انهار جاسم وجلس على السرير وهو يدفن وجهه بين يدينه ..
حطت الهنوف إذنها على الباب وهي تمسح دموعها اللي نزلت غصب عنها وهي تسمع الصراخ اللي مهم فاهمين منه شي , قالت العنود برعب : أمي سكتوا ...
قالت أمها وهي تضرب صدرها : يا حسرتي لو صار في بنت الناس شي , يا حسرتي لو صار فيها شي ..
ودقت الباب بقوة وهي تقول بحزم ورجاء : جااااااااااسم إذا تبغاني أرضى عليك افتح الباب , جاسم , جاسم ..
قالت العنود بعصبيه وهي عاصره جوالها بقهر : جاسم إفتح الباب تراني دقيت على أبويه ودحين جاي ..
سكتتها أمها وهي توقف جنب الباب وتقول : أزهااااااار , أزهار حبيبتي , جسوم ولدي , سمعني صوتك بس عشان أطمن ..
كان جاسم في حالة من فوضى المشاعر كان يصرخ بداخله ~ أمي ما فينا شي , روحوا عنا بس , خلونا لوحدنا ~ لكن ما كان فيه طاقة إنه يفتح شفايفه ويقولها , كان يحس نفسه زي الآله اللي فرغت بطاريتها تماما , طالع في أزهار المسجية قدامه زي الأموات بدون ما يجرؤ على التحرك من مكانه ..
: اش صار ؟؟
لفت أم جاسم بخوف لمن سمعت صوت زوجها اللي جاي من برى بسرعة ووراه البندري , قالت أم جاسم بعصبية للبندري : انتي اتصلتي على أبوك ؟؟
قال وهو يشوف منظرهم بتوجس : العنود اللي اتصلت بي وقت حطت العشا , يا دوب قدرت أعتذر وأخرج , اش صااااااار ؟؟
قالت العنود وهي تتعلق في أبوها : أبويه إلحق جاسم حبس أزهار وقام يضربها وهي تصيح وتصرخ , أبويه خليه يفتح الـ..
واختنق صوتها وقامت تصيح لأول مرة من بدأت المناوشات , ضمتها الهنوف وبعدتها عن أبوها اللي صرخ بصدمة : كييييييييييييييييييييييف ؟؟ والــلــه لا أكسر يده الكلب ..
ودق الباب بكل قوته وهو يقول بصوت جهوري : افتح الباااااااااااااب يا نذل ..
قام جاسم بتثاقل لمن سمع صوت أبوه وفتح الباب , طاااااااااااالع فيه أبوه , قال جاسم بهمس بارد : اسألها اش سوت ؟؟
اندفعت أمه و الهنوف و العنود جوة الغرفة وارتفعت صرخاتهم وهم يطالعون بخلعة في أزهار , تبادل جاسم مع أبوه نظرات طوييييييييله و طالع في البندري وتحرك بسرعة لها , لصقت البندري في الجدار لمن مر بها جاسم زي الإعصار كان قلبها يهدر في أذانيها من شدة الخوف , ولمن شافته ما طالع فيها وخرج من البيت , رجع الدم الشارد لعروقها وهي تتنهد ~ ما علمته , ما علمته , أزهااااااااااار ~ و دخلت ورى أبوها بسرعة , قال أبوهم بقلب معصور وهو يرفع أزهار الشبه مغمي عليها : ما نقدر نوديها المستشفى ولا بيكون فيها محاضر شرطة و شغلة طويلة عريضة ..
صرخت العنود باستنكار : يعني نخليها تمووووووووت ..
ضربتها أمها وهي تقول : فال الله ولا فالك , اسكتي وتحركي ..
تساندوا وشالوا أزهار لغرفتها و سدحوها على السرير و طول الوقت ما كانوا يسمعون إلا أنين أزهار وصراخ العنود اللي تتحلف لو ماسووا شي لجاسم ووقفوه عند حده راح تسوي شي ما أحد سواه , غطتها الهنوف ببطانية بعد ما أعطتها حبوب مهدئة بمساعدة العنود وبسرعة جابت الأم مراهم وأدوية شعبية وقامت تدهنها بعد ما طلعت الكل من الغرفة , كانت أزهار تنتفض من قوة الألم وتئن أنين يقطع القلب ..
*************************
: أمييييييييييييييي , عماااااااااااااااار ..
ضمتها العنود وهي تصييييييييييح وتقول : أزهار حبيبتي طالعي فيه أنا العنود ..
ولفت على أخواتها وأمها وهي تقول بألم : سووا شي , لها ساعة تهلوس ..
طالعت فيها أزهار وقالت وهي تجاهد عشان تفتح عيونها المغمضة وسط وجهها المحمر المنتفخ من الصياح والضرب : عمير يبغاني أسوي له نسكافه عشان يقدر يركز في المذاكرة ..
حطت هدى يدها على راسها وقالت : ياربي استر , ياربي استر البنت ما أدري اش صار فيها , ياربي استر ..
صرخت العنود بقهر وهي تقوم من السرير : كله من ولدكم الزففففففت ..
قالت الهنوف اللي جالسة جنب أزهار وهي تحس جبهتها اللي صايرة زي الجمر : صدقوني قاعدة تهلوس من كثر السخونه , لا راحت السخونه بتصير كويسة ..
طالعت فيها أزهار وهمست وهي تئن : هنوف , روحي سوي لعمير نسكافة أنا أحس نفسي تعبانه ..
غيرت لها الكمادات وقالت بهمس حنون : أزهار اش رايك نروشك ؟؟
طالعت فيها بعيون زايغة وقالت : ما تعرفين عمر يعني , ياااااااااااكثر ما يتروش وما يخرج من الحمام على سيرة , الله يعين زوجته على نظافته الزايدة , إذا خرج من الحمام أقوم أتروش ..
وغمضت عيونها بتعب وهي تهمس : تعبانه , والله تعبانه , أحس كإني وسط نيران , كل خلية في جسمي تحترق ..
ضربت هدى كفوفها في بعض بحسرة وهي تطالع في أزهار اللي فتحت عيونها بسرعة وقالت وهي تحاول تقوم : صح , ما كويت ثوب عمار و..
سدحتها الهنوف وضمتها بشوييييييييش وهي تكتم دموعها وهي تهمس : كل شي سويناه , ارتاحي انتي بس ..
غمضت أزهار عيونها و دموع حاااااااارة تتساكب على خدودها وهي تئن , وبعد فترة غااااااااااااااصت في النوم ....
***********************
: أزهار ..
رفعت راسها عن مجلتها المفضلة وقالت بابتسامة : هلا ..
ابتسمت أمها وقالت : قومي حبيبتي حطي الغدا ..
رماها عمير بالمسندة اللي كان مستند عليها وقال : قومي يالدب بسرعة تراني جيعاااااااااااان ..
حطت نفسها ما تطالع فيه وردت المسندة بسرعة عليه لكنه تفادها بمهارة وقال وهو يعاندها : ما تقدرين تصوبين لو بعد مليوووووووون سنة تدريب يالحولاااااااااء ..
لفت بوزها وقالت وهي تقوم : أولا ماني دبه يادب انت ولا ني حولاء وثانيا مو أنا اللي مأخره غداك , إنت عارف إنه لازم نستنى الشييييييييييييييخ عمار وعمر ..
: حلللللللللللللللللوة الشيخ عمار , عمر المسكين حاف ..
لفت أزهار بشهقة على عمر وقال عمير بتريقة : زين اللي ما قالت والزفت عمر ..
قالت بعصبية وهي تلف عليه : عمير يالحرااااااااااااش ..
وسلمت على عمر وهي تقول بدلع : محشوم والله ( وكملت بالفصحى ) عُمْرُ قلبي ..
دفها عمر بعيد عنه بمزح وهو يقول : روحي يالمصرية , ماعندك إلا الدحلسة , بأروح أتروش وأرجع ألقى الغدا جـ..
صرخوا أزهار و عمير مع بعض يقاطعونه : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
وكمل عمير وهو ضارب البوز : والله لو تروشت ما بناكل إلا المغرب ..
وقالت أزهار وهي تحط يدينها على خصرها : وأنا بأضطر أحمي الأكل مرة ثانية ..
قالت أمهم : خلوا الولد براحته , روح يا أبوي سوي اللي تبغاه ..
ضحك وقال وهو يدخل على غرفته المشتركة مع عمير : طيب تشطيف بس عشان ما يزعلون البزران ..
تأففت أزهار وقالت : أنا أكبر منه بثلاث سنين ويقول عليه بزره ..
قال عمير بصدمة مصطنعة : إنتي عمرك 25 ؟؟
حطت يدينها على خصرها وقالت : عندك مانع سيد عميييييييير ؟؟؟
قال بتريقة : لا أتاريك عجوز وعـ ... عـ .... عااااااااااااانس ..
شهقت و قامت تجري وراه وهي تصارخ وهو شارد عنها و فاطس ضحك وأمهم تحاول تهديهم ومن وسط الفوضى اندق الجرس وانفتح الباب ودخل بكل هيبته وهو يقول : السلاااااااااام عليكم ورحمة الله وبركا..
صرخت أزهار بفرح لا يوصف وهي تجري له : عماااااااااااااااااااااااااااااار..
وجريت عليه وهي تهمس : وحشتني ..
ورفعت راسها له وشافت ابتسامته الأبوية المحبة ترتسم بهدوء ورصانة وهو يقول : و انتي أكثر ..
مسحت العنود دموع أزهار اللي تنساب بلا توقف وهي تقول : أول مرة أشوف واحد يدمع أثناء نومه ..
ومسحت على شعرها وهي تقول بحزن : نفسي أعرف بإش تتحلم ؟؟
قالت الهنوف وهي تتنهد : هو في غير أخوك , أكيد قاعدة تشوف كوابيس منه ..
ولفت على البندري اللي ما تحركت من مكانها ولا تكلمت من صار اللي صار وقالت : البندري حبيبتي روحي نامي ..
هزت البندري راسها وقالت : بأجلس مع أزهار ..
تبادلت العنود والهنوف نظرات استغرااااااااااب وصدمة ورجعوا كإن شي ما صار عشان ما تغير البندري موقفها وتخرج ..
~ أنا السبب , أنا السبب ~ كانت العنود الصامته الصامده قدامهم تتمزق بداخلها مليوووووون مرة مع كل أنة من أنات أزهار , كانت تطالع في البقع المفزعه في جسم أزهار وتتخيل لو هالضربات جات فيها اش كانت حتسوي , بإيش ممكن تحس , هل كانوا بيخافون عليها ويجلسون حولينها زي كذا , كان ودها تحضن أزهار زيهم وتواسيها وتخفف عنها لكنها بتكون وقتها زي القاتل اللي يقتل القتيل ويمشي في جنازته , اش صار بينهم ؟؟ واش السبب اللي خلاه يفتري فيها ويهريها ضرب ما تدري ؟؟ هل الدور جاي لها ولا لا ؟؟ ماتدري , صرخت بداخلها وهي تحبس دموعها وتحاول قد ماتقدر تهدي قلبها اللي يضرب بقوة ~ ياااااااااااااااااااااااااااارب , ارحمني ~ ...
***********************
: أخوها , ليه ما قلتلي ؟؟
طالع أحمد في زوجته المصدومة وقال : أمس كنا في الإستراحة و مارجعنا إلا متأخر واليوم انشغلت بالعشا اللي طلعلي فجأة , متى بأقلك الله يصلحك ..
انهارت هدى جالسة على السرير وهي تقول بحسرة : يعني بياخذها عننا ..
طالع فيها أحمد وقال بحنق وغيض : دحين هذا اللي فكرتي فيه , ما فكرتي لو شاف الولد أخته وهي مضروبة بالعقال اش بيقول ؟؟ كله من ولدك الله لاااا يبارك فيه و..
قالت تقاطعه : لا تدعي عليه , ما ندري اش صار بينهم , جاسم عمره مامد يده على وحده من أخواته ..
زفر أحمد وقال وهو يمسح وجهه ولحيته : عمر متصل عليه قبل شوي يقول 10 دقايق وهو جاي , اش بأقول له , يااارب تفرجها ..
**********************
طالع عدنان من جوة السيارة في ظهر جاسم اللي جالس فوق الكبوت ويطالع في البحر , اخترق ظلام السيارة وصمتها نور الجوال المحطوط على صامت وصوت اهتزازه المزعج , رفعه وشاف اسم الوالد , زفر وخرج من السيارة ومد يده بالجوال وهو يقول : جاسم ما صارت أبوك يدق له ربع ساعة ..
سحب منه الجوال ورماه بطول يده في البحر , حك عدنان شعره وقال بمزح يبغى يخفف عنه : ياخي لو ما كنت تبغاه كان أعطيتني اياه , حرام جديد ..
ولمن جاوبه الصمت , زفر و جلس جنب جاسم بصمت , ما كان يلومه على جموده وغضبه وصمته , اللي صار مو شي بسيط , قلبه إلا الآن يدق بقوة كل ما تذكر دخلة عم أحمد عليهم في المجلس والصفعة القوية اللي وجهها لخد ولده البكر وهو يصرخ فيه إنه ما ربى رجال بعضلات عشان يفردها على الحريم , هو كان خايف لحظتها من ردة فعل جاسم ومن كون المضروبة هي العنود , وارتاح جزئيا لمن حنى جاسم راسه بأدب إلين خرج أبوه بسرعة زي ما دخل وعلى طول لف عنه وسحب جواله وخرج من المجلس , وهو لحقه وركب معاه في اللحظة الأخيرة وهو مازال خايف إنه صمت جاسم عن المشكلة سببه اكتشافه للي صار من العنود قال بعد تردد وهو يطالع في البحر وصوت موجه يبعث السكينة للواحد : جاسم صدقني أبوك ما قصد شي بالصفعة اللي صفعك إياها إلا إنه يعلمك إنه مد اليد على الحرمه جبن مو شجاعة ..
ولمن شافه ساكت وعيونه مثبته على الأفق قال : جاسم أ..
قاطعه جاسم وهو يقول : ليش فوت رحلتك للرياض ؟؟ ضيعت إجازتك كلها هنا ..
ابتسم وقال : ولو أبو أحمد , أروح الرياض و أسيبك في هالوضع , لا تشيل هم اتصلت على الأهل و قلتلهم صارت ظروف وما أقدر أجيهم هذي اليومين ..
وضحك وكمل : عارف اني غثيث ولصقة , الله يعينك علي ..
جاسم ما قدر يفتح فمه ويتكلم لكنه بداخله كان شاكر لعدنان من الأعماق إنه ما راح وجلس معاه ووقف معاه رغم كونه زعلان عليه ومحاربه حرب باردة من يوم ليلى , صح إنه صفعة أبوه له وقدام صاحبه اهانة و جرح كبيييييير ما يبغى أحد يشهده ولا يمكن ينساه طول حياته لكنه كان محتاج وجود شخص منصت صامت زي عدنان , أبوه اللي ما عمره في حياته عاقبه حتى وهو صغير ضربه عشان أزهار , تذكر عنادها وقوتها رغم الوضع اللي شافها عليه , كلامها ولمعة عيونها رغم كل الألم اللي كانت فيه ~ أي بنت هذي ؟؟ فكرت بعشرين بنت تخطبها ليه , هي أصلا تتذكر أحد عشان تحط في بالها مين بتخطبلي , أنا أصلا متزوجها الهبلة ومن حظي اللي يفلق الصخر تطلع زوجتي تحب ولد عمي ~ استغرب إنه صار في تفكيره الآن يعتبرها زوجته وهو من أول يعتبرها مجرد غريــــبـــه لا أخت ولا زوجة ولا حتى لها أي علاقه فيه , كان معتبرها زي سيتي و نور وخديجة , وجودها في بيت أهله حتمي لكن بلا مشاعر يكنها لها , بشكل مبسط مجرد إنسانة طفيلية لازم ما تاخذ من تفكيره حيز ولا تشغله للحظة , حتى وهو في الشرقية ما حاول يفكر فيها أكثر من دقيقتين , ما عمره سأل عنها لمن كان يكلم أمه وما عمره اهتم بأخبارها اللي تنقلها له العنود أو وحده من أخواته لمن تكلمه بالعكس كان يسكتهم وهو يقول لهم إنه ماله دخل فيها , ليه الآن صار يفكر بها كزوجة ؟؟ ولمن استرجع كلامها قال بداخله بسخرية ~ لا و مفتخرة فيني ست الحسن والجمال , هي تعرفني عشان تفتخر , والله البنت هذه بتجيب لي الجنان , تحب عبد الرحمن , متى مداها تعرفه ؟؟ مالها شهرين البنت عندنا , وفاقدة ذاكرتها وتحبه , والله إنها مصيبة , قلت لأبوية ما تدري كيف طباعها قال لا أنا وأنا , أهي واقفة بكل جرأة قدام غرفة نومه وتقول إنها تبغاه يخطبها وهو ..... ~ حس بدمه يفور وهو يتذكر عبدالرحمن وهو يطردها بكل وقاحة ~ زوجتييييييي تحب ولد عمي وواقفة تستجديه قدام غرفته وهو يطردها وقدااااااااام عيوني كمان , اش سخرية القدر هذي , حاطه نفسها شريفة وهي تقول ... أفففففف أنا ليش قاعد أتذكر كلامها الأهبل كل شوية وأفكر فيها , خلها تولي الحيوانة الحقيرة , والله لا أأدبها بنت الكلب ~ حس قلبه جمره من كثر القهر و الغيض والمشاعر المتضاربة بداخله ...
***********************
وقف صاحبه السيارة قدام باب الفيلا وقال : هذا هو العنوان ..
طالع عمر في الفيلا وقال قبل مايخرج : جزاك الله خير ياأبو أمجد , سامحنا تعبناك ..
ضربه أبو أمجد على كتفه وقال : ماسوينا شي ياعمر , الله يوفقك وين ماكنت , لا بغيتني اتصل ..
بعد ما ودعه وقف عمر متردد وهو يطالع في سور الفيلا الفخم اللي له رصيف مزروع بنجيلة ونخل و غصب عنه حس بخوف غريب وهو يفكر بسكانه وإنه أزهار عايشة وسطهم فوق الشهرين , دق جرس الباب ووقف يستنى , فتح الباب إندونيسي قال : تفضل , تفضل ..
دخل عمر وهو يسلم , وشاف أحمد جاي بوابة جانبية وهو يقول : حياك الله , حياك الله ..
مد عمر يده ومن لمست يده يد الرجال اللي رعى أخته حس بقلبه يرتجف , غصب عنه سلم على راسه وضمه بقووووة , قال أحمد وهو يطبطب عليه بحنان : حمد لله على سلامتك ياعمر , الحمد لله ياولدي ..
شد عمر يدينه على أحمد وهو يزيد من قوة حضنه له , كان يبغى يوصله شكره العميق على اللي سواه , حط أحمد يده على راس عمر وهو يقول : الله يحفظك يا ولدي ويخليك لأختك , عظم الله أجرك في أمك وأخوانك , الله يؤجرك على مصيبتك ويخلفك خير منها يارب ..
كان عمر يسمع لكلامه الحنون وهو يشد عليه ويتمتم : جزاك الله خير , جزاك الله خير ..
ولمن بعد عنه تأمل وجه الرجال بإمعان , حس بالحب نحوه , عيونه فيها مسحة حنونه ولحيته اللي تخللتها شعرات بيضا طويلة دلت على سنه الكبير نوعا ما ..
دخله أحمد المجلس وقال : ارتاح ياولدي , دقيقة وجاي ..
خرج من المجلس ودق على جوال جاسم لقيه مغلق , زفر وهو يستغفر وأخذ صينية القهوة من هدى اللي واقفة بترقب وهو يقول : شوفي ولدك اللي تقولين لا تدعي عليه قفل جواله يعني ما أبغى أرد ..
قالت هدى : اصبر عليه شويه يا أحمد , تصفع الولد قدام صاحبه وتبغاه يرجع بسرعة , الشباب طول عمرهم كذا , اصبر شوية ..
رجع للمجلس وقبل ما يصب القهوة , قام عمر وسحب منه الدلة وقام يصب القهوة , جلس أحمد يتأمله فترة وبدأ يسأله عن أخباره وأحواله وهو يحاول يؤجل الكلام عن أزهار قد ما يقدر , ولم دق باب المجلس الخارجي قام أحمد وفتحه على أمل يكون جاسم لكن خاب ظنه لمن لقيه سوناردي اللي قال : بابا في رجال عند الباب ..
خرج أحمد وحس بالراحة لمن شاف الدكتور مطلق , ابتسم مطلق وقال : سامحني على التأخير ياعم أحمد ..
سلم عليه أحمد وهو يقول : أنا المفروض اللي أطلب منك السماح على الإزعاج اللي سببته , لا يكون كنت مشغول ولا شي ..
قال مطلق بضحكة : والله سويت فيني خير خرجتني من محاضرة مملة في المستشفى عن انفصام الشخصية المتعدد ..
وقفه أحمد وهمس بتوتر : أخوها جوة , وتراني ماكلمته عن أخته وعن حالتها ..
ربت على كتف أحمد المتوتر القلقان وقال : ولا تشيل هم , أنا جايب معايا ملفها وكل الكشوفات اللي سويناها وبمهد له عن حالة أخته وأحكيه بالتدريج ..
دخل أحمد المجلس وهو يحس براحه جزئية وقال : عمر , هذا الدكتور مطلق , عزمته عشان تتعارفون ..
سلم عليه مطلق وهو يقول : الحمد لله على سلامتك يا عمر وعظم الله أجرك في أهلك ..
قال عمر وهو يشد على كفه : جزاك الله خير ..
ابتسم له مطلق وقال بهدوء بعد ما جلسوا : أنا دكتور أزهار النفسي , أكيد وصلك خبر من مستشفى تبوك إنه أختك فقدت ذاكرتها ..
هز عمر راسه وهو حاس برعب لأنه مو فاهم اش هو فقدان الذاكرة بالضبط ..
وبعد ما شرح له مطلق كل شي عن حالة أزهار وعن كونها زوجة لجاسم عشان تقابل أبوه , حس بالتعقيد اللي هو فيه وزاد الخوف بداخله من المستقبل وكبرت عقدة الذنب عنده خاصة لمن ختم مطلق كلامه وهو يقول : واحنا إلى الآن ما نعرف اللي مرت به أزهار وخلاها تفقد ذاكرتها ..
زفر عمر وقال : أنا ما أعرف بالضبط اش صار لها بعد ما افترقنا ..
قال مطلق وهو يخرج دفتر ملاحظاته من حافظة أوراقه الجلدية اللي خرج منها التقارير والفحوصات الخاصة بأزهار : إذا ما يزعجك الموضوع تقدر تحكيني اش صار إلين افترقتم , يمكن هذا يساعدني على علاجها إن شاء الله , وإذا كنت تعبان ولا شي نقدر نأجل كلامنا ..
هز عمر راسه وقال : دحين أحسن ..
وبعد مدة طويلة زفر و قال : ومن بعدها ما شفت أزهار ...
كان أحمد ملتزم الصمت وهو يستمع لشرح عمر وأسئلة مطلق , وبعد ما انتهى هذا كله رجع مطلق كل الأوراق لشنطته الجلدية ورفع راسه وحدق في عيون عمر وقال : أقدر أطلب منك طلب يا عمر وأتمنى إنك تتفهم هذا الطلب ..
حس بتوتر من نظرته ونبرة صوته فقال : خير يا دكتور ..
ركز مطلق عيونه على عيون عمر المرهقة وقال بهدوء : أنا عارف إنه صعب جدا , لكني متأكد إنه مصلحة أزهار عندك فوق كل شي ...
وسكت شويه بعدين كمل : ممكن ما تقابل أزهار حاليا ..
انصدم عمر بالطلب وحس أحمد غصب عنه براحة فضيعة ممزوجة بعقدة الذنب وهو يشوف صدمة عمر وخيبة أمله , كمل مطلق وهو يحط كفه على يد عمر القابضة على ثوبه بقوة : عمر , أزهار دحين في حالة فوضى , فاقدة الذاكرة وعايشة عند ناس في بالها إنهم هم أهلها تحاول قد ما تقدر تتأقلم معاهم من جديد , صعب نجي دحين ونقول لها كل الحقيقة بلا مقدمات ونشيلها من البيت اللي جاهدت فيه شهرين عشان تتأقلم ونرميها معاك ونقولها يلا هذا أخوك الحقيقي هيا ارجعي وجاهدي من جديد , أنا عارف إنك بتسألني ليش ما قلنالها على كل شي من البداية , أولا أختك كانت في حالة صدمة من عدم معرفتها لنفسها وماضيها وأسباب الحالة اللي هي فيها , ثانيا كان من المستحيل إني أقولها على اللي صار وأخبرها إنه ما عاد بقي من أهلها أحد وإنها فوق هذا كله لازم تعيش عند ناس غرب , لو إنك كنت موجود وقتها كان قلتلها كل شي بالتدريج إلين تستوعب اللي صار , و ما كان هذا حيأثر عليها في شي ..
سحب عمر يده من تحت كف مطلق وهو يستغفر عمر ورجع دفن وجهه وسط كفوفه وهو يتكي بأكواعه على فخذيه , حط أحمد يده على كتفه مواساة , وكمل مطلق : أنا ما حأمنعك عنها نهائيا , خليني أقابلها في جلسة أو جلستين بعد المعلومات اللي عرفتها عنها وبعدها حأحكم إذا كانت مؤهلة إنها تعرف كل شي , صدقني يا عمر , الكلام اللي بأقوله مو عشان أخفف عنك , والله ما عمره مر علي مريض زي أختك , ما شاء الله عليها صبورة ومتفائلة وعندها عزيمة وإرادة قوية ..
ابتسم عمر وقال بهمس حزين : تعلمني على أختي يا دكتور ..
ورجع سأل باهتمام : طيب ما حيضرها لو عرفت بعد هذا كله إنه جاسم زوجها مو أخوها ؟؟
قال مطلق بعد صمت : من المبكر جدا إننا نتكلم في هذه النقطة لكن هذا يتعلق بأزهار لوحدها , يعني هي اللي ممكن تحكم في الموضوع , وأنا حقيقة طلبت من عم أحمد إنه يبعد جاسم عن أزهار قدر الإمكان وإنه ما يختلطون ببعض أكثر من اللازم عشان ما تتأثر أزهار في المستقبل ..
حس أحمد بسكين تخترق قلبه وهو يتذكر شكل أزهار اللي خلاه يثور ويروح بلا إحساس يصفع ولده , اش حيسوي ؟؟ هو مرتاح إنه مطلق من عنده طلب من عمر ما يقابلها دحين لكن اش حيسوي للمشكلة اللي طلعتله ؟؟
: عم أحمد ..
رفع أحمد راسه لمطلق وقال : نعم ..
ابتسم مطلق وقال : أنا أستأذن دحين ..
قال أحمد : والله ما تتحرك من هنا قبل ما تتعشى , العشى خلاص جاهز ..
*************************
ابتسم عدنان وهو يمشي جنب جاسم في الحوش وهو يقول : انت لا تتكلم ولا تنطق , هز راسك بس ..
شاف جاسم باب المجلس مفتوح فدخل واستغرب لمن لمح رجالين عند المغاسل , قال : السلام عليكم ..
رفع أقرب الرجلين راسه وهو يقول : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
ما يدري ليه حس بصدمة وهو يشوف عيونه , قال الرجال الثاني بترحيب : هلا جاسم , كيف الحال ؟؟
انصدم عمر من برود جاسم وشكله , وسيم , طويل وعريض ولابس بنطلون جينز وبلوزة غريبة وشواربه ولحيته مخففه مرره بدرجة وحده ~ لااااا مستحيل هذا يكون زوج أزهار ~ ما تحرك جاسم من مكانه حتى بعد ما ميز الدكتور مطلق إلا لمن دقه عدنان , سلم على الرجال الغريب وهو يرحب فيه وسلم على الدكتور مطلق اللي سأل : وينك انت ؟؟ من زمان ما شفتك ؟؟
كانت المرة الوحيدة اللي قابله فيها ذاك اليوم بعد ما أغمي على أزهار لمن شافته , خرج أبوه اللي سمع الأصوات من المدخل اللي يوصل المجلس بالبيت وهو شايل صحن ذبيحة , على طول شالها جاسم منه و وداها للمجلس وهو توه ينتبه لسبب مكالمات أبوه , عشان يستقبل معاه الضيوف , حس بخجل من رجعته المتأخرة , وراح وأخذ صينية فيها العصيرات و الموية وصحون الفواكه من نور وقعد يرتبها على السفرة بمساعدة عدنان اللي همس : جاسم , ليه ما قلتلي إنه هذا عمر أخو زوجتك ..
طاحت قارورة الموية من يده وهو يطالع بصدمة في عمر وهو يهتف بعدم تصديق : عمر ..
دوبه استوعب عيون هذا الرجال استوقفته ليش , هي نفسها عيون أزهار , نفس اللون نفس اللمعة نفس ............ القوة , لف عليه عمر وقال بصوت قوي : سم , ناديتني ..
قال بسرعة وهو يأشر على السفرة : تفضلوا على العشا حياكم الله ..
وجلس معاهم وعقله يدور ويدور بلا توقف , حس إنه في أحد يراقبه فرفع راسه والتقى نظره بعمر اللي كان يحدق فيه بوجه صاااااارم , انصدم جاسم من جموده لكن فجأة ابتسم عمر ابتسامة قلبت ملامحه تماما وقال بصوت حلو : سامحني على التحديق , غصب عني ..
ابتسم جاسم وقال بهدوء مناقض للإعصار اللي بداخله : خذ راحتك , مقدر الموضوع ..
لاحظ الشبه الكبير اللي بين عمر وبين أزهار لمن ابتسم ولانت ملامحه , طالع جاسم في شماغ عمر اللي من دون عقال وفي لحيته اللي مربيها وواضح من شكلها إنه ما قيد حلقها ولاحظ ثوبه القصير وجلس يتساءل جوته أي نوع من الرجال هو عمر , و اش حيصير بعد رجعته , هل يدري بفضايح أخته وسواد فعايلها ..
***********************
فتحت العنود ستارة غرفة الهنوف وطالعت في الحوش وقالت : الضيوف خرجوا والزفففففت جاسم معاهم ..
قالت الهنوف وهي ترفع الكمادات عن جبهة أزهار وتحسها : انتبهي لا يشوفونك , الأنوار مولعة ..
نطقت البندري لأول مرة وسألتها بلهفة : بشري , خفت السخونه ؟؟
ابتسمت الهنوف وقالت : الحمد لله ..
قالت العنود كإنها تعطي تقرير عن اللي تشوفه : عدنان ورجالين ..
وشهقت وهي تقول : هذا مو الدكتور مطلق دكتور أزهار ؟؟ اش جابه في هذا الوقت ؟؟
ولفت على أختها وهي تصك الستارة وقالت : بنت تتوقعين أبويه علمه على اللي صار ..
زفرت الهنوف وقالت بتريقة : قالوا لك كنت معاهم في المجلس ست عنيدي ..
رجعت فتحت الستارة بغيض وما توقعت أبدا لمن رجعت تطالع وهي سرحانه تفكر بسبب معقول لوجود الدكتور في هذا الوقت بالذات إنه عيونها بتلتقي بزوجين من الأعين تطالع فيها , صكت الستارة بسرعة وهي تحس قلبها ينبض بقوة من الخوف ..
**********************
نزل عدنان بصره بسرعة وطالع في مطلق اللي رخى بصره هو كمان من دون ما يقول شي , حس بالغيييييض من العنود اللي عرفها على طول , كيف
توقف قدام الطاقة كذا وهي عارفه إنها تعكس اللي جوة الغرفة خاصة إن الطاقة مهي صغيرة كمان ؟؟ هو ومطلق رفعوا بصرهم لا شعوريا لمن لمع ضوء مفاجئ مقابل لهم , وهناك شافها واااااااضحة بسبب الضوء المنعكس عليها , واقفه ببنطلون وبلوزة وشعرها باين من عند خصرها , كان مقهور من نفسه ليش لاحظ هذا كله من لمحة و كان يتمنى لو يدخل البيت ويعصر رقبتها بين يدينه , ودع عمر ومطلق اللي أصر يوصله للبيت وهو يغلي من جوة , ولمن صاروا لوحدهم قال بأدب : أنا بروح أنام , عمي خذ جاسم من إذنه للبيت وتفاهموا على راحتكم ..
ضحك أحمد وقال : لو بيني وبينه كلام بأقوله قدامك , تراك في مقام ولدي ..
ابتسم عدنان وقال : تسلم والله ياعم , الشعور متبادل وانت والله بمقام الوالد , لكني عارف إنه لازم تكونون لوحدكم ومعاكم عمتي كمان , الله يسهلكم أموركم ويهدي سركم ..
**********************
قالت الهنوف وهي ترتب اللحاف على صدر أزهار : تستاهلين , قلتلك انتبهي , الله يفضحك , عدنان ومطلق مع بعض , انتي مصيبة ..
كملت العنود نقزها وهي تضرب خدودها وهي تقول : لا تدعين أنفضح , أنا لله مفضوحة , ياويلي , ياويلي , والله فشلة ..
: بسك تنقيز بتكسرين البلاط وتنزلين عند أمي في الصالة ..
مسكت يد الهنوف وحطتها على موضع قلبها وهي تقول : حسي , بيخرج من الخوف ..
وكملت وهي تفلت يدها وتطالع في شكلها في المراية : أشوه اللي مو جاسم ولا أبويه اللي شايفني كان انفيت من العالم , فضيحة شكلي يخرع ..
قالت الهنوف بصدمة : انت شايله هم شكلك ؟؟ الله يقطع شرك ..
قالت أزهار من دون ماتفتح عيونها بصوت تعبان : لازم تشيل هم شكلها مادام في الموضوع الدكتور الحليوة ..
لفت الهنوف على أزهار و جريت العنود للسرير ورمت نفسها تحضنها وهي تصرخ : أزهاااااااار ..
صرخت أزهار متوجعة وهي تقول : عنود قومي , عورتيني ..
سحبتها الهنوف ودفتها وهي تقول : يا مجنونة ..
قالت العنود وهي تمسح عيونها المدمعة قبل ما تبدأ دموعها بالنزول : آآآآآآآآسفة من فرحتي والله ..
أنََََََت أزهار بتوجع وهي تغمض عيونها وتقول بصوت مخنوق : عادي , عادي أهم شي لا تعيدينها ..
ضحكت الهنوف وقالت : خفنا عليك يالدبه ..
وقالت العنود بحماااااس : وااااااااي دكتورك يخبل , الكلب محلو أكثر من أول , أزهار متزوج ولا لا ؟؟ ..
ضحكت أزهار بشويش على خبال العنود اللي مو في وقته وهمست وهي تحاول تبين لهم إنها مهي متوجعة : بنت عيب , بعدين من وين أعرف هو متزوج ولا لا ..
: كان سألتيه يالغبية ..
ضربتها الهنوف وهي تقول باستنكااااار : عنود عيب , اسكتي وخلي البنت ترتاح , مو وقته هالكلام الماصخ ..
زفرت أزهار وهي تتذكر جاسم وضربه والكلام الجارح اللي تبادلوه وسألت فجأة : وين البندري ؟؟
استغربوا الثنتين سؤالها وهم يأشرون على البندري اللي واقفة بعيد عن السرير , لفت أزهار وابتسمت وهي تقول : انتي هنا كمان ؟؟
طاااااااالعت فيها البندري بعدين قربت من السرير وجثت على ركبها جنبه وحطت راسها على طرفه وهي تصييح من قلب , طالعت الهنوف باستغراب في العنود اللي فاتحة فمها من الذهول وهي تسألها : اش صار في الدنيا ؟؟
ابتسمت أزهار وقالت وهي تمسح شعرها بحنان : اشبكم كلكم داق بكم صياح ؟؟
قامت البندري وخرجت من الغرفة , قالت العنود اللي توها فاقت من صدمتها بصوت ثقيل معبر : لاااااا إله إلا الله اللي يغير و لا يتغير , سبحاااااااان الله ..
ضحكوا الثنتين على طريقتها وقالت الهنوف وهي تقوم بحماس : بروح أنادي أمي , من زمان تستناك تقومين ..
ولمن خرجت الهنوف جلست العنود على السرير جنب أزهار وهي تسأل بهمس : أزهار اش صار بينكم ؟؟
سكتت أزهار بعدين قالت : سوء تفاهم ..
قالت العنود بغيض : أزهار لا تبطين كبدي , انتي ما شفتي يدينك وظهرك ورقبتك اش صاير فيها عشان تكذبين وتقولين سوء تفاهم , إذا هذا سوء التفاهم عندكم أجل الحقيقة بتطخون فيها بعضكم ببازوكه ..
تنهدت أزهار وقالت بابتسامة : وإذا حلفت لك إنه سوء تفاهم تصدقيني ؟؟..
قطبت حواجبها لمدة طويييييلة بعدين قالت وهي تقوم : لااااا ,عشان كذا وفري حلفانك لنفسك , يكون في علمك أبوية راح وصفع جاسم صفعة محترمة ورته شغله ..
انقبض قلبها لمن دريت إنها سببت مشاكل بين أبوها وأخوها ووصلتها لحد الضرب , دمعت عيونها وهي تسأل : أبويه فينه دحين ؟؟ أمي وينها ؟؟
خافت العنود لمن شافت دموعها وقالت : لا تخافين دوبه كان عندنا ضيوف وشفت أبويه يودعهم بعد العشا و معاه جاسم ..
ارتاحت أزهار نوعا ما لكن مازال كل انقباض قلبها , قالت العنود تحاول تبعد الضيق عنها وهي تمسح دموعها لأنه كان واضح إنها مافيها حيل تحرك إصبع : ما حكيتك اش سويت قبل شوي ..
وقامت تحكيها عن خبالها وأزهار تضحك عليها خاصة لمن شرحت عن نظرات الرجالين المصدومة ...
***********************
قال مطلق وهو يحرك سيارته : انكتب لك عمر جديد ..
قال عمر : الحمد لله هذا من فضل ربي ..
: اش مسوي دحين ؟؟
: حايس وسط الأوراق , تعرف الإجراءات الروتينية والمحاضر اللي تنكتب والتحقيقات والتعب ..
قال بصوت مريح : حكيني , أحب أسمع ..
ضحك عمر وقال : ما طفشت من كثر ما تستمع لمرضاك ..
: الله يقدرنا على أداء عملنا بما يرضي الله ..
طالع فيه عمر بإعجاب وقال : الحقيقة إني صحيت وأنا في مستشفى في مصر , ما يحضرني اسمها الآن , كنت مصاب برضوض وجفاف , كنت في حالة ما قدرت فيها أعطيهم اسمي , كنت أصحى ويغمى عليه وهكذا , لمن فقت ما أدري كم يوم مر على ما أظنه ثلاث أيام علي لكني صحيت في مستشفى ثانية واكتشفت إني في السعودية , قالوا لي الممرضات إني كنت من ضمن مجموعة سعوديين تم نقلهم عن طريق السفارة في طيارة إخلاء طبي , جا الأمير وطلب نقل كل المواطنين السعوديين للسعودية ومن حسن حظي كنت واحد منهم , خرجت من المستشفى على طول وبدأت أسأل و أتطقس عن الناجين , و ما تدري اش كان شعوري لمن عرفت إنهم دفنوا أهلي وصلوا عليهم ..
: معقولة ما أحد قالك عن أزهار ..
تنهد وقال : شكله واحد من الموظفين أهمل الموضوع و ما سجله لأني لقيت اسم أزهار و عمير من ضمن المفقودين وأمي وعمار من ضمن المتوفين , ما تدري كم جثة مجهولة لشاب شفت عشان أتعرف إذا كان عمير ولا لا ولا كم جثة لحرمة , رجعت جدة وأنا أحس الأرض ضاقت علي بما فيها , وفوق هذا كله شقتنا لقيت المالك مأجرها لناس ثانين بعد ما قرأ أسماءنا وعرف اللي صار لنا , تخيل ما مر 10 أيام على الخبر إلا وهو مأجرها شقة مفروشة بأثاثنا اللي ما عرف كيف يتصرف فيه , و لقيته حاط ملابسنا وحاجياتنا كللللللها في كراتين وأكياس في مخزنه , طلبت منه يخرج المستأجرين ولا بأرفع عليه قضيه لأنه قبل ما نسافر عمار الله يرحمه دفع له إيجار سنة مقدم , والحمد لله كلها أسبوع و فضيت الشقة , كنت ساكن مع واحد حبيب من أصحابي طوال هالفترة , وهو واحد من اللي حضروا جنازة أهلي وقالي إنهم صلوا علي صلاة الغايب , ساعدني كثير الله يجزاه بالخير وأنا حايس من الجامعة للدوائر الحكومية عشان أستخرج أوراقي الرسمية وأطالب بالمعيدية اللي كانت مفروضة لي , وما أبغى أسترسل وأحكيك وأنا دايخ مع المحامي اللي وكلته عشان تعويض سيارتي وسيارة عمار اللي كانت في العبارة من محكمة لمحكمة ومن دائرة حكومية لدائرة , كنت على الحديدة وما معايا هللة في جيبي , أستنى أوراق البنك و بطايقي اللي ما تطلع إلا بعد ما تطلع بطاقة الأحوال الجديدة , حتى صك إني وريث لعمار اللي بالقوة لقيت شهادة وفاته طلعته عشان أقدر أسحب من رصيده ..
: ما كان عندك أمل ضعيف إنه أزهار ولا عمير يطلعون فجأة بما إنهم من ضمن المفقودين ..
قال بصوت مهموم : الأمل بالله وبرحمته ما ينقطع يا دكتور ولا نكون من اليائسين , أنا كنت أدعي كل ليلة وفي كل سجود إنه يرحمهم إن كانوا ميتين ويحفظهم إن كانوا حيين ويرجعهم لي سالمين , لكن الإنسان برضوا ما يعيش على الأمل وينسى كل شي , كنت مغرق نفسي في هالمواضيع كلها عشان ما أفكر في اللي صار واني صرت وحيد في هالعالم و يصير هذا هاجسي , كنت أقوم بأشغالي وأمر على مركز الشرطة القريب من حينا وأسألهم عن إذا صار جديد في موضوع غرقى العبارة , وكل يوم أرجع بنفس النتيجة , لا شئ جديد , جيراني والله ما قصروا وقفوا معايا , غداي وعشاي يوصل لحد الباب , لكن برضو هذا ما حسسني بشي , البيت الفاضي وذكرياتهم المكومة قدام عيوني في كراتين كانت تزيد وجعي يوم بعد يوم , لدرجة اشتريت ملابس جديده كله عشان ما أفتح الكراتين وتطيح عيني على بقاياهم , أنا صح كبير لكن لمن دخلت وسط متاهات الأوراق والرسميات كنت أحس نفسي صغيييير وما أفهم شي , باختصار ...
وحرك يده في الهوا وهو يقول بصوت مخنوق : فجأة لقيت نفسي بلا سند ..
وقف مطلق السيارة على جنب ومسك يد عمر اللي حركها وهو يوصف له عبارته الأخيرة ورص عليها بقوووووة وهو يقول : الحمد لله اللي استجاب دعاءك وجاب لك أختك سالمة , وقواك وثبتك إلى هذه اللحظة و ما خيب رجاءك فيه , حقيقة يا عمر أنا معجب بشجاعتك , ودحين عرفت أزهار قوية ومتفائلة ليه , لأنه عندها أخ رائع مثلك ..
حس عمر براحة ممزوجة بعرفان بالجميل لكلمات مطلق اللي حسها زي البرد على قلبه المهموم , وقال وهو يشد على يده : قصدك أنا قوي ومتفاءل لأنه هي زرعت هذي الأشياء بداخلي , تراني أصغر منها ..
استغرب مطلق وقال : كم عمرك ؟؟
ابتسم عمر وقال : 23 بس اللحية مكبرة الواحد ..
ابتسم مطلق وقال : صراحة زاد إعجابي بك يا ولدي ..
ضحك عمر وقال : ما أظنك كبير لهالدرجة ..
قال مطلق وهو يحرك السيارة : 36 مو كبير كفاية ؟؟..
قال عمر بابتسامة : مو كفاية لدرجة أصير فيها ولدك ..
: في هذي معاك حق ..
ولمن وصلوا للشقة قال : وصلنا وأنا ما سمعت باقي حكايتك فإش رايك يا عموري نتقابل في أي وقت تحدده ؟؟
ابتسم عمر وقال : من دواعي سروري يا دكتور مطلق ..
صافحه بعد ما تبادلوا أرقام الجوال وقال مطلق : حقيقة لي الشرف بمعرفتك ياعمر ..
: والله الشرف لي أنا ..
وبعد ما راح الدكتور طلع عمر للشقة اللي حسها الليلة غييييييييييير ...
***********************
وقفت الهنوف مترددة على راس الدرج وهي تسمع صوت أبوها المعصب وهو يصرخ : ترجع وتقول إسألوها اش سوت , جاسم لا تطلعني من طوري , إن كان عندك سبب قولي وريحني , ريح قلبي وعقلي ياولدي ..
ولمن ما سمعت صوت أخوها , نزلت كم درجة وجلست على الدرج بحيث تشوف الصالة , لقيت جاسم جالس وهو مدنق راسه وأبوه واقف قدامه و أمها واقفة جنبه وحاطه يدها على كتفه وهي تقول برجاء : تكفى يا أحمد إن كان لي خاطر عندك ما تعصب , حرام عليك نفسك , ضغطك بيرتفع ..
قال أحمد بعصبية : هدى , أخو البنت طلب مني يشوفها لو من بعيد , انبلمت , سكت ماعرفت اش أقوله , أقوله معليش أختك مصفقها ولدي وهي طايحة على السرير عشان كذا ما أقدر أخليك تشوفها ..
غطت الهنوف فمها وهي مصدومة من حكاية أخو أزهار , وشافت أبوها يجلس بتعب على الكنب وأمها وراه خايفه عليه يتعب وهي تقول : عادي قوله طيب , إن شاء الله البنت بتتعافى , لا تصعبها يا أبو جاسم ..
قال أحمد وهو يهب من مكانه : لا تناديني أبو جاسم , ولدي اللي ربيته ما يمد يده زي الخسيسين على بنت , إذا كان فيك قوة روح افردها على رجال قدك , بالعقاااااااااااال , تضربها بالعقاااال , ما أقول غير حسبي الله ونعم الوكيل عليك الله بتحط راسي في التراب وسط الناس وهم يقولون أحمد ما قدر يرعى البنت وخلى ولده يفتري فيها , روح شوف شكل البنت كيف صار , كإنه وحش هجم عليها ..
وتحرك بيطلع غرفته , تمالكت الهنوف صدمتها بحكاية عمر وقامت بسرعة وطلعت الكم درجة ووقفت جنب باب غرفتها كإنها دوبها خرجت , ولمن شافت أبوها وأمها قالت : أبوية , أمي , أزهار قامت ..
دخلوا معاها الغرفة والفرحة باينة على ملامحهم , كتمت أزهار دموعها وتجاهلت غصة كبيييرة في حلقها وهي تقول بصوت حاولت تخليه متماسك : ماما , بابا ..
ضمتها هدى بمحبة , وقال احمد وهو يجلس على كرسي جنب سريرها : كيفك دحين يا أزهار ؟؟
ابتسمت وهزت راسها يعني طيبة , أشرت الهنوف من ورى أمها وأبوها للعنود الملقوفة اللي واقفة في الجهة الثانية من السرير , طالعت فيها العنود وأشرت بيدها يعني اش تبغين , فرصعت الهنوف عيونها وأشرت لها بحدة إنها تجي , وقبل ما يتحركون طالع فيهم أبوهم و بنظرة وحده منه خرج الكل حتى أمها , ضربت الهنوف راس العنود وهي تهمس : ما تشوفيني لي ساعة أأشر لك ..
حكت العنود راسها وقالت : خيييييييييييييير اش تبغيييييييييييين ؟؟
: عندي خبر مهم ..
سألت بفضول : سبب ضرب جاسم لأزهار ؟؟
همست وهي ترص يدها : وطي صوتك , لا مو هذا , خبر أهم بكثيييييير و شي ما تتوقعينه ..
شهقت وقالت : ايش اللي أهم من هالمشكلة ؟؟
سكتتها الهنوف لمن لفت أمهم عليهم , قالت هدى : هنوف روحي جيبي لي حبوب صداع وكاسة موية يا حبيبتي ..
قالت على طول : حاضر ..
ولفت على العنود وهمست : أكلمك بعدين يالدببببب ...
رفعت حواجبها باستنكار ولفت على المراية الطويلة في الممر وهمست لنفسها : هذا النحف كله دب , شكل عيونها قزاز سيارة مو عيون بشرية ...
قرب أحمد كرسيه من سرير أزهار ومسك يدها اللي فوق اللحاف وقال وهو يخفي صدمته بالأثار اللي صارت أوضح من أول : أزهار حبيبتي اش صار بينك وبين جاسم ؟؟
سألت بتردد : هو اش قال ؟؟
قال : هو مارضي يتكلم , قال إسألوا أزهار ..
زفرت وقالت : سوء تفاهم بيننا لا غير ..
: أزهار ..
قالت بصوت متهدج : والله بابا هذا اللي صار , تلفظ عليه وأنا تلفظت عليه , كلمه مني وكلمه منه ونشبنا في بعض , وكله بسبب سوء تفاهم , لا تزعل نفسك ..
ومسكت يده بيدها الثانية ورصتها وهي تقول بصوت مخنوق : الله يخليك يا بابا لا تزعل نفسك ..
قال بصوت حاول يخلي هادي : كيف ما أزعل نفسي ؟؟ جاسم عمره مامد يده على أخواته يجي اليوم ويضربك بالعقال مرة وحده وبهذا الشكل ..
~ أخواته ~ كلماته وصياغتها دوت بداخلها زي باقي الكلمات اللي تلاحظها في أحاديثهم أحيانا لكنها تجاهلتها كالعادة عشان ما يرجع لها إحساس الخوااااء المليء بالخوف وعدم الأمان وقالت : إنت قلتها بنفسك , ما عمره , يعني اللي صار سوء تفاهم ..
طالع فيها بحيرة وقال بتعجب : تبغين تقنعيني إنك سامحتيه على التشويه اللي سببه لك !!
سألت باهتمام : إذا قلتلك إني سامحته بتنهي الموضوع ؟؟
مارد عليها , ابتسمت رغم ألمها وقالت بدلع : باباتي ..
ابتسم وقال : يا نعم ..
رصت على يده وقالت بهمس : إذا ليه معزه سامحه , خلي الموضوع بيني وبينه وأنا صدقني بآخذ حقي بنفسي , تراك تعرفني قوية ما ينخاف علي ..
قال وهو يشوف التعب في عيونها اللامعة بالدموع الحبيسة ووجهها الذاااابل : أحاول ..
وقام وسلم على راسها وراح طفى النور وهو يقول : نامي دحين ..
قامت من السرير بعد ما صك الباب وسحبت رجولها سحب إلين الحمام لمن تذكرت إنها ما صلت لا مغرب ولا عشاء , وقفت قدام المراية , كان وجهها سليم إلا من الشق البسيط في شفتها من أثر صفعته القوية , رفعت يدها الملونة من الضرب وبعدت كتف ثوب الهنوف الحرير اللي لابسته وهي تحسه زي الثقالات على أكتافها , انصعقت لمن شافت التنفيخ اللي في كتفها والملون بخليط مقزز من الأزرق والأخضر والبنفسجي ومبقع ببقع لونها أبيض وأحمر داكن , خلعت الثوب بصعوبة وهي تحس يدينها تصرخ من الوجع ولفت ظهرها للمراية وطالعت لورى بصعوبة بسبب الآلام اللي في رقبتها , و ما حست إلا بدموعها تسيل على خدودها وتقطر على أكتافها وهي تتأمل شكل ظهرها اللي صار خريطة ملونه , رجعت لبست الثوب وهي تعض شفايفها من الألم وفتحت الصنبور وملت كفينها موية وغسلت بها وجهها عل وعسى توقف دموعها ..
هي الود ودها مو بس ينصفع جاسم ودها ينذبح على الضرب اللي ضربها إياه بدون ما يعطيها فرصة تبرئ نفسها لكنها في نفس الوقت ما تبغى المشاكل , مو كافي موضوع فقدها للذاكرة واللي تحسه متعبهم كلهم , لاحظت إن الكل يحاسب على كلامه , وإنه دايما في مواضيع تتقفل من تدخل عليهم , أبوها كم مرة يستأذن من عمله عشان يوديها لجلساتها , أمها ما عاد تخرج لجاراتها ولقرايبهم كله عشان تقعد معاها , أخواتها ضحوا بجمعاتهم مع بنات أعمامهم كل أربعاء كله عشان نصايح الطبيب وعشان خايفين إنها ما ترتاح مع ناس ما تتذكرهم , هي لا يمكن تنسى لهم هذا المعروف حتى لو إنه كان واجب عليهم كأسرة , توضت وصلت بعد ما فتحت الأبجورة اللي جنب سريرها , ولمن خلصت من صلاتها اللي صلتها وهي جالسة من كثر التعب , قعدت تفكر في مشكلتها الجديدة , هي مستحيييييل تعترف لجاسم بعد اللي سواه عشان ما يفتري في البندري وفي نفس الوقت ما تبغاه يفكر فيها على إنها إنسانة وصخة , حقيرة وما تخاف ربها والأخص من هذا كله إنه يحس إنه متحسن عليها و ما فضحها عند أبوها وأمها ..
*********************
شهقت البندري وقالت العنود وهي تضرب صدرها : قصدك ذاك اللي كان معطيني ظهره وأنا أطالع هو أخو أزهار , ياحسرتييييييييييي ماشفته , مين هو ؟؟ عمار ولا عمر ولا ..
سكتتها الهنوف وهي تهمس : اشششششش لا يسمعك أحد , أبويه مخبي علينا , ما أدري من هوه , سمعته يقول أخوها بس , وأنا قلتلكم كل اللي سمعته ..
قالت البندري : ما سمعتي إذا كان بياخذها ولا لا ..
رمتها العنود بنظرة وهي تقول بغيض : فرحانه ست بندر , أخيرا بتروح أزهار عنك , أصلا من دخلت و انتي كارهتها , لكن يكون في علمك أزهار هي اللي بترتاح من وجهك ونظراتك الزفت وكلماتك اللي زي السم ..
انصدمت البندري بكلام العنود , وقالت الهنوف وهي تضرب كتف العنود لمن شافت تغير وجه البندري : عنيدي , ماله داعي هالكلام ..
العنود نفسها انصدمت لمن شافت تعابير البندري اللي صفر وجهها لكنها لفت وجهها وهي تقول بعناد : أنا ما قلت غير الحقيقة , عمرها أزهار ما سمعت منها كلمة تطيب الخاطر ..
ساد صمت وسط الغرفة وكل وحده فيهم غااااااارقة في أفكارها قطعه صوت رنة جوال , طالعوا الثنتين في الهنوف متوقعين إنه جوالها وفرطوا ضحك لمن قالت الهنوف بوجه محمر: خير ليش تطالعوني , يعني ما يدق جوال آخر الليولة إلا جوالي ..
قالت العنود وهي تحرك حواجبها : يعني تعترفين إنه حسانو يدق آخر الليولة ؟؟
حمرت خدودها أكثر وهي تقول : والله عمره ما دق عليه , والله ..
قالت البندري : المهم هذا جوال مين , تراه مو جوالي ..
قالت العنود وهي ترفع يدينها : وتراه مو جوالي ..
ودخلت يدها في جيبها اللي ورى لمن تذكرته وهي تقول : أوووووه صح , جوال أزهار معايا , مين يتصل عليها ..
لصقوا فيها الثنتين وهم يطالعون بفضول في الشاشة , كان رقم غريب , ردت العنود على طول وقالت : ألو ..
وصلها صوت جاسم يقول : أزهار ...
صكت الجوال بسرعة ولفت يمين ويسار تطالع في أخواتها وقالت بهمس : جاسم ..
وانتفضوا لمن دق الجوال مرة ثانية , قالت العنود بعصبية : هو توه حضرته حس بتأنيب الضمير , مالت عليه وعلى كل رجال العالم الزفوت المتوحشين عديمي المشاعر ..
قالت الهنوف وهي غرقانه ضحك مع البندري اللي أيدتها بحماس وهي تضحك : اش سووا لك رجال العالم الضعيفين عشان تسبينهم ؟؟ ..
أشرت باصبعها على راسها وقالت بعصبية : كذااااااااا مزاج أنا حرة أسب اللي أسبه , حااااااااااقدة عليهم كللللللللللهم عيال الكلب ..
سألتها الهنوف بمزح : حتى الدكتور مطلق ؟؟
راحت عصبيتها وقالت بابتسامة حلوة وصوت ناعم : إلا الدكتور مطلق ..
زاد ضحكهم على خبال أختهم اللي ما تدري عن نفسها لمن تعصب ..
*******************
صك الجوال ورجعه جنب عدنان النايم , وجلس يقلب في القنوات وهو موطي الصوت , صك التلفزيون ورمى جهاز التحكم و انسدح على الطراحة وهو يزفر بضيق , لازم ينهي الموضوع قبل ما يسافر بكرة , عقله تعب من تفكير يوم واحد في العلاقة اللي بين زوجته وعبد الرحمن , رجع فوراااااان دمه لمن تذكر عبد الرحمن , وانقلب على جنب وهو يفكر ~ ياربي اش موقفه وهو يشوف زوجة ولد عمه تترجاه ما يتزوج بنت عمه ويتزوجها هي ~ حس إنه بينجن , مجرد تفكيره بهذا الشي يخليه يبغى يخنقها , صح هي مهي عارفة وضعها لكن غصب عنها ينقهر , انقلب على جنبه الثاني وعقله يحاول يلقى أسباب خلت أزهار تحب عبد الرحمن من بين الناس كلهم ~ متى لحقت , واش مفهوم الحب عندها , هل كانت تحب أحد قبل ما تفقد الذاكرة , أو يمكنها مخطوبة , لاااا لو مخطوبة كان قال عمر ~ رجع انسدح على ظهره وهو يزفر و يقول : يااااااااا لييييييييييييل مااطولك ..
قال عدنان اللي دافن راسه وسط المخدة و هو يشد اللحاف ويغطي نفسه : أنا المفروض اللي أقولها , ياخي أزعجتني بتحركاتك ..
تنهد جاسم وقال بدون تفكير : يلا البحر ..
خرج عدنان راسه من تحت اللحاف وقال بصدمة : دحين , الساعة 3.30 و ورانا صلاة جمعة وسفر ..
قال جاسم : نصلي الفجر ونرجع ننام لصلاة الجمعة , بحر جدة على طول جاهز والمطاعم 24 ساعة فاتحة , قهوة ودونت على البحر ..
قام عدنان وهو يقول : يجي , سعابيلي سالت ..
ابتسم جاسم وقال : انت ما سدأت يا سيد ..
فتح عدنان الأنوار وقال : تحرررررررك محد قالك تزعجني من نومي وتدخل الفكرة في راسي ..
قال جاسم وهو يتلحف : تعبان ..
ضربت وحده من المساند ظهره وعدنان يقول : الثانية جاية في الطريق لو ما قمت على رقم ثلاثة ..
تأفف جاسم وعدنان يقول : واحد ..
وضربته المسنده , فك اللحاف وقال باعتراض : انت قلت ثلاثة ..
حرك حواجبه وهو يقول : وقتها بتكون مستعد للضربة , أحلى وهي فجأة ..
وضحك ضحكة شيطانية ضحكت جاسم المهموم غصب وخلته يقوم ...
************************