عرض مشاركة واحدة
قديم 07-30-2012, 11:08 PM   رقم المشاركة : 3
بَـوح قلميـﮯ
عضو مبتدئ





 

الحالة
بَـوح قلميـﮯ غير متواجد حالياً

 
بَـوح قلميـﮯ عضوية ستكون لها صيت عما قريب

شكراً: 5
تم شكره 245 مرة في 59 مشاركة

 
افتراضي رد: الامل الضائع ( مشترك بالمسابقة / قصة مقتبسة فكرتها )





أجمل ما في الذكريات أنها تتساقط فوق الجراح كزخات المطر الخفيفة
قد تسبب بعض الألم لكنها لكنه تشعره بالسعادة
تراءت له وجوه أحباءه .والدته أخاه الكبير ( مازن ) الذي فقد في هذه الحرب
أغلق ياسر عينيه محاولاً أن يتمسك برؤياه
فغالبه النوم ... استيقظ فجأة على دوي انفجار قريب
جلس نظر إلى الساعة , والده النائم , علبة الدواء
كان صوت آذان الفجر في الجامع القريب خافت جداً
لكنه يمنح الطمأنينة في النفس
أوقد شمعة . توضأ أيقظ والده ، و فجأة سمع أصوات لغط و كلام في الخارج
نظر من النافذة لكن الظلام كان دامساً
خرج مسرعاً كان الرجال مجتمعون بقرب الجامع .... يتناقشون بهستريا
يجب أن نذهب لقد وصلوا إلى حدود العاصمة .. سيتوقفون عن القصف و يبدأ الاجتياح
نحن نخاف على أعراضنا
من هؤلاء الكلاب . ما بين معارض و موافق بقي ياسر واجماً عصفت الأفكار برأسه
استدار ياسر و أسرع إلى المنزل كانت خطواته واسعة و ثابتة و جبينه مقطب
لن أغادر لن اترك هذا المكان لن تنتصر علي هذه الحرب , لن تنتزعني من جذوري
مدرستي ، طفولتي ، قبر والدتي
لن اترك المكان و ما أن وصل إلى بيته , اخرج المفتاح فتح الباب
رأي ما جعله يغير كل قراراته ..........
كان والد ياسر يجلس القرفصاء في زاوية الغرفة
عيناه خاليتان من أي بريق .... لم يرى ياسر سوى تلك النظرة القاسية في عيني والده
كانت إحدى حالات المرض ... كان مرعوباً خائفاً كطفل صغير تائه لم يعرف وجه ولده
اقترب منه ياسر لكنه ارتعد منه حاول أي يهدئ من روعه لكن عبثاً كان يحاول
نظر ياسر من حوله ... نظرة غارقة في التيه
نهض و اخرج حقيبة وضع فيها ما سقطت عليه يداه ، و قرر أن يترك المكان لينجو هو ووالده من ما يقد يحصل
بعد اجتياح المدينة
و ما أن بزغت الشمس حتى أغلق ياسر الباب و لكنه هذه المرة لم يقفل الباب


كل من في المدينة قرر المغادرة الرجال متوترون و النساء و الأطفال أبصارها شاخصة إلى المصير الذي ينتظرهم الجميع يسيرون و يجدون في السير حتى وان كان سيرهم نحو مجهول !
كان الحصول على واسطة نقل في هذه الظروف من الأمور الشبه مستحيلة , فالسير على الأقدام هو الوسيلة الوحيدة المتاحة , سار ياسر ووالده ضمن الركب نحو الضواحي القريبة علهم يجدون شيئاً من الأمان و أثناء ذلك كان القصف يشتد شيئاً فشيئاً اغلب البنايات تم قصفها مسبقاً فكانت التجمعات البشرية الهاربة هي ما يقع في مرمى القنابل
و بالفعل كان الهجوم علي قوافل الناس الهاربة .... تملك الذعر في الناس و تصاعدت سحب الدخان
و انتشرت رائحة الدماء الجميع كانوا يسيرون دون أن يلتفتوا إلى الوراء , و في وقت قصير انتشرت الجثث في الطريق صغار و كبار و رجالاً و نساء .
تسأل ياسر في نفسه : هل نحن فارون من الموت إلى الموت ؟!
كانت بشاعة المنظر تقشعر لها الأبدان
و فجأة لاح من بعيد جرار زراعي أسرع إليه الجميع ليقلهم إلى اقرب مكان آمن





رد مع اقتباس
5 أعضاء قالوا شكراً لـ بَـوح قلميـﮯ على المشاركة المفيدة: