هل من طريقٍ إلى الُّرشد ؟!
الحمد لله و كفى و صلاةٌ و سلامٌ على عباده الذين اصطفى لا سيما الحبيبِ النبيِّ المجتبى
و بعد :-
فإني و الله أحبكم في الله و أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجمعني بكم بهذا الحب في ظلِّ عرشه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه ثمَّ أما بعد :-
إننا نعيش فترةً استطال فيها أعداءُ الإسلامِ على الإسلام ، و لا أستطيع نَعتَهم إلا بهذا النعت
-أعداءَ الإسلام - ، فلا صِلةَ لهم بنا و لا ببلادنا إلا صِلةُ العداوةِ و البغض و الخوف
" وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ " .
الخوف ؟؟!!
نعم الخوف فهم لم ينسوا قطُّ و لن ينسوا أبداً الماردَ العملاق - كما نسيناه نحن - ماردَ الإسلام
ماردَ مسلمين تمسكوا بدينهم فأعزهم الله و أذلَّ أعدائهم ،
ففي وقتٍ ذاع فيه صيتُ الإسلام و علا نجمُ المسلمين و لمع كان أولئك في عصور الظلام
ظلامِ فكرٍ و خلقٍ و حكمٍ فضلاً عن ظلامِ العقيدة ،
و لا داعي للكلام عن تلكم الفترة من حكم المسلمين و عصرِ زهوٍ لحضارةٍ نقشت معالمَها على جدران العالم أجمع ،
فمن العار كفايةٌ أن نتفاخر بما فعله أجدادنا في الوقت الذي لا نجد لنا فخراً في عملٍ من نسج أيدينا ، و حينما يكون لنا عملٌ نفخر به حقاً حينها يكون الكلام عن الأجداد مدعاةً للفخر
أما الآن فليس الكلام عن عصورهم الزاهية إلا عاراً و ذلاً بالنسبة إلى ما وصلنا إليه .
و لا بد أن تترسخ هذه الفكرة عند شباب الإسلام - فكرة العداء بيننا - لأنهم و بأسفٍ شديد سحروا ألبابَ بعض مفتونينا بحضارتهم الواهية و كلامهم المعسول عن الإنسانية و الإنسان و حقوق الإنسان ....................إلخ
فلقد علموا و تيقنوا يقيناً لا يشوبه شكٌ أنهم لم و لن يستطيعوا هزيمة المسلمين من باب الحرب و العدوان .
و التجربة خير دليل فقد فشلت أمريكا في العراق و فشلت في أفغانستان
و فشل الروس في الشيشان و فشلت فرنسا و بريطانيا في مصر و ليبيا و الجزائر
و فشلت مُنكَرةُ النَسَبِ في فلسطين و من قبلُ في مصر
فباتوا على يقين أن الحرب لن تنفع معنا ،
فصارت حربهم لنا حرباً فكرية حرباً أخلاقية حرباً بكلامٍ معسول محاولين بذلك إذابة العقائد
و قتل المارد ، و لكن يأبى اللهُ إلا أن يتمَّ نوره .
فأمَّتُنا تمرض و لا تموت ، تُبطئ في المسير و لا يصيبُها الشلل ، تتأخرُ عن الركب و لا تفقد الطريق .
و نحن -المسلمين - على يقينٍ بأن للمارد يوماً يستيقظ فيه و لن يكون هذا إلا بنا نحن
- شباب الإسلام – فما السبيل ؟؟؟؟؟
لا سبيلَ لذلك إلا بعودتنا لرشدنا ، فإذا عدنا لرشدنا عاد إلينا عزُنا .
و يا لطولِ بعدِنا عن رشدنا ! .
فَلَكَم يحزن القلب عندما يجد شباب الجامعة سواعد الأمة و مستودع الآمــــــــــــــــال
تَشغَلُه غانية و يَشغله عرضٌ سينمائي و تشغله مبارة كرة قدم ،
و الأفظع أنهم صيَّروا الولاءَ و البراءَ على هذه الأشياء ,
فصار مستودع الآمال مغارةً للآلام .
و مع بعدهم عن دينهم و عن العلم النافع كان بعدُ رشدِنا عنا .
فيا لطول بعدنا عن رشدنا !
و يا للعار فقد عميت أبصارُهم و البصائرُ , و فظيعٌ جهلُ ما يجري و أفظعُ منه أن تدري .
و لكي يعود إلينا رشدُنا علينا بأمرين :-
أولاً العلم
فالعلم العلم أحبتي في الله كلٌّ منا في مكانه و على حسب إمكاناته فالطالب في الجامعة يجب أن يجتهد ليتعلم مجالَه و يتقنَه حتى يستطيع به نفع أمتِه و نفسِه .
و لا لتعليق فشِلنا على نظام التعليم ، و لا شك أن النظام معيب و فيه من الخلل ما فيه و لكن نستطيع التغلب على هذا كما فعل كثيرون تغلبوا على واقعهم و أصبحوا أعلاماً في سماء العلم
كالدكتور زويل و فاروق الباز و مجدي يعقوب و غيرِهم كثير ممن نبغ في علمٍ من العلوم .
إبحث أنت و اجتهد بنفسك و اسأل فيما يعرقلك و ستجد بإذن الله من أساتذتك من يرشدك و يدلك و يزيل عراقيلك .
ثانياً و الثاني أولُ و لكني ثَنَّيتُ به لأنه أمرٌ مُسَلَّمٌ به ألا و هو الرجوع إلى الدين
" اللهم ردنا لدينك مرداً جميلاً "
و معرفةُ ربِّنا و معرفةُ عقيدتِنا و بمعرفة الله حقَّ المعرفة تكون التقوى
و بالتقوى و العمل الصالح يُذلِّلُ اللهُ لك الصعاب و يُزيلُ من طريقِك العراقيل حتى تستطيع الأولى - أولاً - .
و إذ ذاك تكون الشخصيةُ الإسلاميةُ السَّويةُ
مسلمٌ يعرف دينه حقَّ المعرفة على درايةٍ كاملةٍ بعقيدته لا تضرُّه شبهات المشبهين ،
و ذو علمٍ نافع ينفع به الأمَّةَ كعلوم الطب و الهندسة و التجارة و أي علمٍ حتى لو كان صغيراً في مبناه
حينها يتحقق فينا سببُ الخلق " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" ،
و العبادة تكون بمعرفة الله و معرفة دينه حقاً ، و عمارةُ الأرض من العبادة التي خلقنا اللهُ من أجلها ...
أحمد سليمان