اقرأ ما يقوله أحد فلاسفة الغرب وهو :
الكاتب الفرنسي ريجيس دوبريه ؛ في تعليقه على قضية الرسوم
الكاريكاتيرية المسيئة للرسول الله – صلى الله عليه وسلم – معتبرًا :
أنَّ النهج الفكري الأوروبي ما زال استعماريًا .
وطلب دوبريه في لقاء مع أسبوعية ” لو نوفيل أوبسرفاتور
” الفرنسية من الأوروبيين التخلي عن محاولات فرض أفكارهم
على عالم يلعب فيه الدِّين الدور الأكبر . ويقول :
( لقد خلعنا الخوذة ، ولكن تفكيرنا بقي استعماريًا ) .
يقول دوبريه موضحًا : ( نريد أن يكون العالم شبيهًا بنا وإلاَّ حكمنا
عليه بالتخلّف والبربرية ) .
ويضيف : ( أن هذا العيب الحسي التاريخي لدى الفوضويين والإباحيين
في بلداننا يتحدَّر من ضمير محض استعماري ) .
ويقول : ( الغرب يفاخر بنظامه المتعدد النقدي ، ولكنه يرفض التحاور
إلا مع نفسه أو مع شرقيين ذوي ثقافة غربية نُوكِّل إليهم مهمة
إخبارنا بما نحب سماعه ) . أ.هـ . [7]
وأكبر شاهد لما يقول – وقد أدركه قبله ذووا العقول واليقظة –
أنه منذ نادى رؤساء النصرانية من حوالي ثلاثين عامًا بحوار الأديان
وعقدت مؤتمرات لحوار الأديان ؛ فلم يتحرك هؤلاء إلى الإسلام خطوة واحدة ،
وإنما يتحرك إليهم وإلى مناهجهم من يحاورهم ويدعوا إلى حوارهم ،
ولو واجهوهم بحقائق الإسلام لتوقف الحوار ولفر الكنسيون فرار
الأرانب من الأسود .
ويجب التنبه إلى ذوي الثقافة الغربية الحريصين
على هذا الحوار ، ويجب أن تعرف أهدافهم كما انتبه لهم هذا الفيلسوف
وبيَّن واقعهم .
وفي الختام
أدعوا المسلمين – حكامًا وشعوبًا – إلى التَّمسُّك الجاد بالإسلام
والاعتزاز به ، وتربية الحكَّام لأبنائهم وشعوبهم وجيوشهم على الإسلام ؛
عقائده ومناهجه وأحكامه وسياسته عن طريق المدارس والجامعات
والإذاعات والصُّحف والمجلات وشبكات المعلومات ،
وضبط هذه الوسائل وتوجيهها بل وإلزامها بنشر عقائد الإسلام
ومناهجه وأخلاقه .
قال تعالى : ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ
وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) . [ الحج : 41 ] .
وصلى الله على نبيِّنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا .
ملاحظة :
أصل هذا المقال كان بعنوان : [ حرية الرأي ]
للشيخ ربيع كتبه بتاريخ : 21 صفر 1427 هـ .
ثمَّ زاد عليه زيادات نفيسة – لتعمَّ به الفائدة –
بتاريخ 17 جمادى الثانية 1431 هـ .
[1] أخرجه البخاري في كتاب ” الرقاق ” : [ باب : حفظ اللسان ] :
(6475) ، ومسلم في كتاب ” الإيمان ” : [ باب : الحث على إكرام
الجار والضيف ولزوم الصمت إلا عن الخير وكون ذلك كله من الإيمان ] : (173) .
[2] أخرجه البخاري في كتاب ” الرقاق ” : [ باب : حفظ اللسان ] : (6477) ، ومسلم في كتاب ” الزهد والرقائق ” : [ باب : التكلم بالكلمة يهوي بها في النار ]
: (7481) .
[3] انظر ” شرح صحيح مسلم ” للنووي : (18/117) .
[4] “صحيح ” أخرجه أحمد (6/305 رقم : 21511) ،
والترمذي في كتاب : ” الإيمان عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ” :
(2616) ، وغيرهما ، وقال الترمذي : ( حسن صحيح ) .
وانظر ” صحيح سنن الترمذي ” : (590) ، و ” إرواء الغليل ” :
(2/138 رقم : 413) للعلامة الألباني – رحمه الله – .
[5] ” صحيح ” أخرجه أحمد (3/644 رقم : 12279) ،
والترمذي في كتاب : ” البر والصلة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ”
[ باب : ما جاء في الفحش والتفحش ] : (1974) ،
وابن ماجه في كتاب : ” الزهد ” : [ باب : الحياء ] : (4185) ،
وغيرهم ، وقال الترمذي : ( هذا حديث حسن غريب ) . وصححه الألباني في ” صحيح سنن الترمذي ” : (449) ، و ” صحيح سنن ابن ماجه ” : (695) .
[6] ” صحيح ” أخرجه الترمذي في كتاب :
” البر والصلة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ” :
[ باب : ما جاء فيحسن الخلق ] : (2002) ، وابن حبان في ” صحيحه ”
في كتاب : ” البر والإحسان ” : [ باب : ذكر البيان بأن الخلق الحسن
من أثقل ما يجد المرء في ميزانه يوم القيامة ] : (2/230 رقم : 481) ،
وقال الترمذي : ( حسن صحيح ) .
ولشطره الأخير شواهد من حديث عبد الله بن عمر ، وأسامة بن زيد ،
وابن مسعود : راجع ” سلسلة الأحاديث الصحيحة
” للعلامة الألباني – رحمه الله – : (2/536 – 537 رقم : 876) .
[7] ” جريدة الوطن ” – الاثنين 21 محرم 1427 هـ / الموافق
20 فبراير 2006 م : [ العدد : 1970 السنة السادسة - ص 27 ] .