السلام عليكم
كان هناك اسرة متكاملة
يسعد الجميع لسعادة أحدهم
ويفرح الجميع لفرح أحدهم
ويحزن الجميع لحزن أحدهم
فالجميع كلٌ منهم يكمل الأخر
لا يفرق بينهم إلا الموت
نعم فقد اجتمعوا على الحب والإخاء
فكلٌ منهم يشفق على الأخر
ويقدم المساعدة للأخرين
ولم يكن في يوم من الأيام بينهم خصومة ولا حقد ولا شيء من ذلك
ولم يبخل احدهم بشيء مما عنده على اسرته وأحبابه
تصوروا معي كم هي سعيدة هذه الأسرة
وذات يوم
جاءت إحدا الأخوات إلى أختها التوأم ومعها ضيفة قد أحضرتها
فتفاجئت الأخت الأخرى من هذه الضيفة التي يبدو من شكلها
الرشاقة والجمال والأناقة والنظافة
فبادرت أختها بالسؤال
من هذه الضيفة يا أختاه ؟؟
فأجابت الأخت :
لقد وجدتها حزينة وحيدة
ورأيت من حالها ما يؤلم القلب
فأحببت أن أستضيفها بيننا
.....
فرحبت الأخت بالضيفة
وتبادرن الحديث من غير أن يتوصلا إلى معرفة هذه الضيفة
وبينما هن يتكلمن
قالت الضيفة:
لماذا لا تقدماني لبقية الأسرة
إني في شغف للتعرف عليهم
فقد أثرتن إعجابي بأخلاقكن وتواضعكن وشفقتكن
فقالت الأخت الأولى : ولما لا ... سيسرون عند رؤيتكِ
فأسرعت الأخت وبادرت بتقديمها إلى أفراد الأسرة
فرحبوا بها جميعا إلا الأخ الأكبر لم يكن موجودا
...................
وبينما هم كذلك إذا بالضيفة تريد أن تعبر لهم عن شعورها تجاه هذا الكرم
فأشعلت طرفا من ثوبها وقالت سأجازيكم على صنيعكم معي
فما إن قامت بذلك العمل
إلا وتذكرت إحدى الأخوات بأنها قد رأت تلك الضيفة في مكان ما
فأرسلت إلى الأخ الأكبر فجاء مسرعاً فما إن رأها عرفها على الفور
فأمر بإطفاء النار التي عليها
وقال لها: ما الذي أتى بكِ إلى هنا ؟
فقالت الضيفة : قد استضافتني أختك.
فالتفت إلى اخواته وهو يتمتم بكلمات
ثم قال : ألا تعرفن من هذه الضيفة ؟
فقالتا : لا .. بالله عليك .. من تكون ؟
v v
v
v
قبل أن أكمل لكم بقية القصة
عليَّ أولاً أعرفكم على هذه الأسرة الكريمة
ثم نكمل
طيب
أولا : الأخ الأكبر هو ( العقل )
ثانياً : الأخت التي أحضرت الضيفة هي ( اليد اليمنى )
ثالثاً : الأخت التوأم لها ( اليد اليسرى )
رابعاً : الأخوات الواتي تعرفن على الضيفة ( العينان)
والأخ الأوسط (الأنف) والأخ الأصغر( الفم )
وبقية الأسرة تعرفونهم بالتأكيد
طيب نتابع بقية القصة
فالتفت إلى اخواته وهو يتمتم بكلمات
ثم قال : ألا تعرفن من هذه الضيفة ؟
فقالتا : لا .. بالله عليك .. من تكون ؟
فقالت ( العينان ) : اسمح لي يا أخي أن أعرفهم عليها
فقد قرأت الكثير عنها.
وقالت ( الأذنان ) : نعم تكلمي بعد أن يأذن أخي طبعا
فكلنا آذانٌ صاغية.
فقال الأخ الأكبر (العقل ) : تفضلي .
قالت( العينان ): ذات يوم قرأت موضوعا أفزعني وشغل تفكيري
حيث كان الكلام خطيراً جدا
قرأت بأن :
هناك شبح يسيطر على شبابنا
يحصد اجسامهم
يدمر صحتهم
موت بطىء
ولا يدرون
اتعرفون هذا الشبح المخيف
انه التدخين
أحبها ملايين البشر في جميع أنحاء العالم
وهي لم تحب أحدا قط ، أخلصوا في حبها
لكنها لم ترحمهم
آذتهم.... وأضرتهم....وقتلتهم
لم يبخلوا عليها بالمال .. وهي جاحدة وقاسية
ضحوا من أجلها بالغالي والنفيس...صحتهم..و أوقاتهم..و..وهي لا تبالي
حالت بينهم وبين طاعة الله
ومازالوا مخلصين لها
إنه حقا الحب الأعمى
بل قـل
الحب القاتل
قالت الضيفة : حسبكن حسبكن .
ما هذا الذي رميتُنِ به ؟
الم تقرأن عني بأني
أضبط المزاج.
أزيد الانتباه وأحسن الأداء.
أساعد علي التعلم وتقوية الذاكرة.
أسيطر علي الغضب والتوتر.
أخفف من الإحساس بالألم.
أمكن الإنسان من السيطرة علي النفس والتصرفات.
أكسب النشاط والحيوية.
أنقص الوزن دون معاناة استخدام نظام غذائي خاص.
والشعور بالمتعة والسعادة، يقلل من التوتر، ويزيد من قدرتك علي الإسترخاء وزيادة التنبيه.
ما هذا الجحود وإنكار الجميل
قال الأخ الأكبر ( العقل ) : يكفي هراء.
والله ما كنتِ إلا وبالاً على الأسرة والمجتمع .
قالت ( الأذنان ) : نعم ، نعم ، قد عرفتها وسمعت عنها ما يشيب له الرأس.
قالت ( اليدان ): وماذا سمعتُن ؟
قالتا : نعم، سمعنا أن هذه الضيفة تحتوي على التبغ الذي يحتوي على حوالي 500 مركب تختلف نسبها حسب نوعها, منها القار والكربون المؤكسد ،ومن أخطر المواد التي تحتوي عليها هي النيكوتين والقطران وأول اكسيد الكربون.
فما أن رأت اليدان كل هذا إلا وأصابهما الذهول
لما كان سيحدث لو لم يتفطن العقل لهذه الضيفة
فقال ( العقل ) : هل تعلمون لو أننا سمحنا لها بالبقاء معنا ولو فترة قصيرة ما الذي
كان سيحصل ؟
قالت الأسرة بكاملها : ما الذي كان سيحصل ؟
قال :
توصل مؤخرا العلماء إلى سر الإدمان على التدخين و الذي يكمن في مادة النيكوتين, و ذلك طبعا بعد التعرف على الطبيعة الكيميائية لهاته المادة.
فبالمخ توجد بعض الأوعية الدموية التي يساعدها النيكوتين على الإنتفاخ و السماح للدم بالمرور منها بسرعة أكبر، مما يجعل المدخن في حالة جيدة لإحساسه بالنشوة.
و لكن سرعان ما تمر الدقائق حتى نجد تلك الأوعية الدموية قد عادت إلى طبيعتها بل أقل حجما من حجمها الطبيعي، و هذا ما يسبب انزعاجا و تعكيرا لمزاج ذاك المدخن، فيجد نفسه مضطرا لشرب سيجارة أخرى قصد استعادة النشوة. و بهذا يسقط الإنسان في فخ الإدمان...
قال ( الفم ) بصوت عالٍ : إذاً أنت لستِ إلا شراً ووبالاً على المجتمع.
فتبسمت الضيفة وقالت : إذا عرفتم من أكون وما هو هدفي
نعم فهدفي هو التدمير
هههههههههه
أنا أحمل ثاني أكسيد الكربون الذي تعشقه الخلايا أكثر من الأكسجين فتمتصه وتتلذذ به فأعيش في خلايا الشخص الذي يحبني وأسكن في رئتيه وأقوم بإنامة الشعيرات التي تعمل على طرد الأوساخ من الرئتين.
ولي أهداف كثيرة منها
تدمير حياتك...صحتك ... قدر استطاعتي من قلب ورئة ومثانة ...
فقامت اليدان وقالتا : ما أدهاكِ وما أمكركِ
نحن نحسن إليكِ وأنت تسيئين إلينا
هيا بنا لنتخلص منها
فوافق الجميع على هذا الرأي السديد
وقاموا بإخراجها من البيت وطردوها شر طردة
فخرجت مكسورة الجناح وقد أصابها الإحباط
قال الأخ الطيب ( القلب ) :
دعوني أختم بما وعيته من أدلة من الكتاب والسنة يبين على حرمة هذه الخبيثة
قال بن عثيمين رحمه الله:
شرب الدخان محرم وكذلك الشيشة
والدليل على ذلك قوله تعالى : { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما } [النساء:29].
وقوله تعالى: { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } [البقرة:195]
وقد ثبت في الطب أن تناول هذه الأشياء مضر وإذا كان مضر كان حراما.
ودليل آخر قوله تعالى: { ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما } [النساء: 5]
فنهى عن إتيان السفهاء أموالنا لأنهم يبذرونها ويفسدونها ولا ريب أن بذل الأموال في شراء الدخان والشيشة تبذير وإفساد لها فيكون منهيا عنه بدلالة هذه الآية.
ومن السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن إضاعة المال.
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لا ضرر ولا ضرار »
وتناول هذه الأشياء موجب للضرر ولأن هذه الأشياء توجب للإنسان أن يتعلق بها فإذا فقدها ضاق صدره وضاقت عليه الدنيا، فأدخل على نفسه أشياء هو في غنى عنها.
فتبسم الأخ الأكبر للتكاتف الذي حصل تجاه هذا الشر العظيم
وقال : بما أنكم أنقذتم هذه الأسرة المتكاملة سأهديكم هذا
احتفالاً لما حققنا من انجاز عظيم
فصاحوا بصوت واحد
نعم انتصرنا
التعديل الأخير تم بواسطة أبو فهد القاسم ; 04-07-2012 الساعة 08:44 PM
سبب آخر: العنوان