احرص على الموت توهب لك الحياة
كفى بالموت نأيا و اغترابا
الموت يهزأ بالطبيب
تستمد الحياة قيمتها من الموت
قال زهير:
ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء
إنمـا الميت من يعيش كئيبا كاسفا باله قليل الرجاء
قال لبيد بن ربيعة:
الموت داء لا دواء له إلا التقى و العمل الصالح
للموت فينا سهام و هي صائبة وكل نعيم لا محالة زائل
وما المرء إلا كالشهاب و ضوئه يصير رمادا بعد إذ هو ساطع
و من أحكم بيت قالته العرب, قول أمية بن أبي الصلت :
يوشك المرء من فرّ من منيته في بعض غرّاته يوافقها
من لم يمت عبطة يمت هرما للوت كأس و المرء ذائقها
قال أبو العتاهية :
كأن الأرض قد طويت عَليّا و قد أُخرجت مما في يدياّ
كأن قد صرت منفردا وحيدا ومرتهنا هناك بما لديــا
كأن الباكيات علي يومــا ولا يغني البكاء علي شيـا
ذكرت منيتي فنعيت نفسي ألا أسعد أخيك يا أخيـــا
و قال :
من يعش يكبر و من يكبر يمت و المنايا لا تبالي من أتت
نحن في دار بــلاء و أذى و شقاء و عناء و عنت
منزل مـا يثبت المرء بـــه سالما إلا قليلا إن ثبت
أيها المغرور ما هذا الصبا لو نهيت النفس عنه لانتهت
رحم الله أمرأ أنصف من نفسه إذ قــال؛ خيـرا أو سكــت
و قال أيضا :
ليت شعري فإنني لست أدري أي يوم يكون آخر عمري
و بأي بـلاد تقبض روحــي و بأي البقاع يحفر قبري
عند الاحتضار /
و قال الرسول الكريم صلى الله علية وسلم : بل الرفيق الأعلى, بل الرفيق الأعلى .
قالت عائشة رضى الله عنها و أبوها أبو بكررضي الله عنه يحتضر :
و أبيض يستسقى الغمام بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأرامل
قالت عائشة, فنظر إلى كالغضبان و قال : ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم أغمي عليه .
فقالت :
لعمري ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما و ضاق بها الصدر
قالت : فنظر إلي كالغضبان و قال لي : قولي : { وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت عنه تحيد}.
ثم قال: انظروا ملاءتي فاغسلوها و كفنوني فيهما , إن الحي أأحوج إلى الجديد من الميت .
لما حضرت الوفاة لعمر بن الخطاب : قال لولده عبدالله بن عمر: ضع خدي على الأرض علّ ربي أن يتعطف علي و يرحمني .
و قال علي بن أبي طالب و قد سأله قوم أن يعضهم, وكان يجود بنفسه الكريمة : يعضكم سكوتي, وخفوت أطرافي .
لما حضرت الوفاة لمعاوية قال :
ألا ليتني لم أغن في الملك ساعة ولم أك في اللذات أغشى النواظر
وكنت كذي طِمْرَيْنِ عاش ببلغَة ليالي حتى زار ضنك المقابر
و قال الحجاج :
اللهم اغفر لي .. فإنهم يزعمون أنك لا تغفر لي .
و قال سقراط :
اخلص اخلص يا كثيف, واصعد يا من لم يقبل الأدناس .
نظرت امرأة إلى جعفر بن يحيى مصلوبا , فقالت :
لئن كنت في الحياة غاية, فلقد صرت في المممات آية !
اعتل الحجاج , فقيل له : ألا تتوب ؟
فقال : إن كنت مسيئا فليست هذه ساعة التوبة, و إن كنت محسنا فليست ساعة الفزع .
اعتل أعرابي , فقيل له : لو تبت ؟
فقال: لست ممن يعطي على الذل, إن عافاني الله تبت, و إلا مت هكذا .
قال أبو عمرو بن العلاء : جلست إلى جريرو هو يملي على كاتبه :
ودع أمامة حان منك رحيل
ثم طلعت جنازة فأمسك و قال: شيبتني هذ الجنائز, قلت: فلم تسب الناس؟ قال : هم يبدأونني ثم لا أعفو, و أعتدي و لا أبتدي, ثم أنشد يقول :
تروعنا الجنائز مقبلات فنلهو حين تذهب مدبرات
كروعـة هجمة لمغار سبع فلما غاب عادت راتعات