاثنين أصغر منها ..
سكتت وهي تطالع فيه فقال : خالد أصغر منها وسامر كمان أصغر منها ..
قالت وهي تهز راسها : لا خالد جا قبلها بسبع شهور , جا شهر خمسة ..
ابتسم وقال : هذي خلود , خلود اللي جات قبل وسام وخالد بعدها بسنتين ..
شهقت وقالت : إي والله صــــح , أنا كيف نسييييييييييت ؟؟
هز عبد الكريم راسه وقال بعتاب : نسيتي و شوشتي وسام كمان , شكلها يوم شافت إنك إنت أمها واللي تعرفينها وتعرفين وضعها فضلت خالد على سامر لأنه أكبر خافت توافق على سامر و ..
سكت لمن غطت وجهها بيدينها وهي تصيح وتقول : والله ما قصدت , خفت عليها , ماكنت أبغاها تندم على شي سوته , ماكنت أبغاها تقول إحنا جبرناها عشان وضعها ..
ضمها بحنان وطبطب على ظهرها وهو يقول : فاهم , والله فاهم , شكلنا الاثنين ضغطنا عليها ..
ولف على سامر لقيه مستند على الجدر وهو غارق في التفكير , زفر وقال : الأفضل إننا نسيبهم في حالهم , اللي يقدمه ربي فيه الخير ..
وبعد نجلاء وقال : إذا تقدم لها عريس وشفت إنه رغبان فيها وكفو بأكلمه في الموضوع و إن وافق الحمد لله وإن راح خيرة من رب العالمين ..
هزت نجلاء راسها وهي تقول : كذا أحسن , لأنها مهي على بعضها الأيام الأخيرة ..
وتحركت للغرفة , شافتها جالسة والممرضة تنزع الإبرة من ذراعها وتحط لها لصقة , ابتسمت وقالت : ها حبيبتي كيفك دحين ؟؟
أجبرت نفسها جبر و ابتسمت وهي تقول بصوت حاولت تخليه طبيعي : الحمد لله , إن شاء الله أحسن ..
ساعدتها في لبس العباية وشالت شنطتها اللي أعطتها لها سامية , قالت وسام وهي تتناول الشنطة منها : أمي ما يحتاج ..
قالت نجلاء وهي تقبض على يد الشنطة : إلا يحتاج ..
ومسكت يدها باليد الثانية , لمن حست بأصابيعها الباردة طالعت فيها بألم , ابتسمت وسام وضغطت على يدها وهي تقول : الله يا أمي , يدك دافيه ..
تغطت نجلاء وخرجت وهي تقاوم دموعها , تحرك سامر بسرعة أول ما شاف سوادين قدامه , رصت وسام بلا شعور يد أمها وهي تغمض عيونها , قالت نجلاء : وسام فيك شي ؟؟؟
هزت وسام راسها بلا وتحركت وهي تثبت عيونها على الأرض , كانت ترد على عبد الكريم اللي مشي جنب نجلاء وتشكره على مبادرته الطيبة , ركبوا السيارة ورجعوا للعمارة , أول ما طلعت درجات العمارة عصفت بها الذكرى , تماسكت وطلعت وسابت أمها اللي كانت تحاول في عبد الكريم إنه يطلع معاها , رفض عبد الكريم بلطف ورجع للسيارة بعد ما وصاها إنها تخبر وسام على اللي قالوه وإنها تعتذر منها على لسانه لأنه ضغط عليها بشكل غير مباشر بمبادرته اللي حاول بها يلقى حل لمشكلتها , بعد لحظة صمت في السيارة لف سامر بعزم لأبوه وقال : أبويه ..
لمن لف عليه أبوه حس بعزمه يتلاشى فهمس : لا ولا شي , نأجل الموضوع أحسن ..
: تكلم , قول ..
طالع في الطريق وقال : رحت لخلود وتكلمت معاها على الموضوع ..
لف عليه أبوه باستنكار وهو يقول : طلبت منك يكون سررررررر ..
قال : أنا كنت أحتاج نصيحة , رأي وبما إنه خلود أختي وكتومة وهي أكبر من زوجها بثلاث سنين قلت أسألها , يقولون اسأل مجربا ولا تسأل حكيما ..
زفر عبد الكريم ولف يطالع من القزاز وهو يقول : و ..
صمت طويل ساد ماحاول يعكره عبد الكريم قبل ما يسمعه يقول بثبات : أشوفها نظرة شرعية وإن شاء الله ربي يقدم اللي فيه الخير ..
لف عليه عبد الكريم وهو يحس بالسعادة تملأ قلبه لكنه كتمها وهو يسأل بثبات : كلامك هذا مو بسبب اللي سمعته اليوم ؟؟
ابتسم وهو يوقف عند المحطة ويأشر للعامل إنه يعبيه بالكامل ولف على أبوه وقال بثقة : لا مو عشان اليوم , أنا مكلم خلود من يوم السبت لكني كنت متردد أكلمك قبل ما انتهي من مشكلة المدرسة ..
قال عبد الكريم بفرح : خلاص أخليك تشوفها ..
ولمن تذكر قال : بس تشوفها بدون ماتدري هي لأنه في موضوع ثاني لازم نتكلم فيه بعد ماتشوفها وتتأكد إنك تبغاها ..
قطب حواجبه وقال : موضوع ..
زفر عبد الكريم وقال : الموضوع اللي قلت لك إني أحتفظ به لنفسي ..
طالع فيه سامر بتوتر وهو يتساءل بداخله اش ممكن يكون هالموضوع ..



**************************


بعد العصر في جدة :

: إخص عليك يا حسين , كدا تضرب أختك الصغيرة , يلا أولها آسف ..
خرج عمر من عمق ذكرياته و شاف طفل السادسة يعقد يدينه ورى ظهره وهو يقول بصوت مخنوق لطفلة الرابعة : أنا آسف ..
ابتسمت الطفلة ذات الشعر الأجعد وقالت ببراءة وهي تمد لعبتها له : نلعب بيها سوا يا حسين , إي رأيك ؟؟ ..
رفع الأب عيونه عنهم وابتسم لعمر اللي كان يراقب المشهد وقال بتحبب : البنات طول عمرهم حنينين ..
بادله عمر الابتسام وقال : الله يحفظهم لك ويصلحهم ..
ولف عن المنظر وطالع في أزهار الواقفة عند طاولة محل الهدايا تراقب تغليف الهدية اللي ساعدته على اختيارها عشان تكون هدية زواجه لمنى , وقف جنبها وعدل عبايتها اللي كانت منزلقة شويه عن راسها , التفتت له وهمست : وين كنت ؟؟
قال : هنا وهناك , ألف في المحل ..
ابتسمت بحب وهي تتأمل وجهه , كانت كل قسماته تدل على توتره وخوفه , مدت يدها المغطاة بقفازها ورصت يده بقوة , رص يدها وهو يبتسم , قطع تأملها لوجه أخوها يد قوية مسكت يدها وسحبتها من يده وصاحب اليد يقول : لا والله ..
مسكت ضحكتها وهي تشوف حرج عمر اللي بعد عنهم , لفت على جاسم وهمست : هلا , وين رحت إنت الثاني ..
قال بتريقة : لا تضيعين السالفة , حضرتك ماسكه يده ليش ؟؟
و رص على يدها وقال لعمر بمزح : لو سمحت روح إمسك يد حرمتك , حرمتي لا ..
دقته باعتراض وهي تشوف وجه عمر المتلون من الخجل , ضحك وقال : اثنين أحب أفشلهم في هالحياة , العنود وأخوك ..
همست : جسوم حرام عليك ..
لف عليها وقال وهو يحرك حواجبه : لا تحرمين من عندك ..
دفع عمر سعر التغليف وشال الكيس وتقدمهم , قالت أزهار وهي تأشر على الكافتريا : أبغى ورق عنب ..
بلا مقدمات ضحك عمر من قلبه وشاركه جاسم الضحك , غطى عمر فمه بسرعة وهو يحمحم لمن التفتوا الناس على ضحكتهم المفاجئة , همست أزهار : الله يفشلكم تضحكون ليه ؟؟
قال عمر وهو ماسك ضحكه : جاسم أول مادخلنا السوق قال أتحداك نخرج من السوق من دون ماتطلب أزهار أي أكل ..
نقلت بصرها بينهم وقالت باستنكار : ماخذينه تريقة ..
ولفت بوزها وتحركت قبلهم , قال عمر وهو يعدل غترته ويتحرك وراها : ياويلي زعلت ..

قال جاسم بلا اهتمام وهو يأشر على محل كواليتي : صدقني , بس أجيب لها آيس كريم فروالة بالبسكوت تنسى أبو الزعل , أصبر و شوف ...
ولمن شاف عمر يطالع فيه باستغراب ابتسم وقال وهو خايف إنه عمر فهمه غلط : ترا ما أقولها تريقة , لا والله , هذا شي يعجبني فيها , مافي أطيب من قلبها ما تزعل من أحد وسهل إرضاءها الحمد لله ..
ابتسم عمر وقال : أنا كنت مستغرب إنك صرت تعرفها أكثر مني وفي هالمدة , قصدي , أنا ماكنت أعرف إنها ... كيف أشرحها ..
ابتسم وقال : فهمت قصدك , لمن تتزوج حتفهم ..
ودخل المحل واشترى الآيس كريم وخرج ولمن شاف توتر عمر قال : بكرة الزواج هااا ..
هز راسه وزفر وهو يقول : الله يسهل ..
قال جاسم بصدق وهو يطالع في أزهار اللي وقفت قدام وحده من الواجهات الزجاجية : ترا الزواج صعب في البداية , صعب جدا , محد فاهم الثاني , تحس برعب من كل تصرف يصدر منها ومنك , ولمن تفكر اش بيصير بعدين تحس الرعب يزيد , وبتصير مشاكل لا لها أول ولا ثاني , لكن ..
ابتسم وكمل وهو يلف على عمر اللي كان يسمع بحواجب مقطبة : لو كنت حكيم وصبور و متفائل صدقني بتعدي هذا كله إن شاء الله ..
وزفر وقال : هذا اللي تعلمته من أختك ..
ولمن وصلوا لها لفت عليهم وقالت بغيض : ساعة إلين تجو ...
وقطعت عتابها وهي تطالع في الآيس كريم , ناوله لها جاسم وقال : تفضلي ..
قالت بفرح : ليـــه , شكرا ..
وأخذت الآيس كريم وتحركت لبوابة الخروج , لف عليه جاسم وضحك وهو يقول : شفت ..
قال عمر بحنان : طول عمرها قنوعة , تزعل وترضى بسرعة ..
وخرجوا من السوق وتوجهوا لشقتهم , كان عمر منحرج منهم لأنهم من أول يوم العيد وهم حالفين عليه ينام عندهم عشان ما ينام في البيت قبل العروسة , لمن وصلوا الشقة قال جاسم : بعد إذنكم أستأذن ..
ابتسم عمر وقال : مباراة الإتحاد والهلال ..


رفع جاسم حواجبه وقال : عجيييييييييييييب والله , الإمام عارف المباريات ..
ضحك عمر وقال : مابقي أحد ما تكلم عن هالمبارة المنتظرة , حتى العيال الصغار في السوق سمعتهم يحللون قبل المباراة ..
قال برجاء : إدعي يفوز الإتحاد عشان نكسر خشم الهلالية وعلى أرضهم كمان ..
ابتسم عمر وقال : لو بأدعي للإتحاد عشان ما تجوون منكدين من الهزيمة بكرة ..
قال جاسم : لا تقوووول ترى الملافظ سعد ..
ضحك عمر وقال : الله يوفق الجميع وخاصة الإتحاد , رضيت ؟؟
ابتسم جاسم وأشر على راسه بتحية وهو يرجع لسيارته عشان يلحق على المباراة اللي بيتفرجها عند عبد الإله ..
قالت وهي تطلع للشقة معاه : تصدق , أحمد ربي إنه جاسم مو من النوع المتعصب مرة للمباريات , قصدي صح يزعل على الخسارة ويفرح للفوز لكن مو من النوع المجنون زي بندر ومعاذ أخوان مشاعل , يووووووو إذا خسر الإتحاد يحطون حرتهم في مشاعل وأخواتها ..
ولمن دخلوا الشقة سألها : كيفها مشاعل دحين ؟؟
هزت راسها وقالت وهي تنزع قفازاتها : الحمد لله , رحت عايدتها وكانت أحسن بكثير من أي وقت مضى , لاهية مابين مدرستها اللي جابت لها الجنان وبين البيت وأخوانها ..
طالع في الكيس اللي معاه وهو يفكر كيف حيقدم الهدية لمنى , لمن لفت وشافته مسرح ضحكت وقالت : عمووووور ..
رفع راسه لها و قالت : تعال أبغى أقولك اش تسوي بكرة في الفرح ..
ابتسم بحرج وقال وهو يتحرك لغرفة التلفزيون : مايحتاج ..
لحقته وهي تضحك وتقول : تعااااااااااال , وين رايح ؟؟ هذا كله خجل ...



************************



يوم الأربعاء 10 / 10 / 1427هـ :
قبل صلاة الظهر :

شهق بقوة وفتح عيونه على اتساعها , طالع برعب في الغرفة و أخذ يتنفس بحدة , اسم حسين خلاه يحلم بأحلام فرح إنه تخلص منها فترة من الزمن , انتفض لمن انفتح الباب ودخلت منه أزهار وهي تقول : يا عريييييييييييييييييييس , أوو صاحي ..
زفر وهو ينتبه لكنبة غرفة التلفزيون اللي نايم عليها وتذكر إنه نايم في بيت جاسم وأزهار , تقدمت له وضمته من وراه وسلمت على راسه وهي تقول : اليوم زواجك يا عريس ..
ابتسم وقال وهو يمسح عرقه : الله يسهل ..
قدمت أزهار راسها وطالعت فيه بحيرة وهي تقول : عمور ..
مد يده وشد شعرها بخفة يبعدها عنه وهو يقول : خنقتيني ..
حكت شعرها وهي تقول باستنكار : آآآآآآآآآآآآآآآي , عورتني ..
ولفت للباب وقالت بصوت عالي : جسوووووووووووووووووم , تعال شوف عمور شد شعري وأزم النونووووووووووو ..
حط يدينه على جانبي راسه وهو يقول : الله يعيييييييييينك يا جاسم ..
ضربته بخشونة على ذراعه وهي تقول : ولد , اش قصدك ؟؟
لف عليها وقال باستنكار : بنت تراك صايرة دفشة , أحد يضرب أخوه يوم عرسه كذا ..
ضربته مرة ومرتين وهي تقول بغيض : حرة , حرة , حرة ...
ضحك وقال : عقلك صار في شي ولا ..
وسكت لمن شاف نظراتها , قال بخوف وهو يلتفت لها : أزهار ..
رصت شفايفها اللي بدأت ترتجف وهي تقول : بتتزوج وتنساني عشان كذا خليني آخذ راحتي اليوم ..
ابتسم وسأل بلطف : زهرة ليش تقولين هالكلام ؟؟
بلعت ريقها عشان تخفي غصتها وقالت : الرجال إذا تزوج ينسى أهله موعشانه ما يحبهم لكنه يلتهي بأشغاله وزوجته , هذا شي معروف ..
قال بحنان : ما أشوف جاسم نسي أهله ..
فركت يدينها ونزلت راسها وهي تهمس : هذا لأني وراه , والله لو ما أقوله أمك وأبوك , لك يومين مارحت لهم و غيره كان يمر عليه أيام ما يسأل فيهم , مو من تقصير لكن من انشغال ..
ورجعت طالعت فيه وقالت : ترا ما أقصد إنه منى مابتوصيك فيني لكن ..
ابتسم أكثر وقال : أزهار إنت في قلبي , والله لو مليون حرمة ماتنسيني إياك ..
غطت وجهها وهي تصيح من قلبها , كانت تعرف تأثير الحرمة على الرجال , خاصة الزوجة , تعرف إنها ممكن تغيره 180 درجة , كانت خايفة , غصب عنها كانت تحس بخوف فقده وهو حي , قال بهمس : أزهار إنتي أهلي كلهم , مالي غيرك وين أنساك , يلا عاد تصيحين يوم زواجي ..
زاد صياحها رغم كل محاولاتها إنها تمسك نفسها , زفر وضمها وهو يقول : خلاص لا تصيحين ترا إلا دموعك ما أحبها ..
لفت يدينها حولينه وضمته بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ عمر لا تنساني , الله يخلييييييك , لا تنساني , عمر مالي غيرك , عمر الله يخلييييييييييك ~ كانت تحس إنها أنانية برجاءها هذا لأنها هي تزوجت وسابته لكنها ما نسيته , مامر عليها يوم من دون ماتدق عليه وتسأله عن حاله , تزوره وتطبخ له , لكن خوفها كان من معرفتها للرجال هم بطبيعتهم مو زي المرأة اللي عواطفها أكبر بكثير ..
رفع عمر راسه وطالع بحيرة في جاسم اللي كان يتأملهم وهو مستند على الباب ..


**************************


.....................يتبع ..


بعد العصر في الرياض :
في شقة نجلاء :

ابتسمت وسام لسحر وقالت وهي تشم الورود : يالله كيف ريحتها تجنن ..
وهمست بامتنان : مشكورة ياقلبي ماكان لازم تتعبين نفسك ..
هزت سحر أكتافها وقالت : لا تعب ولا حاجة , تعبك راحة ياختي ..
زفرت وسام بداخلها وهي تتأمل سحر اللي ضحكت على شي قالته نجلاء لهيام وهي تضربها بخفة , أمس جوا لها بعض المعلمات في البيت بعد المغرب وهم محملين بالهدايا , وجوا أخواتها بعد العشا بأطفالهم , واليوم سحر وسمر و ...... أريام , طالعت في أريام بشكر عميق على لطفها , الكل كان خايف ومهتم فيها , ولأول مرة تحس بإنها مهمة , خاصة بعد البرود اللي صار من حركة عاليه أم سطام اللي رجعت البيت بعد ما راح سلطان لأبوها وكلمه بالنيابة عن ولده , لكنها بالرغم من هذا كله كانت تحس بتعب وفتور غريب , كإنها عافت كل شي حولينها , خاصة بعد ما كلمتها أمها على اللي قرره عبدالكريم , بكت بداخلها مليون مرة لكنها ما أظهرت شي , كانت متألمة من كل شي حولها , حتى نجلاء اللي خبت عنها إنها انطعنت منها لمن فضلت خالد وبينت لها إنه صعب تاخذ واحد أصغر منها , طالعت في سحر وسمر وهي تحس بضحكه سخريه بداخلها للحظة البسيطة اللي فكرت فيها إنه توافق على سامر ..
كانت سحر تتكلم بحماس إنه اليوم زواج واحد يقرب لمرة أخوهم اللي سمعت عنها وإنها كانت من ضحايا العبارة , وبلا تفكير انسدحت على السرير و أعطتهم ظهرها , قالت أمها بصدمة : وسااام ..
قالت سحر بضحكه : خليها يا عمه يمكن تعبانه وماقدرت تقاوم ..
غمضت وسام عيونها وهي تحضن الورود الي أهدتها لها وهي تصرخ بداخلها ~ آآآآآآآآآآآسفة , سامحونيييييييييييييييييي ~ ..
وسمعتهم وهم يقومون ويخرجون من الغرفة قبل ما ينطفأ النور , هنا سمحت لدموعها بالانهمار ...





***************************


بعد صلاة العشاء :
في قسم الرجال :

: بيتزوج , بيتزوج , بيتزوج ..
لف عبد الإله على حسان وقال : قول ماشاء الله عن تطق الرجال عين ..
قال حسان : ماشاء الله , الله يبارك له ويسعده , أنا ماني عيان سيد عبد الإله ..
تنهد وقال وهو يطالع في عمر المبتسم : أنا أغبطك مو أحسدك ..
زفر عبد الرزاق اللي نزل من المنامة اليوم صباحا عشان يحضر الزواج وقال : لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , ياخي تزوج وفكنا , صدعت روسنا بالزواج , أنا من عندي أقولك خذ أختي وفكنا من الصدعة ..
لف عليه حسان وقال بحماس : والله ؟؟
وحط يده تحت دقنه بتفكير وقال : إمممممممم , والله فكرة ..
ولف عليهم وقال : مادمنا مملكين خلاص , آخذها ونروح شهر العسل وإنتم براحتكم جهزوا للجواز وغيره , لا رجعنا نزفها في اليوم اللي حددتوه وخلصنا ..
طالعوا فيه وتبادلوا النظرات فيما بينهم وزفر جاسم وقال : لاااااا , الصراحة , حالتك مستعصية ..
قال حسان بعصبية وهو يأشر على مكان الرصاصة : يا خليقة شفت الموت بعيوني وحييت ولسه ما تزوجت ..
انفجروا بالضحك و عمر يقول من وسط ضحكه : كل تأخيرة فيها خيرة , الله يقدم لك اللي فيه الخير يا حسان , وإن شاء الله ماتسمع إلا اللي يسرك ..
ضحك عبد الرزاق وقال بتريقة : أقول لا تدعي رجاء , أمس دعيت للاتحاد وخسرنا خسارة مهي متوقعة والكأس صارت للناعمين حقين نيفيا ..
ضحكوا كلهم وعمر يقول بحدة : عبد الرزااااااق , لا تطير و لاتستهزئ ..
زفر حسان وقال بعصبية وهو مو سامع شي منهم : متى يعني بأتزوج , يوم أصارخ وسط الناس زوجونييييييييييييييي ...
قال أحمد ولد جلال : هذاك قاعد تصارخ ...
وسكته جاسم وهو يقول : هي لا تفضحنا اللي يفضح العدو ..
: خلاص , حددناه 12/4 إن شاء الله ..
التفتوا لصالح اللي تابع بابتسامة : زواجك إن شاء الله يوم الأربعاء 12 / 4 السنة الجديدة ..
فرد حسان يدينه يحسب رفع راسه وقال بصدمة : 6 أشهر , ليييييييه ؟؟ حليب طويل الأجل هو ..
ضحكوا على تشبيهه وزاد ضحكهم لمن قال علي بمزح : إحمد ربك لا تخلينا نخليه
مدة صلاحيته سنتين ..
قال حسان بسرعة : لاااااا , حليب طويل الأجل أرحم ..
وزفر وقال : ما يجي قبل ..
طالع فيه أبوه وقال بصدمة : حسان الله يهديك اثقل ..
تحرك وجلس على أطراف رجوله قدام أبوه وخاله وهو يقول برجاء : خلوها بداية السنة في محرم , واللي يرحم أهلكم تراني مليت , والله مليت ..
قال صالح : القاعة محجوزة إلين شهر أربعة ..
قال باستنكار : بسسسسسسسسسس , هذا السبب , القاعات في جدة كثر الهم على القلب , ولا وحده فيهم فاضية في محرم , ياناس مستعد أرمي العمامة عند رجول واحد من اللي حاجزين ويبادلني يومه , بس إنتم أعطوني الضوء الأخضر ...
ضحك أبوه وقال صالح وهو يطبطب على كتفه : إنت خلقه إشارتك خضراء على طول لو أعطيناك إياها بتسوي حوادث , إركد مكانك وارضى بشهر أربعة أحسن لك ...
قطب ورجع قال : 6 شهووووووور , تعذيب ..
أحمد اللي كان يراقب المشهد كان عارف إنهم مأخرينه احترام لمشاعرهم قال وهو حاس بحسان : صالح , علي , اتقوا الله ذليتوا الولد , حسان , لو تبغاها الليلة جاتك ..
لف على خاله وقال بعدم تصديق : والله ..
ضربه أبوه وهو يقول : هيييييي إركد , إنت ما حسبت , وقوم الناس تطالع ..
قام وهو يعدل وضع ثوبه و غترته وهو يتمتم بغيض , قال أحمد بحزم : دام هو يبغى زواجه في محرم يكون في محرم , وإذا مافي في القاعة اللي تبغونها , ما عندنا إشكال دوروا قاعة ثانية لو أرخص ..
قال علي بسرعة وهو يتذكر الملايين اللي ما لمسها في حسابه في البنك : هي مهي حكاية فلوس ..
ابتسم أحمد وقال : عارف , بس أبغى أضغط عليكم ..
قال صالح باستسلام : مادام أبو العروسة قال محرم , محرم ..
ولف على علي وهو يقول بهدوء : اش رايك في ثاني خميس في محرم ؟؟
قال علي وهو يفكر : يوافق 13 أو 14 , لا لا بيكون في عز الإمتحانات النهائية ..
زفر صالح وقال : خلاص نخليه ثالث خميس ..
قال أحمد وهو يشوف حسان يلتفت كل شوي للمتحدث يراقب نهاية الموضوع : ليه ما نخليه الخميس الأول ؟؟..
قال صالح : في زواج ولد راجح ..
هز علي راسه وقال : زواج ولد راجح في ثالث خميس ..
ابتسم أحمد وقال : يعني خلاص نشوف أول خميس ..
قال علي : توكلنا على الله بيكون التاريخ وقتها ..
قاطع حسان اللي كان يتابع محادثتهم بأعصاب مشدودة : مو مهم التاريخ , يعني إن شاء الله محرم ..
ابتسم علي وقال : إن شاء الله ..
صرخوا الشباب بحماس و تلثم عبد الإله بشماغه وغطرف له , قال عبد الرزاق وهو يدق عمر : ياخي كان دعيت من زمان عشان يتزوج ويفكنا ..
طالع فيه عمر وقال بسخرية : لا والله ...
ضحك عبد الرزاق و طالع عمر بحيرة في حسان الساكت , دقه جاسم وهو يقول : حسان , اش فيك ؟؟
لف عليه حسان وانتبه إن الكل يطالع فيه , هز أكتافه وهو يقول بصراحة : ماني مصدق , ودي أسوي شي بس ماني عارف اش هو , أحس حيلي فتران ..
انفجروا بالضحك وقام علي وضمه وهو يضحك من قلبه ..
طالع فيهم عمر وهو ممتن لهم من الأعماق حضورهم , هذي حلاة القبيلة , رغم يتمه إلا إن الكل حولينه , حتى أمير القبيلة جا جوازه اللي حلف عليه أحمد إنه يدفع حقه وحق ذبايح العشا ...


***************************

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ اسير الصمت على المشاركة المفيدة: