عرض مشاركة واحدة
قديم 07-30-2012, 11:09 PM   رقم المشاركة : 4
بَـوح قلميـﮯ
عضو مبتدئ





 

الحالة
بَـوح قلميـﮯ غير متواجد حالياً

 
بَـوح قلميـﮯ عضوية ستكون لها صيت عما قريب

شكراً: 5
تم شكره 245 مرة في 59 مشاركة

 
افتراضي رد: الامل الضائع ( مشترك بالمسابقة / قصة مقتبسة فكرتها )






كانت قرية صغيرة مختفية بين التلال تحكمها سلطة العشيرة الأقوى, كانوا ينظرون للاجئين و كأنهم كائنات من كوكب آخر على الرغم من أنهم وفروا لهم ألمأوى و الغذاء
أحس ياسر بغربة شديدة عندما رمقته إحدى عجائز القرية بنظرة قاسية قائلة ستجلبون لنا الموت
ناول والده حبة الدواء قائلاً : ألا تذكرك هذه القرية بالريف الفرنسي ؟
الأب و هو يتناول دواءه : تتحدث و كأنك سافرت إليه
ياسر : ههههههــ و ما أدراك لعلي أصبح سفيراً لبلادي في فرنسا , إن بقيت بلادي على الخارطة
الوالد : ستبقى و ستعيش حياتك و تحقق أحلامك يا ولدي
ياسر : أتدري ماهو أجمل مافي الأحلام يا بروفسور ؟
أنها تبقى أحلام
جاء رجل من القرية يقول له وفرنا مكان لمبيت النساء و الأطفال أما الرجال فسنوفر لهم الأغطية
التفت ياسر إلى أباه
وقال : ستمضي ليلتك تراقب النجوم يا بروفسور هههه لا بأس بذلك لعلنا نكتشف نجماً جديداً
الأب ضاحكاً: دائماً هناك أمل يا بني , تمسك بحبل الرجاء
ياسر : يبدو انه لا يوجد أمامي إلا هذا الخيار
أعد ياسر فراش والده و استلقى الأب و سرعان ما أسلم عينيه إلى النوم من شدة التعب
بقي ياسر مستيقظاً طول الوقت كان يحس بإرهاق و تعب شديدين
تسلل إلى مسامعه صوت ٌ عذب فقام من مكانه مستعيناً بمصباح يدوي
و اتجه نحو الصوت الذي كان يأتي من مكان يبعد خطوات عنهم
كان هناك شاب في مقتبل العمر يتلو القرآن عن ظهر قلب بخشوع و حزن في نفس الوقت , جلس ياسر على مقربة
منه أطبق عينيه استمع إليه بكل جوارحه , تذكر أيام ليالي رمضان عندما كان يذهب بصحبة
أخيه الأكبر( مازن ) إلى حلقات القرآن في المسجد حيث تحتشد الأصوات المرتلة
و كان صوت أخاه ( مازن ) هو الأجمل
ختم الشاب تلاوته , و عندما هم بالنهوض انتبه إلى ياسر الغارق بالذكريات
فوضع يده على كتفه قائلاً : استيقظ يا أخي الجو بارد و لم تبقى سوى ساعة عن آذان الفجر
فتح ياسر عيناه و نظر إليه
كان وجه الشاب بشوش طلق عيناه السوداوين و بشرته السمراء تكسبه لمحة جمال
و ملابسه البسيطة تدل على انه من أهل القرية
ياسر : لم أكن نائماً كنتُ استمع لتلاوتك فقط
الشاب : ههـ حسناً أنا ( فؤاد ) من سكان القرية و مد يده لياسر ليصافحه
نظر إليه ياسر نظرة استغراب , و صافحه
ياسر : تشرفت بلقائك
فؤاد : أهلا و سهلاً إذا احتــــــ قاطعه ياسر وهو يسحب يده يغادر
: علي الذهاب
فؤاد مستغرباً : حسناً إلى اللقاء
رجع ياسر متسائلاً ياله من شخص غريب و كأن العالم في واد و هو في وادٍ آخر
استلقى ياسر بجانب والده و قد أنهكه النعاس و التعب و استسلم للنوم
.............................
الله أكبـــــــــــــر
الله أكبـــــــــــر
كان صوت الآذان يخلب الألباب
حيث الأجواء الصافية و أنفاس الكائنات النقية
استيقظ ياسر و هو يعرف صاحب هذا الصوت
أنه فؤاد
ياله من ........
نهض الجميع لأداء فريضة الفجر
في الصباح جاء ( فؤاد ) و معه الفطور وزعه على الموجودين
كان ياسر يغط في نوم عميق , و عندما أحس بحرارة الشمس تلفح وجهه استيقظ وجد الوقت قد تأخر
ألتفت من حوله فلم يجد والده , و بعد يحث وجده عند النهر مع فؤاد !!!
كانا مستغرقان بالحديث و شرب الشاي
التفت فؤاد إلى ياسر مبتسما تعال لتشرب معنا الشاي
ياسر : شكراً , بروفسور تعال لتناول دواءك
الأب : حسناً و هو يناول قدح الشاي الفارغ لفؤاد , اشكر لطفك يا بني
فؤاد : عفواً إذا احتجت لأي شيء أنا موجود
ياسر : هيا بنا يا بروفسور و هو يرمق فؤاد بنظرة تعجب
كان ياسر و فؤاد عل طرفي نقيض
الأول عاش مرارة الحرب و فقد الأحبة فأصبح إنسانا ساخراً متشائماً على الرغم من صغر سنه
الثاني . عاش حياة بسيطة دافئة بعيدة عن الصخب فأصبح إنسانا متفائلاً مرحاً يحب الاختلاط بالآخرين
فهل سيصبح هذا الاثنان أصدقاء ؟
كانت الأخبار الواردة تفيد بأن العاصمة أصبحت مدينة للأشباح خالية من أي حياة إلا مظاهر القتل و الدمار و أصبحت ما يشبه القاعدة العسكرية و بدأ العدوان يزحف شيئاً فشيئاً إلى المدن والقرى الأخرى لنشر القتل و الفساد
فالحرب لا تأتي بالسلام
......................
بدأت حبات الدواء بالتناقص , و بدأ القلق يغزو فكر ياسر من أين يأتي بالدواء و هو شبه محاصر في هذه القرية
العدوان من جهة و الجماعات المسلحة من جهة و ليس لديه وسيلة تساعده على الوصول إلى اقرب مدينة على أمل أن هناك مدينة لم تطلها أيد الدمار .......و....... و
جالت الأفكار في رأسه و دارت , وضع رأسه بين ركبتيه و استسلم لليأس و قبل أن تنزل دمعة من عينه
أحس بيد على كتفه رفع رأسه فوجده ( فؤاد ) مبتسماً
و بدون أي مقدمات سأله بعصبية : كيف لك أن تبقى هكذا
فؤاد: ماذا تقصد ؟
ياسر: اقصد هذه الابتسامة التي تقتلني
فؤاد : وهل املك غير الابتسامة لأبادرك بها ؟ أنت لا تحتاج لا إلى طعام و لا إلى مأوى
أنت بحاجة إلى الأمل يا صديقي
ياسر : هههه وأين يعيش الأمل في وسط هذا الدمار ؟ يبدو انك تعيش في عالم وردي
فؤاد : ابحث عنه و ستجده , نسيت أن أقول لك رمضان كريم
غداً هو اليوم الأول إن شاء الرحمن
..........
في هذه الإثناء عقدت بينهما رابطة الصداقة بدون أن يشعرا و لأول مرة يضحك ياسر من قلبه و بدون سخرية
و في باله سؤال : كيف ستكون خاتمة هذه الصداقة






رد مع اقتباس
5 أعضاء قالوا شكراً لـ بَـوح قلميـﮯ على المشاركة المفيدة: