عرض مشاركة واحدة
قديم 07-30-2012, 11:11 PM   رقم المشاركة : 6
بَـوح قلميـﮯ
عضو مبتدئ





 

الحالة
بَـوح قلميـﮯ غير متواجد حالياً

 
بَـوح قلميـﮯ عضوية ستكون لها صيت عما قريب

شكراً: 5
تم شكره 245 مرة في 59 مشاركة

 
افتراضي رد: الامل الضائع ( مشترك بالمسابقة / قصة مقتبسة فكرتها )






كانت الشمس على وشك الشروق عندما وصل ياسر إلى أطراف القرية
المدينة تبعد 150كم عن القرية و على حدودها توجد ثكنة لقوات العدو و بسبب موقع المدينة و أهميتها الإستراتيجية للعدو فلم يقم بقصفها بالطائرات و إنما اجتاحها لتكون تحت سيطرته
لم تكن هناك وسائل نقل متوفرة , سار ياسر على الطريق مسافة طويلة حتى أنهكه التعب
و فجأة لمح شاحنة من بعيد تحمل رمز اليونيسيف
أنها شاحنة مساعدات فكان عليه أن يغتنم الفرصة
وقف في معترضاً طريق الشاحنة فتوقفت
نظر السائق إليه باستغراب
و بعد حوار و رجاء اقنع ياسر السائق أن يقله إلى مسافة قريبة من المدينة
و بالفعل ترجل ياسر من الشاحنة قبل الثكنة العسكرية , و سار على قدميه لم تكن هناك أسوار تحيط المدينة و لكن كانت هناك دوريات مستمرة و بعد جهد جهيد استطاع الدخول
كانت الأوضاع هادئة نسبياً الناس تسير بحذر و تنظر للآخرين بريبة كان بعض الجنود يتسكعون
هنا و هناك
بعد البحث استطاع أن يصل إلى صيدلية و لكنها كانت مغلقة , جلس ياسر ينتظر و قد بان على ملامحه التعب الشديد و بعد مرور ساعتان جاء تمكن من الحصول على آخر عبوة من الدواء
رجع مسرعاً , كانت صورة والده لا تفارق مخيلته
حاول الخروج من المدينة بدون أي معرقلات , تسلل من نفس الطريق
و بالفعل استطاع الخروج و وصل إلى الطريق الرئيسية , و فجأة مرت دورية للعدو ركض ياسر مسرعاً باتجاه الأشجار على جانب الطريق , و فجأة دوى صوت انفجار لعبوة زرعت على الطريق المؤدي للمدينة
تناثرت أشلاء الجنود مع الشظايا و انتشرت و لكن ما لم يكن بالحسبان أن هناك مصفحة أخرى للعدو كانت تقترب و سرعان ما انتشر الجنود على جانبي الطريق بحثاً عن الفاعلين أحس ياسر باقتراب الخطر
فقرر الهروب و بنما كان يشق طريقه بين الأشجار لمحه أحد الجنود فأطلق عليه النار , الرصاصة الأولى لم تصبه
أما الثانية فأصابته في ساقه اليمنى فسقط مكباً على وجهه , الثالثة أصابته في خاصرته حاول النهوض ولكن قواه لم تساعده على القيام , فزحف إلى الأمام محاولاً الابتعاد , جاءه الجندي و رفسه في بطنه فتقيأ دماً و قبل أن يلتقط أنفاسه ضربه بأخمص البندقية على جبهته فسال الدم على عينيه , و قبل أن يوجه له ضربة أخرى , استخرج ياسر سكيناً من جيبه و غزها في قدم الجندي و ما هي إلا لحظات حتى سُمع إطلاق النار
.......................................
في الجانب آلاخر كانت الاشتباكات بين العدو و الجماعات المسلحة في أشدها , حيث كانت العبوة المزروعة في الطريق هي جزء من الخطة الموضوعة من قبل الشباب المسلحين
تزايد إطلاق النار بكثافة لتأتي لحظة هدوء معلنة انتهاء المواجهة
.............
الأول : من هذا الشاب ؟
الثاني : لا أعرف , لكن من ملابسه يبدو انه من المدينة
الأول : هل لا زال على قيد الحياة ؟
الثاني وهو يتحسس نبضه : نعم لكن نبضه بطيء
الأول : كيف تمكن وهو في هذه الحالة أن يقتل الجندي !!!
كانت أصواتهم تبدو كهمهمة مبهمة و وجوههم غير واضحة مختفية خلف الكوفيات
و رائحة البارود تفوح من ملابسهم
ماذا حدث ؟ من هؤلاء ؟
تساءل ياسر في نفسه , و وبدون تفكير مد يده إلى جيبه ليتحسس عبوة الدواء , و ما أن أطمأن عليها
حتى تنفس الصعداء
الأول : ماذا تفعل يا هذا ؟ من أنت؟
الثاني : يا رجل انهُ لا يقوى على الحراك ألا تراه لقد نزف كثيراً
فقد ياسر وعيه من جديد
كانت جراح ياسر بليغة و قواه الخائرة زادت وضعه سوءاً
يبدوا أنها معركته الأخيرة و لكنها لم تحسم بعد , فلابد أن يصل الدواء إلى والده المحبوس في ذلك الكوخ في القرية
كان لزاماً عليه أن يتمسك بالأمل هذه المرة
................
: من هذا ؟ ولماذا جئتم به إلى هنا ؟
الأول : وجدناه بقرب احد الجنود
: لعله عميل , كيف تحضروه إلى هنا
الأول : أسأله هو من أصر على أن نحضره إلى هنا , فهو مجهول الهوية و ليس لدينا ما نداويه به
الثاني : إلا ترى حاله و ملابسه لا يبدو لي انه عميل
: هل فتشتموه ؟
فتشو ملابسه فلم يجدو فيها غير عبوة الدواء و بعض النقود , وحول عنقه كانت هناك سلسة فيها مفتاح علاه الدم والصدأ .
اتسعت حدقتا عينيه , ليس هناك غيره هذا الدواء كان يعطيه لوالده , و هذا مفتاح الكوخ الذي أعطيته له
ما الذي جاء به إلى هنا ؟!
أيعقل أن يكون هذا هو يـــ ....
استفاق ياسر , لكـن هذه المرة شعر بدنو أجله و بأن روحه تستل من جسده الواهن شيئاً فشيئاً
كان الأمل بأن يصل الدواء إلى والده هو ما يبقيه متمسكاً بأنفاسه المتثاقلة
أحس بأن هناك شخص يحتضنه بقطرات دافئة تتساقط على وجهه الذاوي
هل يعقل أن يكون هذا والدي ؟! أخي مازن ؟!
أم إنني في العالم الآخر
هل خسرت معركتي الأخيرة معها ؟
هل ضاع الأمل من جديد , وهل كان الأمل موجود أصلاً ؟
فتعالى صوتُ من بعيد معلناً أن الغد هو أول أيام العيد
...................
فتح فؤاد الباب , نظر إليه الأب نظرة خالية من كل أدراك و كأن الزمن توقف منذ البارحة
كان منزوياً في ركن الكوخ و هو يطبق بقبضته على مسبحته
الأب : من أنت ؟
فؤاد و هو يلملم شتات أفكاره المبعثرة : أنا ياسر أحضرت لك الدواء







رد مع اقتباس
5 أعضاء قالوا شكراً لـ بَـوح قلميـﮯ على المشاركة المفيدة: