عرض مشاركة واحدة
قديم 04-30-2012, 10:33 AM   رقم المشاركة : 2
ابتسامة
مراقبة عامة
مشرفة القسم الإسلامي






 

الحالة
ابتسامة غير متواجد حالياً

 
ابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 9,781
تم شكره 5,490 مرة في 2,349 مشاركة

 
افتراضي رد: ......


والمحافظة على الفجر والعصر من أسباب دخول الجنة ، لقوله صلى الله عليه
وسلم : من صلى البَردين دخل الجنة . رواه البخاري ومسلم . والبَرْدان هما الفجر

والعصر . وإنما خصّهما لأنهما يقعان غالباً بعد نوم فيتمحّص - في القيام لهما
وأدائِهما - الإيمان بالله ، وإيثار طاعته على هوى النفس ورغباتها .ومَن حافظَ
عليهما مع غَلَبَةِ النوم والكسل فهو لما سواهما أحفظ .



وقد أمر الله بالمحافظة على الصلاة الوسطى ، وهي صلاة العصر ، فقال :(حَافِظُوا

عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)[ البقرة:238] .وقال النبيُّ صلى
الله عليه وسلم يوم الأحزاب : شغلونا عن الصلاةِ الوسطى صلاةِ العصر .وقد كان
المشركون يُدرِكون قَدْر الصلاة عند الصحابة ، فقد روى مسلمٌ من حديث جابر قال :
غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما من جهينة ، فقاتلونا قتالا شديداً ،
فلما صلّينا الظهر قال المشركون : لو ملنا عليهم ميلة لاقتطعناهم ، فأَخْبَر جبريل
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ، فَذَكَر ذلك لنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : وقالوا : إنه ستأتيهم صلاة هي أحبّ إليهم من الأولاد ! فلما حضرت
العصر قال : صفّنا صفِّين ، والمشركون بيننا وبين القبلة ، قال : فكبّر رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكبرنا ، وركع فركعنا .



والمحافظة على صلاة الجماعة سبب في عِظم الأجر .قال صلى الله عليه وسلم :

من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الصبح في جماعة
فكأنما صلى الليل كله . رواه مسلم .

والمرأة إذا صلّت في بيتها محتَسِبَةً أجر الجماعة ، وأنها ما تركت الجماعة إلا لقوله

صلى الله عليه وسلم : صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها ،
وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها . رواه أبو داود وغيره .

فإنها إذا احتسبت ذلك كان لها أجر الجماعة ، بل أفضل من ذلك .فقد جاءت امرأةٌ إلى

النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إني أحب الصلاة معك . قال :قد
علمت أنك تحبين الصلاة معي ، وصلاتُكِ في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك ،
وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك ، وصلاتك في دارك خير من صلاتك
في مسجد قومك ، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك قي مسجدي .
قال : فأمَـرَتْ فَبُنِيَ لها مسجـداً في أقصى شيء من بيتهــا وأظلمِـه ، فكانت
تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل . رواه الإمام أحمد وابن خزيمة وغيرهما ،
وهو حديث حسن .



والصلاة بِعَامّة فرضُها ونفلُها سببٌ لدخول الجنة ، ورفعة الدرجات فيها ، فقد سأل

ثوبانُ رضي الله عنه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال : أخبرني بعمل أعمله
يدخلني الله به الجنة ، أو قال : بأحب الأعمال إلى الله ؟ قال : فَسَكَت ، ثم سألته ،
فَسَكَت ، ثم سألته الثالثة ، فقال : عليك بكثرة السجود لله ؛ فإنك لا تسجد لله
سجدة إلا رفعك الله بها درجة ، وحطّ عنك بها خطيئة . رواه مسلم .

وقال ربيعــة بن كعب الأسلمي : كنت أبيتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

فأتيتُه بوَضوئه وحاجته ، فقال لي :سل ، فقلت : أسألُك مرافقتك في الجنة . قال :
أوْ غيرَ ذلك ؟ قلت : هو ذاك . قال : فأعنِّي على نفسك بكثرة السجود . رواه مسلم .



ومن فَضْلِ الصلاة أن المصلي إذا جَلَسَ في مُصلاّه استغفرت له الملائكة ما دام في

مُصلاّه ، ما لم يَقُم مِن مكانه أو يُحدِث .

لقوله صلى الله عليه وسلم :لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة
، وتقول الملائكة : اللهم اغفر له . اللهم ارحمـه ، حتى ينصرف أو يحدث . رواه البخاري ومسلم .

وهذا لا شك أنه فضلٌ كبير ، وأجر عظيم لمن جَلَسَ في مُصلاّه ، فإنه بمجرّد
الجلوس تستغفـر لـه الملائكة وتدعوا له ، ما لم يَقُمْ أو يُحدِث فينتقض
وضوءه .



ومِن فضل الله ورحمته أن جَعَلَ لفروض الطاعات ما يَسُدّ الخلل مِنْ النوافل ، لأنه ما
منّا إلا وفي أعماله خلل ونقص ، ولكن مِن رحمة الله أن شرع ما يُكمِل النقص ، كما
في قوله صلى الله عليه وسلم : يقول ربنا جل وعز لملائكته - وهو أعلم - : انظروا
في صلاة عبدي أتمها أم نقصها ؛ فإن كانت تامـة كُتِبَتْ له تامة ، وإن كان انتقص منها
شيئا قال : انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فإن كان له تطوع قال : أتموا لعبدي
فريضته من تطوعه ، ثم تؤخذ الأعمال على ذلك . رواه أحمد وأهل السنن .

فاحرص – رحمك الله - على تمام صلاتِك ، وكمالِها ، فإنه ليس لكِ مِن صلاتك إلا ما

عَقَلْتِ منها ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما .وقد أخبر النبيُّ صلى الله عليه
وسلم أن المصلي ربما ينصرف من صلاته لم يُكتب له إلا عُشرُها



وبعض النساء إذا دَخَلَتْ في الصلاة أخذَتْ تُفصِّل وتخيط وتلبس ! وتستحضر
( الموديلات ) بدل استحضار النيّة ! وربما تشتري حاجاتها أثناء صلاتِها ، فليس لها
مِن صلاتها إلا ما عَقَلَتْ وَوَعَتْ .

وربما يُصلّي الْمُصلِّي وإلى جواره آخر وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض ، فهذا

أحضَرَ قلبه وقالبه ، والآخر حضرَ جِسمُه .وربما نَقَرَ صلاتَه نقر الغُراب ، والتَفت اِلتفات
الثعلب ، فلا يُتم ركوعَها ولا سجودها ، وأنتُـم على ذِكرٍ من قصة المسيء صلاتَه ،
وردّده النبيُّ صلى الله عليه وسلم قائلا له في كل مرة : ارجع فَصَلِّ ، فإنك لم
تُصَلِّ . رواه البخاري ومسلم .



والأمر في غاية الخطورة فالذي يُقال له : ارجع فَصَلِّ ، فإنك لم تُصَلِّ ، ثلاث مرّات يدلّ

على أن صلاته لا تصحّ ولا تُقبل وإن أعادها مرّات ومرّات .وقد دخل رجل ورسولُ الله
صلى الله عليه وسلم جالسٌ ، فقام يصلي ويَنْقُر في سجوده ، فقال النبي صلى الله
عليه وسلم : لو مات هذا على حاله هذه ، مات على غير ملة محمد صلى الله عليه
وسلم ينقر صلاته كما ينقر الغراب ! رواه أحمد وابن خزيمة .

وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال :
إن الرجل ليصلي ستين سنة وما تُقبَلُ
له صلاة ، لعله يُتم الركوع ولا يتم السجود ، ويتم السجود ولا يتم الركوع .وقال صلى
الله عليه وسلم : لا صلاةَ لمن لا يُقيمُ صُلبَه في الركوع .

وعن أبي وائل أن حذيفة رأى رجلا لا يتمّ ركوعه ولا سجوده ، فلما قضى صلاته قال
له حذيفة : ما صليت ، قال : وأحسبه قال : لو متّ مُتّ على غير سنة محمد صلى
الله عليه وسلم . رواه البخاري .



فهذه الفريضة ربما تكون هي عملُك الصالح ، فاجتهد في إصلاحها وإقامتها .فإن الله
يُحبُّ إذا عمِلَ أحدكم عملاً أن يُتقِنَه ، كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم .
وانظر كم تُمضي لطاعة ربِّكِ مِن الوقت ، ربما لا يَصِل الوقت المبذول لطاعة الله إلى
نصف ساعة في كلِّ يوم ، وفلاحُ الإنسان مُقيّدٌ بالعمل الصالح بعد الإيمان بالله ، فإن
الله تبارك وتعالى قال (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) ) [العصر:1-3] .

ولذا قال الإمام الشافعي- رحمه الله - :لو تدبّر الناس هذه السورة لوسِعَتْهم .ومَدَارُ

صلاح الأعمال يوم القيامة مُرتهنٌ بصلاح الصلاة ، فالصلاة أولُ ما يُحاسب به العبدُ يومَ
القيامة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : أولُ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامة الصلاة ،
فـإن صَلَحَتْ صَلَحَ سائرُ عمله ، وإن فَسَدَتْ فَسَدَ سائرُ عمله .فاحرص رحمك الله
على صلاح صلاتِك فَبِها يصلُح سائرُ عملِك .



رد مع اقتباس
4 أعضاء قالوا شكراً لـ ابتسامة على المشاركة المفيدة: