السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكن أخواتى الحبيبات؟
تلك رسالتى الثالثة إليكن
خرجت من قلبى حقاً وأدعو الله أن تصل لقلوبكن مباشرة
الحقيقة تلك الرسالة قد جهزتها من فترة ولكنى لم أجد الوقت الملائم لطرحها
واليوم لا أدرى لما أشعر أنه الوقت المناسب لأذكركن ونفسى بكلمات قد نكون نسيناها
سأترككن مع هذه التصاميم والكلمات وبعدها سيكون لنا حديث....
صبراً غاليتى
لماذا أنت حزينة هكذا ؟..
وما هذه الهموم التي تخفينها بين أضلعك ؟..
لقد أتعبك الأرق والسهر، وذوى عودك وذهبت نضرتك..
لماذا كل هذه المعاناة..؟
فهذا أمر قد جرى وقدر،
ولاتملكين دفعه إلا أن يدفعه الله عنك،
ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها،
فلا تكلفي نفسك من الأحزان مالا تطيقين !..
استغلي مصيبتك لصالحك لتكسبي أكثر مما تخسرين،
كي تتحول أحزانك إلى عبادة الصبر العظيمة
– عفواً – إنهاعبادات كثيرة وليست واحدة !
كالتوكل..والرضا..والشكر.
فسيبدل الله بعدها أحزانك سروراً في الدنيا قبل الآخرة،
لأن من ملأ الرضا قلبها فلن تجزع من مصيبتها،
وهذا والله من السعادة..
ألا ترين أن أهل الإيمان أبش الناس وجوها
مع أنهم أكثرهم بلاء !
فكوني فطنة..
فالدنيا لا تصفو لأحد وكلما انتهت مصيبة أتت أختها..
وقد قيل :
إذاأنت لم تشرب مرارا على القذى ---
ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
ياصابرة..
ربما وجدت نفسك فجأة في بحر الأحزان تغالبين أمواج الهموم القاتلة وهي تعصف بزورقك الصغير..
بينما تجدفين بحذر يمنة ويسرة..ولكن الأمواج كانت أعلى منك بكثير ولم يبق إلا أن تطيح بك..
وفي تلك اللحظات السريعةأيقنت بأن لا مفر لك من الله
إلا إليه فذرفت عيناك..وخضع قلبك معها..
واتجه كيانك كله إلى الكريميدعوه يا رب..ياالله ..
يا فارج الهم فرج لي..
هنا سكن بحر أحزانك.. وهدأتأمواجه العالية..
وسار قاربك فوقه بهدوء واطمئنان..
إن شيئاً من الواقع لم يتغيرسوى ما بداخلك..
قال الله تعالى{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}
(الرعد:11).
لقد تحول جزعك إلى تسليم،وسخطك إلى رضا..
فاجعلي هذه الهموم والأحزان أفراحا لك في الآخرة واحتسبي:
1-أجر الصابرين، فالصابرة يكب عليها الأجر بلاعد ولاحد،
قال الله تعالى{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر:10).
2-أن تفوزي بمعية القوي العزيز، قال الله تعالى
{َواصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
(الأنفال:46).
3-أن يحبك الله وما أنبلهامن غاية، قال الله تعالى
{وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}
(آل عمران:146).
4-أن تكون لك عقبى الدار، قال الله تعالى
{وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا
مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ
أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ
مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ
مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ
فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24)}
[الرعد : 22 - 24]
5-احتسبي في صبرك على مصيبتك أن ينصرك الله
ويجبر كسرك وتكون العاقبة لك، قال الله تعالى
{فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}
(هود:49).
6-أن تكوني من المفلحين الناجين، قال الله تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
(آلعمران:200).
7-المغفرة والأجر الكبير، قال الله تعالى
{إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ
مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}
(هود:11).
8-أن تنالي صلوات من ربك ورحمة وهداية لما يحبه ويرضاه..
قال الله تعالى {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِالصَّابِرِينَ
(155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ
رَاجِعُونَ (156)أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}
(البقرة:155-157).
9- انظري إلى الأشجار في فصل الخريف كيف
تتساقط أوراقها ما أروع هذا المنظر!..
إن احتسابك للمصيبة سيجعل ذنوبك تتساقط كما
تحط الشجرة ورقها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله [ به] سيئاته كما تحط الشجرة ورقها"رواه البخاري
الصبرليس فقط على أقدار الله المؤلمة.. إنما هناك أيضا الصبر على طاعة الله وتنفيذ أوامره..
كذلك الصبرعن فعل المعاصي.. فلا تنسي أن تحتسبي تلك الأجور في جميع أنوع الصبر..رزقك الله ثواب الصابرات.
قال بعض السلف:
( لولا مصائب الدنيا لوردنا القيامة مفاليس )
صبراً غاليتى...تلك رسالتى لكل من تواجه هموم وأحزان ومصائب فمهما بلغت مصائبك من الشدة لن تكون بمثل
ما أصيب به حبيب قلوبنا وشفيعنا محمد.صلى الله عليه وسلم . لن تبلغ من الشدة ما واجهه الصحابة
رضوان الله عليهم
أخواتى فى الله...
تلك الرسالة بالتحديد أوجهها لحبيباتى فى المنتدى
اللاتى يتعرضنللجرح أو المعارضة أو الخصومات
فيأخذن هذا على عاتقهن وكأنها نهاية العالم
أعلم أنكن حساسات حبيباتى ولكنكن مسلمااااااااااااااات
والمسلمة تمتثل لأمر الله .سبحانه وتعالى. وتقتدى بحبيبها .صلى الله عليه وسلم.
أعلم أنكن مجروحات ولكنكن لن تنلن لقب الصابرات بسهولة
صدقاً ما يحدث معنا هنا لنجعله تدريب على الصبر والاحتمال
أخواتى الغاليات... أريد منكن أن تكون هممنا
تتجاوز كل الصعوبات من أحزان وجروح وغضب
...فلنجعل تلك المشاعر
سلالم نرتقى عليها لنصل لسعادة القلب التى ننشدها
...فلنجعل تلك المشاعر
أكبر دافع لنقدم أفضل ما لدينا لنتحدى أنفسنا
ونتحدى من يسبب لنا هذه الجروح ...كونى مسلمة قوية صابرة صانعة أجيال تحمل راية الإسلام بكل فخر وعز .
تحياتى إليكن أخواتى الحبيبات فما فى القلب كثير
وأرجو أن تشعر قلوبكن بما فى قلبى
أختكن فى الله؛
همسات مسلمة فقيرة لعفو ربها