صباح يوم الأحد 6 / 6 / 1427 هـ :
الساعة 11 الصباح في كوالالمبور عاصمة ماليزيا :
فتحت عيونها بشويش ومدت يدها بكسل من تحت المخده سحبت جوالها وصكت المنبه ورجعته ورجعت دفنت وجهها في المخده وهي تعدل نومتها على بطنها وتستغفر , اتذكرت كل شي دفعة وحده , فتحت عيونها على آخرها ورفعت راسها بسرعة وهي تطالع جنبها , مالقيته , التفتت لجهة باب الصالة لمن سمعت صوت خطواته و قبل ما يدخل دنقت بسرعة ودفنت وجهها في المخدة وهي تحس بخجل الكون يتجمع في قلبها , وصلها صوته الهادي هو يقول بابتسامة : صح النوم ..
ما ردت عليه ولا تحركت من مكانها , قال : أزهار ..
غمضت عيونها بقوووووووة وما فتحت فمها بحرف , ضحك وراح الحمام , لمن سمعت صوت باب الحمام رفعت راسها من المخدة وجلست وحطت يدينها على خدودها وسحبت نفسها سحب وراحت جهزت له أول لبس شافته في شنطته وحطتها فوق المنشفة عند الباب وخرجت للصالة , سمعته وهو يخرج من الحمام وحست بحركته داخل الغرفة ولمن خرج فزت من مكانها وعدت من عنده بسرعة وصكت باب الغرفة بالقفل وراها , ضحك من قلبه على حركتها وقال : بزره والله بزره ...
وجلس على الكنبه وطالع في مجلاتها المنظمة فوق الطاولة , سحب وحده وجلس يتصفحها , رماها وطالع في ساعته وهو يزفر بضيق ورجع شغل التلفزيون وقلب القنوات , بعد فترة طالع في ساعته وقام وهو يرمي الريموت على الكنب , راح لباب الغرفة ودق الباب وهو يقول بهدوء : أزهار ..
ما ردت عليه قال بطفش : ما صارت لك ساعة إلا ربع ..
: طيب ..
غير هالكلمة ما سمع شي , عقد ذراعينه ووقف عند الباب , مرت خمس دقايق وما سمع حتى حركة تخبره إنها ناوية تخرج , دق الباب وقال بعصبية : أزهاااااار ..
انفتح الباب بشويييييييش وطلت من وراه أزهار , ما يدري ليه مجرد ما شاف وجهها المحمممر ضحك من قلبه وهو يقول : بس ترى بتنفجرين من كثر ما انتي محمرة ..
تجاوزته بسرعة وجلست على كنبه مفرده وهي مطنشته , اتكى على الباب وطالع فيها وهو يحارب ابتسامته , كانت زي المبخوخه بمثبت , عيونها ما تحركت عن شاشة التلفزيون , رحم حالها وقال وهو يعدل وقفته : يلا نروح نفطر في البوفيه ..
كإنها ما صدقت خبر , قامت ولبست عبايتها ونظرة راحه ماليه وجهها , تحرك وهو يهمس لنفسه : متزوج تحفه أنا ..
وقف وراها وهي تلبس نقابها وقال وهو يطالع في ساعته : يلا تأخرنا , نص ساعة ويفوتنا الفطور المجاني ..
انتفضت وبعدت عنه وهمست باختصار من دون ما تطالع فيه : يلا ..
رفع حواجبه لمن لاحظ نفضتها وتحرك قبلها وهو يهز راسه و يبتسم بسخرية , شالت شنطتها ولحقته وهي مخليه مسافة بينها وبينه , حتى في المصعد خلت بينها وبينه قرابة متر , طاااااااالع فيها وقال بتريقة : خير ست أزهار كإننا متخاصمين ..
ولمن شاف عزمها على الصمت طنشها وخرج من المصعد من دون مايستناها زفرت وهي تحاول تلقط أنفسها وتتبع خطواته السريعة وهي تصرخ بداخلها ~ ماااااااالت عليه , ليه مو مقدر إني خجلانه ؟؟ الرجال ما يفهمون الحريم ومشاعرهم , بالله اش يعتقد يعني , بأدقها حنك معاه أو .... ~ توقفت أفكارها لمن وقف قبل مايدخل باب القاعة الكبيرة اللي فيها البوفيه المفتوح , التفت لها ومد يده اليسار لها وهو يبتسم ابتسامة خفيفة , مستحيل يتخيل هالحركة البسيطة اش سوت في قلبها ومشاعرها , تحركت بشويش ومدت يدها اليمين بخجل ومسكته وهي تلف وجهها بعيد عنه , سحبها لطاولة منعزلة بعد ما اختاروا الأكل اللي يبغونه وهناك استغرب لمن شافها تاكل بشهية , لمن انتبهت إنه يطالع فيها وقفت أكل وحممممممرت خدودها , قال بهدوء وهو يطالع في صحنه : كلي , كلي ورانا مشي ..
*************************
في نفس الوقت في جدة :
الساعة 6 الفجر في جدة :
: أستاذ عمر ..
: أستاذ عمر ..
أشر عمر للأولاد اللي ينادونه إنهم يستنون وهو يقول لأحمد في الجوال : والله سامحني ياعم , أنا مرتبط برحلة للبر مع التحفيظ ..
وصله صوت أحمد المحب وهو يقول : خلاص أجل , بالتوفيق لك في رحلتك يا ولدي بس بكرة تجي هنا إذا ربي أحيانا سامع ..
ابتسم عمر وقال : إن شاااااااء الله ..
قال أحمد : ترى حتى بكرة عندنا غدا في الإستراحة إن شاء الله , ودي أعرفك على صاحبي عبد الكريم وهو وده يتعرف عليك من كثر ما أحكيه ..
دنق عمر وجهه مستحي وهو يقول : الله يجزاك بالخير يا عم , ولا يهمك , بكرة إن شاء الله وأنا عندك ..
: انتبه لنفسك ..
: إن شاء الله مشكور يا عم ..
صك جواله وهو يحس بشعور مرييييييييح , حس كإنه لقي رجع له أحد من أهله , أحمد كل يومين وهو داق يسأل عنه ..
: أستاذ عمر ..
: أستاذ عمر ..
لف على الأولاد وقال بعصبية كاذبة : شايفيني أتكلم بالجوال تنادوني ..
ابتسموا وقال أطولهم واللي ما يتعدى عمره 15 سنة : أستاذ ليش تهاوش وانت تضحك ؟؟
ضحك عمر وقال وهو يأشر على الباص بحزم : يلا بسرعة على الباص لا يقولون جماعة الطموح هم الوحيدين اللي ما ركبوا الباص , تبغون المعالي و الإباء يسبوقوننا ..
صرخوا الإثنا عشر ولد مع بعض بحماس : لااااااااااااا ..
ودخلوا الباص , جا إمام مسجد الحي وأعطى عمر ظرف وقال : هنا 1000 ريال , 300 حق الخيام اللي مستأجرينها للرحلة و 200 حق الباص و 500 غدا وعشا ..
حط عمر الظرف في جيبه وقال : إن شاء الله ..
قال الإمام ينبه عليه بمزح : معاكم 35 ولد مو تضيعون لي واحد في البران وتجون ..
قال مهند أستاذ جماعة المعالي بمزح : كويس يعني نقدر نسيب اثنين ؟؟
دقه عبد الله أستاذ الإباء وأشر له على خالد المشرف على الرحلة واللي طالع فيه بنص عين , هو حبوب لكن بحكم مركزه كان لازم له هيبة وسط الطلاب والمدرسين كونه مشرف , كمل الإمام يوجه الخطاب لهم و لمساعدينهم الإثنين واللي ما تجاوزا الـ 18 : ألعاب خطرة ممنوع , ممنوع إقتراب الأولاد من النار وقت الشوي , ولا يقعدون يمزحون لي وهم يقطعون السلطة وغيره ولا يروحون للحمامات لوحدهم بدون ما تشوفون المكان نظيف وما فيه شي ولا لا ..
كانوا حافظين هالدروس لأنها مهي أول رحلة لهم , يا ما راحوا استراحات و مخيمات , حتى مكة و المدينة والطائف راحوا لها مع جماعات أكثر من المراهقين و لأيام مو ليوم واحد بس ..
ركبوا الباص الكبير اللي تحرك بعد ما ألقى المشرف دعاء الركوب يذكرهم به
, شوية قال مهند بحماس : المعالي حمااااااااااااس ...
صرخوا أولاد المعالي وهم يرفعون يدهم , طالع فيه عمر ولف على أولاده وقال بهدوء : الطموح ..
دوت صرخة أولاده : طموووووووووووح ..
ضحك عبد الله على حركتهم ولمن شاف أولاده يطالعون فيه بعيون متوسلة تنهد و قال وهو يرفع يده : إباء ..
صرخوا قبل ما يكمل كلمته من كثر الحماس ..
قال واحد فيهم فجأة : أفتقد الشيخ عمار ..
حس عمر بعصرة في قلبه , التفت للولد لقي عيونه تلمع من الدموع وهو يكمل : كان دايما يروح معانا للرحلة و كان ينشد لنا ..
ولمن سمع همهمات الأولاد اللي ساد الحزن جوهم رغم صغر سنهم وعدم فهمهم التام للموت طالع في الأساتذة اللي طالعوا فيه بألم , ابتسم ووقف ولف عليهم وقال : هذا قضاء الله ولازم نكون صابرين , أنا متأكد إن الشيخ عمار كان يرافقكم رحلاتكم عشان تنبسطون وانتم دحين محزنين , مفتقدينه ؟؟ مفتقدين نشيده ؟؟ ..
وابتسم أكثر ونشد بصوت عذب أول أنشودة جات على باله : يا قافلات الخير , دايم و انتي غير , ربي يباااارك فيك سيري بأجمل سير ..
وبدأ الأساتذة ينشدون معاه : مري بكل الناس , دعوة وصدق إحساس , شبابنا بالحيييييل يحتاج رفعة راس ..
دب الحماس في الأولاد وهم يكملون بصوت حماسي : من قمة لقمة شباب هالأمة , لجل الوطن دايم همة على همـــــــة ...
ابتسم عمر لمن حس بيد مهند تضغط كتفه وترص عليها وهز راسه يشكره ورجع يطالع في الأولاد المستمتعين هو يشوف في عيون كل ولد منهم أخوه عمار ...
*********************
بعد صلاة الظهر في كوالالمبور :
أمام ساحة الفندق :
وقف وهو يطالع بحيرة في الورقة اللي قدامه , ورفع راسه لمن حس إنه في فراغ مفاجئ غريب عن جنبه اليسار , التفت بسرعة وهو يقول : أزهار ..
همسها الخافت وصله : أنا وراك ..
التفت لها بسرعة وقال بعصبية : لا عاد تتحركين من جنبي سامعة , مافيني تضيعين مرة ثانية ..
طاااالعت فيه بصدمة و نزلت راسها للأرض على طول , حس بالذنب من عصبيته ففتح فمه بيفهمها السبب وسكت لمن رفعت راسها وقالت بسرعة وحماس ما قدرت تكتمه وهي تأشر على القطار : أبغى أركب ..
وكملت بهمس وهي تنزل يدها جنبها لمن شافت نظراته : القـ...ـطار..
~ بززززززززره , أنا متزوج بزززره ~ زفر وسأل بسخرية : بس كذا نركبه ؟؟ ما فكرتي فين بنروح !! ..
خرجت مطوية من شنطتها وقالت بحماس وهي تأشر : هذا مسار القطار أخذته من الأوراق المحطوطه في الإستقبال ..
ابتسم رغم عنه وقال وهو يسحب المطوية منها : هذا كله عشان قطار ..
لمن يناقشها بعصبية وبرود تقدر تتكلم معاه لكن من يبدأ يبتسم تحس بثقل في لسانها من كثر الخجل , لمن شاف صمتها تنهد بطفش ومشي لمحطة القطار وهو يطالع في محطات توقف القطار الموجودة على الخريطة , لمن دفع أجرة الركوب , سمع صوتها وهي تهمس لنفسها بحماس : قطاااار ..
خلاها تجلس عند الطاقة وجلس جنبها وهو يقول : بنروح دحين لسوق اسمه تايم سكوير مع إني كنت مخطط لحديقة الحيوان اليوم أو حديقة بردانه جنبها حدايق كثيرة حلوة ..
قالت بحماس : أول مرة أركب قطار ..
قال بهدوء وهو يطالع في المطوية : ركبتي قطار في المطار ولا ناسية ..
قالت تشرح له : مو زي هذا , ذاك كان و احنا واقفين وما في مناظر , هذا قطار حقيقي ..
قال بسخرية : إي صح وذاك كان لعبة ..
حست بالبرود يرجع لها ~ لاااااااااا يمكن يكمل جميل سواه ~ لفت وجهها عنه وطالعت في المناظر اللي قدامها , بدأ القطار تحركه ببطء وشوية ازدادت سرعته و بدأت المشاهد تتوالى قدامها , كانت تحس كإن البيوت والعمائر والناس والسيارات هي اللي تتحرك وهي ثابته , حست بشعور جميل أول مرة تحسه , تمنت مليون مرة لو عمر معاها يشوف هذا الجمال والغرابة كلها , فجأة خرج القطار من وسط البيوت لمساحة واسعة فاضية وهو يمشي فوق مسار حديدي مرتفع عن الأرض تمشي من تحته السيارات , شهقت بخفة وهي تفتح غطاها عشان تشوف اللي حولينها زين ولصقت وجهها في القزاز على طول عشان تشوف السيارات والشوارع اللي تحت المسار , حست بجسمه يميل عليها وهو يطالع من فوق كتفها وهو يسأل : اش فيه ؟؟
استحت و رجعت على ورى بسرعة واعتدلت في مكانها وهي ساكته , طاااااالع فيها وسأل : اش فيه ؟؟ شفتي شي ؟؟
~ حيعتبرني هبله دحين , اش ذنبي إني أول مرة أشوف هالمناظر وهو تعود عليها , أفففففففففففففففف , حيعتبرني هبلة ~ قالت بهدوء : كنت أطالع بس , ما في شي ..
رفع حاجبه اليمين وسأل : وليش الشهقة ؟؟
~ استجواااااااااب , الله يقطع شرك انت وحاجبك هذا اللي يقهرني ~ كشرت بوجهها بضيق وهي ناسية إنها مهي مغطية ولعبت بحبال شنطتها اللي في حضنها وهي تقول : مستغربة بس ..
مد يده ومسد حواجبها المقطبة بإبهامه وسبابته و همس بابتسامة : طيب ماله داعي التكشير ..
طالعت فيه بصدمة , عيونها المكحلة اتسعت من الصدمة ولمعت من شفافية لونها , دنق عليها بيسلم على خدها , بعدت عنه وجهها المحمممممممممر وسحبت الغطى بسرعة , ضحك وهو يبعد وقال بسخرية وهو مازال رافع حاجبه : اش بك ؟؟
~ اش الجرأة هذي ؟؟ ما عنده واحد اثنين , الله يفششششششششلك يا جاسم مكان عاااااااام , عسى ما أحد شاف , يا ربييييييييي كيف قلبي يعورني ~ غطست في مقعدها وهي تلف بوجهها عنه بصمت خجول , وأول ما وقف القطار زفرت براحة وهي تخرج وراه , المحطة كانت قدام السوق اللي قال عليه , فتحت عيونها على الآخر لمن شافت مبنى السوق الضخم , قال وهو يأشر لها على المبنى : إذا ما خانتني ذاكرتي السوق هذا 13 دور و جوة فيه فندق وألعاب وسينما كمان , العنود عيدت ذيك المرة هنا ...
ابتسمت أول ما جا ذكر العنود اللي ذبحتها نصايح لأماكن لازم تزورها لكن مشكلتها مع الحفظ ما هي متذكرة ولا مكان قالته ..
تبعته لداخل السوق اللي كان كلمة رااائع وكبير قليلة في حقه , كان أحلى شي عاجب أزهار فيه هو الزحمة والناس اللي مجتمعة من مختلف الجنسيات , محد يفهم الشعور اللي تحسه للزحمة , تسمع ضوضاء الناس باختلاف لغاتهم وصراخ الأطفال مختلطة بصوت خطواتهم السريعة والهادية و صوت خشخشة الأكياس , كان هذا كله يشعرها بالحياة , الأعمدة الرخامية الكبيرة العريضة موزعة وسط الصالات المزينة بأعلام و شرايط ملونه , طلعت معاه السلم الكهربائي وهي تطالع بشغف في الطالعين والنازلين , الماليزين بعكس سكان كثير من الدول الغير مفروض فيها الحجاب كانوا محتشمين في ملابسهم ..
*********************
خرج من ذكرياته وطالع في سطح الكمبيوتر المفتوح على منتدى اللغة الإنجليزية اللي يشرف عليه ولف على يساره , شاف وجه سحر المبتسم , قال بصوت ثقيل وهو لسه شبه غارق في تفكيره : هاااا ..
ضربته على راسه وهي تقول بعصبية : أي هاااااا , الناس تقول نعم مو هاااا , بعير انت ..
ضربتها نبهته هو فين , ضحك وقال وهو يتلمس الندبة اللي في خده : نعــم يالمزعجة , خييييييير ..
جلست على ذراع مقعده الدوار وقالت وهي تمسد شعره : حبيبي سمووور ..
زفر بطفش وقال : جينا , أخلصي قولي اللي عندك من الآخر وبدون مقدمات ..
ضربته مرة ثانية وقالت : خليني براحتي ..
حك راسه وقال : طيب , اش عندك ؟؟ فلوس ما عندي , سيارتي في الورشة يعني ما أقدر أوديك ولا مكان ..
خرجت مفتاح سيارة أبوها من جيب تنورتها وهزته قدامه وهي تقول : عندي وأنا أبو هندي , حبيبي حاسبتها صح , كنت عارفة أعذارك ومجهزة رد لها ..
سحب مفتاح السيارة وقال وهو يدفها عن مقعده : الله يعين جوزك عليك ..
قالت وهي تبعد خصل قصتها عن وجهها بدلع : والله يسجد لربه مليوووون سجدة شكر اللي سحر بتكون زوجته ..
قال وهو يرمي عليها علبة مناديل : يلللللللللللللعن أبو التكبر , أخرجي من غرفتي ..
قالت وهي تمشي بدلع : ألبس عبايتي وأستناك تحت ..
لحقها وجر شعرها وهو يقول : تعالي انتي , وين بتروحين ؟؟
قالت وهي تسحب شعرها من يده : آآآآي , قصدك وين بأوديك مو وين بتروحين , بتوديني مكتبة العبيكان ..
: و ليش إن شاء الله ؟؟ مع صباح الله خير مكتبة ..
: أبغى أشتري بعض اللوازم المهمممممممة , يلا استناك تحت ..
زفر بعد ما خرجت من غرفته وراح لكمبيوتره و طاااااااااالع في الشاشة وهو يتساءل متى بينسى كل هالذكريات البشعة ؟؟ ماضيه الأسود لا يمكن يفارقه لحظة , وحتى لو هو نسيه أهله اللي انصدموا فيه ممكن ينسونه ؟؟ سحر اللي ....
: سااااااااااااااااااامـــــــــر ..
صرخ وهو يسحب محفظته وجواله : جااااااااااااي يا رجـــــــه ..
أول ما وصل نهاية الدرج , سحبته سحر وقالت وهي تخرجه برى الفيلا وتناوله شماغه اللي كان في العلاقة : بسررررعه قبل ما تجي المريخية ..
أخذ شماغة وبدأ يعدله وهو يقول بتساؤل : مريخية ؟؟..
قالت وهي تصك الباب وتسحبه للسيارة الموقفه في الموقف الداخلي : القادمة من المريخ , سلافو المتخلفه خرجت بالدس عنها , لو تدري بتصر تروح معانا ..
ضحك وقال وهو يفتح باب السيارة ويدخل : والله إنها ضعيفة , محد معطيها وجه في هالبيت ..
قالت وهي تدخل : والله ما الضعيف غيري فهالبيت ..
طاااااااااااالع فيها وهو يشغل السيارة , ضحكت وقالت : مو ضعيفة مرة ..
ولمن فتح فمه بيعلق دق جوالها , أشرتله إستئذان وردت و هي تقول : هلااااااااااااااااااااا والله ..
وصلها صوت العنود الحاد وهي تصرخ : ياااااادببببببببببببببببببببب ..
بعدت سحر الجوال عن إذنها وهي تقول : الناس تسلم أول يا نحيفه انتي ..
قالت بسرعة رهيبة : السلام عليكم , دحين انتي واعدتني تردين عليه أمس على حكاية المدينة وتخونين فيني وتنامين , دقيت عليك فوق العشر مرااااااااااااات و ما رديتي , يا فـقـمة يا كيس النوووووووم , فشلتيني عند أمك , أزززززعجتها وأنا أتصل على جوالها عشان أسألها عنك وأطلب منها تخليك تردين على جوالك ..
ضحكت سحر من قلبها , كان صوت العنود خارج من الجوال وهي مهي حاطه سبيكر , قالت : اهدي شوية واسمعي اللي عندي بعدين هاوشي ..
قاطعتها بصوت حازم : ماااااااااااا أبغى أسمع شي , بتجووووووون ولا لا ؟؟
زفرت سحر وقالت : لا مو ....
سؤالها انطلق من العدم وهي تصرخ مقاطعتها بصدمة : ليييييييييييييييييييش ؟؟
سدت سحر إذنها وهي تطالع في سامر اللي رماها بنظرة متعجبة ورجع هز راسه وطالع قدام , قالت وهي حاطة الجوال بعيد عنها : عنيدي يالمتخلفة , صنجتي إذني , أبوية حاجز التذاكر على بكره ووعدني ننزل إذا تأكد حجز الفندق اللي حجزناه اليوم في المدينه ..
: يعني جااااااااااايييييييييييييييييييييييييييين بكرة واااااااااااااااااااااااااااااو ..
حطت الجوال على إذنها وقالت : إن شاء الله إذا تأكد حجز الفندق , عشان كذا قلتلك اسمعي اللي عندي أول , لأنه لو ما تأكد الحجز يمكن نغير ..
قالت العنود باختصار : طيب يلا اذلفي وجهك جالسة تكلميني ليه , عرفت انكم بتجون , يلا مع السلامة ..
شهقت سحر وقالت : شوف الوصخة ..
ضحكت العنود وقالت : يلا مع السلااااااااامة ..
وصكت الخط , صكت الجوال ورجعته لشنطتها وهي تقول : قسما بالله خبببببببببلة هالبنت ..
ولفت على سامر وابتسمت وهي تقول : سمعت شي ؟؟
ابتسم ابتسامة جانبية وقال بتريقة : قصدك في شي ما سمعته ؟؟
قالت على طول : ترى هي صوتها مو كذا بس شكله في مشكله في الجوال عشان كذا طالع عالي ..
لف عليها وقال ببرود : الزبدة ..
سكتت شويه بعدين قالت : ولا شي ..
قال بعد تفكير : لا يكون لسه حاطه في بالك إني ممكن أفكر فيها و أخطبها , إمسحي هالفكرة , أنا أول مرة أشوف بنت تنعرض على أخوين , لهالدرجة نفسكم فيها ...
لفت بوزها وطالعت مع القزاز وهي تقول : إيوه ..
زفر بضيق وهو يوقف السيارة عند مواقف المكتبة ..
**************************
الساعة 6 قبل المغرب في ماليزيا :
~ جيعاااااااااااااااااااااااانه , جيعاااااااااااااااااااااااااااانه ~ جلست تلعب في الكاميرا وهي واقفة جنب باب مطعم خرج منه جاسم وهو يقول بطفش : نو حلال ..
دخلت الكاميرا اللي كانت تصور بها الشارع اللي واقفين فيه وقالت با قتراح : نرجع لشارع العرب طيب ..
طالع فيها وسأل : فيك حيل ؟؟ ترانا مشينا مسافات كثيرة ..
صرخت بداخلها ~ تعبااااااااااااااااااانه ~ وترددت قبل ما تقول بهدوء : مو مشكلة , عادي ..
وقف عند طرف الرصيف وأشر لتاكسي وهو يقول : لمن أسألك المرة الجاية جاوبي بصراحة ..
طااااااالعت فيه بصمت , كان لابس بنطلون جينز بني زي لون الكاب والجزمة وبلوزه بيج مرسوم عليها بوصلة وخريطة باللون البني , ما كان هذا خيالها للزوج اللي تتمناه أبدا لكنها رغم كذا ....... , تقدمت ووقفت جنبه بصمت , لف عليها لمن شاف صمتها طال وسأل : تعبانه ؟؟
ابتسمت وهمست بصدق : كنت بس دحين لا ..
وقوف التاكسي منعه من إنه يسألها عن معنى كلامها الغير مفهوم , و قال للتاكسي الوجهة اللي يبغاها بالإنجليزي وكمل بالعربي وهو يلف على أزهار : فرصة نروح لمطعم المتحف الإسلامي ونتفرج على المتحف ..
هزت راسها موافقة بعدين سألت بهمس : كلمت ماما وبابا أمس ؟؟..
هز راسه وقال وهو يخرج جواله : إيوه ليه ؟؟ تبغين تكلمينهم ..
استحت من تفهمه وقالت على طول : لا مو دحين , بعد ما نتغدى ..
صلوا المغرب ودخلوا المطعم وعلى كثر ما كانت جيعانه ما أكلت شي من كثر التفكير في أمور كثيره , بعد ما تغدوا راحوا يتفرجون على المتحف الإسلامي اللي منعوهم من تصوير أي شي فيه بأي نوع من الكاميرات لأنه في معرض في نهاية المتحف يبيع كل شي ممكن يتخيله الإنسان عن المتحف , مجسمات صور , كتب تعاليق وغيرها , لكن أزهار ما اشترت ولا شي بسبب الغلا ولأنها كانت تحس جسمها مكسسسسسسسسر من كثر المشي والحركة خاصة وهي نومها كان مقطع و مو مريح من وصلت هنا , قال جاسم وهو ملاحظ تعبها وفتورها : يلا نرجع للفندق ...
هي من سمعت كلمة الفندق طار التعب عنها , اعتدلت في وقفتها وهي تقول بصوت متحمس : لسه بدري ..
ما قدر يمنع نفسه على الرغم من كل محاولاته , ضحك وضحك و ضحك من قلبه , لأول مرة من فترة طويـــــــلة يضحك هالضحك , تمنت أزهار لو الأرض تنشق وتبلعها بسبب نظرات المارة اللي يطالعون فيهم بحيرة لكنهم سرعان ما يتجاهلونهم و يمشوون لحال سبيلهم , تأوه من كثر الضحك وهو يحط يده على صدره وقال : آآآآآه يا قلبي والله عورني من الضحك ..
ولمن طالع فيها لفت وجهها ورصت على حبل شنطتها وهي تقول بصوت متضايق : ما قلت نكته ..
انفرط ضحك مرة ثانية وهو مهو قادر يوقف نوبة الضحك , عقدت يدينها قدام صدرها وهي تطالع فيه بزعل , حط يده على خصره وهو منحني ومثبت نفسه بيده الثانية المستندة على ركبته وقال وهو يطالع فيها : خلاص , تعبت ..
شاف الابتسامة في عيونها وهي تقول بهمس : ما أدري ليه عندي إحساس لو تكلمت بتضحـ..
ما كملت جملتها لأنه رجع يضحك من جديد , غصب عنها قامت تضحك وهي تقول : جاسم تراني صرت أضحك على شي ما أعرف اش هوه ..
سحب نفس عميييييق وطالع فيها وقال بابتسامة واسعه : أنا كمان أضحك على شي ما أعرف اش هوه , يلا نتحرك , صرنا فرجة ..
حط يده على كتفها وهو يدفها بشويش قدامه , لفت عليه بتشوف تعابير وجهه , لف وجهها على قدام وهو يقول : طالعي قدامك عشان ما أضحك مرة ثانية ..
لفت بوزها وقالت : يعني أنا اللي كنت أضحك ..
مسك ضحكته وهو يأشر لتاكسي يرجعهم للفندق , لأول مرة يحس بهالشعور بانطلاق وراحة غريبة , مسك يد أزهار وساعدها على ركوب التاكسي وركب جنبها وهو يعطي السواق اسم الفندق ..
طالعت فيه أزهار من ورى غطاها اللي أسدلته , كان في شي متغير فيه , اش هوه ما تدري , لكن سواء عرفته أولا لا ما يهمها , المهم إنها شافت لأول مرة ابتسامته الحقيقية , الابتسامة اللي لمعت في عيونه ..
**********************
في السعودية جدة :
الساعة 12 مساء في فيلا أبو جاسم :
: تخيلي كان بيغير حجز التذاكر عشان الجناح اللي طالبه ما يفضى إلا يوم الخميس , قلت له وين راح بيتي , تعال عندي يومين وبعدها نروح مع بعض للمدينة ..
ابتسمت هدى وقالت : والله زين ما سويت , ما شفتها ولا أخذت علومها بسبب دوشة راسي من زواج جاسم ..
ابتسم لمن سمع اسم جاسم وقال : إلا ما اتصلوا العرسان ؟؟
نطت العنود وقالت بطفش : اتصل جاسم أول ما وصلوا وقال أزهار نايمة وعليها ما اتصلوا , أبغى أسمع أخبارها ..
قالت الجوهرة وهي تحط رجل على رجل : أي أخبار في يومين , لسه ما مداهم يشوفون شي , بعدين المحروسة كانت نايمة أول ما جات يعني راح عليهم يوم كامل ما شافوا فيه شي ..
مسكت العنود لسانها الطويل على قولة أمها وقررت إنها ما تتناقش مع الجوهرة , وقالت الهنوف بدفاع : حرام السفر متعب , 9 ساعات والله تبهذل , بعدين ما كان فيه درجة أولى عشان كذا حجز لهم أبويه سياحي ...
قال أحمد : حجزت لهم سياحي وعوضت الفلوس في فندق فور سيزن اللي اخترته لهم في لانكاوي , إن شاء الله تعجبهم فيلا الشاطئ اللي حجزتها ..
شهقت الجوهرة وقالت بصدمة : حجزت لهم فيلا الشاطئ في فور سيزن , أبوية من جدك ..
ابتسم وقال : واجهوا مشاكل كثير قبل زواجهم قلت خليهم يتونسون شوية ..
قالت باستنكار : الليلة على ما أتذكر بـ 4500 من دون فطور كمان ..
ضحك وقال : ويعني ؟؟ الحمد لله ربي منعم عليه , ليش ما أدلعه هو ومرته شوية , وكل اللي حجزتها ليلتين وبعدها بيروحون لفندق لنكاوى لاجون ليومين في ديلوكس على البحر ما خليت كل المدة في فور سيزن ..
قالت العنود بفرح : يااااااااااااارب إنها تعجب أزهار وتتونس فيها يارب ..
زفرت الجوهرة بضيق وقالت بسخرية : ترى هذي لو استأجرتوا غرفة في فندق في أبها الجديدة كان شافتها جنة , خلي عاد فيلا الشاطئ في فور سيزن , صدقوني بترجع مجنونة ..
طااااااالعت فيها العنود وفتحت فمها بترد على كلام الجوهرة لكن أبوها قال فجأة : إيوه صح !!! أم جاسم , ترى التوأم بيجون هالمرة , يعني زيدي عدد الفرش في الملحق ..
قالت هدى بفرح : والله هذي الساعة المباركة , ما أتذكر آخر مرة جووا فيها متى , خبري بهم وهم في المتوسط ..
ابتسم وقال بعفوية : لا أنا شفتهم قبل سنة ونص يوم طلعت الرياض عشان ....
وسكت على طول , قامت العنود من مكانها بسرعة ونطت جنب أبوها وسألت بفضول : عشان إيه ؟؟
قالت أمها لمن تذكرت السبب : مو لازم تعرفين ..
قالت العنود بتفكير عميق وهي ناوية تحرش أمها : آآآآآهاااااااا , يمكن راح وتزوج نجدية تطيح الطير من السما , عاد هم عيني عليهم باردة يا عليهم جمااااااااااااال وطبخ و عيووووون , أبوية أخطب لك وحده ..
قاطعتها أمها بغيرة واستنكار : بنت ..
ضحك أبو جاسم وقال وهو يدق العنود ويطالع في هدى بتحبب : عنيدي اختاري لي وحده منهم ..
لفت على أبوها وهي تشهق وقامت واقفة وحطت يدينها على خصرها وقالت باستنكار وعصبية : ليييييييييه ؟؟؟ اش فيها أمي عشان تتزوج عليها ؟؟ ...
قال بصدق وهو يبتسم : والله لو ألف الدنيا ما ألقى زيها ..
استحت أمهم وقالت بتضيع الموضوع : كله من تحت راسك قومي جيبي كاسة موية ..
لفت على أمها وهي لسه ما حركت يدينها عن خصرها وقالت بحزم : وانتي ليه كنتي مبوزة لمن قال دوري ليه ترى الشرع حلل أربعة واعتراضك على زواجه إعتراض على الشرع , اش فيها لو تزوج أبوية ؟؟ من حقه ..
: عنووووووود ...
: بنت ...
من وسط استنكار أخواتها ضربها أبوها على ظهرها بخفة وقال : قومي جيبي لأمك كاسة موية يالسوسة ..
قالت الهنوف وهي تضربها بالخدادية : مرة إبليس ..
مدت لها العنود لسانها وراحت للمطبخ , قالت هدى وهي تتابعها ببصرها : الله يحفظها أذية ..
قالت الجوهرة : و انتي الصادقة الله يجوزها ...
ولفت على أبوها وقالت : إلا أبوية عدنان وسامر عيال عمي عبد الكريم ليش ما تزوجوا إلى الآن ..
حك أبوها جبهته وقال : عدنان عشان دراسته و سامر يمكن عشان الظروف ما ساعدته ..
فكرت بكلمته وقالت : آآآآآآآآآآآآآ صح , مو هو اللي طلع مدمن ورحت له الرياض ..
قال بلطف حازم : الجوهرة , ما أحب أتكلم في هالموضوع ..
ولمن شاف نظرات الهنوف المصدومة وتصنم العنود وهي جاية ومعاها كاسة الموية زفر وقال : هذا كان من زمان , دحين الرجال كويس وطبيعي الحمد لله ..
قالت الجوهرة بضيق : انحذف واحد من المرشحين ..
حطت العنود كاسة الموية بعنف على الطاولة وراحت وقالت : أروح أنااااااام أحسن لي ..
وطلعت الدرج بسرعة , قالت الجوهرة : أنا اش قلت عشان تزعل ..
قال أبوها بحزم : الهنوف افتحي التلفزيون خلينا نشوف اش فيه أخبار و ما أبغى أسمع حرف ترى راسي يوجعني ..
دخلت العنود الغرفة وصكت الباب بكل قوتها , انتفضت البندري اللي جالسة تقرأ مجله على سريرها على ضوء الأبجورة وسألت : اش فيه ...
فتحت العنود النور وصرخت : أككككككككككرهها ..
ورجعت فتحت الباب وطبقته مرة ثانية بكل قوتها وفتحته وطبقته , عرفت البندري إنه الحالة العصبية جات للعنود اللي تحب تحط حرتها في كل شي حولها إذا ما فرغت كل شي في صدرها للإنسان اللي أذاها , زفرت بقوة وراحت فتحت درجها وخرجت دفتر صغير كتبت فيه شوية كلام ورمته في درجها هو والقلم وصكت الدرج وراحت لسريرها , قالت البندري تذكرها وهي تصك أبجورتها : النور ...
طنشتها ورمت نفسها على سريرها وهي تقول : انتي صكي النور ..
: يا سلاااااااام انتي كنت واقفة وانتي اللي فتحتيه , قومي صكيه انتي ..
تلحفت العنود وقالت بلا مبالاة : إذا ما تبغين مو لازم , أنا عادي عندي أنام والنور مولع ..
كانت عارفه إنه البندري ما تعرف تنام واللمبة مولعة أبدا عشان كذا كانت وااااااااثقة إنها بتقوم وتصك النور عاجلا أم آجلا , مرت خمس دقايق عناد وبعدها قامت البندري وهي تسب وتلعن وضربت العنود من فوق اللحاف وهي مقهوووووورة منها وطفت النور ورجعت لسريرها وتلحفت وهي تتمتم بزعل , تنهدت العنود وهي تحس دمها يغغغغغغغلي وصرخت بداخلها ~ اش لها دخل عنست ولا لا , ذبحتنيييييييييييييييييييييي , قال مرشحين قال , كإنهم عند الباب يستنون إشارة ستي جوهرة , آآآآآآآآآآآآآآآآآآخ كان ودي أضربها , الحيوااااااااااااااااانة ~ ...
***********************
يوم الاثنين 7 / 6 / 1427 هـ :
قبل الظهر في جدة :
الكل كان مجتمع في استراحة أبو جاسم عشان الغدا اللي مسويه أحمد على شرف صاحبه عبد الكريم اللي رضي يجلس يومين في جدة قبل ما يسافر المدينة يوم الخميس بعد ما حلف عليه أحمد اللي حس إنه ما قام بالواجب لمن جووا يحضرون فرح جاسم , أخوان أحمد كلهم مع حريمهم وأولادهم و أخته نورة وأولادها ..
قال حسان وهو يمسك أطراف غترته ويلفها فوق على شكل ضرب : خالي أنا ما طلبت شي , مقابلة وحدة بس ..
رفع أحمد راسه عن قدر الذبيحة وقال : حسان ناولني المغرفة الكبيرة ..
ناولها له وقال وهو يمسح عرقه : خالي تكفى , والله ما بطول ..
زفر أحمد وقال : أنا لو علي ما بمنعك يا ولدي حرمتك وانت حر فيها , لكن تعرف جدتك وعصبيتها , هي تقول ما في مقابلات ما دام ما تحدد يوم الزواج , ويوم زواجك مؤجل إلي يوم يخرج أبوك أو يجيه العفو , وانت عارف هذا الشي صح ولا لا ...
دنق عليه وهمس : أنا عارف , بس شوية ما بتضر , خالي تراكم ذليتوني وجهي صار مغسول بمرق من كثر ما أترجاكم , ساعة انت , ساعة خالي صالح , حتى خالي جلال كلمته وترجيته ..
ضحك أحمد وقال : طيب أفكر أفكر , بعد الغدا يصير خير ..
ولف على أولاد أخوه جلال اللي قاعدين يلعبون بالوت مع سالم ولد خوله وقال بصوت عالي : محمد , أحمد , سالم اتقوا الله حتى حمزة علمتوه على الزفت اللي تلعبون فيه , قوموا تحركوا , روحوا جيبوا الصحون من المطبخ ..
قال حمزة باعتراض : عمي أنا خلاص كبير ..
وصرخ بعدها بحماس : قيد , قيد , والله غش في الورقة ..
قال حسان وهو يدخل للبيت : 13 سنة وقال كبير أجل لا صار 23 اش بيقول , الله المستعان ...
خرج جلال من المجلس لمن سمع صوت أخوه , ولمن شاف الأولاد جالسين على الدكة ويلعبون وأخوه عند القدور قال وهو يفرقع الورق بيده : قوموا يلا , تحركوا لا بارك الله في عدوينكم , قوموا شوفوا عمكم اش يبغى , وانت مسمى عليه ما أخذت منه شي ...
زفر أحمد وقام وهو يقول : أبشر , قايمين ..
***