عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2012, 01:12 AM   رقم المشاركة : 106
اسير الصمت
مشرفة عالم حواء






 

الحالة
اسير الصمت غير متواجد حالياً

 
اسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة

 
افتراضي رد: روايه جميله جدا


الساعة 7 مساء :
في سجن بريمان :

~ ماااااااااااااااااااااااااااااااات , ولدي مااااااااااااااااااااااات ~ قام عن سريره المهترئ لكن رجوله خانته وخلته ينهار جالس وهو ما كمل قومته , جري الملازم سيف وهو يقول : يا شيخ ..
أشر له علي بحزم إنه ما يقرب وهو يهمس : إنا لله وإنا إليه راجعون , إنا لله وإنا إليه راجعون , الحمد لله , الحمد لله , ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه , اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ..
واختنق صوته وهو يردد : ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه , ما أحب الله عبدا إلى ابتلاه ..
قام بسرعة وقال بهدوء بعد ما سحب نفس عميق : أبغى أتوضأ ..
انصعق الملازمين من قوته , قال سيف : يا شيخ ما تبغانا نبلغ العميد إنك بتشوفه الحالة خطـ ..
طالع فيهم وقال بثبات يقاطعه : أبغى أصلي ركعتين أول ..
تحرك سيف وجاب له الموية , توضأ بها وقال : أبغى أكون لوحدي ..
خرجوا وهو يعطيهم ظهره متوجه للقبلة , أول ما سمع صوت إنغلاق الباب المعدني تلاه صوت صرير أقفاله الثقيله كبر , وقبل ما يفتح شفته سالت دموعه , سالت لدرجة ما قدر معاها إنه يقول دعاء الاستفتاح وأول مافتح فمه صدرت شهقة حسها قطعت قلبه لمليون قطعة , رص فمه وهو ينشج نشيـــج موجع , جاهد عشان يفتح فمه بكلمة لكنه ما قدر , قبض بيده اليمين على يسراه وهو يشهق بقوة , كتم شهقاته وهو يصرخ بداخله بتضرع ~ وحيدي ياااااااااااااااااارب , وحيدي و أنت أعلم , ليس لي غيره يا رب , ليس لي غيره , يا ربي أمانتك وإذا أردت استرجاعها فهو حقك , يا ربي صبرني , يا ربي خفف علي حزني , يا رب لا تفجعني بفقده , يا رب لا تفجعني بفقده , أعوذ بك أن أكون من الجاهلين يا رب ولكني أتوسلك إن كان في حياته خيرا فأحييه , ربي ما مددت يدي لك ورددتني خائبا , ربي أطمع في وااااااسع رحمتك و عظيم كرمك , ربي لا تفجعني به ~
كم مضى وهو واقف ما يدري , لكنه أخيرا قدر يقرأ الفاتحة وسورة قصيرة ويركع ولمن سجد رجعت دموعه أغزر وهو يقول بنشيج : ياااااااارب أتوسلك , ياااااااااااااارب مارددتني خائبااااااا ..
رفع وسجد مرة ثانية بشوق , كان يعرف إنه أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد
دعى دعااااء طويل , ولمن رفع للركعة الثانية وأنهاها كان أهدأ وقلبه مرتاح أكثر ..
التفت و انصدم لمن لقي العميد قدامه , قام علي وقال بشموخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
ابتسم العميد ابتسامته الملتوية وقال : ما تبغى توقع الورقة وتنهي شقاء خمس سنين وتروح تشوف ولدك وتوقف مع أهلك , أكيد محتاجينك أكثر دحين , زوجتك بناتك و ..
كانت كلمات العميد تصب في أذن علي وهو يفكر ~ أوقع الورقة وأخرج , أوقع الورقة وأشوف أخواني ونورة , خولة وبناتها , سفانه والخنساء وأشوف حساااااااااااان ~ وبلا مقدمات اخترقت آية ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) في عقله حس لحظتها بكل وجعه و حرقة قلبه تزووووول , قاطعه بحزم : ومن يتق الله يجعل له مخرجا , ماني موقع الورقة وهي كلها كذب وزور وتراهاااااااات ..
ورفع يده وأشر بسبابته للسما وقال بصوت قوي : دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجااااااااب , ربي بيختبر إيماني و إن شاااااااااااااء الله بأكون على قدر الامتحان ..
وتحرك للسرير وجلس عليه وسحب مصحفه وهو يقول : إذا تأكدتم من موت ولدي بشروني إن الله أحبني أكثر ..
و مسك دموعه وبلع غصته عشان ما يشوفها العميد اللي رماه بنظرة إحتقار وهو يخرج ويأشر لسيف إنه يصك الباب ..
فتح المصحف وانتبه لحظتها ليدينه المرتجفه , رفعها لقيها تنتفض بقوة , قبضها و صرخ في أعماقه ~ يااااااااااااااااااااااااااااارب , مارددتني خااااااااااااائبااااااااااااا ~



***********************

الساعة 7.45 في المستشفى :



: نجحت العملية ..
الكل طالع بصمت في الدكتور رامي اللي خرج وهو يلهث من شدة الحماس , الكلمة تترددت بداخلهم وهم مهم مستوعبينها , صرخ رامي بحماس غريب : الحمد لله نجـــحـــت , استخرجنا الرصاصة و حالته مستقرة حاليا ..
توقف عبد الرزاق عن دورانه في الممر و فز ماهر وسامر من مقاعدهم وهم يصرخون بحماس , غطى جاسم وجهه وهو يقول بصوت مفجوع : الحمد لله , الحمد لله ..
زفر عدنان وخرج أنفاسه الحبيسة وهو يحط يدينه على أكتاف جاسم ويشدها بقوة , زادت سرعة أنفاس عبد الرزاق وتحولت لشهقات مسموعة وهو ينهار على الأرض وهو يبكي بعدم تصديق , جثى عمر اللي جالس جنب جاسم و سجد شكر , لحقه عدنان وثواني سجد جاسم ولحقوه التوأم , حتى عبد الرزاق المنهار قام من جلسته و سجد , هبطت رهبة على كل اللي في الممر من منظرهم وهم ساجدين , أول من رفع كان جاسم اللي قام و قال بلهفة : نقدر نشوفه ..
ابتسم الدكتور رامي ومسح عيونه وهو يحس بغصة غريبة من مشهدهم وهم ساجدين وقال : حاليا من ورى القزاز ..
كلهم تقدموا بيسألونه , قال على طول : واحد بس اللي ممكن يدخل لأنه في العناية المركزة , لازم يكون تحت الملاحظة ثلاثة أيام إلين يتعدى مرحلة الخطر اللي هي 48 ساعة , بعدها نتابعه عشان نتأكد إنه مافي أعراض جانبية ..
زفر وكمل بحماس : سبحان الله , الرصاصة جات على بعد 2 سم عن القلب واخترقت الرئة , لو قدر الله وتحركت ليمينه شويه كان مات , الولد هذا نجى بمعجزة ..
لمن شاف الدهشة على وجيههم قال يفهمهم : في اعتقاد خاطئ إن القلب جهة اليسار وهو في الحقيقة يتوسط الرئتين لكن طرفه السفلي يميل نحو اليسار ..
حمدوا ربهم , ابتسم وقال : وحاجة ثانية , الحمد لله اللي الرصاصة صابته من مسافة بسيطة ولا كان اخترقته بقوة ووصلت لعموده الفقري وسببت له مضاعفات ممكن توصل للشلل ..
وزادت ابتسامته وقال : هذا أمه داعية له من قلبها ..
قبض جاسم على ذراع الدكتور وقال : أبغى أشوفه ..
انفتح الباب وخرج منه ممرضين يدفعون السرير اللي عليه حسان , قال رامي وهو يتحرك لهم : ننقله للعناية ولمن يستقر فيها ندخل واحد منكم ..
انصعقوا من منظره , زال إزرقاق وجهه لكنه مازال شاحب , صدره كله ملفوف بشاش و أكتافه منتشره عليها أقراص لاصقة موصلة بجهاز يدفعه ممرض ثالث , فمه شبه مفتوح موصل بداخله خرطوم بشكل مائل ومثبت بلاصق على جانب وجهه الأيسر , تحرك جاسم من عندهم بسرعة , التفت له الكل وسأله عمر : وين بتروح ؟؟
هز راسه من دون ما يطالع فيهم وقال : شوية وراجع ..
سأله عبد الرزاق : ما تبغى تشوف حسان ؟؟
قال بصوت غريب : خلاص شفته و كلها شوية وراجع ..
وتحرك قبل ما يستوقفه أحد , ما كان يحس بشي ولا يفكر بشي , رجوله قادته للمواقف , وهناك قعد يدور ويدور إلين لقي سيارته ولمن دخل يده في جيبه تذكر إن المفاتيح مهي معاه ~ صح , مين اللي ركن السيارة هنا ؟؟ ~ التفت بيرجع لقي عدنان قدامه , ناوله عدنان المفتاح بصمت , سحب المفتاح وحاول يدخله كذا مره لكن يدينه المرتجفة ما ساعدته , وفي الأخير سحب عدنان منه المفتاح ودخله وفتح السيارة وقال : مابخليك تسوق وانت بهالحالة , تحرك قدامي ...
دخل جاسم جنبه وقال وهو يغمض عيونه ويرجع مقعده على ورى : ودينا أي مكان ..


********************


في نفس الوقت في بيت حمده :


: شوفوا والله لو ما قمتم من قدامي بالعصا , والله بالعصا ..
لفت الخنساء بوزها وقالت : ليه ما خليتونا نروح عند أزهاااااااااار ؟؟...
وهزت سمية راسها مؤيدة وقالت : إيوه لييييييييييييييه ؟؟
قالت نور بعصبية : يافضيــحة النِدم , تبغون البنية تقول جايني غزو , مو كافي أسماء وسفانة ..
ضحكت خولة وقالت : جده الله يهديك أي غزو !! هم كلهم اللي راحوا 7 بنات ..
ضربت نور جبهتها وقالت وهي تقوم ببطء من سدحتها وتجلس مربعة : ســـبـــعة , يعللللللللل الله لا يكثرهم ..
شهقت الخنساء وقالت باستنكار : يعل الله لا يكثرناااااااااا !!! اش معنى هالدعوة ؟؟ ...
وكملت نور بعصبية وهي تعدل مسفعها : قاشين نفسهم للحرمة لييييييييييييييه , اش قام به ؟؟ اش قام به ؟؟ والله حب الحومه ..
ضحكت سمية وقالت بتريقة : يعني نطلع عقيمين وماعاد نجيب عيال ...
صرخت فيهم نور : بس انتي واياها قاعدين تطنزون ...
انتفضوا ولصقوا في بعض وسمية تقول بتلعثم : والله مانطنز أنا قاعدة أشرحـ ..
: يعني يعني مانتم فاهمين , قوموا من قدامي ...
أشرت لهم نورة إنهم يسكتون وقامت وجلست عند أمها وقالت : يمه الله يهديك , اش فيك معصبة ؟؟
زفرت نور وهي تحرك رجلها بتوتر وتقول : أنا أبغى أعرف السبعة هذولي مين ؟؟
قالت وهي تعدد على يدها : بنات أحمد الثلاثة وبنات صالح الثنتين وأسماء وسفانة ..
: الــــــــلـــــــه هذولي كلهم , استحوا على وجيهكم راسلين بناتكم بيت الرجال ..
قالت نورة بهدوء : أمي جاسم مو في , راح الرحلة مع حسان والشباب والبنت بنفسها عزمتهم مو هم قشوا نفسهم وراحوا ...
: متى راحوا ؟؟
: من قبل المغرب بشوية ..
أشرت على التلفون بعصايتها وقالت بحزم : دقي عليهم وقوليلهم دحين يرجعون , خلاص شبعوا جلسة ..
الكل سكت ونورة تدق على جوال سفانة , كانوا يعرفون جدتهم لمن تقول شي ما تحب أحد يعارضها ..


***********************


الساعة 8.20 في الشقة :


قامت أزهار على صوت جرس الباب وتحركت وهي تستمع لسفانة اللي كانت تقول لأمها باعتراض : أمي حراااااااام , أزهار مسوية كابلي وقدورها على النار , متعبة نفسها عشان نتعشى , مو معقولة نخرج دحين , نتعشى ونرجع ..
طالعت من عين الباب وهي مستغربة مين اللي ممكن يدق في هالوقت , انصدمت لمن شافته فتحت الباب فدخل بسرعة , قالت بهمس : جاسـ ..
انفجعت من وجهه اللي خنق حروفها من قوة تعابيره , قال ببرود وهو يدخل : تعالي أبغاك في شي ..
تحركت للمجلس وأشرت للهنوف بدون محد يلاحظ , لمن جاتها الهنوف بعد فترة بسيطة قامت فيها بدون ما تثير الشك , همست : جاسم جا , البنات لا يحسون بشي أخاف يرجعون إذا دروا بوجوده , شوية وأجي ..
هزت الهنوف راسها وأشرت لها تروح , تحركت أزهار بسرعة وأول ما دخلت صرخ فيها : ويــــنــــــــك ؟؟؟
انصدمت من صرخته وانعقد لسانها , صرخ مرة ثانية : وين رحتي ؟؟
صكت الباب بسرعة عشان ما يسمع أحد صراخه اللي كان عالي وقالت بهدوء : رحت خبرت الهنو ...
: تخبرينها ليييييييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟؟
كان وجهه غريب , ملامحه متغيره من كثر عصبيته , قالت وهي تتمالك أعصابها : جاسم مو معقولة أختفي فجأة من عند ضيوفي و ....
صرخ فيها : أنا و لا ضيوفك ؟؟
~ اش هالسؤال الغريب ؟؟ جاي من برا معصب ويحط عصبيته فيني , اش ذنبيييييييييي ~ سكتت وطالعت فيه بصمت , صرخ بعصبية وهو يأشر على نفسه وعلى اللامكان: أنا ولا ضيوفــــك ؟؟
ضغطت على نفسها و ابتسمت وهمست : إنته , والله إنته يا حبيبي ..
تغيرت ملامحه المعصبة وانقلبت لملامح حزينة خلتها تشهق وهي تقول بخوف : جاااااااسم ..
تحرك لها و ضمها بقوة وحط راسه على كتفها وهو يسحب أنفاسه بصوت مسموع , حست بقلبها ينتفض من شدة الخوف , لفت ذراعينها حولينه وهي تقول : بسم الله عليك , اش فييييييييييييه ؟؟ جسوم تكلم , صار شــ ..
وتوقف كل تفكيرها للحظة قبل ما تبعده وهي تقول بشبه صرخة : عمر لاااااااااااااااا ...
وهزت راسها برعب وهي تقول : الله يخليك لا تقول عمر صار له شيييييي ؟؟ جاسم الله يخليك لا تقول ..
هز راسه بلا وهو يحط يده على فمها وهو يهمس بصوت كسير : ششششششش , مو عمر , مو عمر ..
كرهت إحساس الراحة اللي اجتاحها وحست نفسها أنانية لأنه مادام قال مو عمر معناته أحد ثاني , همس بصوت خافت : حسان , حسان يا أزهار ..
وتغير صوته ودمعت عيونه وهو يكمل : انطلقت عليه رصاصة لكنه نجي , الحمد لله نجي بمعجزة ..
ورفع يدينه وضغط عيونه بباطنها بقوة , التواء شفايفه اللي خبرتها قد إيش هو يقاوم بكاه حسته يعصر قلبها عصر , تمنت لو إنها أطول عشان تحتويه , رفعت نفسها على أطراف أصابيع رجولها ومدت يدينها لأقصى حد وحوطت راسه وضمته وهي تهمس : الحمد لله , الحمد لله ..
ضمته بكل قوة في جسدها , ما تخيلت بيمر عليها يوم وتشوف دمعته , حتى يوم درى بالبندري انسحب من عندها وخرج , هالمرة جا لها , قطع هالمسافة وهو عارف إنه حسان نجى , قطع هالمسافة عشان يجيها , هي من بين الناس كلهم جا يشكيلها , عرفت لحظتها إنها تعني له الكثيـــر , همست بحب عميق : حبيبي عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ..
همس بصوت مخنوق وهو يضمها : كيف تحملتي تفقدينهم ؟؟ كيف قدرتي تتحملين فقد ثلاثة ؟؟
وتشبث ببلوزتها وهو يهمس بوجع : حسيتي بنفس الشعور اللي حسيته ..
ابتسمت من بين دموعها اللي بدأت تنساب وهمست : ربي رد لي عمر , وعوضني بك وبماما وبابا والهنوف والعنود والبندري وكثير في حياتي , صارت لي عائلة جديدة وكبيرة كمان , صح مو زي عائلتي الحقيقية لكنها عوضتني الكثير ..
وضمته أكثر وهي تكمل : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ..
كتم دموعه اللي تحاربه لكنه ما قدر , كان وده يصرخ , يصرخ بعدد الثواني اللي تخيل فيها نفسه وهو ينقل خبر موته لعمته وجدته وعمه علي , بعدد الثواني اللي تخيل فيها كيف حتتلقى الهنوف الخبر , بعدد الثواني اللي مرت وهو يتخيل إنه آخر كلمات سمعها منه هو ( تراك وقح وعصبي بس محسوب علي ولد خاله ولازم أحبك , جاسم أحـــبــــك ) , بعدد الثواني اللي تخيل فيها إنه آخر كلمة قالها له ( وأنا ما أحبك , يعل ربي يفكني منك ) , بعدد الثواني اللي ترددت فيها إنه هذي آخر ضحكة بيسمعها لحسان , آخر مكالمة بتكون بينه وبين أعز الناس لقلبه ..
سألها بعد فترة صمت بصوت شبه هادئ : اش آخر كلمة قلتيها لهم ؟؟
سحبت نفس عميق وزفرته وهي تقول بتفكير : إمممممممممم , أمي ما أتذكر اش آخر شي قلته ولا حتى عمير , لكن عامر ..
وسكتت للحظة بعدين كملت بهمس : أظن إني قلتله أنا ماني قوية زيك , ولا شي زي كذا لأنه كان وقتها يحاول يصبرني ويفهمني إنه ممكن يروح عني ..
بعد عنها لمن تأكد إنه مافي على وجهه أي أثر للدموع وقال بابتسامة : انتي منتي قوية ؟؟
ابتسمت ابتسامة غريبة وهي تقول بصدق : أنا ماني قوية لأني لو كنت قوية ما كان فقدت ذاكرتي , لكن الحمد لله أحاااااول أكون قوية عشان اللي حولي وعشان ما أفقد ذاكرتي ..
طاااااااالع فيها لمدة طويلة , لأول مرة تتكلم عن فقد ذاكرتها , لاحظها إنه في كل مرة يسألها كانت تتملص من أسئلته بشكل عجيب , عمرها ما تكلمت عن فترة حياتها اللي من يوم الحادثة إلى يوم استعادة ذاكرتها , كل حديثها وحكاويها معاه تنحصر في الماضي أو الحاضر , كانت تتكتم بشكل فضيع على هالفترة , وتتهرب من أي شي ممكن يدفعها للكلام عن هالفترة , هل هو عدم ثقة به لأنها تعرف بموضوع ليلى اللي عمرها مالمحت له ولا سألته لو بطريق غير مباشر عنه , ولا لأنها تتألم من الحديث عن هالفترة اللي حملت كل آلامها وغيرت مجرى حياتها , ابتسم و همس وهو يحط راحته على بطنها : حاولي تكونين أقوى عشان بنوتتنا..
بعدت يده بحرج وسألت عشان تغطي خجلها : إنت تبغى بنت ؟؟ غريبة , أعرف الرجال يحبون العيال ..
زالت ملامح الحزن والتعب عن وجهه لمن ضحك وهو يقول : والله هو لو فكرتي شوية , الأولاد يسندون الواحد لا كبر ويرافقونه في كل مكان و ما تشيل همهم لا كبروا و البنات بكايات ومزعجات وطلباتهم كثيرة و زنانات ومشاكلهم لا لها أول ولا آخر إلى إني رغم هذا أبغى بنوته طعمه تحن علي حتى لو قسيت و تدلع علي وهي تناديني بابا ..
ابتسمت على منطقه وقالت وهي تتأمل وجهه اللي استعاد شيء من رونقه بعد ما كان شاحب متعب : اللي يجيبه ربي في الخير إن شاء الله ..
هز راسه وقال : آمين يا رب ..
وسحب نفس وزفره بقوة وبادلها النظرة المتأملة وهو يبتسم , قال بهدوء : الله يفشل إبليسك خليتيني أقول لعدنان وصلني البيت ..
ضحكت من قلبها على كلامه المفاجئ و سألت بحرج : واش قال ؟؟ ..
هز أكتافه وقال بشبه ضحكه : لا تتأخر عشان نرجع للمستشفى ..
زاد حرجها وهي تقول : طيب يلا تحرك , أكيد مستحي يدق عليك ..
وقبل ما يتحرك سألت : وكيف حسان دحين ؟؟ كيف صابته الرصاصة ؟؟
هز راسه وقال بتفاؤل وهو يتحرك : إن شاء الله بخير , الرصاصة أحكيك عنها بعدين , دحين في مواضيع لازم نحلها ولازم نفكر كيف بننقل الخبر ..
قالت وهي تتبعه : الله يسهلكم و يشفيه يا رب , طمني عليك وعلى الأوضاع ..
خرجت قبله من الغرفة عشان تشوف الدرب فاضي ولا لا و تفاجأت لمن شافت الهنوف اللي جاية من المجلس توقف في نص الصالة وخدودها تحمر من الخجل لمن شافت جاسم خارج ورى أزهار , حست أزهار بقلبها ينعصر وجع عليها لكنها ابتسمت وقالت : آسفة يا قلبي تأخرت عليكم ..
أخفى ألمه وتحرك لها وقال بترحيب : هنوف في بيتنا , يا حيا الله من جانا ..
سلمت عليه بخجل وقالت : أنا ..جيت .. عشان .. عشان .. البنات يسألون عن ..
ضحك وقال : اش فيك تقطعين ؟؟ على بالي الخبلة اللي عندي هي الوحيدة اللي تقطع في الكلام ..
طالعت فيه أزهار باستنكار وقالت : جااااااااسم ..
ضحكت الهنوف وقالت : حرام عليك تقول عليها خبلة والله إنها أم العقل ..
لف وابتسم ابتسامة غريبة ورجع لف على أخته وقال : أنا خارج خلاص اشبعوا بها ..
طالعت فيه بحيرة وهي تسأل بعفوية : اش جابك من عسفان ؟؟
تغيرت ملامحه متفاجئ من سؤالها اللي ما استعد له وبدون تردد فتح فمه وانطلقت منه الكلمة بلا تفكير , ثواني وتعالت بعدها صرخة الهنوف ..
غطت أزهار فمها بيدينها وهي مصدومة من صرخة الهنوف اللي حستها تتردد بصدى غريب , تناهى لها صوت جري البنات , فقالت على طول : جاسم فيييييييييييه ..
على كلمتها سمعت صوت ضجة تبعها صوت سقوط ممزوج بتأوهات ..
: أسنانييييييييي , يعععععععع شعر ...
: أنا اللي مفروض أشتكي أسنانك حفرت خندق في راسي , كله منك ..
: سوري تزحلقت ..
وشافت من طرف الممر ساق ريم اللي ميزت شرابها الصوف وراس العنود اللي قالت بصوت مكتوم : قومي عني يالدبيــــــــــه ...
وضربت ساق ريم وهي تقول : ريم يالخبلة رجلك عند أخويه ..
قهقهت أزهار من قلبها ولف جاسم وجهه وهو بالقوة كاتم ضحكه عشان ما يحرجهم , شقحت البندري العنود الطايحة جنب ريم اللي تزحلقت وهي تحاول توقف نفسها و فوقهم سفانة اللي قاعدة تهز أسنانها الأمامية تتأكد إنها ما تخلخلت ..
لفت الهنوف وصرخت بحماس : بندري سمعتي , أزهار حااااااااامل ..
شهقت العنود وهي تقول : حامل ..
وقامت رغم ثقل سفانة اللي صرخت وهي تثبت نفسها عشان ما تنقلب , ومع حماسها دعست رجل ريم بلا شعور وهي تسأل بفرح : من جــــد ؟؟
كتمت أزهار ضحكها وقالت بحرج : لسه ما كشفت عشان ....
انقطع كلامها لمن صرخوا بحماس , حضنتها البندري وحضنتهم العنود وهي تصرخ بعفويه : بأصيـــــــــر خالــــــــــه أخيــــرا ..
قال جاسم اللي ما توقع هالفرحة كلها بالخبر : هيييييييييييي , عمه مو خاله ..
لفت عليه وجريت له وضمته وهي تقول : عمه وخاله , مبروك يا بابا جاسم , خخخخخخخخخخخ , مو لايق ..
ضربها على راسها وقال : اش هالضحكة البشعة ؟؟
التفتوا كلهم للهنوف اللي سألت بحيرة : وانتي ليش تصيحين ؟؟
كانت البندري حاضنة أزهار وهي تصيح بصوت بدأ يعلى مع مرور الوقت , حضنتها أزهار ومسحت على شعرها , كانت الوحيدة اللي فاهمة شعورها , الخبر رجعها لذكريات أليمة , ذكريات تحاول جاهدة إنها تتناساها وهي تمضي بخطوات متعثرة يسندها الإيمان اللي بدأ ينمو بداخلها , لفت أزهار يدينها أكثر حولينها وضمتها بقوة , كان ودها بلمسة تنهي ألم البندري لكن الإنسان لازم يحصد اللي يزرع , تحرك جاسم وفك يدين أزهار وسحب البندري اللي كانت تشهق بقوة وحضنها وهو يقول بتحبب : هذا كله فرحه لنا ولا عشان بتصيرين عمه ..
لأول مرة من عرف باللي سوته يخاطبها , قاطعها بشكل مؤلم , كان غير عن عبد الرزاق اللي يتحين الفرص عشان يجرحها بكلمة أو بنظرة لدرجة خافت يفضحها قدام أهلها من كثر ما ينغزها بالكلام , تصرفه معاها كان التعذيب بحد ذاته , التجاهل التاااااام , حتى السلام ما كان يقوله لها إلا من بين أسنانه , عيونهم لمن تلتقي ما تشوف الكره اللي في عيون عبد الرزاق لا كانت تشوف العتاب اللي يذبحها ويسلخ روحها سلخ , لفت يدينها حولين خصره وحضنته بقوة وصياحها يزيــــد , زفر وقال وهو يربت على ظهرها بحنان غريب : كفاية دموع , تراني تعبت منها ...
ما قدرت كان كل حرف يوجهه لها يزيد من دموعها , ضحك من نظرات العنود المتسعة باستغراب وقال : عنود والله شكلك يبغاله تصوير , بندر خلااااااص , لفي شوفي شكل العنود ..
ضحكت أزهار وهي تمسح دموع المشاركة اللي نزلت غصب , وقالت الهنوف من وسط ضحكها : عيونها خرجت , بنــــت , اش فيك ؟؟
هزت العنود راسها وحكت راسها من ورى وهي تقول بوجع : عيوني طالعه بسبب أسنان سفانة الدبببببببب , أححححححح والله أحسها لساعها موجوده ..
ودنقت راسها لأزهار وهي تقول : تعالي بالله شوفي يمكن فكها ناشب في راسي , والله مو بعيد تلقين سن ولا اثنين ..
مسدت أزهار راسها وهي تضحك وتقول : مافي شي ..
قالت بقهر : أمووووووووت و أعرف اش خلاها تفتح فمها زي المسعورين وهي طايحة وتعض راسي بـ ..
قطع شرحها صوت سفانة اللي قالت بعصبية : عنود بسسسسسسسسس , شغلك عندي ...
بعدت البندري عن جاسم وهي تضحك وتمسح دموعها , قال جاسم : أنا خارج دحين ياسفانة شوفي شغلك معاها , توصي فيها ..
: لا توصي حريص ..
تحرك جاسم بعد ما ألقى عليهم نظرة شاملة وخرج , أول ما انقفل الباب سمع صراخ العنود وصوت جري , ضحك من قلبه وقال : الله يديم علينا نعمة العقل ..
وهو نازل تذكر عدنان , ضرب جبهته ونزل الدرج بسرعة , أول ماخرج لقيه منزل الكرسي ونايم , دق القزاز ففز على طول و قطب حواجبه لمن شافه وهو يقول : كان نمت ياخي ..
ضحك جاسم وقال وهو يفتح الباب : تحرك أنا بأسوق ...
ابتسم عدنان وقال : سبحان مغير الأحوااااااااااااااال , ياخي قلنا على السر ..
ضحك جاسم وقال وهو يحرك السيارة بعد ما صك الباب : انت قلت بنفسك سر , بعدين هذا الكلام ماينفع للصغار ..
رفع عدنان حاجبه وهو يطالع فيه باستنكار , ورجع لف يطالع في الطريق وهو يحس براحة جاسم وابتسامته تنتقل له ..
زفرت أزهار وقالت : خلاااااااااااااااااااااااص ..
وبعدت يدينهم عن بطنها وهي تقول : لسه مافي شي , لو الجنين موجود بيكون نقطة فين بتحسون بنقطة ..
دنقت العنود إلى بطنها وقالت : هيييييييييييييييييي يا دبــــه أنا خالتك وعمتك العنوووووووود , إذا خرجتي تعرفيني من حلاتي ..
دفتها سفانة وقالت تقلدها : هييييييييي يا بطل ترى بتعرفها من صوتها النشاااااز , تراها كذابة أحلى وحده أنا وانتبه ترى بأذبحك لو ماناديتني خاله ...
شهقت العنود وقالت : تخلخلت عظامك قولي آمين , يناديك خاله لييييييييييييييييييه , عندك أربعة ماشاء الله ينادونك جايه ومحاشرتني على بنت أخويه وأختي لاااااااااااا وكمان تنادينه بصيغة مذكر , احترمي نفسك , اللي جوة بنت ..
تقدمت سفانه ولصقت وجهها في وجه العنود وقالت : بيطلع ولد وبيناديني خاله غصب عنك ..
رفعت العنود حواجبها بصعوبة عشان جبهة سفانة اللاصقه في جبهتها وقالت : وأنا أقول بتطلع بنت و صدقيني لو نادتك بخاله بأقطع لسانها قطع ..
: ولد ..
: بنت ..
: ولد ..
: بنت ..
ضحكت أزهار على أشكالهم و قالت الهنوف بحزم : خلاص انتي وإياها ..
قالت العنود بعد صمت : انقلعي يا عضاضة رؤوس البشر ..
قالت سفانه وهي تدور على محشة : روحي يا ... يا ... يا أم شعر ماله طعم ..
رمتها العنود بنظرة تريقة وهي تقول بهدوء : الله يا أم شعر بطعم الكرز الياباني ..
تبعته بعصبية : ما كل الناس شعورهم مالها طعم يالغبية ..
انفجروا كلهم بالضحك لمن ردت سفانة بتريقة : ليه الأخت ذواقة شعور وأنا ما أدري ..
قالت العنود : بديهي ..
ومسكت خصله من شعر أسماء اللي جالسة جنبها ولحست طرفها , صرخوا باستنكار وسحبت أسماء شعرها وهي تصرخ بقرف : يععععععععععععععع , عنيدي يالقرفـــــــــه ..
تفلت العنود كذا مرة ومسحت لسانها و هي تقول : يعععععع طعم بلسم أعشاب ..
قالت أسماء : اليوم تروشت , يععععععععععععععع , دحين لازم أغسله ..
قالت العنود بتكبر : إيوه لازم تغسلينه عشان ما يتجمع عليك النمل ترى ريقي عسل ..
ضحكت أزهار على خبالهم ومناقشاتهم الفاضيه وهي تحس بسعادة عميقة وهي تشوفهم في بيتها ويتعاملون معاها بطبيعية وكإنها عاشت معاهم طول حياتها , لكن .........
التفتت لعهود اللي جلست غير بعيد عنهم وهي حاطة رجل على رجل , كانت عيونها المركزة عليهم تحمل برودة ونظرات غريبة وحواجبها الخفيفة المرسومة بعناية مرفوعة بطريقة تدل على مللها من المنظر اللي تشوفه ..
بعدت أزهار بصرها وهي تصرخ بداخلها ~ يارب سامحني , ماني قادرة أحب هالبنت , نظراتها ترعبني ~ ...


***********************


الساعة 9.40 مساء :
في انتظار الرجال في المستشفى :

: شوفوا نتكتم على الموضوع نهائيا إلين يقوم حسان ويعدي مرحلة الخطر , يعني نرسل رساله موحده لكل الجوالات نكتب فيها إننا قررنا ننام في البر ونقفل الجوالات وبما إن المنطقة بعيدة عن الإرسال فحيخمنون إننا لسه في البر ..
سأل عمر وهو يطالع في جاسم وعدنان اللي فكروا بالفكرة وطرحها جاسم عليهم : وعبد الإله ؟؟ محد فينا راح وطمنه ولا حاول يشوف موضوعه ..
قال عبد الرزاق : أنا ...
قاطعه الكل في نفس الوقت : لالالالالا ...
وقال عدنان : يرحم أهلك خلك مكانك , بتروح وماعاد ترجع بنلقاهم زاجينك معاه و بنضطر نخرج اثنين بدل واحد , إحنا محنا ناقصين ..
زفر عبد الرزاق ورفع يدينه وهو يقول : as you wish ….
قال عمر : خلاص أنا أروح له ..
قال ماهر : وأنا وسامر نرجع للفرشة ونجيب الأشياء والمسدس وكل شي ..
هز عدنان راسه وقال : لاااا , أكيد بيكون هذا تغير لمكان الحادث , مو لازم ناخذ شرطي معانا ولا شي من هالقبيل ..
قال جاسم بغيض : صدقني ما عندنا هالتطور , شفت كيف النقيب سأل عن المسدس وراح بلا اهتمام لمن قلناله نسيناه ..
قال ماهر وهو يأشر على سامر اللي جا : شوفوه سامر جا كان معاه شرطي في الممر , خلونا نسأله ..
التفتوا كلهم باستغراب من الموضوع لسامر اللي سأله ماهر : وين الشرطي اللي كان معاك ؟؟ اش كان يبغى ؟؟ ..
هز سامر أكتافه وقال بحيرة : سأل عن حالة حسان و راح ..
: بسسسسسسسسسس ..
: بس ..
زفر جاسم وقال بعصبية : الله يقطعهم , نتصرف من عندنا خلاص , روحوا سووا اللي اتفقنا عليه وإذا قالوا ليش جبتوه قبل مانشوف موقع الحادث بنحط نفسنا أغبياء ...
كتبوا الرسالة وأرسلوها من جوالاتهم وتردد جاسم قبل ما يفتح جوال حسان ويرسل الرسالة لعمته ..



*********************


الساعة 10 مساء :
في سجن بريمان :

: ياشيخ علي , ياشيخ علي ..
قام من نومه على يد تهز كتفه بقوة وصوت ضجيج يحيط به , أول ما اندفع لذاكرته ~ حسااااااااان , ولدي مات , رحمتك وعفوك يارب , أنا متى نمت ؟؟ حساااااااااان ~ انصدم لمن شاف سيف قدامه ووراه مجموعة جنود , قام من السرير وهو يقول : خير إن شاء الله ..
قال سيف بتأثر : الفرج يا شيخ , الفرج جا , الأمير **** اللي سمع بموضوعك وحقق في القضية لمن عرف بموضوع حسان أصدر مذكرة عفو سريعة وطالب بتبرئتك و إسقاط التهم كلها ودفع السبع ملايين المطلوبة وأمر بإطلاق سراحك مع دفع تعويض كمان ..
واختنق صوته وهو يقول : وحسان نجحت عمليته , توني جاي من المستشفى , الدكتور قال نجحت العملية بنسبة 90 % ..
غمض عيونه وهو يقول بصوت متهدج : يارب رحمتك وسعت كل شيء ..
سمع تبريكات الجنود اللي كانوا دايم يزورونه ويخدمونه بعيونهم وهم معتبرينه قدوتهم , هزه سيف وهو يقول بحماس : هيا يا شيخ تحرك بتخرج دحين , ورقة عندنا هنا ..
والجنود يصدرون بأصوات حماسية مصحوبة بتصفيق وصفير وواحد متحمس يصرخ : ظهر الحق وزهق الباطـــــــل ..
تلاه ضحكهم العالي , مسح علي وجهه وجلس على السرير وهو يحس بفتور في جسمه من شدته ماقدر ينحني ويسجد شكر فاكتفى بإيماءة راسه إنه يسجد وهو يتحمد لله ويشكره ..



****************************


الساعة 10.10 في قسم الشرطة :



: ممنوع يا شيخ والله ما أقدر ..
زفر عمر وقال : طيب ممكن توصله إنه حسان نجحت عمليته بفضل الله أكيد إنه قلقان ..
هز الشرطي راسه وقال : إن شاء الله , شي ثاني ..
جلس عمر يسأله عن الإجراءات المطلوبة منهم والإجراءات اللي بيطبقونها على القضية والشرطي يشرح له كل المطلوب ..
وبعدها خرج وهو يترجاه ما ينسى يروح لعبد الإله ويبشره ..
: عبد الإله صالح ..
رفع راسه اللي سانده على الجدر وراه وقام بسرعة وتوجه للشرطي اللي طالع فيه بهدوء قبل ما يبتسم وهو يقول : قريبك نجحت عمليته ..
اندف ومسك القضبان وحصرها وهو يقول بلهفة : حسان نجحت عمليته , متأكد من هالكلام ..
ابتسم وقال وهو يدخل يده من بين القضبان ويربت بها على كتفه : واحد مطوع جا من المستشفى وخبرني بهالخبر , الحمد لله ..
همس وهو يطالع في الشرطي بامتنان : الحمد لله , الحمد لله ..
فلت القضبان وتحرك وجلس على الأرض في الركن اللي كان جالس فيه من يوم جا , ضم ركبه له وسند عليها أكواعه ودفن وجهه بين يدينه وهو يردد : الحمد لله , الحمد لله ..
تحلقوا حولينه المساجين اللي عرفوا بقضيته من ثرثرة الشرطة وكل يبارك له ..



***************************


في الشقة :

طالعت أزهار في الهنوف اللي تلعب بجوالها وسألت : هنوف اش في ؟؟
رفعت الهنوف راسها وقالت : هااااااا , لا ولا شي ..
جلست جنبها وقالت : ماتعشيتي زي الناس , ماعجبك الكابلي اللي سويته ..
هزت راسها وقالت : بالعكس ماشاء الله مرة طعم , تسلم يدك ..
وزفرت وهي تهمس متابعة : حسان ما قالي إنه بيبات هناك ..
سكتت أزهار تستناها تكمل كلامها , لفت عليها الهنوف وقالت بحرج : الأسبوع اللي فات كنت مشغولة مع العنود والبندري وزواجها المفاجئ و ما قدرت أتصل عليه أو أرد على اتصالاته و تواعدنا إننا نتكلم الليلة بعد ما يرجع من عشا الرحلة ..
انعصر قلب أزهار وهي تتذكر حسان وتتخيل لو إنه جاسم اللي صار اللي صار اش بتسوي لو دريت , قالت بتشجيع : أكيد ما في إرسال ...
لفت بوزها وقالت : وإنت ليش أرسلك جاسم ؟؟ كان يقدر يرسل ..
حكت أزهار حاجبها وهي تتذكر رسالة جاسم اللي أعلنتها عندهم , وإنه الشباب قرروا ينامون في البر ..
: يا بطنييييييييييييييييييييييييييييييي ..
لفت على العنود الي دخلت وهي تتوجع من بطنها وسفانة تقول : حد قالك تدبين الأكل دب , ماشاء الله أكلت من قلب ..
أشرت على أزهار وهي تقول : كله منها , ليش أكلك لذيذ ؟؟
ضحكت أزهار وقالت بمزح : شكرا على هالإطراء ..
قالت العنود : إلحقي على ريم لساعها قاعدة تاكل ..
وصلهم صوت استنشاق ريم اللي دخلت وهي تقول : اش قالولك سعليه زيك ؟؟ ثلث لشرابك وثلث لطعامك وثلث لنفسك ..
رمت العنود نفسها ومددت ظهرها وهي تقول بصوت مخنوق : واااااااااااو أنا ثلاثة أرباع طعام وربع للشراب والنفس راااااااااح فيها ..
قالت الهنوف : الرسول يقول بحسب ابن آدم لقيمااااااااااااات تقمن صلبه ..
قالت سفانة : سامعة , لقيمااااااااااااااات مو غرفاااااااااااااااااات ..
خرجت أزهار وابتسمت لعهود اللي جالسة تغسل يدها وراحت للمطبخ اللي أصروا يتعشون فيه , ولمن شافت أسماء تشيل الصحون قالت : والله ماتشيلين ولا شي , خليه أنا أنظف كل شي ..
قالت سفانة اللي وراها : مو بكيفك ..
وقامت تشيل الصحون , قالت أزهار بحزم : أنا حلفت , بعدين لا تخافين بأكرف عنيدي وبندري كرف مادام بينامون هنا عندي ..
قالت البندري : يا سلااااااااااام , اش معنى هنوف ماحطيتيها في قائمة الكرف ..
ابتسمت وقالت بحرج : أستحي , عيب أختنا الكبيرة ..
أزهار رغم معرفتها إنها أكبر من الهنوف بشهر إلا إنها مازالت تعتبرها أختها الكبيرة ..
جات العنود جري وقالت : بنات عمي صالح تحت , بسرعة تحركوا ..
ووراها ريم اللي تلبس طرحتها وهي تقول : أبويه مارضي يجينا السواق في هالوقت , عشان كذا جا بنفسه , تحركوا يلا ..
تحركت أسماء وسفانة بسرعة , ابتسمت أزهار وتبعتهم للممر وهي تقول : جزاكم الله خير على الزيارة , استانست بالجلسة معاكم ..
وقفت جنبها العنود واتكت على كتفها وهي تقول : جزاكم الله خير , آنستونا والله , زرونا مرة أخرى تجدوا ما يسركم ..
لفت عليها سفانة وقالت : يا مخص اللقافة , تعالي بطنك طابت ..
تأوهت العنود وحطت يدها على بطنها وقالت : لاااااااااا ...
شهقت ريم وقالت : يا ناس كذابة البنت هذي ..
وخرجت وهي تقول : الله يعينك عليها يا أزهار بتبلاك الليلة من كثر الشكاوي ..
ودعتهم أزهار وصكت الباب بعد ماخرجوا كلهم , التفتت لأخواتها وصرخت بحماس : واااااااااااااااااااو بتنامون عنديييييييييييييييييييييييييييييييي ...
اتفاجؤا من صرختها وضحكوا لمن استحت وهمست : تحمست مو ؟؟
صفقت العنود يدينها ببعض وحكتها وهي تقول : إحنا لوحدنا ...
و ضحكت ضحكة شيطانه مسرحية وهي تكمل بتريقة : ننادي أصحابنا , أنا أدق على صاحبي و ..
ضربوها كلهم وهي تضحك على ردة فعلهم ...



***********************



الساعة 12 في بيت حمده :


: طارق خير ..
ابتسمت نورة لكلمة أمها وقالت وهي تقوم : إن شاء الله ..
: يمكن حسان غير رأيه وجا ينام هنا , أعرف ما يحب ينام برا البيت ..
قالت خولة وهي تأشر لأمها إنها تجلس وهي تقوم : جده هذا اللي تتمنينه , شكلك إنتي اللي ما بيجيك النوم من كثر ماانتي مشتاقه له ..
قالت حمده وهي تنفض يدها مستنكره : أشتاق له ليه ؟؟ من زينه يجيب لي الصداع لا جاني , افتكيت من رجته اليوم ..
ضحكت سمية وهي ترمي ورقة في ميدان اللعب وغطت فمها ببقية الأوراق اللي في يدها وهي تهمس : يعني يعني ماني مشتاقة لحسان ..
ضحكت الخنساء وقالت وهي تدق سالم : هي سويلم طالع طالع , لا تفوتك جده ..
لف سالم على جدته وضحك لمن شافها مثبته نظرها على الباب تنتظر اللي جاي , قال بصوت عالي وهو يسحب ورقة ويرميها : مشكلة اللي يحطون نفسهم ماهم مشتاقين وهم ..
دقوه الثنتين باستنكار وهم يكتمون ضحكهم , قالت نور اللي ما فهمت قصده : مشلا ضحككم , مخلين خولة تقوم وانتم جالسات يالمعبرات ..
أول ما شافت خوله زوجها من العين فتحت الباب وهي تقول بضحكه : بدري يا أفندي كان نمــ ....
وذابت الكلمات وهي تشوف الشخص اللي وراه , ثوبه وشماغه اللي بدون عقال ~ أكيد أتوهم , أكيد أتحلم , أبويه , أبويه ~ وصلها صوته الحنون وهو يقول : خولة ..
صرخت خولة بعدم تصديق ..
فز سالم أول ما سمع صرخة أمه وهو يرمى الورق اللي في يده وتبعته البنتين ونورة اللي ماشالتها رجولها من الخلعة تجمدت في مقعدها , أول ما خرجوا للممر شافوها متعلقة برجل ماعرفوه لأول وهلة , تراجع حميد زوجها لمن شاف الخنساء و ابتعد عن المكان , صرخت الخنساء بعدم تصديق لمن تبينت الرجل : أبويــــه ..
ورجعت جري لغرفة جدتها , دخلت من الباب وهي تقول بلهفة : أمي أبويه رجع , أبويه رجع ..
واختنق صوتها وهي تهمس : والله رجع , والله رجع ..
غطت نور وجهها وهي تبكي و تتحمد ربها لمن شافت نورة تفز من جلستها وهي تقول بعدم تصديق : علي رجع , علي رجع ..
مشيت بخطوات متعثرة وهي تحس روحها تسبقها , أول ماشافته وسالم وسمية متعلقين به وخولة تمسح على كتفه وهي واقفة جنبه تصنمت مازال كما هو لكنه نحف كثير وحفر الزمن أخاديده في وجهه اللي كان يحمل أعتى علامات التعب , حست بقلبها ينبض ومشاعر تختلط بداخلها , رفع راسه عنهم وطالع فيها , مازالت بنفس الهدوء ورباطة الجأش اللي يحبها فيها , نفس القوة , نفس الجمال الهادئ اللي اعتاده ..
ابتسم وبعد أحفاده وتقدم منها وهو يقول بمرح : السلام عليكم , كيفك يا أم حسان ؟؟ سامحونا جينا بدون موعد ..
ابتسامته ومرحه اللي ورثه لكل أبناءها زاد ألمها وحست بمشاعرها تخنق أنفاسها , همست وهي تقاوم دموعها : الحمد لله على السلامة ..
وقف قدامها وهمس : اشتقت لك يا نورة ..
نزلت دموعها وغرقت وجهها وهي تمد يدين مرتجفة له , ضمها وهو يأكد لها : والله اشتقت لك ..
كان تحس بحنجرتها متضخمة وتضغط على جدران حلقها من كثر ماهي كاتمة انفعالاتها , شهقت و سحبت الهوا من فمها و صرخت وهي تتشبث بثوبه : علــــــي , علــــــــي , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
ضمها أكثر وهو يقول : أنا هنا , أنا هنا وإن شاء الله ماعاد بأروح عنك ..
صرخت نورة بلا إحساس وهي تتشبث به أكثر خوف يروح عنها , خمس سنين عاشتها وهي تتظاهر بالقوة عشان أولادها , خمس سنين تحملت وجع فقده , خمس سنين وهي تكافح لوحدها عشان هاللحظة اللي جات بلا مقدمات , خمس سنوات كانت تنام فيها وقلبها متيقظ وروحها في مكان آخر , صرخت وصرخت وصرخت ...
ضمت خولة بنتها والخنساء اللي يصيحون على منظر نورة المنهارة , قالت الخنساء من بين دموعها : أمي خلاااااااص , هو رجع خلااااااااص ..
هزتها خولة وهي تضمها : اششششششششش خليها , خليها تطلع كل اللي في قلبها ..
: أمي اش فيهاااااااااااااا ؟؟
واجتاحتها موجة دموع جديدة وهي تشوف أبوها مثبت نفسه ومقاطع ذراعيه ورى ظهر أمها المنهارة صياح وضامها بكل قوته عشان ما تطيح وهو يهمس : أنا هنا , الحمد لله اللي ربي ما أخذ أمانته وأنا ما شفتك , الحمد لله , خلاص يا نورة أنا هنا ..
حس بيدينها تتراخى وحس بها تنزلق من بين ذراعينه وصياحها وصراخها يخفت ويتحول لنشيج خفيف مصحوب بأنين موجع , اضطر ينزل للأرض معاها عشان ما تطيح , صرخت سمية بخوف وهي تجري لنورة : جــــــده ..
جات حمده وهي تتمايل مستندة على عصايتها واليد الثانية ساندها سالم , و شافت نورة ممدة على الأرض في حالة من اللاوعي وهي تئن ودموعها مهي راضية توقف وعلي جاثي جنبها وهو يمسد خدها وجبينها بحنان وهو يقرأ عليها والبنات حولينها يصيحون , قالت بصوت مخنوق وهي تدق خولة بعصايتها : ابعدوا عنها , ابعدوا عنها ..
وأشرت لسالم اللي ناولها قارورة موية الصحة اللي كانت في يده , حطت من الموية في فمها وبختها على وجه نورة اللي شهقت من برودة الموية وهي تنتفض , قالت حمده بحزم : تقومين ولا أبخك ثاني ..
مسح علي نقاط الموية عن وجهها وهو يقول : يلا نورة قومي ...
رفعت نورة يدها بضعف ودموعها تزيد ونشيجها يعلى أكثر , شربت حمده من موية الصحة وبختها مرة ثانية , شهقت نورة وارتفع صوت بكاها , قالت حمده بعصبية : والله لو ما قمتي بأبخك , كذا تستقبلين زوجك , قومي بسرعة ..
مسح علي الموية المختلطة بدموعها وهي يبتسم ويقول بمرح : نورة قومي ترى عمتي ناوية تغرقك ..
همست وهي تفتح عيونها بضعف : خلاص قايمة ..
ولمن شافها بتقوم سندها وجلسها ونسي كل اللي حولينه وهو يمسد خصلات شعرها المبللة ويرجعها ورى إذنها ويمسح الموية من وجهها , جلست خولة جنب أمها وقام علي لمن تذكر نفسه وسلم على حمده اللي سلمت عليه وهي متلثمة بمسفعها , ضحكت الخنساء لمن قال سالم باستغراب ممزوج بسخرية : توها كانت تبخبخ موية على جدة قدامه ودحين متلثمة ..
ضربته أمه على فخذه وهي تقول : ولد عيب ..
وسمية تهمس وهي تمسح دموعها : اششششششش لا تسمعك والله تلعن جدفك ..
بعد ماسلم عليها لف على نورة اللي أشرت لهم إنها ما تقدر تقوم دحين وقال : قومي أسندك ..
هزت راسها بلا وهي تمسح وجهها بخجل , ابتسم ودنق ورفعها بقوة وسندها , حطت سمية يدينها على خدودها وهمست للخنساء اللي كان ودها تنقز في المكان من كثر فرحتها : يا رب ترزقني واحد زي جدو علي يارب ..
همست الخنساء بتريقة : طرتي وقعتي مالك غير حمودي ..
لفت عليها سمية وضربتها وهي تقول بقهر : خليته لك ...
وتحركت تلحق بهم وهي لافه بوزها , ضحكت الخنساء وتبعتها وهي تعرف إنها تكره تنديعهم لها بمحمد ولد جلال ..



************************


في نفس الوقت في المستشفى :

مازال الوجه الأسود المبتسم وعيونه وأسنانه المناقضة لبشرته تلاحقه , حس برغبة في التطليع وبوجع غريب في كل جسمه , حرك فمه لقيه جامد , فتح عيونه ببطء وقفلها بقوة لمن جهره الضوء الأبيض , حس بغصغصة وبشي غريب في حلقه , فتح عيونه دفعه وحده لمن دوى صوت الطلقه مضيء ظلمات عقله , دار بنظراته للي حوله , حاول يتحرك لكن ما في جزء في جسمه يطيعه غير عيونه , تلفت يمين ويسار , كانت الأجهزة تحيط به وخرطوم غريب محشور في فمه , عرف سبب الغصغصة اللي في حلقه , حاول يتحرك يصدر أي صوت لكنه ماقدر , لمح خيال ممرضة تتحرك من قدام الغرفة , حاول يصدر صوت لكنه ماقدر , بدأت الصورة تهتز قدامه وتتماوج ورجعت الأصوات تعمق كإنها خارجة من بئر عميقة ورجع الوجه الأسود المبتسم قبل ما يتلاشى كل شيء فجأة مع صوت جاسم القادم من البعيد وهو يقول للممرضة : دقيقة بس أبـ.......
مد يده بتردد وتلمس شعر حسان وهو يهمس : حسان ..
كان صوت صفير الأجهزة يتردد حولينه مختلط بصوت ضخ جهاز التنفس للهوا , زفر وابتسم وهو يهمس : ترا ماقصدت لمن قلت ربي يفكني منك ..
: جاسم ..
التفت لعدنان اللي ناداه من خارج العناية قبل ماتطلعه الممرضة برا العناية , دنق جاسم وسلم على جبينه ومسح شعره وتحرك خارج , قال عدنان على طول : نسيت رحلتنا للرياض بعد ساعة ونص , أكيد الوالد يستنانا , اش نسوي دحين ؟؟ ..
قال بعد تفكير : لازم تروحون , مو معقولة بتأجلون رحلتكم ..
قال سامر : ما نبغى نروح قبل ما يتجاوز حسان مرحلة الخطر ...
وهز ماهر راسه مؤيد وهو يقول : نبغى نتطمن عليه ..
قال جاسم : نوافيكم بالأخبار أول بأول بالمكالمات , عدنان وراه رحلة للشرقية بكرة عشان العمل ..
ساد صمت في المكان قطعه عدنان وهو يقول بهدوء : هو من ناحية لازم نرجع لازم لأنه حتى ماهر عنده رحلة بعد بكرة ..
حط جاسم يده على كتفه وهو يقول : جزاكم الله خير , كفيتوا ووفيتوا , والله ما قصرتم معانا ..
توادعوا بهدوء يسوده الحزن , زفر عبد الرزاق لمن لقي نفسه لوحده مع جاسم وعمر وقال : ما أدري ليه أحس بالضيق لريحتهم ..
دقه عمر وهو يقول بمزح : ما توقعتك عاطفي لهالدرجة ..
وكمل وهو يأشر بيدينه كإنه يشرح معادلة : ترا هذا الشعور لأنهم وقفوا معاك في وقت عصيب فصار في ارتباط بـ ..
رماه عبد الرزاق بنظرة حاده وهو يقول بسخرية : لا والله , متى غيرت مهنتك من مطوع لمحلل نفسي ..
ضحك عمر وقال بحزم ممزوج بابتسامة حلوة : ترى الطواعة مهي مهنة ...
زفر جاسم وهو يسمع لمناقشتهم اللي بدأت واللي هو متأكد إنها ماحتنهي قريب , تحرك وجلس على مقاعد الانتظار وهو يطالع في باب العناية اللي مالهم شهرين واقفين عندها عشان عمه صالح , استغفر ربه وهو يفكر في عمه صالح اللي أشفق عليه وهو مهو عارف كيف بينقلون له الخبر وكيف بيتلقاه ...



****************************


في بيت حمده :

أول ما دقت سفانة الباب انفتح وطلت منه سمية والخنساء , قالت بفجعة : بسم الله , اش فيــــــــه ؟؟
سحبتها الخنساء وهي تقول : بسرعة , بسرعة ..
لفت على أسماء اللي تدفها سمية من ظهرها عشان تسرع في مشيها , سألت : اش عندهم المتخلفات ؟؟
هزت أكتافها وقالت : ما أدري ..
سحبتها جوة الصالة الداخلية وهي تقول : ترااااااااااااا ..
تجمدت سفانة لمن شافته يقوم من جنب أمها وهو مبتسم ويقول بهدوئه المعتاد : كان مهدتي لها ..
تراجعت لورى وصدمت في أسماء اللي وقفت مصنمة تحاول تستوعب المنظر , نقلت سفانة بصرها بسرعة بينهم , وجه أمها المنتفخ من كثر الصياح , خولة تأشر لها تتقدم , الخنساء وسمية المبتسمات ابتسامات واسعة ورجعت ركزت نظرها عليه وهي تقول : أبويه ..
وصرخت بعدها وهي تندفع له : أبويــــــــــــه ..
اختلطت صرختها بهتاف أسماء : جدوووووووو ...
فرد يدينه وتلقها في أحضانه ومد يده اليمين وأشر لأسماء اللي طالعت في من مكانها ودموعها تنزل بصمت , جريت له وضمته , ضمهم الثنتين بقوة وهو يحس بقلبه ينبض بسعادة مالها حدود ..
زادت دموع سفانة لمن التقت يدينها ورى ظهر أبوها شدتها بقوة وهي تصييح وتصرخ بداخلها ~ نحف , نحف , ماكان ياكل ~ ابتعدت عنها أسماء وهي تمسح دموعها وهي تقول : الحمد لله على السلامة ..
قال وهو يضم سفانة : الله يسلمك , ماشاء الله محلوة ..
رفعت سفانة راسها عن صدره وقالت باعتراض : أنا أحلى ..
ضحك وضمها وهو يقول : كلكم حلوات ..
وجلسوا يتبادلون الحديث وسفانة لاصقة فيه وهي تسأله عن كل شي يخطر ببالها عن السجن والفترة اللي قضاها , وبعدت عنه لمن تذكرت شي وراحت جري لغرفتها وهي تقول : دحين جاية ..
قالت خولة وهي تنزل جوالها : أفففففففف مقفل , شكله مافي إرسال نهائي ...
سكت علي وهو يسمع نورة تقول : سبحان الله اليوم اللي يقرر فيه ينام برا البيت يجي أبوه ..
قالت الخنساء وهي تضحك بأذيه : خخخخخخخخخخخ , اسمني بأغيضه غيااااااااااض ...
شويه و جات سفانه وهي شايله بشته الأسود , ابتسمت بفرح وقالت وهي تمده : أخيرا بيرجع لصاحبه , تعب من كثر مايستنى ..
ابتسم علي ابتسامة شجن وقام وأعطاها ظهره , ابتسمت بفرح ولبسته له وهي تقول بصوت مخنوق من البكى : الحمد لله على سلامتك ياشيخ علي ..
وغطت وجهها تصيح وهي تقول : الحمد لله على سلامتك يا أبويه ..
ضمها وهو يقول : الله يسلمك من كل شر ..
رجعت موجة بكاء جديدة , زفر سالم وقال بعدم تصديق : ياااااااااااااااا الــــلـــه هذولي عندهم مصانع دموع , خلاااااااااص قرفتوني ..
ضربته حمده بعصايتها , لف عليها وقال وهو يشوفها تمسح عيونها بمسفعها : حتى انتي تصيحين ؟؟
ضربته مرة ثانية وهي تقول بصوت مخنوق : مالك دخل , قوم عني قوم يلاااا ..



***********************


يوم الجمعة 15 / 8 / 1427 هـ :
بعد صلاة الفجر :

: جاسم ..
رفع جاسم راسه اللي دافنة بين يدينه بصدمة ووقف على طول وهو يطالع في الخمسة اللي واقفين قدامه , حس بأنفاسه تضيق وهو يحاول يتمالك نفسه , همس أبوه بعطف وهو يحط يده على كتفه : بسم الله عليك يا ولدي ...
~ أكيد أحلم , أكيد , متى أصحى ؟؟ متى ؟؟ ~ التفت لعبد الرزاق المتمدد على الكراسي ونايم وعمر الجالس جنبه وهو مرجع راسه على ورى ومغطيه بشماغه , آخر شي يتذكره إتصال عدنان من المطار وعمر اللي راح غير لبسه الرياضي بثوب عشان يصلون الفجر , رجع التفت لأبوه اللي واقف مع عمه صالح وحميد زوج خولة و ........
ابتسم علي وقال : كيف حالك يا جاسم ؟؟
اندفع جاسم وحضنه وهو مو مصدق عيونه , حس بوجع في قلبه إنه حسان مو صاحي عشان يشوف أبوه , قال : عمي علي حسان ..
ربت علي على ظهره وهو يقاطعه : عارفين بكل شي , عارفين ..
بعد ولف على عبد الإله اللي قال بصوت كسير : أبوك تدخل وخرجني , كيف حسان دحين ؟؟..
مسح وجهه عشان يضيع التعب وقال : مستقر بس كيف ..
وطالع فيهم بحيرة , كانت الأحداث سريعة لدرجة مو قادر يربطها بداخله , متى خرج علي , وكيف عرفوا , ومتى خرجوا عبد الإله ؟؟
قال علي : نقولك كل شي على رواقه بس أبغى أدخل أشوفه دحين ..
قال جاسم : ممنوعه الزيارة حاليا ...
تحرك حميد وقال : أنا أروح أطلب إذن من الدكتور الخاص بحالته , اش اسمه ؟؟
قال : رامي هو الجراح الوحيد هنا ..
جلسه أبوه وهو يأشر له إنه ما يصحي الاثنين ما دامهم نايمين , وأول ماقاله إنه علي خرج بعفو بعد ماسمع الأمير بموقفه من اللي صار لحسان تذكرها وتذكر اللي قالته ( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) , ابتسم وهو يقول : سبحان الله , كيف سمع الأمير بالموضوع في نفس اليوم وبسرعة ..
قال علي : إنت تعرف من يوم رفضت أسدد الفلوس المطلوبة من عبد القادر لأني كفيله , ومن يوم خون فيني هو و ذياب والقضية من دائرة لدائرة إلين انست , وسبحان الله طلع هالأمير الله يطول في عمره واللي ماعجبته ملابسات القضية بعد ماقدم له حسان معروض بتاريخ القضية وتواريخ كل الجلسات , وأمس لمن دروا باللي صار لحسان حاولوا يضغطون علي عشان أوقع تعهد بتسديد المبالغ كلها وأخرج بسراح مشروط لكني رفضت ..
وسكت وكمل : اللي خلاني خمس سنين أرفض أوقع على الورقة عشان مايحسبون الناس إني لاهف هالفلوس بالحرام مستغل ثقتهم فيه كإمام هو اللي خلاني ماأوقعها أمس وسبحان الله عظيم المن , سمع الأمير باللي صار واصر يعجل بقرار العفو وسدد المبلغ كله وبرئني ..
قال أبوه : تصدق بغى قلبي يوقف لمن شفت عمك علي في المسجد صلاة الفجر , خفت من الكبر قمت أخرف وإلا عمك صالح يأكد لي إنه هو وهناك قالنا على كل شي ..
لف جاسم بخوف لعمه اللي قال بهدوء : كم مرة قلتله خلك من هالمسدس مايسمع , خلك من المزح الزايد مايسمع , بس عسى عذا يكون درس له ولكم ..
نزل عبد الإله راسه بصمت جا حميد ومعاه الدكتور رامي اللي ابتسم وقال : أهلا أبو حسان ..
وسلم عليه وهو يتحمد له بسلامة الخروج وهو يقول : سمعت من حميد شويه من قصتك , تفضل معايا عشان تشوف حسان و تطمن عليه هو في أيدي أمينة إن شاء الله و .....
تبعه علي وهو يشرح له حالة حسان , لف صالح على عبدالإله الجالس بصمت وزفر وتحرك مع أحمد وحميد , تحرك جاسم وجلس جنب عبدالإله بصمت ..
وقف علي جنب سرير حسان ومد يده وحطها على صدره وهو يقول : أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك ..
رددها ثلاثا وقرأ سورة الفاتحة سبع مرات ودنق بعدها وسلم على جبين حسان وهو يقول : الله يقومك بالسلامة ياولدي ..
ورجع سلم على خده وهو يهمس : حسان قوم , أنا خرجت يا ولدي ..
ودمعت عيونه وهو يسلم على جانب فمه ويرجع يسلم أنفه وعيونه وهو يمسح شعره ويشد عليه وهو يقول بوجع : حسان قوم عشان تتزوج , خلاص أنا خرجت , أنا خرجت يا ولدي , لا تفجعني فيك يا حسان , قوم ياولدي , تكفى افتح عيونك وشوفني ..
وجثى على صدره وحضنه وهو يقاوم دموعه , ورفع راسه ورجع يسلم عليه وقطرات دموعه تنقط على وجه حسان الجامد الشاحب قبل ما تنزلق , مسح علي دموعه ومسح وجه حسان وهو يدعي ربه بداخله إنه يقومه له بالسلامة ..
وخرج على مضض كله عشان ما تقلق نورة وبناتها اللي قالوله إنهم يستنونه على الفطور بعد صلاة الفجر ...
خرج بعد ماتمالك نفسه وراح للدكتور رامي المتحلقين حولينه أحمد وصالح وحميد ..


********************

بعد صلاة الجمعة :

الوجه الأسود المبتسم والعيون والأسنان , فتح عيونه دفعه وحده وهو يغص من الخرطوم اللي مازال في حلقه , شاف ظهر الدكتور اللي ميزه من ظهره خارج وهو يقول : نشاط دماغه في تزايد , هذا علامة جيدة إن شاء الله ..
وصله صوت الرجل اللي مالمح إلا طرفه وهو يقول : طيب متى يصحى يا دكتور ؟؟
~ أبويـــــــــــــــــــــــــــه , أبويه , أكيد أحلم , هذا صوته , والله صوته ~
: هذا علمه عند الله يا أبو حسان , إدعيله ..
: يا دكتور أمه بدأت تسأل عنه تحسبه في رحلة , أبغى أقولها شي ما يخوفها ..
صرخ حسان بداخله وهو يحاول يتحرك ~ أبويــــــــــــــه , لاتروووووووووووح , أبويـــــــــه ~ ولمن لمحه يتحرك من الدكتور اللي يقول : لازم تعلمها بالحقيقة , إذا قام حسان معناته إن شاء الله تجاوز مرحلة الخطر , قبل كذا ما أقدر أضمن لك شي ..
كبح حسان دموعه لمن اختفوا وغمض عيونه بقهر الجهاز المحشور كان يمنعه يصدر صوت وجسمه مو راضي يتحرك ..
: حسان ..
فتح عيونه على صوت أبوه وبلا مقدمات تدفقت دموعه وهو يصرخ بداخله ~ أبويه , أبويه , أبويــــــــه ~ تقدم منه أبوه وهو يقول بصوت متهدج : حسان ..
وضمه بقوة وهو يبكي بصمت ورفع راسه وسلم عليه وهو يمسح وجهه بحنان وهو يقول : كنت أبغى أشوفك قبل ماأروح , الحمد لله اللي رجعت , الحمد لله اللي رجعت ..
غمض حسان عيونه ودموعه تنزل بصمت , سلم علي على عيونه وهو يقول : أنا خرجت ياحسان , ربك كريم , جاني العفو يا ولدي ..
فتح حسان فمه لكن اللاصق والخروم منعه من الكلام , لف علي وقال للدكتور بلهفة : ماتقدر تشيل الجهاز عشان يتكلم ..
تغير وجه رامي قبل ما يقول : رئته مازالت ضعيفة , ما نقدر نشيل الجهاز دحين ..
لف علي على حسان وطالع فيه بحنان وهو يهمس : أصبر يا حسان ..
~ جسمي , جسمي ليه ما يتحرك , أبويه إنت متى خرجت ؟؟ رحت لأمي وأخواتي ؟؟ دروا عني ولا لا ؟؟ الهنووووووووووف , إحنا في أي يوم ؟؟ الشباب وينهم ؟؟ اش صار بالضبط ؟؟ أبغى أتكــــــــــلم ~ كان يحس بالأسئلة تضج براسه ويبغى لها أجوبة لكنه مو قادر يتكلم , علي حس في عيونه تساؤلات كثيرة لكن اش ما يدري , ابتعد عنه لمن طلب منه رامي إنه يخرج عشان يسوون فحص للحالة ..
أول ما خرج قال بابتسامة لعمر وعبد الرزاق الواقفين بانتظار خروجه عشان يدخلون يزورون حسان : الحمد لله فاق ..
طالعوا فيه للحظة وصرخوا بعدها بحماس وهم يضمون بعض بفرحة قبل ما يتراجعون عن بعض متذكرين مناقشتهم اللي تحولت لمصارعة كلامية أنهاها عمر بخروجه من انتظار الرجال , ابتسم عبد الرزاق وقال : خلاص إلى الآن منت راضي تسامح , طايح فينا الدين والالتزام ومنت قادر تسامحني ..
ضحك عمر وقال : مشكلتي إني طيب ..
وتذكروا جاسم وعبد الإله راحوا للانتظار لقيوهم على وضعيتهم بعد الصلاة , عبدالإله مفترش ثلاث مقاعد وجاسم نايم وهو جالس ..
صرخ عبد الرزاق : حساااااان قااااااااااااااااااااااااام ..
فزوا في ثواني ماكإنهم كانوا نايمين وتحرك جاسم بخطوات متعثرة وعبد الإله يمسح وجهه بتعب وهو يلحقه , ضربه عمر وهو يقول : بشويش ..
حط الضربه وضحك وهو يقول : من فرحتييييييييييييييييييييي ...
سأل جاسم : قام يعني فاق وفتح عيونه ؟؟..
هزوا روسهم بحماس , ابتسم وزفر براحة وهو يقول : الحمد لله , الحمد لله ..
والتفت لعبد الإله وهو يقول : فاااااااااااااااق , حسونه فااااااااااااااااااق , مبروك يا عبووووووووووود حسونه تجاوز مرحلة الخطــــــــــر ..
غطى عبد الإله وجهه وهو يتنفس بحده , قال عبد الرزاق بخشونه : ترى تصيح أهفك بكف , من أمس وإنت تصيح لدرجة شكيت إنك رجال , حرمة إنت ياغير تدمع ..
ضربه عمر مرة ثانية وهو يقول : من قال لك الدموع بس للحريم و ليه إحنا صخور ماعندنا مشاعر , كلنا بشر ..
لف عليه عبد الرزاق وقال وهو يهش يده : إنتم معشر المطاوعة غير , منتم داخلين في قاموسنا إحنا الـ ...
وسكت لمن رماه عمر بنظرات حاده وهو يقول : قاموسكم إنتم الـ إيه ؟؟
ابتسم وقال : كنت بأقول إحنا الرجال الأشداء ..
وشرد لمن هجم عليه عمر وهو يصرخ : أرجل منك يالوصخ ..
ضحك جاسم على حركاتهم وخرج جواله وفتحه و دق عليها , كان عارف إنها أكيد ما نامت من كثر التفكير ..



***********************

في الرياض بعد الغداء :

: فاااااااااااااااااااااااااااااااق ..
لف ماهر وسامر على عدنان اللي صرخ بها وهو يقوم من جلسة أعمامه وهو يقول : الله يبشرك بالخيــــــــر , والله فرحتني , والله فرحتني , الحمد لله على سلامته , سلم على عبد الإله وقوله خطاك السوء ..
قام ماهر وسامر ووقفوا عنده , لف عليهم بعد ماصك جواله وقال : حسان فاق والطبيب فحصه ويقول وظائفه كلها كويسه والنتائج مطمئنه مبدئيا ...
زفروا براحة وعبد الكريم يقول : الحمد لله على سلامته ..
وخرج جواله عشان يتحمد لأحمد بسلامته ...
ذابت ابتسامة عدنان وهو يشوف نظرات عمه وصقر , لف على ماهر وقال : تعال أبغاك في كلمة راااااااااااس ..
قال الكلمة ألأخيرة وهو يطالع في سامر اللي قال : طيب ..
ابتسم عدنان وهو يشوف ماهر يعانده ويذكره بذيك المرة اللي طلب فيها سامر لوحده , خرج من مجلس جدته الكبير ووقف في الحوش وقال لماهر بحزم : بعد العصر نروح لبيت عمي وننهي موضوعك إنت وأريج ..
لمن فتح فمه بيتكلم قال بحزم : ما أبغى أسمع غير إن شاء الله ..
لف بوزه وقال بضيق : إن شاء الله ..
وكمل : أكيد كلمتك ..
رفع حواجبه وقال : أكيد كلمتني , خلاص هالمسرحية لازم تنتهي , قاعد تتغلى عليها وإنت ودك اليوم قبل بكرة تشوفها ..
وتحرك راجع للمجلس رغم اعترضات ماهر وهو يقول : بأكلم عمي وصقر , خلك جاهز بعد الصلاة على طول عشان ورايا سفر ..



**************************

: جزاك الله خير , جزاك الله خير , ماتقصر والله يا أبو خالد , أصيل وراعي واجب ..
بعد ماقفل جواله لف على جلال وصالح وهو يقول : هذا أبو خالد يتحمد لي على سلامة حسان ..
كان الوجوم سائد على وجوه عيال جلال وعبد الرحمن اللي توهم دروا بالموضوع , قال صالح : والله مايقصر , هالرجال أكثر من أخ ..
لف جلال على أولاده وسالم اللي زام شفايفه بقوة وقال بحزم : هي إنت وإياه , قلنالكم الولد فاق خلاص , قولوا الحمد لله ..
قام سالم لمن بدأت شفايفه وخرج للحوش , زفر جلال وقال لمحمد : روح شوف فينه , أكيد راح يصيح ...
خرج محمد ودور عليه لقيه ورى الفيلا وهو يصيح , راح له وقال بخشونه : ياخي خلاااااااص , تصيح زي البنات , حسان كويس الحمد لله ..
مسح سالم دموعه وقال بخشونه : مين قال إني قاعد أصيييييييييييييييح , شي دخل في عيني ..
ابتسم محمد وقال : طيب غسل وجهك و روح أدخل عند خالاتك وأخواتك أكيد جدك دخل عندهم عشان يعلمهم على الموضوع ..
غسل سالم وجهه ونشفه ودخل للصالة الداخلية , من انسجن جده انتقلت جدته وخالاته وخاله حسان للعيش مع جدته اللي عايشة في فيلتها المقسومة لقسمين , فيلا دوبلكس هي في الدور السفلي ونورة معاها في نفس الفيلا والدور الثاني مخصص للنوم و شقتين إيجار لها قسم منعزل عن الفيلا ...
دخل على لحظة قول جده : تعور وهم يمزحون مع بعض ودحين هو في المستشفى ..
شهقوا البنات برعب وحطت نورة يدها على صدرها وهي تقول بخوف : تعور كيف ؟؟
قال بهدوء : انجرح ونقلوه للمستشفى بسرعة والطبيب طمني عليه ..
سألت سفانة برعب : إنت رحت له ؟؟ متى ؟؟
ابتسم وقال : بعد ماصليت الجمعة رحت له وتطمنت عليه ..
جلس بهدوء وهو مستغرب طريقة نقل جده للخبر , قالت حمده وهي تعدل لثمتها وتغطي رجولها وتشد في أكمام ثوبها مستحية من زوج بنتها : أنا قلتلهم خرجة العيال ماوراها إلا المصايب , عوروه بإيه ؟؟
قال متجنب الرد على السؤال : تعرفينهم يا عمة لعبهم ومزحهم ثقيل , الله يهديهم بس ..
انتبهت نورة فسألت بإصرار : تعور بإيه ..
لف عليها معاتب وقال : هو بخير وهذا أهم شي صح ؟؟
ولف عليهم وقال بهدوء : اللي تعور به شي حاد لكنه الحمد لله نجى منه , واحد من الشباب كان يمزح بمسدس وانطلقت ..
صرخوا برعب وفزت سفانة وهي تصرخ : مســــــــــدس ...
قالت حمده وهي تحط يدها على راسها : يا حسرتي على ولد بنتي ...
قال بحزم حنون : والله توني جاي من عنده , مافيه إلا العافيه , تعدى مرحلة الخطر وفاق , إحمدوا الله تراه كان بيموت لكن ربي ستر ونجاه وهو بخير دحين وهذا المهم , ترا العفو جاني بعد ماعرفوا بحادث حسان , ولولا ربي ثم الحادث ماكان خرجت ...
استغرب سالم لمن شاف الهدوء اللي ساد المكان , وعلي يكمل : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , أنا رحت لحسان مرتين وشفته وتطمنت عليه وإن شاء الله أخذكم تشوفونه عشان تطمنون عليه ..
قالت سفانة بخوف : أبويه هو بخير ..
قال بحنان : والـــلـــه إنه بخير , أكثر من الله ..
سألت حمده : ومين اللي طلق عليه ؟؟
سحب علي نفسه وقال بهدوء : الطلق كان بدون قصد , ضغط عبد الإله الزناد بدون تفكير لأن المسدس أصلا خربان و ما توقع تنطلق الرصاصة ..
حست سفانة بجزء من قلبها ينعصر وبلا شعور قامت من مكانها وخرجت بسرعة , جريت لغرفتها ودخلتها وصكت الباب وهي تحاول تتمالك أنفاسها ~ عبد الإله , اللي طلق عليه عبدالإله , يااااااااااااااااااااااارب ارحم حاله , حسااااااااااااااان , عبد الإله ~


***************************


بعد صلاة العصر في الرياض :

: مين ؟؟
ميز صوتها الصادر من الجهاز , دنق عدنان على الجهاز وقال : عدنان وماهر ..
انفتح الباب الخارجي آليا وتلاه صوت انصفاق السماعة , دخلوا الحوش ولمن وصلوا للباب الخشبي الداخلي اللي فتحه ولد يناهز الـ 15 قال بفرح : هلا , حياكم تفضلوا ..
ابتسم عدنان وسلم عليه وهو يقول : كيف حالك ساري ؟؟
قال باعتراض : ساري انتهى من زماااااان , دحين صار سالم ..
ضحك ماهر وقال وهو يسلم عليه : بتظل عندنا ساري , 10 سنين تعودنا عليه خلاص ..
دخل عدنان بيت عمه وهو يقول : يا ولــد , السلام عليكم ..
أشر لهم ساري على المجلس وهو يقول : وهم أبوي وأمي الله يهديهم ما لقيوا إلا ساري , جابوا لي العقدة ..
قال عدنان وهو يوقف عند باب المجلس : بس إنت خلاص غيرته وارتحت صح ؟؟
زفر وقال : تعرف بعض الأولاد اللي كانوا يعرفوني في الإبتدائي مازالوا يتريقون وينادوني سالي ..
قال وهو يحط يده على كتفه مشجع : عارف مجتمع الشباب ما يرحم , لكن خلك أقوى , مو اسم يهزك , انت اللي تصنع نفسك وتعطي لاسمك رنين مو اسمك وحروفه ..
ولف على ماهر وقال : خلك هنا ..
وطبطب على كتف ساري وقال : بأدخل جوة ..
ابتسم ساري وقال : البيت بيتك ..
دخل عدنان وهو يقول : السلام عليكم ..
قابلته الشغالة مبتسمة , بعد بصره عنها وقال بحزم : كم مرة قلتلك لاتطلعين لي كذا ؟؟ وين ماما ؟؟
زادت ابتسامتها وهي تقول بصوت ناعم : ماما فوق سوى سوى أريز ..
استغفر وتحرك طالع الدرج وهو يقول : يا أهل البيت ..
لمن وصل لآخر درجة انفتح باب الغرفة اللي يعرفها وخرجت منه بنتين وحدة لابسة بجامة أنيقة والثانية لابسة عباية و طرحتها على أكتافها , مستحيل ينسى هالوجه , مستحيـــل , هتف بصدمة وهو يحس نبض قلبه يتسارع : ليـلـى ...
غاب هتافه وسط صرخة أريج المصدومة وهي تأشر له : وراك , وراك ..
لف وجهه بسرعة وتحرك بعيد عند الدرج في نفس اللحظة اللي تغطت البنت بطرحتها وهي تهمس بصوت رخيم : مع السلامة أروجه , بالتوفيق حبيبتي ..
انتفضت كل خلاياه لمن حس بأصابع تلامس ظهره , التفت بحدة , انتفضت أريام وقالت : بسم الله اش فيييييييييييك ؟؟
سلم عليها بهدوء و سأل : مين هذي اللي كانت خارجة مع أريج ؟؟
ضحكت وقالت بمرح : خلاص إنت خاطب ما يصير تسأل عن غير العنود , أوووو صح , مبروك الخطوبة , عقبال الزواج ..
قال بإلحاح : أريام , مين هذي اللي مع أريج ؟؟
قالت أريج وهي لافه بوزها : صديقتي , عندك مانع ..
مد يده لها بيسلم عليها لكنها طنشته وهي تقول بدلع : ما أبغى أسلم عليك ..
تقدم لها وضربها بخفة وهو يقول : تدلعي على زوجك مو علي أنا ..
زفرت بطفش وقالت : هو أصلا أنا ليه زووووج ..
رماها بنظرة حادة وهو يقول : أريــج ..
انتفضت برعب ومدت يدها تضيع خوفها وسلمت عليه بصمت , زفر وقال : روحي غيري ملابسك وانزلي ماهر تحت ..
ولمن شافها تزفر بطفش قال بحزم : تعرفيني ما أحب أعيد كلامي , ترى راسي يوجعني منك ومنه لا تخليني أحلف أمسك من شعرك وأطق راسك في راس اللي قاعد تحت و أخلي موضوعكم زي ماهو من شهرين و أروح الشرقية ..
قالت بسرعة : لا لا لا أنا ما حسبت إنه يجي ..
ولفت بوزها وقالت : دقايق وألبس ..
لمن دخلت الغرفة طالع في باب غرفتها بصمت مناقض لأفكاره ~ عدنان أكيد تتوهم , اش يجيبها من الشرقية ؟؟ واش القدر هذا اللي يخليك تشوفها وفي بيت عمك في الريااااااااض , أكيد قاعد أتوهم , يمكن تشبهها , يخلك من الشبه أربعين , أصلا أنا ما شفتها زين كيف حكمت إنه هذي ليلى , اش طراها على بالي دحين ؟؟ أكيـــد عقله صاير فيه شي ~ زفر وقال وهو يجلس على الكنب براحة : كل يتغلى على الثاني وأنا اللي واقع بينهم ..
ابتسمت أريام وجلست جنبه , ما كان يجيهم دايم بالعكس زياراته قليلة , لكن اللي يعجبها فيه إنه كل مرة يجيهم رغم الفترة المتباعدة إلا إنه يتعامل معاهم كإنه أخوهم من أمهم وأبوهم مو بالرضاعة بس و يتحرك براحة كإن البيت بيته , خرجت مرة عمه من غرفتها ولمن شافته قالت بترحيب بارد : عدنان !! أهلا , حياك الله , تو ما نور بيتنا ..
قام عدنان بإحترام وتقدم لها بسرعة و سلم عليها وهو يقول : من هلا ما ولى , منور بأهله , كيف حالك خالتي ؟؟
زفرت بطفش وقالت : مانشكي باس ..
وجلست على المقعد المنفرد قدامه , جلس مكانه وقال بهدوء : الحمد لله ..
زفرت مرة ثانية بطفش وهي تسأل : جاي لوحدك ؟؟
كان عارف ومتأكد إنها عارفة إنه ماهر تحت لكنها تحب تبين له قد إيش هي طفشانه منه ومن كل شي يمت له بصلة ابتسم وقال بمرح : لا معايا طرف من أطراف القضية تحت , بأسحب الطرف الثاني وإن شاء الله نحلها ..
لفت بصرها عنه وسألت بنتها الكبيرة : ليلى راحت ؟؟
رجعت واستنفرت خلاياه كل طاقاتها وهو يصرخ بداخله ~ مستحيييييييييييييل يكون لها نفس الاسم , هي والله إنها هي , اش يجيبها من الشرقية ؟؟ وكيف تعرفها أريج ؟؟ ~
: أظنها راحت قبل شوي , ما شفتها لمن نزلت بس أريج كانت جاية من تحت يعني أكيد وصلتها , الله يسعدها جاية ومتعنية كله عشان تزور أريج ..
قالت أريج اللي جاتهم وهي تمشي بغنج : حبيبتي مو عشاني , ممكن تنزل من الدمام عشان جوازي مو عشان تزورني , زوجها عنده عزيمة غدا هنا فاقترحت عليها تزورني وتتغدى عندي على بال ما ينتهي زوجها من عزيمته ..
بالقوة ضبط عدنان انفعالاته ومسك نفسه عن الأسئلة , زفرت مرة عمه وقالت : ما شاء الله على زوجها معيشها في نعيم , ديموقراطي , متفهم وخادمها بعيونه , ماشاء الله لو تطلب منه يوديها المريخ وداها ..
قام عدنان وقال بابتسامة ساخرة : الله يهنيهم ..
وأشر لأريج وقال : يلا تحركي ..
لفت بوزها ومشيت معاه وصوت كعبها يختلط مع صوت أساورها المجلجلة , لمن وصلوا نهاية الدرج لف عليها وقال بهدوء : أريج بأكلمك دحين واسمعي مني , انتي منتي صغيرة ..
زفرت بطفش فدق بإصباعينه صدغها وهو يقول بعصبية : عقلك في راسك يا بنت ..
كانت أحلاقها الطويلة تلمع مع تحرك راسها اللي يدقها وريحة عطرها تفوح في المكان , قال بحزم وصرامة : خذيها نصيحة , ترى الجمال مو كل شي , خذيها نصيحة من رجل ويعرف الرجال , الرجل أول ما يتزوج يهمه في الزوجة شكلها ولبسها وزينتها لكن كلها كم شهر تخف فورة الحب ويبدأ يطالب بأكثر من المظهر الخارجي , يبغى وحده تراعيه , تهتم به براحته ببيته بأكله بشربه , تشاركه أفراحه وتخفف عنه تعبه و حزنه , ممكن يصبر عليك زوجك لو ما تعرفين تطبخين بداية الشهور لأنك عروسته وحبيبة قلبه لكن بعدها بيمل بيزهق يبغى يجي يلقى أكل زي الناس مو محروق ولا ناقص ملحه , ممكن يصبر على دلعك وزنك وتغليك عليه أول الأيام لكن بعدها بيرميك بكلمات زي الثلج من برودها لأنه بيكون وقتها كإنه يقولك خلاص دلع , أبغى جدية , هي حياااة اللي بتعيشينها , مهي كلها محصورة في الملابس والزينة والعطور ..
تغيرت ملامح وجه أريج وهي تطالع فيه بخوف وحيرة , كان عارف إنها صغيرة عقلا رغم عمرها اللي جاوز 18 وتتأثر باللي حولها , و قيد قال لماهر أصبر عليها كم سنة لو تبغاها لكن ماهر أصر بيملك ويتزوج , ابتسم وقال بحنية وهو يقرص خدها : شويه شويه على أخوية تراه يموت على الأرض اللي تمشين عليها ..
نزلت راسها بحرج , حط يده على راسها وقال بجدية : أريج لا تخسرين حبه , ترى لو تغير حبه لك صعب ترجعينه زي أول , والله ما حتقدرين لو ولعتي أصابيعك العشرة عشانه , ماحيشوفه شي بعد ما تجرحينه , تراني نصحتك ومنتي صغيرة عشان تنسين اللي قاعد أقوله لك , تراني سبتك براحتك عشان تفكرين وتعرفين إش تبغين بالضبط واش هو يبغى ..
هزت راسها وهمست : شكرا ..
ابتسم وقال : تدخلين دحين وتستسمحين منه بأدب تراك غلطتي عليه , ولاتزعلين لمن يدافع عن أخوه ومايبغى أحد يتكلم عن أهله , إعرفي إن الرجال اللي ما يحرص على أهله ما حيحرص عليك في المستقبل اللي بتكونين فيه إنتي كل أهله ..
سحبت نفس وقالت : إن شاء ..
تحرك وهو يقول : الله يوفقكم يا رب ..
مشيت وراه وهي تهمس : عدنان , شكرا ..
ابتسم وكمل طريقه بدون ما يلتفت لها , أول ما دخل المجلس وهو يسلم لاحظ نظرة أخوه السريعة قبل مايلف وجهه يكمل هرجه مع ساري كإنه مو مهتم , قال بهدوء وهو يكتم ضحكته عليهم : جبنا العروسة معانا ..
طنشه ماهر , ساري اللي شاف أريج ورى عدنان منحرجة قام وخرج , بعد عدنان وأشر لها تتحرك , تحركت بتردد ووقفت قريب منه وقالت : آسفة ..
قال ماهر ببرود من دون ما يقوم وهو يصب لنفسه قهوة : في أي بنك تنصرف هذي ؟؟ ..
فركت يدينها وقالت : عارفة إني كنت وقحة , آسفة ما قصدي ..
رماها بنظرة لا مبالية ورجع يشرب قهوته بصمت , إلتوى فمها فزمت شفايفها بقوة وهي تقاوم دموعها , أشر عدنان من وراها لماهر إنه ينهي الموضوع لكن ماهر طنشه وهو يقول بجمود : بتصيحين صيحي , دموع التماسيح هذي ماعاد تأثر فيني , استغليتيني فيها كثير , وكل مرة توعديني بشي وترجعين تسوينه عناد وعباطة , النفس طابت منك ..
غطت وجهها وهي تبكي بصمت , فرصع عدنان عيونه وأشرله بحزم إنه ينهي الموضوع , هز ماهر راسه بلا وأشر له يجلس , التزم عدنان الصمت وجلس بهدوء وهو يتشاغل بتحف المجلس , على كثر قوته وحزمه ما كان يحب أبدا تجريح المرأة أو دفعها للبكى لأنه يعرف إنها ناقصة عقل قلبها اللي يحكمها ويسيرها في معظم أمورها , بعدت يدينها وهي خايفة إن الكلام اللي حذرها منه عدنان صار , ~ معقول تغير حبه لي , ماعاد يحبني , النفس طابت , كلمة قوية ياماهر ~ لفت وطالعت في عدنان اللي حط يده كإنه يكح و أشر لها تتكلم , لفت على ماهر وهمست وهي تعصر يدينها : والله هذي المرة من جد أقولها آسفة , من اليوم ورايح مايصير خاطرك إلا طيب ..
وتحركت ودقت طرف كتفه وهي تقول : ماهر سامعني ..
كان متجاهلها تماما , قالت : والله آسفة , قولي اش تبغى وأسويه ؟؟
ولمن شافته مطنشها قالت وهي تقاوم دموعها : حتى إنته زعلتني كم مرة لكني سامحتك ليه ماتبغى تسامحني هالمرة ..
قام وقال وهو يأشر على عدنان : شايفه اللي جالس هناك هو اللي جايبني والله لو مو عشانه ماكان جيتك ولا طبيت لك بيت بعد الكلام الزففففففت اللي سمعته ..
قالت ودموعها تنزل : آآآآآآآآسفة , والله آآآآآآآآسفة ..
هز راسه وقال بعدم اهتمام : طيب , بنعديها هالمرة وأشوف بعدين صدقيني بنرجع لنفس الموال ..
فرحتها بكلمة طيب انهارت مع كلماته الأخيرة , قالت بتأكيد وهي تمسح دموعها : لا إن شاء الله ..
~ ياناااااااااااااااااااس أحبهااااااااااااااااا , ياحمارة أحبك لكن لازم أقسي قلبي ~ تجاهل كل مشاعره ومد يده ببرود وهو يقول : نشوف ..
مدت يدها وصافحته وهي تبتسم له , رماها بنظرات برود , قال عدنان وهو بداخله مايت ضحك على ماهر : الحمد لله اللي تعوذتوا من إبليس , سلموا على بعض عربة وانهوا الموضوع وأهم شي تبدأون صفحة جديدة , مافي تذكير باللي صار مفهوم ..
رماه ماهر بنظرة مقهورة وهو يصرخ بداخله ~ عربه ليه يالننننننننننذل ؟؟ ~ هز عدنان حواجبه عناد قبل ما يحمحم وهو يقول بهدوء : أريج سلمي على زوجك ..
سلمت عليه بحرج وهي تطالع فيه برجاء , سحب يده وأشر لها تسلم عليها , لفت على عدنان باستنكار , أشر لها عدنان رغم استنكاره لحركة أخوه إنها تماشيه وتسلم وهو يقول : بوسة اليد احترام ..
ماهر اللي سوا الحركة مزحة لإنهاء الخلاف ما توقع إنها بالفعل تسلم , لمن دنقت مسكها من أكتافها يوقفها وهو يقول باستنكار : هييييييييييي من جدك انتي ..
طالعت فيه وهي تقول من بين دموعها : إنته قلتلي ..
هزها وهو يقول بتحبب : أمزح معاك يالخبلة ..
تمسكت فيه وصاحت من قلبها بصوت عالي وهي تقول بعصبية : لاعاد تمزح معايا أنا أكككككككره مزحك الثقيل ..
ضحك من قلبه وضمها وهو يقول : والله أروجتي تغيرت ..
ضربته بقبضتها وهي تقول من بين شهقاتها : عورت قلبيييييييييييي ..
قال وهو يرفع بصره : أحسن عشان تحسين بعوار قلبي أنا كمان ..
وانتبه إنه عدنان مو فيه , ابتسم وهو يشكره بداخله ...
: حليت القضية ياحضرة المحامي ..
التفت عدنان اللي جالس على درج الفيلا مع ساري وقال لصقر : الحمد لله ..
ضحك وقال : يا حلال المشاكل كان دخلت من زمان وحليت الموضوع ...
حك عدنان حاجبه وهو يقول : لو إنك خبير زيي كان عرفت إنه بعض المشاكل أحسن تاخذ وقتها و ما تنحل بسرعة عشان ما يتندم الواحد بعد ما يحلها وبعضها لا لازم تنحل ولا يتأزم الموضوع و تصدق ...
قام وزفر وهو يكمل بصوت غريب : أحيانا أتمنى إني ما أحل أي مشكلة ..
وتحرك خارج وهو يقول : أنا راجع البيت ورايا سفر بعد العشا , البيه شكله مرابط عندكم الليلة , إذا خلص رجعه بسيارتك ..
ولوح بيده بدون ما يلتفت وخرج , ابتسم صقر وقال : الله يسهلك دربك يا رب ..



***********************

في جدة :
شقة جاسم وأزهار :

الكل لاحظ حركة أزهار المستمرة ووقوفها عند الطاقة , قالت العنود وهي منسدحة على الأرض وحاطة رجولها فوق الكنبة : إنتي تستنين أحد ..
هزت أزهار ارسها وقالت : هااااااا , لييييييييييه ؟؟
قالت البندري: يمكن لأنك لك ساعة تدورين زي البس الحامل اللي عندها ولادة ..
ضحكت العنود ومدت يدها وهي تقول : كفك يابنت , والله صايرة تعرفين تحشين ..
ضربت البندري كفها وهي تقول : من بعد الله ثم معلمتي القديرة عنيدي ..
أشرت العنود بيدينها وقالت : لا تصفقون , لا تصفقون , شكرا , شكرا ..
لمن دق الجرس جريت أزهار للباب على طول , جاسم دق عليها قبل شوي عشان يخبرها إنه جاي من المستشفى عشان يخبر الهنوف لأنها الوحيدة اللي بقيت والكل عرف بحكاية حسان , دخل وهو يقول بتعب : السلام عليكم ..
ردت السلام وهي تطالع فيه بتوتر , ضحك على نظراتها ودخل وهي تتبعه , ابتسم لمن لقي الهنوف واقفة مبتسمة والبندري جالسة بصمت متردد وقالت العنود اللي مازالت مفترشة الأرض : كيفك يادب؟؟وكيف كانت رحلتكم ؟؟
صافح أخواته وضرب العنود على فخذها وهو يقول : قومي واعتدلي عندي موضوع ضروري ..
قامت وهي تحك فخذها وجلست على الكنبه , ابتسم للبندري فتغيرت ملامحها على طول وارتسمت ابتسامة على وجهها وهي تأكد لنفسها إن اللي صار أمس مو من نسج خيالها , حزم أمره أخيرا وقال بهدوء وهو يرسم الوجوم على وجهه : ترا صار شي فضيع ما أدري كيف أقوله لكم ..
طالعوا كلهم فيه بترقب وخوف وأزهار تأشر له إنه ما يقولها بطريقه مباشره
قال بحزم : مافي طريقة غير كذا يا أزهار , يعني كيف أقولها ؟؟
نزلت أزهار يدها لمن التفتوا لها والعنود تسأل بخوف : اش فيه ؟؟ خوفتوني ..
سكت طويل , حست أزهار بنبضات قلبها تهدر زي الرعود من قوتها واضطرابها وكانت عارفه إنهم أكيد زيها , قالت الهنوف بهمس : جاسم تكـ ...
واختنق صوتها لمن حست بجفاف مفاجئ لحلقها من الخوف , رفع راسه لهم وطالع فيهم بصمت وقال : في واحد مات ..
صرخوا : ماااااااااااااااااااات ..
وهتفت أزهار : مين اللي مااااااااااااات ؟؟؟
قال بسرعة : هو كان بيموت لكن ربي ستر عليه و ما مات ودحين هو طيب ومافيه شي والدكتور طمنا عليه ..
زفروا براحة والعنود تسأل : الحمد لله , بس مين ؟؟
قال بابتسامة : مابشرتكم ؟؟ عمي علي خرج من السجن ؟؟
: واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
صرخت بها العنود وهي تنط بفرح وصرخت الهنوف بفرح ممزوج بصدمة : كذااااااااااااااااااب , متى صار هالكلام ؟؟
والبندري تقول للعنود بحماس : يا فرحة عمتي والبناااااااات ..
قالت أزهار بحزم : ومين اللي ستر ربي عليه ..
طالع جاسم في الهنوف وقال : حسان , لكنه بخير دحين ..
شهقوا والتفتوا للهنوف اللي شحب وجهها فجأة وهي ترفع يدها و تغطي فمها عشان ما تصرخ , قام جاسم من الكنبة المقابلة لهم وجلس على الطاولة القزاز قدام الهنوف وقال بهدوء : قلتلك إنه كان بيموت لكن الحمد لله ربي ستر عليه , يعني لازم تفرحين بدل ماتزعلين ..
ودقها وهو يقول : وصدقيني لو درى حسونه إنه وجعه هو السبب في خروج ابوه من السجن بعد الله كان عور نفسه من زماااااااااااااااااان ..
وضحك وهو يقول : تصدقين قالي بيحط بلك مكان الباب عشان سنة كاملة محد يزعجه ..
وبدأ يغمز ويدقها وهو يتريق عليها عشان يضيع خوفها , ابتسمت أزهار وهي تشوف الهدوء اللي تلى الدموع اللي ذرفتها الهنوف بصمت وخجل من أخوها اللي ضمها وهو يوعدها يوديها له عشان تطمن عليه ..
أشرت له من ورى الهنوف بإبهمها بمعني طريقة حلوة , ابتسم وأرسلها بوسة خلت وجهها يحمر وهي تطالع في البنات خوف وحده منهم شافت حركته , ضحك عليها وهو يبعد الهنوف ويهديها ويهدي البندري اللي صاحت معاها , لكن العنود كعادتها قعدت تنكت معاه وتضحك عشان تضيع خوفها وخوف أختها ...
قال جاسم : إحمدي ربك إنتي دريتي بعد ماانتهى كل شي , هذي الضعيفة من أمس وهي دارية ومعانا لحظة بلحظة ..
لفت الهنوف بصدمة على أزهار اللي ابتسمت قالت : الحمد لله على كل حال , حمد لله على سلامته يا هنوف ..
قامت الهنوف وضمتها وهي تصيح مرة ثانية , ضحكت أزهار وقالت : والله شغلة , أمس البندري تصيح واليوم الهنوف ..
قالت العنود وهي تضمها بحب : السر في حضنك الدافي ..
ابتسم جاسم وقام من مكانه وبعد العنود وبعد الهنوف وهو يقول : أجرب ..
صرخت أزهار باستنكار وهي تتراجع بإحراج , ضمها جاسم وهو يقول : عادي مافي شي ..
دفته أزهار بخشونة وهي تحاول قد ماتقدر ماتجي عيونها في عيون أخواته , لف جاسم وضحك من قلبه لمن شاف الهنوف محمرة من الخجل والبندري لفه وجهها والعنود بعكسهم مفرصعة عيونها , قالت بصوت ممطوط : قلـــــــة أدب , ودوني بيتي دحيــــــــــن قاعدين نتفرج في قناة غير مشفرة ..
ضربتها الهنوف باستنكار و أزهار مدنقة وهي ودها الأرض تنشق وتبلعها , قال جاسم بمرح : أوريك القناة غير المشفرة ..
ولمن تقدم من أزهار ضربته بعلبة المناديل اللي جنبها بدون تفكير , انفجروا البنات ضحك لمن ضربت العلبة في جبهته , شهقت أزهار وجريت له وهي تقول : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآسفة , ماقصدي , والله ماقصدي ..
حط يده على جبهته وابتسم لها وهو يسأل بهمس : ضيعت الموضوع زين ؟؟
ابتسمت وقالت : إيوه , ماشاء الله عليك ..
همس : من جد حضنك دافي ..
انصعقت من كلمته فبعدت عنه وهي تقول : والله علبة مناديل ثانية وفي عينك هالمرة ..
قهقه من قلبه وهو يقول : والله متزوج ولده ..
ولف على أخواته وقال : أروح أتروش و أريح شويه وأوديكم المكان اللي تبغونه ..
وقال لهنوف بحنان : إن شاء الله أوديك له وتطمنين عليه بنفسك ..
نزلت راسها مستحيه منه وهي تهز راسها , لمن دخل الغرفة قالت البندري : فضيحة قاعدين وجاسم فيه , أكيد تعبان ووده يرتاح ..
ابتسمت أزهار وقالت : ماعليك , لاحق إن شاء الله على الراحة ...
واستأذنت منهم ودخلت الغرفة , ابتسمت العنود وقالت : يااااااااااااافرحتي لهم , يارب تتمم عليهم حبهم وفرحتهم وسعادتهم ..
شويه وخرجت أزهار وجلست معاهم وهي ترد على أسئلتهم عن أمس وكيف قدرت تخبي الموضوع عنهم , جاوبتهم وهي تتجنب تقولهم إن سبب جرحه هو طلقة نار لأنه جاسم عزم يخليها تشوفه بعدين يقولها على بقية الحقيقة ...


************************

بعد المغرب :
في المستشفى :

خفقات قلبها حستها مسموعة من قوتها , كان واقف عند السرير وهو ماسك مشط يمشط به شعر حسان وهو يقول بهدوء : عارف تبغى تصير حلو عشان العروسة , يلا قوم بسرعة عشان نفرح بك , سوي زي عبد الرحمن قال 3 أسابيع وشوفهم بيجوزونه قبل رمضان بأربع أيام , بالله أحد يتزوج في شعبان ..
انعصر قلبها وهي تشوف حسان يطالع فيها ويبتسم رغم الجهاز الموصل به , ولاحظته يحرك أصابيعه يأشر لها تجي , لف عبد الإله لمن انتبه لحركته وأول ماشافهم عرفهم , تراجع بسرعة وحط المشط على الطاولة ودنق راسه وهو يهمس : هلا عمتي تفضلي ..
وتحرك بيخرج , مسكته نورة بقوة وضمته بصمت , تراجعت سفانة اللي كانت تراقب المنظر من ورى أمها لمن تفاجأت بقربه , تحركت للسرير ولمست يد حسان ورفعت غطاها و طالعت فيه بحب , ابتسم ورفع يده بصعوبة وأشر على حلقه وانهارت يده جنبه , قالت بهمس : قالي أبويه إنك ماتقدر تتكلم بسبب الجهاز ..
ودمعت عيونها وهي تقول : حمد لله على سلامتك حسونه ..
وماقدرت تستحمل رمت نفسها على صدره وهي تصيح من أعماق قلبها , سحبها أبوها وقومها عنه وخرجها بحزم , تعلق بصر حسان بسفانة ورجع طالع في أمه اللي كانت أكثر رباطة منها , ضمته وسلمت عليه وقرت عليه وكلمته وصبرته بكلمات قوية وخرجت , تبعته خوله وأسماء اللي أخفت دموعها وهي تخرج , لمن طالع بحيره لأبوه قال أبوه : الخنساء وسمية منعناهم من الزيارة عشان الزحمة , بكرة إن شاء الله يجون مع سالم ..
أخفى عنه حقيقة إنهم مايتات صياح عشان كذا إنمنعوا من الزيارة بأمر من نورة اللي ماتبغى حسان يتأزم ببكاهم ...
خرج علي واستغرب البنت النحيفة اللي جلست مع البنات وهي تهدي سفانة المنهارة , سأل نورة : هذي الهنوف ؟؟
ابتسمت نورة وقالت : لا هذي ريم أصرت تجي بس كذا ..
ابتسم لمن تذكرها وقال : كيف حالك يا ريم ؟؟
استحت ريم وهمست بصوت مخنوق من التعب : الحمد لله , الحمد لله على سلامة حسان و الحمد لله على خروجك بالسلامة ..
وهمست لسفانة وهي تستنشق بقوة وتمسح أنفها اللي تحسه بيتقطع من كثر الوجع : الله يفشل العدو , أظن أبوك يقول البنت هذي ماتستحي ..
ضوسط دموعها وقالت : لا عادي , الكل عارف حكايتك مع حسان ..


استحت ريم وهمست : فشلــــــــــــة , هنوف ماجات وأنا جيت , يلا يلا قوموا خلونا نتحرك من هنا ترانا مسوين زحمة عند العناية ...
قالت نورة بحنان : ريم مادمنا في المستشفى قومي اكشفي على نفسك تراك بتموتين من الوجع ..
هزت راسها وقالت : لا مايحتاج , شوية زكمة بس ..
وتحركوا خارجين بعد ما ألقت نورة نظرة ثانية على حسان , تحركوا البنات وتحلقوا حولين علي اللي جاهم يقولهم على التطورات اللي قال عليها الدكتور , قالت ريم لسفانة : أسبقكم على برى , ولمن خرجت من العناية ضربت في جسم طويل , اختل توازنها من شدة تعبها وطاحت ..
: بسم الله عليك ..
حست بيدين قوية تسندها , استغربت إن اليدين كانت سمرا كبيرة , حست بقشعريرة في جسمها كله ~ مو معقولة رجال اللي ماسكني ~ لفت وانصدمت لمن شافت ابتسامته , بعدت عنه بسرعة وهي تقول بصوت مخنوق وضربات قلبها توجعها من قوتها : لا عاد تلمسني ..
اتسعت ابتسامته وهو يقول بتريقة : من وراء حجاب ..
تجمعت الدموع في عيونها وهي تقول : هذا مو شي ينمزح فيه , احترم نفسك وصير رجال ..
رفع حواجبه وقال : ماني عاجبك ست ريم ..
قالت بحزم : لا منته عاجبني سيد عبد الرزاق ..
وتحركت بسرعة , مسك يدها فرفعت يدها الثانية بلا شعور وصفعته وهي تتنفس بحدة وهي تسحب يدها منه وهي تقول بحزم : اتق الله ..
وتحركت بسرعة ووقفت عند بوابة المستشفى وهي تتنفس بالقوة , غطت وجهها وجلست على أقرب مقعد وهي تصييييح من أعماقها ~ ليش يسوي كذا ؟؟ ليييييييييييييييش ؟؟ أعلم أبويه , ولا أروح لميييييييييييييين ؟؟ أشتكي لمين من مضايقاته ؟؟ ~
: ريم ..
أول ماسمعت اسمها يخرج من بين شفايفه قامت بسرعة وتحركت خارجة من المستشفى , سطع ألم حاد لكنها تجاهلته لأنها تعرف هالوجع اللي يبهذلها كل شهر و مشيت بعزم مطنشة مناداته , سطع الألم أكثر وحست بعجز عن إكمال مشيها من شدة الوجع , وحاولت تعتدل واقفة لكنها ماقدرت , تأوهت وهي تلف يدينها على بطنها وتنحني بوجع , حاولت تقوم لكنها رجعت انهارت على الأرض وهي تصرخ , لمن قرب منها صرخت : لا تلمسنييييييييييييييييييييييييييييييييي ..
تراجع بسرعة وهو يصرخ : انتي وجعانه ..
لفت عليه وقالت من بين أسنانها : أموت وجع ولا تلمسني ..
انصعق من كلمتها , اندفعت ممرضة لها وصرخت في ممرضة ثانية : كرسي بسرعة ..
تعاونوا وساعدها وجلست عليه ودفوها للطوارئ , سفانة اللي شافتهم ياخذونها لحقت بهم بخوف , ولمن شافتها تصيح خمنت إنه من الوجع , خاصة إنه الطبيب رفض يعيطها الإبرة المهدئة وهي مسخنة ...
ضحكت سفانة وقالت : شفتي فائدتها , خلتك غصب عنك تكشفين ويعطونك غبر مخفضة للحرارة , يالمجرمة 40 حرارتك وتمشين ..
استنوا حولينها المحلول إلين انتهى وخرجوا من المستشفى ...



**********************

رد مع اقتباس