عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-26-2012, 01:19 PM
الصورة الرمزية ورود الغلا
ورود الغلا ورود الغلا غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
شكراً: 137
تم شكره 348 مرة في 178 مشاركة

ورود الغلا عضوية ستكون لها صيت عما قريب








افتراضي لماذا لم نعد نخاف الله

 











عندما حدث كسوف للشمس أيام الرسول محمد صلى الله عليه و سلم ،
بدا النبي صلوات الله و سلامه عليه مضطرباً يدخل و يخرج و يستغفر الله تعالى
و يطلب رحمته و يتعوذ من غضبه و عقابه و طلب من أحد الصحابة أن يجمع الناس للصلاة
و سألته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن سبب خوفه و اضطرابه
فقال صلى الله عليه و سلم : خشيت أنها الساعة




و عندما هبت ريح ماطرة ذات مرة شعر نبينا الكريم صلى الله عليه و سلم
بالخوف و عندما سئل عن سبب خوفه فقال : قد استبشر بها قوم قبلكم فقالوا هذا عارض
ممطرنا فقيل لهم : بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم




و استيقظ الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم ذات يوم هلعاً و هو يقول : (( ويل للعرب من شر قد اقترب ))
فسألته أم المؤمنين عائشة : ما هو هذا الشر يا رسول الله
فقال : لقد فتح اليوم قدر هذا ليأجوج و مأجوج و أشار بيده إلى مقدار دائرة صغيرة بين السبابة و الإبهام




من هذه القصص الثلاث يأتي موضوعنا اليوم ..


و السؤال المطروح :

لماذا لم نعد نخاف الله.؟.؟


لماذا يخاف سيد البشر و حبيب الرحمن و نحن لا
نخاف شيئاً



لماذا صرنا نشاهد الكسوف و الخسوف و الرياح و الأعاصير
و الزلازل المدمرة و البراكين الثائرة و لا نتعظ و لا نخاف
بينما خاف رسول الله صلى الله عليه و سلم ..؟





إنها مشكلة يجب أن نقف عندها
لماذاا لم نعد نخاف من الله و عقوباته إلا ما رحم ربي .؟




أسباب عدم الخوف من الله تعالى :




أواصل اليوم معكم موضوع ( دعوة إلى الخوف ) و موضوعي اليوم سيتكلم
عن أسباب عدم الخوف من الله تعالى في هذه الأيام حيث بتنا في زمان
يتباهى فيه الظالم بظلمه و المجرم بجريمته و لم يعد أحد يتذكر مراقبة الله تعالى إلا ما رحم ربي




مع أن الخوف من الله تعالى من أسس ديننا القويم المبني أساساً على الترغيب و الترهيب

لماذا أمن الناس إلى هذه الدرجة




لماذا يمكر الكثيرون و يأمنون مكر الله و هو خير الماكرين




قال تعالى :

((أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ *97*
أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ *98*
أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ *9ا*))لأعراف



دعونا نحاول أن نعرف الإجابة عن تلك التساؤلات الهامة
كي نعرف كيف يعود إلى قلوبنا ذلك الخوف الذي كان عند الرسول الكريم
و صحبه و لم يعد موجودا اليوم إلا فيما ندر






1- نسيان الآخرة و أهوال القيامة :



عندما شعر النبي الكريم بالخوف من الكسوف و ظن أنه الساعة فقد أراد
أن يرسي في قلوب المسلمين الشعور بالخوف دائماً من قيام الساعة كي
تكون حاضرة في أذهانهم و تدفعهم إلى الخوف من الله تعالى فيستقيم
سلوكهم و تستنير قلوبهم و تصلح أعمالهم
فالمؤمن الحقيقي يفكر بالآخرة باستمرار و يسعى و يعمل لها قبل دنياه
فكلنا راحلون عن هذه


الدنيا الفانية و لن نأخذ معنا سوى أعمالنا و الآخرة

هي الحياة الباقية و دار القرار فإما جنة و إما نار



قال تعالى :
((اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ *17*
يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا
وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ))
و كلمة مشفقون هنا بمعنى خائفون فعلى المسلم أن يفكر بالآخرة و ما في يوم القيامة من أهوال
و لو تبحرنا في آيات القرآن الكريم لوجدنا الكثير من الآيات
التي تتكلم عن أهوال القيامة و نار جهنم و تدعو إلى الخشية و التفكر و الخوف من الله تعالى








2- الرضا بالحياة




قال تعالى في سورة يونس : ((إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ *7* أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ *8*))
فمعظم الناس مع الأسف يعملون فقط لأجل دنياهم مما جعلهم
مطمئنين بها و كأنها حياة الخلد فتراه يسرق و يأكل المال الحرام و الربا
و يرتكب كل أنواع المعاصي إرضاءً لرغباته الدنيوية غير آبه بالآخرة و لا بعقوبات الله عز و جل
و صارت طرق النصب في زماننا شطارة و فلهوة و ذكاء
و نسوا لقاء الله تعالى في يوم الحساب حيث لا ظلم و لا مناص




مع أن


الدنيا زائلة و متاعها قليل و الآخرة خير و أبقى قال تعالى (( و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ))




و كما قال علي رضي الله عنه : ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداو اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا )





فلا تغتر أخي الحبيب بالدنيا و تنشغل بمتاعها و تذكر أنها دار ممر نحو الحياة الحقيقية الخالدة






3- الاغترار بالشباب و نسيان الموت :



عندما تذكر شاباً بالموت تراه يضحك ساخراً منك و يقول لك ما زلت شاباً و ينسى
أن الموت لا يعرف عمراً و لا قوة فكم من أناس توفاهم الله في ريعان الشباب
و في عز قوتهم و حيويتهم و دون سابق إنذار أو مرض
أصاب الكثيرين منا اليوم الوهن و الذي عرفه رسول الله صلى الله عليه و سلم
لنا بقوله : هو حب


الدنيا و كراهية الموت







4- الأمان بلا مبرر و النوم على المعاصي دون استغفار و توبة



فمع مغريات الحياة و أمنها الخداع ينسى الكثيرون

أن المعاصي و الذنوب قد تودي إلى المهالك و تستوجب
عقوبات الله تعالى و غضبه و العياذ بالله




قال تعالى : ((ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ
أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ *41*))

الروم






5- قسوة القلب :



فعندما تكثر الذنوب يظلم القلب و يقسو فلا يشعر بأي خوف من الله تعالى و العياذ بالله






6- إرجاع كل شيء إلى العلم بعيدا عن الدين :



طبعا كلنا مع العلم و قد أمرنا ديننا بالعلم و حثنا عليه لكن مشكلتنا اليوم
أننا نرجع كل ظاهرة كونية إلى العلم فقط و ننسى أن الكون كله
بيد الله تعالى و كل ما جري


حولنا بأمره وحده لا شريك له

صحيح أن الكسوف ظاهرة علمية لكن تخيلوا معي لو استمر ذلك الكسوف
و توقف الزمان عنده أليس الله تعالى بقادر أن يفعل ذلك ؟ و الكون كونه
و الشمس و القمر آيتان من آياته .؟.؟




لماذا خاف رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم من الكسوف

و من غيمة ممطرة و نحن لا


نخاف بل و نتابعه و كأنه لعبة



لماذا لا تخيفنا الزلازل و الأعاصير المدمرة و لا نعتبرها عقوبات أو إنذارات .؟.؟




لماذا نشاهد الأمراض و الأوبئة و السرطانات و لا نتعظ و لا نخاف
و نفسر كل شيء تفسيراً علمياً مجرداً دون أن نربطه بالدين
و بسنن الله الكونية و عقوباته و إنذاراته




قال تعالى : (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ،
أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير ))




فقد يصيبنا زلزال مدمر لا سمح الله
أو أمطاراً مؤذية أو أن يخسف الله بنا الأرض فلماذا نأمن و لا








7- الجهل بالدين :



فمع الأسف أصاب الأمة جهل رهيب بالدين و بسنن الله الكونية

هناك قانون إلهي لا بد من فهمه يتلخص بقوله تعالى :
(( ليس بأم****م و لا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ))




فلكل ذنب عقوبة فكيف و الذنوب ترتكب بكثرة كل يوم
صدقوني من يفهم هذه القاعدة لا بد أن يخاف و يستقيم








8- طغيان الشهوات :



فالشهوات و الفتن اليوم طغت و زادت و استفحل خطرها
و عندما تطغى الشهوات ينسى الناس الموت و الآخرة
و يتمسكون بدنيا يجرون فيها وراء شهواتهم و رغباتهم دون تفكير







9- الاغترار بالطاعات و الاكتفاء بها



فمعظم الناس يظنون أن الدين عبادات مجردة ، صلاة و صيام
و حج و زكاة فقط دون أخلاق و لا معاملات مع أن الدين المعاملة و أحسن الناس أحسنهم أخلاقا





و عندما يركن المسلم إلى العبادات فقط و يطمئن و المفروض
أن يبقى المسلم متواضعاً و معترفاً بالتقصير مهما فعل فكيف
نأمن و قد خاف عمر النفاق على نفسه عندما كان يسأل حذافة
إن كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد ذكر اسمه بين المنافقين





و هاهو عطاء و هو أحد السلف الصالح و المعروف بزهده و عبادته لله و بحسن أخلاقه و تعامله مع الناس
هاهو عطاء ينظر إلى المرآة كل يوم خوفاً من أن يمسخه الله تعالى





إخوتي الكرام هذه ليست دعوة للخوف المثبط للهم و المثير لليأس بل هي دعوة للصحوة و الاستيقاظ




دعوة للنهضة و صدقوني و كما قلت لكم مشكلتنا
لأولى اليوم هي عدم الخوف من الله
فلو خاف الناس الله تعالى لما وجدنا في أمتنا كذبا
و لا غشاً و لا ظلماً و لعادت أمتنا خير الأمم من جديد





تحيــااتـي








-:مواضيع أخرى تفيدك:-

Share

التوقيع :
ﺂﻟ̲ﮧ̲ﻏ̲ﮧ̲ﻶ̲ ̲ﯙ̲ﺭ̲ﯙ̲ﺩ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ { ‏مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ لايَشْكُرُ اللَّهَ ‏ }
رد مع اقتباس
9 أعضاء قالوا شكراً لـ ورود الغلا على المشاركة المفيدة: