شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
رد: روايه جميله جدا
الساعة 5.30 عصرا :
في المستشفى :
~ ليش رائحة المستشفيات وحده , هل هم يستخدمون نفس مواد التنظيف ؟؟ موحدينها يعني ولا في نوع خاص و ................. عمر في إيش قاعد تفكر ~
رفع راسه وحول نظراته عن أرض المستشفى صدم بصره بعدنان اللي واقف عند باب الطوارئ مستند على الجدر كانت ذراعه اليسرى ملطخة ببقعة دم نشفت , التفت ليمينه شاف جاسم جالس بصمت جنب عبد الرزاق المدنق وهو قابض على شعره بأصابع ملطخة , لف بصره و طالع في يدينه برعب , لقي حتى يدينه ملطخة , فركها بقوة وهو يحس بانقباض قلبه , انتبه عدنان لحركته فكشر وجهه وتحرك من مكانه وجلس جنبه بتعب و جال ببصره على الكل وتسمر على سامر اللي واقف وهو يطالع في عبد الإله بتوتر ..
: ليه ما احد خرج , لييييييييييييييييييييييه ؟؟
التفت عدنان لعبد الإله اللي صرخ بها بقهر وهو يدور زي المجنون في الممر , بعد سامر نظره عنه وقال : أصبر , إن شـ ..
صرخ فيه عبد الإله وهو يوقف قدامه : أصبر , ذبحت ولد عمتي و تبغاني أصـــبر ...
حاول سامر قد ما يقدر إنه ماتجي عينه على عبد الإله الغرقان دم , فنيلته البيضاء القطنية , يدينه حتى وجهه كان ملطخ ببعض النقاط , صرخ فيه عبد الإله : تكلم , كيف أصبر وأنا ذابحه ..
همس سامر بصوت مخنوق وهو يبعد وجهه أكثر والعرق يندي جبينه : أبغى أهون عليك ..
صرخ فيه وهو يدقه على كتفه : لا تهون , الموضوع كبير وما يحتاج أحد يهون عليه فـيه ..
كان الكل مو قادر يتحرك من ثقل الإحساس اللي يحسونه , قام عدنان بسرعة و ماهر اللي توه جا بعد ما ركن السيارات جرى بسرعة قبله ودفه بعيد عن سامر وهو يقول بحزم : هي , بعد عنه تراه ..
: سااااااامر ...
صرخة عمر اللي نط من مكانه لمن شاف سامر يهوي على الأرض قطعت عليه كلامه , قام جاسم وعبد الرزاق بخلعة و تراجع عبد الإله من مكانه بصدمة , قال ماهر يهديهم : عادي , عادي , يغمى عليه لمن يشوف الدم ..
رفع عبد الإله يدينه وطالع في الدم بوجع , حط عدنان في راحته شوية من موية الصحة اللي ناولها له ماهر ومسح بها وجه سامر وهو يقول بهدوء : سامر , سامر ..
فتح سامر عيونه ببطء , شافهم متجمعين حولينه , زاد ضجيج المستشفى فجأة ووصلهم صوت خطوات ثقيلة مميزة , التفت عبد الإله وشهق لمن شاف ثلاثة من رجال الشرطة جاين لهم ومعاهم ممرض وواحد شكله من مسؤولي المستشفى ..
قال أعلاهم رتبة : إنتم أصحاب حادثة طلق النار ..
فرد جاسم طوله وهو يشد ظهره وقال : إيوه , كيف نخدمك يا حضرة النقيب ؟؟
أقلهم رتبة فك الأصفاد المعلقة في حزامه والنقيب يقول : مين فيكم اللي أطلق النار ؟؟
اعتدلوا كلهم في وقفتهم وماهر وعدنان سندوا سامر اللي كان يحاول يستعيد صفاء ذهنه , زادت حدة تنفس عبدالإله وهو يقول من بين أنفاسه : بالغلط , الرصاصة انطلقت بالغلط ..
التفتوا له العساكر , لف على عمر وعبد الرزاق وهو يأشر عليهم ويقول برعب : هم شاهدين إن الطلقة ماكانت مقصودة ..
أشر رئيسهم ببرود للجندي اللي تحرك و معاه الأصفاد , صرخ عبد الإله وهو يتراجع بخوف : بالغلـــط , والله بالغلـــط ...
وقف جاسم بين الجندي وعبدالإله وهو يقول : لحظة , مو معقولة ..
قاطعه النقيب ببرود : يا تبعد يانشيلك معاه ..
تقدم عبد الرزاق وهو يأشر بإصباعه ويقول بغيض : هي إنت , إحترم نفسك لمن تتخاطب مع الناس , مو كافينا اللي فينا ..
رماه النقيب بنظرات باردة وقال بوقاحة : ما قلنالكم إلعبوا بالمسدسات وبعدين قولوا كافينا اللي فينا , وين المسدس ؟؟ نبغاه ونبغى تصريح استعماله كمان ..
لمن تقدم عبد الرزاق بعصبية مسكه عمر وهو يقول : عبدالرزاق خلاص ..
ولف على النقيب وقال بأدب : أعذرنا محنا مستوعبين اللي صار , المسدس في مكاننا سبناه , بعدين يا الشيخ ما يحتاج هالنبرة في الكلام و ...
قاطعه النقيب : ترى معانا جيب , يعني ممكن نرصكم كلكم فيه ..
ساد صمت على المكان , لف عمر على جاسم وقال بهدوء وهو يكتم غيضه : خليه يروح معاهم يا جاسم , إجراء روتيني لا غير ..
طاااااااااالع جاسم في النقيب وهو يحس بمشاعره تغلي , نزل راسه وبعد عن طريق الجندي , هز عبد الإله راسه وقال برعب : جاسم لا تخليهم ياخذوني , جاسم الله يسعدك مو قبل ماأطمن عليه , مو قبل ماأشوفه ..
قال الملازم لمن شاف تراجع عبد الإله عن الجندي : رجاء أخويه لا تقاوم ..
صرخ عبد الإله فيهم وهو يدف الجندي : بتخلونهم ياخذونيييييييييييي ..
تقدم الملازم ومسك عبد الإله وهو يقاومهم وهو ينادي جاسم , صرخ جاسم لمن شاف الاثنين متعاونين عليه بيقيدونه : سيبووووووه ..
كان مو مستحمل مناداة ولد عمه له وهو واقف , صرخ عبدالرزاق لمن شاف واحد منهم يضرب عبد الإله : don’t hit him you sons of the **** , don’t ever touché him..
قبض عدنان بقوة على أكتاف جاسم وهو يقول : جاسم خلاااااااااااص ..
وعمر اللي كان قدام عبدالرزاق حط يدينه على صدره يمنعه من التقدم وعاونه سامر اللي قبض على ذراعينه وهو يقول : عبدالرزاق كافي اللي إحنا فيه ..
مسك الملازم يد عبد الإله بقبضة قوية ولواها ورى ظهره ودفه على الجدر بقوة وهو يصك القيد وهو يقول بحزم : قلت لك لا تقاوم ..
وحط القيد في يده , كان الكل مذهول من اللي قاعد يصير خاصة لمن قال النقيب وهو يأشر على عبد الرزاق : خذوا هذا معاه , نوريه التطاول اش يسوي في الواحد ..
قال عمر بسرعة وهو يلتفت للنقيب : إمسحها في وجهي هالمرة ..
ومسح على لحيته وهو يقول برجاء : تكفى إمسحها في وجهي ...
لمن حس بعضلاته تقسى من شدة غيضه نشب سامر أظافيره بقوة في ذراع عبدالرزاق اللي كان يلهث من شدة القهر عشان يهديه , مرت ثواني صمت بطيييييييييييئة , انتهت بزفرة النقيب وهو يقول : هالمرة بس ..
انفتح الباب وخرج الدكتور رامي وهو يهرول ويأشر للممرضين اللي وراه وهو يصرخ : hurry hurry , افسحوا الطريـــق , افسحوا الطريــــق ..
خرج الممرضين وهم يدفعون السرير المستقر عليه حسان المغطى بشرشف أبيض يوصل لحد بطنه و جزء من صدره مغطى بشاش ملون بدمه , كان وجهه أزرق شاحب و محشور في حلقه أنبوب كبير موصل بكيس هواء تضغطه باستمرار وحدة من الممرضات وهي تهرول معاهم ..
أول ما شافه عبد الإله صرخ وهو يتقدم : حساااااااان , خلوني أشوفه نظرة أخيرة الله يخليكم , جاسم لا تخليهم ياخذونه , جاااااااااااسم ...
جر الملازم القيد عشان ما يتحرك عبد الإله اللي صرخ : لا تاخذونه , خلوني أشوفــــه , حساااااااان ..
ضمه ماهر بقوة وهو يقول بصوت متهدج : بتشوفه , بتشوفه , خلاص يا عبد الإله إدعيله , ربنا أرحم ..
وتهدج صوته أكثر وهو يهمس : مالك إلا الدعاء , مالك إلا الدعاء ..
انفجر عبد الإله يصيح وهو يصرخ : قتلته بيديني , قتلت أخويـــه بيدينييييييييييييييي , حساااااااااااااااان , وين أودي وجهي من عمتي ؟؟ اش بأقول لأبووووه , سامحوني ذبحت ولدكم , سامحوني قتلت وحيدكم , حساااااااااااان ...
كان عدنان مغتاض من الناس المتجمهرين حولينهم , حتى الحريم كانوا من ضمن المتجمهرين , سحب الملازم عبد الإله من بينهم وهم مهم قادرين يسوون شي , رمى جاسم جسده على الكرسي ودفن وجهه بين كفوفه ومسح شعره وشده بقوووة و لولا ذراع عدنان اللي تضغط على كتفه كان صرخ من القهر , صرخ من كل أعماقه , سحب عبد الرزاق نفسه من بين ذراعين سامر وصرخ وهو يضرب الجدر برجله , كان يسب ويلعن بكل الألفاظ الإنجليزية اللي تجي في باله , جا حارس أمن المستشفى وبالقوة قدر يفرق التجمهر ...
*********************
قبل صلاة المغرب بنصف ساعة :
الساعة 6 في شقة جاسم و أزهار :
فتحت الباب وهي مبتسمة , جسم أسود غشاها فجأة وتعلق فيها , أخذت ثواني معدودة قبل ما تستوعب إنها العنود ضامتها وهي تقول : وحشتينييييييييي يا دبـــــه ...
ضحكت أزهار وسلمت عليها وهي تقول : انتي أكثر يا عمود الكهرب , حياك الله ...
دفتها سفانه وهي تقول : تحركي موقفتنا كلنا ..
حست أزهار بالحرج وهي تشوف الكل جا أخواتها و سفانة و أسماء وعهود وريم , سلمت عليهم و ما عرفت تاخذ العباية من مين ولا من مين , حست براحة لمن ضحكت سفانه وقالت وهي تفك عبايتها : بنت شيلي هالتوتر , ارتاحي البيت بيتنا إحنا بنعلق العبايات , ماله داعي الرسميات ...
ضحكت بحرج لأنها فعلا كانت تحس أعصابها مشدودة وقالت : لا توتر ولاشي , حياكم الله , البيت بيتكم طبعا ...
انتبهت لحواجب سفانة المرسومة بشكل متقن ~ هل هي تنمص حواجبها ؟؟ المرة اللي فاتت كانت كذا كمان ؟؟؟ ليش مالاحظت إلا تو ؟؟ ~ قطع تفكيرها صوت العنود اللي قالت بتريقة : مو لااااااااااااايق عليها مسوية فيها حرمة ...
ضربتها الهنوف وهي تقول : طيب هي حرمة ..
لفت العنود بوزها وعلقت عبايتها وهي تبعد يد ريم اللي كانت بتعلق قبلها , طاحت العباية من يد ريم , زفرت وقالت بصوت ثقيل : دحين اش يخليني أدنق عشان أجيبها ..
كان وجهها منفخ وعيونها مدمعة وخشمها محممممممر حولينه جراح خفيفه , استنشقت من خشمها بقوة وهي تمسحه بالمنديل وهي تكمل : ترى لو دنقت بيغمى علي من قوة الزكمة ..
الكل ضحك عليها , دنقت العنود وشالت العباية وعلقتها لها ومسكتها من يدها وسحبتها للمجلس وهي تقول : تكفين خلي الإغماءة جوة , تحاشرينا في الممر ..
لحقتهم سفانة وهي تقول وهي حاسة بالذنب : ريمان ترى اغتبناك أمس وقلنا عليك وحدة سخيفة ..
هزت العنود راسها وقالت : قلت يمكن ما جيتي تسانديني يوم شوفتي عشان زعلانه ولا شي ...
استشقت ريم بقوة ومسحت عيونها المدمعة وهي تقول بهدوء : إيييييي طيب , أنا ماني مسامحتكم , بجرجركم بها يوم القيامة , يااااااااابخت المظلوم بالجنة ...
دقتها سفانة وهي تقول : ريمو يالدب , طيب انتي مااتصلتي واعتذرتي عن الجيه ..
: ماااااااالي دخل مجرجرتكم مجرجرتكم , الواحد يدور على الحسنة ..
قالت العنود وهي تأشر على سفانة : خذي منها حسناتها كثيرة أنا فقيرة , الله يرحمني برحمته , حتى الوجع ما أوجع ..
لفت عليها ريم وقالت بغيض : قولي ما شاء الله تحسدين نفسك ..
قالت العنود بتفكير : والله ما أفتكر متى آخر مرة وجعت , شوية صداع بس في فترات متباعدة و ..
: عنيدي خلااااااااااص ..
انتقلوا للمجلس اللي بخرته أزهار وجهزت على طاولته الكبيرة ثلاجات القهوة وصحون الحلى ..
وبعد سؤال عن الحال والأحوال ولمن وصلت لعهود مسكت أزهار تكشيرة وجهها بالقوة لمن شافت بنطلونها الجينز البرمودا و بلوزتها القطنية اللي يا دوب توصل لحد كمر البنطلون , أقل حركة منها كانت تكشف خصرها وظهرها , سألتها عن أحوالها وهي تزين وجهها بابتسامة هادئة , كانت تلاحظ نظرات عهود الفاحصة لها , قامت و مسكت ثلاجة القهوة بالهيل وقبل ما تتحرك لقيت السمراء اللي أثارت تعجبها المرة اللي فاتت واقفة جنبها وهي تسأل : هذي بالزنجبيل ؟؟
ولمن هزت راسها بإيوه , مسكت ثلاجة القهوة بالزنجبيل وهي تشيل معاها الفناجين , ابتسمت أزهار وقالت : أسماء ارتاحي أنا أصب ..
هزت راسها وقالت بصوتها المبحوح : مو انتي قلتي البيت بيتنا ؟؟ ..
وتحركت وهي تقول : مين يبغى بالزنجبيل ؟؟
تحركت أزهار وصبت للبقية اللي يبغون الهيل وحطت الثلاجة جنب العنود لأنها تعرفها مدمنة قهوة ..
سألت سفانة بتعجب : أزهاااااار , ليه ماصبيتي لنفسك ؟؟
ابتسمت وهي تتأمل شعرها اللي تغير لونه من البني والأشقر لأسود ~ ما شاء الله متى صبغته ؟؟ أليق عليها من الأشقر ~ وقالت : ما أحب القهوة ..
شهقت وسألت بعفوية : واش تشربين مع جاسم ؟؟
وتلون وجهها وهي تقول بسرعة : انسي إني سألت ..
قهقهت أزهار على خجلها وقالت : عادي , نشرب شاهي ولا نسكافيه , بيني وبينك هو عادي عنده أي شي ..
قامت البندري من مكانها وصبت لنفسها و رجعت جلست جنب أزهار , التفتت لها أزهار وابتسمت وهي تقول : اش الحلاوة هذي يا عروسة ؟؟ بسم الله ماشاء الله ..
ابتسمت البندري اللي استعاد وجهها الكثير من حيويته وتلون بجمال غريب و لمعة سعادة في عيونها , مدت أزهار يدها ومسحت التوفي العالق بطرف فمها وهي تضحك وتسأل : عجبتك الكيكة ..
مسحت البندري فمها وقالت : ممممممممم , لذيذة ما شاء الله , اكتبي لي الطريقة ..
قالت العنود بفم مليان : لذيذة ..
طار فتافيت من الكيكة من فمها , ضحك الكل وضربتها سفانة اللي جالسة جنبها وهي تقول : يعععععععع , يالقرفة , عشان تعرفين ليش من الأدب إننا مانتكلم وفي فمنا أكل , صكي فمك إلين تخلصين لقمتك ..
قالت الهنوف من وسط ضحكها : أصلا اللي أكلتها تسمينها لقمة , أموت وأعرف كيف حشيتيها في فمك ؟؟
حطت العنود يدها قدام فمها وقالت بصوت مخنوق من الأكل : قولي ماشاء الله ..
ولمن شافت أزهار ساعتها قامت عشان تجهز السجاجيد و الشراشف عشان صلاة المغرب , قامت معاها الهنوف اللي قالت : ماشاء الله , قلناها عشرين مرة , يمه منها حرصوصة ........... ما شاء الله ..
قالتها لمن عرفت إنها بتقولها قولي ماشاء الله , قالت أزهار وهي تفرش السجاجيد في الصالة تفهمها ليش العنود تصر على كلمة ماشاء الله : لازم الواحد يتعود على كلمة ما شاء الله تبارك الله , العين ما تجي بس من واحد كاره تجي من محب بدون ما يدري , يمكن الواحد يطالع بإنعجاب لكن الشيطان يرمي في نظرته سهم يصيب الإنسان لكن الواحد لمن يقول ما شاء الله يمنع الشيطان بإذن الله ..
قالت الهنوف : بس العنود بزيادة , على كل شيء تحاربك على كلمة ما شاء الله وأنا قلتلها لو قريتي أذكار الصباح والمساء بانتظام مايصيبك شي بإذن الله ..
قالت سفانة اللي جاتهم : انتي عارفه إنها تعقدت من بعدي ..
تصنمت أزهار والتفتت لها بتعجب , أشرت على راسها وقالت بهدوء : قبل 7 سنين لمن كنت أولى ثانوي شعري كان أسود فاحم و كثير يوصل لفخوذي من طوله , صحيت من النوم بعد فرح الجوهرة لقيته بطوله في المخدة ..
شهقت أزهار بفجعة وحطت يدها على صدرها هي تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
ضحكت سفانة وحكت مقدمة شعرها بسبابتها وهي تقول : نسيت أقرأ على نفسي ذاك اليوم مع الريحة و الجية للكوفيرة وغيره , تصدقين حتى حواجبي مابقي فيها شعرة , هذي باروكة , ما تشوفين شعري طال عن أول وتغير لونه ..
ولفت توريها وهي تكمل : ذيك ألبسها في البيت وهذي وقت الخرجات والزيارات ...
كان طول هالباروكة يوصل لنص الظهر , حست أزهار بقبضة تعصر قلبها عصر , لكنها تجاهلتها عشان ما تحس سفانة إنه ألمها شفقة عليها , ابتسمت وقالت : ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه , شوفي كم الأجر اللي كسبتيه من صبرك ما شاء الله , كم من الحسنات اللي تصب في ميزانك , الله يزيدك يا رب من صبره ويعوضك ..
لفت سفانة عليها , انصعقت أزهار والهنوف من تعابير وجهها الغريبة , سفانة اللي كانت ممتنة من الأعماق لأزهار همست : ذكرتيني بأبويه , كان دايما يقول لي هالكلام , إنت أول وحدة تقول هالكلام بعد ما تعرف بالموضوع , دايما يسألون اش شعورك ؟؟
ابتسمت أزهار وقالت وهي تحس ألمها الداخلي يزيد : مستحيل أسألك هالسؤال لأنك لو تكلمتي من هنا لبكرة محد حيفهم شعورك لأنه ما حيقدر يتخيل الموضوع , ما حيفهم إلا اللي مر بنفس التجربة ..
: أي تجربة ؟؟
التفتوا للعنود اللي خرجت من المجلس ووراها البندري , قالت سفانة ببساطة : شعري ..
همست العنود بتريقة وهي تحط يدها على كتف سفانة : اشششششششش , كم مرة قلت لك دسي الموضوع يالخبلة بعدين ما يخطبونك ..
ضحكت سفانة وهمست بصوت عالي : أزهار ما عندها أخوان , عادي أقولها ..
قالت العنود : أوووووووو صحححححححح , خلاص قوليلها , مادام ماعندها رزق قوليلها ..
قالت البندري : ياليييييييييييتني مسجلة كلامك وموصلته لعدنان عشان يعرف إنك سوسة ..
حطت يدها موضع قلبها وتنهدت وهي تقول : أخخخخخخ , الله يقطع إبليسك لا تنطقين اسمه ترى قلبي يخرج من مكانه لا سمعت اسمه ..
صرخوا باستنكار وقالت أزهار وهي حاطة يدينها على خدودها المحمرة : عنوووووود استحي ..
ضحكت العنود من قلبها وهي تتلقى ضربات الهنوف وسفانة وقالت : خلوا النتيجة تطلع بس..
قالت البندري وهي مصدومة من العنود : هذا وهي ما طلعت النتيجة , كيف لا طلعت , الله يعينك يا عدنان ..
حكت شعرها وقالت : والله أمزح معاكم , كنت بأشوف ردة فعلكم بس وصراحة ..
وضحكت وهي تأشر على أزهار اللي بتموت من الخجل : أزهار تحححححححححفة , ما كإنها متزوجة , اقنعيني ماقيد قلت هالكلام لجاسـ ..
شهقت أزهار وقاطعتها باستنكار خجول : بــــنــــــت ..
وضربتها وهي تقول : مالك دخل قلته ولا لا , روحي توضي وتعبدي ربك أحسن لك ..
لفت على الهنوف وسألتها : وانتي ما تحسين بهالشي لمن نجيب سيرة حسان ..
اتسعت عيون الهنوف وزاد حرجها وهي تقول بتلعثم : هااا , لـ ... لاااااااااا ..
أشرت على وجهها وقالت : هااااااااااااااا أجل ليش محمرة وتتلعثمين , كذاااااااابة ..
: عنيدي ..
: بسسسسسسسسسسس ..
وضربتها سفانة وهي تقول : أصلا ما تسكتين إلا لمن تنضربين ..
*****************************
23 / 9 / 1422 هـ :
الساعة 1 في الليل :
: باقي سبع أيام على العيييييييييييييييييييييييييييييييييد ...
: هذا بدل ما تتحسرين على رمضان ...
: آآآآآآآآآآآآآي عورتيني , لا تضربين , بعدين أنا ماقلت رمضان مو حلو بس العيد كمان حلو ..
: روحي اتهجدي أحسن لك يمكن الليلة ليلة قدر ...
زفرت الخنساء وتحركت بخطوات قوية لغرفتها وهي تتمتم بغيض , ضحكت سفانة وهي تتأملها وقالت : لازم الواحد يزفها عشان تصلي ...
زفرت أمها اللي كانت تشاهد اللي صار بينهم وقالت : الله يصلحها , يوم كنتي قدها كنت تصلين وتقرئين من دون ما أحد يدقك ويجري وراك ..
ابتسمت سفانة وقالت : مو الله يكفينا الشر الجيل كل ماله في انحدار اللي يحمينا بس ..
: يا عيني على بنتي العاقلة , يارب تحميها ..
لفت سفانه على أبوها وابتسمت بخجل وهي تحمحم , خرج حسان من غرفته وهو يعدل أكمامه المشمره وقال : تكفى يا أبوية لا تكبر راسها ما تحتاج , هي لله منتفخة زي البالون ..
رفعت حواجبها وقالت : لازم أصير زي البالون , مو الحمد لله حفظت القرآن كامل مو زي بعض ناااااااااااااس , متقطعة على جزئين ..
قال حسان بغيض : عشان دخلتي مدرسة تحفيظ مو زيي حكومية ..
رفعت حاجبها وقالت : دخلك أبويه تحفيظ بس حفظك كان بطييييييييييء ...
ضحك علي وقال وهو يعدل شماغه اللي بدون عقال وهو يقول : لا تحاول تغلب الحريم في اللسان , أنا توبت من 34 سنة ..
حسبت سفانه وصرخت : من يوم تزوجت أمييييييييييييييييييييييي ....
ضحك حسان من قلبه وطالع في أمه اللي تقدمت منهم بهدوء وهي تفك تولة العوده , مد علي يدينه , مسحت له مسحتين خفيفة وهي تقول : تحركوا لا يقولون الشيخ تأخر عند صلاة التهجد ..
قال حسان وهو يمد يدينه بغيرة لأمه ويطالع في أبوه اللي مسح العوده في لحيته وجبينه : أصلا أبويه ما يبدأ الصلاة قبل 1.30 ..
لبست سفانه أبوها البشت الأسود وقالت وهي تمسد أكتافه : ادعيلي يا شيخ ..
ابتسم وحط يده على راسها وقال : الله يصلحك يا بنتي ويشفيك ...
وتحرك ووراه حسان اللي شد شعرها وهو يقول : يا دلوعة ..
حطت يدها على راسها عشان ماتطيح الباروكة وهي تقول بتهديد : هييييييييي , أوريـــك , كلللله عند هنوف ..
ضحك وقال بعناد : عاااااااااااادي , خلاص وافقت وتدبست مافي تراجع ...
قالت أمه وهي تتنهد : هي بالله هذا واحد بيملك بعد شهر , قاعد يتعاند مع أخته ...
لحقتهم سفانة لباب الحوش , أول ما خرج أبوها لقي 4 سيارات شرطة وجيب مسوين زحمة عند باب الفيلا , والناس متجمهرة حولينه , فتح حسان عيونه بصدمة يحاول يستوعب اللي يشوفه , تقدم أربع جنود مدججين بالسلاح
وواحد منهم يقول : علي حمزة الـ ..... إنت مقبوض عليك بتهمة ***
ومسكه الثاني من كتفه بقوة مفاجأة طرحت بشته على الأرض , صرخت سفانة و اندفع حسان بلا شعور ودف الجندي عن أبوه وهي يصرخ : هييييييييييييييي حددددددددك ...
رفع واحد منهم عصايته وضرب بها حسان اللي انطرح على الأرض واندفعوا اثنين ومسكوا علي اللي صرخ رغم عنه : لااااا تضربه ...
صرخت سفانة لمن شافت الإثنين يحاولون يسدحون أبوها على الأرض وهو مثبت نفسه وواقف بشموخ : أبويـــــــــــة ....
واندفعت خارجة بلا شعور وهي تصرخ : سيبووووووووووووه , أبويـــــــــــه , سيبووووووووووووووووه ...
قام حسان من الأرض وهو يصرخ بعصبية : أدخلـــــــــــــي ..
لكن رجعته ضربة الجندي للأرض , علي اللي كان يساوي ثلاثة من الجنود النحاف بجثته العريضة دف الجنديين اللي قابضين عليه وانحنى يرفع بشته و ضم سفانه وهو يغطيها به وهو يقول بحزم حنون : سفانه أدخلي ..
صرخت من بين دموعها وهي تحتضنه أكثر : لااااااااااااا , ماحسيبك , أبويــه خليني معااااااااااااك ..
كانت يدينها ما تتلقى حولين خصره فتشبثت بثوبه وهو تصرخ : خليني معااااااااااااااك , أبويه لا تروووووووووووووح , الله يخلييييييييييييييييييك ...
رفع راسه وشاف التجمهر اللي حولينه بوجع , الكل قاعد يتفرج عليه وهو يتجرجر زي الكلاب للسجن ~ اللهم إني أعوذ بك من قهر الرجال ~ رمى الجنود اللي حوله بنظرة جمدتهم في مكانهم , دنق عليها وهمس في إذنها ببعض كلمات خلت يدينها تتراخى عنه , بعدت عنه وطالعت فيه بعيون غرقانه دموع , ابتسم وهو يتأكد إنها مغطية نفسها زين ببشته وقال : خليه عندك , لمن أرجع إن شاء الله أعطيني إياه ..
وضمها وهو يمشي راجع للبيت , دخلها للحوش وهناك لقي نورة والخنساء المتلحفة بشرشف صلاتها , رمت سفانة نفسها على صدر أمها وهي تصيح من قلبها , ابتسم وقال : أستأذنكم ..
ضمته الخنساء وهي تصيييييييييييييح من قلبها , ضمها بقوة وهو يقول بحنان : يلا روحي صلي وادعيلي , إن شاء الله خير , هالله هالله في الصلاة والقرآن وبأمكم , يمكن أتأخر و ما أجي قريب ..
كان يقول هالكلمات وعيونه متعلقة بعيون نورة اللي همست وهي تضم سفانة : انتبه لنفسك ..
مد يده اليمين ومررها على خدها يتلمسه بحنان وهو يهمس : انتبهي لنفسك وللبنات ..
كانت عيونه تصرخ ~ أنا بريء , نورة أنا بريء ~ رفع يده ولمس خصلة من شعرها , رفعت يدها وقبضت على يده وضغطتها بقوة كإنه تأكد له إنها مصدقته , نحت ابتسامة على وجهه وقال بصوت قوي وهو يسحب يده : أستودعكم الله ..
نورة اللي كان ودها تجري وتتعلق بأكتافه العريضة تمالكت نفسها لمن صرخت الخنساء اللي ابتعد عنها أبوها : أبويــــــــــــــــه ..
قبضت عليها نورة وضمتها وهي تقول : اششششششششش , أدعوا له , أدعوا له ..
حاولت سفانة تتفلت من بين يدين أمها القوية وهي تصرخ : أبويــــــه , لااااااااااااااااا , لا ترووووووووووووووووح , أبويــــــــــــــه ..
صك علي الباب بدون ما يلتفت لهم ووقف بشموخ على عتبة بابه وهو يطالع في الكل بلا استثناء , وتحرك بثبات , مد يده لحسان وقال بحزم : قوم ..
وقومه ورجع انحنى ورفع غترة ولده وعقاله وناولها له ورجع رفع غترته , عدلها وتقدم من الجنديين وقال : أي سيارة أركب ؟؟
لمن خرج واحد منهم الأصفاد قال الثاني وهو يأشر له : ما يحتاج ..
وأشر باحترام للجيب وهو يقول باحترام : تفضل يا شيخ ...
لف علي لحسان وقال وهو يمد يده يصافحه : الله الله في أمك وأخواتك , أستودعك الله ..
مد حسان يده اللي رغم كبرها كانت تبان صغيرة قدام يد أبوه اللي رصها بقوووووة , اندفع حسان وضمه بصمت وهو يتنفس بحدة , ربت علي على ظهره وهو يهمس : خلك رجال زي ما عهدتك دوم , ترى مالهم غيرك بعد الله , في آمان الله يا ولدي , في آمان الله ..
ولمن ابتعد عنه كان يحس بالبرودة تلفه بعد الدفء اللي كان يحسه وهو بقرب أبوه , شافه وهو يتحرك براس مرفوع للجيب , صوت انصفاق باب الجيب اللي ركبه أبوه ومعاه جنديين تلاها صوت انصفاق أبواب السيارات ومحركاتها تدور وتزأر كإنها وحش التهم أبوه وهرب , تابع بعيونه السيارات اللي انفضت وحده وحده وهي تلحق بالجيب وتطوقه بشكل يوحي إن اللي جوة هالجيب مجرم مخضرم مطلوب من سنييييييييين مو كإنه شيخ وإمام مسجد حاله حال نفسه له هيبته ومكانته قدام الناس , كان يحس بأيادي تربت على كتفه وعبارات تعازي وحزن مزيف تنصب في إذنه من بعض المتفرجين , أسئلة متعاطفة مشفقة مغلفة لفضول إنساني مقيت بشع , ورغم كرهه لكل الموجودين لحظتها بلا استثناء كان من الصعب عليه إنه يحرك رجوله ويتحرك , كانت عيونه متعلقة بالمنعطف اللي غاب من بعده الجيب اللي يحمل أبوه ..
اليوم اللي راح في أبوه تحول لأسبوع , حل العيد وصدحت تكبيراته المثيرة للروح والنفس وانتهت وهو مارجع , مر عيد ثاني وعيد وعيد وبرضو مارجع , كل شيء تغير ملكته المقررة تأجلت لأربع أعياد و ..... مين صاحب هذا المبتسم , وجه أسود غريب مناقض لبياض حدقات العيون والأسنان المصفوفة و ......
: حسااااااااااان ..
خرج من عمق أفكاره و فتح عيونه , ما كان يحس بألم , كل اللي كان يحسه هو بروده فضيعة , ما كان مركز على الوجوه المنحنية عليه , هو كان واقف في الشارع قدام بيته اش جابه هنا ...
همس غريب يوصله : سامحني , سامحني يا حسان ..
~ عبد الإله , هذا عبد الإله ~ فتح فمه يحاول يسأله يسامحه على إيه لكن الحروف رفضت تخرج , كان يحس باهتزازات غريبة تحركه كإنها منسدح على هندول طفل , حس بيد على جبينه وصوت ثاني يقول : لا تتكلم يا حسان ..
لمن ميز صوت عبد الرزاق تذكرها , ملكته اللي تأجلت أربع أعياد وتمت أخيرا , همس بصوت خافت : هنوف ..
وغصب عنه تسللت دموعه وهو يهمس باسمها الحبيب لقلبه بوجع : هنوف ..
وصله صوت صياح غريب محروق وصاحبه يقول : سامحنييييييييييييييييي ...
ما كان حاس بشي حوله حتى وهو يشوف عبد الرزاق يرفع يده وهو يقول : الهنوف بخير ..
~ خلك رجال زي ما عهدتك دوم , ترى مالهم غيرك بعد الله , في آمان الله يا ولدي , في آمان الله ~ ارتجفت شفايفه وهو يغمض عيونه بقوة لمن ترددت كلمات أبوه بداخله دموعه كانت تسيل بغزارة رغم عنه وهو يقول : أمي ........ أخواتي , ما.... عندهم غيـ .... غيري ..
وصله صوت عبد الرزاق الخايف وهو يقول : حسان افتح عيونك , لا تغمض ..
فتحها زي ما طلب منه بصعوبة , حس ببرودة تلفه , نفس البرودة لمن ابتعد عنه أبوه , قال و أسنانه تصطك في بعضها مصدرة صوت مزعج يتردد في زوايا عقله مبعثر أفكاره المشتته أكثر : بردان , غطوني , غطوني , بردان , بردان ..
صوت بعيــــد شجي متلهف ماتبينه اخترق برودته وهو يقول : عبد الرزاق , اش فيه ؟؟ عبد الرزاق تكلم ..
زادت برودته بشكل فضيع , سمع صرخة واحد أشبه بالمطعون : اش فييييييييييه ؟؟
وصوت متردد : شكله فقد دم كثير ..
اختنقت أنفاسه لمن تذكر وجه أمه المبتسم وهي تقول : انتبه لنفسك ولا تسرع .. والصوت الخجول الناعم للهنوف وهو تهمس : انتبه لنفسك و إقرأ أذكار المساء .. , فتح عيونه على اتساعها لمن حس بضيق في أنفاسه وهو يشاهق ويهتف من بين شهقاته : أمي , أمي , هنوف , هنوف ..
وقام وهو يجاهد عشان يلقط أنفاسه المقطوعة , يدين تحاول تثنيه و صوت خايف يقول برجاء : حسان لازم تنسدح عشـ ..
حس بشي يندفع من أعماقه مصحوب بألم موجع , كح بقوة وبعدها سواااااااااااااااااااااد لفه وغاص فيه بهدوء سرعان ما خرج منه وهو يسمع لغط ما فهم منه شي وما استوعب منه غير صرخاته الداخلية ...
~ أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسوله الله , أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ~
*************************
الساعة 6.30 :
في قسم الشرطة :
~ عمي علي , عمتي نورة , البنات , جدتي , أبويه , أمي , هنوف كيف بيتلقون الخبر ؟؟ اش بتكون ردة فعلهم ؟؟ يا رب رحمتك ~ كانت الشخصيات تتردد في عقله من خلصوا أخذ أقواله واستجوابه اللي دام نص ساعة ..
: اقطع الصوووووووووووت وافتح الباب , ما أبغى تبريرات سخيفة ..
رفع عبد الإله وجهه ووقف لمن شاف العقيد اللي قدامه , طااااااالع فيه العقيد ورجع لف على الملازم وقال بحزم : إحنا كذا نتعامل مع الناااااااااس , تحرك وجيب شي نظيف يلبسه ..
وأشر للجندي وقال : وإنت تحرك وديه للحمام خليه يغسل وجه ويدينه ..
ولف على الستة المشاركينه الزنزانة اللي ما تتجاوز الـ 3م × 2م وسأل : تحتاجون شي ؟؟ ناقصكم شي ؟؟ ..
شكروه بهدوء المعتاد على هالسؤال , لف على عبد الإله وقال : سامحنا , هم كذا الصغار يحبون يفردون ريشهم ودايم في المكان الغلط ...
هز عبد الإله راسه بتعب و تحرك ورى الجندي وغسل وجهه ويدينه وهو يشوف المويه الشفافه الصافيه تتلون بعد ماتمر بيدينه متحوله للون وردي مثير للأعصاب , غمض عيونه بتعب وهو يدعي بداخله إنه تصير معجزة وينتهي كل هذا الموضوع في دقايق , اعتدل وخلع فنيلته ولبس الفنيلة اللي ناولها له الملازم , ورجع بعدها للزنزانة ورجع يغرق في أفكاره متجاهل محاولات الباقين سؤاله عن سبب سجنه ..
********************
في نفس الوقت في الشقة :
: لا , مستحيل ..
وضربت صدرها وقالت بحماس : ما يشتري قمصان النوم غيري ..
طالعوا فيها البنات اللي بعدوا الكنب وجلسوا على الأرض على شكل دائرة فوق الزولية الكبيرة , قامت ريم من جلستها وضربتها على جبهتها وهي تقول بصوت ثقيل : الوصاخة كبيك منها ..
حكت العنود جبهتها وقالت : والله أشتريلها أحلى القمصان ..
قالت البندري وهي منحرجة من وجود ريم : أزهار بتنزل معايا السوق مو انتي بحكم إنها دبشت قبل ..
رفعت أزهار حواجبها بتعجب وضحكت وهي تقول : ويــن , كل شي بسرعة بسرعة , بعدين عنيدي هي اللي ساعدتني ..
قالت بهمس وهي غارقة في أفكارها : زي حالتي كل شي بسرعة بسرعة ..
ورفعت راسها بصدمة وقالت : قصدي إنه مافي وقت عشان ..
مسحت ريم أنفها بالمنديل وحطته مع المناديل الكثيرة المكومة وسحبت منديل جديد وهي تقول بصوت تعبان : ما يحتاج تفسرين أصلا لعنت عبدالرحمن مليون مرة من حكم على الكل إنه يتزوج قبل ما يسافر ..
ضحكوا عليها وقالت سفانة : كم مرة قلتلك اللعن حراااااااااام ؟؟ اللعن طرد من رحمة الله , بعدين الملائكة تقولك ولك مثله ..
قالت ريم وهي تفرك عيونها بتعب : والله غصب عني , وحده من صحباتي الله يهديها لصقتها في لساني , كل ما قامت وجلست قالت الله يلعنها ولا الله يلعن أهلها وتوصل لسابع جد وهي تلعن ..
قالت أزهار : الله يهديها , تصدقين إنها مذكورة في حديث وإنها من علامات قرب الساعة , ما يحضرني نص الحديث بس الرسول صلى الله عليه وسلم سماهم السقارون وسألوه الصحابة عن معناها فقال : نشء يكونون في آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا التلاعن , و أذكر الشيخ قال في محاضرته إنه فعلا قابل شاب نزل من سيارته يرحب بصاحبه اللي شافه وهو يقول : الله يلعنك وينك ما تنشاف ..
ضحكوا البنات فقالت سفانة بألم : والله إنه هالشي يعور القلب ما يضحك , الشباب صاروا يتهاونون بكل شي مو بس اللعن وبذئ الكلام ..
وبدأت تعدد على أصابعها : شعور طولوها ونفشوها وقالوا موضة , أظافير الله لا يوريك أطول من أظافيري , سشوروا شعورهم وفردوها كمان , لبسوا سلاسل وأسوار و شورتات , مابقي إلا يلبسون تنانير ويقولون زي الاسكتلنديين ..
أشرت العنود بيدها مستأذنه و قالت : لالالالالالالا , كله كوووووووووووم وبنطلون سحبني ما أدري طيحني كوم ثاني , والله واحد من كثر ماهو نازل كرسي البنطلون واصل الركب , كان ودي أجي وأسحبه له أريحه , وتخيلي كيف يمشون ...
وقامت تقلد مشيتهم وهم فاطسين عليها ضحك وهي تكمل : ويجيك الإبداع في أشكال السروايل اللي تحت البنطلون , اللي نمر الإتحاد واللي ملون فسفوري واللي على شكل باسرة , لاااااااااا وواحد شفت سرواله مرسوم فيه إسفنجة بوب ذاك الأفلام كرتون اللي تحبه ريناد ..
البنات مايتين من الضحك والهنوف تشهق وهي تقول بعصبية واستنكار : هييييييييييييي وإنتي تمشين وتطالعين في سروايلهم ليييييييييييييييه ؟؟
مسكت أزهار بطنها تحاول توقف ضحكها مهي قادرة والعنود تقول : ياسلااااااااام أمشي مغمضة في السوووووووووق , لا أمشي مغمضة أحسن , قدامي بناطيلهم نازلة والسراويل تبان للأعمى ..
قالت أزهار وهي تمسح دموعها : لا تمشين مغمضة بس غضيييييييي بصرك , لا شفتي شي لا تقعدين تبحلقين , لفي وجهك بسرعة واستغفري هذا المفروض ..
كحت سفانة من كثر الضحك وقالت : أي غضي بصرك , البنت شوية وتحمض لك الصورة حقت الولد ..
صرخت الهنوف بعصبية : ياليت الولد سروااااااااااااله ..
رجعوا يضحكون وريم وتقول من وسط ضحكها : خلاااااااص , حرام عليكم راسي لله يعورني زدتوه بالضحك ..
دخلت عهود وقالت : اش عندكم تضحكون ؟؟
انتبهت أزهار لحظتها إنه عهود راحت من فترة طويـــلة للحمام ~ معقولة توها رجعت ~ تجاهلت الموضوع ولفت على البندري اللي قالت : شوفي لا تخليني أسويها من جد و أسجل اللي تقولينه وأرسله وسائط لعدنان , ترى والله يكنسل أبو الخطبة ..
حطت العنود يدها موضع قلبها وقالت بطريقة حالمة : ويــــه , حقين طيحني كللللللللللللللهم لو أبيعهم بالكوم ما يجون ظفر عدناني , تكفي رزته بالـ ..
صرخوا باستنكار وسحبت أسماء الخدادية اللي كانت حاضنتها ورمتها عليها وهي تقول بخجل : احترمي إنه في ناس صغااااااااار هنا ..
حطت يدينها على خصرها وقالت باعتراض : خطيبي , الــلـــه ..
شهقت الهنوف وغطت البندري وجهها بالورقة اللي ماسكتها وسفانة تقول : لا والـــلــــه , احلفي , احلفي ...
حطت أزهار يدينها على خدودها اللي حستها حااااارة من كثر الخجل وريم تقول بقهر : يا ناس ما تستحي هالبنت , والله ما تستحيييييييييييييييييي ...
قامت سفانة وشدت شعره العنود وجلستها وهي تقول : حرف زيادة بنكشتك برى الغرفة , لأنك قناة فرنسية غير مشفرة ..
قالت أسماء باستغراب : أموت وأعرف كيف تحول الموضوع من دبش بندوري للشباب وأخيرا خطيب عنيدي ..
زفرت أزهار وقالت : حريـــم , اش تقولين ؟؟ ليش إحنا أكثر حطب جهنم والعياذ بالله , ما بيرمينا في جهنم على وجوهنا إلا لساننا اللي مو راضي يرتاح من كثر ما نحش في خلق الله ..
قالت العنود بتأثر وهي تهز راسها : إي والله , الله يغفر لنا , يارب توب علينا ...
ولمن شافت نظراتهم المتعجبة قالت : خيـــر ..
ضحكوا لمن قالت ريم بصوتها الثقيل : مو لايق عليك أبد دور المطوعة ..
مسكت العنود الخدادية اللي رمتها عليها أسماء ورمتها على ريم وهي تقول بعصبية : انطمـــــــي , اش شايفتني كافرة ؟؟ أنا ماحشيت أحد , قاعدة أتكلم من أول بصفة عامة ..
هدتهم أزهار بحزم وهي تقولهم إنهم لازم يحددون و يفرزون الأشياء اللي تحتاجها البندري لأن الوقت الباقي لزواجها قصير ورجعوا يطالعون في الأوراق اللي كاتبتها البندري ..
***********************
|