عرض مشاركة واحدة
قديم 07-16-2012, 06:52 AM   رقم المشاركة : 3
البطل الصامت
مراقب سابق






 

الحالة
البطل الصامت  غير متواجد حالياً

 
البطل الصامت  عضوية شعلة المنتدىالبطل الصامت  عضوية شعلة المنتدىالبطل الصامت  عضوية شعلة المنتدىالبطل الصامت  عضوية شعلة المنتدىالبطل الصامت  عضوية شعلة المنتدىالبطل الصامت  عضوية شعلة المنتدىالبطل الصامت  عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 6,294
تم شكره 7,922 مرة في 2,114 مشاركة

 
Oo5o.com (4) رد: معنى حرية الرأي – العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى

ومما جاء في الإسلام من ضبط الأقوال ، قوله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا .
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) . [ الأحزاب : 70 - 71 ] .


انظر إلى قوله تعالى : ( وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ) ، وما فيه من الأمر بضبط
الأقوال المناقضة للفوضى الديمقراطية التي تبيح للإنسان أن يقول
ويفعل ما يشاء باسم حرية التعبير ،
ولو كان سبًا للأنبياء وسخرية بهم .
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ؛ فليقل خيرًا أو ليصمت ) . [1] .
وقال – صلى الله عليه وسلم – :
( إنَّ العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار
أبعد ما بين المشرق والمغرب ) . [2] .


قوله : ( ما يتبين ما فيها … معناه : لا يتدبرها ويفكر في قبحها


ولا يخاف ما يترتب عليها وهذا كالكلمة عند السلطان وغيره من الولاة
وكالكلمة تقذف ،


أو معناه كالكلمة التي يترتب عليها إضرار بمسلم ونحو ذلك
وهذا كله حث على حفظ اللسان ) . [3] .
ونهى الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن قيل وقال وكثرة السؤال .
وأمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بحفظ اللسان وكفه ، فقال السائل –
وهو معاذ ابن جبل – رضي الله عنه – : ( وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به !؟ ) .
فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( ثكلتك أمك !
وهل يكب الناس في النارعلى وجوههم أو على مناخرهم
إلا حصائد ألسنتهم ) . [4] .


وعن أنس – رضي الله عنه – قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :
( ما كان الفحش في شيء إلا شانه وما كان الحياء في شيء إلا زانه ) . [5] .
وعن أبي الدرداء – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم –




قال : ( ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة
من خلق حسن ، وإن الله يبغض الفاحش البذيء ) . [6] .



والآيات والأحاديث في هذه الأبواب كثيرة ، وفيها من الآداب الكريمة


والتربية الراقية على الأخلاق العالية ما يزكي النفوس ويحفظ العقائد


ويحمي الأعراض من الامتهان ، وما لا يعرف قدره إلا الشرفاء النبلاء
أولو الألباب والنهي . فهل يوجد مثل هذا الضبط لحماية الدين الحق
والأخلاق الكريمة والأعراض الشريفة في حضارة الغرب
وديمقراطيتها وتشريعاتها !!؟



أيها المسلمون :


إنَّ الله أرسل الرسل بالآيات البينات للفرقان بين الإيمان
والكفر والتوحيد والشرك والحق والباطل . وسمى القرآن المنزل


على خاتم الرسل فرقانًا ، قال تعالى :


( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ) .
[ الفرقان : 1 ] .
وفي الحديث : ( ومحمد فرق بين الناس ) . وسمى الله معركة بدر فرقانًا .


قال تعالى : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ


وَلِذِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللهِ


وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الفُرْقَانِ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ ) . [ الأنفال : 41 ] .


يعني : يوم بدر الذي أعزَّ الله به الإسلام ونصره وأهله على الكفر والكافرين .
وقال تعالى عن هذا اليوم وهذه المعركة الحاسمة الفارقة بين الحق والباطل :


( وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ
تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الكَافِرِينَ .
لِيُحِقَّ الحَقَّ وَيُبْطِلَ البَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ المُجْرِمُونَ ) . [ الأنفال : 7 - 8 ] .







وإحقاق الحق وإبطال الباطل أمر شرعه الله وأراده شرعًا في كل زمان ومكان .
وأعداء الله يريدون غير ما يريد الله وأنبياؤه ورسله والمؤمنون الصادقون
المخلصون أولوا البصائر والنهى الذين لا تنطلي عليهم حيل ومكائد
أعداء الإسلام المجرمين ، والذين من أخطر مكايدهم الخلط بين الإسلام
واليهودية والنصرانية والمجوسية بل والشيوعية ، ويحاربون هذا التفريق
الذي شرعه الله لإحقاق الحق وإبطال الباطل ولو كره المجرمون.


فالثبات الثبات على هذا الحق وعلى هذا الفرقان وهذا التمييز بين المسلمين
والكافرين . قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ
لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) .
[ الأنفال : 29 ] .

وقال تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) . [ الطلاق : 2 ] .
وقال أيضًا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) .

[ محمد : 7 ] .

وقال سبحانه وتعالى : ( وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ
الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا ) . [ النساء : 27 ]


وأشد منهم وأخطر الدعاة إلى وحدة الأديان وأخوة الأديان


وحرية التدين ومساواة الأديان ! وتذكروا قول الله تعالى لنبيه –
صلى الله عليه وسلم – : ( وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً .
إِذاً لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ) .
[ الإسراء : 74 - 75 ] .

فماذا سيلقى من يركن إليهم ركونًا كثيرًا ويميل إليهم ميلاً عظيمًا والله يقول :



( قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللهَ
يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) . [ المائدة : 100 ] .


ومع كل ذلك ؛ فلن يحاوركم الغرب حوار الند للند بل يحاوركم حوار
السيد المتعالي للعبد الذليل ؛ بل حوار من يفرض ما يريد .
وقد ضرب الله مثالين فارقين بين التوحيد والشرك فقال – عز وجل – :


( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ
وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ . تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ
لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) . [ إبراهيم : 24 - 25 ] .




الشجرة الطيبة هي : النخلة تؤتي ثمارها كل حين ضربها الله


مثلاً للكلمة الطيبة ( لا إله إلا الله ) ،


وما يقوم عليها من العقائد والأعمال الصالحة والأخلاق العالية .
ثم قال تعالى : ( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ
مَا لَهَا مِن قَرَارٍ ) . [ إبراهيم : 26 ] .




قال المفسرون : إن هذه الشجرة الخبيثة هي : الحنظل لا أصل لها ولا قرار ؛


ضربها الله مثلاً للشرك والكفر الذي شرعه الشيطان ؛ فاستجاب له من خذله


الله وأخزاه من أهل الملل الضالة ؛ فلو عملوا من الأعمال ما عملوا


لا يقبلها الله منهم ؛ كما قال تعالى : ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ
فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ) . [ الفرقان : 23 ] .
ومصيرهم إلى النار وبئس القرار .






بعد هذا التفريق الواضح الجلي من رب العالمين بين الإسلام والمسلمين ،


وبين الكفر والكافرين ! يذهب أناس – يَدَّعُون الإسلام –


يَدْعُونَ إلى الخلط والمساواة بين الإسلام والنحل الكافرة ! ويطلبون


من الأمم المتحدة والهيئات الدولية أن تصدر قرارات تسوي بين الأديان ،


ولا مانع – عندهم – أن يكون الإسلام في ذيل الأديان ! عياذًا بالله


من هذه المواقف الذليلة . قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا
فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ .
وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ
فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) . [ آل عمران : 100 - 101 ] .


وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ
عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ . بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ) .
[ آل عمران : 149 - 150 ] .

فعلى المخدوعين بقضايا الحوار وحرية الرأي وحرية التدين :
أن يدركوا : أن الغرب الاستعماري إنما يريد فرض منهجه الفكري ،
ويرفض الحوار إلا مع نفسه أو السائرين على نهجه .


>>>

رد مع اقتباس
8 أعضاء قالوا شكراً لـ البطل الصامت على المشاركة المفيدة: