بسم الله الرحمن الرحيم
زلة اللسان
قال سبحانه في كتابه الكريم
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ (16)
إِذْ يَتَلَقَّى المُتَلَقِّيَانِ عَنِ اليَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)
وَجَاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كَنتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الوَعِيدِ (20)
وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21)لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ اليَوْمَ حَدِيدٌ (22)
سورة ق
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قالوا يا رسول الله ، أي الإسلام أفضل
قال ( من سلم المسلمون من لسانه ويده )
رواه البخاري ومسلم .
فاللسان نعمة من نعم الله العظيمة التي أنعم بها على الإنسان له مجال في الخير والشر
فالإنسان لا ينجو من شر اللسان إلا بتقيده بأمور الشرع .
واللسان أعصى الأعضاء على الإنسان فهو أعظم وسيلة يستخدمها الشيطان ضد الإنسان .
وقد قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ : ( كف عليك هذا ) يعني اللسان
فقال : يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال ( ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار
على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم )
رواه الترمذي
و لكي يحفظ المرء لسانه من السوء يجب أن يعوِّد لسانه على الكلام الحسن و الطيب
، قال تعالى ( و قولوا للناس حسنا ) و قال عليه الصلاة و السلام : عليك بحسن الكلام ،
و قال عليه الصلاة و السلام : الكلمة الطيبة صدقة .
وعن بلال بن الحارث المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ) إن الرجل ليتكلم بالكلمة
من رضوان الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه،
وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه
ولما كانت الكلمة بهذه الأهمية لما لها من خطورة كان ما ينبغي على المسلم أن يعتني بلسانه غاية الاعتناء،
فيجتنب القول الباطل، وقول الزور، والغيبة، والنميمة، والفاحش من القول، وجماع ذلك أن يصون لسانه
عما حرم الله عز وجل
اللَّهُمَّ إنَّكَ تَسْمَعُ كَلاَمِنا وَتَرَى مَكَانِنا
وَتَعْلَمُ سِرِّنا وَعَلاَنِيَتِنا وَلاَ يَخْفَى عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِنا وَانَحن الْبَائِسُون الْفَقِيرُون
وَالْمُسْتَغِيثُون الْمُسْتَجِيرُون وَالْوَجِلُون الْمُشْفِقُون الْمُقِرُّون الْمُعْتَرِفُون إِلَيْكَ بِذَنوبهِم
نسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ الْمِسْاكِينِ وَنبْتَهِلُ إِلَيْكَ ابْتِهَالَ الْمُذْنِبِ الذَّلِيلِ، وَندْعُوكَ دُعَاءَ الْخَائِفِ الضَّرِيرِ،
دُعَاءَ مَنْ خَضَعَتْ لَكَ رَقَبَتُهُ، وَذَلَّ لَكَ جِسْمُهُ، وَرَغِمَ لَكَ أَنْفُهُ نسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لِنا جِدِّنا وَهَزْلنا
وَخَطَئنا وَعَمْدنا وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدنا اللَّهُمَّ إِنَّ مَغْفِرَتَكَ أرْجَى مِنْ عَمَلنا وَإنَّ رَحْمَتَكَ أَوْسَعُ مِنْ ذَنْبِنا
يارب العالمين.