ان الحمدلله نحمدة ونستعينة ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات آعمالنا من يهدة الله
فلا مضل لة ومن يضلة الله فلا هادي لة وأشهد ان لا الة الا الله وحدة لاشريك لة
وأن محمد بن عبدالله رسول الله صل الله علية وعلى آلة وصحبة وسلم آجمعين الى يوم الدين
اهلا وسهلا بكم ايها الشعب المونمس ان شاءالله تكونوا بأتم الصحة والعافية..ْ
طبعا جميعنا نحب ان نتصدق لننال رضى الله علينا والصدقة تحمل اجمل المفاهيم والمعاني
فالصدقة هي مفتاح الخير وبداية كل طريق لنعم الله عزوجل...
لاتقل لا املك شيئا لأتصدق بة مهما أخرجت لوجة الله عزوجل فهي صدقة..
فالابتسامة في وجة اخيك صدقة فما بال الكلمة الطيبة والمال الذي تخرجة..
هنا في موضوعي سابدأ بطرح فضل الصدقة وفوائدها ونسأل الله ان نكون من أصحابها
قال الله تعالى آمراً نبيه صل الله علية وسلم: [قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ
مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ ]
ويقول جل وعلا: [وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ... ]
وقال سبحانه: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم]وقال سبحانه: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ]
وقال سبحانه:[فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ
نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ]
||فوائد وفضائل الصدقة||..:
أولاً: أنها تطفىء غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله صل الله علية وسلم:
{ إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى }
ثانياً: أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله صل الله علية وسلم
:{ والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار }
ثالثاً: أنها وقاية من النار كما في قوله صل الله علية وسلم: { فاتقوا النار، ولو بشق تمرة }
رابعاً: أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر قال: سمعت
رسول الله يقول: { كل امرىء في ظل صدقته، حتى يُقضى بين الناس }
قال يزيد: ( فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة ) قد ذكر النبي
أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:
{ رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه } [في الصحيحين]
خامساً: أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله صل الله علية وسلم: { داووا مرضاكم
بالصدقة } يقول ابن شقيق: ( سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته
منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئراً
في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ )
سادساً: إن فيها دواء للأمراض القلبية كما في قوله صل الله علية وسلم لمن شكى إليه قسوة
قلبه: { إذا إردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم }
سابعاً: أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل:
( وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه
فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم ) فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع
أنواع البلاء ولو كانت من فاجرٍ أو ظالمٍ بل من كافر فإن الله تعالى يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا
أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرون به لأنهم قد جربوه.
ثامناً: أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في
قوله تعالى:[ لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ ]
تاسعاً: أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول صل الله علية وسلم:
{ ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول
الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً } [في الصحيحين]
عاشراً: أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله كما أخبر النبي صل الله علية وسلم عن ذلك
بقوله:{ ما نقصت صدقة من مال } [في صحيح مسلم]
الحادي عشر: أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به كما في قوله تعالى:
[ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ] ولما سأل النبي صل الله علية وسلم عائشة رضي الله
عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقى منها: قالت: ما بقى منها إلا كتفها. قال:
{ بقي كلها غير كتفها } [في صحيح مسلم]
الثاني عشر: أن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في
قوله عز وجل:[ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيم
وقوله سبحانه [ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ
وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ]
الثالث عشر: أن صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة كما في
حديث أبي هريرة أن رسول الله صل الله علية وسلم قال: {من أنفق زوجين في سبيل الله
نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان
من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن
كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان }
قال أبو بكر: يا رسول الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك
الأبواب كلها: قالصل الله علية وسلم: { نعم وأرجو أن تكون منهم } [في الصحيحين]
الرابع عشر: أنها متى ما اجتمعت مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلا
أوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرة أن رسول الله قال صل الله علية وسلم:
{ من أصبح منكم اليوم صائماً؟ } قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ } قال أبو
بكر: أنا. قال: { فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ } قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله : { ما اجتمعت
في امرىء إلا دخل الجنة } [رواه مسلم]
الخامس عشر: أن فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته، فإن النبي ضرب مثل البخيل
والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما فأما المنفق فلا ينفق
إلا اتسعت أو فرت على جلده حتى يخفى أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل
حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع
( فالمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك
الجبة عليه، فكلمَّا تصدَّق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه، وعظم سروره، ولو لم يكن في
الصَّدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبدُ حقيقياً بالاستكثار منها والمبادرة إليها وقد قال تعالى:
[ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ]
||من أفضل الصدقات||..:
الأول: الصدقة الخفية؛ لأنَّها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة وفي ذلك يقول جل وعلا:
[إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ ]
( فأخبر أنَّ إعطاءها للفقير في خفية خيرٌ للمنفق من إظهلرها وإعلانها، وتأمَّل تقييده تعالى
الإخفاء بإتيان الفقراء خاصة ولم يقل: وإن تخفوها فهو خيرٌ لكم، فإنَّ من الصدقة ما لا يمكن
إخفاؤه كتجهيز جيشٍ، وبناء قنطرة، وإجراء نهر، أو غير ذلك، وأمَّا إيتاؤها الفقراء ففي إخفائها من
الفوائد، والستر عليه، وعدم تخجيله بين النَّاس وإقامته مقام الفضيحة، وأن يرى الناس أن يده
هي اليد السفلى، وأنَّه لا شيء له، فيزهدون في معاملته ومعاوضته، وهذا قدرٌ زائدٌ من
الإحسان إليه بمجرد الصدقة مع تضمنه الإخلاص، وعدم المراءاة، وطلبهم المحمدة من الناس
وكان إخفاؤها للفقير خيراً من إظهارها بين الناس، ومن هذا مدح النبي صل الله علية
وسلم صدقة السَّر وأثنى على فاعلها، وأخبر أنَّه أحد السبعة الذين هم في ظلِّ عرش الرحمن
يوم القيامة، ولهذا جعله سبحانه خيراً للمنفق وأخبر أنَّه يكفر عنه بذلك الإنفاق من سيئاته
الثانية: الصدقةُ في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار كما
في قوله صل الله علية وسلم: { أفضل الصدقة أن تصدَّق وأنت صحيحٌ شحيحُ، تأمل الغنى
وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا
وقد كان لفلان كذا } [في الصحيحين]
الثالثة: الصدقة التي تكون بعد أداء الواجب كما في قوله عز وجل:
[ وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ ]وقوله صل الله علية وسلم:
{ لا صدقة إلا عن ظهر غنى... }، وفي رواية: { وخير الصدقة ظهر غنى }
[كلا الروايتين في البخاري]
الثامنة: الصدقة على الصاحب والصديق في سبيل الله؛ لقوله صل الله علية وسلم:
{ أفضل الدنانير: دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله،
ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله عز وجل } [رواه مسلم]
التاسعة: النفقة في الجهاد في سبيل الله سواء كان جهاداً للكفار أو المنافقين، فإنه من
أعظم ما بُذلت فيه الأموال؛ فإن الله أمر بذلك في غير ما موضع من كتابه، وقدَّم الجهاد بالمال
على الجهاد بالنفس في أكثر الآيات ومن ذلك قوله سبحانه:
[انفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْبِأَموَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
وقال سبحانه مبيناً صفات المؤمنين الكُمَّل الذين وصفهم بالصدق [إِنَّمَا المُؤمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ
بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَم يَرتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ]
وأثنى سبحانه وتعالى على رسوله صل الله علية وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم بذلك في
قوله: [لَكِنَ الرَّسُولُ وَالذَّينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الخَيرَاتُ وَأُوْلَئِكَ
هُمُ المُفلِحُونَ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوزُ العَظِيمُ ]
ويقول عليه الصلاة والسلام: { أفضل الصدقات ظلُّ فسطاطٍ في سبيل الله عز وجل أو منحة
خادم في سبيل الله، أو طروقة فحل في سبيل الله }
وقال صل الله علية وسلم: { من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا } [في الصحيحين]
ولكن ليُعلم أن أفضل الصدقة في الجهاد في سبيل الله ما كان في وقت الحاجة والقلة في
المسلمين كما هو في وقتنا هذا، أمَّا ما كان في وقت كفاية وانتصار للمسلمين فلا شك أن في
ذلك خيراً ولكن لا يعدل الأجر في الحالة الأولى: [وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ
أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ
قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ]
( إن الذي ينفق ويقاتل والعقيدة مطاردة، والأنصار قلة، وليس في الأفق ظل منفعة، ولا
سلطان، ولا رخاء غير الذي ينفق، ويقاتل، والعقيدة آمنة، والأنصار كثرةٌ والنصر والغلبة والفوز
قريبة المنازل، ذلك متعلق مباشرةً لله متجردٌ تجرداً كاملاً لا شبهة فيه، عميق الثقة والطمأنينة