(( دايما تعتبروني ولا شي في العايلة , ليه ما قلتيلي إنه عدنان تقدم للعنود ))
شهقت بصدمة وحست ببروده في أطراف أصابيعها وبلا شعور انزلق الجوال من يدها وهي تطالع قدامها رفعت يدينها وغطت بها فمها عشان ما تصرخ من شدة الصدمة , حطت سحر يدها على فخذ العنود وهي تقول : عنيدي اش فيك ؟؟
كانت تحس قلبها يغور داخل أحشاءها اللي التوت بشكل فضيع , غطت وجهها وانحنت وحطت راسها على ركبها وهي تحس برجفة في جسمها كله , قالت الهنوف بخوف : عنوووود ..
ومسدت سحر ظهرها وهي تقول : بنت اش فيك ؟؟
ماقدرت تفتح فمها عشان تطمنهم لأنها حست لسانها لاصق في سقف فمها , ~ لاااااااااااااااا , مستحيـــــــــــل , عدنان تقدم لي , عدنان تقدم لي , مستحيـــــــــــل , أكيد سلافه غلطانه , أكيد ~ البرودة اللي في أطراف أصابيعها انتقلت لجسمها كله حتى أطراف رجولها , رفعت سحر جوالها وصرخت غصب عنها لمن قرت الرسالة المفتوحة , كانت مصدومة صدمتين بالموضوع وبمعرفة العنود , وصلها صوت عدنان اللي مازال مخنوق : سحر اش فيك ؟؟
قالت سحر بكذب : آسفه , ولا شي ..
ودنقت للعنود وهمست بخوف : قريتيها ؟؟
همست العنود اللي زاد مغصها لمن سمعت صوته من دون ماترفع وجهها أو تبعد يدينها : والله ضغطت الزر عشان أشغل الأنشودة و مادريت إلا وهي منفتحة قدامي وعيوني لقطتها قبل ما أقدر أبعد ...
ولمن ما ردت عليها سحر , لفت وجهها وهمست بتوتر : الكلام اللي قريته صحيح ؟؟..
ماعرفت اش ترد عليها , انكمشت العنود ورجعت غطت وجهها وهي تحاول قدر الإمكان توقف رجفتها ..
أشرت الهنوف لسحر تسألها : اش فيه ؟؟
همست سحر وهي تحس بخوف يملى قلبها : مغص ..
مسدت الهنوف على ظهرها وهي تهمس : عنود حبيبي تبغين أصب لك شاهي أو مويه دافيه عشان تخفف الوجع ...
هزت العنود راسها بلا , ولمن سمعت كحته غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ ~ مستحــــــــــــــــــــــــــــــيل ~
***********************
سحبت نفس عميق وهي تطالع في الباب الخشبي الفخم بتوتر , كان كبير له نافذتين قزاز معشق عليها حاجز حديد مشغول على شكل ورود ذهبية , انفتح الباب وطلت منه الجوهرة اللي ابتسمت وقالت : هلااااااااا والله , هلا حبيبي ..
وضمت جاسم وهي تسأله عن حاله , سلم عليها وهو يقول : بخير , كيف حالك انت وكيف رنود وأبوها ؟؟
تجاهلت أزهار وهي تقول : بخير , اش فيك نحفان ؟؟ ما تاكل زين حبيبي ..
ابتسم وقال وهو يدخل : لا , كثر المشي يخسس , مافي أحد قدامنا ؟؟..
رفعت أزهار غطاها وابتسمت للجوهرة وهي تمد يدها , تباطأت الجوهرة في مد يدها وهي لافه وجهها على جاسم وهي تقول : جدة في غرفتها , انتبه البنات في الصالة ..
وسلمت على أزهار وهي تكمل مخاطبتها له : حسان وعبد الإله في غرفة جده كمان , اسمع ....
وبعدت عن أزهار ولحقت أخوها , تصنمت أزهار للحظة مهي عارفه اش تسوي وأخيرا دخلت وصكت الباب وراها ووقفت في الممر مهي عارفه فين تروح , شافت جاسم يتحرك نهاية الممر جهة اليمين ووراه الجوهرة و هو يقول : يااااااااولـــد , درب ..
كان في مجلسين مفتوحة على يمينها وعلى يسارها , لازم تطلع درجتين عشان توصل لأي منهم , الفخامة والبذخ ينطق في كل ركن فيها , كنبها المتنوع الأشكال بألوانه النارية المدموجة بللون البني المميز للخشب المنحوت , ستايرها الطويلة بطبقاتها المتعددة , الخداديات الكبيرة على الأرض حول طاولة كبيرة عليها تحف عجيبة غريبة , الفازات الكبيرة بمزيج ألوان متناسبة مع المجلس , النافورة الكبيرة الرخام وسط الممر اللي يفصل المجلسين , من نهاية الممر طل وجه مبتسم حاولت أزهار تتذكره قد ما تقدر , تقدمت منها البنت اللي كانت قمة في النعومة , شعرها البني ناعم متوسط الطول فيه خصلات شقراء تناسب وجهها الأبيض الدائري , ابتسامتها تحفر نغازتين حلوة وسط خدودها , ابتسمت بتردد وهي تقول : سفانه ..
ضحكت سفانه وقالت : واااااااااو , تذكرتيني , يافرحتي , العروسة تذكرتني ..
ضحكت أزهار ومدت يدها وسلمت عليها وهي تحس براااااااحة من الترحيب اللي حسته في صوتها وهي تشد على يدها بقوة وهي تقول : ياحيا الله عروستنااااااا , اش الحلاوة هذي ؟؟ بسم الله ماشاء الله ..
دنقت راسها بخجل وهي تقول : شكرا ..
ضربتها على كتفها بخشونه وتناولت منها عبايتها و هي تقول : أقول , حاطه نفسك مستحية ومؤدبه , فكيها , ترى ماعندنا هالحركات , إن لم تكن ذئبا هنا أكلتك الذئاب ..
ضحكت أزهار وقالت : تراك ماشجعتيني بكلامك , زدتي خوفي ..
ضحكت سفانه من قلبها وهي تقول بإحراج : سامحيني , ماقصدت ..
ابتسمت أزهار وهي تسمي بداخلها على سفانه اللي كانت ضحكتها حلللللوة , عطرت وهي ترتب شكلها , كانت لابسة طقم رسمي مزيج من الأبيض و الوردي والرمادي , تنورة حرير مشجرة وبلوزة ساده لها جاكيت مشجر قصير , فكت صندلها الوردي ونزلت شرابها الأسود ورجعت لبست الصندل ودخلت شرابها جوة شنطتها , ابتسمت بتوتر لسفانه اللي ابتسمت لها بتشجيع وهي تقول : حلوة ماشاء الله مايحتاج تطالعين ..
ابتسمت أزهار شاكره لها تشجيعها , كان ودها لو يدخل معاها جاسم , حست بتوتر فضيع وهي تستعد تدخل لأهله اللي ماتدري اش تفكيرهم عنها , خاصة بوضعها الغريب مع العائلة , مشيت ورى سفانه وهي تدعي بداخلها إنه ربي يسهل , حست بمغص لمن دخلتها سفانة لصالة كبيرة فيها حريم حستهم أزهار زي الجيش , من شدة التوتر والرهبة ماعرفت أي وحده فيهم وماعرفت من فين تبدأ , قامت خوله وقالت بترحيب : هلا , هلا والله بعروستنا الحلوة ..
زال خوف أزهار وتوجهت لليمين , سلمت على خوله اللي مشيت معاها وهي تسلم على البقية وهي تقول : هذي أمي أم حسان خطيب الهنوف , أخت أبو جاسم الكبيرة , هذي مرة عمي صالح أم عبد الرحمن خطيب البندري ..
توترت أزهار من سمعت اسم عبد الرحمن لكنها ضبطت انفعالاتها وهي تسلم عليها , ولمن تحركت جات عينها في عيون تطالعها بنظرة حادة غريبة , قالت خوله : هذي عهود أخت عبد الرحمن خطيب البندري , تراني أستخدم هالطريقة عشان أسهل لك لأنه أكيد ما تعرفين إلا الهنوف والبندري ..
ابتسمت أزهار وهي تحس بإظراب وتوتر ماله حدود , طالعتها أربع عيون كلها شقاوه و فضول , ابتسمت لأول بنت وهي تسلم , قالت خوله : هذي بنتي الوسطانيه سميه , خليك بعيده عنها لأنها ثرثاره وبتصج راسك ..
: أمييييييييييييييييييييييي ..
ضحكت أزهار , كملت خوله : واللي جنبها أختي الصغيرة الخنساء تراها ما تفرق عنها في شي , نفس الجنان والطباع ..
مدت الخنساء يدها وسلمت على أزهار وهي تقول : بس أنا أصغر منها ..
رفعت سميه حاجبها وقالت باستنكار : بشهر بسسسسسسسسسسسس ..
دقتها وهي تقول : خالتك يالحماره , لا ترفعين صوتك علي ..
عقدت يدينها وقالت : مو توك تقولين إنك أصغر مني , يعني أنا أكبر أنا اللي مفروض تحترميني ..
سحبت خوله أزهار من ذراعها وهي تقول : سبيك منهم , تعالي اجلسي ..
وعلى جلوسها دخلت وحده نحيفه بشرتها برونزيه وشعرها أسود فاحم طويل ناعم , ابتسمت خوله وقالت : هذي أسماء بنتي الكبيرة ..
تقدمت أسماء منها وسلمت عليها وهي تقول بهدوء : كيف حالك أزهار ؟؟
: بخير , كيف حال انت ؟؟
ابتسمت لها وقالت بصوت نبراته مبحوحه : بخيراااات ..
وراحت تجيب فنجان قهوة عشان تضيفها لكن سفانه أشرت لها بالدله اللي كانت ماسكتها إنها هي خلاص بتصب , سحبت أزهار نفس عميق وهي ترد على سلام أم حسان , كانت حاسة بنظرات حاده بتخرقها التفتت وانصدمت بنظرات عهود , ابتسمت لها بتردد وهي تقول بداخلها ~ أكيد تتوهمين , مو معقوله هذي نظرات كره , يمكن هي نظراتها حاده كذا , استغفر الله العظيم , لا تظنين إن بعض الظن إثم , أزهار كثير ناس ملامحهم ما تدل على شخصياتهم , ملامحهم حاده مخيفه وهم مافي أطيب منهم , وناس العكس تحسبينهم البراءة والطيب كله وهم مافي أحقد منهم ~ طنشتها عهود وماردت الابتسامة , شويه طلت الجوهرة وراحت عند عمتها , جلست جنبها وهي تهمس لها , حست أزهار بيد على فخذها , التفتت وابتسمت لسفانه اللي سألتها بمحبه : كيف ماليزيا ؟؟ إن شاء الله حلوه ..
ابتسمت وقالت : الحمد لله ..
شويه وصلهم أصوات رجاليه : طريــــــق ..
: ياعرب , خارجين ..
ابتسمت سفانه وقالت : أبو الطريق حسانو و أبو العرب عبد الإله ..
وضحكت وكملت : جاسم ياولـد ودرب , وعبد الرزاق grandma وعيال خالي جلال إحنا جينا ولا إذا كان واحد لوحده أنا جيــت ..
ضحكت أزهار وقالت : عمور يحمحم بصوت عالي , بس يبغالي أعرض عليه هذي كلها يمكن تروق له وحده منهم ..
: يلا , جدتي بتسلم عليك ..
رفعت راسها باستغراب للجوهرة اللي وقفت قدامها , ~ يلا , ما قدرت تناديني باسمي ~ تجاهلت احراجها و قامت ورتبت تنورتها وشالت شنطتها وابتسمت للموجودين وتحركت ورى الجوهرة اللي كانت تتحرك بسرعة , أول ما دخلت غرفة أم صالح عينها تركزت على جاسم اللي كان جالس على كنبه جنب السرير وهو يضحك على شي قالته جدته وهي ماسكه عصايتها , قالت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قال جاسم : هذ إذاعة القرآن اللي متزوجها ..
ضربته جدته على فخذه بيدها المحنيه وهي تقول : ولد , لسانك هذا يبغاله قص ..
: جده تضربيني قدامها ..
مسكت ضحكتها وسلمت على راس حمده ويدها وهي تقول : كيف حالك ياجده ؟؟
وجلست في مكان قريب منها وبعيد عن جاسم اللي قال لجدته : انت لسه زعلانه ؟؟
قالت حمده وهي ترتب مسفعها : إيوه , أجل يطيح عمك وتنومونه في المستشفى و ما تقولون لي , يا غير جلال يقولي بعد ما سحبت من الكلام كإني أشحده ..
رفعت أزهار راسها وطالعت في جاسم بصدمة , وكملت حمده وهي تأشر على أزهار : ولا ترجع إنت وعروسك وماتقول , يعني لو مازل حسان قدامي وقالي إنك فيه كان ما خبرتني ..
قال : جده , شغل ضروري خلاني أنزل , ولسه أمس اللي جيت , وعمي ماحبينا نقلقك بالموضـ ..
قاطعته : آآآآآآآآآنا ما بأرتاح إلا لمن أعرف اش سبب الأزمة اللي صارت له , أمس خرج من عندنا ووجهه ما يبشر بخير , قلبي يقولي نزلتك لها دخل في الموضوع , ولا كيف يصادف إنك ترجع وعبد الرحمن يرجع وعمك تصير له أزمه ويترقد في المستشفى ..
كانت العنود دايما تقول لها إنه جدتها حمده عندها نظر ثاقب وتحس من دون محد يقولها شي لدرجة يشكون إنه عندها كاميرات مركبه في كل مكان زي خالتي قماشه لكن ما توقع إنها تربط بين هالأمور بهالسرعة , قام جاسم بسرعة وخرج خصله كانت شبه خارجه من تحت مسفع جدته وقال : ماشاء الله الشعر محنا , لونه أحمر حلوو ..
ضربته حمده على يده وقالت بخجل وهي ترجعها : حنيته على زواجك ..
مسك يدها وفتح راحتها وقال : واليدين محنيه كمان , ماشاء الله أم صالح تبغى عريس ..
سحبت حمده يدها ومسكت عصايتها ورفعتها وهي تقول بعصبية ممزوجه بخجل : قوم عني ياللي ما تستحي , لا بارك الله في عدوينك ..
ضحك وقال وهو يغمز لها : ترى جارنا أبو هنيدي وحداني من ماتت أم هنيدي و ...
ضحكت أزهار لمن تلقى ضربه من عصا حمده على كتفه , كان بارع في تغير الموضوع , دخلت نورة أم حسان وجلست جنبه وجنب الجوهرة وتبادلوا الكلام , تأملت أزهار يدينها اللي خفت حنتها وفكرت إنه عمره ما علق على حناها , انتبهت من سرحانها على محاولاتهم إنه يجلس أكثر ويتعشى عندهم , مسكت الجوهرة ذراعه وهي تقول : ليه ؟؟ جده بتوصي لك عشا ..
ابتسم جاسم وقال بعفويه : لا عمر أكيد يستنانا في البيت , بنتعشى معاه ..
قطبت الجوهره حواجبها وقالت : عمر مين ؟؟
قال : أخو أزهار ..
طالعت فيه باستنكار وقالت : اللي رد علي قبل , ليه هو إلى متى ناوي يجلس عندك ؟؟ ولا لا يكون على باله فاتحين ملجأ ..
~ فاتحين ملجأ ~ كلمتها نزلت زي الصاعقة على أزهار , صاعقة شلتها من شدة الصدمة , وصدمتها زادت لمن أشر لها جاسم من طرف خفي إنها تسكت وهو التزم الصمت , كان مصدوم من نظرات أزهار وعيونها المتسعة على آخرها باستنكار , كان بيفهم الجوهرة بس مايبغى يبان بمظهر اللي في صف عروسته ضد أخته , لو الكلام عليها كان بلعته وسكتت لكنه على أخوها , طااااااالعت أزهار في الجوهرة بصدمة , عمرها ما تخيلت إنها تنحط في هالموقف وقدام مين ؟؟ قدام جاسم وأهله , قامت من مكانها وقالت بعصبية ما قدرت تسيطر عليها رغم براعتها في السيطرة على أعصابها : ماااااااااا أسمح لك ..
قام جاسم بسرعة لمن التفت الجوهرة بصدمة لأزهار وهي تقول : نـــعـــم ..
قامت نورة وحطت يدها على كتف الجوهرة وهي تقول : جوهرة بس ..
قالت أزهار بعصبية : اللي سمعتيه , ما أسمح لك تتكلمين على أخويه بهالطريقة ..
مسك جاسم ذراعها وقال وهو يضغطها : أزهار خلاص ..
قالت الجوهرة : لا خليها تقول , خليها تـ .....
سحبت ذراعها من يده وطنشته و قالت بعصبية تقاطع الجوهرة : البيت اللي تقولين عليه ملجأ بــيتي أدخل فيه أخويه متى ما اشتهيت , بعدين جاسم اللي عازمه مو هو اللي جا ..
قال جاسم بحزم : أزهااااااار ..
رمته بنظرة كره جمدته , لأول مرة يشوف هالتعابير على وجهها , كانت أنفاسها تتسارع من شدة العصبية , قالت بحزم وهي تجلس : لو مو حشيمتي لأم صالح كان خرجت ..
ورمت الجوهرة اللي سحبتها نورة برا الغرفة بنظرة حادة , قالت حمده : لا حول ولا قوة إلا بالله , أعوذ بالله من الشيطان اللي دخل بينهم فجأة ..
جلس جاسم وعيونه على أزهار اللي كانت تسحب أنفاس عميقة عشان تهدي نفسها , ولمن شاف نفضة يدينها قام وقال : عن إذنك ياجده , نستأذن دحين ..
قالت : في آمان الله ياولدي ..
ولفت على أزهار وقالت : محشومه يابنتي , الجوهرة هي كذا كلماتها دفشة , لمن تعرفينها مابتاخذين عليها ..
سلمت على راس حمده وهي تهمس باختصار : سامحيني ...
وخرجت كان يوصلها صوت الجوهرة اللي واضح فيه نبرات الغيض وهي تتكلم مع اللي في الصاله , غمضت عيونها وتحركت بسرعة للممر جلست على كنبه صغيره وخرجت شرابها الأسود ولبسته بسرعه وسحبت عبايتها من الشماعه ولبستها وهي تقاوم غصة بحلقها , قال جاسم : عمتي نورة , الجوهرة ..
سحبت أزهار شنطتها وغطت وجهها وخرجت وهي تقول بصوت بارد : أستناك في الحوش ..
وهي تستناه خرجت لها نوره , ماقدرت تفتح غطاها عشان ماتشوف نورة دموعها اللي حابستها بالقوة , قالت نورة بابتسامة : مانبغاك تروحين وانتي زعلانه يابنتي ..
همست بصوت مخنوق : ما عليك مني ياعمه ..
: ترى الجوهرة ما قصدت , خانها التعبير , هي بس كانت مستغربه عشان رجعتكم المفاجئة وكان ودها تعشيكم ..
قالت أزهار بحزم : ما في شي يشفع لها ..
خرج جاسم وقال بمرح : عمتي خارجه بلا شي يغطيك , لو شافك عبد العظيم بيغرز عند الباب ..
ضحكت وقالت : زين إن كان يشوف , صالح بيرجعه بلده ليش نظره ضعف وصار يصدم بالسيارة كثير ..
سلم على يدها وتحرك وهو يقول : نشوفك على خير إن شاء الله , سامحونا..
تحركت أزهار ولحقته بعد ما سلمت بصمت التزمته حتى في السيارة ..
: أزهار ..
ماردت عليه لأنها عارفه إنه أخس الكلام يطلع وقت الزعل , لف عليها وقال : مابتردين ؟؟
لفت وجهها على الطاقه بصمت , قال بحزم : لمن أقولك مرة ثانية خلاص يعني تسكتين و أنا أتفاهم في الموضوع ..
~ تراااااااااااااااااب فيك وفي أختك , والله ما أسكت لو قلت خلاص من هنا لا بكره , هذا اللي ناقص بعد أسمعها تسب أخويه وأسكت ~ عضت على لسانها عشان ما تطلع هالكلمات من فمها وشغلت نفسها بالمناظر اللي تشوفها وجلست تقرأ كل لوحة محل تمر بها كان يقول كلام ما سمعت منه ولا كلمة من كثر غيضها وتجاهلها , وأول ماوصلت السيارة للعمارة نزلت واستنته ينزل , قال بهدوء : اسبقيني , شوية وطالع ..
طلعت للشقة وهي تحس بألم يخرق قلبها , فتحت الباب وسابته مردود لأنه جاسم أعطى مفتاحه لعمر عشان يدخل به متى مارجع , علقت عبايتها وتحركت بغيض للغرفة , استوقفها باب غرفة التلفزيون المردود , لقيته نايم على الكنبه وفمه شبه مفتوح من التعب , دخلت بشويش , حطت شنطتها على الطاولة وجلست على أطراف أصابيعها جنب الكنبه , مسدت شعره بشويش , كان شكله زي البزر بشعره المشعث واللي باين إنه ماحلقه من فتره , بلعت دموعها وتحركت , سحبت اللحاف اللي كانت مجهزته له وغطته به وخرجت ..
************************
قبل الساعة الواحدة ليلا بربع ساعة :
خنقت شهقاتها وهي تدق الرقم بأصابع مرتجفة , حطت الجوال على إذنها , أول ماوصلها الصوت انفجرت بالصياح وهي تقول : أميييييييييييييي , ليه ماقلتولي على أبويه ؟؟
شهقت شهقات متتاليه لمن مسدت هدى ظهرها وقالت : توه عمي خبرني , إحنا خلاص عشر دقايق ونوصل البيت , أبويه كيفه ؟؟..
وزاد صياحها وهي تسألها : شفتيه بنفسك ؟؟ كيف كاااااااااااااااااااان ؟؟؟
قال أحمد يحاول يهديها عشان ماتفجع أمها اللي أكيد تعبانه : ريم الله يهديك توقعتك أقوى يابنتي , قلتلك مافيه إلا الخير , هذا بدل ماتصبرين أمك ...
مسحت دموعها وقالت : خلاص أمي أنا مافيني شي , بس كنت مفجوعة ..
وبعد ماصكت الجوال قالت لعمها : عمي تكفى بأروح معاك لازرته دحين , الله يخليييييييك ..
ورجعت تصيح , قال احمد اللي يكره دموع البنات : خلاص إذا رضي عبد الإله أخذتك معانا , خلاص بكى ..
مسحت دموعها وهي تحاول تضبط شهقاتها اللي كانت مسموعة من شدتها , مسحت حنان ظهرها وهي تقول : خلاص حبيبتي , اطمنتي عليه تصيحين ليه ؟؟
كتمت البندري صياحها وهي تتكور على نفسها في الكنبه الأخيره , كانت حاسه ومتأكده إنه لها يد في الموضوع , جاسم , عبد الرزاق , عدنان , أمها وأبوها وعمها , الكل صار يدري بفضيحتها , وبكرة الناس كلها تتكلم فيها وتتكلم على أبوها وأمها ويحتقرونهم ليش ماربوا بنتهم , لفت عليها ريم وقالت بصوت مخنوق : بندري إن شاء الله مافيه إلا العافيه , أمي طمنتني تقول شافته ..
زاد صياح البندري , الناس كانوا في حال وهي في حال ..
************************
طالعت سحر بحقد في عبدالرزاق وقالت بهمس وهي تمسد على كتف العنود وراس الهنوف اللي سندته على فخوذ أختها : قولوا الحمد لله اللي عدا الأزمة على خير وحالته مستقرة ..
ولفت مرة ثانيه على عبدالرزاق وهي تصرخ بداخلها ~ تفووو عليك , ماقدرت تقولها بشكل أهون , رجعنا عشان عمي متنوم لأنه جاته أزمة قلبية , عديم إحسااااااااس ~ قال عبدالرزاق وهو يلف داخل للحي : خلاص انتي وهي , قلتلكم عدا الأزمة ..
قالت العنود من بين دموعها : و ليش مانعين عنه الزيارة ؟؟ وليش أبويه نزل على طول ؟؟
قال بهدوء : يعني بالله ليه , لأنه حالته صعبة ..
رفعت الهنوف راسها وقالت : دوبك تقول عدا الأزمة , كيف حالته صعبة دحين ؟؟
لحظة قال كلمته تمنت سحر لو تمسك حديده وتفلع بها راس عبد الرزاق اللي مايعرف كيف ينقل الأخبار الحزينه , حك شعره وقال : يووو خلاص انتي واياها وجعان وانتهينا ..
زاد صياحهم , كان عدنان صامت تماما وهو يفكر في سبب للأزمة اللي صابت صالح وبالذات دحين , أبوه قاله إنه تضارب مع عبد الرحمن , يكون عرف بالموضوع , حط يديه على جبينه وهو يصرخ بداخله ~ لاااااااااا , كذا بتصير فضيحة كبيرة , لو بدأ الموضوع ينتشر بيروح فيها عمي أحمد و ... وجاسم اش بيسوي ~ كحته المزعجه خرجته من أفكاره وضيقت عليه أنفاسه أكثر ..
ولمن وصلوا عند بيت أحمد كان عبد الإله واقف بسيارته ينتظر رجعة عمه عشان ياخذه على طول على المستشفى , نزل وسلم عليهم وكل يتحمد له بسلامة أبوه , ضمته ريم وصاحت من قلبها وهو يهديها , قال أحمد : تبغى تروح معانا ..
قال عبد الإله بخوف : والله غير يذبحني عم حامد , الزيارة ممنوعة ..
قال أحمد : إذا على حامد أنا أتفاهم معاه ..
ولف على عبد الكريم اللي طلب منه يوصل لصالح سلامه وبكره يزوره , نزلت سحر من السيارة وهي مهي عارفه تهدي العنود ولا البندري ولا الهنوف , جاتها سلافه وهي تتثاوب بتعب , ولمن شافت الخليقة تبكي و الرجال متجمعين في مكان انتبهت إنه في شي , همست لها سحر قبل ما تنطق بشي : أبو ريم تعب ونوموه في المستشفى عشان كذا رجعنا ..
قالت بألم : يا حبيبتي يارييييييييم ..
راحت العنود وترجت أبوها ياخذها لكنه رفض بحزم , راحت لعبد الرزاق اللي ينزل الشنط بمساعدة سوناردي , حطت يدها على ظهره وهمست : عبد الرزاق بالله كبف عمي دحين ؟؟..
حست بتصلب ظهره وهو يلف عليها بحدة ولمن التفت لها اتسعت عيونه بصدمة , تجمد كل شي حولينها لمن شافت سامر قدامها , بلعت ريقها و بالقوة همست : آسفه على بالي عبد الرزاق ..
وتحركت بسرعة بتتراجع وانصدمت لمن لقيت عدنان متصنم و يرميها بنظرات
غريييييييييييبة ووراه أخوها , حست نبضات قلبها توقف لثانية قبل ما تتسارع بشكل مخيف , همس بهدوء أثار القشعريرة في جلدها : تفضلي للداخل إحنا نشيل الشنط ..
ماتدري ليش ماقدرت تنزع نظرها عن عيونه للحظات , تحركت بعد مارماها بنظرة حادة , دخلت الفيلا وهي تحس بجسمها كله يرتجف , جريت عليها ريناد وهي تصرخ بفرح : أنووووووووود ...
ما قدرت العنود توقف رجولها , عدت من عند ريناد وطلعت لغرفتها بسرعة , قالت الجوهرة بضيق : يعني ما قدرت تعطينها وجه , خالتها على إيه , أصلا إذا أمها ما أعطيتيها اعتبار ..
طنشتها العنود وهي تكمل طريقها , كانت في حالة ما تسمح لها تقابل أحد , ضمت الهنوف ريناد وسلمت عليها هي تقول : خاله عنود تعبانه , بكرة تشوفينها طيب ..
وراحت تسلم على الجوهرة وهي تقول : ترى تونا اللي درينا باللي صار ..
دخلت البندري اللي سندوها نور وخديجة , انسدحت على أقرب كنبه وغطت وجهها بتعب , راحت لها الجوهرة سلمت عليها وآخر من دخل كان أمها وعبدالرزاق , سلمت ا لجوهرة على أمها و قالت وهي تأشر على البندري : أكيد تعبانه مو زوجها الأفندي هو اللي سبب الأزمة لأبوه ..
بعدت الغطى عن وجهها وهمست بصدمة : عبد الرحمن جا من تونس ..
رماها عبد الرزاق بنظرات حاقدة وهو يقول بسخرية : إيوه حبيب القلب جا ووقف قلب أبوه , الله أعلم ليه ؟؟
قالت الهنوف باستنكار لمن رجعت البندري تغطي وجهها وهي تصيح : عبدالرزاااااااااااااق , اش هالكلام الماصخ اللي ماله طعم ؟؟..
: هذا الكلام عشان حضرتها بتتشقق من الفرحة , عبدالرحمن جا من تونس , خلي جاسم يجي والله لا أخليه يطلع روحك من ..
صرخت البندري بنفاذ صبر : جاسم عارف كل شييييييييييييييييي ..
اختلطت صرختها بصوت أمها وهي تصرخ بحزم : بسسسسسسسس , ما أبغى اسمع كلمة زايده , راسي بيتفجر من التعب ومن الرحلة , سيتييييييييييييييي , سيتيييييييييييييييي..
ولمن جاتها سيتي قالت : رتبي غرفة جاسم عشان البندري تنام فيها ..
قامت البندري وقالت : ما أبغى أنام إلا في غرفتي ..
وتحركت بخطوات منهكة للدرج , نزلت الهنوف ريناد وراحت سندت البندري وساعدتها على الطلوع وهي مهي عارفه اش اللي في أختها , مستحيل هالتعب كله من مجرد الإرهاق وسوء تغذية وانخفاض في الضغط ..
طااااااااااااااااالع فيها عبد الرزاق بصدمة ~ جاسم يدري , جاسم يدري ~ وبعد ماتمالك صدمته خرج من البيت بسرعة وطبق الباب بكل قوته وهو يخرج جواله عشان يدق على عدنان اللي طلع للملحق مع أهله ...
***********************
وقف أحمد متردد عند باب قسم العناية المركزة , ساعده حامد على لبس الثوب الأزرق الواقي وربط له الرباطات من ورى ظهره وهو يقول : ترى التصلب في شرايينه التاجيه زاد لدرجة صارت أقراص النتروجلسرين ما تفيد معاه , تعرض لأزمتين في يومين متتالية ..
دنق أحمد وغطى جزمته بنفس الواقي وهو يقول : والحل ..
قال حامد وهو يحط واقي لجزمته : يا نغير حبوبه للنترات وهي طويلة الأجل مفعولها أقوى وبدوم طويل يااااا ...
وسكت شويه بعدين كمل : نسوي قسطرة للقلب عشان نوسع الشرايين ..
ولمن سمع صياح ريم لف على عبد الإله وقال بحزم : ممنوع تدخل , إذا نام أبوك أخليها تدخل وتشوفه , أنا ماني مستعد يتعرض لأزمة ثانية سامع ..
ودخل للقسم ومشي وراه أحمد بخطوات ثقيلة بعد مامسح على راس ريم اللي جلست على الكرسي وهي تصيح أكثر , كانت الغرف لها جدار قزاز وقدام كل نافذة زجاجية طاولة ودفتر تكتب فيه الممرضة , دخل ورى حامد و شافه منسدح وعيونه واضح إنه مغمضها بنفسه مو نوم , كانت في أقراص كثيرة منتشرة على صدره وموصله بأسلاك مرتبطة بجهاز مؤشره يطلع وينزل راسم ضربات قلبه , همس حامد وهو يأشر على لفافه بيضاء ملفوفه وضاغطه أعلى كتفه اليسار : هذي عشان قياس ضغط الدم , لازم نراقبه باستمرار ..
فتح صالح عيونه على الهمس اللي وصله وأول ما وقعت عينه على أخوه بعد وجهه وهو يداري دمعته , تقدم أحمد وهمس وهو يحط يده على يد صالح اليسار والموصله بمحلول : الحمد لله على سلامتك يا صالح , فالك العافية , طهور إن شاء الله ..
غطى صالح وجهه بكفه اليسار عشان يغطي دموعه , دنق أحمد وسلم على جبينه اللي فيها علامة سجود وقال : أزمة وتعدي يا أبو عبد الرحمـ....
وسكت بسرعة وهو ينتبه لزلته , شاف مؤشر القلب يزيد وبدأ الجهاز يضرب صفير حاد ولمبة حمراء تومض في طرفه , دخلت الممرضة بسرعة , أشر لها حامد إنها تخرج وهو يقول : its normal ..
وسحب كرسي وقال لأحمد : إجلس معاه بس من دون ماتكلمه ..
وحط يده على صدر صالح وقال : صويلح , ياويلك تتكلم ولا تنفعل ترى بأصكك بإبرة منومة و ما أصحيك إلا بعد أيام..
ضحك أحمد وقال : ماتتغير , طبيب جراح للقلب وبرضك ماتتغير ..
ابتسم وقال وهو يخرج : أنا أصيل عشان كذا ما أتغير ..
جلس يطالع في أخوه بصمت , ما كان يتخيل وهم شباب إنه بيجي له يوم ويتنوم بسبة ولده , حط يده اليمين على صدر صالح وهو يقول : أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك ..
وجلس يرددها وهو يحس قلبه ينسحق على أخوه , وبعد فترة قال يمازحه يبغى يخليه يطالع فيه : يعني ما تبغاني أبشرك , صالح ..
مالف عليه صالح من كثر مايحس من وجع في قلبه , كيف بيقدر يقوله إنه ولده اغتصب بنته وتحت سقفه , كبيره , كبيره لدرجة مو قادر يطالع في وجه أخوه , ابتسم أحمد وقال وهو يمسد يده : العنود بنتك تقدم لها عدنان ولد عبد الكريم ..
لف عليه صالح بفرح سرعان ماذاب وهو يتخيل لو دروا الفضيحة اللي هم فيها هل بيستمرون على الخطبة ولا لا , همس بوجع : على البركة ..
ولف وجهه وهو يصرخ بداخله ~ يارب تعطيني القوة وأقوله , يارب ساعدني , كيف تنقااااااال ؟؟ كيف تنقال بنتك حامل من ولدي ولازم نزوجهم بسرعة ~ لف وجهه لأخوه وهو يستجمع البقية الباقية من شجاعته ومن حيله المهدود ..
: عمي ..
لف أحمد وقال : هلا عبد الإله ..
أشر له يخرج , لف على أخوه وقال : دقايق ..
وخرج لعبد الإله وهو يهمس : لا تحاول , حالته ماتسمح إنه تدخل عنده ريم وتفتح مناحة و ..
قاطعه عبد الإله وهو يهمس برجاء : عمي أنا كنت أبغى العنود قبل عدنان ..
انصدم أحمد من كلمته اللي ما توقعها , سحبه وخرج من القسم وقال : عبد الإله إنت ما كلمتني ..
قاطعه عبد الإله : عارف إنه مو وقته , لكن والله يا عمي انصدمت لمن سمعتك تكلم أبوي على عدنان , أنا مكلم ريم عشان تجس نبض العنود قبل ماأتقدم ..
حط يده على جبينه وقال بصدمة : متى هالكلااااااااام ؟؟
همس : من أسبوع تقريبا ..
سأله بتوتر : وريم كلمتها ولا لا ؟؟
قال بتأكيد : أكيد كلمتها ..
حس بخوف وهو يسأله : واش قالت العنود ؟؟
التفت لريم اللي جاتهم بخوف تحسب في شي صار لأبوها وسألها : اش قالت العنود لمن قلتيلها إني أبغى أتقدم لها ؟؟
استعادت ذاكرتها رسالة سفانه اللي قرتها (( عنود حبيبي , سمعت من ريم إنه عبد الإله بيتقدم لك , الله يسعدك انسي كل الكلام اللي قلته لك عن مشاعري لعبد الإله , ترى الزواج قسمة ونصيب , صدقيني أنا متأكدة إن اللي كنت أحسه نحوه مو حب بمعنى الحب , يمكن هي مشاعر إعجاب بس لأنه زي ماقلت لك دايم واقف معانا ومن انسجن أبوي وهو خادمنا بعيونه , إذا تحبيني لا تخلين كلامي يأثر على موافقتك عليه )) ~ العنود قالت لي إنها مهي معترضة على شخص عبد الإله بس عشان سفانه , و سفانه مستعدة تتخلى عن عبد الإله , يعني لو قلت لهم إنها موافقه محد بيدري عن الحقيقة , أنا ماني مستعدة أجرح أخوي , أنا عارفه إنه هو يبغى العنود , لااااااااااا ريم كذا تخونينهم الثنتين , بسسسسسسسس ~
: الريم ...
~ الموضوع مايحتاج تردد ~ قالت بثبات : إيوه ...
**************************