البطل الصامت

شكراً: 6,294

تم شكره 7,922 مرة في 2,114 مشاركة

الحمد لله رب العالمين، الذي أرسل محمدًا رحمة للعالَمين وجعله مثلاً كاملاً
وأسوة حسنة للمؤمنين،.. وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم
الدِّين..أما بعد:
اخوتي، لقد رحمنا الله - تعالى - رحمة واسعة حين خصّنا فجعلنا أتباع خير
الخلق، الذي أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى
الهداية، ومن الشقاء إلى السعادة، ومن الذلّ والظلم والجهل والشتات
والمهانة إلى العزّ والعدل والعلم والاجتماع والكرامة، مَنْ نحن لولا الله ثم دين
محمد وملته؟! وما قيمتنا لولا رسالته وشريعته؟! وما مصيرنا لولا دعوته
وعقيدته؟! قال تعالى {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا
عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ
مُبِينٍ} آل عمران:164.
أحبتي الأعزاء
سنبدأ رحلتنا في هذه الحملة
سنتحدث عن أعظم الخلق وأطهرهم.. عمن ضحى براحته من أجل أمته ..سنتحدث
عن عظيم قرن الله كمال الإيمان بمحبته وطاعته سنتنقل بين صفاته ومآثره
...نسعدُ بالحديث عنه ..والإستماع إلى روعة أخلاقه.. وننهل من معين سيرته
الصافي فننتقل كالنحلة التي تنتقل بين الورود..فترشف من ذا الرحيق
وترشف من ذاك .

بعدما وصلت البشريه الي طريق لايعرفون فيها إلا الظلم وسوء الاخلاق
والفواحش والفجر والقتل وارهقها طول المشي في التيه والضلال والظلام .
فشاء الله جل وعلا لهذه البشريه أن تحيا بعد موات ,
وتهتدي بعد ضلال ,وتروي بعد ضمأ فبعث إليها محمداً
وقال تعالي {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)}
فالنبي صلي الله عليه وسلم هو :
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن قصى بن كلاب
بن مُره بن كعب بن لؤى بنغالب بن فهر بن عدنان
بن اسماعيل بن ابراهيم عليه السلام
ترك النبي صلي الله عليه وسلم أثرًا كبيرًا في نفوس المسلمين،
حتى كثُرت مظاهر محبّتهم وتعظيمهم له،صلي الله عليه وسلم ,
ومنها واتباعهم لأمره وأسلوب حياته وعباداته،
وقيامهم بحفظ أقواله وأفعاله وصفاته
وجمع ذلك في كتب معروفه بكتب الحديث النبوي .
يروي صحابته عنه أنه كان أحلم الناس وأشجع الناس وأعدل الناس
وأعف الناس وأسخى الناس، لا يبيت عنده دينار ولا درهم ،
وكان يخصف النعل ويرقع الثوب، وما عاب مضجعًا، إن فرشوا له اضطجع
وإن لم يُفرَش له اضطجع على الأرض، يمزح ولا يقول إلا حقًا،
يضحك من غير قهقهة. وكان لا يثبت بصره في وجه أحد، وكان يقبل الهدية
ويكافيء عليها، ولا يأكل الصدقة، يجيب الوليمة،
ويعود مرضى مساكين المسلمين وضعفائهم، ويجالسهم ويؤاكلهم،
ويتبع جنائزهم، ولا يصلي عليهم أحد غيره،
وكان يمشي وحده بين أعدائه بلا حارس، يقبل معذرة المعتذر إليه.
وما شَتَم أحدًا من المؤمنين، وكان لا يصارح أحدًا بما يكرهه،
وما ضرب شيءًا قط بيده، ولا امرأةً، ولا خادمًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله،
وما انتقم من شيء صُنع إليه قط إلا أن تُنتَهك حرمة الله،
وما خُيّر بين أمرين قطّ إلا اختار أيسرهما إلا أن يكون فيه إثم أو قطيعة رحم...
(فداك يا رسول الله)