يحكي أخصائي اجتماعي قصته ويقول:
لقد تعرضت لحادث سير مفاجىء أفقدني قدرتي على التحرك لفترة طويلة في المستشفى، لقد كنت في سريري كالمومياء المغطاة بالقماش الأبيض على كل جسمها، وكان بعض الأطباء والممرضون يتداولون اسماً سيئاً لي فيما بينهم "المشلول".
لقد سمعتهم أكثر من مرة يرددون تلك الكلمة وجرحني تصرفهم هذا، لقد اعتقدت بأنني انتهيت، وان هذا المشلول لا فائدة منه، فكيف سأعمل وأنا عاجز عن الحركة وعاجز عن التنقل، لقد تمنيت لو أن الحادث قتلني ولم أنجو منه أبداً.
مضت الأيام وانا أبكي كل ليلة في مكاني الذي لا أستطيع مغادرته، حتى جاءت ممرضة في إحدى الليالي وقالت لي "هل أنت أخصائي اجتماعي كما قالوا لنا وقادر على مساعدة الناس بقضاياهم؟".
فأجبتها "لقد كنت كذلك".
فقالت "وما الذي يمنعك الآن؟"
فقلت "الشلل، حتى أنني لا أستطيع تحريك رأسي كي أرى وجهك".
فمدت يدها وأمسكت بيدي وقالت لي "لتحاول".
فقلت لها تفضلي قولي لي ما تريدين.
شكت لي مشكلتها حول فراق زوجها والطلاق منه، وأنها تعاني كثيراً من ناحية الثقة بالنفس بعد ذلك، وقمت مباشرة بمساعدتها وإعطاء وجهة نظري بالأمر، لقد شدت على يدي أكثر وقالت لي "شكراً لك كلامك يساعدني".
عادت بعد ذلك بضع مرات تسألني وأنا أجيبها، وشعرت بتحسن نفسيتها وبأنني نجحت بمساعدتها على اجتياز أزمتها، ولكن هي لم تعلم الحقيقة الأهم.
الحقيقة الأهم أنها كانت من تساعدني وليس العكس، لقد كنت من دون فائدة ولكنني بعد أن ساعدتها أصبحت بفائدة، لقد تعلمت درساً مهماً "أكثر شخص يستفيد من مساعدة غيره هو نفس الشخص الذي يقدم المساعدة".
