08-28-2012, 02:37 PM
|
|
برنامج .. قارئ اليوم قائد الغد ( 2 )
كيف حالكم إخوتى وأخواتى أعضاء وزوار مونمس؟
بدأنا معا أولى نشاطات مكتبة القسم الإسلامى
بـــرنامجنا الأسبوعـــــى
وكان لقاؤنا الأول هنـــا
شكرا جزيلا لكل من ساهم معنا فى اللقاء الأول
جزاكم الله خيرا وجعل مساهماتكم الطيبة فى ميزان حسناتكم
وشكرا جزيلا لكل من قدم شكر أو كلمة تشجيع
اليوم بإذن الله تعالى موعد لقاؤنا الثانى
من البرنامج
سيكون البرنامج مُقسم إلى
فقرات وستكون معنا فقرة جديدة فى
كل لقاء إليكم فقرات لقاؤنا اليوم:
ننتظر تفاعلكم الرائع معنا ومساهماتكم الطيبة والنافعة
وأيضا انتقاداتكم واقترحاتكم
والآن نبدأ ,
اللقاء الثانى...من برنامج"قارئ اليوم قائد الغد"
فى هذه الفقرة سنستكمل معا جزء جديد من كتاب
وداعــــــاً أيها البطل"
لفضيلة الشيخ:محمد بن عبد الرحمن العريفى
فى جزء اليوم سنتعرف على البطل الأول وهو غلام أغلبنا
إن لم يكن جميعنا يعرف قصته ولكن
كم شخص منا يتعظ ويتعلم من هذا الغلام؟؟؟؟؟؟
نتمنى لكم قراءة ممتعة
كأنما البطولة صيغت رجلاً .. فكانت أولئك ..
أول أولئك الأبطال هو غلام .. لم يبلغ الحلم .. عمره دون الخمس عشرة سنة ..
عاش في عصر ملك ظالم .. كان يدعي الألوهية .. وكان له
ساحر يزين له باطله .. وكان هذا الساحر يستعين بالجن ..
ويخبر الملك بأسرار الناس .. فإذا حدثهم بها الملك ظنوا أنه يعلم الغيب ..
فازدادوا به فتنة .. فلما كبر الساحر .. قال للملك :
إني قد كبرت .. وإني أخاف أن أموت فيذهب عنكم هذا العلم
عنكم هذا العلم .. فأبعث إليَّ غلاماً فطناً لقناً أعلمه السحر ..
فبحث الملك في الناس .. حتى وجد غلاماً فطناً جريئاً ..
فبعث به إلى الساحر .. وبدأ هذا الغلام يأتي الساحر في الصباح ويتعلم منه السحر ..
ويعود لأهله في المساء .. ومرت الأيام على ذلك ..
وفي يوم من الأيام .. مر الغلام في طريقه براهب .. يصلي ويتعبد ..
ويركع ويسجد .. فقعد إليه وسمع كلامه وقراءته .. فأعجبه ..
وسأله : ما تعبد .. قال : أعبدُ الله ؟
قال الغلام : الله .. الملك ..
قال الراهب : لا .. بل ربي وربك ورب الملك ..
ثم بين الراهب الدين للغلام ودعاه إليه .. فآمن بالله وحده ..
وصار كلما ذهب إلى الساحر أو رجع من عنده .. جلس إلى الراهب فتعلم منه ..
وأحيانا يطول جلوسه عنده فيتأخر على الساحر فيضربه .. وأحياناً يضربه أهله ..
فلما كثر الأذى عليه .. شكا ذلك إلى الراهب ..
فقال له الراهب :
إذا خشيت الساحر فقل : حبسني أهلي .. أي أخروني لحاجة لهم ..
وإذا خشيت أهلك فقل : حبسني الساحر ..
ومرت الأيام على الغلام ..
وهو في كل يوم يتلقى دروساً في السحر .. ودروساً في الدين ..
هذا يقول : ربك الله .. وذاك يقول : ربك الملك ..
فبينما هو كذلك .. إذ مر يوماً في طريق .. فإذا بدابة عظيمة
قد جلست وسط الطريق .. وحبست الناس عن المسير ..
فلما رآها الغلام قال في نفسه :
اليوم أعلم .. الساحر أفضل ؟! أم الراهب أفضل ؟!
ثم أخذ حجراً من الأرض فقال :
اللهم إن كان أمر الراهب أحبَّ إليك من أمر الساحر ..
فاقتل هذه الدابة حتى يمضى الناس ..
ثم رماها بالحجر .. فقتلها ..
ففزع الناس واضطربوا .. وتلفتوا وهم يتساءلون :
من الذي قتل الدابة .. من الذي قتل الدابة ..
فجعل بعضهم يشير إلى الغلام .. وبعضهم ينظر إليه مندهشاً ..
وصاروا بين مصدق ومكذب .. فلما رأوا أنه قتلها بحجر صغير ..
تفرقوا وهم يقولون : لقد علم هذا الغلام علماً لم يعلمه أحد ..
ثم انتشر أمر الغلام .. وذاع صيته بين الأنام .. وصارت قصته على
كل لسان .. يتحدث الناس بخبره .. ويعجبون من أمره ..
فذهب الغلام إلى الراهب فأخبره الخبر ..
فقال له الراهب : أي بني أنت اليوم أفضل مني ..
قد بلغ من أمرك ما أرى .. وإنك ستبتلى .. فإن ابتليت فلا تدل علي ..
فذهب من عنده الغلام .. وكلمات الراهب تتردد في أذنه ..
إنك ستبتلى .. إنك ستبتلى ..
ومضى الغلام .. وبدأ الناس إليه يتوافدون .. ومنه يعجبون ..
ثم أكرمه الله تعالى .. فصار يبرئ الأكمه .. والأبرص ..
ويداوى الناس من سائر الأدواء ..
حتى جعل الناس من كل مكان يقبلون إليه .. ويجلسون بين يديه ..
وهو يدعوهم إلى التوحيد .. وعبادة العزيز المجيد ..
وبدأ المهتدون يتزايدون .. والكفار يتناقصون .. والمرضى يقلّون ..
وصار الناس بأخباره يتحدثون .. وعن قدراته يتساءلون ..
حتى مرت الأيام .. والناس في أخبار الغلام ..
فسمع به جليس للملك .. كان قد عمي ..
فذهب سريعاً إلى دار الغلام .. معه هدايا كثيرة ..
فلما دخل على الغلام ..أقبل عليه .. ووضع الهدايا والأموال بين يديه ..
ثم قال له بإغراء .. ما هاهنا لك أجمع .. إن أنت شفيتنى ..
وجعل يشير بيده جهة الذهب والأموال ..
فلما رأى الغلام هذا الوزير بين يديه .. علم أنها فرصة عظيمة
أقبلت إليه .. للدعوة إلى الكريم المتعال .. فما التفت إلى الأموال ..
ولا هاب كثرة الرجال ..
وإنما أقبل على الرجل إقبال الابن الشفيق .. والطبيب الرفيق ..
وقال له مبادراً : إني لا أشفى أحداً .. إنما يشفى الله تعالى ..
فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك ..
فسكت جليس الملك قليلاً .. ثم تفكر في دينه الذي عاش عليه ..
فإذا هو يعبد ملكاً بشراً .. لا يملك نفعاً ولا ضُراً ..
فدخل إلى قلبه الإيمان .. واشتاق للتعبد الرحمن ..
فآمن بالله ووحد .. فشفاه العظيم الأوحد .. ورد عليه بصره ..
وشرح له صدره .. وعظم له أجره .. فخرج الوزير فرحاً مستبشراً ..
يسمع الناس ويرى .. فلما أصبح .. أتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس ..
فلما رآه الملك مبصراً .. تعجّب !! وقال له مبادراً :
من رد عليك بصرك ؟!!
فقال المؤمن الموحّد : ربي ..
فقال الملك الغبي : أنا ..
قال : لا ..!!
قال : أولك رب غيري ؟
قال : ربي وربك الله ..
فغضب الملك وأزبد .. وصاح وتوعّد ..
ثم أمر بالوزير .. فشدد عليه العذاب .. ولم يزل يضرب ويهان ..
حتى دلَّ على الغلام .. فجيء بالغلام ..
فلما رآه الملك .. عرفه .. فهذا تلميذ الساحر ..
فتلطف معه وقال له :
أي بنيَّ .. قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل .. وتفعل ..
فقال الغلام : إني لا أشفى أحداً .. إنما يشفى الله تعالى ..
فاضطرب الملك .. وسأل الغلام من الذي علمك هذا الدين ..
فأبى أن يخبره .. خوفاً على الراهب ..
فأمر هذا الطاغية بالغلام .. فلم يزل يهان ويضرب .. ويبتلى ويعذب ..
وهو غلام صغير .. ما رحموا صغر سنه .. ولا ضعف جسده .. ولا قلة احتماله ..
وهو يحاول التصبر فلا يستطيع ..
حتى عظمت بلواه .. وانهارت قواه .. فدلهم على الراهب ..
فانطلق أعوان الطغيان .. إلى عابد الواحد المنان ..
فاقتحموا عليه صومعته .. وقطعوا خشوعه وخشيته ..
ثم استاقوه أمامهم .. إلى رأس كفرهم ..
حتى دخلوا به على الملك ..
فأوقفه بين يديه .. ثم أقبل عليه .. وقال : ارجع عن دينك ..
قال : لا .. وأبى .. فعذبه وضربه .. وهو ثابت على عبادة الرحمن ..
كافر بأعوان الشيطان .. وهم وإن عذبوا جسده .. فإن الله قد وعده .. يتلقاه بالغفران ..
ويسكنه الجنان .. فلما رأوا ثباته .. اجتمع عليه الجنود .. هذا يضربه بسوط ..
وذاك يطعنه بخنجر .. والثالث يقيد يديه .. والرابع يجلد قدميه ..
شيخ قد كبرت سنه .. وانحنى ظهره .. ورق عظمه .. وتراكم همه ..
وهم يزيدون في العذاب .. وهو يتلذذ بعظيم الأجر والاحتساب ..
فلما رأى الملك ذلك .. أمر به فأوقف بين يديه ..
ثم دعا بالمنشار .. فوضع المنشار في مفرق رأسه .. فشقه نصفين حتى وقع شقاه ..
فاضطرب الناس وفزعوا .. وجليس الملك والغلام .. ينظران إلى الراهب ..
قد تمزق قطعاً وأشلاء .. تسيل منه الدماء .. وقد صعدت روحه إلى السماء ..
ثم التفت الملك إلى الوزير .. وصاح به :
ارجع عن دينك .. فأبى ..
فأمسكه الجنود .. ووضع المنشار في مفرق رأسه .. وهو ثابت ثبات الجبال ..
الجنة تلوح أمام ناظريه .. والأنهار تجري بين يديه .. فلم يزل المنشار يشق رأسه ..
ووجهه .. وفمه وأنفه .. ويقطع جسده .. وهو يضطرب ويئن ..
حتى سالت دماؤه .. وتمزقت أشلاؤه .. حتى وقع شقاه ..
والغلام ينظر إليه .. فلما رأى الملك السفاح ..
الدماء والأشلاء بين يديه .. جرَّ إليه الغلام .. وصاح به :
ارجع عن دينك .. فأبى ..
وهو ينتظر المنشار أن يشقه نصفين ..
لكن الملك .. كان يرى أن هذا الغلام صغير .. يمكن أن يغرى
فيرجع عن دينه .. فأراد أن يطول الطريق إلى موته ..
فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا ..
فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته ..
فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه ..
والملك يظن أن الغلام سيتراجع أثناء الطريق ..
فذهبوا به .. حتى وصلوا إلى الجبل .. فأخذوا يدفعونه أمامهم .. يصعدون به معهم ..
فأخذوا يدفعونه أمامهم .. يصعدون به معهم ..
حتى إذا وصلوا ذروته .. قالوا له : ارجع عن دينك .. وإلا طرحناك ..
فتلفت الغلام حوله .. فإذا جبال سوداء .. وصخور صماء ..
وإذا الموت يلوح بين عينيه ..
عندها رفع بصره إلى السماء .. وهز أبوابها بالدعاء ..
وقال : اللهم أكفنيهم بما شئت ..
فما هو إلا أن دعا .. وتضرع والتجا ..
حتى سمعه من يجيب المضطر إذا دعاه .. ويكشف سوءه وبلواه ..
نعم .. سمعه من كان نعم المجيب لنوح لما دعاه .. وبرحمته كشف الضر عن يونس إذ ناداه ..
سمعه من كشف الضر عن أيوب .. ورد يوسف بعد طول غياب إلى يعقوب ..
فأمر الله حجارة الجبل فتحركت .. وأمر الصخور فانتفضت .. وارتجف الجبل بإذن الله ..
فسقط أولئك الجنود .. من على ذروة الجبل ..
وثبت الله قدمي الغلام .. وحفظه الملك العلام .. حتى نزل من على الجبل ..
وجاء يمشى إلى الملك .. فلما دخل عليه . وقف بين يديه ..
فانتفض الملك .. وتعجب أين الحرس والجنود ..
ثم صاح بالغلام .. وقال : ما فعل أصحابك ؟!!
فقال الغلام : كفانيهم الله ..
فتطاول الملك بطغيانه .. وصار عبداً لشيطانه ..
وأمر بالغلام .. فأمسكه جند آخرون ..
فقال لهم الملك : اذهبوا به .. فاحملوه في قرقور .. سفينةٍ صغيرة .. فتوسطوا به البحر ..
فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه .. فذهبوا به يسوقونه أمامهم .. فلما وصلوا إلى البحر ..
ركبوا في سفينتهم .. والغلام الصغير بينهم ..
حتى إذا توسطوا به لجة البحر .. واشتدت الرياح .. وتلاطمت الأمواج ..
قالوا له : ارجع عن دينك .. وإلا قذفناك ..
فرفع الغلام بصره إلى السماء .. واستغاث بكاشف الضر والبلاء ..
الذي من لجأ إليه كفاه .. ومن فر إليه قربه وأدناه ..
قال الغلام : اللهم أكفنيهم بما شئت ..
فإذا بالدعاء .. يصل إلى الذي لا رادّ لأمره .. ولا معقب لحكمه .. ولا منازع في ملكه ..
أزِمة الأمور بيده .. والكون تحت قضائه وقدره ..
يسمع دعاء الداعين .. ويجيب دعوة المضطرين ..
فأمر الله السفينة فانكفأت فوق الماء .. وبدأ الصياح والبلاء ..
فغرق الجنود .. ونجى الغلام ..
وجاء يمشى إلى الملك ..
فلما رآه الملك .. اشتد فزعه .. واضطرب أمره .. وأخذ ينتفض ويقول :
ما فعل أصحابك ؟!!
فقال : كفانيهم الله ..
فأسقط في يد الملك وأحاط به البلاء .. وعلم أنه لا طاقة له بغلام ينصر بجند الأرض السماء ..
وبقي الملك متحيراً .. فقال له الغلام .. إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به ..
قال : وما هو ؟!
قال : تجمع الناس في صعيد واحد .. أرض واحدة .. وتربطني على جذع نخلة ..
ثم خذ سهماً من كنانتي .. من سهامي لا من سهامك .. ثم ضع السهم في كبد القوس ..
ثم قل : باسم الله رب الغلام .. ثم ارمني .. فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ..
فوافق ذلك الملك الأحمق ..
وجمع الناس في صعيد واحد .. وربط الغلام أمامهم على جذع نخلة ..
فلما رآه الناس مربوطاً عرفوه ..
فهو الذي يشفي بإذن الله أسقامهم .. ويداوي مرضاهم .. ويعين ضعفاءهم ..
ويرحم جوعاهم .. ثم التفتوا إلى الملك الطاغية ..
فإذا هو قد جمع حوله جنده .. واغتر بقوته .. وتطاول بسطوته ..
ثم أقبل الملك على سهام الغلام ..
فأخذ منها سهماً .. ثم وضع السهم في كبد القوس .. ثم صاح قائلاً ..
باسم الله رب الغلام .. ثم رماه ..
فوقع السهم في صدغ الغلام .. بين عينه وأذنه ..
فوضع الغلام يده في صدغه .. في موضع السهم ومات ..
ففرح الملك .. وظن أنه قد انتهى من أمره .. وذهب إلى قصره وكفره ..
أما الناس .. فإنهم لما رأوا موت الغلام .. علموا أن الله وحده هم الضار النافع .. والخافض الرافع ..
وأن الملك بشر من البشر .. لا يملك النفع والضر ..
فقال الناس : آمنا برب الغلام .. آمنا برب الغلام .. آمنا برب الغلام ..
فتسابق أعوان الملك إليه .. وتزاحموا بين يديه .. وقالوا .. أرأيت ما كنت تحذر ؟!
قد والله نزل بك حذرك .. أجزعت أن آمن ثلاثة .. فقد آمن الناس ..
فغضب الملك .. وأمر بالأخاديد والحفر العظيمة .. فحفرت في الطرقات ..
ثم أشعلت فيها النيران .. وجُمع الناس حولها .. وقيل لهم :
من لم يرجع عن دينه أقحمناه فيها .. فجعل المؤمنون يتساقطون في النار .. رجالاً ونساءً ..
كباراً وصغاراً .. شيباً وشباناً .. حتى جاءت امرأة .. ومعها صبي لها صغير .. ترضعه ..
فقيل لها .. ارجعي عن دينك وإلا قذفناك في النار ..
فنظرت إلى حفر النيران .. فرأت الناس تذوب فيها أجسادهم .. وتتفجر رؤوسهم ..
وتسيل دماؤهم .. فخفضت رأسها تنظر إلى صغيرها .. فإذا فمه على ثديها ..
يرضع من لبنها .. فتقاعست أن تقع في النار .. وكادت أن تطاوع الكفار ..
فأنطق الله ولدها .. فقال لها .. يا أماه .. اصبري فإنك على الحق ..
فقذفت نفسها في النار ..
ومات المؤمنون .. والملك وأعوانه ينظرون ..
لكن الله فوقهم يرقب .. والملائكة تشهد وتكتب .. والله يخبر بسخطه ويغضب ..
( قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ *إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ *
وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ *
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوافَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ) ..
نودع هذا البطل ونلقاكم على خير
مع جزء جديد من كتاب"وداعاً أيها البطل"
والأن ننتقل إلى الفقرة الثانية من برنامجنا:
هم رجال حطوا رحالهم فى الجنة فهانت أموالهم ونفوسهم أمام جنة الرحمن فهنيئا لهم
ونسأل الله أن نفوز فوزهم
أحد هؤلاء الرجال هو الصحابى الجليل:أبا الدحداح
كان الرسول محمد صلي الله عليه وآله سلم يجلس وسط أصحابه عندما دخل شاب يتيم إلى الرسول يشكو إليه
قال الشاب ( يا رسول الله ، كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق البناء نخله هي لجاري
طلبت منه ان يتركها لي لكي يستقيم السور ، فرفض ،طلبت منه إن يبيعني إياها فرفض )
فطلب الرسول ان يأتوه بالجارأتي الجار الي الرسولوقص عليه الرسول شكوي الشاب اليتيم
فصدق الرجل علي كلام الرسول
فسأله الرسول ان يترك له النخله او يبيعها له فرفض الرجل
فأعاد الرسول قوله ( بع له النخله ولك نخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام )
فذهل اصحاب رسول الله من العرض المغري جدا جدا
فمن يدخل النار وله نخله كهذه في الجنه
وما الذي تساويه نخله في الدنيا مقابل نخله في الجنه
لكن الرجل رفض مرة اخري طمعا في متاع الدنيا
فتدخل احد اصحاب الرسول ويدعي ابا الدحداح
فقال للرسول الكريم
أأن اشتريت تلك النخله وتركتها للشاب ا لي نخله
في الجنه يارسول الله ؟
فأجاب الرسول نعم
فقال ابا الدحداح للرجل
أتعرف بستاني يا هذا ؟
فقال الرجل ، نعم ، فمن في المدينه لا يعرف بستان ابا الدحداح
ذو الستمائه نخله والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حوله فكل تجار المدينه يطمعون
في تمر ابا الدحداح من شده جودته
فقال ابا الدحداح ،
بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطي
فنظر الرجل الي الرسول غير مصدق ما يسمعه
ايعقل ان يقايض ستمائه نخله من نخيل ابا الدحداح مقابل نخله واحده فيا لها من صفقه ناجحه بكل المقاييس
فوافق الرجل واشهد الرسول الكريم (صلي الله عليه وآله سلم) والصحابه على البيع وتمت البيعه
فنظر ابا الدحداح الي رسول الله سعيدا سائلا
(أ لي نخله في الجنه يارسول الله ؟)
فقال الرسول (لا ) فبهت ابا الدحداح من رد رسول الله
فأستكمل الرسول قائلا ما معناه
(الله عرض نخله مقابل نخله في الجنه وانت زايدت على كرم
الله ببستانك كله ، ورد الله على كرمك وهو الكريم ذو الجود
بأن جعل لك في الجنه بساتين من نخيل اعجز
على عدها من كثرتها
وقال الرسول الكريم ( كم من مداح الي ابا الدحداح )
(( والمداح هنا – هي النخيل المثقله من كثرة التمر عليها ))
وظل الرسول يكرر جملته اكثر من مرة لدرجه ان الصحابه
تعجبوا من كثرة النخيل التي يصفها الرسول لابا الدحداح
وتمني كل منهم لو كان ابا الدحداح
وعندما عاد الرجل الي امرأته ، دعاها الي خارج المنزل
وقال لها
(لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط )
فتهللت الزوجه من الخبر فهي تعرف خبرة زوجها في
التجاره وشطارته وسألت عن الثمن
فقال لها
(لقد بعتها بنخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام )
فردت عليه متهلله (ربح البيع ابا الدحداح – ربح البيع )
فمن منا يقايض دنياه بالاخرة ومن منا مستعد للتفريط في ثروته او منزله او سيارته مقابل الجنه ؟؟؟
نسأل الله لنا ولكم أن نحسن التجارة مع الله
ليربح بيعنا وننال الجنة
نترك هؤلاء الرجال الذين أرضوا الله فأرضاهم
وننتقل لفقرتنا الثالثة
من البرنامج:
هذه الفقرة ستكون معطرة بشذى العبر
والنصائح والمقتطفات المتنوعة من
كتب علمائنا جزاهم الله خيرا
1
قال الحسن :
ياابن آدم إنك ناظر إلى عملك يوزن خيره وشره ،
فلا تحقرن من الخير شيئا
وإن هو صغر فإنك إذا رأيته سرك مكانه ،
ولا تحقرن من الشر شيئا فإنك إذا رأيته ساءك مكانه
رحم الله رجلا كسب طيبا وأنفق قصدا وقدم فضلا ليوم
فقره وفاقته ،هيهات هيهات ، ذهبت الدنيا بحال بالها ،
وبقيت الاعمال قلائد في أعناقكم
أنتم تسوقون الناس والساعة تسوقكم
وقد أسرع بخياركم فماذا تنتظرون ؟
جامع العلوم والحكم ,,
من كتاب الوقت أنفاس لا تعود
عبد الملك القاسم .
2
لننظر إلى اللحظات الاخيرة والبقية الباقية من عمر
أبي يوسف يعقوب الانصاري كما يرويها
ابراهيم بن الجراح الكوفي بقوله :
مرض أبو يوسف فأتيته أعوده ، فوجدته مغما عليه فلما افاق
قال لي :يا إبراهيم ماتقول في مسألة ؟
قلت : في هذه الحالة ؟!
قال : ولابأس بذلك ، ندرس لعله ينجو به ناج ؟
ثم قال يا إبراهيم ، أيما أفضل في رمي الجمار ـ
أي في مناسك الحج أن يرميها ماشيا او راكبا ،
قلت : راكبا ، قال : أخطأت
قلت : ماشيا ، قال : أخطأت ،
قلت : قل فيها يرضى الله عنك
قال : أما ماكان يوقف عنده للدعاء ، فالأفضل أن يرميه ماشيا
وأما ماكان لا يوقف عنده فالأفضل أن يرميه راكبا .
ثم قمت من عنده فما بلغت باب داره حتى سمعت
الصراخ عليه وإذا هو قد مات رحمة الله عليه .
لقد بارك الله في أيامهم وأوقاتهم وأعمالهم
لأنهم يرون أيامهم كما قال القائل :
إذا مر بي يوم ولم أقتبس هدى ,,, ولم أستفد علما فما ذاك من عمري
كتاب الوقت أنفاس لا تعود
عبد الملك القاسم .
3
~ قطرة هدهدية ~
هذا هدهد سليمان لما غاب في جولاته فاجأه منظر منكر
من أفظع المنكرات ،الناس يسجدون للشمس من دون الله
فيرجع إلى سليمان منكر بقلبه ولسانه
طالبا إلى ولي الأمر أن يغير بيده فقال
( إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء
ولها عرش عظيم * وجدتها وقومها يسجدون
للشمس من دون الله )
وحلل سبب ذلك :
(وزين لهم الشيطان ماكانوا يعملون )
سبحان الله هذا هدهد صغير علم وجوب الدعوة وفرضية
الأمر والنهي ،فطرة لا اكتسابا ، وبداهة لا تعلما ،
وغيره من البشر يناقشك الساعات الطوال يطلب لك
أن تبين له فرضية الدعوة ،، علم الهدهد هذا وعمل بمقتضاه
فكافأه الله بأن أنقذه من الذبح ، وجعل إيمان أهل اليمن كلهم
على يديه ، بل وكرمه بأن نهى عن قتله
قال القرطبي : لما كان الهدهد داعيا الى الخير
وعبادة الله وحده والسجود له نهى عن قتله
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( نهى عن قتل الصرد والضفدع والنملة والهدهد )
رواه ابن ماجه عن ابي هريرة ,,
كتاب ـ صفقات رابحة ,, خالد أحمد أبو شادي .
4
~ الإحساس نعمة ~
وهذا حق فمن فقد الإحساس فقد فقد الإيمان وأخمد جذوته
قال النبي صلى الله عليه وسلم
( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )
فالمؤمن الحق تلمح في بريق عينيه بوارق البذل ،
وتسمع من فلتات لسانه كلمات البر
وتشم بين ثنايا أفعاله رائحة احتراق النفس ليسعد الآخرون
وفنائها ليحيا البائسون ودفنها في التراب لينبت
على إثرها المحرومون ،
ومن أنواع المواساة : المواساة بالمال
المواساة بالجاه ،
المواساة بالبدن والخدمة ،
المواساة بالنصيحة ،
المواساة بالدعاء
ولبلوغ هذا الاحساس وذروته علامات منها بكاؤك إذا طلب إليك
أن تحسن كما بكى أبو بكر بن سوقة فإنه لما طلب إليه
ابن أخيه شيئا فقال له :
ياعم لو علمت أن مسألتي تبلغ منك هذا ما سألتك ،
قال :
( مابكيت لسؤالك ، إنما بكيت لأني لم أبتدئك قبل سؤالك ) .
كتاب ـ صفقات رابحة ,, خالد أحمد أبو شادي .
وإلى هنا إخوتى وأخواتى
انتهت فقرات لقاء اليوم فقط بقيت معنا فقرة
واحدة هــــى:
ستكون تلك الفقرة هى مسك ختام لقاؤنا الثانى
فمن خلال هذه الفقرة يمكنكم مشاركتنا ما قرأتموه
وما أعجبكم لننال الأجر معاً
ننتظر مساهماتكم وإضافاتكم القيمة
دمتم بخير؛
|