07-30-2012, 11:09 PM
|
رقم المشاركة : 5
|
شكراً: 5
تم شكره 245 مرة في 59 مشاركة
|
رد: الامل الضائع ( مشترك بالمسابقة / قصة مقتبسة فكرتها )
أيام رمضان في ضل الحرب و التهجير ذات طعم مختلف فالجوع و العطش هو آخر ما يفكر به الصائم , ولعل ترقب أخبار الأهل و الأحبة هو أهم من انتظار وقت الإفطار مرت الأيام على ياسر و أبيه في هذه القرية النائية بصعوبة
استطاع فؤاد أن يوفر لهم كوخا ليسكنوا فيه , كان ياسر يرى في صديقه ( فؤاد ) فسحة الأمل التي لولاها لضاق عليه العيش و في أحد الأيام جاء فؤاد إلى ياسر و لكنه هذه المرة لم يكن مبتسماً , غمر ياسر إحساس غريب و تسأل في ذاته هل ستأخذينه أيضا مني ؟ ياسر : بخير و الحمد لله , كيف حالك أنت؟ فؤاد : الحمد لله , جئت لأودعك , لقد مللت التفرج أريد المشاركة ياسر : تودعني ! تشارك ! بمــــــاذا ؟ فؤاد : لقد انضممتُ إلى الجماعات المسلحة لمقاومة العدوان , فالســــاكت عن الحق قاطعه ياسر : و ماذا تعرف عن القتال و السلاح ؟ فؤاد : سأتعلم كل شيء و أدافع عن ما بقي من بلدي ياسر : أنتَ ما بقي من بلدك فهل تضحي بما بقى ؟ فؤاد : النقاش معك عقيم يا صديقي , سأذكرك بخير دائماً أعتني بنفسك و بوالدك تعانقا و مضى كل شخص لسبيله .......................... و مرة أخرى تأخذ الحرب عزيزاً من ياسر و يخسر معركته معها لم تبقى من حبات الدواء سوى حبة واحدة , و باءت كل محاولات البحث عن الدواء او بديله بالفشل و بعد تفكير عميق قرر ياسر أن يذهب إلى المدينة المجاورة لإحضار الدواء كان وقت السحر و هو ينظر إلى وجه والده المتعب و خطوط التجاعيد التي ازدادت في الآونة الأخيرة و يستمع إلى صوت مسبحته التي لا تفارق يده و كأنه يعد الثواني بانتظار شيء ما سأله ياسر : كيف حالك اليوم ؟ الأب : الحمد لله لم يبقى من رمضان إلا يومين الأب : تبدو مهموماً ما بك ؟ ياسر: لا شيء لم يبقى على الآذان سوى لحظات فلنستعد و لأول مرة يصلي ياسر إلى جانب أباه و كأنها صلاته الأخيرة و كأنها صلاة مودع و مفارق , نظر إلى والده تضاربت ذكريات الماضي و صور الواقع المرير, ثار في داخله ذلك التساؤل أين انضوى ذلك العملاق؟ كيف أنمحى صوته المدوي في قاعات الجامعة و نقاشاته المنتصرة دائماً الأب : ما بك اليوم يا ولدي ؟ ياسر : لا شيء , لدي اليوم عملُ سأقوم به و سأعود قبل موعد الإفطار ياسر: لا تقلق سأحاول العودة مبكراً ياسر: أطمأن يا أبتي ستراني بقربك عندما تستيقظ قالها ياسر وهو يغطي والده الذي استلقى في فراشه و بدا عليه الاستغراب فهو غير معتاد على كلمة ( أبتي ) من ياسر خرج ياسر و اقفل الباب و وضع المفتاح في سلسلة في عنقه و غادر
|
|
|