{ لا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ }
﴿التوبة: ٨١﴾
{ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي }
﴿التوبة: ٤٩﴾
{ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ}
﴿الأحزاب: ١٣﴾
{ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ }
﴿المائدة: ٥٢﴾
{ مَّا وَعَدَنَا اللَّـهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا }
﴿الأحزاب: ١٢﴾
يا لخيبة هذه المعاطس يا لتعاسة هذه النفوس .
همهم البطون والصحون والدور والقصور , لم يرفعوا أبصارهم إلى سماء المثل , لم
ينظروا أبدا إلى نجوم الفضائل , هم أحدهم ومبلغ علمه : دابته وثوبه ونعله ومأدبته ,
وانظر لقطاع هائل من الناس تراهم صباح مساء سبب همومهم خلاف مع الزوجة ,
أو الابن أو قريب أو سماع كلمة نابية , أو موقف تافه ,
هذه مصائب هؤلاء البشر , ليس عندهم من المقاصد العليا ما يشغلهم , ليس عندهم
من الاهتمامات الجليلة ما يملأ وقتهم .
وقد قالوا : إذا خرج الماء من الإناء ملأه الهواء , إذا ففكر في الأمر الذي تهتم له
وتغتم هل يستحق هذا الجهد وهذا العناء , لأنك أعطيته من عقلك ولحمك ودمك
وراحتك ووقتك , وهذا غبن في الصفقة , وخسارة هائلة ثمنها بخس , وعلماء
النفس يقولون : اجعل لكل شيء حدا معقولا , وأصدق من هذا
قوله تعالى :
{ قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا }
﴿الطلاق: ٣﴾
فأعط القضية حجمها ووزنها وقدرها وإياك والظلم والغلو .
هؤلاء الصحابة الأبرار همهم تحت الشجرة الوفاء بالبيعة , فنالوا رضوان الله , ورجل
معهم أهمه جمله حتى فاته البيع فكان جزاءه الحرمان والمقت .
فاطرح التوافه والاشغال بها تجد أن أكثر همومك ذهبت عنك وعدت فرحا مسرورا