°O ( الشـــــات ) O°
.. ( مأســـــاة فتـــــاة ) ..
تقول: (سمعت كثيرًا عما يسمى بالإنترنت, وكنت أتوق إلى أن أعزف بأناملي على لوحة المفاتيح لذلك الجهاز
مثلما أعزف على الآلات الموسيقية التي شغفت بحبها وحب الأغاني التي تحكي قصص الحب والغرام, استطعت بكل ما أوتيت
من دلال ومكر أنأقنع أهلي وأحصل على الإنترنت, تعلمت الإنترنت, وللأسف استثمرت ذكائي وطموحي في تعلمه حتى
عرفت كيف أتصفح, فرحت أتنقل من موقع إلى آخر، فهذا موقع للأغاني, وآخر للموسيقى, وآخر للأزياء, أما ما كنت أجده
من مواقع مفيدة ثقافية أو إسلامية كنت أتحاشاها ساخرة, نعم, كنت أسخر من تلك المواقع, ومن واضعيها.
أدمنت الإنترنت وأخذ كل وقتي، تعرفت على الماسنجر، ومن ثم الشات, فوجدت المتعة الزائفة الخالية من الرقابة, فأنا في عزلة
في غرفتي مغلقة بابي أسامر جهازي، أحادث الشباب بكل جرأة دون أن يردعني دين أو حياء، رسخت في ذهني الصداقة البريئة
وأننا في زمن التطور والانفتاح، خدعت وأبهرتني الأفكار الغربية التي نفثت سمومها في تلك الأفلام والمسلسلات وزينت لي
الصداقة بين الجنسين، في البداية كنت أظنها مجرد صداقات عابرة مسلية من خلف جهاز, وما كنت أعلم أن هناك ذئابًا
بشرية تنتظرني لتنهشني.
تعرفت على أحد الشباب, وأغرقني في بحر المدح والإعجاب, فانتشيت فرحًا وحلقت في السحاب, أغراني بما لديه من معرفة
ومهارة بالإنترنت ومواقعه, فأغدق علي بإرسال المواقع التي كانت تبهرني, واستمرت علاقتي به تتطور, تعلقت به بعد أن
أرسل لي صورته عبر الجهاز، والتي صدقت أنها صورته, فانجذبت إليه وبقوة حين زعم أنه يحبني, وأن صوتي لا يفارق
مسامعه، وأنني فتاة أحلامه، فنبض قلبي بحبه وصارحته، ورسم لي عالمًا من السعادة, وأنه سيتزوجني ويجعلني أسعد زوجة،
وطلب صورتي فلم أتردد في إرسالها له.
.. ( أخواتـــي الغاليـــــات ) ..
على الرغم من فوائد الانترنت العظيمة، إلا أن استخدامه يبقى محفوفًا بأخطار جسيمة، تتهدد أخلاقياتنا وقيمنا إذا ما أسأنا
استعمالاته، وتعتبر المواقع الإباحية التي صار دخولها محل اهتمام الكثيرين ـ إلا من رحم الله ـ من أشد مخاطر الدخول
على الشبكة العنكبوتية، حيث يدمن متصفح هذه المواقع النظر إلى الفحش والفواحش، بالإضافة إلى ما يترتب عليه من
سقوط في أوحال الشهوات المحرمة.
ولكن أعظم منه خطرًا على فتياتنا "الشات"، حيث أن التواصل من خلاله قد خلق نوعًا جديدًا من العلاقات بين الجنسين، يختصر
المسافات عن أي وسيلة أخرى للعلاقة، وتكمن خطورتــه في هالة الشعور بالأمان والطمأنينة التي تحيط بالفتاة عند دخول
الشات والحديث مع الشبـاب، حيث يبدو الأمر لها وكأنه اتصال بين كوكبين ليس هناك ما يتهددهما من أخطار، وأنها في مأمن
من الفضيحة، ومن ثم تطلق لنفسها العنان في الحديث مع الشباب، ثم تتطور العلاقة لتصل بها في النهاية
إلى مأساة, عافانا الله وإياكم, وسائر فتيات المسلمين .
التعديل الأخير تم بواسطة اللؤلؤة الوردية ; 07-10-2012 الساعة 02:25 AM