الفصل قبل الأخير ..
الفصل العشرون : الورقة الأخيرة ...
دفتري الوردي مليء بالأحلام ..
أوراقه البيضاء معكرة بالآلام ..
لا بأس سيبقى دفترا للذكريات ..
.
.
.
قلم ذهبي ذاك الذي خطها ..
.
.
.
طفولتي الجميلة بأحلى أراجيحي ..
صباي الفوضوي بأغبى تصرفاتي ..
مراهقتي الغريبة بأعتى أفكاري ..
ريعاني المرح بأرق أحاسيسي ..
شبابي الغريق بأبسط همومي ..
مستقبلي المجهول بأجمل آمالي ..
.
.
.
خطها بلا استثناء ..
.
.
.
لعبي وحلوياتي ..
مقالبي وصراعاتي ..
مشاكلي و اضطراباتي ..
حبي وصداقاتي ..
واجباتي و التزاماتي ..
ظلامي و بعض أضوائي ..
.
.
.
..... و .....
.
.
.
ورقتي الأخيرة !!
ماذا عساي أن أكتب فيها ..
سؤال شغلني كثيرا منذ أول حرف خُط ..
أشكركم ..
أحبكم ..
تذكروني ..
أم وداعا ..
لابد أن تكون معبرة لمن سيقرأ دفـ ..... لحظة .
......... لحظة !!
.
.
.
ستُقرأ !!!!!!..
بكل تفاصيل كلماتها ..
إختلاجات حروفها ..
تلون خطوطها ..
لابد إذن من تنميقها ..
.
.
هكذا الدنيا ..
صحائف تكتب وتطوى ..
ستحاسب و تجازى ..
وأهمها الورقة الأخيرة ..
.
.
.
إلـــــــــهي ارحمني ..
إلـــــــهي أحسن خاتمتي ..
إلــــهي اجعل آخر أوراقي .......... قول لا إله إلا الله ...
يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 9,45 مساء :
عند حلول الكارثة :
وقف وتشبث بالحاجز وهو يلهث , كان حمل أمه طول هالمسافة وعبر الدرج وسط الزحام يعتبر مجهود كبير بالنسبة لجسمه , طالع في أمه واقفه جنبه بينه وبين أزهار وقال بداخله ~ عمر , خليك متماسك , إن شاء الله ما بيصير شي , إن شاء الله تجي المساعدة , عمير , عمير وينك ؟؟ لو غرقت السفينة كيف بيسبح ؟؟ هذا عمار الحمد لله , لمن نلبس ستر الـ .... ~ خرج من عمق أفكاره لمن مالت السفينة بعنف مفاجئ خلى توازنه يختل وتنفلت أمه من بين يدينه و أزهار تصرخ : مااااااااااامااااااااااااااا ..
صرخ بداخله برعب ~ لاااااااااااااااااااااااااااا ~ و مد يده اليسار بسرعة وقبض على يد أمه اليمين , لمن حس بثقلها بيسحبه تشبث في الحاجز ولفه بذراعه بقوة , غمض عيونه بقوة وهو يكتم آهته لمن حس إنه ذراعه بتنخلع من مكانها من قوة الجذب , حاول قد مايقدر يلهي نفسه عن صراخ الناس اللي بدأ يزداد بشكل مرعب ..
: بنتييييييييييييييييييييييييي ...
فتح عيونه على صرخة حرمة , شافها تهوي للحاجز ومن بعده للمجهول , انتبه من ذهوله لمن حس بأصابع أمه تنزلق من قبضته , أخذت ضربات قلبه تسرع وتسابق أنفاسه اللي تزايدت بشكل خرافي وهو يصرخ بداخله ~ أتوسلك ياااااااااااااربـــــ , لاتخليني أفلتها , أتوسلك ما أبغى أفقدها , أمييييييييييييييييييييييي ~ رص يد أمه بقوة , همست بضعف : عمر سيبني لا تطيح ...
هز راسه بلا وهو يقبض على يدها اللي كل مالها تتفلت أكثر , كان مقهور من الرؤية اللي بدأت تتشوش قدامه , قال بصوت مخنوق وهو راص على أسنانه : امسكي فيه يا أمي الله يخليك , ماعاد أنا قادر أمسكك , الله يخليك لا تفلتيني , لا تفلتيني ..
ومع ميلان السفينة أكثر وأكثر كانت يد أمه تنزلق من يده شويه شويه , وبسرعة مفاجأة انفلتت منه وبدأت تتزحلق على الأرضية مع ناس كثير قبل ماتصدم في الحاجز صرخ بحرقة وهو يفلت يده بلا تردد : أمييييييييييييييييييييييييييييي ...
انزلق بسرعة و ضرب صدره في الحاجز المعدني اللي ما قدر يتفاداه من سرعته , حس بالأكسجين يختفي دفعه وحده من صدره لكنه قاوم هالشعور وهو يرمي نفسه من الحاجز نحو الظلام , ثواني وسمع صوت طرطشة المويه مختلطه ببرودة خلته يحس بجلده ينكمش , صارع المويه لثواني حسها بلا نهاية وهو يجاهد إنه يطلع للسطح , صارع أجسام كثيرة إلين خرج راسه للسطح وهو يشهق بكل قوته شهقة مااكتملت بسبب الجسم اللي طاح فوقه ودفعه لداخل المويه مرة ثانية , اندفعت موية البحر المالحة داخل أنفه وفمه وهو يغطس تحت ثقل الجسم , حاول يبعد الجسم وهو يحس رئتينه بتتفجر من قل الأكسجين لكن الجسم تشبث فيه بقوة وهو يحاول يستند عليه عشان يطلع للسطح ~ يااااااااااااااارب ~ صارع وصارع إلين خرج , شهق شهقات متتالية وهو يمسح وجهه ويكح , وتلفت يمينه ويساره ودار حولين نفسه وهو يصرخ : أمييييييييييييييييييييييييييييي , أميييييييييييييييييييييييييي ...
كان يتخيلها تصارع الموج لوحدها بأرجلها العليلة وجهلها للسباحة , تخيلها تنخنق نفس خنقته و ... صرخ وهو يمسح دموعه : أميييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ..
وسبح وهو يطالع بجنون محاول إختراق ظلمة الليل المختلطة بظلمة البحر , تمنى لو النيران تزيد عشان تضيء له المكان أكثر , كتم صرخات الخوف والألم وهو يهتف : أميييييييييييييييييييييييييييي , أم عماااااااااااااااااااااااااااااااار ..
: عمـ ... عمـ ...
صوتها رغم تقطعه إلا إنه ميزه , لف يمينه فلمح وحده تصارع عبايتها و الموج في وقت واحد , سبح لها بسرعة , ولمن ميز وجهها عبر الضوء الخفيف ضمها بقوة وهو يهتف : أميييييييي , أمييييييييي ...
تشبثت فيه أمه بقوة وهي تشهق , انصدم عمر لمن لقي نفسه داخل الموية وأمه تجاهد عشان تصعد للسطح عشان تتنفس , تذكر إن الغرقان ممكن يغرق غيره , حاول يبعد عنها عشان يمسكها من وراها لكنها كانت متشبثه بتلابيبه بقوة , بلع شويه من موية البحر وهو يحاول يكلمها , رجع رفع نفسه وقبل ما يسحب نفس سحبته أمه لداخل الموية , حرك يدينه بكل قوة في جسمه وقبض على أمه وحاول يطلع بها للسطح لكنها كانت تتلوى وهي تسحبه بلا شعور داخل الموية , لمن حس برئتينه تستصرخ مطالبة بالهواء , حاول مرة ثانية إنه يسبح للسطح وهو يمسك أمه من كتف جلابيتها وعبايتها لكنها كانت تحاربه وتسحبه أكثر للداخل , ولمن شاف إنه مافي مفر , تملص من أمه بكل قوته عشان يقدر يطلع ويمسكها بطريقة صحيحة قبل ما يغرقون الاثنين , انفلتت أمه منه , رفع نفسه بسرعة وسحب نفس سريع ورجع غطس , كان يحس صدره يتفتت من المجهود اللي بذله لكنه قاوم عشان يمديه يلحقها , أول ما غطس حس بيدين تقبض على خصره بقوة قبل ما تتراخى , عرف إنها أمه , مد يدينه بسرعة وعلى غير هدى عشان يمسكها لكنه تفاجأ بيدينه تتلاقى وسط المويه و .... ~ غااااااااااصت , أمي غرقـــت , لاااااااااااااااااااااااااا , يارب أتوسلك , يارب أرجوووووك ~ سبح أعمق يحاول يلحقها لكن أنفاسه اللي بدأت تخرج من فمه وأنفه من شدة الإختناق أجبرته إنه يرجع للسطح مره ثانيه , أول ما حس بالأكسجين يندفع لصدره صرخ بحرقة ودموعه تتفجر : أمي لااااااا , يارب أتوسل إليك , أمي , أمي , أمييييييييييي ..
ورجع يغطس مرة ثانية , كان يصرخ ويبكي بداخله وهو يسبح بلا هدى , يتلمس كل شي امامه وحولينه وألمه يزيد مع كل ثانية , ولمن بدأت أنفاسه تخرج صرخ بداخله ~ إذا خرجت دحين مستحيل تلقاها , مستحيل تلقاها , عمر استحمل , عمر استحمل , عمر ~ سبح نحو السطح بإجبار من جسده و طلع هو يشهق بقوة , شهقة اختناق وبكا في نفس الوقت ..
: ماما فين ؟؟
لف عمر لمن سمع صوتها الخائف الكسير , طالع فيها وهو يصرخ بداخله ~ غرقت , غرقت , أنا قتلتها , أنا سبتها , أنا فضلت نفسي عليها , ماتت , ماتت , أمي ماتت ~ , حمد ربه إنه مو شايف نظراتها لأنه صمتها كان كافي إنه يوجعه ويحسسه بالذنب أكثر , لمن غطستها موجة كبيرة اندفع وأمسكها بقوة , كحت بقوة وهي تمسح وجهها وسألت بسرعة : عمور ماما فين ؟؟ الله يخليك لا تقول غرقت ..
~ لا تسأليني هالسؤاااااااااااال ~ قاوم ألمه وقال بصوت مخنوق وهو يخنق دموعه : أزهار , الغريق شهيد إن شاء الله ..
كان يتمنى لو يقدر يشوف وجهها عشان يقرأ أفكارها , كان يحس العالم والأصوات والصراخ كله يتلاشى وهو يطالع في أخته اليتيمة الأب واللي صارت يتيمة أم وهي تقول بصوت غريب وهي تمسح عيونها : لا حول ولا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله ..
كلماتها بثت قوة غريبة بداخله وهو يتذكر إنه ما أصابه من الله مكتوب من يوم انخلق , ثواني انزاح فيها إحساسه بالذنب قبل ما يرجع أقوى من قبل وهو يشوفها تسبح على ورى مبتعدة عنه و هي تصرخ : لااااااا , تكفى عمر لاتقولها , مستحيل اللي يصير , إنته تكذب عليه ..
قال بصوت جهوري قوي يحاول فيه إنه يقنع نفسه قبل ما يقنعها : الغريق شهيد , إنا لله وإنا إليه راجعون ..
صرخت بعدم تصديق : لاااااااااااااااااااااااا , لااااااااااااا ..
اندفع عبر المويه و ضمها بقوة وهو يصرخ من بين دموعه : قولي إنا لله وإنا إليه راجعون , أزهار إن لله ما أعطى ولله ما أخذ , فين إيمانك ؟؟...
تشبثت بأكتافه بقوة وهي تصرخ : ياااااااااااااااااااا رب , اللهم لا اعتراض ماااااااااااماااااااااااااااا آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ماااااااااااااااااااااامااااااااااااااااا..
كانت صرخاتها المختلطة بأنواع الصرخات تطعن قلبه آلاف المرات وهو يصرخ بداخله ~ لله ما أعطى ولله ما أخذ يا عمر , خليييييييك أقوى , خليك أقوى , يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارب , يااااااااااااااااااارب ~ ..
*************************
في الوقت الحالي :
يوم الثلاثاء 2 / 10 / 1427 هـ :
الساعة 9,30 مساء في الرياض :
من كانت صغيرة وهو بطلها , فارسها الوحيد , الفارس اللي تقرأ عنه في القصص وتشوفه في الرسوم المتحركة اللي تخلت عنها في مرحلة مبكرة من عمرها , ومع مرور الوقت تناست هالمشاعر واليوم وهو يندفع قدام عيونها ويجثم على فيصل ويكيل له الضربات استعادت بداخلها شعورها الطفولي القديم لمن كانت تشوفه يدافع عنها بين أولاد الحارة , خرجت من أفكارها و جلست على سريرها بخوف و صوت عبد الكريم الهادر وهو يهزئ سطام وصقر يوصلها رغم باب غرفتها المغلق , غمضت عيونها وهي تسمعه يخص سطام في تهزيئه صرخت بداخلها ~ سامحني يا سطاااااام , سامحني ~ من كان صغير وهو يتلقى عنها الكثير من الضرب , و بالرغم من إنه أصغر منها إلا إنه كان يحس بشيء في نظرات فهد لها , كان دايم يسألها ليش يطالع فيها بهالطريقة و يقولها ما أحب هالرجال وعيونه تخوف وغيره من هالكلام الطفولي وكانت تتمنى لو تقدر تحكي له اللي صار لها منه واللي مازالت تتلقاه منه لكنها كانت تشوف إنه أصغر من إنه يعرف بهالأمور رغم إنه مايصغرها إلا بثلاث سنين لكن اللي صار لها كان يخليها أكبر من عمرها مئات المرات , انفتح الباب وقطع أفكارها , دخلت منه نجلاء وهي تهمس : وسام ..
فتحت وسام عيونها و طالعت فيها بصمت , تقدمت نجلاء وضمتها وهي تقول بعدم تصديق : اللي يراسلك هو فيصل ..
زفرت وقالت وهي تريح جبينها على نحر أمها : إيوه ماغيره , ماحبيت أقولك عشان ماتصير مشاكل مع الجيران ..
زفرت أمها وقالت : لو إنك تكلمتي من بدري كان سوينا أي شي , نقلنا ولا وقفته عند حده من قبل ما يتمادى ..
همست وسام وهي تتشبث بجلابية نجلاء : ما أدري , كنت خايفة , ما فكرت بأي شي غير إنه ممكن يفضحني ويتبلى عليه لو تكلمت ولا قلت شي , كنت خايفة ..
قالت بغيض : حسبي الله ونعم الوكيل عليه , الحيوان الحقير اللي ماعنده لاذمة ولاضمير , ياخي روح دور في أي مكان , هو ما يعرف حرمة الجار , ياويله من ربي ...
و بعدتها وسألت بحيرة وخوف وهي تزيح خصلات شعرها عن وجهها : وهو اش دراه باللي صار ؟؟
هزت أكتافها وهمست بتعب : ما أدري , يمكن أبويه تكلم مرة وهو مو بوعيه ولا ...
وهزت راسها وقالت : كل شي جايز هالأيام , المهم اش بيصير دحين ؟؟ خالي ..
قالت تقاطعها وهي تريح يدها على خدها بحنان : ماعليك منهم , رجال يخرجون نفسهم من اللي صار , خالك عبدالكريم يقول هم ماغلطوا لمن دافعوا عنك لكن المفروض ما يتهورون بهالشكل , لأنه لو مات الرجال بيروحون فيها ..
زفرت بحرقة وقالت : أمي , صقر قرأ الرسايل وخايفه إنه شاف ذيك الرسالة اللي .. اللي ....
واختنق صوتها وهي تغطي وجهها وهي تقول بألم : انفضحت , انفضحت يا أمي ..
قالت تقاطعها بهدوء : لا يا قلبي إنت مسحتيها ..
رفعت راسها بذهول وهي تقول : والله ..
ابتسمت وقالت : إنت قلتيلي إنك بتمسحينها عشان تخافين هيام تفتح الجوال وتشوفها ..
زفرت براحة وهي تقول : الحمد لله , الحمد لله , يعني ماقرأ إلا الرسايل الأخيرة , يارب لك الحمد , يارب لك الحمد ..
ابتسمت نجلاء بشفقة ومسحت على راسها وهي تقول : ريحي راسك دحين , خالك بيروح المستشفى وبيتطمن على فيصل وبيشوف اش حيصير ..
انسدحت وسام ودفنت وجهها في المخدة وهي تحاول تهدي قلبها اللي كان يضرب بعنف من شدة الخوف والتوتر , كان كل جسمها يرتجف , كل جزء منه ينتفض وهي تفكر باللي ممكن يصير لا انتشر الخبر , أكيد هم ما حيقدرون يخبونه بسبب الأثار اللي في سطام وصقر وهنا حيبدأ القيل والقال اللي كانت تخشاها طول حياتها ,..
خرجت نجلاء بعد ما طفت النور وراحت للمجلس وتوقفت في طريقها عند هيام اللي كانت جالسة تقلب في جوال وسام تحاول تركبه , ابتسمت وجلست جنبها وهي تقول هيام , لفت هيام وجهها وهي تسحب أنفاسها من أنفها وهي تمسحه بالمنديل , انتبهت نجلاء لوجهها المحمر , حطت يدها على كتفها بحنان وهي تهمس : هيومه , حبيبتي , الموضوع معقد شويه عشان كذا ما أقدر ..
همست هيام تقاطعها وهي تمسح دموعها : عارفه كل شي ..
طالعت فيها نجلاء بذهول وهي تسأل : عارفه إيش ؟؟
غطت هيام وجهها وهي تهمس بوجع : عارفه عن وسام وأبويه , عارفه كل شي , بس ما قدرت أسوي شي , ما قدرت أقدم لها شي لأني عارفه إنها ماتبغى أحد يدري ..
وبعدت يدينها تمسح دموعها وهي تقول : ما تشوفيني ما أسأل ولا أزن عشان أعرف اش يصير حوليني ؟؟
شهقت نجلاء وهتفت برعب : لا تقولين إنت كمان ...
قاطعتها هيام وهي تهز راسها : لا , لا , هو حاول كم مرة لكن وسام كانت دايم تجرني وما تخليني معاه لوحدنا , وكانت دايم تلهيني عشان ما أفكر باللي كان يبغاه أبويه بحركاته لكن ..
سكتت و كملت : الأطفال يفهمون حتى لو كانوا صغار ..
ودمعت عيونها وهي تخفض صوتها وهي تهمس : كنت عارفه إنه يبغاني لأنه وسام صارت كبيرة وتقدر تدافع عن نفسها وتهدده من دون ما تخاف , سمعتها مرة تقوله نجوم السما أقرب لك من هيام , لا يمكن أخليك تسوي فيها زي ما سويت فيني , وهنا عرفت إنه , إنه ....
ونزلت دموعها وهي تسأل بحيرة : ليه يا أمي ؟؟ ليه سوى فيها كذا وهو عمها ؟؟ وكان يبغاني كمان , هو ما يخاف من عقاب ربي ؟؟ هو مافكر في مستقبل بنت أخوه ومستقبلي .. هو .. هو ...
ضمتها نجلاء لمن بدأ صوتها يتقطع من صياحها وهي تهمس : كان مو بوعيه , هواه كان أقوى منه ..
ضمتها أكثر وهي تحس بالقهر يذبحها , كيف ما حست بهذا كله ؟؟ كيف ما انتبهت للي يصير تحت سقف بيتها ~ أنا السبب , أنا السبب ~ ..
: نجلاء ..
بعدت عن هيام ولفت على أخوها اللي طالع فيها بنظرات رقيقة وهو يقول : وسام نامت ؟؟
ابتسمت وقالت : منسدحة ..
زفر وقال : أنا رايح المستشفى دحين , ولمن أرجع بيننا كلام ثاني ..
ودعته بحرارة وهي تشكر له حضوره السريع معاها من تلقوا اتصال هيام ..
*****************************
في نفس الوقت في جدة :
: عازمكم على عشااااااااااا ..
قالها بصوت ممطوط ساخر , وكمل بعدها بحدة وهو يأشر على الطاولة اللي جالسين حولينها الشباب : القرموشي , من قلة مطاعم ..
قام عبد الرزاق وقال بحدة مصطنعة وهو يحط رجله على كرسيه : حدك عاااااااد , إلا القرموشي ما أرضى عليه ..
وأشر على اللائحة اللي في يده وقال : معصوب بأنواع وأشكال , فته , عريكه , فول , قلابة , تميس من اللي يحبه قلبك , هذا كلللللللللله مو عاجبك ..
الكل كان يضحك عليه و حسان يقول : يوم شفتك متحمس وضارب الصدر قلت بيعزمنا على مطعم صيني , إيطالي ..
قال وهو يجلس : معليش كل يمد رجوله على قد لحافه , أعرفكم آفات لو بآخذكم لواحد من هالمطاعم بتفقروني وتصفرون محفظتي , بعدين ياكثركم ..
قالها وهو يطالع فيهم برعب ضحكوا وقال عمر باستنكار : عبد الرزاق قول ما شاء الله ..
قال جاسم وهو يحس بسعادة مالها وصف وهو يشوف عبد الرزاق يحاول يفرفش قدامهم : كلنا خمس أنفار وإنت السادس قلت يا كثركم , يالبخخخخخخخخل ..
قال وهو يوزع عليهم ورقة القائمة : هذا مو بخل , هذا حرررررررص , أخلصوا لا أطلب لكم من عندي بثلاث ريال فول وريالين تميس ..
قال عبد الإله وهو يسحب القائمة : يلعن أبو المذذذله , أنا اش خلاني أقبل عزيمتك ..
طلبوا طلباتهم وجلسوا يتبادلون الأحاديث , قام عدنان وهو يقول : أروح أغسل يدي ..
دقايق وقام عبد الإله وهو يقول : أروح أغسل أنا كمان ..
لمن دخل عبد الإله لدورة المياه شافه في جهة المغاسل منحني على مغسلة وهو يغسل يدينه , زفر وتحرك بتردد , لف عدنان وجهه وابتسم له , قال وهو يحزم أمره : عدنان بأستشيرك في موضوع على السريع إذا ممكن ..
إعتدل عدنان ونشف يدينه بالمناديل وهو يقول : تفضل بسسس , هنا ..
ابتسم عبد الإله وقال : ما أبغى أحد يسمعه وإنت بتسافر فـ ..
قال : هات اللي عندك ..
سأله بسرعة : لو جاك واحد تعزه وله أفضال كثيرة عليك وعرض عليك بنته الكبيرة لأنه معجب فيك اش تسوي ؟؟
ابتسم عدنان وقال بدون تردد : إذا كنت عارف هالرجال وأقدره وأعزه و ماني مرتبط ومستعد للزواج أوافقك , ليه لا ؟؟ ترا مو شرط لأنه عرض بنته يعني إنه فيها عيب , محتمل من شدة حبه لبنته ما يبغى يزوجها إلا شخص يستحقها ..
زفر عبد الإله و قال : وإذا كنت تعرف إنه في وحده في العائلة تحبك ..
التزم الصمت وهو يطالع فيه بتفكير , هز أكتافه بعدها وقال : لو كنت قابل هالبنت الأقربون أولى بالمعروف , يعني لو الشاب ما أخذ وحده من العائلة وراح لغيرها مين بياخذ بنات العائلة ..
طالع فيه عبد الإله للحظة فضحك عدنان وقال : أنا حالة خاصة , تقدمت لبنت عمي و انرفضت بطريقة تقدر تقول عنها ... بشعة , فصار من المستحيل والمحرج إني أتقدم لغيرها ..
ضحك عبد الإله على طريقته في التبرير وقال بعفوية : حتى أنا رفضتني العنـ ..
و انخرست الكلمات لمن تذكر إن اللي قدامه زوجها , معلومة راحت عن باله لثواني وبطريقة عجيبة , اتسعت عيون عدنان وبان الذهول على وجهه غصب عنه رغم إنه جاهد عشان ما يبين انفعالاته , قال عبد الإله بسرعة وهو مصدوم من زلته : رفضتني عشان البنت اللي قلت لك عليها , هم زي التوائم ..
دخل حسان وقال : وينكم تصنعون صابون وتغسلون به , الأكل جـ ..
وسكت لمن شاف وقفتهم قدام بعض , حس بشي في الجو فقال وهو يتراجع : أسيبكم تكملون اللي كان بينكم ..
وخرج , تمالك عدنان نفسه لمن شاف الإحراج والتلعثم اللي صاب عبد الإله , وابتسم وقال : استخير وتقدم لقريبتك أحسن ..
تمنى عبد الإله لو إنه يسترجع الثواني ومايقول هالكلمة ~ اش خلاني أنســــى ؟؟ اش خلاني أنسى إنها زوجته , ياربي اش هالفشلة ؟؟ ~ , رفع راسه لمن حط عدنان يده على كتفه وهو يقول : شكله عندك شي ثاني ..
زفر عبد الإله وقال : حكاية إنها تحبني صراحة ...
قاطعه عدنان بحزم : الحب مو حرام ..
وكمل يسأله بنفس الحزم : شفت على البنت شي غلط ؟؟ حاولت تلين معك بالحديث ؟؟ تفتح موضوع معاك وتطول الكلام ؟؟ ..
هز عبد الإله راسه وقال : أبدا , أخلاقها مافي زيها ..
ابتسم وقال : أجل لا تظلمها لأنها تكن لك مشاعر , أكيد شافت فيك شي عجبها أو راقها , هو مو معناته إنها غلطت , هي بشر وعندها مشاعر , شوف إحنا الرجال نتقدم لمن يعجبنا شي سمعناه عن البنت , أخلاقها , جمالها , طيبتها , أخلاق أهلها وغيره , صح ولا لا ؟؟ يعني نتقدم وإحنا حابين شي معين في اللي متقدمين لها , ولو أعرف إنه في وحده تحبني بأتقدم لها وأنا مبسوط ..
وطبطب على كتفه وقال : الله يسهل لك , مو سهل اختيار شريكة الحياة ..
وخرج وسابه يفكر في كلامه , ضرب عبد الإله جبينه وقال من بين أسنانه : أنا اش خلاني أنســـــى ؟؟ آخ ياربي ..
وقف عدنان عند جاسم وقال : جاسم ممكن جوالك شوي ..
قام جاسم وناوله جواله وهو يقول : خير , الأكل انحط , مابتأجل مكالمتك شوي ..
هز عدنان راسه وقال : مكالمة مهمة , دقايق وراجع ..
وتحرك وخرج من المطعم بعد ما قال : ما حأتأخر إن شاء الله ..
دق رقمها اللي حافظه وابتسم لمن شاف اسمها (( عمود الكهرب )) وقال : الله يقطع سوالفك يا جاسم ..
استمع لرنات الجوال المتقطعة وهو يحس بمشاعر غريبة ..
******************************
كانت تلف التل حول الكيس الصغير وعقلها غصب عنها يستعيد كلماته وسكناته , ولمن بدأ عقلها يستعيد ملامحه والابتسامة تغزو شفايفها هزت راسها وهي تقول : عنيدي خلاااااص , بلا هبالة ..
التفتوا لها كلهم وقالت أزهار : عنود اسم الله عليك تكلمين مين ..
انتبهت إنها تكلمت بصوت عالي , طالعت في التل اللي مو مرتب وقالت : هااا, لا التل مو راضي يلف زي الناس ..
: الحمد لله والشكر , تكلم تل ..
رن جوالها اللي في حضنها وسط أكياس الفوفل اللي غلفتها ولفتها بشريطة وورد , أول ما شافت اسم جاسم قالت لأزهار وهي ترفع الجوال : زوجك الدب ..
وردت وقالت تقاطع سلامه وهي تحشر الجوال بين كتفها وإذنها عشان تكمل تغليف الفوفل : ماني راضية , إلا لمن تحسن الصورة قدام صاحبك ترا أزهارووو رهن الإعتقال يعني لا تحسب إنه مافي فـيدي شي ..
وكملت بحزم مصطنع : قد أنذر من قد ...
ولفت على البنات وسألت : اش تكملتها ؟؟ ..
ضحكوا وسفانة تقول : يالخبلة قد أعذر من أنذر ..
قالت وهي تأشر على سفانة : إيوه , هذي هي , سمعتها ..
فكر إنه عاشر سحر بهدوءها و حكمتها ورزانتها , وسلافه بدلعها ولا معقوليتها في كثير من الأمور , لكن هالبنت شي جديد ما قيد مر عليه , مسك ابتسامته وقال بهدوء وهو يطالع في السيارات المتحركة على الطريق : الصورة ما تغيرت عشان يحسنها ..
طاح الفوفل من يدها وانزلق الجوال من كتفها وهي تطالع فيهم برعب , طالعوا فيها بحيرة وقالت ريم : عنود ..
سحبت العنود الجوال وقامت , طاحت الأكياس اللي غلفتها من حضنها , قالت الهنوف : بنت , حاسبي ..
رصت العنود بطنها بيدها الثانية وهي تهمس بدون صوت : حمام ..
ودخلت الحمام وصكت الباب وهي ترجع الجوال لإذنها , أول ما سمعته يناديها~ ياربي هو , والله هو , يافشلتيييييييييييي أنا ليه دايما أم الفشايل ~ غمضت عيونها وهمست : نعم ..
حس بسخافة الموقف اللي حط نفسه فيه بدون تفكير , واقف برا المطعم عند الرصيف ومو عارف اش يقول وليش اتصل , قال وهو يحك حاجبه بإحراج : وين رحتي ؟؟
حست برعب إنه يعرف إنها في الحمام فقالت بسرعة : أنا هنا , يعني وين بأروح يعني ؟؟
ابتسم على طريقتها شبه الهجومية وقال بعفوية : طيب لا تضاربين ..
~ لاااااااااااااااا , دحين يحسبني وحده حونشية , ياربييييي ليش لازم أكلمه , ياربي عشان كذا أكره الملكة و ~
: اشتقتلك ..
فتحت عيونها على اتساعها و حست الزمن تجمد حولينها وهو يكمل : اشتقتلك فقلت أتصل أسمع صوتك ..
~ اشتقتلك , يا ماميييييييييي , أنا مو قد هالكلام ~ تخافق قلبها بجنون فغمضت عيونها وهي تحاول تضبط أنفاسها اللي تسارعت فجأة والخجل يتصاعد لوجهها ..
مجرد ما عرف إنها رفضت عبدالإله بسبب قريبتها اللي تحبه حس برغبة غريبة مجنونة إنه يسمع صوتها , ابتسم لمن ما سمع أي صوت من جهتها وهمس : عنودي ..
~ هنا وخلااااااص , حدك عاااااااااد , تراك زودتها , شوي شوي علي , بطنييييييييييي , بطني راحت فيها , مطيح الميانة الأخخخخ ~ لسانها اللي لصق في سقف فمها منعها من كلمة نعم فهمهمت ..
زفر وقال بصدق : ترا شكلي يضحك وأنا واقف على الرصيف قدام المطعم , الداخل والخارج يطالع و ..
ولف يطالع في قزاز المطعم وابتسم للشباب اللي يأشرون له على الأكل اللي على الطاولة وكمل : والشباب ينادون ..
مسكت ضحكتها وهمست بأذية : طيب روح لهم ..
رفع حواجبه وقال بتريقة : سكت دهرا ونطق كفرا , اش قصدك ما تبغين تكلميني , ولا هذا اختبار مين أفضل ؟؟..
انصدمت من كلمتها اللي فعلا كانت تقصد بها تشوف رده , قالت بتلعثم : هااا , لا والـ ...
وسكتت وهي تقول لنفسها : بنت لا تقولين اسم الله في الحمام ..
سأل باستغراب : إنت في الحمااااام ؟؟
شهقت وسألت بدون تفكير : اش دراك ؟؟
سكت لثواني وقال بحيرة : إنت قلت ..
صرخت بداخلها وهي تحس إحراجها يزيد ~ لااااااااا أنا كنت أفكر بصوت عالي مرة ثانية , لااااااااااا , اش معنى هو بالذات تفكيري يطلع عنده بصوت عالي ~ وصلها ضحكته الهادئة قبل ما يقول : بعدين تراك نطقتي اسم الله ..
~ لا والله , كني ماني عارفه يعني , فيلسووووف ~ لمن شافها عازمه على الصمت قال : شكرا على كل حال , من أرجع الشريحة أعطيك خبر إن شاء الله , يلا أستأذن دحين و ..
سكت مرة ثانية وقال : لا عاد تتكلمين في الحمام ..
لفت بوزها وقالت بداخلها بغيظ ~ بدأنا نصايح من ثاني مكالمة , مالت , يعني ماني عارفه إنه مو زين الكلام في الحمام , كللللللله منك ~ وهزت راسها بطيب , قال باستغراب لمن ما سمع لها حس : مع السلامه ..
هزت راسها مرة ثانية , قال : عنود ..
انتبهت لبلاهتها وقالت : أوووو مع السلامة ..
وصكت الجوال وزفرت براحة ~ اش هالتوتر ؟؟ ماني عارفه أركب كلمتين على بعض ~ , خرجت من الحمام وهي تطالع في البنات بتوتر , تشاغلوا بالفوفل اللي بين يدينهم , جلست ومسكت واحد من الأكياس الصغيرة و بدأت تعبيه وهي تطالع فيهم كل شويه ولمن رفعت بصرها و شافتهم يطالعون في بعض قالت بسرعة وهي تحس بالحرج : هو اللي كان يكلمني , عندكم شي , إذا عندكم شي قولوه بصوت عالي ..
انفجروا بالضحك وقالت الهنوف : يكاد المجرم يقول خذوني ..
وقالت سفانة وهي تضحك : أصلا من خرجتي كان مكتوب على جبينك , كنت أكلم عدناااااان , الوجه رايح طمااااااااطم ..
لفت بوزها وقالت وهي تركز عيونها في اللي بين يدينها : مالت عليكم ..
جلس ياكل بصمت وهو حاس بنظراتهم , رفع راسه لهم فشافهم مبتسمين , قال بهدوء بعد ما بلع لقمته : خير شاقين الحلق ..
قال حسان وهو يزفر بشكل مسرحي : شكلك مهموم ليش بترجع الرياض , ما ألومك , إحنا في نفس المكان وبالقوة صابرين ..
ضحكوا عليه وجاسم يدقه وهو يقول : هيييييي استح على وجهك , ياخي احتفظ بشوقك لنفسك ..
لف عليه حسان وقال بقهر : آآآآآآآآآآخ وياليته فايدني الكلااام , أنا عند ناس حجر ما يفهمون حتى الكلام المباشر ماعاد يفيد فيهم , بأتزوج قلتها بعااااااالي الصوت ومحد معتبر فيني , ترا صبرت إلين مل الصبر مني ..
زاد ضحكهم عليه , حتى عدنان غرق في الضحك وهو يطالع في عبد الرزاق وجاسم اللي يطيبون خاطره وهم يوعدونه إنهم يكلمون أبوهم بس يسكت و ما يفضحهم في المطعم , كان مستغرب جرأته في التصريح قدامهم عن رغبته في الزواج بأسرع وقت , ولمن تخيل لثانية إنه ممكن يسوي زيه حس بالرعب فنفض هالخيال عن راسه ..
***********************************
الساعة 11 مساء في فيلا أحمد :
لبست عبايتها وهي تقول : والله كان ودنا نخلصها اليوم ..
ابتسمت أزهار وقالت : الله يسعدك يارب , والله ما قصرتي يا قلبي ..
ولفت على سفانة وهي تقول : حتى سفسف ماقصرت , جزاك الله خير ..
ابتسمت سفانة وقالت : هذا أقل شي نقدمه , بعدين لا تنسين إحنا أهل العريس ..
تأثرت أزهار بكلمتها فطالعت فيها بامتنان , وتفاجأت لمن قالت الهنوف : طبعا , أنا والعنود أخوات العريس ولازم نكشخ ونتعب في زواج أخونا ..
ضحكت لمن قالت ريم باعتراض : حتى أنا أخت عمور ..
و سفانة تأيدها وهي تقول بصوت ممطوط : كلللللللللللللللنا أخواته ...
قالت بصدق : والله يا سعده وهناه ..
قالت ريم وهي تطالع في جوالها : هذا عبد الإله ...
طالعت العنود في سفانة وقالت بتريقة : مالت عليه أبو رنة , نص رنة ما كملها البخيل , الله يعين حرمته ..
رفعت سفانة حواجبها وهي تخزها بنظرة حادة بمعنى اش عندك تطالعيني , ابتسمت العنود وقالت وهي ترفع يدينها : بنات قولوا آمين ..
قالت أزهار : آمين ..
واستغربت لمن ما أمن أحد , قالت ريم وهي تشيل شنطتها : معليش أأمن ورى أي أحد غير العنود ..
وقالت سفانة وهي تلف طرحتها : زهوره قلبي ما حفظتي الدرس إلى الآن ترى ما تنضمن دعاويها هالبنت ..
قالت العنود بعصبية وهي تضرب ريم وسفانة : يا نذلااااااااااااات , قولوا آمين ..
طالعت فيها الهنوف وقالت : آخر مرة أمنا , طلعت دعوة على أم حمد جارتنا ..
قالت باستنكار : ما دعيت عليها , دعيييييييييت لها , في فرررررق ..
رفعوا حواجبهم وهم يدققون النظر فيها , ابتسمت وقالت : قلت يا رب تقطع لسانها ..
شهقت أزهار فتابعت العنود بحماس : ياناااااس هذي دعوة لها لأنها من كثر غيبتها ونميمتها وكذبها قاعدة تجري لجهنم , أنا بأريحها من الذنوب ..
زفرت أزهار وقالت : مو إنت دحين اغتبتيها يا ست هانم , هذا شي , والشي الثاني مادام ما نصحتيها في وجهها لا تتكلمين من وراها وتدعين عليها ..
زفرت بطفش وقالت : طيب قولوا آآآآآآآآمين ..
أمنوا وهم يضحكون قالت بحماس وهي ترفع يدينها : يااااااااااااارب اللي في بالي يتحقق و ...
قالت سفانة بتريقة : إنه يتصل عليك عدنان مرة ثانية ..
انفجروا بالضحك فقالت بغيض : لا يا حماره ..
ضربتها الهنوف على كتفها وهي تقول باعتراض : كم مرة قلنالك مايجوز السب يا بنت ..
قالت بغيض : قهرتني ..
وكملت : قولوا آمين ..
أمنوا بطفش وريم تقول : آمين , استعجلي عبد الإله حينحرني على حس دعاويك ..
قالت وهي تطالع في سفانة : يااااااارب اللي في بالي يتحقق و بعض الناس اللي أحبهم يرزقهم ربي بـ ..
نطت سفانة وصكت فمها وهي تقول : شكرا , سمعنا من دعاويك ما يكفي , يلا ريم ..
وتحركت خارجة من الغرفة ووراها العنود وهي تقول : تعالي لسه ما دعيت ...
ما فهم أحد اللي صار لكن ريم حست إنه العنود تقصد سفانة وعبد الإله بشكل أو بآخر , هزت أكتافها وخرجت وهم يمشون معاها يودعونها , لفت سفانة على العنود وهي تمشي في الدرج وهمست من بين أسنانها : صدق ما عندك مخ , اش كنت بتقولين ؟؟
ابتسمت العنود وقالت وهي تحرك حواجبها : كنت بأقول يارب الناس اللي أحبهم ربي يرزقهم باللي في قلبهم ..
لفت عليها وقالت باعتراض وهي ترص على الداربزين : عبد الإله مو في قلبي ..
رفعت حواجبها وقالت بخبث : ما دام مو في قلبك ليش عرفتي إني أتكلم عنه ..
كانت سفانة مصدومة , لأول مرة تعلق عليها العنود بهالشكل , هتفت باستنكار : عنووووووووووووووود ...
وكملت بغيض : ما كنت أعلق عليك يوم يجي طاري عدنان أبو شخصية رزة ..
تصنمت العنود وقالت : واش دخل مدحي لعدنان بموضوعك ..
طالعت فيها من فوق لتحت وقالت بتريقة : مين اللي كانت تقول أول لو أبغى واحد أتمنى يكون شخصية رزة زي عدنان أخو سحر ..
شهقت العنود لمن تذكرت كلمتها اللي قالتها مرة من المرات قبل سنة وشوي وقالت بجدية : هذا زماااااان وإنت قلتيها بنفسك أوووووول , بعدين ما كنت أقصد شي بهالكلمة , مجرد تقريب للصورة اللي أتمناها في الرجال لا أكثر ولا أقل , ما كان هالرجال في بالي أبد ..
هزت راسها وقالت بسخرية : إيييييي فهمت , فهمت ..
وتحركت نازلة , ضحكت عنود ولحقتها وهي تهمس : من زيك ياعم , بتركبين مع حبيب القلب مازولا , بتتنفسون نفس الهوا و ..
شهقت سفانة ولفت عليها و ضربتها بقوة وهي تقول بعصبية : اش قاعدة تقوليييييييييييين ؟؟ صدق سخيفة , عقلك صار في شي ..
ضحكت العنود وقالت بصدق : صراحة ما أدري اش فيني , أحس نفسي خفيفة بزيادة ..
شاركتها سفانة الضحك وهي تقول متفهمة : مو منك , من مكالمة بعض نااااااس شخصيتهم رزة ..
تغير وجه العنود وهي تمسك بطنها وتهمس : تكفين لا تطرينه , والله إني بغيت أموت لمن عرفت إنه المتصل , قلبي خرج من مكانه ..
ضحكت سفانة وقالت : يالخبلة توني طريته ما انمغصت بطنك , اش معنى دحين ؟؟
همست وهي ترص بطنها : لا دحين طريتيه بشكل ثاني ..
قهقهت سفانة وقالت بلهجة نابعة من الأعماق : الله يسعدكم دنيا وآخرة ..
وغطت وجهها لمن نزلت ريم جري وصوت جوالها يقطع سكون المكان , قالت ريم بغيض وهي تمر من عندهم بسرعة : سفانه ليش ما خرجتييييييييييييي , ياويلي منه , ياويلي منه ..
تبعتها سفانة بهدوء وهي تعدل عبايتها على راسها وهي تقول : حلوة , تبغيني أطلع السيارة قبلك , تهـــرج وتقول يا ويلي , تستاهلين ..
ولوحت للعنود مودعة , غمزت لها العنود وقالت : سفسف , مثلي إنك طحتي وانلوت رجلك وخليه يجي يسا...
صرخت سفانة باستنكار : عنوووووووود وبعدين معااااااااااااك , فيلم هندي هو ..
وصكت الباب بقوة وهي مقهورة من قهقهة العنود , أول ما شافت سيارة الأجرة و لمحته خلف المقود تذكرت كلام العنود , تصاعد الدم لخدودها وصرخت بداخلها ~ الله يقطع شرك يا العنود , كلللللللللللللله منك ~ فتحت الباب ودخلت وهي تسمع ريم تقول : سورييييييييييي والله سوري , أخذتنا الهرجة ..
قال بتريقة : وإنتم الحريم ماتحلى لكم الهرجة إلا عند البيبان ..
سلمت بهمس وصكت الباب , رد سلامها بصوت هادئ وهو يحرك السيارة ~ غريبة ما قال كيف حالك يا سفانة زي دايما ~ أول ما سحبت نفس تذكرت كلام العنود زاد إحراجها وهي تصرخ ~ الله يسامحك يا عنوووووووووووود , اش سويتي فيني ؟؟ سفانة بلا هبالة , هذي مهي أول مرة تركبين معاه , صدق البنات ما يحسبون بالكلمة , خيالنا واسع ~ لمن ذكرت نفسها بهالشي حست بنفسها تستكين , أكيد هالتوتر مجرد تأثر وقتي من اللي قالته العنود ..
: الله يخليك عبوووووووود ..
ابتسمت وهي تسمع رجاء ريم لأخوها إنه يمر على البقالة قبل البيت , قال بحزم : لا يعني لا , واعتدلي في جلستك قربنا من إشارة , و أصلا مافي بقالات فاتحة هالوقت ...
لفت بوزها واعتدلت في جلستها وهي تقول : السواقين عندهم إجازة ومحد يجيب لنا شي من البقالة منكم , ما كإننا في عيد ..
ورجعت لفت عليه وهي تقول بخبث : سفانة تبغى البقالة كمان ..
شهقت سفانة بخفة ودخلت يدها من ورى الكنبه وقرصت ريم , تجاهلت ريم قرصتها وهي تقول : عبود الله يخليك ..
زفر بطفش و لف الدركسون وما أخذ اللفة اللي تودي على البيت , صرخت ريم بحماس وهي تشوفه يخرج من الحارة يدور على سوبر ماركت , زفر هو يلف على سوبر ماركت قريب وقال : اش تبغون ؟؟
قالت برجاء : الله يخليك أبغى أنزل ..
لف عليها وقال بحدة : نـــعــــم , في هالوقت ؟؟
قالت وهي تمسك ذراعه : الله يخليييييييييييييييييييييييييييييييييك ..
طالع في واجهة السوبر ماركت وقال وهو يصك السيارة : طيب إنزلوا ..
صرخت بحماس : شكراااااااااااااااااااااااااا ..
ولفت على سفانة وهي تقول : سفسف يلا ..
همست سفانة برعب : من جدك , أنا بأجلس في السيارة ..
قال عبد الإله بهدوء وهو واقف عند الباب ويده على زر إغلاق الأبواب : ما في جلوس في السيارة , ما أقدر أخلي ريم تخرج لوحدها وما أقدر أخليك لوحدك , تحركي يلا ..
قالت ريم برجاء : سفانة الله يخليييييييييك ..
زفرت سفانة وخرجت , ثواني و كان يمشي وجنبه ريم , حرصت إنها تمشي وراهم بمسافة , مسكت ضحكتها لمن شافته يضرب جبينه لمن سحبت ريم عربية من العربيات وهو يقول : أنا اش خلاني أنصفق على راسي وأخليك تخرجين يالسعلية ..
تنحى عنهم وراح جهة المكتبة الصغيرة الملحقة بالسوبر ماركت وراحت هي مع ريم اللي ماخلت شي مااشترته , قالت سفانة وهي تشوفها تاخذ ثلاث شيبسات كبيرة : ريمان بتنتفخين , هذا كله بتاكلينه لوحدك ..
قالت ريم : لا هذا لنا إحنا البنات , مخزون ..
ولفت على سفانة وقالت : ما تبغين تشترين شي ..
هزت سفانة أكتافها وقالت كاذبة وهي تفكر في شنطتها اللي سابتها في السيارة عشانها مزبرقة وتلفت النظر : ماني مشتهية شي ..
: خلصتم ..
لفت ريم على عبد الإله وقالت : عبود سفانة ما تبغى تشتري شي لأنه ما معها فلوس ..
انصدمت سفانة من تصرفها وقالت بثبات : لا مو كذا , عندي فلوس بس في السيارة ..
قال بحزم : اشتري اللي تبغين , مابينا شي ..
وتحرك للمحاسبة وهو يقول : أنا عند الكاشير ..
ضربتها سفانة وهي تقول بغيض : يا دببببببب فشلتيني عنده , اش ماتبغى تشتري عشان ماعندها فلوس , صدق ماتستحين ..
ضحكت ريم وقالت : ما قلت شي غلط , أعرفك أنا ..
وقف عند الكاشير وهو ماسك قارورة موية الصحة اللي شربها ~ عبد الإله هذي مهي أول مرة تخرج معاك سفانة , اش معنى دحين أحس نفسي متوتر , حتى حروفي محسوبة ما تخرج بسهولة , حتى كيف حالك ما قدرت أخرجها من فمي زي العادة , يكون أنا كذبت على نفسي وصدقت الكذبة ~ طالع في سفانة بحيرة , ما كان ملاحظ أي شي منها , تصرفاتها ما تدل على اهتمام أو أي شي من هالقبيل , حتى كلامها معاه هادي ومتزن , بعد بصره عنهم وزفر وهو يحس نفسه في دوامه , جات ريم وحطت العربية عنده وهي تقول : عبود , حاسب على بال مانشوف المجلات ..
وسحبت سفانة اللي قالت باعتراض : ماكفاك هذا كله ..
قالت : لازم المجلات ..
اشترت مجلتين أطفال تحبها وجلست قدام مجموعة من روايات أحلام , قالت سفانة : إنت برضك في هالروايات اللي مامنها فايدة ..
قالت ريم بحماس : حلوة تعجبني ..
ضحكت سفانة وقالت : ما أقول ما كانت تعجبني بس كلها خرابيط , واحد مغصوب على وحده ولا العكس , ولا وحده انحشرت في مكان مع واحد وطول الوقت يتضاربون وفي الصفحتين الأخيرة يتصافون ..
ضحكت ريم وقالت : هذا أححححححلى شي , المضاربة ...
قالت سفانة : لكن تأثيرها يطلع فيما بعد ..
قالت ريم باستنكار : ما أثرت فيني ..
طالعت فيها سفانة وقالت بتريقة : ما أثرت فيك , شوفي ثلاث أرباع كلامها , نظرت إلى كتفيه العريضين أو صدره العاري أو شعره المبلل و اللي ما أدري اش فيه , اقنعيني إنه هذا ما أثر فيك بشكل غير ملحوظ وخلاك بدون تفكير تتأملين في الرجال , هذا عيونه ما أدري اش فيها وهذا شعره وهذا جسمه رياضي , ترا هذا كلللللللله من تأثيرها , بعدين يكفي إنك تصرفين 10 ريال و تقعدين ثلاث ساعات على شي فاضي و هذا محسوب عليك , المال والوقت ..
وابتسمت وكملت بلطف : تونا خارجين من شهر فضيل وإن شاء الله إننا معتوقين من النار , خلينا نحاول نحافظ على نقاء صحائفنا , من ترك شيئا لله عوضه الله خير منه ..
زفرت ريم وقالت وهي ترجع الرواية : إن شاء الله ..
وحاسبت على المجلتين وخرجت , كان عبد الإله ينتظرهم عند الكاشير وهو شايل الأكياس , قالت ريم : أخرناك ..
ابتسم وقال : خلاص مادام وافقنا ما نقدر نشتكي , نتحمل الله يعينا ..
وركبوا السيارة , كانت سفانة طول الطريق تضحك بداخلها على حماس ريم وهي تفكك الأكياس تدور على أشياء سفانة عشان تعزلها وتثرثر بكلام ماله نهاية واللي يقابله ابتسامة هادئة من عبد الإله وهو يهز راسه بمعنى إنه يستمع لها , لمن وصلوا لبيت جدتها قالت بعد ما تناولت كيسها من ريم : جزاك الله خير , سامحنا على التعب ..
قال : لا ما فيها شي ..
واستنى إلين دخلت الفيلا , لمن حرك السيارة انتبه لصمت ريم , لف عليها وانصدم لمن لقيها تتأمله بصمت , ~ أسألها عن سفانة ؟؟ يمكن مهي هي اللي رفضتني العنود عشانها ولا .... ~ قال وهو ينفض أفكاره ويطالع قدامه : ليش ماتلبسين غطى زي سفانة ما شاء الله عليها ما يبان منها شي وإنت عيونك غير باينة ..
رفعت حواجبها وقالت بخبث : ويييييي , عشنا وشفنا , من متى الأخ يقارن ..
قال بعصبية غير مبررة : اش قصدك ؟؟ ترا يكون في علمك حتى نزولك السوبر ماركت وإنت لابسه هالصندل ورجولك على ماهي قدام الرجال مو عاجبني لكني سكت عشان ماتزعلين ولا كنت ناوي أرجعك السيارة ..
قالت بانحراج : ما كنت داريه إننا بنوقف في سوبر ماركت , قلت من بيت عمي لبيتنا , ولا أنا حريصة على الشراب ..
سكت وما قالها إنه سفانة كانت لابسة شراب أسود عشان ما تقعد تقول يقارن مرة ثانية , وقف السيارة عند الباب ودخل وهي وراه شايله الأكياس وهي تشكره للمرة العاشرة , ابتسم وقال : خلاص , حسستيني كإني سويت المستحيل ..
: وين كنتم ؟؟
التفتوا لعهود اللي سألت سؤالها وهي حاطة يدينها على خصرها , قالت ريم : كنت في بيت عمي أساعد أزهار في الفوفل حق الجواز و ..
قاطعتها بطفش وهي تأشر على الأكياس : ماتهمني هالتفاصيل المملة , قصدي هالأكياس ..
قال عبد الإله باستنكار : عهووووووود , كتمتي البنت , كان خليتيها تكمل هرجتها ..
قالت ريم بحماس : لا عادي , متعودة على دفاشتها ..
وكملت بعناد : مرينا على السوبر ماااااااااااركت واشتريت لي مخزون سهرة محترم على حساب الشيخ ..
وكملت تطيب خاطرها : واشتريت لك البسكوت اللي تحبينه ..
ولمن شافتها مهي متفاعلة معاها قالت وهي تحط الأكياس على الطاولة وتفك عبايتها : كيف كانت زيارتك لجيهان ..
قطب عبد الإله حواجبه وهو يتذكر البنت اللي شافها ذيك المرة , ما ارتاح لها أبد , نظراتها كانت عابثة رغم البراءة المصطنعة اللي حاولت تكسيها لنفسها ..
هنا ابتسمت عهود وقالت بلطف : جيهان , طيبة الحمد لله , تسلم عليك وتقول المرة الجاية لازم تجين معايا لأنك واحشتها ..
قطبت ريم حواجبها بصدمة ~ ويعللللللللللها بمصيبة , جيهان تسلم وتسأل , خيييييييييييييير , اش عندكم إنتم الثنتين , ناوين على إيه ؟؟ الله يستر , والله هذا التطور ما يطمن , ياويلي إنه كانوا مخططين على شي ضدي , ياربيييييييي أشتكي لمييييييييييييين ؟؟ ~ تحركت وسحبت الأكياس وهي تقول بهدوء : عن إذنكم , تعبانة من الشغل وبأروح أرتاح ..
استغرب عبد الإله هروبها واستغرب أكثر لمن سحبته عهود وهي تقول : تعال خلينا نجلس نتكلم شويه , من زمان ماتكلمنا مع بعض ..
جلس على كنب الصالة و نزل عقاله وشماغه وخلى الطاقية وهو يفك أزرار ثوبه وهو يقول : خير اش عندك , مو من عوايدك تكلمين أحد منا , العادة عازلة نفسك ..
جلست جنبه وقالت : لا ولا شي , بس من بعد ما سافر عبدالرحمن ووضع البيت مايشجع على الجلسة والأخذ والعطاء ..
زفر لمن انذكر اسم أخوه وقال بحسرة : قصدك من شرد ..
قالت بدفاع : يعني بالله كنت تبغاه يـأخر سفره , الرجال عنده ارتباطا...
سكتت لمن شافت عيونه المتسعة على آخرها وهو يطالع فيها باستنكار , قال بعصبية : ارتباطااااااااات , الله يلعنها من ارتباطات اللي تخليني أسافر و عروستي لسه ما اندفنت تحت التراب , جسمها لساعه دافي و هو طالع الطيارة ومسافر بلا كلمة وداع ..
قالت ببرود : هو كان مغصوب عليها إذا ماكنت تدري ..
قال بعصبية : حتى لو , هي لو جات على البندري الله يرحمها كان قلنا عادي ميتة وماتدري عن شي لكن عمي وعمتي , أخوانها وأخواتها , ما فكر فيهم أخوك الخسيس , مافكر في مشاعرهم قليل المروة , والله لو جاسم ولا عبد الرزاق ذبح أخوك ما ألومه , اللي أمي كافيها وجعها ومصيبتها في فقد بنتها يوم عرسها يزيدها هالحيوان بحركته اللي ما بقي أحد من الـ .... ما تكلم فيها , صرنا لبانة في حلوقهم والسبة أخوك الحقير ..
قالت بهدوء : خلاص , لا يطق لك عرق , ما أدري على إيه هالحماس كله , ما يسوي , كلمة وقلناها , أنا جالسة أبغى أتكلم معاك ..
طالع فيها باستنكار وقال : على إيه هالحماس ؟؟ صدق إنسانة غريبة , اش قصدك بكلامك هذا , إنك موافقة على تصرف أخووووووك ..
لمن حست إنها بتخسر اللي تخطط له لو ظلت تدافع عن عبد الرحمن قالت : لا , مو هذا قصدي , المهم , بشرني عنك ..
زفر وقال بطفش : بخير مادام ماتجيبين سيرة أخوك اللي خلصنا ثاني يوم العيد وهو مافكر يرفع السماعة يعايد على أهله ويطمنهم عليه لو بالكذب ..
ضحكت وقالت : أوكي حبيبي ما حأجيب سيرته بعد كذا ولا تزعل ..
سألها : بكرة رايحين فن تايم كالعادة إن شاء الله ..
هزت أكتافها بحيرة وقالت : ما أدري , ما سمعت أحد يتكلم عن هالموضوع ..
سكت شويه وهو يفكر في صواب السؤال اللي بيطرحه عليها وبعد تردد قال بتساؤل : عهود لو بأتقدم لوحده من العائلة مين تشوفينها تناسبني ..
ما تخيلت عهود إنه ممكن يتسهل موضوعها بهالطريقة , قالت وهي تخفي حماسها : من العائلة !! ما أظن في وحده تناسبك , بعدين إنت انرفضت مرة يعني مابتقبل بك أي وحده ثانية ..
لف عليها بصدمة وقال : محد داري بخطبتي للعنود , كانت مجرد كلام وجس نبض ..
قالت كاذبة : يتهيأ لك , الكل داري إنها رفضتك عشان الغريب ..
قطب حواجبه وهو يطالع فيها , كان عارف إنه العنود ما دريت بخطبة عدنان وما فاتحها عمها فيها إلا بعد ما رفضته لسبب يعرفه تماما ~ اش اللي يخليها تكذب ؟؟ تبغى توصل لإيه ؟؟ كلامها هو أكبر دليل على إنه محد داري عن خطبتي للعنود ~
قرر يماشيها فقال : يعني آخذ بكلامك ..
قالت بحماس : صدقني لو انرفضت مرة تنرفض مرات فأحسن لك تدور برا العائلة , بعدين أحسن لك شكل جديد ما قيد شفته من وحده عارفها من كانت صغيرة ..
قال بهدوء : يلا على حطة يدك , دوري لي وحدة مناسبة ..
~ ياااااااااااي خطتي تمشي تماااااااااام , الحمد لله ~ حطت نفسها تفكر وبعدين هزت أكتافها وقالت ببراءة مصطنعة : ما أعرف أحد غريب عن العائلة غير بعض جيراننا ووووو صحباتي ..
رفع حواجبه وقال بدهشة : صحباتك !!
قالت تبغى تبعد الشك عنه : وبعض الجيران , في بيت الـ... اللي بين بيتنا وبيت جدتي , عندهم بنت في الكلية ووحدة ثانية في الثانوية العامة ..
رجع على ورى وسند ظهره على الكنب براحة وهو يطالع فيها بهدوء وهو يقول : ماشاء الله , وبنتهم اللي في الكلية هذي كيف ؟؟
قالت بسرعة : ما عاشرتها عشان أقولك هي كيف ..
~ أهااااااااااا وصلنا ياعهود , وصلنا للي تبغينه , ماعاشرتيها يعني بالمختصر إسئلني عن ناس عاشرتهم , صحباتك مثلا ~ التزم الصمت عشان ما ينولها مرادها , وهي كانت تثرثر وهي تحاول تلقى طريقة تعرض فيها جيهان عليه , جيهان اللي من ذاك اليوم حطت عبدالإله في راسها و طلبت منها تضبطها معاه عشان تسوي لها الحجاب اللي تبغاه لجاسم , وبعد فترة قالت كإنها تذكرت شي : أووو صح , فاكر صحبتي اللي قابلتها بالغلط ذاك اليوم في رمضان ..
قطب حواجبه وقال : جيهان ..
ابتسمت بفرح وقالت : هي ماغيرها , ما شاء الله عليها جمال و شخصية و ..
قاطعها بحزم وهو يعتدل في جلسته : ما تجي ظفر وحدة من بنات عماني وعماتي , أنرفض منهم عشرة ولا أتقدم لوحده بهالشكل , وينها ووين الحشيمة , ماشية في البيت كإنه بيت أهلها وبذاك اللبس الخليع ..
قالت باعتراض : أي خليع , بنطلون وبلوزة , هذا يسمى موضة , هذي هي الملابس اللي في السوق ..
طالع فيها باستنكار و قال : يقطعها من موضة , كل شي رميتوه على الموضة , الواحد يقدر يختار وينقي الشي الزين ويبعد عن غيره , بعدين اش معنى ريم تلقى ملابس حشيمة وحلوة ؟؟ اللي يدور يلقى ..
لفت بوزها وقالت : يووو إنت ليه متعصب كذا , أنا ألبس زي كـ ..
قال يقاطعها : ومين قالك إني راضي عن لبسك , أنا مو عاجبني بس ساكت عشان ما يقول أبوية إني أتدخل فيكم وهو موجود ...
زفرت وقالت : يووووووووو , هي ما سوت حرام , كانت عندي وأنا بنت زيها , يعني ماخرجت قدام رجال , يعني حتى لو سيقانها باينة وأكتافها باينة , المرأة للمرأة من السرة للركبة ..
ضحك وقال : ماشاء الله , متى نصبوك المفتي العام للديار السعودية , شوفي هو مو حرام لكنه من الحياء والحياء شعبة من الإيمان , بعدين هذا كله تقليد للغرب , ماكانت عندنا هالأشياء وماجاتنا إلا من عندهم وثالثا وهو المهم , ثلاث أرباع هذي الملابس لاصقة في الجسم يعني كاسية عارية وأظن حكمها واضح ...
حست بالغيض من كلامه وحاولت تمسك نفسها وهي تقول : و ما شاء الله عليكم كلكم صرتم مطاوعة فجأة , هذا إنت وهذا جاسم لا وعبدالرزاق كمان في الطريق ..
رفع حواجبه باستنكار من نبرتها ونظراتها الغريبة وقال : نـــعــــم ..
وقام من مكانه و كمل بعصبية وهو يهز يده : إش حارق رزك ؟؟ اش لك دخل صرنا مطاوعة ولا مجاهدين , عشنا وشفنا , صدق بنات ما عاد عندهم حيا ..
قامت بسرعة وقالت بهدوء تحاول تمتص غضبه : لا ما قصدت تدخل ولا شي , كنت أمزح ..
طالع فيها بحدة وعقله يدور بأفكار كثيرة نفضها برعب , وهو يتحرك لغرفته وهو يقول : أروح أنام أبرك ..
طالعت فيه بغيض وضربت الأرض برجلها بعد ما دخل غرفته , زفرت وهمست بقهر : كيف أقنعه ؟؟ ياربيييييييييييي , أنا كل ما أقول تعتدل تخرب أففففففف ..
****************************
........................ يتبع