عرض مشاركة واحدة
قديم 06-20-2012, 01:19 AM   رقم المشاركة : 2
فرسان الإسلام
عضو متألق






 

الحالة
فرسان الإسلام غير متواجد حالياً

 
فرسان الإسلام عضوية ستكون لها صيت عما قريب

شكراً: 0
تم شكره 394 مرة في 171 مشاركة

 
افتراضي رد: ما أروع الاستغفار

اجعل مشروعك.. استغفار للغفّار:
حين تكثر الذنوب على ابن آدم يحصل الضعف فى إرادته وتلين عزيمته وتتأثر نفسه وتكاد تنهار عند مواجهة أي مشكلة من مشكلات الحياة ومتاعبها التي تواجهنا كل دقيقة وكل يوم.
وحين يفشل مثل هذا الآدمي المؤمن في موقف ما فإنه قد يصاب بالإحباط الذي يكون بمثابة همّ ثقيل يمنعه من العيش بصورة طبيعية فيرتبك ويقبع ولا يقدر على العمل والإنتاج لتغيير واقعه بسبب عدم الاستغفار وسيطرة الإحباط أو اليأس على نفسه وخوفه من كل ما هو آت فى المستقبل, فهذا الآدمي في حقيقته ما هو إلا إنسان قد غفل تماما عن حقيقة الاستغفار العظيمة التي بها ينفتح على مولاه وينطرح بين يديه لعظمته وهيبته وينال من كل أمر مبتغاه ومايتمناه.
وهذا فى نهايته ما هو إلا بمثابة إعصار نفسي سيء قد أصاب نفسه به وبنفسه لابتعاده عن الاستغفار.. لأن عدم الاستغفار يقعد بالهمم عن العمل ويشتت القلب بالألم ويقتل فيه روح الأمل.
إن العبد المؤمن الكثير الاستغفار لربه لا يمكن لليأس أن يتمكن منه أبداً.. ولا للإحباط أن يعرف إليه سبيلا.
فهو يواجه أمور حياته كلها بالاستغفار.. فيصبح ذا إرادة قوية ولجوء تام إلى خالقه



وهذه حياة المستغفرين:

فهو يواجه أمور حياته كلها بالاستغفار.. فيصبح ذا إرادة قوية ولجوء تام إلى خالقه وعزم صادق وإيمان راسخ وثقة فى الله لاتتزعزع ويعمل باستمرار على الأخذ بأسباب الهداية والثبات.. ويقرأ القرآن دائما فتنبعث فى نفسه روح الأمل والتفاؤل عندما يقرأ قوله تعالى: {رَ‌بَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَ‌حْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران:8], وهو يؤمن بأن الأمور مهما تعقدت، والخطوب مهما اشتدت، والعسر مهما تعسر، فالفرج من الله قريب طالما أن الألسن تلهج لبارئها أبدا تستغفره ليل نهار: {حَتَّى إِذَا إسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف:110].
إن الإنسان مادام على قيد الحياة حيًاً يتحرك فلا بد له أن يكثر من الاستغفار, فنحن أنفس بشرية قد ينتابها الضعف في كثير من الأحيان وعندها لا تجد سبيلا للراحة إلا بحسن الانطراح بين يدي الخالق العظيم باستغفار كثير, فطوبى لمن وجد فى صحيفته يوم القيامة استغفارا كثيرا. وأنه يجب أن يكثر المسلم من الاستغفار حتى يبعث في نفسه روح الأمل وجميل الظن بالله, فيراجع نفسه دائما ويوبّخها باحثاً عن أسباب عدم التوفيق والتعسر ليتجنبها في المستقبل لكونها قد تكون سببا فى التعسّر, فيرجو من ربه تحقيق المقصود ويجعل رايته دائما: (سَأُستغفرُ ربى ما حييت).


خاتمة:
نستغفر الله من الذنوب التي تحل النقم، ومن الذنوب التي تغيـِّر النعم ومن الذنوب التي تورث الندم ومن الذنوب التي تحبس القسم, ومن الذنوب التي تعجِّلُ الفناء, ومن الذنوب التي تقطعُ الرجاء, ومن الذنوب التي تمسك غيث السماء, ومن الذنوب التي تكشف الغطاء, نستغفر الله العظيم حياءً من الله نستغفر الله العظيم رجوعاً إلى الله نستغفر الله العظيم تندماً واسترجاعاً، نستغفر الله العظيم فراراً من غضبِ الله إلى رضاء الله، نستغفر الله العظيم فراراً من سخطِ الله إلى عفوِ الله، أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه من الإفراط والتفريط ومن التخبيط والتخليط ومن مقارفة الذنوب ومن التدنس بالعيوب ومن عدم الحضور في الصلاة ومن جميع التقصير فيها وفي الزكاة ومن القنوط من رحمة الله ومن عدم القيام بحق الله وخلق الله ومن عدم التشميرِ لطاعةِ الله ومن عقوقِ الآباءِ والأمهاتِ ومن الظلمات والتبعات ومن الخُطى إلى الخطيئات.

ومن قطيعةِ الأرحام ومن اكتسابِ الآثام ومن حُبِ الجاهِ والمال ومن شهوةِ القيلِ والقال ومن رؤية النفس بعين التعظيم ومن نهر السائل وقهر اليتيم ومن الكذب والحسد ومن الغيبة والنميمة ومن سائر الأخلاق المذمومة ومن سائر الذنوب القلبية و القالبية.


ومن اتباع الهوى وهجر التقوى والميل إلى زخارف الدنيا ومن جميع ما يكره الله ظاهراً وباطناً، نستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتتوب إليه من كل ذنب يصرف عنا رحمتك أو يحل بنا نقمتك أو يحرمنا كرامتك أو يزيل عنا نعمتك ومن كل ذنب يورث الأسقام والضنا ويوجب النقم والبلاء ويكون يوم القيامة حسرةً وندامة.


ومن كل ذنب تبنا اليك منه ونقضنا فيه العهد فيما بيننا وبينك جراءة منا عليك لمعرفتنا بعفوك. ومن كل ذنب يزيل النعم ويحل النقم ويهتك الحرام ويورث الندم ويطيل السقم ويعجل الألم ومن كل ذنب يمحق الحسنات ويضاعف السيئات ويحل النقمات ويغضبك يارب السموات ومن كل ذنب يميت القلب ويجلب الكرب ويشغل الفكر ويرضي الشيطانَ وَيسخِطُ الرحمن ومن كل ذنب يعقبُ اليأسَ من رحمتك والقنوط من مغفرتك والحرمان من سعة ما عندك ومن كل ذنب يوجب سواد الوجه يوم تبيض الوجوه وتسوّد الوجوه.


ومن كل ذنب يدعو إلى الكفر ويطيل الفكر ويورث الفقر ويجلب العسر ويصد عن الخير ويهتك الستر ويمنع اليسر ومن كل ذنب يُدنـي الآجال ويقطع الآمال ويشين الأعمال ومن كل ذنب يدنِّس منا ما طهرته ويكشف عنا ما سترته أو يقبِّح منا ما زيَّنته ومن كل ذنب لاينال به عهدك ولا يُؤمن معه من غضبك ولا تنزل معه رحمتك ولا تدوم معه نعمتك. ومن كل ذنب يورث النسيان لذكرك أو يعقب الغفلة عن تحذيرك أو يتمادى به الأمن من مكرك أو ينسِّينا من خير ما عندك.


ومن كل ذنب جرى به قلمكَ وأحاط به علمكَ فينا وعلينا إلى آخر عمرنا ولجميع ذنوبنا كلها أولها وآخرهَا عَمْدُها وخطؤها قليلها وكثيرها صغيرها وكبيرها قديمها وحديثها خفيُّها وعلانيتها نستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتتوب إليه استغفاراً يزيد في كل طرفة عين وتحريك نفس مائة ألف ضعف يدوم مع دوام الله ويبقى مع بقاء الله الذي لا فناء ولا زوال ولا انتقال لملكه أبد الآبدين ودهر الداهرين سرمداً من سرمدك، استجب يا الله يا أرحم الراحمين.

رد مع اقتباس
5 أعضاء قالوا شكراً لـ فرسان الإسلام على المشاركة المفيدة: