حوار الحقّ و الباطل
الباطل
أنا الفخرُ الذي لا غشَّ فيهِ
أنا المجدُ الذي يمشي بتيهِ
أنا الإعجازُ يُعلي مِنْ مقامي
و عندي الخيرُ، إحساني يُريهِ.
الحقّ
هُراءٌ كاذبٌ ما تدّعيهِ
و هذا واضحٌ فيما عليهِ
بنيتَ القولَ في وهمٍ عظيمٍ
دليلَ الضعفِ و الفكرِ السّفيهِ.
الباطل
لماذا تدّعي أنّي كَذوبٌ
و أنَّ الفخرَ، ما أدعو إليهِ
بعيدٌ عنّا، أو قلْ ليس فينا
و نحنَ اليومَ لا نقوى عليهِ؟
الحقّ
عزيزي قد وقفتَ اليومَ تدعو
جموعَ القومِ درءاً للكريهِ
و تدري واثقاً، من أنَّ هذا
نداءٌ واهمٌ، ما بالنبيهِ.
الباطل
ملكنا قوّةً، خضنا حروباً
و جئنا الفتحَ نصراً في بنيهِ
نشرنا العدلَ في كلِّ البلادِ
فأينَ السوءُ، فيما تدّعيه؟
الحقّ
ملكتم بالقتالِ المُرِّ أرضاً
أبحتم كلَّ جرمٍ، هل تعيه؟
و زدتم في علوّ الجهلِ جهلاً،
بلاءٌ داؤكم منكم و فيهِ.
الباطل
حرامٌ. إنّ هذا بالتجنّي
على تاريخنا، أو ما يليهِ
فنشرُ الدينِ مطلوبٌ جهاداً
و قهرُ الناسِ، بالأمرِ البديهِي.
الحقّ
تجمّلْ صاحبي عدلاً و حقّاً،
و قيّمْ ما أراهُ، أبتغيهِ
منَ الإنصافِ، فاللهُ المُحِبُّ
يمجُّ القتلَ، لا يدعو إليهِ.
__________________