( الأجور المضاعفة )
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى أله وصحبه ومن اقتفى أثره
إلى يوم الدين أما بعد ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من دعا إلى هدى
كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لاينقص ذلك من أجورهم شيء )
لو فكر أحدنا قليلا إلى من يرجع ثواب هدايته إلى الإسلام ؟ لتبادر إلى الذهن فورا آباؤنا وأمهاتنا
ومن ورائهم الجدان والجدات ، ومن ورائهم وصولا إلى الصحابة رضوان الله عليهم عمر بن العاص
رضي الله عنه فاتح مصر وناشر الإسلام فيها ، وما من حسنة يعملها أهل الإسلام في مصر إلا
وضع له مثلها في ميزان حسناته وميزان أصحابه ، وكذا حال أهل العراق مع سعد بن أبي وقاص
رضي الله عنه ، وحال أهل المغرب مع عقبة بن نافع رضي الله عنه ،
مات هؤلاء الصحابة وبليت أجسادهم ومازال ملك حسناتهم يكتب ويسجل في صحائف أعمالهم
مالا يحصى من عظيم الأجر وارتفاع الدرجة ، وسيظل يسجل ويسجل إلى أن يرث الله الأرض
ومن عليها وهل هؤلاء الفاتحون وأشباههم إلا بعض حسنات الرسول صلى الله عليه وسلم !!
وأنت إذا أردت أن تنال بعض مانالوا ، فابذل كلمة طيبة تنبت لك شجرة طيبة ، أصلها ثابت في
جذر القلب ، وفرعها بازغ في سماء الأجر ، تؤتي أكلها كل حين في الدنيا قبل الآخرة بإذن ربها
إذا علمت أخا لك آية من كتاب الله ، ظل يسجل ثوابها في صحيفتك كلما قرأها ، فكيف لو تدبرها ؟!!
وإذا حضر معك مجلسا إيمانيا أو صلى معك صلاة ليل ، فكانت سببا في صلاحه كتب لك مثل ماعمل
من صالحات بقية حياته ، فكيف لو دعا غيره ؟!! ولو أهديته كتابا أو شريطا فعمل بما فيه نلت مثل
أجره ، فكيف لو أسمعه أهل بيته ؟!!
فبالله كيف يغفل عاقل عن مثل هذا الثواب ؟
أم كيف تقر عين نائم عن مثل هذا الكنز ؟
يافوز فوز من وجده ،
وياضيعة ضيعة من فقده ،
أين داع إلى ربه ؟
أين دال عليه ؟
أين مرشد إليه ؟
راموا الأجر فسلكوا الدرب ، وتبعوا الصحب فحازوا القرب ،
وعند الصباح يحمد القوم السرى .
وصلى الله وسلم على حبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
دمتم بحفظ الله ورعايته ~