.............
يقول ابن القيم رحمه الله ليس المستغرب أننا نحب الله تبارك وتعالى
ليس بمستغرب أن الفقير يحب الغني وأن الذليل يحب العزيز
فالنفس مجبولة على حب من أنعم عليها وتفضل عليها بالنعم
لكن العجيب من ملك يحب رعيته ويحب عباده ويتفضل عليهم بسائرالنعم
اشترى أبو عبد الله النباجي جارية سوداء للخدمة فقال لها: قد اشتريتك، فضحكت فحسبها مجنونة
فقال: أمجنونة أنتِ؟؟
فقالت: سبحان من يعلم خفايا القلوب ،، ما بمجنونة أنا
ثم قالت: هل تقرأ شيئاً من القرآن ؟؟
قال: نعم.. فقالت: اقرأ عليّ
فقرأ عليها: بسم الله الرحمن الرحيم
فشهقت شهقة وقالت: ياالله هذه لذة الخبر فكيف لذة النظر؟
فلما جن الليل وطأ فراشاً للنوم فقالت له: أما تستحي من مولاك أنه لا ينام وأنت تنام؟.. ثم أنشدت
عجباً للمحب كيف ينام جوف الليل
وقلبه مستهام
إن قلبي وقلب من كان مثلي
طائران إلى مليك الأنام
فأرضي مولاك إن أردت نجاة
وتجافى عن إتباع الحرام
قال النباجي فقامت ليلتها تصلي فقمت من نومي أبحث عنها فإذا هي تناجي ربها ساجدة وتقول: بحبك إياي لا تعذبني.. فلما انتهت قلت لها : كيف عرفت أنه يحبك؟؟
قالت: أما أقامني بين يديه وأنامك ،، ولولا سابق محبته لي لم أحبه أما قال: يحبهم ويحبونه
يا الله؟؟؟؟؟؟؟؟
هل وصل أحدنا لفقه هذه المرأة ؟؟؟؟؟
هل وصل أحدنا لهذه المنزلة؟؟؟؟؟؟؟؟؟
آمنت بك يا رب
رُوي أن ملك الموت جاء إلى ابراهيم عليه السلام ليقبض روحه
فقال له ابراهيم عليه السلام: هل رأيت خليلاً يميت خليله ؟؟
فأوحى الله إليه يا ابراهيم : هل رأيت حبيباً يكره لقاء حبيبه ؟
فقال ابراهيم عليه السلام : يا ملك الموت اقبضني الآن
ولما خُير نبينا صلى الله عليه وسلم بين الحياة الدنيا ولقاء الله عزوجل قال : بل الرفيق الأعلى
يقول ابن الربيع ابن خثيم لما احتضر أبي بكت أختي فقال لها: يا بنية لا تبكي ولكن قولي يا بشرى فاليوم ألقى ربي
وكانت امرأة متعبدة تقول: والله لقد سئمت الحياة ولو وجدت الموت يباع لاشتريته شوقاً إلى الله تعالى وحباً للقائه
فقيل لها: أفعلى ثقة أنت من عملك؟؟
فقالت: لا ولكن لحبي إياه وحسن ظني به اشتقت إلى لقيآه أفتراه يعذبني وأنا أحبه
قلت أنا: لا والله … فإنه يحبهم ويحبونه
وما أحسن حسن الظن بالله والرجاء بالله فمن أحب شيئاً أحسن ظنه به ورجاه
مرض أعرابي فقيل له: إنك تموت .. قال: وأين يُذهب بي ؟؟
قالوا : إلى الله عز وجل
قال: فما أجمل الموت وما أجمل لقاء الله
إنه حسن الظن بالله ومن أحب شيئاً أحسن الظن به
قال أحمد ابن الحواري سمعت أبا سليمان الداراني ووقفت عليه وهو لا يراني فسمعته يقول مناجياً ربه
لأن طالبتني بذنوبي لأطالبنك بعفوك.. ولأن طالبتني بتوبتي لأطالبنك بسخائك.. ولأن أدخلتني النار لأخبرن أهل النار أني أحبك
واسمع كلام العارفين بالله الراجين رحمته قال أيوب السختياني: إن رحمة قسمها في دار الدنيا وأصابني منها الإسلام إني لأرجوا من 99 رحمة ما هو أكثر من ذلك
وقال بعض العباد لما علمت أن ربي عز وجل هو الذي سيحاسبني زال عني حزني لأنه الكريم الذي إذا حاسب عبده تفضل ياالله
يا الله لو يعلم المدبرون عنه كيف انتظاره لهم ورحمته إياهم وشوقه إلى ترك معاصيهم لتقطعت أوصالهم شوقاً إليه
هذه إرادته في المدبرين عنه فكيف بالمقبلين عليه ؟؟
وإني لأرجو الله حتى كأنني
أرى بجميل الظن ماالله صانع
قال ابن المبارك جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه وعيناه تهملان
فقلت له : من أسوأ هذا الجمع حالاً ؟؟
قال : الذي يظن أن الله لا يغفر لهم
أليس هو الذي قال: ورحمتي وسعت كل شيء
يا الله من الذي يحصي نعمك ويقوم بأداء شكرك؟؟
إلا بتوفيقك وإنعامك وفضلك
وإني لأدعوا الله أطلب عفوه
واعلم أن الله يعفو ويغفر
لأن أعظم الناس الذنوب فإنها
وإن عظمت ففي رحمة الله تصغر
قال الربيع ابن أنس: علامة حب الله كثرة ذكره والشوق إلى لقائه فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره وأحب لقائه
انظر إلى حالك أنت الآن