عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2012, 03:44 PM   رقم المشاركة : 32
اسير الصمت
مشرفة عالم حواء






 

الحالة
اسير الصمت غير متواجد حالياً

 
اسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدىاسير الصمت عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة

 
افتراضي رد: روايه جميله جدا

الفصل الثالث


أغمض عينا ..
ارسم حلما لونه ..
اكتب شعرا ..

اسكن قصرا ..
اصنع مجدا يا هذا ..
طر في كل سما ..

أنت كما أنت ..
مازلت عبدا يا صاح ..
ستظل كذا ..

فاصنع خيرا ..
واهجر ظلما ..
جاهد معصية تغريك ..

تلثم فمك ..
تلمس قلبك ..
تهمس لك بكل دلال..


فأنت كما أنت ..
إنسان فان ..
ستهجر دنيا تناديك ..

ستدفن يوما ..
ستحاسب على كل خطيئة ..
ستتمنى لو كنت هنا ..



يوم السبت 20 / 1 /1427 هـ
في المنطقة الشرقية (( الظهران )) :

: جاسم يلا تأخرنا ..
أشر له جاسم بيده يعني روح وألحقك وهو يقول : خلاص نتقابل هناك , مع السلامة يا قلبي ..
زفر عدنان وقال : لا تقول لي هذي الخويه ..
حط جاسم جواله في جيب بنطلونه الرسمي وقال وهو يعدل قبعته : مالك دخل ..
: جاسم ..
قاطعه جاسم : واللي يرحم والديك ياعدنان ماني فايق لمناقشتك مع الصباح ..
قال عدنان وهو يلحقه : العرض دين يا جاسم ..
: طيب فهمنا ..
وقف عدنان وسط الصاله وهو يطالع فيه من ورى بضيق , كان وده يعطيه كف يفوقه من السراب اللي هو فيه , كيف قدرت بنت حقيرة بايعة نفسها تقنع رجال زي جاسم إنها تحبه وهو يحبها ومايقدر يستغني عنها , فين عقله ؟؟
لف جاسم لمن وصل باب الشقة وسأل : اشبك وقفت ؟؟ ما بتجي معايا ؟؟..
رماه عدنان بنظرة باردة وهو يقول : غصب عني بجي معاك, ترى سيارتي في الورشة إن كان نستك سواليف الخويه ..
ابتسم جاسم وغمز له وهو يهمس بلهجة مراضاة : يا حلاتك وانت معصب ..
ضحك عدنان وقال : الله يعينك على ماابتلاك , امشي وانت ساكت ..
ولمن ركبوا السيارة سأل عدنان باهتمام : اش أخبار الأهل ؟؟
تنهد جاسم وقال : زينين , أبويه اتصل علي اليوم الفجر يقول البنت فاقت من الغيبوبة ما أدري الصدمة اللي كانت فيها , وصوته كان ماش وهو يكلمني , حسيته متضاااايق وتعبان ..
: لا تلومه , والله مسؤولية كبيرة الله يعينه ويعطيه الأجر على اللي يسويه ..
: من ناحية الله يعينه الله يعينه , البنت مايعرف عنها غير اسمها , مو متحمس في موضوعها أحد قد العنود كل يوم ناطة مع أبوية المستشفى عشان تشوفها وأبوية يمنعها ..
ابتسم عدنان وقال في نفسه ~ هذ شكلها زي سحر خبله ومطيورة ~..
: ليش تبتسم ؟؟
قال ببرود وجفاء : والله ما دريت إنه أصدر قرار منع الإبتسام سيد جسوم ..
: ياالله تسكنهم مساكنهم , تراني ما ذبحت أمك عشان تعاملني كذا ..
ضحك عدنان وقال : والله ما قصدت أقولها بهاللهجة ..
: عارف إنك لو في يدك ماغنوم كان طخيته فيني ..
زاد ضحكه وهو يقول : والله لا ..
وقف سيارته قدام مبنى الشركة اللي يشتغل فيها عدنان وقال وهو يفتح له الباب ويخرجه : أقول اسكت تحسبني ما انتبهت قاعد تسأل عن الأهل عشان تحسسني بالذنب من موضوع الخويه , تراني فاهمك زين , عشرة عمر , يلا انقلع من سيارتي أخرتني عن الدوام , والله لو وقع الرائد مطر قبلي بأذبحك ..
قال عدنان اللي كان فعلا قاصد يحسسه بالذنب وهو يصك الباب ويلوح له : أشوفك نهاية الدوام , بالتوفيق ..
شخط من قدامه بدون مايودعه , بعد الدخان اللي قدام وجهه وهو يقول : أوريك شغلك بعدين يالنذل ..
و دخل الشركة …

*********************

جدة , حي الربوة :
في شقة في الدور الثالث :

(( إن الهاتف المطلوب لايمكن الإتصال به الآ.....))
رمت مشاعل الجوال على سريرها وهي تقول : حرام عليك يا أزهار اللي تسوينه فيني حتى جوال عامر مقفول ..
دخلت هالة الغرفة وهي تقول : بنت , الحناية لها ساعة تستناك ..
قالت مشاعل بحزم : قوليلها تجي بكرة ..
: مشاااااااااااعل الجواز بعد بكرة متى يمديك ..
قالت بصوت مخنوق : هي وعدتني تجي تتحنى هنا معايا ..
تنهدت هالة وقالت : أنا ماكنت بأتحنى لكن عشان ماتصنقر الحناية ليش قاعدة بلا شغلة ولا مشغلة بروح أتحنى وانتي دقي على أزهارو ..
رمت لها بوسه في الهوا وهي تقول : الله لا يحرمني منك ياعسل ..
: ادهني سيري , ادهني سيري , والله لا أوريك شغلك انتي والدب الثانية لا جات ..
: خليها تجي بس ..
: الله يقدم اللي فيه الخير ..
مسكت مشاعل جوالها ودقت على بريدها الصوتي واستمعت للرسائل المحفوظة من أسبوعين , وسمعت صوت الصافرة وبعده صوتها الدافي المرح يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , شعولتي أنا أزهار أدق عليك من جوال عموري لأنه جوالي حبيبي المبجل مو دولي , حاطه فيها مؤدبه ماتردين على أرقام غريبة يالدب كنت بأسمع صوتك , كيف حالك وحال نصور القلب ؟؟ أنا في عمان الجـو جنااان , وبعض ناس هنا يخبلون , حبييـ...
وانتهت الرساله , فتحت الرساله الثانيه اللي وقتها بعد الرسالة اللي قبلها بدقايق وبعد الصافرة على طول وصلها صراخ أزهار : تراني أكره الهبالات اللي في بريدك هذا يعني بالله كيف واحد يحط رسالته في هذا الوقت القصير , المهم لاينقطع مرة ثانية , حبيت أطمنك علي وعلى ماما وصدقيني كنت مؤدبة وماطيرت عيوني كثير , ياويلك لو تزوجتي قبل ما أجي , إن شاء الله بأجي جدة قبل يوم حناك , انتبهي لنفسك , أووه ويمكن نروح لمصـ.....
ضحكت نسرين كإنها تسمع الرسالة لأول مرة وقالت : الله يقطع شرها الخبلة ..
واستمعت للرسالة الثالثة الغير واضحة بسبب الشبكة واللي بعد الرسالتين بيومين : مشاعل تراني بأفجر البريد الصوتي اللي .......... , من حلات الصوت عاد ...... رسالة كل ....... وما حتتحرك إلا ........ ..........
... ..... بإذن الله , ادعيلي ..
تنهدت و دقت على رقم بيتهم وجلس الخط يرن ويرن بلا مجيب , غطت وجهها وهي تحاول تحبس دموعها اللي بدأت تهدد بالنزول , من يوم انخطبت قبل سنة ونص وهي متواعده مع أزهار على يوم الحنا , مستحيل ما تجي , أو على الأقل تتصل وتعتذر لوماقدرت تجي , أكيد صار شي , أمها تعبت بعد العملية أو....... ماتت ..
قامت من مكانها قبل ماتتجنن وهي تستعيذ من الشيطان الرجيم ومن الأفكار البشعة اللي بدأت تزورها , دق جوالها بنغمة مخصصتها لناصر اللي ملكت عليه من ست شهور , ماكانت تبغى ترد عليه وهي في هالحاله لكنها اضطرت لمن دق عليها للمرة الثانية , وصلها صوتها وهو يقول بحب واضح مع كل نبرة : سلام لأحلى ما خلق ربي بشر ..
حست بالدموع اللي قاومتها ترجع مرة ثانية تهددها وهي تقول بخجل : وعليكم السلام , هلا ناصر ..
: ياربي ست شهور وإلا الآن ماتغير اسمي إلا الآن , بعد بكرة زواجنا , أعطيني دفعة , قولي نصور , نويصر , نصصيرو , حبيبي , قلبي , حياتي اللي يناسبك , الخيارات كثيرة يا طويلة العمر ..
ضحكت من قلبها وقالت بدلع : بعد بكرة مو بعيد إن شاء الله ..
تنهد وهو يقول : اش بيصبرني , المهم تحنيتي ؟؟
سكتت للحظة بعدين قالت : لا ..
: ليه ؟؟
ماجاوبته وهي تسكت بتفكير , وبعد لحظة سألت بشك : ناصر إنت متصل ليه ؟؟
بان الإرتباك وهو يقول : حبيت أسمع أخبارك ..
لوت بوزها وقالت : ناصر , مين متصل عليك وقايل لك ؟؟..
ضحك وقال : ماشاء الله على حرمتي , ساحرة مايفوتها شي , هالة قالت إنك متضايقة عشان صحبتك ماجات إلى الآن من السفر ..
نزلت دموعها وهي تقول بصوت مخنوق : خايفة صار لها شي ..
قال ناصر بسرعة : افتحي باب المجلس أنا عند الباب , مع السلامة ..
طالعت في الجوال بصدمة ورجعت طالعت في نفسها في المراية وهي تتأكد من شكلها , طول عمره متهور هذا الرجال , وين جاي البيت والدنيا زحمة , مسحت عيونها وخرجت من الغرفة , تجنبت تقابل أحد وهي رايحة لمجلس الرجال , فتحت الباب بعد ماسحبت نفس طويل , ابتسم أول ماشافها ودخل وصك الباب وهو يقول : ذكريني متى زواجنا ؟؟
دنقت بخجل من دون ماتجاوبه , ضحك وقال : لو شافتني خالتي بتقطع رقبتي ..
ولمن مارفعت راسها قال بمزح ممزوج بالحنان : شعولة زعلانه , خلاص يا عمري راضي بناصر حاف إلى يوم الزواج ..
غطت وجهها بيدينها وهي تصيح من قلبها , وهو يقول : إن شاء الله مافيها إلا العافية , تفاءلوا بالخير تجدوه ..
قالت بصوت مقطع وهي ناسية خجلها من كثر الألم اللي تحسه : عمرها ماقطعتني هالمدة كلها , وحتى لو ماتقدر تكلمني تعطيني رنه , أخاف صار لأمها شي ولا لها وأنا ماني دارية ..
مسح شعرها وهو يقول : إدعي لها , مالك إلا الدعاء , ماتدرين يمكن تبغى تفاجئك في يوم زواجك , يلا ياقلبي لاتصيحين , والله دموعك غالية يامشاعل , انتبهي تراني بدأت أغار من أزهار هذي وبمنعك منها بعد الزواج ..
انتبهت لنفسها فبعدت عنه وهي تمسح وجهها بكسفة , قال : خلاص قلنالك راضين بناصر حاف ..
وبعد تردد قال : لازم أمشي دحين , تامريني بشي يالغلا ..
ابتسمت له وقالت : شكرا , انتبه لنفسك و آسفة على الإزعاج تعبتك ..

قاطعها وهو يتأملها : تعبك راحة ..
ولمن جا بيخرج قالت بهمس : ناصر ..
لف عليها ناولته ظرف مزخرف بحيا , رفع واحد من حواجبه وقال بتريقة تحبب : لا تقولين لي هذا رد على رسالتي اللي أرسلتها من أربع شهور ..
حطتها في يده بسرعة وفتحت الباب , قال وهو يفتحها : ماني رايح بأقراها ..
شهقت وصرخت وهي تصك الرساله : لا الله يخليك ..
واستحت وبعدت عنه وهي تهمس : إقراها لوحدك ..
: هنا ..
: لوحدك ..
قال برجا : طيب بس أول كلمة ..
فكرت وقالت بابتسامة لمن تذكرت إنها كتبت البسملة أول وبعدها السلام : وعد أول كلمه ..
قال : وعد ..
وفتح الرسالة وقال بابتسامة واسعة : زوجي الحبيب ناصر ..
تلون وجهها وهي تقول بخجل وصدمة : هذي مهي أول كلمة ..
قال وهو يطوي الرسالة : هذي أول كلمة طاحت عليها عيني , ماكذبت يا...... زوجتي الحبيبة ..
ردة فعلها كانت ضربة على كتفه قبل ماتشرد من قدامه , ضحك وقال قبل مايخرج : أحلى ضربة ..


*********************




(( هي ليست حرة لترسم مصيرها ..... ولكنها تحاول رسم مصير آخر ))


يوم الأحد 21 / 1 /1427 هـ
في مستفى الملك فهد بجدة :

: فرضتوها علينا فرض ودحين إلا تبغونا نزورها , ماني داخلة عليها أنا جاية بس مسايرة لأبوية ..
لفت البندري وجهها وكملت بتأكيد : لا يمكن أدخل معاكم ..
قالت أمها وهي تقوم من مقاعد الانتظار : براحتك , أخواتك بيدخلون ..
قالت العنود بحماس وهي تتبع أمها : من زمان ودي أشوفها , أصلا لو علي كان رجيتها وصدعت راسها من أمس من فاقت ..
طالعت الهنوف في أختها الصغيرة وقالت : بندري حبيبتي البنت ماسوت لك شي عشان تعادينها ..
: هنوف فكيني من محاضراتك , من جات والكل ماعنده سيرة إلا هي , روحي شوفيها أكيد بتموتين نفسك تشوفينها ..
تنهدت وقامت وهي تقول : الله يحنن قلبك عليها ..
لقيت أمها واقفة جنب الباب والطبيب يقول بإلحاح : ولا حرف واحد عن الماضي يا أم جاسم فاهمة ..
***
رفعت أزهار السرحانه راسها عن المخدة وهي تعدل طرحتها البيضاء اللي أعطتها لها الممرضة بعد ما ألحت عليها وجلست معتدلة وهي تطالع في الحرمة اللي داخله ورى الطبيب مطلق , ابتسم مطلق وقال : السلام عليكم , كيفك اليوم يا أزهار ؟؟
ماردت عليه بسبب انشغالها باللي وراه , كان قلبها ينبض بقوة من التوتر والخوف , لاحظ مطلق مؤشرات قلبها تزيد فقال وهو يحط يده على يدها القابضة على اللحاف بقوة : أزهار ..
لفت عليه بعيون زايغة ورجعت تطالع في الحرمة وهي تقول بصوت مبحوح ومحشرج : مين هذي ؟؟
قال بحزم عشان تسمعه وهو يمسك يدها ويرصها بحزم : هذي وحده تقرب لك ..
وأشر لهدى وهو يقول : أم جاسم تعالي قربي ..
حس بيد أزهار تعصر يده عصر من شدة التوتر وهي تقول باستنتاج : هذي أمي ..
خلاها تصدق اللي قالته بدون مايجزم وهو يبعد عنها وهو يقول : اسيبكم لوحدكم ..
فتحت هدى وجهها بخوف بعد ماخرج الطبيب , طاااااااااالعت أزهار في الوجه وهي حاسة بصدمة مرعبة لأنها ماميزت الوجه اللي كانت تنتظره من الصباح على أمل يرجع لها ذاكرتها اللي قالولها الأطباء إنها فقدتها , حست الظلام اللي داخلها ويلفها من فاقت كل ماله يزيد , أمس شافت الرجال اللي اسمه أبو جاسم واللي قالها بحنان ودفء وهو يضمها مادام إنك ناسية كل شي اكتشفينا من جديد واعتبريني أبوك , غمضت عيونها ورصت شفايفها بقوووة وهي تتمنى لو تنزل دمعه وحده بس تحكي لهم وضعها , دموعها هجرتها بشكل مخيف , حست يدين هدى تضمها بحنان وهي تقول : والله حاسة باللي تحسينه يا بنتي , والله حاسة ياحبيبتي , هذا قضاء الله وقدره ..
يمكنها فاقدة الذاكرة لكن صوت هدى لمس قلبها وحست نفسها مرتاحة له , يا إنها تعرفه من زمان أو عقلها هيأ لها هذا الشي عشان يلقى متنفس للخوف اللي بيذبحها , لفت أزهار وضمت هدى وهي تقول بصوتها اللي ماتعافى من تعبه : أمي ما أتذكر شي , حتى انتي ما أتذكرك , ماني متذكره شي ..
ضمتها أكثر وهي تهمس : بتتذكرين إن شاء الله ..
اللي ذابحها أكثر من دموعها اللي مانزلت حتى وهي في حضن أمها شعور البرود اللي ملأ أوصالها , ليش ماتصيح وتخرج كل اللي في صدرها ليش الإحساس معدوم عندها ؟؟
شوية كذا وقالتلها بتدخل الهنوف والعنود اللي المفروض إنهم أخواتها , الاسمين ماكان لهم معنى عند أزهار اللي طالعت فيهم بفضول , ابتسمت الهنوف بتوتر وقالت : كيف حالك أزهار ؟؟ أنا هنوف ..
قالت العنود وهي ترفع نقابها وهي تتقدم من السرير : كذا الوحده تسلم على أختها ..
ونطت على أزهار تحضنها بقووووووة وهي تقول بفرح حقيقي : أخيييييييييييرا شفتك صاحية يادبه , من بعد الحادث وهم مانعيننا نشوفك إلا من ورى القزاز ..
وبعدت عنها وضربتها على كتفها وهي تقول : كيف حالك يابنت ؟؟ والله خوفتينا عليك وصيحتينا وقلبتي بيتنا وحياتنا فوق تحت ..
لأول مرة من صحيت ابتسمت أزهار وهي تحك كتفها وهي تقول : ماني بخير كسرتي كتفي يالدب انتي ..
خلعت العنود عبايتها وقالت وهي تستعرض نفسها : هذا الجسم الفنان وتقولين دب ..
تأملتها طويله نحيفه وجهها مسمسم يدخل القلب وشعرها زي سواد الليل يوصل لآخر ظهرها لكن الشكل ما أعطاها أي ومضة في ظلام عقلها , ضحكت أزهار من قلبها وقالت : الحقيقة شبه عمود كهرب ..
استغربت ضحكتها وشافت الذهول عليهم كمان , جالت ببصرها عليهم وهي تفكر إنه هذولي أمها وأخواتها وهي تحسهم زي الضيوف اللي تشوفينهم لأول مرة لكن ……. ركزت نظرها على العنود اللي قالت بصوت مهزوز وابتسامة حلوة والدموع تلمع في عيونها : الله يديم هالضحكة , أحلى ضحكة سمعتها في حياتي ..
بلا مقدمات حست أزهار بدموعها تنزل زي الشلالات من عيونها لأول مرة من صحيت وهي تقول بصوت كسير : عنود سامحيني ما أتذكرك , ما أتذكر أحد حتى نفسي , اش اسمي ؟؟ مين أهلي ؟؟ كم عمري ؟؟ فين درست ومين صديقاتي ؟؟..
وصرخت بحرقة وهي تشهق بكى ويدينها تعصر اللحاف بقهر : ما أتذكر شي , أحس نفسي مخنوقة وخايفة ..
صاحت الهنوف من قلبها وحضنتها العنود وهي تقول بثقة : مو لازم تتذكرين , مو مهم , خليك زي ما انتي لا تتذكري ولا شي إن كان هذا بيسوي فيك كذا , إن شاء الله إحنا حولينك ومابنخليك لوحدك ولا لحظة , تعرفي علينا صدقيني ما بنخيب ظنك ..
دخلت الممرضة ونبهتهم إن الوقت المحدد لزيارة أزهار انتهى , سلموا كلهم عليها وجلست هدى جنبها توصيها على صحتها قبل ماتخرج , طالعت في الباب بمشاعر مضطربة ما كانت تبغاهم يروحون قبل مايقولون لها كل شي عن نفسها وعنهم , اش اللي وصلها لهالحالة , ولمن دخل مطلق عدلت طرحتها و حست بخجل فضيع من اللي سوته قبل شوي وهي تنزل راسها وتدخل يدينها تحت اللحاف , سحب مطلق الكرسي وجلس عليه على يسار سريرها وهو يقول : ها أزهار , اش شعورك بعد ماشفتي أهلك ؟؟ ارتحتي ولا لسه خايفة ؟؟
هزت راسها فقال وهو يمسك الملف اللي ناولته له الممرضة : أنا ما أسألك عشان تهزين راسك , تكلمي , أبغى أسمع صوتك ..
حمر وجهها وهي تقول بهمس : ماحسيت شي ..
قرب منها عشان يسمعها وهو يقول : معقوله ولا شي ..
بعدت أزهار عنه وهي تقول : شوية خوف ..
ابتسم وقال : يعني زي خوفك مني دحين ..
ماردت عليه وهي تدنق أكثر , كان عارف إنها مستحية مو خايفة , أمس رفضت تقابله من دون حجاب و خبرته الممرضة إنها سألتها إذا كان ممكن تكشف عليها طبيبه بداله , ابتسم وقال : أزهار يعجبني حيائك لكن أنا طبيبك النفسي يعني لازم تقولين لي اش تحسين بالضبط عشان نقدر نعالجك ولا ماتبغين تتعالجين ..
قالت بهمس : أبغى طبيبه إذا كان هذا ممكن ..
ابتسم وقال بهدوء : عندنا الدكتوره هيفاء لكن عندها إجازة إلى شهر خمسة ..
قطبت حواجبها بعدين قالت : إحنا في شهر كم ؟؟
كتب ملاحظات بسرعة وهو يقول : إحنا شهر واحد بالهجري محرم سنة 1427 متذكرة السنة ..
هزت راسها بلا , رجع يسألها أسئلة كثيرة كانت أكثر إجابتها بلا فحست بإحباط شديد رغم كلام مطلق المتفائل ..


*********************


يوم الأثنين 22 / 1 /1427 هـ
ليلة الثلاثاء في قاعة رهام للأفراح :


: صبيه في الكاستين ..
: وإذا انتبه أحد ..
: تبغين ناصر ولا لا ؟؟ إذا تبغينه حطيه ..
طالعت في كاسة العصير وهي مستحية تشربها قدامه , ابتسم ناصر اللي ماد لها يده وقال بهمس : شعولة يدي انكسرت , اشربي ..
شربت شوية من العصير وهي بتموت خجل ليش شاربتها من يده وقدام أهله وأهلها , قالت أخته وهي تعطيها الكاسة : دورك ياعروسة ..
حست الكاسة ثقيييييييلة وهي ترفعها له , مسكها عشان يساعدها وشرب منها وسط غطاريف أهله , وشوية قام عشان يزفونها وقال قبل مايخرج وهو يضغط يدها : مبروك يا نونه , أنا أسعد إنسان اليوم ..
ابتسمت له بخجل وهي تهمس : الله يبارك فيك ..
انفتحت ستاير الشرفة المطلة على القاعة أثناء موال الدقاقة ووقفت مشاعل تطل منها على الناس اللي يصفقون ويغطرفون , كانت الرؤيا ضبابية قدامها من الخوف والتوتر , ولمن بدأ الدق ووصلها صوت الطيران القوية تحركت للممر والدرج اللي تنزل منه وهي تدعي إنها ماتزل وتطيح قدام الخليقة , وأثناء مشيها البطئ حاولت تدور بين الوجوه اللي تلمحها عن أزهار ~ أزهار أنا قاعدة أنزف لناصر وانتي منتي معايا , أزهار وينك ؟؟ ~ كانت توزع للناس ابتسامة لصقتها لصق على شفايفها , وبعد وقوفها الطويييل في المنصة والناس اللي جات تسلم وتبارك قالتلها هالة إنه جا وقت خروجها , هنا بدأت دموعها تنزل , احتضنت أمها واخواتها وودعتهم وهي تتذكر أبوها المرحوم اللي كان حيكون أسعد رجال بزواج حبيبة قلبه مشاعل , من يومها وهي تعرف إنها المفضلة عند أبوها وكاتمة أسراره , مسحت دموعها وهي تلبس عبايتها وطرحتها قبل ماتخرج لسيارة أخوها عبد الله المشرعة , عبدالله و بندر أخوانها وصلوها إلى باب شقتها وودعوها هناك وهم يوصونها على نفسها وعلى ناصر , ومن خرجوا وانصك الباب وراهم جلست على الكنبة وهي تنفجر بصياح ماتوقعته , جلس ناصر جنبها وقال بخوف : مشاعل حبيبتي ليش هذا البكى كله , بكرة أوديك لهم تشوفينهم , لاتبكين ياقلبي ..





كانت حاسة بخنقة وضيق ماأحد ممكن يتصورها , كان ناصر يتمنى لو يلمسها أو يمسح على شعرها لكنه ماقدر شي منعه من إنه يواسيها , قام من مكانه وتحرك رايح جاي جنب الكنبه وأخيرا قال : أسيبك تههدين , بأروح أغير وأجي ..
دخل الغرفة وصك الباب وهو يفك أزرار ثوبه بضيق وهو يستغفر , رمى شماغه على السرير ودخل الحمام بسرعه وفتح الصنبور وطرطش الموية على وجهه , جلس يغسل وجهه قرابة خمس دقايق ولسه التعب والضيق اللي صابه فجأة ماراح ..
سحب المنشفة وخرج من الحمام ورمى جسمه على السرير وهو يغطي وجهه بالمنشفة ...
مسحت مشاعل أخر دموعها اللي وقفتها بالقوة وقامت من مكانها وهي تسحب نفس عمييييييق وتطلعه بشويش عشان تسترخي عضلات جسمها المشدودة , كانت مستغربة من هذي الإنفعالات هي صح خجلانه بس مو لهالدرجة يوصل الخجل ..
انفتح باب الغرفة وخرج منه ناصر اللي ابتسم وقال بحنان : كيفك ياعروسة ؟؟
رجعت الدموع لعيونها رغم كل الطاقات اللي بذلتها عشان تمنعها وغصب عنها غطت وجهها ورجعت تصيح بصوت عالي , تقدم ناصر ووقف قبل مايوصل لها وقال : أدخلي الغرفة ونامي ريحي شوية شكلك تعبانه ..
دخلت الغرفة ورمت نفسها على السرير وهي تصيح من قلبها ..
مرر ناصر يده في شعره وجلس على الكنبة وهو يقول : لاحول ولا قوة إلا بالله ..


*********************

رد مع اقتباس
5 أعضاء قالوا شكراً لـ اسير الصمت على المشاركة المفيدة: