07-30-2012, 11:07 PM
|
رقم المشاركة : 2
|
شكراً: 5
تم شكره 245 مرة في 59 مشاركة
|
رد: الامل الضائع ( مشترك بالمسابقة / قصة مقتبسة فكرتها )
ياسر ... ياسر أرجوك بني ابتعد عن النافذة . كان هذا صوت والد ياسر أستاذ الأدب الانكليزي الحائز على شهادة الدكتوراه في ترجمة النصوص الأدبية الحديثة و لكنه ألان أحيل للتقاعد بسبب إصابته بمرض الزهايمر في مراحله المبكرة ياسر : لا تقلق يا بروفسور فزجاجنا ضد الرصاص و القنابل و ضد أشعة الشمس كان ياسر ينادي والده بـ (بروفسور ) لأنه لا يزال يراه كذلك رغم إحالته للتقاعد بسبب مرضه الأب : كفاك سخرية أنا أخشى عليك مما تراه ياسر : أنا بانتظار تفتح الأزهار ...... فهو من المشاهد التي تستحق الانتظار بقرب النافذة لم يكن ياسر ساخراً إلى هذه الدرجة و لكن نتيجة ما مر به و ما فقد أصبحت إجاباته كلها ساخرة لعله بهذا يخفي بعض وجعه ياسر : ها قد تفتحت الأزهار يا بروفسور ... أنا ذاهب لأقطف لك باقة ياسمين قالها و هو يرتدي سترته و يلف وشاحه الرمادي الأب : توقف القصف الحمد لله . لا تتأخر ياسر: هههه حسب المعجبات المتجمعات بانتظاري خرج و اقفل الباب و وضع المفتاح في جيبه ... حتى لا يخرج والده بأثره , فيضيع طريق العودة أسرع ياسر نحو جثة فارس ابن جارهم , جثته كانت باردة نظر إليه ياسر , تذكر أيام صباه عندما كانوا يتسابقون إلى البحيرة . كان فراس هو الأسرع و لا ينتظر احد أبدا ياسر : عذراً يا صاحبي لقد تركتك تنتظر طويلاً ... اختنق ياسر بعبرته لكن صوت والد فراس احتضن الوالد ابنه و أجهش بالبكاء ... جاء رجل و قال ليس هناك وقت علينا الإسراع بدفنه بالفعل بدءوا بمراسيم الدفن ... غسلوه و كفنوه و دفنوه ! خلال ساعة . فلم يكن هناك وقت للعواطف كان سباق مع الزمن تذكر ياسر عندما كانوا يسبحون في البحيرة كان فراس يخسر دائماً في تحدي البقاء تحت الماء لأطول فترة لكنه ألان كسب التحدي و سيبقى تحت التراب إلى يوم يبعثون قاطعهم رجل بأن شاحنة المساعدات قد وصلت , أسرع الجميع نحو الشارع العام الكل كان يترقب الصناديق الصغيرة الكل كان مستعجل و خائف فالوقت يمضي و القصف يشارف على البدء استطاع ياسر أن يحصل على صندوق مساعدات بشق الأنفس انطلق إلى البيت مسرعاً . رأي طفلاً يبكي حاول أن يتجاهله لكنه لم يستطع رجع و سأله ياسر: مابك ؟ لماذا تبكي ؟ الطفل : لم احصل على شيء , كيف سأعود لامي و أخوتي فتح الصندوق اخذ منه بعض الخبز و أعطى الصندوق للطفل فرح الطفل كثيراً و كأنه حصل على صندوق العاب ياسر: خذ هذا و انطلق سريعاً إلى البيت و لا تنظر إلى الوراء و إياك أن تبكي مرة أخرى الطفل : حسناً قالها و قد شع بريق الفرح من عينيه أسرع ياسر إلى البيت وقف لبرهة أغمض عينيه محاولا أن ينسى ما مر به و رسم ابتسامة مزيفة على محياه و فتح الباب , أسرع إليه والده لماذا تأخرت ؟ ياسر(و هو يعلق سترته ) : توقفت لمشاهدة فلم يعرض لأول مرة في السينما , صحيح قطفت لك باقة ورد لكن المعجبات أخذوها مني عنوة هههههههه الأب : سيأتي يوماً تعيش حياتك كأي شاب , تمسك بالدعاء و الأمل يا بني كان ياسر ينظر إلى الساعة المعلقة على الجدار ... كل الأشياء تعطلت إلا تلك الساعة لا زالت تعمل كانت هوايته اليومية متابعة عقارب الساعة و عد حبات دواء والده كان هذا يوماً من أيام ياسر ... يقتات على الذكريات التي يطلق لها العنان عندما ينام والده و مر يوم عيد ميلاده كسائر الأيام
|
|
|