وهذا أقل مانقدمه لهم سائلين المولى عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم
إنه ولي ذلك والقادر عليه
إخوتي في الله لا يخفى علينا جميعا ماتعانيه الأمة الإسلامية من فتن ومصائب وحروب
نسأل الله أن ينزل فرجه علينا عاجلا غير آجل وبالتحديد ما يحدث مع إخواننا في سوريا
وما يعانوه من ظلم وأذى فهم لا يرحمون فيهم طفلا ولا إمرأة ولا شيخا ..
أصبحت قلوبهم كالحجارة بل أشد قسوة
قال صلى الله عليه وسلم عن فضل بلاد الشام
عن زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُؤَلِّفُ
ـ أي نجمع - الْقُرْآنَ مِنْ الرِّقَاعِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( طُوبَى لِلشَّامِ .
فَقُلْنَا : لِأَيٍّ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : لِأَنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهَا )
رواه الترمذي (رقم/3954) وقال : حسن غريب .
وقال صلى الله عليه وسلم وهو يصفهم ( لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين
على الحق لا يضرهم من خذلهم ومن خالفهم )
نحن في الأصل أمة واحد فالمؤمنون أمة واحدة
عندما نتحدث عن مايحصل الآن في الأرض ، لماذا القتل !!
لماذا هذا الصراع في الأرض !!
لماذا لا يعيش الناس بسلام وهدوء وراحة !!
هذه هي طبيعة الخلق أول ما أنزل الله آدم عليه السلام قتل قابيل هابيل ،هكذا بدأت
الأرض وعندما بدأ الشرك في قوم نوح بدأ القتال في الناس وبدأوايختصمون في ربهم ..
قال الله تعالى ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض )
يتسائل البعض لما يحدث هذا للأمة الإسلامية سوريا بلد مسلمة وفلسطين بلد مسلمة
وهذه وهذه ،وهذا من ضعف الإيمان ألسنا نقرا في القرءان الكريم قوله تعالى :
( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءآمنا وهم لا يفتنون )
وقوله تعالى ( ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين
صدقوا وليعلمن الكاذبين )
لنرى الأنبياء وهم رسل الله كم تحملوا من أذى يحيى عليه السلام قطع رأسه ، زكريا
عليه السلام دخل في شجرة وقطع نصفين ، يوسف عليه السلام ألقي في السجن ،
إبراهيم عليه السلام ألقي في النار ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم كم تحمل
من الأذى حتى نشر هذا الدين ..
قال الله تعالى :( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم
مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين ءآمنوا معه متى
نصر الله ألا إن نصر الله قريب )
يصل الأمر بالمؤمنين إلى درجة اليأس حتى يقولوا (متى نصر الله )
( ألا إن نصر الله قريب )
وهذه سنة الله في أرضه فيجب أن نتيقن بذلك فهؤلاء بإذن الله طائفة
منصورة وهم الطائفة الناجية بإذن الله والشام بلد مبارك ، يحشر
الناس يوم القيامة في الشام يقول عليه الصلاة والسلام
كما في البخاري (يحشر الناس على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي
( يعني كالخبزة النقية ) ليس فيها معلم لأحد ) وهي في الشام )
إذا الشام هي أرض المحشر وأرض المنشر التي ينشر منها الناس
والله سبحانه وتعالى عندما ذكر الشام أنها مباركه ذكرها
في ثلاث آيات من القرءان ..
يقول الله تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام
إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله )
وقال تعالى على لسان موسى ( ياقوم ادخلوا الأرض المقدسة التي
كتب الله لكم ) وهي الشام ، وقال تعالى ( إلى الأرض التي باركنا
فيها ) وهي الشام ..
فالشام لها فضل يختلف عن بقية البلدان فقد فضلها الله
سبحانه وتعالى فيا أهل سوريا قلوبنا معكم
فتلك الأم التي تبكي هي أمي
وهذا الأب هو أبي وهذه أختي وهذا أخي
فمن حقكم علينا أن ننصركم ..
قال تعالى ( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر )
فأين أنتم يا أمة الإسلام إخوانكم يسنجدون ولا مجيب ؟!!!!!!!
فمن الواجب علينا نصرتهم كل بما يستطيع ولو بالدعاء وهذا أقوى سلاح
يقول الله عز وجل :
( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض
أإله مع الله قليلا ماتذكرون )
قال تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان )
وقال تعالى ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون
عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )
أبشروا يا أهل سوريا فإن نصر الله قريب
اصبروا وصابروا وابشروا بالنصر مادمتم على الحق بإذن الله
فالظلم لن يدوم مهما طال أمده ..
قال تعالى : ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم
ليوم تشخص فيه الأبصار )
ويقول تعالى ( وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ
كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً )
اللهم عليك بالظالمين فإنهم لا يعجزونك ..