وإذا كان الإيمان متضمنا لتلك الأمور الثلاثة ، لزم أن يزيد
وينقص ، وبيان ذلك : أن الإقرار بالقلب يتفاوت من شخص
لآخر ، ومن حالة إلى أخرى ، فلا شك أن يقين الصحابة
بربهم ليس كغيرهم ، بل الشخص الواحد قد تمرّ عليه
لحظات من قوة اليقين بالله حتى كأنه يرى الجنة والنار ،
وقد تتخلله لحظات ضعف وفتور فيخفّ يقينه ،
كما قال
حنظلة رضي الله عنه : " نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا
بالنار والجنة حتى كأنها رأي عين ، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا " ،
إذاً فإقرار القلب متفاوت ، وكذلك الأقوال والأعمال ؛
فإن من ذكر الله كثيرا ليس كغيره ، ومن اجتهد في العبادة ، وداوم على الطاعة ،
ليس كمن أسرف على نفسه بالمعاصي والسيئات.
وأسباب زيادة الإيمان كثيرة ، منها : معرفة أسماء الله وصفاته ؛ فإذا علم العبد صفة الله " البصير "
ابتعد عن معصية الله تعالى ، لأنه يستشعر مراقبة الله له ، وإذا قرأ في كتاب الله قوله :
{ قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك
ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنكعلى كل شيء قدير }
طمأن قلبه ، ورضي بقضاء الله وقدره ، ومنها :
كثرة ذكر الله تعالى ؛ لأنه غذاء القلوب ، وقوت النفوس ، مصداقا لقوله تعالى :
{ ألا بذكر الله تطمئن القلوب } ،
ومن أسباب زيادة الإيمان : النظر في آيات الله في الكون ، والتأمل في خلقه ، كما قال تعالى :
{ وفي الأرض آيات للموقنين ، وفي أنفسكم أفلا تبصرون }