لا تظن العاهات تمنعك من بلوغ الغايات, فكم من فاضل حاز المجد وهو
أعمى أو أصم أو أشل أو أعرج, فالمسألة مسألة همم لا أجسام.
عسى أن يكون منعه لك سبحانه عطاء وحجزك عن رغبتك لطف, وتأخرك
عن مرادك عناية, فإنه أبصر بك منك.
إذا زارتك شدة فاعلم أنها سحابة صيف عن قليل تقشع, ولا يخيفك رعدها
ولا يرهبك برقها فربما كانت محملة بالغيث.
الأعمى يتمنى أن يشاهد العالم, والأصم يتمنى سماع الأصوات, والمقعد
>>يتمنى المشي خطوات, والأبكم يتمنى أن يقول كلمات, وأنت تشاهد وتسمع
وتتكلم.
لا تظن أن الحياة كملت لأحد, من عنده بيت ليس عنده سيارة, ومن عنده
زوجة ليس عنده وظيفة, ومن عنده شهية قد لا يجد الطعام, ومن عنده
المأكولات فقد منع من الأكل.
الطائر لا يأتيه رزقه في العش, والأسد لا تقدم له وجبته في العرين,
والنملة لا تعطي طعامها في مسكنها, ولكن كلهم يطلبون ويبحثون فاطلب
كما طلبوا تجد كما وجدوا.
كل مأساة تصيبك فهي درس لا ينسى, وكل مصيبة تصيبك فهي محفورة في
ذاكرتك, ولهذا هي النصوص الباقية في الذهن.
هنيئاً لمن بات والناس يدعون له, وويل لمن نام والناس يدعون عليه,
وبشرى لمنى أحبته القلوب, وخسارة لمن لعنته الألسن