إياك أعني.... سيدتي العربية
أهلا بكن أخواتي عضوات ومشرفات وزائرات مونمس
في زمن مضى ...وعهد ولى وانقضى...
كانت النفوس فيه عزيزة...والشخصيات قوية فريدة...
كانوا قوما لا يرضون بالتبعية والدوران...
كانوا قادة ومن سواهم تابعون...
يأنفون الذل وأعداءهم لا يقلدون...
ما حاربوا عدوا إلا هزموه و دحضوه...
وما دخلوا مصرا إلا فتحوه بالإسلام فطهروه...
فسادوا على الأمم جميعا... وتميزوا عن سائر الحضارات سريعا...
فأصبحت الدنيا منهم تهاب... وتحسب لهم ألف حساب...
وهم مع ذلك كانوا يعطون كل ذي حق حقه...
فلا يوجد تحت رايتهم ضعيفا ولا مظلوم إلا نصروه...
ولا يعيش بينهم مسكينا ولا معدوم إلا أطعموه وكسوه...
يعتزون بدينهم ولا يقلدون عدوهم...
ويجيرون من استجار بهم ولو كان عدوا لهم عرفوه...
كيف لا يكونوا كذلك وهم تخرجوا من مدرسة محمد بن عبدالله { صلى الله عليه وسلم } ...
وتربوا على منهج كتاب الله ...فلم يخالفوا منه حرفا...
ولم يغمضوا عن أمر فيه طرفا...كيف لا يتميزون وقائدهم ومربيهم حرص على أن يبني فيهم شخصية فريدة عن غيرها...
رضعوا لبن التوحيد من أمهات كان مااء الوضوء زينتهن...والتقى حليتهن...
عرفن بالثبات على المبادئ ولم تغير فيهن عواصف الفتن والمحن شيئا...
مربيات الأشبال...وصانعات النصر...
ومولدات المجد حافظن على ثبات الأمة التي ترتقي بمبادئها وتعتز بدينها...
لا تكون تابعة بل متبوعة تكون قائدة لا مقوده
ومن العزة والإباء التي ترعرع عليها ذلك الرعيل النادر ترى صورا شتى بلغ من حرصه صلوات الله عليه أنه يخالف أعداء الإسلام في أمور يراها أبناء اليوم بسيطة
لا تعني شيئا ولا تمثل مبدأ بسبب نظرتهم السطحية وتفكيرهم الضيق...
فقد مر عليه وأصحابه يهودي وهم واقفون عند جنازة فقال هكذا تفعل أحبارنا
فجلس الرسول العزيز الأبي وأمر أصحابه بالجلوس .
لماذا؟؟
لئلا يقلد أعداء ربه ولا يتشبه بهم ...
نعم إنها العزة التي رفعتهم عن تقليد أعدائهم إنها العقيدة التي رسخت في قلوبهم
إنه خضوع لأمر ربهم القائل:{ يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالْنَصَارَى أَوْلِيَآءُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنهُمْ إِنَّ الله لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْظَالِمِينَ }
لذا كان جديرا بمن هو شأنه كذلك أن يسود ولا يساد
وأن يقود ولا يقاد
وهنا جئت أخص الحديث إلى أختي العربية المسلمة فأرجو أن تقرئي أسطري بكل هدووء ووعي .
أيتها العربية الفاضلة :
لتكن غايتك سامية وهدفك نبيل
فلعلك تلاحظين معي أن من بعد الرعيل الأول وتوالي السنين تبدلت النفوس
وضعفت المبادئ فأصبح أبناء الإسلام يركضون خلف أعدائهم
ولم يكتفوا بتقليدهم فيما يعدوه هيناً
بل تجاوزوه إلى التشبه بهم في اللباس وتقليدهم في العادات
والمصيبة أنهم عدوا ذلك رقيا وتقدما وتحضرا وتطورا
فانطمست نجوم النصر في سماء العزة
فما ترى المسلم إلا تابعا أو متأثرا إلا من رحم الله
حتى توالت الهزائم بدءا من الهزيمة النفسية التي جعلتهم يقلدون أعدائهم
في الملبس والمأكل مرورا بالهزيمة المادية
التي جعلتهم يستوردون ولا ينتجون ويستهلكون ولا يصدرون
وانتهاء بالهزيمة الدينية التي جعلت أقدام اليهود تدنس أراضيهم المقدسة
وألسنة الكفرة تسب نبيهم وهم فاغرة أفواههم
،معمية أبصارهم ،ميتة قلوبهم ،
لا يرتقون بذواتهم ولا ينصرون إخوانهم.
يتبع...~~