عرض مشاركة واحدة
قديم 07-16-2012, 06:51 AM   رقم المشاركة : 2
البطل الصامت
مراقب سابق






 

الحالة
البطل الصامت  غير متواجد حالياً

 
البطل الصامت  عضوية شعلة المنتدىالبطل الصامت  عضوية شعلة المنتدىالبطل الصامت  عضوية شعلة المنتدىالبطل الصامت  عضوية شعلة المنتدىالبطل الصامت  عضوية شعلة المنتدىالبطل الصامت  عضوية شعلة المنتدىالبطل الصامت  عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 6,294
تم شكره 7,922 مرة في 2,114 مشاركة

 
افتراضي رد: معنى حرية الرأي – العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى

يجب على الناس – جميعًا – : أن يعتقدوا :
أنِّ حق التشريع لله وحده لا يملكه ولا شيئًا منه أحدٌ غيره .
قال تعالى : ( إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ للهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ) . [ يوسف : 40 ] .
وقال تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ) . [ الإسراء : 23 ] .
وقال تعالى : ( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ ) . [ الشورى : 10 ] .
وقال تعالى : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ ) . [ الشورى : 21 ] .
وقال تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ

بِغَيْرِ الحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) .
[ الأعراف : 33 ] .
وقال تعالى : ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ
فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ
وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ) .
[ الأعراف : 157 ] .
والديمقراطية – وما ينشأ عنها من القول : بحرية التدين وحرية الرأي
وحرية التعبير – تبيح التشريع لغير الله ، وتبيح الشرك بالله والكفر به ،
وتبيح الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وتبيح الإثم والبغي إلى أبعد الحدود ،
وتبيح القول على الله بغير علم ، وتبيح الجدال بالباطل ليدحضوا به الحق ؛
كما قال الله عن أسلافهم : ( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ
وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحَقَّ
فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ) . [ غافر : 5 ] .

• يجب على المسلمين – جميعًا – : أنَّ يعتقدوا :
أن الله لم يشرع لهم ؛ إلا ما ينفعهم ويصلح قلوبهم وأحوالهم
وحياتهم ويسعدهم في الدنيا والآخرة ، ولم يحرم عليهم من الأقوال والأعمال
والأخلاق والمآكل والمشارب والمناكح إلا ما يضرهم ويفسد قلوبهم
وأخلاقهم وحياتهم ؛ فما من خير وكمال إلا شرعه الله لهذه الأمة ،
وما من شرٍّ وضرر وضلال وظلم وبغي إلا حرمه . قال تعالى :
( مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) . [ الأنعام : 38 ] .
وقال تعالى : ( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ
لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ) . [ المائدة : 3 ] .
فماذا يريد من يدَّعي الإسلام ثم يركض وراء أعدائه مطالبًا بالديمقراطية
داعيًا إلى حرية التعبير وحرية التدين ووحدة الأديان ، والمساواة بينها ،
ولسان حاله يقول : إنَّ الكمال كل الكمال في غير الإسلام
وعند أعدائه ؛ فتلك هي الحضارة الراقية والمبادئ السامية
التي يجب على أمة الإسلام أن تستضيء بها ،
وتدور في فلكها وتنسج على منوالها .

هذا مع العلم : أنَّ هؤلاء المغترين والغارِّين بها لا يأخذون
من هذه الحضارة إلا الضار المهلك ؛ الذي لا يزيدهم ومن يقلدهم
إلا خسارًا وبوارًا وانحدارًا . فمن أكبر المهانات والصغار والذل
والانحراف عن الإسلام وعقائده ومناهجه : أن نقلد أعداء الله ورسله
ودينه في تشريعاتهم وقوانينهم وقواعدهم وأخلاقهم ،
بدلاً عن التمسك بديننا ، والاعتزاز بما تضمنه من عقائد صحيحة ،
وتشريعات حكيمة ، ومناهج وأخلاق عالية .
وبدل أن ندعوهم إلى الارتفاع إلى ما تسنمه الإسلام وأهله ؛
الذين فهموه والتزموه وطبقوه من قمم عالية ؛ يهبط كثير من المسلمين
إلى حضيض جهلهم وضلالهم ومستنقعاتهم ، فيتعلق بالديمقراطية ،
ويحاكم إليها ، وإلى ما انبثق عنها من قوانين وتشريعات جاهلية
في أعظم قضايا الإسلام ، ويطلب مساواة الإسلام بالأديان الكافرة ،
ويطلب إنصاف الرسول الكريم انطلاقًا من هذه الديمقراطية التي شرعها
اليهود والنصارى والملاحدة لإذلال المسلمين وللقضاء على تشريع رب العالمين .

يا معشر المسلمين
المبهورين ( ما لكم كيف تحكمون ) وأين عقولكم !؟
ولماذا لا تسمعون لصيحات علمائكم وعقلائكم وحكمائكم !؟
إن الأمر والله لخطير إن لم يتدارك الله هذه الأمة ،
وإن لم يضاعف العلماء والحكماء والعقلاء جهودهم في صد هذه التيارات
الجارفة التي تمتلك كل الوسائل الشريرة والمدمرة التي تهدف إلى اكتساح
المجتمعات الإسلامية ، والقضاء على الإسلام والرمي بأمة الإسلام بعيدًا
عن دينهم .
يجب على المسلمين :
أن يعتزوا بدينهم العظيم الذي شرع لهم ضبط الأقوال والأفعال
في جميع شؤونهم الدينية والدنيوية ؛ ليُجَنِّبَهُمْ المخازي والرذائل والمهالك
والظلم والبغي والعدوان .
قال تعالى : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى
وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ) . [ النحل : 90 ] .
أي : في الأقوال والأفعال . فهل يوجد مثل هذا التشريع في حضارة الغرب
وديمقراطيتها !؟ لا والله … لا يوجد فيها العدل والإحسان والنزاهة ،
وإنما الظلم والطغيان ، ولا يوجد فيها النهي عن الفحشاء والمنكر ؛
بل تشرع لهم ذلك ، وتحميه باسم حق الحريات .
وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا
خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ
وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ
هُمُ الظَّالِمُونَ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ
إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ
أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ) . الآية . [ الحجرات : 12 ] .
انظر كيف يحمي الأعراض من السخرية والاستهزاء ،
ومن التنابز بالألقاب !؟ وكيف يقبح هذه الأفعال ويذمُّها !؟
وكيف يحمي الأعراض من الغيبة !؟ ويشبه من يفعل ذلك بمن يأكل
لحم البشر ميتًا تقبيحًا لها وتنفيرًا منها، فهل يوجد مثل هذا في حضارة الغرب
وديمقراطيته ، وما نشأ عنها من تشريعات !؟
لا والله … لا يوجد . كيف يوجد مثل هذا في ديمقراطية تبيح
في تشريعاتها كلَّ المحرمات بما فيها الزنا واللواط والخمر والربا ،
والتحلل من الأخلاق العالية !؟ وما هو شرٌّ من ذلك ،
وتحارب دين الله الحق ؛ بل تكفر به ، وتسعى جاهدة للإجهاز عليه في عقر داره .


وقال تعالى : ( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ
لَكُمُ الأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ
وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ . حُنَفَاءَ لله غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِه وَمَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا
خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ *
ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوبِ ) . [ الحج : 30 - 32 ] .
فهل تجد في حضارة الغرب وديمقراطيتها تعظيمًا لحرمات الله وتعظيمًا لشعائره !؟
وهل فيها تشريعات صارمة باجتناب الرجس من الأوثان واجتناب قول الزور !؟
وهل يوجد فيها أدنى تحذير من الشرك بالله وبيان خطورته !؟ كلا والله …
ما فيها إلا الدعوة إلى الكفر والشرك ، وحماية الرجس من الأوثان ،
وإباحة قول الزور والكفر والفواحش باسم حرية التدين وقداسة الأديان
وحرية التعبير ! ومن عنده احترام للإسلام ؛ فليخجل من المناداة بالديمقراطية ،
والتحاكم إليها باسم حرية الأديان وتقديس الأديان التي بعث الله الرسل بهدمها .
والشاهد : أنَّ في الإسلام العدل في الأقوال والأعمال والمعتقدات ،
وضبط أقوال العباد ومعتقداتهم وأعمالهم . وفي حضارة الغرب
وديمقراطيتها الفوضى الدينية والأخلاقية باسم الحريات والمساواة الكاذبة
بين الحق والباطل ، بل بترجيح الباطل على الحق ، والكفر والشرك على التوحيد
والإيمان ؛ بل بالسعي الجاد في القضاء على التوحيد والإيمان وما يتبعهما .
>>>

رد مع اقتباس
9 أعضاء قالوا شكراً لـ البطل الصامت على المشاركة المفيدة: