يعرض الناس صفوفاً على ربهم , فيُريهم ويسألهم أعمالهم ويسألهم عنها,
وعن العمر والشباب والمال والعلم والعهد ,وعن النعيم والسمع
والبصروالفؤاد, فالكافر والمنافق يحاسبون أمام الخلائق
لتوبيخهم وإقامة الحجة عليهم و تشهد عليهم إعضائهم والايام والليالي
والمال والملائكة والناس حتى تثبت الحجة ويقروا بها
والمؤمن يخلو به الله فيقرره بذنوبه حتى إذا رآه إنه هلك قال
(سترتها لك عليك في الدنيا وأنا اغفرها لك لك اليوم)
وأول من يحاسب من الامم أمة محمد
وأول الاعمال حساباً الصلاة, وقضاءاً الدماء.
ومن نوقش الحساب هلك كما في حديث عائشة رضى الله عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ليس أحد يحاسب إلا هلك)
قال: قلت ياسول الله جعلني الله فداك أليس يقول الله عز وجل:
(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا )
قال(ذلك العرض يعرضون ومن نوقش الحساب هلك).
من الأهوال التي تحدث يوم القيامة تطاير صحف الأعمال؛
وذهاب كل صحيفة لصاحبها
فالمؤمن بيمينه والكافربشماله من وراء ظهره
فيستبشر المؤمنون بقرب النجاة عندما تستقر صحفهم بأيمانهم
بينما يزداد الكافرون والمنافقون غمًّا إلى
غمهم حينما تستقر صحفهم بشمائلهم جزاءً وفاقًا.
(لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا)
والحكمة من الوزن هو إظهار العدل الرباني فلا تظلم نفس شئ
فيحضر تبارك وتعالى أعمال الانسان وإن كانت مثقال حبة من خردل
ثم توزن أعمال الخلق ليجازيهم عليها , بميزان دقيق له كفتان,
تثقله الاعمال الموافقة للشرع والخالصة لله,
ومما يثقله:قول "لا إله لا الله " , وحسن الخلق ,
ومن الذكر :كالحمد الله ,وسبحان الله وبحمده سبحان الله سبحان الله
عظيم , ويتقاضى الناس بحسناتهم وسيئاتهم.
قال تعالى(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ
كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)
ويشرب منهم المؤمنين ,من شرب منه لا يظمأ إبداً
ولكل نبي حوض وأعظمها لمحمد صلى الله عليه وسلم
ماؤه أبيض من اللبن واحلى من العسل وأطيب من المسك وآنيته ذهب
وفضة كعدد النجوم, يأتي ماؤه من نهر الكوثر.
(إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا ،
لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ،
ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ، فَأَقُولُ : إِنَّهُمْ مِنِّي ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا
بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ : سُحْقًا ، سُحْقًا ، لِمَنْ
غَيَّرَ بَعْدِي)
والابتداع ومخالفة السنة سبب للحرمان من ورده.
في آخر يوم من الحشر يَتْبع الكفارُ آلهتهم التي عبدوها ، فتوصلهم إلى النار جماعات كقطعان الماشية
على أرجلهم أوعلى وجوههم ، ولا يبقى إلا المؤمنون والمنافقون ، فيأتيهم الله فيقول : (ماتنتظرون؟)
فيقولون : (ننتظر ربنا) ، فيعرفونه بساقه إذا كشفها ، فيخرُّون سجداً إلا المنافقين ،
قال تعالى : ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ)
ثم يتبعونه فينصب الصراط ويعطيهم النور ويطفأ نور المنافقين .
جسرٌ ممدود على جهنم ليعبر المؤمنون عليه إلى الجنه ، وصفه صلى الله عليه وسلم بأنه
(مدحضة مزلة ، عليه خطا طيف وكلاليبُ كشوك السعدان،.. أدق من الشعرة وأحدُّ من السيف)
عنده يُعطى الؤمنون النور على قدر الأعمال أعلاهم كالجبال وأدناهم في طرف إبهام رجله ، فيضيئ
لهم فيعبرونه بقدر أعمالهم"فيمر المؤمن كطرْف العين وكالبرق وكالرياح وكالطير وكأجواد الخيل
والرِّكاب ، (فناجٍ مسلِّمُ ومخدوش مرسل ومكدُوس في جهنم)متفق عليه ، أما المنافقون فلا نور لهم ،
يرجعون ثم يُضرب بينهم وبين الؤمنين بسور ، ثم يبغُون جواز الصراط فيتساقطون في النار
قال تعالى( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا )