عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-2012, 05:15 PM   رقم المشاركة : 93
اسير الصمت
مشرفة عالم حواء






 

الحالة
اسير الصمت غير متواجد حالياً

 
اسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة

 
افتراضي رد: روايه جميله جدا



في نفس اليوم :
جدة الساعة 5 العصر :
فيلا أحمد :

بعد ما انتهت من مكالمتها تسللت لغرفتها وهناك غسلت البندري وجهها وطالعت في مراية الحمام بصمت وهي تصرخ بداخلها ~ لااااااااا , مستحيل تكون هذي أنا , مستحييييييييييييييييييييل , وجهي صار ذابل ومسمر , شعري اللامع صار باهت ~ قالت لصورتها الباهتة : انت السبب , انت اللي وصلتي نفسك لهالشي ...
مسحت دمعتين نزلت على خدودها اللي بدأت تغور للداخل و دنقت راسها بتردد تطالع في بلوزتها المرتبة فوق تنورتها , رفعت طرفها بشويش وتأملت بطنها , أي شخص ما كان حيلاحظ عليها تغير واضح , لكنها هي حاسة بالبروز الخفيف لبطنها اللي كانت لاصقة في ظهرها من شدة رشاقتها , نزلت البلوزة بسرعة وهي تعصرها بقبضتها عصرة ألم وندم ورفعت قبضتها من كثر الوجع وضربتها في بطنها بقوة , انثنت وهي تحس بالضربة تدق في ظهرها من قوتها وتمسكت بطرف المغسلة الرخامية وهي تحاول تتنفس , هالمرة الضربة كانت غير لأنها طوال الفترات اللي فاتت كانت تحاول تضرب نفسها بقوة لكن جسمها يرفض , عقلها رغم عنها يخفف ضربتها عشان ما تؤذي نفسها , نزلت دموعها على عيونها وهي تصرخ بداخلها ~ مو راضي يطيح , مو راضي , لييييييييييييييه ما يطيح ؟؟ يارب , ياااااااااارب , أنا سويت معاصي كثيرة لكني تبت , انت شاهد إني تبت , يا رب لا تفضحني يارب , يا رب استر علي ~ تراخت يدها المستندة على المغسلة وهي تنزلق لأرض الحمام الباردة , غطت وجهها وهي تصيييييييييييييح بحرقة , ما ذاقت النوم من عرفت بالحمل , حتى نومها يكون وهي شبه صاحية من شدة الخوف , أعصابها صارت على شفير الانفجار وسمعها صار يسمع كل كلمة تنقال ويفسرها عقلها ألف تفسير وتفسير كله خوف إنها تنكشف قدام أهلها , شهقت لمن اندق الباب بعنف ومن وراه وصلها صوت العنود وهي تصرخ : بـــــــــنــــــــدر , ما صارت , يا نايمة يا في الحمام يا مختفية , أخرجي يا بنت , ترى أتصل بأزهار وأشتكيك عندها ..
مسحت دموعها وغسلت وجهها وهي تقول : طالعة , طالعة ..
: بسرعة لا تفوتك الصورة اللي صورتها للهنوف ..
مسكت كريم الأساس وكتلته على وجهها وأضافت شوية زينة بسيطة عل وعسى تخفي أثار التعب والصياح , وبعد ما تأكدت من منظرها خرجت ..
ذابت ابتسامة العنود الواقفة عند عتبة الحمام وهي تقول : بسم الله اش فييييييييييك ؟؟
قالت بكذبه فكرت بها طوييييييييل : وحدة من زميلاتنا في الجامعة ماتت ..
قالت العنود وهي تحط يدها على موضع قلبها : يااااااحبيبتي الله يرحمها , من هي أعرفها ؟؟..
وقبل ما تجاوبها قالت وهي تهز يدها : ولا أقولك , لا تقولين لي عشان ما يعورني قلبي أكثر ..
ورجعت قالت وهي تلحق البندري اللي ارتاحت من عدم إجابتها للسؤال المفاجئ : إلا إذا كانت وحده من صديقاتك العزيزات قوليلي ..
هزت البندري راسها وقالت : ما تعرفينها ..
قالت براحة : الحمد لله , مو قصدي إنه أحسن على ذيك بس ما أحب إنه يموت أحد قيد شفته من قبل ..
~ ياليتني مرتاحة ومبسوطة زيك يالعنود , ياليتني انتي , ما كنت حأمر بهالتعب والحزن كله , ياليتني انتي , ياليتني انتي , لو كنت انتي كان إني مبسوطة دحين وأتحرك من مكان لمكان وأنا مرتاحة ~ استغربت العنود نظرة البندري فرفعت يدها وصفعتها بمزح وهي تقول : يلا يا مسرح ..
اغتصبت البندري ابتسامة مصطنعة , ابتسمت العنود وهي تقول : حبيبي البندري والله مو لايق عليك الزعل والسكوت , أنا صح أكره كلامك الغليس وأشوفك ثقيلة دم وكلامك يبط القلب وأفكارك منحلة شوية وسخيفة وأعتبرك أنانية ماتحبين إلا نفسك بس ...
وبلا مقدمات سحبتها وحضنتها وهي تقول : كنت أحبك أكثر من البندري اللي دحين , والله كنت أحبك من قلبي ..
وضمتها أكثر وهي تقول بصوت حزين : ارجعي البندري اللي أعرفها , اشتقت لكل شي فيك , ماعاد في احد يناكشني ويعاندني , ماعاد في أحد يطلع ضغطي ..
غمضت البندري عيونها بقووووة تمنع دموعها اللي مالها نفاذ وهي تضم العنود وهي تصرخ بداخلها ~ يالييييييييييييييييييتني أقدر أمسح كل شي وأرجع زي ماكنت , ياليت ياعنود , ياليت ~ وبعدت عنها وهي تقول بكذب : معليش ضغط الإمتحانات ووفاة صحبتي وحكاية أزهار وجاسم وزواجهم , الأمور كانت صعبة حولينه في الأيام الأخيرة ..
ابتسمت نفس ابتسامة أزهار الكرتونية وهي تقول : خليك منشكحة زي أزهارو الدبيه ..
ومسكتها من يدها وخرجتها للصالة اللي كانوا البنات جالسين فيها ومعاهم عصيرات و بسكويتات و شيبسات الحجم الكبير ومشغلين التلفزيون على فيلم أمريكي , الكل قام يرحب فيها بحماس وهم يبعدون لها مكان وسطهم , ابتسمت وجلست بهدوء مو من عادتها , و وروها الصورة اللي كانت جميلة من شدة بساطتها ودقتها , سألتها الهنوف بهمس : اش كانت تبغى منك أزهار ؟؟
سكتت البندري شويه بعدين قالت : كانت تبغى تطمن علي ..
همست : ديب لا تقولين للعنود أخاف تموت من القهر , لله هي من زمان نفسها تكلم أزهار بس أمي حالفة عليها ماتتصل عليهم وتزعجهم و ....
دق جوال الهنوف اللي كان في حضنها فانتفضت بقوة ضحكتهم وسحر تقول : لك ساعة حاطته في حضنك تستنينه يدق ويوم يدق تنفجعين ..
قامت من عندهم وقالت : مالكم دخل ..
وردت وهي تقول : هلاااا ريمو ..
قالت ريم بسرعة وهي تلهث : أنا برى , هاتي الصور ..
عقدت حواجبها وقالت بهدوء : بنزلك وحدة من البنات عشان أنا مافحالي ..
قالت ريم بتعجل : لو ترسلينها مع ولد الجيران بس بسرعة حسان مستعجل عنده مشوار ضروري وأنا أخرته بما يكفي ..
ارتاحت لمن تأكدت إنها مهي لعبة منها عشان تقابل حسان وهي نازلة , خرجت من الغرفة وقالت : بنات وحده تنزل الصور لريم , تراها في الحوش ..
الكل طنشها وهم يتابعون الفيلم باهتمام , نزلت وهي تنادي ريناد , من نزلت انفتح باب غرفة العنود اللي نطت مع سحر وسلافة من الكنب , جريت سلافة وسحر للدربزين ووقفوا يطالعون منه بحذر وراحت العنود لغرفتها وهمست : رنود , اششششششش لسه ماخلصت الطش , الهنوف تدور عليك بسرعة اندسي ..
رجعت ريناد بحماس واندست تحت السرير ..
رجعوا لأماكنهم لمن طلعت الهنوف والبندري تطالع فيهم بعدم فهم , أشرت الهنوف بيدها للظرف اللي على الطاولة وهي ماسكة الجوال اللي يدق باليد الثانية وهي تقول : هاتي الصور بسرعة , أفففففففففف وينها ريناااااااااد , ريم حرقت جوالي من كثر الدق ..
لمن شافتهم مطنشينها سحبت الملف وهي تقول : مالت عليكم , من حلا الفيلم ..
أول ما اختفت خطواتها نطوا مرة ثانية وهم يستمعون لها وهي تقول : أمييييييي ..
: أقول بسرعة لا تأخرين البنت وأخوها ...
راحت للباب الأمامي , خرجت ريم من المطبخ اللي دخلت له من الحوش على أطراف رجولها وهي شايلة صندلها في يدها , طالعت في الهنوف المتوجهة للباب وطلعت الدرج للدور الثاني وهي تضحك ..
فتحت الهنوف الباب شويه وهي تقول : ريـــم ..
اختلط صوتها بصوته وهو يقول بضيق : بدددددري ست ريـ ..
وانقطع لمن ميز الصوت , شاف طرف يدها القابضة على الباب , ابتسم وقال : هلا والله ..
ما حست إلا ويد سمراء تقبض على معصمها وتسحبها لبرى قبل ما تفكر بشي , أول ما شافته قدامها نزلت راسها على طول , حط يده موضع قلبه وقال : لااااااااا بوش مايت الليلة مايت , مرتين في خلال ثلاث أيام , اش القدر الحلو هذا ؟؟..
سحبت يدها منه وهي تنزل راسها أكثر من شدة الخجل , طااااااااالع فيها بصمت طويل أخيرا قرر يخترقه وهو يهمس : كيف حالك هنوفي ؟؟
همست وهي تناوله الظرف : بخير , تفضل ..
مسك الظرف وانتبه إنها تحركت بتدخل , مسك يدها وقال بتحذير : هييييي تتحركين أذبحك ..
وفتح الظرف وهو يقول : طيب مافي كيف حالك حسان ؟؟ كيف أصبحت ؟ كيف امسيت ؟
وصفر تصفيرة إعجاب وهو يشوف الصورة , حست بكل عظامها تذوب , لفت وجهها وبعدت عنه وهي تهمس عشان تضيع إحراجها : عنودي صورتني ..
زفر وقال وهو يطالع فيها وهي مبعدة ولافة عنه : آآآآآآآآخ ياقلبي الدلع لناس وناس الله لهم ..
ورجع طالع وانصدم وهو يشوف الصور اللي بعدها , كانت الهنوف جالسة ومربعة فوق مكتب الكمبيوتر وهي لابس تنورة رمادية و بلوزة وردي و ضحكتها الواسعة باين إنها من أعماقها ..
واللي بعدها صورة لها وهي واقفة فوق طاولة خشب صغيرة ولابسة جلابية و محزمه خصرها بطرحة و هي رافعة شعرها بيدينها بدلع ..
رفع حواجبه ولف عليها وقال : عجيييييييييب والله , كل هالمواهب عندك ؟؟
رفعت راسها باستغراب وصرخت لمن شافت الصورة وسحبتها منه وهي تقول بتلعثم : لا , مو , لا , هذي , هذي ...
ولمن شافته يرفع حواجبه أكثر وهو يبتسم ابتسامة جانبية غطت وجهها بالصور وهي تقول بقهر ممزوج بالخجل : والله لا أذبحها ..
قهقه من قلبه وقال بتأكيد : عنيدي ..
~ وهي في غيرها أم المصايب , والله لا أذبحك يا حيوانة , أكيد سحر وريم معاها في هذا كله , الله يفضحكم يا بنات الإيه , فشششششششششششله ~ سحبت الصورتين وحطتها ورى ظهرها وناولته الصورة اللي صورتها عشان أبوه بصمت وعيونها على الأرض , سحب الصورة وضرب بها راسها بتحبب وهو يقول : أتاري عندك علوم ما أدري عنها ..
حممممممرت خدودها وهي تلف وجهها عنه , قال : يلا مع السلامة , والله لو مو ورايا موعد مهم كان بلطت هنا ..
همست وهي ما تطالع فيه : في أمان الله ..
تحرك رايح وهي تحركت رجع وقف وقال فجأة : هنوفي ..
لفت عليه تلقائيا , واتجمد كل شي حولينها لمن دنق وسلم على جبينها وهو يهمس : أحبك ..
بعد وطالع فيها لثانية وحده بعيون مضطربة قبل ما يتحرك من عندها , نزل الدرجات بسرعة وخرج من الباب وهو يلوح بيده من دون ما يلتفت لها , استندت على الباب وهي تطالع في باب الحوش اللي انقفل وراه , غمضت عيونها , كان قلبها ينبض بسرعة غريبة تصرخ فيها متى حبيتيه بهالشكل , متى ؟؟ عمرها ما تخيلت إنه يكون زوجها حسان من بين العالم كله , كان مجرد ابن خالة زيه زي البقية لكن من يوم تقدم لها وخطبها وصارت خطيبته بدأت تهتم فيه و ما حبته بهالعمق إلا لمن صار زوجها , همست بحب : الله لا يحرمني منك ..
ولمن انفلتت الصور من يدها وطاحت على الأرض مصدرة صوت مزعج , تذكرت العنود , سحبت الصور ودخلت بسرعة , صكت الباب بقووووة وصرخت : عنووووووووووووووووووووووووووووود ..
نقزت العنود من بين ريم وسحر وقالت وهي تنطنط : دسونييييييييي , بسرعة دسوني , ياويلي , عاد هي لا عصبت ...
وصلها صوت خطواتها السريعة القوية على الدرج وهي تصرخ : عنووووووووود يالحيواااااااااااااانة ..
وقفت الهنوف عند راس الدرج ورفعت يدها بالصور وهي تقول بعصبية وعيونها تلمع من الغضب : هذاااااااا إيييييييييييييييييييييييييه ؟؟
ابتسمت وقالت بصدق وهي تفرك يدينها بذنب : منكح ..
رمت الهنوف الصور وتقدمت منها وهي تقول : وتعترفيييييييييييييييييييييين ؟؟
صرخت العنود وهي تدور حولين الكنب تتفادها وقالت : قلت أوري الضعيف بعضا من جوانبك الـ ...... حسنة ..
ووقفت ورى الكنبة الطويلة اللي جالسة عليها سحر وريم وهي تطالع في الهنوف المقابلة لها وما يفصل بينهم إلا الكنبة , حطت الهنوف يدينها على خصرها وهي تقول : الحسنة , هاااااااا , والله لا تنضربين ..
ولفت حولين الكنبة تحاول تلحق العنود اللي قالت بضحكة : دايما عنده ملاك , خليه يشوف إنك سوسة ..
وقفت الهنوف هالمرة ورى الكنبة وهي تطالع في العنود اللي وقفت مكانها وهي تطالع فيها بنظرات عابثة , صرخت بغيض : عنوووووووووود ..
ولمن شافت أكتاف ريم وسحر تتهزهز من الضحك وسلافة اللي فاطسة ضحك وهي جالسة على الأرض مع البندري اللي شاركتها الضحك زاد غيضها , رفعت يدينها وضربت راس ريم وسحر من ورى وهي تقول : وانتم أكيد معاها يالزفووووووت ..
دنقوا يبعدون عنها وهم يقولون في وقت واحد وهم يأشرون على العنود : العنود مو إحنا ..
شهقت العنود وقالت : يالخواااانااااااااااااات ..
ولمن طالعت فيها الهنوف بعيون متوحشة قالت بخوف : والله كانوا معايا وخططوا لكل شي , وترى فكرة الصور من تحت راس هذي ..
وأشرت على سلافة اللي قاعدة قريب من رجولها , صرخت سلافة باستنكار : يا فتااااااانة أنا ما خونت فيك عشان تخونيني ياidiot ..
ضحكوا كلهم وقالت سحر وهي تأشر على العنود بتريقة : تقول عليك غبية ..
قالت العنود بسخرية : والله , يا فهيمة انتي , طالعوا بس مين يترجم لي ..
: اش قصدك ست عنيدي ؟؟
: قصدي ما عندك ما عندي وما عند جدتي حمدة في الإنجليزي ..
صرخوا ريم وسحر : عنووووووووووود وراك ..
انتبهت العنود إنه الهنوف اختفت من مرمى نظرها , لفت على اتجاه نظراتهم وشهقت لمن شدت الهنوف شعرها , واختل توازنهم وطاحوا على سلافة اللي صرخت وهي تحاول تبعدهم عنها : heeeeeeeeeeeeelp meeeeeeeeeeeeeeeeee , قومو يالدبياااااااااااات , فغصتونييييييييييييييييييييي ...
ضحكت البندري من قلبها على خبالهم , و قررت تتناسى همها لبعض الوقت ..
والعنود كانت مبسووووووووطة إن المقلب اللي سووه هي وريم ذوب الخوف اللي جمد قلبها من كثر تفكيرها في رفضها لعبد الإله وموقف ريم اللي بتسافر معاهم منه ...



***************************



ماليزيا الساعة 3 الفجر :
في الفندق :

طالعت فيه وهو نايم بهدوء , قامت من الكنبه بتعب وسحبت جواله من الطاولة بهدوء و راحت للحمام , دخلت وقفلت الباب وجلست على الكرسي بعد ما غطته , كتبت رسالة سريعة وأرسلتها على جوال الهنوف ..
زفرت وحطت الجوال في حضنها واستندت بذراعينها على طرف المغسلة الرخامية و ريحت راسها عليها , كانت برودة الرخام اللي لسعت يدينها ما تقارن بالبرود اللي تحسه في قلبها , اهتز الجوال فتحركت بصعوبة وهي تجاهد عشان تنفض التعب عنها , فتحت الجوال (( هنوف ورتني رسالتك , دقايق وأدق عليك )) ..
قامت وخرجت من الحمام بهدوووووء وتحركت للبلكونه وهي شايلة شرشفها , تدثرت به وجلست على المقعد تنتظر اتصال البندري , ولمن اهتز الجوال ردت بسرعة وهي تقول بهمس : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ردت عليها البندري السلام وقالت باختصار : سامحيني ..
هزت أزهار راسها وقالت بصرامة : لا تعتذرين لي ولا شي , مو أنا اللي لازم تعتذرين له ..
قالت البندري اللي استغربت لهجتها : أزهار أنا ...
قاطعتها أزهار وهي تقوم من المقعد هامسة من بين أسنانها : لا تقولين ولا شي , لا تدورين أعذار لنفسك ولا عذر ممكن يبرر لك , حتى لو قلتي إنك جيعانة بتموتين وعندك 7 أيتام ما بتعيشينهم إلا بهالطريقة مااااااااااالك عذر يا بندري , انتي غلطتي و هذاك تدفعين الثمن , إذا كنت وقتها ما استحيت من ربك و ما خفت من عقابه ما فكرتي بماما وبابا للحظة لمن سويتي اللي سويته , سمعتهم , سمعة العنود ونظرة حسان للهنوف لو طلع اللي سويتيه , جاسم , عبد الرزاق , ما فكرتي بكل هذولي , مين بيتقدم للعنود بعد ما يعرفون إنه أختها حامل حمل سفاح ومن ميييييييييييييين من ولد عمها , مافكرت ببابا وأخوانه فين بيودون وجههم من الناس , سفانة والخنساء , ريم وعهود , سمية وأسماء كلهم بتتلوث سمعتهم والسبة انت , لأنك حيا الله بنت عمهم , الناس بتقول أكيد بنات عمها مهم أحسن منها , ما فكرتي فيهم , فين كان عقلك وقتها ؟؟ فييييييييييين ؟؟ ولا حضن السيد عبد الرحمن وعيونه المسبلة وأكتافه العريضة نستك ربك ودينك وشرفك وأهلك ..
وصلها نشيج البندري وهي تقول : ليه ..
قاطعتها بغيض : أبسألك سؤاااااااااااال واحد وجاوبي عليه ..
وسكتت وكملت ببرود : الساعات اللي قضيتيها و انت تسمعين كلامه المعسول والدقايق اللي كنتم تسرقون فيها النظرات والقبلات وغيره من المحرمات تستحق هذا العذاب اللي قاعدة تتعذبينه دحين ؟؟ عبد الرحمن نفسه يستحق إنك ترمين بدينك وشرفك وأهلك عرض الحائط ؟؟ أهو كان بيشرد ويرميك زي رمية الكلاب لولا رحمة ربي ..


همست البندري بوجع : ليه تقولين هالكلام دحين ؟؟
زفرت وقالت بهمس : لأني مقهورة منك , جلست أفكر إني لو ما شفتك ذاك اليوم كان ما علمتي أحد وما مانعتي في استمرار هالعلاقة الحرام ..
: لا والله ..
علي صوتها وهي تقول : طيب ليه دسيتي علي حكاية حملك , هذا شي كبيييييييييييييييير ..
وصلها صوت البندري المقطع وهي تقول : والله حاولت بس ما قدرت , والله , أزهار الله يخليك لا تسيبيني لوحدي , بطني أحس الكل يطالع فيها و ..........
انخرطت في نوبة بكاء جديدة , بعدت أزهار الجوال عن إذنها وسندت راسها على جدار البلكونه وهي تسمع لصوت الريح اللي نقلت لها صوت حفيف الأشجار و سعف النخيل , هي عارفه إنه كلامها زي الحديد الحامي على جلد البندري لكن كان لازم توريها إن الواحد لازم يفكر بربه أول وبعدها يفكر بتصرفه هل يضر غيره أو لا , لازم يعرف عواقب كل شي يسويه وما يغرق في لذة اللحظة العابرة , لازم يحكم عقله قبل هوى قلبه , سحبت نفس وخرجته ورجعت الجوال لإذنها وقالت بهمس حنون صبغته غصب عنها بالبرود : شوفي , أحاول أكلم جاسـ ..
قاطعتها بخوف : الله يخليك إلا جاسم ...
قالت بهدوء : بندري كيف بأجيك وأحل الموضوع من دونه , حاولنا نخبي الموضوع أول وطاح على روسنا , هذي المرة الموضوع أكبر بكثير , لازم يتدخل جاسم , اسمعي أنا أحاول أفهمه بأبسط طريقة ممكنة , طيب ..
: طيب ..
ودعتها من دون ما تسألها عن حال البقية وعن رحلتهم للمدينة بكرة ..
صكت الجوال وزفرت بتعب , اش هالشعور اللي يهد جسمها هد , صلت الشفع والوتر وهي جالسة من التعب وغمضت عيونها بتعب وهي تسند راسها على ظهر الكنبة إلين جا وقت الفجر , صلت وطااااااااالعت في جاسم النايم بهدوء , زفرت وقامت وهي تسحب نفس عميييييييييييق , رسمت أحلى ابتسامة تقدر عليها وبدأت تصحيه وكعادته هاوش وزاعق وآخر شي قام من كثر زنها وهي تهدده بكاسة موية لكن بعد ما أشرقت الشمس , فتحت الستاير وهو يصلي وطالعت في المنظر الرومانسي اللي قدامها وهي تدعي ربها بداخلها إنه يقويها وتقدر تقول الموضوع , بعد ما سلم تأملها بصمت وهي مستندة على باب البلكونه وتطالع , تذكر همسها الحزين ( أنا عروس ) والصمت اللي تلاه وجمودها وهدوؤها اللي أرهقه رغم إنه كان يتمنى قبل إنها تسكت وتفكه من رجتها , قام من مكانه وتحرك لها , لفت عليه وقالت بابتسامة حلوة : خلصت صلاتك ..
تصنم مكانه وقال بسخرية وهو رافع حاجبه : لا خلصت الفيلم , اش السؤال السخيف هذا ؟؟..
بلعت وقاحته وقالت بابتسامة : ما قصدت بها سؤال قد ما قصدت بها بدأ موضوع للحديث معاك ..
رفع حاجبينه وقال : ليييييييييه ؟؟ عندك شي ..
كانت عارفة يناكشها دحين عشان يطلع حرة برودها معاه أمس , لكنها عزمت إنها تكلمه على موضوع البندري لأنه ما يحتمل التأجيل , تابع بسخرية من الموضوع اللي قاهره ولسه في قلبه من أمس : لا يكون بتقولين لي سبب إصرارك أمس على الرجعة لجدة ..
فتحت عيونها ببراءة وسألت : كيف عرفــــت ؟؟
قطب حواجبه وقال بصدمة : انتي من جدك بتكلميني على هالموضوع ..
~ أووو أوووو شكله رماها مزحه وأنا زي اللي ما صدقت يا سيد ~ ابتسمت وقالت بهدوء مصطنع وهي تحس سكاكين تقطع جوفها : ها , إيوه , لا , قصدي , عندي موضوع مهم عن البندري ..
عقد حواجبه أول ماسمع اسمها وقال : اللي ما تتسمى , خير اش فيها ؟؟
بلعت ريقها ~ يالييييييييييييت الإجابة تنطرح بسهولة سؤالك , ياربي منظره مايبشر بخير ~ صبغت وجهها بالجدية وقالت : أهم شي تهدأ عشان تسمع الموضوع زين ويكون أحسن لو جلست ...
رماها بنظرة نفاذ صبر , قالت تمهد له وهي مهي عارفة كيف ممكن وحدة تقول لزوجها إنه أخته الغير متزوجة حامل من ولد عمها : اتصلت تشتكي ..
قطب حواجبه وقال : عبدالرحمن سوى شي ..
~ هو في بقي شي ما سواااااااااااااااه , يا رب قويني , يا رب إجري الكلام على لساني بأخف وقع يا رب ~ قالت بهدووووووووء : هي تشتكي من مغص في بطنها و...
رفع حواجبه وطالع فيها باستغراب وقاطعها : وأنا اش دخلني ..
فركت يدينها بتوتر وهي تقول : وانقطعت عنها الــ..............
وسكتت وهي تحس حرارة خدودها تمنعها من الكلام , طالع فيها منتظر منها تكمل كلامها , سحبت نفس وقالت : انقطعت عنها الــ .....
وحطت يدينها على خدودها وهي تصرخ بداخلها ~ يالفششششششششششلة , كيف أقدر أقولها ~ خرجها من أفكارها وهو يقول : أزهااااااار ..
رفعت راسها وبعدت عنه قد ما تقدر وهي متجاهلة نظرات الإستغراب منه وهمست : انقطعت عنها ........ فلانه ..
و حست بشعور الموية الباردة لمن تنكب على الواحد فجأة لمن سأل : فلانه مين ؟؟
ضربت جبهتها وأعطته ظهرها وهي تصرخ بداخلها ~ أزهااااااااار تكلمي مو وقت الخجل , وييييييييييي ياربي أي عروس تكلم زوجها في هالمواضيع , أزهار بلا هبالة قوليها وخلاص , ويعني ؟؟ هي ولا كلمة حامل المخيفة ؟؟ ~ التفتت وقالت بعزم وبصوت ثابت : انقطعت عنها اللللللللللللللللللللـ.........
لسانها لصق في سقف فمها من الخجل , قال بطفش وهو يحرك يده يستعجلها : أخلصييييييييييييي ..
عضت شفتها وهمست وهي مدنقة وجهها : الشيء النسائي اللي يجي ....
و ما قدرت تكمل أكثر , قال : آآآهاااااااااا , قصدك الـ**** .......
فتحت عيونها على آخرها وغطت وجهها بخجل وهي تقول ~ الله يقطع شرك يالأهبل يالمتخللللللللف , تقولها بصوت عالي كمان , أزهار مو وقته هالكلام ~ تمالكت خجلها وسألت وهي تطالع فيه بخوف وتوتر : فهمت اش قصدي ؟؟
قطب حواجبه وقال : ويعني مغص و........
ماتت الكلمات على شفايفه وهو يطالع في أزهار بعيون اتسعت شوية شوية , شهقت أزهار لمن شافته , توقعته يصرخ يعصب يهزأ لكن وقوفه الصامت وهو مفتح عيونه بصدمة على أقصى إتساعها , أكتافه اللي بدأت تتراخى ووجهه يصرخ شارح مقدار الصدمة والذهول والألم و........ الانكسار ..
الانكسار بحد ذاته اللي شافته في وجهه خلاها تقدم نحوه وهي تهمس : جاسم توكل على الله ..
حطت يدينها المفرودة على صدره وهي تهمس باسمه وتطالع فيه بخوف , ما طالع فيها , رفع يدينه ببطء وحطها فوق بعض على راسه , قالت بخوف وهي تشوف نظراته المحدقة : جاسم , جاسم , جاسم قول لا حول ولا قوة إلا بالله , قول توكلت على الله ..
انهار على الكنبه اللي وراه وهو يقبض بكل قوته على خصلات شعره , شهقت وجلست على الأرض وحطت يدينها على ركبه وهي تقول : جاسم لا تسوي في نفسك كذا ..
طالع فيها وأنفاسه تتسارع ويدينه تشد على شعره أكثر , كانت عيونه غرييييييييبة , نسيت كل زعلها منه أمس و لفت يدينها على رقبته وضمته وهي تقول : بسم الله عليك , حبيبي لا تسوي في نفسك كذا , كل مشكلة ولها حل ..
ما كان يحس بأي شي حولينه , حتى ضمتها ما كان يشعر بها , كل اللي كان يشعره مشاعر الصدمة والذهول والندم والخزي والألم و.......... الحقد ...
بعدت عنه وهي تطالع فيه بخوف , ما تحرك , ما سوى شي , هزته وهي تقول برجاء : جاسم كلمني , قول أي شي , جااااااااااسم ..
كانت حاسة بوجعه , حاسة بالخناجر اللي تلقاها في ظهره من ولد عمه , حاسة بمقدار كرهه لأخته , حاسة بمقدار المسؤولية اللي عليه دحين , ضمته بقووووة وهي تهمس : والله حاسة بمشاعرك , والله حاسة بها ..
وبعدت عنه ومسدت يدينه وشعره بخوف وهي تطالع في وجهه المتصلب , خرج من كل أفكاره لمن حس بها تطبع قبلة حنونة بين عيونه وهي تهمس : والله حاسة بمشاعرك بس لازم تكون أقوى من كذا ..
طااااااااااالع فيها وبعدها عنه بقوة وخرج من الغرفة من دون ما يغير بجامته ..
لمن انصك الباب زفرت وسندت راسها على الكنب وهي تهمس : سيبني كالعادة ..



************************



جدة بعد صلاة الفجر :
في فيلا أحمد :

لفت هدى طرحتها وهي تقول : قلت لكم ناموا ما سمعتوا ..
حكت الهنوف عيونها النعسانة بتعب وقالت : هم يخلون الواحد يرتاح ..
وانسدحت على كنب الصالة اللي تحت وهي ضامة عبايتها لحضنها , سألت حنان اللي نزلت من الملحق ووراها شغالتها شايلة الشنطة : مين قصدك ؟؟
تثاوبت الهنوف وهي تغطي فمها بحرج قدام عمتها حنان وقالت بصوت نعسان : سحر والعنود , طيروا أبو النوم عني وزادهم خبال ريمان ..
ضحكت هدى وقالت لحنان : عاد ريم هذي رفيقة دربنا هي وسفانة وين مارحنا راحوا كإنهم بناتي وأكثر كمان , بس خسارة سفانة ماقدرت تجي هالمرة ..
وصلهم صوت ثرثرة البنات المتحمسات وهم نازلين من الدرج , كانت العنود وسحر مطقمين نفس البنطلون العودي والبلوزة البيضاء الطويلة وشايلين نفس الشنط ومثبتين الـ mp4 على كمر البنطلون , قالت حنان بابتسامة : انتم ما تغيرون عادة التطقيم هذي ؟؟ بعدين اش تتسمعون فيه ؟؟ أغاني ..
قالت العنود بحماس : طبعا لا , أناشيد قعدنا ليلنا ننزلها على الجهاز ..
وسلمت على أمها وهي تقول : صباح الخير حبيبة أحمد ..
ضربتها أمها على كتفها بحرج وهي تقول : استحي ..
وراحت سلمت على حنان وهي تقول بابتسامة خبيثة : صباح الورد قلب كرومي ..
ضحكت حنان وقالت : بخير يا وجه الخير ..
حطت العنود يدينها على خدودها وهي تقول : شكرررررررررررا ..
ولفت على البنات وقالت بطريقة عربجية : سمعتم , أنا وجه الخير , خلي أحد يتجرأ وياخذ لقبي الجديد ..
ضحكوا البنات وقالت هدى : إلا أقول , الجوهرة قالت إنها ما تقدر تروح معانا دحين يمكن تلحقنا على هناك عشان عندها عزايم ..
لفت العنود على البنات وقبضت يدينها وهي تهمس : يس يس يس , أشكرك يارب ..
ورجعت لفت على أمها وقالت وهي تمثل الزعل : لييييييييييييييييه ؟؟ كان ودنا فيها ..
رمتها هدى بنظرة حادة وهي تقول : عنيدي بلا تريقة تراك بنتي , عاجنتك وخابزتك زيييييييين فلا تمثلين عليه , يكفي إنك كذبتي على بنتها وخليتي الضعيفة تنام تحت السرير من كثر الانتظار , على بالها تلعب طش ...
عضت لسانها وحكت شعرها بإحراج , قالت الهنوف وهي تقوم عشان تلبس عبايتها : يارب من ذا وأزود كمان على العذاب اللي عذبتيني اياه أمس ..
قالت هدى : توزعتم على السيارات ..
قالت سحر بهدوء : نستنى توزيع الرجال على السيارات عشان المحرم يا خالة ..
وصلهم صوت جهوري ينادي من عند باب المدخل : maaaaaaaaam wher are you??? ..
لفت سلافة بوزها وقالت وهي تنفض يدها بقرف : يا مخصها وهو ينطقها تلوع الكبد , عز الله كرهني في الإنجليزي ..
لفت سحر وسلمت على خد العنود وهي تقول : تكفين خليه يكثف الإنجليزية كمان وكمان عشان تعافها نهائيا ..
مسحت العنود مكان بوستها وهي تقول بمزح : ياااااااسلام , تعافها أختك نهائيا وتلصق في لسان أخوية أكثر , أما إنك أنانية ..
طالعت سحر في أختها المتضايقة وهمست : تصدقين شكل اللي صار بينهم كبيييييييييير , ترى سوسو ما تكره أي أحد ..
: تقابلوا بس , يعني اش ممكن يصـ...ـير ؟؟
ولفت بسرعة قبل ما تنتبه سحر لترددها , لأنها هي كمان قابلت مع سامر لكن مو مقابلة عادية , طالعت فيها سحر بحيرة وجات بتسألها لكن ريم جاتهم ريم وقالت مقاطعة هرجهم : أنا لازم أكون مع عمي أحمد هو محرمي , تعالوا معايا ..
قالت العنود باستنكار : في سيارة الشياااااااب ...
وكملت بحزم : أبببببببببببببدا , ما بيوقفونا ولا في محطة بيطيرونا على المدينة في نفس واحد , إحنا نبغى واحد من الشباب نلعب على راسه بكوفي ببقالة , هو لو واحد شايب كان نقدر نجيب راسه لكن الإثنين مع بعض مستحيييييييييييييييل ..
جاتهم هدى وقالت : أبوجاسم وأبوخالد بيركبون الجمس مع بعض , و عبد الرزاق بيسوق الجيب وعدنان معاه الفورد ..



**************************



: حط الشنطة بالطول , بالطول , بالطووووووووووول يالأثول ..
لف سامر وقال وهو يرمي الشنطة الرمادية القماش على السكة : يلا وريني بالطول كيف تجي يالأثول انت ..
شال ماهر الشنطة وحاول يدخلها في شنطة الجمس بالطول بالعرض ما جات , جا أبوهم وقال : ما خلصتوا الله يهديكم ..
وبحركة من يده حرك الشنطة الجلد السوداء على اليمين بزاوية محددة ودخل الشنطة الرمادية اللي من أول حايسين فيها , قالوا مع بعض بإعجاب : أووووووووووو..
ابتسم ومر من بينهم وهو يقول : يلا تحركوا ..
لفوا على عدنان المستند على سيارة أحمد الفورد وهو يلعب بجواله , صغر ماهر عيونه وهو يتأمله وقال : سامر , عدنان متغير ولا يتهيأ لي !! طالع كيف يطالع في الجوال ويبتسم ..
تلمس سامر خده وهو يقول : يكون عنده خوية زي ماجد ؟؟
ضحك ماهر وقال : متكشخ الأخ مسوي فيها واحد برستيج ..
لف عليه سامر وقال : طيب هو مهندس وبرستيج ..
: والله ؟؟ نسيت ..
: شكله بالغترة والعقال رزة ..
اتسعت ابتسامة عدنان وهو يصك الجوال ويرجعه لجيبه وهو يقول : هي توأم الشر تراني سامع كل كلمة تقولونها , يلا اتفقوا من بيمشي مع عبدالرزاق ومين معايا ,
قال ماهر : معليش إحنا ما نفترق , روح إنت مع عبدالرزاق وخلي الفورد لنا ..
ضحك وقال وهو يدخل الفورد : إحلموا ..
كانت السيارات كلها واقفة في الحوش الواسع , جاهم عبدالرزاق وقال : how's with me ?? , هااااااا مين معايا ..
قال ماهر بتريقة : سامر بيكون معاك لأنه عنده قدرة على تحمل أمثالك , أنا مستحيل لأني تعبان وانت شكلك فايق ورايق تبغى سواليف , لو قعدت معاك بتصدع راسي وما بتخليني أنام ..
ابتسم عبد الرزاق وقال بهدوء وهو يروح لأبوه : as you wish ??
دقه سامر وهو يقول باستنكار : مااااااهر ..
قال ماهر يغير الموضوع وهو يأشر على أبوه اللي راح للدرج يساعد أمه على النزول : لا يفوتك قيس وليلى ..
ابتسم وقال وهو يتحرك لهم : الله يديم المحبة ..
ابتسم وهو يسمع رفض أمه الصارم إنه يمسك يدها وهي تقول : أبو خالد قالولك صرت عجووووووز ..
سلم على أمه وتبعه ماهر وعدنان اللي ما شافوها لأنهم جلسوا في الإستراحة اليوم اللي فات , وأول ما خرج فوج أسود من عند الباب غصب طالعوا ونزلوا روسهم على طول , قالت سلافة بحماس وهي تتقدم لهم : hiiiiiiiiiiiiiiiiiiii شباب ..
هي نحيييفة وقصيرة نوعا ما , فلمن وقفت وسطهم بانت قزمة , قال عدنان وهو يعدل عبايتها اللي انزلقت عن راسها : الناس تسلم أول ..
قالت السلام وتابعت : أنا بروح مع daddy ...
قال ماهر بتريقة وهو يقلد صوتها : أنا بروح مع daddy ..
وكمل بصوته : والله مهي لااااااااايقة , تراكم يالسعوديات نياق لا جمال ولا شي , بالله الدلع حلو على الناقة ...
قال أبوه بهدوء : ترى النياق تجيب جمال ..
ضحك سامر وقال : خخخخخخخخخ جمل ..
قاله ماهر بغيض : وأخو الجمل يا ذكي ..
ضحك عدنان وقال : أقول تحركوا من هنا يلا ..
وراحوا للسيارات , سأل عبدالكريم وهو يطالع في البنات : وين سحر ؟؟
تقدمت منه سحر وقالت : السلااااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وسلمت على يد أبوها وراسه , قالت حنان بغيرة : ترى توك كنتي متنصبة عنده وقت الفطور ومسلمة عليه ..
بعدت عن أبوها وقالت : ما دام أم خالد بدأت غيرتها أحسن لي أتراجع ..
ضحك أبوها وراح للجمس ..
دنقت ريم على العنود وهمست : بنت عنيدي , أخوانها يخبلووووووووون , اش هالوسامة ؟؟
قالت العنود وهي حايسة في تفكيك سلك سماعتها اللي نشب في شنطتها : طيب انتي منتي شايفة جمال خالتي حنان وبناتها , لازم يطلعون العيال حلوييييين ..
: كلهم كووووووم وعدنان كوم ثاني , اش الجمال اللي فيه ما شاء الله ..
رفعت العنود عيونها وطالعت في عدنان ورجعت تصلح سماعتها بصمت وهي تنزل درج المدخل , جاتهم الهنوف ومعاها شنطة صغيرة فيها ثلاجات القهوة ..
قالت سحر لأمها قبل ما تتحرك للبنات : أمي ترى أنا والعنود والهنوف والشغالات بنركب في الجيب , انتي وخالتي هدى معاكم البندري وريم سلافة ..
قالت أمها وهي تدور في شنطتها : طيب زي ماتبغون , أهم شي ناديلي أخوك , ناسي حبوبه الفالح ..
أشرت لسامر وراحت للبنات اللي وقفوا نهاية الدرج بانتظار ركوب السيارة , جا لأمه اللي ناولته علبة الحبوب الصفراء وهي تقول : لا عاد تنساها ..
حس بإحراج من صوت تصادم الحبوب بسطح العلبة و اللي كان عالي , لف خوف أحد شاف العلبة واصطدم بصره بالعيون اللي لا يمكن ينساها , فرصعت العنود عيونها في ريم وقالت بحزم : سوري لو على قص رقبتي ما حأتنازل عن ثلاجة القهوة بالهيل , مستحيل , تبغون اللي بالزنجبيل خذوها ..
ولفت وجهها بعناد عن ريم اللي تحاول فيها بشتى الطرق إنها تتنازل عن الثلاجة لها هي والبندري ..
انتبهت له , كان واقف جنب أمه اللي تكلمه , ثوب وشماغ وعقال , شكله كان متغير 180 درجة لكن الندبة الغريبة نفسها هي اللي أكدت لها إنه هو , لمن انتبهت إنه نظراته عليها صرخت بداخلها ~ يمممممممممممه شكله عرفني , يا خرااااااااااااااااااااابي ~ بلا شعور تحركت على جنب شوية شوية شوية إلين اندست ورى سحر , لفت سحر باستغراب على العنود اللي لاصقة فيها ورجعت لفت على النقطة اللي كان بصرها متجه لها فشافت سامر منزل راسه وهو يحاول قدر الإمكان إن ما يخلي أمه وسلافة يلاحظون ابتسامته اللي غصب عنه كانت ترتسم على شفايفه , رجعت لفت على العنود لقيتها تلعب في طرف كم عبايتها بصمت ..
سحبتها على جنب لمن بدأوا يركبون السيارات وهمست تسألها بجدية : عنيدي يالدب اش اللي صار بينك وبين سامر في الاستراحة ..
انصدمت العنود من سؤالها فقالت : اش ذكرك بالموضوع هذا دحين ؟؟
رصت يدها وقالت بجدية : قوليلي ..
قالت العنود بضحكة : الله يخرب بيتك على هالنظرة الجادة , تقابلنا و أنا رايحة أجيب الباسرة من المخزن هذا اللي صار ..
استغربت لمن قالت سحر بصدمة : بــــــــــس ..
هزت أكتافها وقالت وهي تستغفر جوتها كذبها وإخفاءها لنص الحقيقة : بس ..
وسحبتها وهي تقول : اتحركي بسرعة قبل ما يهزؤننا ..
طااااااااااااالع عدنان في سامر بصمت ونقل بصره للعنود اللي ماشية مع أخته , وبعد تفكير تحرك من جنب الفورد وراح لسامر الواقف عند باب الجمس يكلم أبوه اللي جلس جنب أحمد اللي أصر على السواقة وقال وهو يحط يده على كتفه : خلاص روح انت مع ماهر وأنا بأركب الجيب ..
استغرب سامر تراجعه عن كل التخطيطات لكنه ابتسم وقال : على أمرك ..
ولف على أبوه وقال : في أمان الله أبوية , عمي أحمد هالله هالله بالسواقة الزينة , قول دعاء السفر ولا تشغلون أغاني و مو تروح تتسابق مع اللي في الخط ..
ضحك أحمد وقال : أنا اللي مفروض أقولك هالكلام ..
غمز له سامر وراح عشان يسوق الفورد , فتح عدنان باب الجيب ودخل على صوت العنود وهي تقول بحزم : لو ما مريت على الكافتريا اللي عند محطة الشرقية بآكلك سامع تراني جيـ..
وانكتم صوتها لمن جلس بجثته العريض في المقعد المجاور لعبد الرزاق , لفت العنود على سحر وهمست : دحين أخوك بيقول عني مفجوعة أكل و فوقها آكلة لحوم البشر ...
كتمت سحر قهقهتها وقالت : صراحة ما ألوم عدنان لو قال هالكلام , أنا خفت منك وتقولين آكلك , حسيتها طالعه من قلبك ..
قالت بتريقة : ما ألوم عدنان , من فين جبتم هالاسم عدنان ؟؟
وقامت تغني بهمس مقطع من مسلسل عدنان ولينا : عدنان يتحدى التعالي , عدناااان عدناااااااان ..
ضحكت سحر ودقت الهنوف أختها اللي جالسة في الوسط بكوعها وهي تهمس : صوتك واضح يالخبلة يالمتخلفة ..
غطت العنود فمها وهي تهمس : الله لا يفضحنا ..
قالت سحر : ما عليك منه متعود على التريقة باسمه , عارفه إن اسمه على اسم الدكتور اللي ولد أمي قيصري , هو الوحيد فينا اللي جات ولادته قيصرية ..
قالت العنود بتفهم : عشااااااان كذااااااااا طالع أبر واحد بأمه , لأنه عذبها وقت الولادة ..
همست الهنوف بسخرية : وانت اش دراااااك إنه أبر واحد ..
قالت بصوت عالي مستنكره التكذيب والسخرية في لهجة الهنوف : خالتي حنان قالتلي يوووووو ..
ضربوها الثنتين فحطت يدينها على فمها يعني بتسكت نهائيا ووصل لمسامعها صوت زفرة الطفش والضيق من عدنان , صرخت بداخلها وهي تفتح جوالها لمن رن برسالة ~ تراااااااااااب في وجهك يالبارد الجامد يا لوح السبورة الغليس يالـ ~ وسكنت كل أفكارها لمن شافت الرسالة اللي قدامها ..



***************************

في نفس الوقت في ماليزيا :
الساعة 11.30 قبل الظهر في بينانغ :

فتحت عيونها على صوت قربعة في المكان , قامت بسرعة من السرير اللي ارتمت عليه بتعب بعد ما خرج جاسم من عندها بعد الفجر وطالعت لقيت جاسم مصفف الشنط جنب الباب , لف عليها وقال بهدوء : رحت سويت حجز سريع من هنا على كوالا , نص ساعة وتقلع الطيارة عشان كذا لازم نستعجل , المطار اللي هنا دولي بس مافي رحلة قريبة لجدة , بنروح لكوالا ومنها مباشرة لجدة اليوم في المسا رحلتنا على الساعة 6 المغرب ..
طالعت في ساعتها و انصدمت , يعني أقل شي 5 ساعات ويكونون في مطار كوالالمبور عشان يلحقون الرحلة , متى بيروحون من بينانغ لكوالالمبور ومنها على جدة , كان نفسها تقوله إنها تبغى تشتري الهدايا اللي ناقصتها بس عرفت إنه الوضع أبــدا مو مناسب ~ الله يسامحك يالبندري ~ قامت وقالت بهدوء : إن شاء الله , الله يقدم اللي فيه الخير ..
ولمن ما رد عليها بكلمة ثانية , سحبت نفس عميق وهي تقول بداخلها ~ الله يعين , بداية نهااااااااااااااااااااااااااااار طويييييييييييييييييييييييييييييييييييل , عسى بس ما أضيع هالمرة كمان في واحد من المطارين , لو ضعت بأحقق الرقم القياسي وبيلقبوني بالعروس الضائعة ~ ..



***********************




خط جدة المدينة السريع :
بعد مرور ساعة ونص على بداية الرحلة :


شغل المسجل فصدحت صوت أغنية الهيب هوب وخرقت سكون السيارة , التفت عدنان له وقال : رزوق , صك ..
لف عبد الرزاق بوزه وقال وهو يصك المسجل : تراك طفش ...
ابتسم عدنان وحط كوعه على المسند اللي بين مقعدينهم وهو يقول : شغل أي شي غير الأغاني ..
دق كوعه بشي , التفت وانصدم لمن شاف جزمة رياضية مستندة على المسندة , انتبهت العنود اللي مغمضة عيونها لشي دق رجولها , فتحت عيونها وسحبت رجولها بسرعة وقالت بهمس من بين أسنانها بغيض : يالفشششششششلة , أنا اش بي مع عيال عمي عبد الكريم ..
ابتسم عدنان واتكى ومسح ابتسامته وهو يفكر بابتسامة سامر اللي لمحها وهو يطالع في العنود ~ يكون بدأ يفكر فيها , ابتسامته كانت ........ غريبة , اش حسوي لو طلع يبغاها ؟؟ لا لا , أتوسلك يارب لأني ما حأقدر أخليه يتقدم لها وأنا أعرف إنها .... الله يلعن إبليسك يا العنود , اش تبغين تسوين فينا ؟؟ ~ طالعت العنود بغيض في يده المستريحة على مكان رجولها المفضل ودنقت على سحر وقالت بهمس : ودي أفجر أخوك ..
ضحكت سحر والتفت لها باستنكار وهي تسأل : ليش ؟؟
قالت بقهر وهي تربع : استحلى مكان رجولي المفضل بلا اهتمام ..
قالت الهنوف : وانتي ما تقدرين تجلسين زي الأوادم حتى لو فيه رجال غريب في السيارة ؟؟..
تأملت سحر العنود اللي تناقش الهنوف بغيض ورجعت طالعت في عدنان اللي قدامها ~ يكون غلطنا لمن عرضناها على عدنان وسامر , الله يسامحك يا أمي ليش عرضتيها على سامر قبل ما نتأكد من عدنان , يا خوفي الإثنين يفكرون بها , لا لا , عدنان قال بصريح العبارة إنه ما يبغاها , بسسسسسسسس , ليش طلب من سامر يغير مكانه ؟؟ يارب ارحمني ~ انقطعت أفكارها لمن سمعت العنود تهمس من بين أسنانها لأختها : ترى والله حشرانة يعني شوية وأسويها هنا ..
همست الهنوف : رخخخخخي صوتك يالفضيحة , اش تبغينا نقول لرزوق , العنود حشرانة وقف في أي بر ..
بالقوة كتمت سحر ضحكها وهي تهمس : بزرة انتي , ليش ما رحتي الحمام قبل مانطلع السيارة ..
لفت عليها العنود وهمست باستنكار : هو بكيفي , دخلت وما جا شي , ودحين حشراااااانة ..
لف عبد الرزاق على كلمتها الأخيرة اللي طلعت عالية فجأة وقال بصدمة : حشراااااانة noooooooooow , من وين بألقى محطة دحين ؟؟
حست العنود بالدنيا تنهار حولينها وبجسمها يشتعل من كثر الفشلة , غاصت في مقعدها وغطت فمها بيدينها وسحر والهنوف غارقات في الضحك , حمحم عدنان عشان يمنع ضحكته اللي بتخرج غصب عنه وهو يحط نفسه مشغول بتعديل شماغه , قال عبدالرزاق بلا اهتمام وهو يخرج جواله : كم مرة قلنالك روحي الحمام قبل الرحلات ؟؟ روحي الحمام , روحي الحمام , كل مرة تسوين فينا كذا ..
قرصته من ورى المقعد عشان يسكت لكنه طنشها وهو يدق على أبوه , شويه وسمعته يقول وهو مهو مهتم بقرصاتها : hi dad , بنتك الخبلة كعادتها تبغى حمام يعني وقفوا في أقرب محطة ..
غطت وجهها بيدينها وهي تصرخ جوتها ~ لاااااااااااااااااااااااااا , يارب اش الفشايل اللي أنا فيها ~ وضربت بأكواعها سحر والهنوف اللي مهم قادرين يوقفون ضحك وهي تهمس : بس انت واياها ...
مسحت سحر دموعها وقالت : والله إنك فضيحة عالمية ..
طالعت العنود في عدنان اللي جالس بهدوء قدام وهمست بغيض : تتريقين يالدب , يا فشلتي قدام أخوك ..
لمن بدأت السيارات كلها تلف للمحطة سألت هدى زوجها : اش فيه ؟؟
قال بابتسامة : هو في غير العنود وحركاتها الغريبة ..
قالت البندري بصدمة : لا تقولون حمام ..
ضحك الكل لمن قال أحمد : هو في غير الحمام معذب أختك ..
لمن تباطأت حركة السيارات وقفت الفورد من جهة عبدالرزاق وفتح ماهر القزاز وسأل وهو مرجع راسه على ورى عشان سامر المنحني يطالع لهم بفضول : اش عندكم موقفين ؟؟
قال عبد الرزاق بلا اهتمام وهو يأشر على ورى : عندنا حالة طارئة , وحدة بتفرغ التانكي ..
شهقت العنود وبلا شعور مدت يدها من ورى وضربته على راسه بكل قوتها , قهقه ماهر وسامر وقال ماهر بصوت عالي وهو يصك قزازه : تستاهل ..
حك عبد الرزاق راسه وهو يوقف السيارة جنب المسجد الصغير و قال : shit , متأكدة هذي يد مو عصا , أخرجي وأخلصي ..
رصت شفايفها وهي تحس دموعها شوية وتنزل , عقدت يدينها قدام صدرها وقالت بصوت مخنوق : ما أبغى ..
فتح عدنان الباب وخرج يعني يعني رايح لأبوه اللي خرج يحرك رجوله , قال عبد الرزاق : عنيدي ما فحالنا لدلعك ..
غطت وجهها وانفجرت تصيح فجأة , شهقت سحر والهنوف بفجعة والتفت عبد الرزاق وهو يقول بصدمة : انت من جد تصيحين ؟ بنت , عنيدي ..
والتفت أكثر وهو مهو مهتم بسحر اللي انكمشت ولصقت في الباب بحرج , بعد يدين العنود وهو يقول : عنيدي ..
و رفع غطاها وهو يطالع فيها بتساؤل , مسحت دموعها وهي تقول بصوت باكي : ما أبغى أروح الحماااااااااااام ..
ضحك من قلبه وضرب جبهتها وهو يقول : قومي روحي عشان ما توقفينا مرة ثانية ..
طالعت فيه من بين دموعها وقالت بعتاب : يعني كان لازم تفضحني كذا ؟؟ وبصوت عالي كمان , اش تفرغ التانكي ؟؟ سيارة قالوا لك !! ..
ورجعت تصيح , قالت الهنوف وهي تمسح ظهرها : بنت اش فيك صايرة حساسة ؟؟ ويعني تبغين الحمام !! عادي كل البشر يروحون الحمام ..
مسحت دموعها بقفا يدينها وقالت بعصبية : ما أبغى حمااااااااام , لا عاد تقولون حمام , ما أبغى أسمع هالكلمة خلاااااااااص ..
خرج عبد الرزاق من السيارة وراح لأبوه وسحر والهنوف يحاولون يهدون العنود اللي كان بكاها غير طبيعي ..
وقف عبد الرزاق عند سيارة أبوه واتكأ على الباب وقال : بنتك تصيح تقول ما تبغى حمام ..
ابتسم أحمد وقال بعدم تصديق : رزوق مو وقت المزح ..
قال ببرود : والله جالسة تصيح ودموعها مغرقة السيارة ..
فتح أحمد الباب وخرج بسرعة و سلافة وريم والبندري يطالعون فيه بفضول من القزاز وهو رايح للجيب , سألت البندري بخوف : اش فيها العنود ؟؟
هزوا البنات أكتافهم وهم ودهم يعرفون اش صار ..
فتح أحمد الباب ونزلت الهنوف وهي تقول بخوف : ما أدري اش فيها مهي راضية توقف صياح ..
مد أحمد يده وسحب العنود من ذراعها وخرجها وهو يسأل : عنود أبوية اش فيك ؟؟
شهقت العنود وهي تقول من بين دموعها المغرقة نقابها : ما أبغى الحمام ..
ضمها بقوة وقال : وليش الصياح ؟؟
زاد صياحها لمن حست بحضن أبوها وضمته بقوة وهي مهي عارفة سبب دموعها ..
سأل ماهر وهو يطالع في المنظر من بعيد : اش فيها أختك تصيح ؟؟
التفت له عدنان وسامر باستنكار وهم يقولون في وقت واحد : ماهر !!
وطالعوا في بعض , نقل ماهر بصره بينهم وسأل : أنا اش قلت ؟؟
ما التفت له أي منهم وهم يطالعون في بعض بصمت , نزل سامر عيونه بعيد عن نظرات عدنان المتفحصة وقال : بأروح للبقالة ..
وتحرك بسرعة , تبعه عدنان بنظراته , طالع ماهر في عدنان وسأل بهدوء : اش عندكم انتم الإثنين ؟؟
قال عدنان بهدوء : ولا شي ..
وخرج جواله وجلس يلعب فيه ..

وبعد ما ركبوا السيارات .......
: طيب , ومتى نبطل هالنظرات ؟؟
قال ماهر وهو يريح ظهره على باب السيارة أكثر : لمن تقول اش سبب النظرة الغريبة اللي تبادلتوها إنت وعدنان ..
لف سامر بصره عن الطريق وطالع في ماهر الملتفت له بكامل جسده وهو حاط رجله اليمين فوق الدرج الأمامي وطاوي رجله اليسار كإنه قاعد في قهوة , رجع لف على الطريق وهو يزفر بضيق ..
ابتسم ماهر اللي كان عارف إنها زفرة الاستسلام وقال بهدوء : هيا , كلي آذان صاغية ..
دلك سامر رقبته وهو يقول : إنت فاكر حكاية العنود وإنه أمي تبغاها لواحد فينا ..
ضحك ماهر وقال بتريقة : إي فاكر البنت الأسطورة اللي انعرضت على الأخوين , زين اللي مملك لو ماكنت مملك كنت واحد من المعروض عليهم ..
قطب سامر حواجبه وقال : وليش تقولها بهالطريقة !! ..
ذابت ابتسامة ماهر واعتدل بسرعة وهو يتفرس في وجه سامر اللي لف عليه وهو يسأل : اش فيه ؟؟ اش بك ؟؟
سأله بطريقة مباشرة : إنت تبغاها ؟؟
التفت له سامر وهو يقول بصدمة : لاااااااا , قصدي ..... , انت ليش تسأل هالسؤال ؟؟
قطب حواجبه بتفكير وقال : أشوفك تضايقت من كلامي ..
لف على الطريق وقال بضحكة متوترة : لا , لا تضايقت ولا شي , يتهيأ لك , كله من الآذان الصاغية اللي طالع لي فيها , ما أدري من وين سارق هالتعبير ..
وساد صمت طوييييييل ما يخترقه إلا صوت تيار الهوا الصادر من المكيف مختلط بصوت اهتزازات السيارة اللي تطوي الطريق بسرعة رتيبة , كان ماهر يتأمل سامر وسامر مركز بصره على الطريق , قطع سامر الصمت وهو يهمس بدون ما يلتفت لتوأمه : حتى لو أبغاها , عم أحمد ما بيوافق وهو يعرف ماضي و هي ما بتوافق علي ..
وبعد خمس دقايق صمت التفت لماهر اللي ما عقب على كلامه , شاف ماهر في عيونه ألم ورجاء إنه ينكر هالكلام , طااااااااالع فيه ماهر بعدين همس بصدق : هو إحتمال كبير إنها ما توافق بنسبة 90 % ..
وابتسم وقال بتفاؤل : لكن إنت ما حتعرف هالشي إلا لمن تتقدم , ومن ناحية عم أحمد لا تخاف , هو عارف وفاهم كل شي , وما أظن إنه إنسان متحجر لهالدرجة ..
هز سامر راسه وهو يقول : مافي أب بيرمي بنته على واحد مدمن ..
قال ماهر بإصرار : كااااااااان مدمن , إنت لك سنة و ثلاث شهور وثمان أيام من خرجت من المستشفى واللي كنت فيها سنة كاملة تتعالج من الإدمان وآثاره , سـنـة و انت كان ممن تخرج من بعد 5 شهور لكنك أصريت تكمل وتجلس إلين تتأكد إنك سليم تماما , سويت أعمال تطوعية وحضرت تدريبات جسدية ودورات تعليمية , جاهدت سنة كااااااملة وخرجت وإنت بشهادة الجميع خالي من كل شي , وفوقها هالمدة وكلها ما حاولت فيها ترجع للمخدرات ولا حتى دخنت سيجارة وحدة ..
ولمن شاف صمت سامر قال بغيض : سامر اللي صار كان غصب عنك , محد يلومك على اللي صار ..
لف عليه وقال من بين أسنانه بوجع : أنا ألوم نفسي ..
ورجع طالع في الطريق , شاف ماهر رجفة في أطراف شفايفه وانتبه إنه يدينه قابضة على الدركسون بقوة لدرجة بيضت مفاصل أصابيعه , قال بهدوء : سامر جنب عشان أبادلك ..
همس : ما يحتاج ..
ابتسم ماهر وقال : أقول جنب ..
لف سيارته بحدة لليسار وضغط الفرامل بكل قوته لمن دخلت السيارة الطريق الترابي , ثار التراب حولين السيارة من قوة التوقف وخرج منها بسرعة قبل ما تتوقف تماما وصفق الباب بقوة ....
خفف سرعة الجيب فجأة وبدأ يوقفها وهو يقول : أوووووووو , الفورد stoped ..
طالع عدنان في المراية الأمامية لمن سمع كلمة عبدالرزاق ورجع طالع من المراية الجانبية , ولمن شاف سحابة التراب وواحد من التوأم واقف وسطها بعد ما خرج من السيارة , خرج جواله ودق على ماهر , التفتت سحر على ورى وهي تقول بهمس : اش بهم ؟؟
ولفت معاها العنود وهي تقول : يمكن يبغون حمام ؟؟
قالت الهنوف بتريقة : ليه على بالك العنود ؟؟
لفت عليها العنود وضربتها وهي تقول : حمارة لا تتريـ ..
وقطع كلامها صوت عدنان وهو يقول : السلام عليكم , اش فيكم وقفتم ؟؟
وقطب حواجبه وهو يسأل : ليــه سامر في شي ؟؟
جلست العنود باعتدال في مقعدها وتقدمت سحر من مقعد أخوها عل وعسى تسمع شي من اللي يقوله ماهر لعدنان اللي قال : آآآآه , زين , يلا مع السلامة ..
وصك جواله ورجعه لجيبه وهو يقول : تعب ويبغون يتبادلون الأماكن ..
دقته سحر من ورى وهي تسأله بهمس : عدنان , سامر تعب من إيه ؟؟
قال باختصار ومن دون ما يلتفت وهو يأشر لعبد الرزاق يكمل طريقه : ما سألته ..
خرجت سحر جوالها ودقت على سامر ..
بعد ما اعتدل سامر في جلسته وصك الباب رن جواله , طلعه وطالع في الشاشة وحس بسكاكين تنغرز في قلبه وهو يشوف اسمها ( الحنونه ) , زفر ورد وهو يقول : هلا ..
سألته بدون ما تسلم بصوت خايف : سامر , تعبان من إيه حبيبي ؟؟
ضغط عيونه بإبهام وسبابة يسراه وهو يقول : شوية صداع ..
: عندك بندول ولا أعطيك , يمكن ما أخذت دواك ولا ...
قاطعها بهدوء : سحر ما فيني إلا العافية ..
سألته بشك : متأكد ..
ضغط عيونه أكثر وهو يقول : 100 % , يلا انقلعي ..
وصله صوتها المتضايق وهي تقول : مالت عليك , الحق علي اللي أفكر فيك , مع السلامة ..
وانصك الخط , ساب الجوال ينزلق من يده ويطيح في حضنه وهو يغطي وجهه بذراعينه , بلع سامر ريقه وسأل بمرح مصطنع : المشعوذة أكيد ..
همس سامر : هو في غيرها مشيل نفسه الهم , آآآآآه ليه لازم تعذبني ؟؟..
زفر ماهر وقال بعد تردد : سامر , سحر عارفة إنك لمن ... لمن ....
قال بألم من دون ما يبعد يدينه عن وجهه : لمن اعتديت عليها , لمن اعتديت على أختي ..
قال ماهر يبرر له : كنت منته بوعيك وقتها ..
نزل مقعده ولف عنه وأعطاه ظهره وهو يقول : حتى لو , هذي أختي , تحسبني ما ألوم نفسي كل ما شفتها وكل ما جات عيني في عينها ..
مد يده وحطها على كتف توأمه ومسدها وهو يقول : هي ما تلومك , ليش انت تعذب نفسك ؟؟ بعدين إنت كنت بتعتدي عليها والحمد لله ما صار شي ..
همس بوجع وهو يضرب الباب بقبضة يده المكورة ضربات متتالية : هذا لأن ربي ستر و جيت , لو ما جيت كان .....
قاطعه بحزم : لو تفتح عمل الشيطان , قول الحمد لله على قضاء الله وقدره ..
وقف عن الضرب وهو يقول : الحمد لله , الحمد لله , الحمد لله ..
قعد يرددها ويستغفر وهو يحس بالوجع اللي في قلبه يكاد يقتله , كان يحب لحظات وحدته مع ماهر لأنه هو الإنسان الوحيد اللي يقدر يبين ضعفه وألمه قدامه , عند أهله وبين أخواته يمزح ويضحك عشان يبين لهم إنه ما تغير , إنه مازال سامر القديم قبل الإدمان , لمن ينسى موضوع إدمانه يعيش لحظات هدوء وراحة بال لكن من يوم يتذكر يحس بروحه تنازع جسده عشان تخرج منه من كثر الألم ...



*****************************



وقف عند باب غرفة المعيشة وهو يطالع فيها , كانت جالسة قدام التلفزيون حاطة رجل على رجل وقاعدة تقرأ مجلة بصمت , التفتت سحر لمن حست أحد يراقبها , ابتسمت وقالت وهي تحط المجلة على الطاولة وهي تقوم : هلا الله , وينك يا وحش ؟؟
ووقفت في نص طريقها لمن شافت عيونه الغريبة , قال بصوت ثقيل : أبغى فلوس ..
هزت راسها بحزم وقالت : ما عندي فلوس , المرة اللي فاتت أعطيتك لأنك وعدتني إنك تروح و تتعالج ..
جال بنظراته عليها وهو يقول بسخرية : أعطيني دحين وأروح أتعالج بعدها ..
حست سحر بالخوف من نظراته ~ هذا مو سامر , هذا مو أخوية اللي أعرفه , ياربي ارحمه يارب , سامر فوق لنفسك , فوق ~ تراجعت وجلست مكانها ومسكت مجلتها وهي تقول : ما عندي فلوس ..
لمن سمعت صوت خطواته تقرب حست بخوف وهي تفكر إنه مافي أحد في البيت , أمها عند جدتها وأبوها مسافر و سلافة نايمة وماهر في رحلة من رحلاته , ماحركت بصرها عن المجلة وهي تقلب صفحاتها بتوتر , كانت عارفة إنه صاير عنيف هذي اليومين بشكل مو معتاد منه , وقف قدامها و حط يده على كتفها وسأل : ما عندك 50 ريال ؟؟
ماحركت بصرها عن المجلة وهي تقول : ولا ريال ..
وحست بجسمها كله يقشعر لمن مرر يده على خدها , رفعت بصرها له بخوف ما قدرت تخبيه وهي تهمس : سامر قلت لك ما عندي ..
الابتسامة اللي على وجهه خلت قلبها ينط لحلقها من الخوف , قامت بسرعة وهي تبعده وتحركت رايحة لغرفتها , مسك معصمها وشدها وهو يقول بصوت ثقيل مرعب : فين رايحة ؟؟
ضمها لصدره ضمة غريبة ما تشبه احتضانه الأخوي اللي اعتاد يمازحها به لأنها ما تحب أحد يضمها , شهقت ودفته بعيد عنها وهي تقول : سيبني ..
حط يده ورى رقبتها وسحبها بقوة خلتها تصرخ بصدمة لمن استوعبت اللي يصير : سامر لاااااااااااااااااااا ..
ضربته بقبضاتها وهي تحاول تتملص من يدينه لكنه رغم نحفه اللي زاد في الفترة الأخيرة كانت يدينها زي اللي تضرب الصخر , اختل توازنها من قوة دفعها له و مالقيت نفسها إلى وهي مرمية على الكنب , لمن شافته منحني عليها صرخت ودموعها تذرف : سامر أنا سحر , أنا أختك , سامر لاااااا ..
ولمن حست يدينه تقبض على قميصها صرخت وهي ترافس بكل قوتها : لااااااااااااااااااااااااااااااا , لااااااااااا , سامر حرام عليك , أميييييييييييييييييييي , أبويــــــه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
ولمن حست بأنفاسه صرخت من أعماقها : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااا ...
أول ما فتح ماهر باب الفيلا بدأ يحل ربطة عنقه وهو طفشان , ولمن وصل له صرخات سحر طاح الجوال والمفتاح من يده وهو يجري للدور الثاني وهو ينقز الدرجات اثنين اثنين , أول ما وصل لغرفة المعيشة صرخ : سااااااااااااامر ..
وجري ومسكه مع أكتافه وجره عن سحر , وأول ما وقف كور يده ولكمه بكل قوته على وجهه وهو يصرخ : يااااااااااااا حقيـــر ..
ولمن انطرح سامر على الأرض صرخ فيه بغيض : اطلع برااااااااااااااااااااااا ..
ولف على سحر اللي جلست وهي تضم أطراف بلوزتها اللي تقطعت أزرارها وهي تصيح من قلبها , جلس جنبها وضمها وهو يقول : سحر ..
دفته وهي تصرخ : لا تلمسنيييييييييييييييييييييي ..
مد يده ومسد شعرها المبعثر بفوضوية وهو يهمس : أنا ماهر , سامحيني يا سحر , سامحيني ..
طالعت فيه من بين دموعها بعيون زايغة وانتبهت من لبسه إنه ماهر , غطت وجهها بيدينها وهي تصرخ : ماااااااااااااهر , ماااااااااااهر , سامر , سامر ..
ضمها وهو يهمس : شششششش فاهم , فاهم ..
والتفت لوراه ومالقي سامر , زفر ومسح على شعرها وهو يسأل بخوف : سوا لك شي ؟؟
هزت راسها بلا وصياحها يزيد , جلست حول الربع ساعة وهي تصيح في حضنه بلا توقف بعدها رفعت وجهها وطالعت وراه وقالت بصوت مخنوق وهي تمسح دموعها : سامر , روح شوف فينه ..
قال : ما أقدر أسيبك وانتي كذا ..
قالت بحزم : أنا مافيني شي , روح شوف فين راح , لازم نوديه للمستشفى ..
طالع فيها بخوف , قالت برجاء : إذا تبغى راحتي روح شوف فين سامر ..
قام بسرعة وراح غرفته غير بذلته ولبس أول ثوب لقيه وخرج مالقيها في غرفة المعيشة فراح لغرفتها ووقف عند الباب للحظة وتحرك بدون مايدق الباب , كان قلبه ينبض بقوة مخيفة وجسمه كله يرتجف من الخوف والوجع ~ ليه يا سامر وصلت نفسك لكذا ؟؟ ليييييييييه ؟؟ ~ رفع جواله بيتصل في اللحظة اللي دق فيها ( عديل الروح ) حس بوجعه يزيد وهو يرد على سامر اللي صرخ فيه بصوت مخنوق : ماهر تعال بسرعة , أحتاج جرعة و ما عندي فلوس..
قال بحزم : سامر إ...
قاطعه سامر بقهر : ما عندي فلوووووس ...
وتبعه بكااااااااء قطع قلبه , غمض عينه وسأل بألم : إنت فينك ؟؟
ومن وسط بكاه وصله صوته المحروق وهو يقول : أنا عند عماد تعال بسرعة , إلحقني ..
وانصك الخط , طالع في الجوال ودق بسرعة على أول شخص جا في باله ( توأمنا ) , أول ما رد الشخص قال ماهر : صقر أنا عند بيتكم أخرج بسرعة , سامر في حي الـ ..... أحتاجك عشان نوديه غصب عنه للأمل ...
ووقف سيارته قدام فيلا عمه , خرج صقر في لمح البصر وهو شايل شماغه في يده ويده الثانية جواله ومحفظته و ثوبه مهو مزرر , دخل السيارة وقال وهو يلهث : بنروح له دحين ..
لف على ولد عمه اللي في نفس عمرهم وقال وهو يضغط على البنزين ضغطة قوية : إيوه , حاله استفحلت بشكل فضيع ..
زرر صقر ثوبه وهو يسأل : لييييييييه ؟؟ صار شي ؟؟
انعصر قلب ماهر وهو يتذكر المنظر اللي شافه وهز راسه وهو يقول : حاله استفحلت وبس ..
فك صقر شماغه الملفوف حولين مسدس حطه في جيبه و رمى الشماغ وهو يقول بضيق : نسيت الطاقية ..
وجلس يطالع في الحواري الضيقة الترابية اللي دخلتها السيارة وهو يتحسس المسدس اللي في جيبه , قال ماهر بتوتر : إن شاء الله ما نحتاج المسدس , حطه تحت المقعد ..
قال صقر بهدوء : معليش مسدسي ما حيتحرك من جيبي , جايبني في أخص حواري الرياض واللي كلها مروجين ومهربين وما تبغاني أمسك مسدس ..
وقف السيارة عند زوق ضيق ما يكفي للسيارة وقال وهو يخرج : أظنه من هنا ..
خرج صقر وهو حاط يده جوة جيبه , مشيوا في الممر الترابي المظلم بتوتر , وصلتهم أصوات غريبة , خرج صقر مسدسه بسرعة وهو يحاول يركز على المنظر اللي يشوفه , ومن البعيد شاف ماهر المنظر وتوضحه حس بكل خلاياه توقف عن العمل للحظة وهو يشوف السكين اللي عكست ضوء الشمس تهوي على وجه سامر اللي صرخ وهو يطيح على ركبه , انتبه لحظتها للي حوله , صرخ بكل قوته وهو يرفع طرف ثوبه ويجري : سااااااااااااااااااااااااااااااااااااااامـــــــــ ـر لاااااااااااااااااااااااااااا..
لمن رفع له سامر وجهه المقطوع المسود من كثر الدم قبل ثانية من طيحته على الأرض حس بقلبه يوقف من شدة نبضه , رص رجوله على الأرض عشان يقدر يوقف بسبب سرعة , ثار الغبار و لصق في وجهه الغرقان دم , انحنى على ركبه ورفعه , لمن شاف وجهه ضمه بخوف وهو يحس بدفء في صدره من حرارة دم سامر الغزير , ولمن غمضت عيونه وتراخى جسده صرخ ماهر : لاااااااااااااا , ياربي أتوسل إليك لا تاخذه , لاااااتاااااااااخذه , ياربي خلي ليه , خلييييي ليه , سامر لا تموت وتخليني لوحدي , سااامر , يا ويلك لو مت , سامر , ساااااااااااااااامـــــر..
هزه صقر المفجوع وهو يصرخ : ماهر استغفر ربك ..
لف عليه ماهر وهو يهتف من بين دموعه : صقر حمووووووووت , لو مات حموت وراااااااااااه , ساااااااااااااااااامر لااااااااااااااااااااا ..
حط صقر المسدس في جيبه وسحب سامر من بين يدين ماهر وهو يصرخ : لو قعدت عاصره كذا وتندب اللي صار بيموت , تحرك نوديه مستشفى , مااااااهر تحــرك..
زفرت سامر خرجت ماهر من ذكرياته المرعبة اللي حاول يتناسها من فوق السنتين , التفت لسامر وابتسم وقال : يلا قوم , تراك طفشتني وجبت لي الملل , لو إني رايح مع رزوق ولا عدنان كان أصرف لي ..
قام سامر وعدل مقعده وقال بعد صمت : ما ينفع الندم ..
وابتسم ابتسامة واسعة وهو يقول : نلعب لعبة الشعر عشان ما تقول إني ممل ..
ضحك ماهر وقال : يلا ..
حك سامر شعره وقال : لا تحسبن رقصي بينكم طربا فالطير يرقص مذبوحا من الألم , ميم ..
ضحك وقال بعتاب : مالقيت إلا هالبيت اللي أكرهه , ميم , ميم آآآآآآه , يجي نبطي ..
: يجي ..
: ملعون أبو العشق دام العشق دلّعها لاصارت البنت تامرنا وتنهينا
تجزم على الراي والكلمه وتقطعها وحنا الرياجيل لا رحنا ولا جينا
نوووووووووووووووووون , الألف ماتحسب لأنها نهاية القافية ...
قهقه سامر من قلبه وقال : حلووووو ملعون أبو العشق والله شكل أروجو مسوية فيك التهاويل , بعدين لاتتفالح عارف القافية , نوقف بوجه العاصفـة ما مدانا يا نكسر العاصف بنا يا كسرنا , نون ..
شهق ماهر وقال : أهبوووووووو , مسرع ماجبت البيت , ما تفكر حتى ..
ضحك سامر وضربه وهو يقول : قول ما شاء الله ..
: ماشاء الله , نون , نون , نون , ياخي خلها على الألف أسهل ..
: انت اللي قايل مانحسب آخر حرف في القافية ..
: خلاص بطلت ..
: والله إنك , يلا طيب حرف الألف...
زفر وقال بطريقة الشاعر: أنا خايف ليا طاح الجمل تكثر سكاكينه
وأنا ماعاد بضلوعي مكان لطعنة السكين
مثل ماقالوا المكتوب واضح من عناوينه
لو ارحل منك للغربه بسافر من ظلامك وين؟
كفايه..كل حلم يمر برقادي تزورينه
كفاية..من تفارقنا..وأنا ما غمضت لي عين
قبل يومين شفتك بالمنام وقمت من حينه
ونمت أمس،ورجع نفس المنام اللي قبل يومين , نون ..
قال سامر على طول : نحن قوم لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر , راء ..
وكمل : تعال انت اش عندك على حامد زيد ما أخبرك تحب الشعر ..
حك ماهر شعره وقال : المدام تحب شعره وتوهقت وقلتلها حتى أنا واضطريت أحفظ شوية من قصايده ..
ضحك سامر وضربه على كتفه وهو يقول : الله يقطع سواليفك يالخبيل ..
: اشششششششششششش خليني أفكر في الراء , أما انت عليك حروف ..
قال بابتسامة حزينة : أبسط لك , رباه كفارتي عن كل معصيتي~أني أتيت وملءُ النفس إيمانُ , ألف ..
قال ماهر بسرعة وهو يضربه عشان ما يغرق في أفكاره : أنا الدر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي , الله يخليلنا مادة النصوص , تاء ..



**********************



رد مع اقتباس