النذير
مدينتي المسلمة .. تتنفس برئة غربية!!
و هذه هي المأساة ..
حياة مادية .. طغت على كل شيء كل شيء ..
إننا نسير في طريق الدمار والتعاسة والشقاء .. فتن كقطع الليل المظلم
آه .. من غربة الفضيلة ..
الناس هنا :
لهث دائم وراء الدنيا ..
سكارى بكأس الحضارة الغربية!!
((حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه))!!
يبحثون عن السعادة .. ولكن ..
كمن يبحث عن السمك في الصحراء !!
وانا .. انا واحد من هؤلاء !!
خواء روحي ..
فراغ قاتل ..
القلق كما هو لا يهدأ .. وملل لا ينتهي !
فكرة !!
الاسم : .................
الجنسية :..............
الميلاد :...............
الحالة الاجتماعية :..............
الهواية : المراسلة .. و عشق كل جميل !!
هكذا سينتهي الملل !
سأعقد الصداقة مع اناس مثلي ..
يحبون المرح كما احب المرح ..
لم اكن اعلم اني على موعد مع السعادة !
توافدت علي الرسائل من كل مكان ..
ولكن .. لا جديد ..
الكل مثلي ..
((انك لا تجني من الشوك العنب))!
القلق كما هو لا يهدأ .. والملل في ازدياد ..
ومرت الايام ..
في شهر جمادي الاولى مررت بحادثة سير اليمة ..
كدت ان افارق الدنيا .. ولكن !
نجوت بأعجوبة ..
في هذه الفترة .. وصلتني ثلاث رسائل ..
وصلت متتابعة .. من جهات مختلفة ..
تختلف تماما عن رسائل المرح ..
إنها تحمل شعار ((الانذار قبل فوات الاوان ))!
إحدى هذه الرسائل كانت مصحوبة ببعض الكتيبات ..
كتيبات جميلة .. يفوح منها عبق الدين ..
بل عبق السعادة ..
اقتحمتها عيني سريعا .. تناولت الرسالة ..
فتحتها .. قرأت فيها كلاما اجمل من الورد .. واحلى من الشهد :
اخي الحبيب ..
ها هي الايام تمر،و ها هي صفحات العمر تطوى صفحة من بعد صفحة .. وجدير بمن منحه العقل،وكرّمه بهذا الدين ان يقف مع نفسه وقفة حساب ومراجعة، ويسأل نفسه :
هل الطريق الذي اسير فيه طريق هدى ام ضلال ؟!
هل الحياة التي احياها حياة هداية ام غواية ؟!
وهل انا على صواب ان على خطأ؟!
هل _يا ترى _ هذه هي الحياة التي من اجلها خلقني الله .. ام انني قد أخطأت الطريق ؟!
و يا ترى لو انني متّ وانا على هذه الحال،فكيف يكون مصيري إلى الله :
أإلى الجنة ام الى النار ؟!
أأكون مع السعداء الذين هم في جنات نهر !!
ام مع الاشقياء الذين يصلون نار سقم!!
ترقرقت عيناي بالدموع ..
ودوّت تلك الكلمات الشفافة في قلبي الصدي ..
كفكفت دمعي .. وواصلت القراءة :
اخي الحبيب ..
كم هي رخيصة حياة الهوى والشهوات ..و اعطاء النفس ما تريده من امنيات !! هذه الحياة .. لا يعجز عنها حتى الانعام .. ولكن !
تذكر دائما قوله تعالى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى _40_فإن الجنة هي المأوى)..
و بعد _ ايها الحبيب _ فإني ادعوك الى الحياة الطيبة .. الحياة الكريمة .. حياة الايمان ،والعيش تحت ظلال القرآن..
حياة الاستقامة و النور .. والسعادة والسرور ..
حياة القرب من الله . والانس بالله .. و السير على المنهج الذي يرضاه .. حاول _يا اخي_ حاول .. وقد وصل اليها من وصل،و بقي من بقي .. والمهم ان نعرف الطريق .. ولا يزال الباب مفتوحا ..
اعدت القراءة مرة ثانية .. و ثالثة ..
اشرقت شمس الايمان في قلبي ..
انزاحت ظلمات الغفلة ..
وعرفت الطريق ..
هل بقي في الدنيا من يحمل هم الاسلام ؟!
وواجب الدعوة الى الله ؟!!
اي رجال هؤلاء ؟!!
سأشكرهم ..
سأشكر اليد الحانية البيضاء،التي امتدت الي لتنقذني من حياة الشقاء .. ولكن قبل ذلك ..
سأصلي ..
سأصلي ..
قمت بكتابة الموضوع في منتدى اخر