عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2012, 02:35 PM   رقم المشاركة : 68
اسير الصمت
مشرفة عالم حواء






 

الحالة
اسير الصمت غير متواجد حالياً

 
اسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة

 
افتراضي رد: روايه جميله جدا



بعد أسبوع تقريبا يوم السبت 29 / 4 / 1428 هـ :
بعد صلاة العصر في الباحة :

(مرت أيام الهنا وصرت في أيام العنا
لا كتبت ولا نطقت غير وينك يالمنى
وإن سألت محد عرف قلبي والهوى
وإن سكت نار قلبي ما انطفى
هذا أنا وهذي قصتي يا أهل الوفا
وين الدوا يوم نور عيني اختفى
مرت شهور بين نور وبين ليل
وقلبي يا حياتي في بعادك انكوى
وين رقمك وين صوتك وينك يالهنا
وين حبك وين ضحكك صارت أيامي عزى
ارحمي قلب تولع في فراقك والتوى
ارسلي مكتوب يمسح دمعة أيامي والعنا )*

صكت مشاعل دفترها بعد ما كتبت قصيدتها وزفرت وهي تستغفر , من صغرها تمنت إنها تصير شاعرة , بداخلها كلمات كثيرة ودها تخرجها لكن في شي يوقفها , ياما سخروا أخوانها من أمنيتها , أبوها هو اللي كان دافع لها إنها تستمر في محاولاتها الشعرية وبالرغم إنه أطولها ما تعدت العشر أبيات وبالرغم من مزحه وتنكيته على قصايدها كان يستمع لها بإنصات كإنه محد نظم كلمات وقصيد زيها , أزهار كمان كانت تحب تستمع لها وتشجعها وما تناديها إلا بشاعرة القبيلة عشان تحفزها , قامت تتوضأ وعقلها مشغول بأزهار , يوم مات أبوها حست بحزن وألم وفقد كبييييير لكن مو زي حزنها الآن على أزهار , أبوها على الأقل عارفه مصيره وإنه راح لرب غفور رحيم , لكن أزهار مايندرى حية ولا ميته , حزينة ولا سعيدة , صلت العصر ودعت لها , حست بنشاط بعد الصلاة وبانشراح عجيب فقامت تصحي هالة وأحلام بحماس وهي تقول : يلا قوموا صلوا عشان نخرج الشنط و الأكياس , يلا يا بنابجة النوم , هذا كله نووووووم , طالعين جدة أخيرا ...
ولمن قاموا من فرشهم , سابتهم وشالت بعض الأكياس وخرجتها عند باب البيت الشعبي اللي يطل على حوش كبير فيه غنم وأرانب, خرجت من الباب وهي مبتسمة , حتفتقد جو الباحة البارد لكنها أبدا ما تقارن بافتقادها لجدة , تصنمت وانفلتت الأكياس منها وهي تشوف الجمس واقف بشموخ وسط الحوش , مشيت له بلا شعور وتلمسته وهي تدور حولينه , وقفت قدام باب السائق , حطت يدها على القزاز وهي تتذكر وجه الباسم وهو يلوح لها , فتحت الباب وجلست مكانه وتأملت كل شي حولينها , تلمست الدركسون وهي تحس باختناق , أي ذاكرة خارقة هذه اللي خلتها تتذكر تجاعيد يده وهو ماسك الدركسون , حتى شكل خاتمه ولمعته مع أشعة شمس الظهيرة وهو جايبها من المدرسة تذكرتها , غرقت في ذكرياتها لدرجة إنه ريحة العوده اللي يحطها حستها لسه موجوده في جو السيارة , حطت راسها عليه وهي تهمس : يابختك , كنت تحس دفء يدينه لساعات طويلة ..
من بعد وفاة أبوها أخذ عمها الجمس وما شافته إلا لمحات من بعيد , حست بغصة مريرة وبحرقان في جفونها اللي أطبقتها بقوة عشان ماتنفلت دموعها , انفتح الباب بقوة خرجتها من ذاكرتها , شهقت برعب وهي تلتفت , غمامة الدموع اللي في عيونها سالت على خدودها ووضحت الصورة قدامها , بندر اللي جا معصب وهو مستعد يذبح البنت اللي جوة السيارة زالت كل عصبيته وهو يسأل بصدمة : مشاعل ؟؟ اش تسوين هنا ؟؟
مسحت دموعها اللي عمرها مانزلتها قدام أحد بسرعة وتنحنحت وقالت : ولا شي , كنت أخرج الأشياء و شفت الجمس ..
جا معاذ وقال بصراخ : ماقلتلك إنها أكيد ستي مشاعل قاعدة تستعرض نفسها ..
قال بندر بنبرة حادة نوعا ما : معاذ اسكت ومالك دخل يوم أنا موجود إنت تنطم ..
حرك يده بجلافة وصرخ : ياسلام , يعني عاجبك إنها خارجة بلا حجاب وراكبة السيارة كمان قدام الرجال ..
انصدمت من كلامه وقالت وهي تنزل من السيارة : حدك عاد , جوال وسمحنالك تتكلم , لكن تتهمني إني أستعرض قدام واحد أنا ما كنت داريه إنه موجودة والله أقص لسانك ..
صرخ وهو يتقدم منها : نـــعــــم , اش قلتي ؟؟
رفعت راسها بشموخ وقالت بصوت قوي وهي تتقدم منه توريه إنها ماهي خايفة منه : قلت اللي سمعته , بندر بنفسه قال خرجوا العفش , اش يدريني إنه فيه رجال ..
بعدهم بندر عن بعض وقال : بس انت واياها , فضوها سيرة , الشي صار وانتهى ..
طاااالعت فيه مشاعل من فوق لتحت ودخلت البيت , كانت مقهورة من نفسها ليش ردت عليه وهي مسفهته من يوم الجوال ولا فتحت فمها بحرف معاه إلا اليوم ..
رماه بندر بنظرة وهو يقول بصوت ثابت : أبوي رباك عشان تتكلم مع أختك اللي أكبر منك بهذ الطريقة وبهذا الكلام الوقح , يكون في علمك كنت بأصكك على فمك بكف لكن ماحبيت أحرجك قدامها ..
قال معاذ : ماشفت هي اش سوت ؟؟
طاااااااااااالع فيها لفترة بعدين قال : برضو , أكبر منك ولازم تحترمها , بعدين هي وضحت لك سوء الفهم , ويكون في علمك كانت تصيح , شكلها تذكرت أبوية , قدر حالتها بالذات الآن , معاذ ترى عمرها مشاعل ما أذتك ولا قصرت معاك , تذكر جمايلها عليك , مو عشان كم كلمة سمعتها من العيال الطينة اللي تماشيهم رحت تبهذلها وتبهذل أخواتك ..
وأعطاه ظهره وراح جوة البيت وهو يقول : ركب العفش , واعتذر لها في أقرب فرصة ..
ركب معاذ العفش وهو يقول بعناد : ماسويت غلط عشان أعتذر ..
لكنه بداخله كان عارف إنه تجاوز حدوده معاها ...


***********************


قبل المغرب بساعة في فيلا أبو جاسم :

عقدت يدينها قدام صدرها ولفت بوزها وقامت تطقطق بكعبها على الأرض الرخامية , طالعت فيها أمها وقالت : عنيدي , قلتلك أخوها قاعد في البيت وين تبغين تروحين لها ؟؟ بعدين أكيد هي مشغولة بحكاية خطوبة أخوها , اليوم كلمتني وقالت بتروح لأهل العروسة وتكلم الأم عشان تجس نبض ..
قالت بضيق : أمي والله اشتقت لها الدب المعفنه , بعدين عمر ما بيقعد في البيت 24 ساعة , الله يسعدك كلها ساعة أزورها وأجي , الله يخليك ..
ودقت بكوعها الهنوف اللي جالسة جنبها بصمت وقالت من بين أسنانها وهي تطالع في أخواتها : تكلمي انتي والخبيلة الثانية , دايما مخليني في وجه المدفع واني أنا الزنانة وانتم المطيعات ..
قالت البندري : أمي شوية بس , والله ما نطول ..
وهزت الهنوف راسها مؤيدة , شهقت العنود بطريقة مسرحية وقالت : لا والله , جبتم الغايبة دحين يا ستاتي ..
زفرت هدى وقالت وهي تأشر على التلفون : ياااااا رجتك هذا هو التلفون اتصلوا على أبوكم , أنا عيزت معاكم ..
دقت العنود اللي دايما على راسها كل شي وترجت أبوها للعفو إنه يوافق , ووافق لهم بشرط ما يطولون أكثر من ساعتين برى البيت عشان ما يرجعون آخر الليل مع السواق لوحدهم , ما حسبوا بالكلمة لبسوا عبيهم وراحوا , ووصلوا بعد نص ساعة من الوقت المفروض للبيت ..
فتحت أزهار الباب وقالت بفرح : ما بغيتم يا خياتي , اش التأخييييييير هذا ؟؟
قالت الهنوف وهي تفك غطاها وتهوي وجهها المعرق : مو هذي فعايل ستي عنيدي , داقة الصدر وتقول أخذت العنوان من أبوية , دااااااااااارت بنا جدة كلها ..
ضحكت أزهار من قلبها وهي تاخذ منهم العبايات وتعلقها وهي تقول : وانتم ما اعتمدتم إلا على عنيدي , هذي لو حطيتوها في الشارع اللي ورى بيتنا تضيع , كيف بيت عمرها ماجات له ؟؟
مسحت البندري عرقها وقالت : مالت عليها سبتها تتضارب مع سوناردي اللي مو راضي يرجع البيت لأنه مو عارف طريق الرجعة من كثر ما دوخته ..
ما خلصت كلمتها إلا على طلت العنود من الباب وهي تلهث من طول الدرج , ضمتها أزهار وقالت : هلا والله بخريطة جدة المحترمة ..
صرخوا الثنتين استهجان لهالتشبيه وقالت البندري : أي خريطة الله يرحم والديك هذي خبيصة مو خريطة ..
قالت العنود وهي مقهورة ليش دايما يعايرونها بعدم معرفتها للطرق : اسكتوا ولا أرجعكم دحين , ترا أنا اللي فكرت في الزيارة وأنا اللي خططت , ولو مو أنا بعد الله كان كل وحده فيكم منطقة في غرفتها ..
لمن بدأوا يتناقرون حست أزهار بشعور كانت فاقدته لها فترة , ضحكت من قلبها ضحكة وقفتهم كلهم عن الكلام , طالعت فيهم وقالت : والله وحشتوني و وحشتني سواليفكم وضحكهم و هواشكم وكل شي فيكم ..
مسحت العنود دموع وهمية وفردت يدينها وحضنت أزهار وهي تقول : و انتي وحشتينا أكثر , يلا عاد متى تجين تعيشين عندنا ..
قالت الهنوف ببساطة : وين عندنا ؟؟ يا حبيبتي جاسم إختار شقة على بعد شارعين من بيتنا ..
حست أزهار بمعدتها تتلوى وبقلبها يعورها ~ شقة , بأعيش معاه لوحدنا , أنا وجاسم ~ لفت وجهها اللي بدأ يحمر عنهم وقالت : أروح أجيب القهوة ..
صرخت العنود : آآآآآآآآآآ ورينا وجهك يابنت , وااااااااااااااي بنتنا تستحي ..
ضربتها أزهار وراحت للمطبخ , ثواني وإلا كلهم معاها داخل المطبخ , العنود فاتحة الثلاجة والبندري تتأمل المطبخ و الهنوف تطردهم عشان ما يحرجون أزهار اللي كانت مستمتعة بكل دقيقة معاهم لدرجة إنهم ما نتبهوا للوقت من كثر الكلام والحماس , نص الكلام كان إجابات أزهار على أسئلة البنات اللي كانوا متحمسات لمعرفة ماضيها , حكتهم عن أمها و أخوانها و منى اللي بتخطبها لعمر و صحباتها اللي انشغلوا بدنياهم وبعضهم بأزواجهم ماعدا مشاعل اللي كانت ومازالت بحسب اعتقاد أزهار هي الوفية بينهم , وختمت كلامها : أستناها تجي من الديرة وأطب عليها ..
قالت العنود بمزح وهي حاسة بغيرة من مشاعل اللي ذكرتها أزهار باستمرار : يمكن زوجها ما وداها الديرة , ما فكرتي إنها مع زوجها يمكن انشغلت عنك ..
قالت أزهار : أولا مستحيل تنشغل عني خاصة وهي عارفة إني واعدتها إني أكون معاها في يوم الحنا وجوازها , ثانيا زوجها ولد خالتها وغصب عنه يروح الديرة هو كمان , الديرة عندهم فرض واجب , ياما اشتكت من أهل أبوها هناك , قاعدين لها على الدقة عشان يهرجون عنها ..
قالت العنود : طيب طلعي بدل شريحتك , يمكن تدق على رقمك القديم ..
قالت بأسى : شريحتي باسم عموري , و عمور حبيبي مشغول ما عنده وقت , وأنا بصراحة ما أبغى أكلف عليه فوق طاقته ..
لمن شافت علامات الإستفهام واضحة في وجوههم ضحكت وقالت : عموري عامر الله يرحمه , الكبير , و عمور هو عمر , و عمير أدلعه عمرو ..
ضحكوا على خبالها وسألت العنود : وهم يميزون الفرق ..
: طبعا , و ما يلف إلا صاحب الدلع لمن أنادي , لكن أحيانا عمر وعمير الله يرحمه كانوا يلعبون عليه و يتمصخرون على طريقتي في التدليع, لمن أنادي على واحد الكل يلتفت يعني يعني محنا عارفين مين تقصدين ..
قالت الهنوف بحماس عفوي : إذا عمر مشغول اطلبي من جاسم ترى عنده أصحاب كثير في الهاتف , ممكن يطلعها لك بسرعة ..
سكت الكل وتشاغلت أزهار بشيل فناجين الشاهي ولو النظرات تقتل كان قتلتها نظرات العنود اللي طاااااالعت فيها بغيض , قالت بهدوء وهي خايفة إنها قالت شي خطأ : ترى أنا قصدت إنه ممكن يساعدك و ..
قاطعتها أزهار وهي شفقانه على منظرها المتوتر : هنوفه حبيبي عادي , أنا فاهمة قصدك , بنت عنيدي لا تطالعين فيها كذا ..
تداركت العنود موقفها وقالت عشان ما تخمن أزهار أفكارها وقالت : لا قلت بس يمكن تنكسفين من جاسم ..
ضحكت وقالت بمزح عشان تخبي خجلها : وليه أنكسف ؟؟
وراحت للمطبخ وهي تقول بهمس : يا حلاتي وأنا داقة عليه أطلب منه يرجع شريحتي , يا فضيحه , والله إنك مهوية يا هنوف ..
لفوا العنود والبندري على الهنوف وقالت العنود بلوم : يا دب , اش قاعدة تقولين ؟؟ تبغينه يصك الخط في وجهها , انتي بنفسك سمعتي اش قال اليوم الظهر على الغدا ..
وقالت تقلده بغيض وهمس عشان ما تسمعها أزهار : زواجي من أزهار تحصيل حاصل ولا هي ماااااا قربت من المواصفات اللي كنت أبغاها في البنت اللي تشاركني حياتي ..
وقالت البندري : أنا لو قلتلك أطلبي شريحة من حسان بتطلبينها منه ...
حمممممممممرت خدودها من سمعت اسم حسان وقالت بتلعثم : ها ... لا طبعا ... يووووووو شكلي أحرجت أزهار ..
قالوها الثنتين في نفس الوقت اللي دق فيه جوال العنود : توك اللي انتبهتي ..
لفت العنود عن الهنوف اللي سود وجهها من الهم وهي خايفة إنها أحرجت أزهار وردت على جوالها وهي تأشر لهم يعني يا ويلكم وتقول : هلا أبوية ..
هاااااااااوش أبوها إلين شبع ليش متأخرين لهالوقت وأكيد إنهم مزعجين عمر وكيف بيرجعون مع السواق في هالليل , حكت العنود شعرها وقالت : أبوية عمر مو موجود , وخلاص سوناردي تحت دحين نجي لا تعصب ..
صرخ : أي تحت وهو توه داق جرس البيت علي يقول متى أجيب بنات أنا أبغى أنام أنا تعبان , أنا ما أعرف هذا طريق ..
سبت سوناردي أللللللللللف سبة في داخلها وهي تقول بهدوء : ها ... عندك ... والله كنت أحسبه تحت يا أبوية , خلاص أنا أدق عليه وأوصف له الطريق ..
سمعت أبوها يتكلم مع شخص غيرها , نادته : أبويه ..
قال براحة : خلاص جاسم جايكم دحين , توه دخل وقلت له يجيبكم هو يعرف الطريق أحسن من سوناردي , وتراه يقول لو دق الجوال و مانزلتم على طول بيوريكم شغلكم ..
ما قدرت تقول شي , الخطأ خطأهم ليش ما انتبهوا للوقت , قالت : طيب ..
ولفت على أخواتها وهي تقول بخوف : جاسم جاي ..
كلهم التفتوا على أزهار اللي خارجة من المطبخ وهي شايلة تبسي فيه صينية مكرونة بالباشميل وصحون وملاعق وشطة , حطت التبسي على الأرض وقالت : اش فيه ؟؟ هذا بابا اللي كان يكلمك ..
قالت العنود وهي حاسة بالذنب : تراه أرسل جاسم ..
انصدمت أزهار اللي ما كانت مستعدة تقابله لكنها ما حبت تبين لهم , هزت أكتافها وقالت وهي ترجع للمطبخ : ويعني ؟؟ يلا قوموا كلوا قبل ما يوصل و يعجلكم ..
جابت العصيرات وغصب عنها طالعت في شكلها في مراية الحمام من دون ما يشوفونها , صح هو قال بيرن جوال وينزلون لكن سبحان الله يمكن يطلع , شعرها مستشور ومرتب وكل شي زين لكنها كانت منحرجة تقابله ببنطلون , صح بلوزتها توصل للركبة بس برضو إحراج , جلست معاهم وهي تحاول قدر الإمكان ما يشوفون التوتر والخوف في تصرفاتها , دق جوال الهنوف فانتفضوا كلهم , طالعت الهنوف في جوالها وقالت بهمس : رسالة ..
طالعوا في بعض وانفجروا بالضحك مرة وحدة , ضحكوا إلين دمعت عيونهم على ردة فعلهم وراحت رهبة الموقف , وهم ياكلون و يسولفون دق جرس الباب , قامت أزهار وقالت وهي تطالع في الساعة اللي كانت 11.30 الليل : شكله عمر ..
ولمن طالعت في العين رجع لها التوتر , طلعت راسها من الممر وقالت بهمس : جاسم ..
قاموا بسرعة يدورون على عباياتهم ويلبسونها , ضحكت أزهار على أشكالهم وفتحت الباب وهي وراه , ولمن ما دخل طلت براسها فشافته واقف عند العتبة لابس بنطلون جنز وبلوزة عليها رسمات متداخلة ولابس آيس كاب , قال ببرود و طفش من دون ما يسلم : وين الزفوت ؟؟
~ أسبوع لا اتصل ولا تطمن ويبدأها كذا , يالله تسكنهم مساكنهم , زفوت مرة وحدة , ياخي احترم ألفاظك قدام حرمتك على الأقل ~ ما تدري ليه ابتسمت وهي تقول بهمس خجول : يلبسون العبايات , دقايق ويكونون عندك ..
سألها بجفاء صدمها : والابتسامة هذي اش معناها ؟؟
انمحت ابتسامتها وهي تقول بهدوء : ضايقتك ؟؟ خلاص شلناها ..
أعطاها ظهره ونزل , رسمت أزهار على وجهها ابتسامة مصطنعة وهي تودع البنات وتشكرهم على زيارتهم , وبعد ما صكت الباب زفرت وهي تقول : مالت عليه أنا اش سويت له ؟؟ ماد البوز عليه , يا ربي رحمتك ابتليتني بزوج ماني عارفه كيف أتعامل معاه ,الله يعين البنات عليه , أكيد لعن سابع جدودهم ..
***
: وانت لييييييش معصصصصصصب , أنا ما قلت لأبوية يرسلك ..
صرخ بقوة : عنود صكي حلقك ..
دقتها البندري وهي تأشر لها بصمت يعني اسكتي ولا تناقشين , طنشتها وقالت بضيق : مالت , كله من العجلة نسيت صحن الأكل اللي أعطتني إياه أزهار لأمي وأبوية ..
لفت الهنوف بصدمة وقالت : نسيييييتييييييييه ؟؟ أمي ما تعشت تستناه ..
لف جاسم عند أول لفة بقوة خلتهم يتصقعون في اللي جنبهم وهو يقول بعصبية : أصلا الحق مو عليكم , عليه أنا اللي مطاوعكم ..
حطت الهنوف يدها على موضع قلبها وهي تدعي بداخلها ما يصير لهم حادث بسبب سرعته المجنونه , فرمل عند باب العمارة بقوة طيرتهم على قدام وخرج وهو يصفق الباب بكل قوته , تفلت العنود من قلبها بعد ما خرج وقالت الهنوف وهي تسد إذنها : صفقة الباب أحسها فجرت إذني و هزت عظامي ..
تأوهت البندري اللي جالسة وراها وقالت : صفقة الباب بس , لفته خلتني أصك في الباب صكة بنت كلب , والعصلا هذي كملت الناقص , فغصتني ..
بعدين سألت بحيرة : هو ليه معصب كذا ؟؟
صرخت العنود بقهر وسط ضحك أخواتها : الرجااااااال طول عمرهم أنذال متى ما اشتهوا عصبوا ومتى ما اشتهوا روقوا ويا ويلك و سوااااد ليلك لو ما مشيتي مع مزاجيتهم العفنة ..
دق جاسم الباب وهو يحس بفورااااااان غرييييييب بداخله , زاده الشابين اللي نزلوا من الدور اللي فوق , لو أعطوه حجار ذيك الساعة كان فتته من اللي فيه ..
أول ما شافته فتحت الباب باستغراب , لسه توه 6 دقايق بالكثير من خرجوا من عندها , زفر وقال باختصار شديد : الصحن ..
انفتح باب جارهم وخرج منه أبو صلاح وطالع في جاسم بصدمة , مد جاسم يده على طول وفك تقطيبة حواجبه وهو يقول بثقة وهدوء : أكيد إنت أبو صلاح , أنا جاسم أحمد الـ ... , عمر يشكر فيك كثير خصوصا وقفتك معاه بعد أزمته ..
ابتسم أبو صلاح وارتاحت ملامحه وهو يقول : أهلا وسهلا , إنت جاسم زوج أزهار , كلمني عنك عمر , هلا والله , سامحني , خفت على البنية يوم سمعت أصوات , تعرفها لوحدها و ما عندها أحد و موصيني عليها أخوها ..
ابتسم جاسم وقال : والله فيك الخير يا أبو صلاح , جزاك الله خير ما قصرت , سامحنا على الإزعاج ..
حطت أزهار الصحن اللي ملته من المكرونه والفطاير اللي سوتها في كيس وهي تحاول تخمن اش قاعد يسولف جارهم مع جاسم ..
: ما خلصتي ؟؟
انتفضت بخوف وهي تشهق ولفت عليه وهمست بخلعة : بسم الله , فجعتني ..
قال بتريقة : لا والله , أخلصي وهاتي الصحن ..
تجاهلت وقاحته وابتسمت بعكس ما توقع وناولته الكيس بصمت , سحب الكيس ومشي خارج , ولمن سمعت صوت الباب زفرت وقالت : يا ربي على الرجال كلهم واحد , يعصبون من شي ويحطون عصبيتهم على الناس الغلط , أكيد خسر أسهم ولا تهاوش مع رئيسه ولا صاحبه , يارب تعينني على هالرجال ..
هي لاحظت هالطبع في عمر وعمير لكن عمار لا , تنهدت وهي تتذكر عمار اللي كان يكظم غيضه بشكل عجيب , حتى في أحلك المواقف كان يكتفي بكلمات بسيطة أثناء الإجابة عشان ما يجرح أحد أو يغلط عليه في لحظة غضب , همست لنفسها : الطيب ما يعيش يا عمار , الله يرحمك رحمة واسعة ..
بلعت ريقها أول ما اختنق صوتها وقامت تغسل الصحون وهي تحاول تلهي نفسها عن ذكراه بأي شي ثاني ..
دق الجرس ووصلها صوت انفتاح الباب وصكه ممزوج بصوت عمر وهو يلحن : السلااااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
غسلت وجهها ولفت وهي ترد السلام , طالع فيها وقال : أشوف حليت للسيد جاسم الجية وأنا ماني موجود ..
حممممممممممر وجهها و انشرقت بريقها لمن فتحت فمها بتدافع , ضحك عمر وقال : بس , بس , هذا كله من الخجل أمزح معاك أنا , قلي إنه جا أخذ البنات , تصدقين بدأت أغير نظرتي عنه ..
رفعت راسها وسألت : أي نظرة ؟؟
قال وهو يفصخ شماغه : دق علي يسألني أنا فين وقال لي إنه بيستناني إلين أجي عشان ما تقعدين لوحدك خاصة إنه عيال جارنا فالح طالعين نازلين , وما حرك سيارته إلا بعد ما سلم علي وتأكد إني طالع ..
ابتسمت وقالت : و انت حضرتك كان لك نظرة و ما قلتلي ؟؟
قال وهو يخرج من المطبخ متهرب من الإجابة : بأروح أتروش ..
~ اش النظرة اللي في بال عمر ؟؟ أفففففففف ما أدري تصرف جاسم هذا هو خوف علي ولا شك فيني , لازم قبل الزواج تنحل هالمسألة , مو معقول بنتزوج وهو مهو عارف الموضوع ولا حتصير مشاكل لا لها أول ولا ثاني , استغفرك يا رب وأتوب إليك ~..
***
كان جالس على سريره و محموله قدامه يضغط أزراره بسرعة محترف , طالع في رده اللي كتبه وضغط إدخال وهو مبتسم , كان صوت الأغنية المفضلة له مسموع من ورى السماعات اللي حاطها على أذانيه , هز راسه بدندنه وكتب ..
عايش في حق صلصل مع3مراجيج: أقول , أكيد بتقعد تفلسف علي مو النار ما تحرق إلا رجل واطيها ..
مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : هذاك قلتها بنفسك , رجل واطيها اللي هو انت , رحت من عندي قبل 10 أيام و انت ناوي الطلاق و هذاك مختار الشقة و ماخذ إلحاق وقاعد تجهز لعرسك من دوني يالخاين ..
عايش في حق صلصل مع3مراجيج: أبوية ما يخلي الواحد يتنفس كإنه ماحسب واحد من عياله يتزوج , لو تشوفه تقول هو العريس مو أنا ..
مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : ومتى نفرح بك ؟؟
عايش في حق صلصل مع3مراجيج: أقول لا تغثيني بهالسؤال لأرسللك فايروس يجيب أجل محمولك انت ووجهك ؟؟
مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : جاسم أكلمك بعقلانية أنا , صدقني لو تزوجت وهالفكرة في راسك وانك مغصوب عالبنت لو اش ما سوت واش ما صار بينكم بيقعد شي في نفسك ينغص عليك , ما أظن البنت لهالدرجة ما تنطاق ..
عايش في حق صلصل مع3مراجيج : اقطع النفس خلاص , فيهااا شي يخليني أطططططلع من طوري وانتهينا ..
أرسله صورة واحد مبتسم ومروق وكتب ..
مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : يا أبو حق صلصل إحنا في محادثة يعني اقطع الضغط على الأزرار مو النفس ..
حس بضغطه يرتفع فكتب بغيض ..
عايش في حق صلصل مع3مراجيج : لا والله ؟؟ يا برودك , ضف وجهك عني ورجع النك نيم القديم أحلى ..
مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : كيفي أنا حاليا طفشان ماني مخبول وانت منت مكروف بالعكس متبطر على النعمة ..
أرسل جاسم صورة متحركة , الولد اللي يرمي بالون الموية وخرج من المحادثة ..
جلس يقلب كلام عدنان في راسه كثير وفي الآخر طفش طفى اللمبة وانسدح عشان ينام , أمه متوعدته بكرة بدوران في الأسواق ...


***********************

كانت الساعة 2 الليل وقت ما خلصت مشاعل ترتيب أشياء السفر , طالعت في كومة الملابس الوسخة اللي لازم تغسلها و كومة الملابس اللي لازم تطبقها , حكت شعرها بضيق وهي تحس كل عظمة في جسمها تئن , 8 ساعات في السيارة وبعدها ساعتين ترتيب في البيت شي مو معقول , طلت هاله من باب غرفة الغسيل وقالت : أساعدك ؟؟
تمغطت مشاعل وقالت : ياليت , طبقي الملابس , أمدد جسمي شوية وأجي أغسل الباقية ..
وخرجت للصالة , وقعت عينها على التلفون , جلست جنبه بتعب ورفعت السماعة ودقت رقم بيت أزهار , كانت تفكر إنها تغسل الثياب الليلة وتكويها بكرة وباقي الملابس مو مشكلة لو أخرت غسيلها و...
: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الصوت الرجولي خلاها تنتفض من مكانها , جمدت للحظة بعدين قالت بدون ما ترد السلام : أزهار موجودة ..
كانت تحس ضربات قلبها تزيد ونفسها يسرع وهي تسمعه يقول : أزهاااااار وحده تبغاك على التلفون ..
حست برجفة خوف لمن وصلها صوتها المألوف وهي تسأل من بعيد : مين ؟؟
: ما أدري , بس نبهيها إنه رد السلام واجب ..
صوت حركة السماعة اختلط بصوتها وهي تقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ما قدرت تنطق بحرف , دموعها كانت مغرقة وجهها اللي غطته بيدها وهي تكتم صرخات كانت بتخرج منها بلوعة ..
: ألو .... , مين ؟؟ ألو ..
شهقت من كثر اختناق نفسها ..
انعصر قلب أزهار لمن سمعت صوت الشهقة و البكى , دار عقلها بجنون , مين ؟؟ مين ؟؟ يكون وحدة من البنات افترى فيها جاسم ؟؟ لكن عندها جوالها ليه ما دقوا عليه , وفجأة حست بذوبان بداخلها وهي تهمس : مشاعل ..
زاد بكاها وهي تسمعها تنطق اسمها , وبالقوة نطقت السؤال الوحيد اللي أرقها ليالي : وينك عني ؟؟
غطت أزهار فمها بيدها وهي تصيح عشان ما يطلع صوتها و ينفجع عمر اللي دخل غرفته ينام , تفجرت بداخلها آآآآآآلاآآآآآآآم كتمتها لفترة طويلة , ما تدري كم مضى من الوقت وهي تصيح وتسمع صياح رفيقة دربها ..
لمن استجمعت مشاعل شتاتها قالت بصوت متألم مخنوق وهي تشهق من البكى : أزهار حرام عليك اللي سويتيه فيني , بغيت أنجن من كثر الخوف والقلق , وينك ؟؟ جوالك ليه مغلق ؟؟ ليه ما أحد يرد على التلفون ؟؟ حرام عليك اللي سويتيه والله حرام ...
كانت أزهار حاسه بشعورها ومقدرة إنها ما تعرف الحقيقة , وكان نفسها إنها تطمنها على حالها وتهديها لكنها ما قدرت تكتم الكلام اللي كان ودها تصرخ به وسط الشارع من كثر اللي فيها , قالت بهمس مخنوق وهي تصيح : مشاعل , أمي ماااااااتت , غرقت يا مشاعل , حتى عامر و عمير كلهم ماتوا , كلهم ماتوا , ما بقي لي من أهلي إلا عمر , كلهم ماتوا ..
انصعقت مشاعل من اللي سمعته , كان ودها تشتكي مصيبتها وهمومها اللي ما شكتها لأحد لأزهار لكن الكلام اللي سمعته جمد الدم في عروقها و قشعر بدنها , غرقت , ماتوا , لحظتها تمنت لو تنتقل عبر الأسلاك عشان تكون جنب أزهار
لأول مرة تسمع أزهار تبكي بهالحرقة , قالت بخوف : أزهار , أزهار ..
ما وصلها إلا صوت صياحها وشهقاتها المختنقة ..
: اش صار ؟؟
رمت مشاعل السماعة ونطت لبندر وقالت برجاء : بندر الله يسعدك وديني لأزهار والله البنت تعبانه ..
: وهي رجعت أخيرا ؟؟
: بندر الله يخليك , والله أدفع لك اللي تبغاه..
بعدها عنه لمن شافها جادة وقال : مجنونة انتي الساعة 2 في الليل , روحي نامي أحسن لك ..
تفجرت الدموع من عيونها وهي تصرخ : أمها و أخوانها ماتوا وهي تصيح في التلفون , وديني لها دحين , هي وقفت معايا لمن مات أبوية , كل مالفيت لقيتها حوليني , حراااااام عليكم لو أبويه حي كان وداني وكان ما طلبت منك ولا من أخوانك ولا شي , حرام عليكم اللي تسوونه فينا , حابسينا و مبهذلينا كإنكم ما حسبتم تصيرون ولاه على أحد , وديني لها دحييييييين ..
خرجت أمها على صراخها وهي مفجوعة , قال بندر اللي انفجع من اللي قالته أخته : خلاص أوديك بس اسكتي , تسمعين الجيران صراخك ..
سألت أمها : توديها فين ؟؟
أزهار كان حزنها مجمعته ورى سد كبير منيع ولمن سمعت صوت مشاعل انهد هذا السد وبدأ يغرقها بطوفاااااااااااان من الألم والحسرة , كان عقلها يأمرها إنها تذكر الله وتهدي نفسها وترفع السماعة اللي طاحت من يدها من كثر البكاء لكن قلبها كان ينزف بشكل ما أحد يتصوره ..
طالع بندر في مشاعل اللي كان جسمها كله ينتفض مع شهقاتها وقال : خلاص انتي كمان , بتروحين تصبرين البنت ولا تبكينها معاك ..
قالت بصوت مخنوق : يوم مات أبوية ما سابتني أيام العزا ولا لحظة حتى بعد العزا بأسبوع كانت تزورني كل شويه , وأنا ما أدري متى ماتوا أهلها ..
زفر وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون , الله يرحمهم ..
كان بداخله يرتجف وهو يتذكر عمار ووقفته هو كمان معاهم أيام العزا وكلماته المشجعة وهو يصبرهم , صح ما كانت عشرتهم ذيك العشرة لكنه كان يحترمه كثيييييييير , كان يقابله مرة مرتين كل أسبوع تقريبا , ياما تبادلوا السلام لمن يجي يوصل مشاعل بعد المدرسة لمن ما يقدر أبوه يجيبها , و ياما اتصل عشان يتطمن على أحوالهم بعد وفاة أبوهم ويشوف إذا محتاجين شي ..
بعد ما هديت أزهار ما عرفت تتصل على مشاعل , وبعد تردد اتصلت على بيت أهلها ردت أمها اللي عزتها وهي تعتذر عن قصورهم و قالتلها إنه مشاعل جايتها , بعد ما صكت التلفون قامت بسرعة وغسلت وجهها وحطت كحل جوة عيونها و مسدت شعرها , ووقفت من الحماس جنب الباب وكل شوية تطالع مع العين , ولمن شافتها ووراها أخوها , فتحت الباب وهي وراه , سمعت بندر يقول : أستناك في السيارة ..
دخلت مشاعل وأول ما فتحت غطاها وشافت أزهار وأزهار شافتها احتضنوا بعض وهم يبكون بصمت , وبعد عبارات كثيرة و شكوى عن حالة القلق والترقب و هرج ماله نهاية في الممر دخلتها أزهار غرفتها وجلستها على السرير لأنه ما عندها كراسي في الغرفة , ابتسمت أزهار وقالت : يا حي الله شعولتي , سامحيني جايبتك من ....
ضربتها مشاعل على كتفها وقالت : كلي تراب ..
حكت أزهار كتفها وقالت : يا دفشة , ما تغيرتي حتى بعد الزواج , إلا كيف نصور وحياتك معاه ..
ابتسمت مشاعل وقالت : لا ما تغيرت بعد الزواج و سيبي نصور على جنب , المهم انتي كيفك ؟؟..
تربعت أزهار فوق السرير وواجهت مشاعل وهي تقول : أنااااااا , إممممممم اش ممكن أقول ؟؟ تصدقين ماني لاقية كلمات توصف حالتي , قصتي طويييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يلة ..
طالعت فيها مشاعل بحب ~ ما تغيرتي يا أزهار , حتى بعد اللي صار لك انتي زي ما انتي , ياليتني قوية إيمان زيك ~ , زفرت وقالت : بأسمعها لو هي طويلة , إلا إن كان انتي ما تبغين تتكلمين ..
حكت أزهار شعرها وقالت : لا مو عن كذا , أولا ما أبغى أوجع قلبك , ثانيا ما بتصدقين القصة من غرابتها ..
قالت : أولا مالك دخل في قلبي وثانيا بأسمع وبعدها بأقولك صدقت ولا لا ..
فكرت أزهار شوية بعدين قالت بضحكة : تراني تزوجت ..
شهقت مشاعل وصرخت : إييييييييييييييييييييييييييييييييش ؟؟
نطت أزهار وصكت فمها وهي تقول : يا خبلة بتصحين عمر ..
بعدت يدها بقوة وهي تقول بصوت عالي : ياااااااااخاااااااااااااااااينة تتزوجـ ..
صكت أزهار فمها مرة ثانية وهي تضحك وتقول : مشاعل يالخبلة بتصحين الجيران الله يفضحك ..
وبالقوة قدرت تهديها عشان تفهمها الموضوع , هي ما كانت تبغى تبدأ بالحزن في قصتها عشان ما تشيل مشاعل همها أكثر مما شالته طول هالشهور , رغم إنها هي تعتبر زواجها الغير متكافئ مع جاسم حزن جديد في حياتها ..
اختصرت لها الموضوع قدر الإمكان وحصرته إنها كانت في العبارة وغرقت أمها وأخوانها من دون ما تشرح بالتفصيل وإنها فقدت الذاكرة طول هالمدة وما استعادتها إلا من فترة بسيطة , كان وجه مشاعل يتغير على حسب اللي ينقال , صدمة , خوف , حزن , ألم , ابتسمت أزهار وقالت : وحكاية فقد ذاكرتي وتوابعها اللي من ضمنها جسوم , هذي أحكيك إياه على رواقة بعدين عشان ما يذبحك بندر , صراحة بأعطيه جائزة الأخ المثالي اللي جابك لي في هالوقت ..


قامت مشاعل من مكانها ولفت ذراعينها حولين أزهار وضمتها لصدرها بقوووة وهي تقول : الله يصبرك ويزيد إيمانك ياااااارب ..
غمضت أزهار عيونها وهي تريح راسها على صدر مشاعل وهمست : سامحيني يا مشاعل , دوبي حسيت بمقدار ألمك يوم مات أبوك ..
~ لا يا أزهار لا تقولين كذا ترى وجع قلبي يزيد , يا رب تصبرها وتعوضها يا رب ~ مسحت مشاعل دموعها بسرعة قبل ما تشوفها أزهار وقالت كاذبة وهي تمسح شعرها : البداية بس صعبة , لكن الحمد لله دحين أحسن ..
وبعدت عنها وقالت : والله ما ودي أسيبك لوحدك ..
ابتسمت لها أزهار نفس الإبتسامة المتفائلة المشرقة وهي تقول : أي لوحدي , معايا أبو عبد الله , يلا انقلعي قبل ما يحلف ما عاد تجين عندي , كافي ماله شي سايق 8 ساعات في طريق الجنوب المعفن ..
ودعتها عند الباب بعد ما أعطتها رقم جوالها الجديد , وصكت الباب وهي تتنهد براحة , حست بثقل وانزاح عنها بعد ما تكلمت مع مشاعل و شافتها وجه لوجه ..
مسحت دموعها وهي تقول بداخلها ~ حبيبتي هيه ما نسيتني , كانت فاقدة ذاكرتها عشان كذا ما اتصلت علي , يا رب تعوضها فقدها بجاسم يا رب , يا رب يكون نعم الزوج لها , والله لو أقدر أتصل عليه وأقوله إنه حصل على جوهرة ثمينة كان اتصلت , يا ااااااارب تسعدها يا رب ~..
: ارتحتي ست مشاعل ..
لفت على بندر وقالت : مشكوره والله ما تقصر ..
قال بتريقة : ما شاء الله دحين مشكورة وقبل ما خليتي عيبه ما حطيتيها فيني ..
قالت : لا والله , كنت أتكلم عن أخواني بشكل عام ما خصصتك انت ..
قال : أهم شي تذكري اللي سويته , ترى بيجي يوم وأطالبك برد الدين ..
لفت بوزها وقالت : استغفر الله العظيم , بتذلني بهالريحة يعني , الدنيا صارت دين ومصالح حتى بين الأخوان ..
زفر وقال : توك كنتي زينه , آآآآآآخ منكم يالحريم كفارات عشير ..
رجعت تراضيه وهي تشكره من قلبها إنه وداها لأزهار في هالوقت ..


*************************



صباح اليوم اللي بعده :


طالع يمين ويسار وقال : اختاروا اللي تبغونه ..
زفرت العنود بضيق وقالت بهمس لأمها : يالله تطولك يا روح , قلتلك يا أمي نمشي نختار الأثاث مع سوناردي أصريتي إلا يجي معانا , أهو درنا عشر محلات وما عجبه شي و طايح فينا اختاروا انتم كإن البيت إحنا اللي بنعيش فيه مو هو ..
قالت هدى وهي تمسك ذراع جاسم : جاسم حبيبي هذا بيتك , ما تبغى تختار أثاثه ..
قال بطفش : يمه قلتلكم آخذ شقة مفروشة أحسن لي من صدعة الراس رفضتم و أصريتم نأثث كل شي , خلاص انتم اختاروا أي شي ..
فلتت أمه يده وقالت : ندخل بنت الناس على شقة مفروشة أثاثها مستعمل ليه و إنت قادر تأثث بيت ؟؟ شي لكم يكون خاص فيكم تقعد فيه ذكرياتكم ..
عقد ذراعينه وهو يفكر ~ كنت حأختار لو مع وحده أنا مختارها بنفسي مو مفروضة عليه فرض , مو كافي الدنيا كلها خبط لزق و بصربعه , أنا أول مرة أشوف زواج زي كذا ~ , طالعت فيه العنود من فوق لتحت من دون ما يشوفها وقالت لأمها : ذاك الطقم حلو , و بيصير أحلى لو اخترنا معاه ذاك القماش اللي هناك , ألوانه جريئة وحلوة ..
عجب هدى شكل طقم الكنب والقماش المخلوطه في تصاميمه درجات العودي والبني والذهبي , وقررت تخليه لمجلس الرجال , داروا كذا محل بعدها وجاسم ماغير موقفه الصامت , طالع في ساعته وعرف إنه عدنان اللي فرحان بإجازته أكيد وصل الرياض ..


***********************


في الرياض , في فيلا متوسطة في حي الروضة :

ضم عدنان ولد أخته اللي أول مرة يشوفه وقال : اش هذا ؟؟ مره صغير ..
ابتسمت سمر وقالت بتعب : طيب دوبه ما كمل أسبوع ..
طالع في وجه أخته وقال بحنان : شكلك هلكانه ..
مسحت وجهها وقالت : مانمت طول الليل بسبب صياحه وغيرة ريهام اللي كل شوي تنط تبغى تسوي فيه شي , فرحت إنه أخذها أبوها يمشيها , وتووووه الأفندي نام ..
قام وحطه بهدوء في هندوله وقال : يلا أسيبك أنا كمان عشان تنامين ..
دخلت سحر وهي شايلة صينية فيها مرقة لحم وخبز وقالت : على ويييييين ؟؟ لسه ماشفناك زي الناس ..
سكتها وهو يهمس : لا يصحى ربيع , أختك تبغى تنام يا مزعجة ..
حطت الصينية على طاولة جنب سرير أختها وجلسته و قالت وهي تضغط ظهرها : آآآآخ , اللي يشوف تعبي يقول أنا اللي والدة مو سمر , ترى حتى أنا ما نمت بسبب صيف المزعج هو والمتخلفة أخته ..
قالتها وهي تصفع خد ربيع , شد عدنان شعرها بخفة وهو يقول : صحيتيه ..
قالت بثقة وهي تجلس جنبه : لا حبيبي لا تخاف , شتاء هذا ينام لمن ماتبغاه ينام ويصحى في الأوقات الحرجة , دحين عصرية ورواقة يعني مستحييييييييييييييل يقوم , تعال 3 الليل توووها العيون تفتح وتبدأ السمفونيات العذبة ...
ضحك عدنان على وصف سحر وقالت سمر بضيق : لا تتريقين على الاسم , ترى لله أنا معقدة منه ..
قالت سحر : أم خريف محد قالك ما تعارضين زوجك على الاسم , فرحان باسم أبوه ..
دخلت أمهم وقالت بعصبية : بنت , عيب هالكلام , مالك دخل بين الإثنين , وأبوه حر يسميه اللي يسميه , يا طول لسانك طولاه ..
قالت سحر : شايلته 9 شهور و متحمله قرفه وأمر بآلام الولادة وآخر شي هو اللي يسميه بارد مبرد والله حامض على بوزه ..
قال عدنان بهدوء : سحر هذا الشرع ..
قالت : ما اعترضنا على الشرع , بس في شي اسمه تشاور , يعني هي ما بتغصبه على اسم هو مايبغاه , على الأقل يكون لها رأي في الموضوع , هو مو ولد الجيران ولدهااا ياناااس , ربيع , يعني لو اسم أبوه من ماحمد وعبد كان أهون من واحد من فصول السنة ..
ضحك وهو ينقل بصره بين أختينه وهم يتناقشون , اللي يشوفهم مستحيل يعرف انهم توأم لا شكلا ولا صفاتا, سمر جميييلة , هادية , خنوعة وصوتها هاااااادئ , من تخرجت من الثانوي تزوجت وما كملت دراستها , سحر مهي بجمال سمر لكنها جذابة , صاخبة , مرحة , مسترجلة وقوية الشخصية تخرجت من الكلية قسم خياطة و تشتغل في أعمال حرة ..
لفت سحر لمن حست بشي وراها وشافت أخوها ماهر واقف عند الباب بعيون شبه مفتحة وشعره مشعفل , قالت بصوت ثقيل ممطوط : أصبحنا وأصبح الملك لله , يالله تسكنهم في مساكنهم ..
التفقوا كلهم للباب , لف على ورى وقال بصوت ثقيل من النوم : جيب جزمة وانت جاي إذا ما عليك كلافة , سطربها المشعوذة اللي هنا ..
ودخل وهو يحك ظهره بيد وخصره باليد الثانية , و وراه على طول دخل واحد نسخة منسخة منه في كل شي الفارق الوحيد الملابس وأثر ضربة على شكل خط مايل تحت العين اليمين ممتدة لبداية الذقن , قال وهو يلوح بفازة قزاز : مالقيت جزمة قدامي تنفع هذي ..
ماتوا ضحك على خبال التوأم و شهقت سحر وقالت وهي تحط يدينها على خصرها : لا والله , يعني إيه بتفلع راسي بها !! مشلا شعافلكم انت وإياه واصله السقف , لا صلاة ولا ديانة ..
رفع الفازة بتهديد و جلس ماهر جنب الهندول وهو يقول لتوأمه : خلاص سامر , امسحها في وجهي هالمرة , أختنا الصغيرة حرام ..
حط سامر الفازة جنب أمه وجلس وهو يمسد شعره ويقول : نخليها هنا احتياط , يمكن تسوي شي ما يعجبنا , بعدين الشعافل هذي هي الموضة حاليا ..
طالعت بتقزز وقالت بسخرية : أنا لو أخرج بعين محكلة وعين لا صارت موضة , ما خلوا شي ما صفعوا به الموضة الضعيفة اللي ما طلبت من أحد يسوي هبالات ويسميها بها , أنا شفقانة على الموضة , ولو أشوفها بأضمها وأقولها حقك عليه واصبري ترى الصبر زين ..
كان الكل يضحك على كلام سحر إلا التوأم , شال ماهر ربيع وحطه في حضنه وهو يسأل ببرود متعمد : سامر هذي اش قاعدة تقول ؟؟
لوح سامر بيده وهو يقول ببرود مماثل : مع نفسها , مرررررره مع نفسها ..
سأل عدنان بحيرة : اش معناها ؟؟
قالت سحر وهي تزفر : معناتها إني مجنونة كأني أتكلم مع نفسي ومحد سامع لي ..
أشروا لها التوأم في وقت واحد بإبهامهم وهم يقولون : انتي كذا ؟؟
وكمل سامر : طالبة نجيبة تحفظ الدرس بسرعة ..
حطت سمر يدها على بطنها وهي تقول : حرام عليكم بطني تعورني من الضحك , ارحموني ..
سأل عدنان : زايد حالهم ولا يتهيأ لي ؟؟
قالت أمه وهي تصك أذانيها : زايد حالهم وبس , صداااااع يجيني لا اجتمعوا ..
ابتسم عدنان وقال : والله اشتقت لجمعاتكم ..
لفت عليه سحر مبتسمة وهي تكلمه بدلع والتوأم طايحين فيها حش وهي مطننننننننشة ..


عائلة عبد الكريم خالد الـ ....

الأب : رجل أعمال مشغول دائما ..
حنان : الأم , معلمة اختصاص متقاعدة ..
خلود ( 33 سنة ) : ربة منزل متزوجة من ولد عمتها ماعندها أولاد ..
خالد ( 31 سنة ) : متزوج من بنت صاحب أبوه وعنده ثلاث بنات ..
عدنان ( 29 سنة ) : مهندس أعزب ..
ماهر وسامر ( 27 سنة ) : ماهر مضيف جوي مملك على بنت عمه , سامر مدرس لغة إنجليزية أعزب ..
سمر وسحر ( 26 سنة ) : سمر متخرجة من الثانوي متزوجة من ولد عمتها وعندها بنت وولد , سحر عزباء متخرجة من قسم خياطة تشتغل أعمال حرة ..
سلافة ( 20 سنة ) : طالبة في الكلية قسم لغة إنجليزية ..


**********************

* قصيدة أين أنتي ؟؟
* قصيدة : بَعدك يا أبوي ...
بقلم صديقتي شاعرة المستقبل بإذن الله (( حُسن الوجود )) ..


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ اسير الصمت على المشاركة المفيدة: