الأضرار العامة: وتكون في عدة أمور:
الأمر الأول: الإضرار باقتصاد البلاد حيث إن زراعة القات صارت تشمل أكثر الأراضي
الزراعية التي كانت تزرع الحبوب بجميع أنواعها، وكانت اليمن في اكتفاء ذاتي بالنسبة لجميع
الحبوب، فلما زرع القات واتسعت زراعته على حساب الزراعات الأخرى صار الشعب عالًة
على الدول الأخرى وخاصة الكافرة في استيراد القمح وما أشبه ذلك، ولو منعت هذه الدول
التصدير لسبب أو لآخر لمات الشعب جوعًا لأن بعض البيوت لا يوجد فيها غالبًا إلا القليل
من القمح أو الدقيق وسرعان ما ينفد خلال أيام معدودة، وهذا هو الواقع، وكما يقال أهل
مكة أدرى بشعاا، ولاشك أن من أعظم الإهانات التي تقوم ا الدول (الكبرى الكافرة)
على الدول الصغرى المحاربة لها في أرزاقها خصوصا في لقمة العيش، وبذلك نصبح لقمًة سائغًة
بيد أعدائنا - ولا ننسى أن أعداءنا يقومون بتنفيذ خططهم وأفكارهم في بلادنا ويرغمون
ح ّ كامنا على قبولها وتنفيذها بسبب شدة حاجتنا إليهم للقمة العيش - وتستورد البلاد هذه
المواد بالعملة الأمريكية (الدولار) وتنفق مئات الملايين من الدولارات على ذلك، وهذه من
أعظم الأضرار على اقتصاد البلاد. فنصيحتنا للشعب وللدولة أن يبادروا بقلع هذه الشجرة
الخبيثة من جميع الأراضي الزراعية في أنحاء اليمن واستبدالها بالزراعات الطيبة النافعة كالحبوب
والخضروات والفواكه وغيرها، وبحمد الله الأراضي الزراعية في اليمن من أخصب الأراضي في
العالم، ومحاصيلها وثمارها من أجود المحاصيل والثمار، والواقع يشهد بذلك.
الأمر الثاني: ضياع الأوقات وقلة الإنتاج: حيث إن آكلي القات يضيعون الساعات الطويلة
في أكله بل يضطرون إلى التوقف عن أعمالهم في الغالب ولو كانت مهمة، لأم يجدون لذة
أكل القات في الجلوس أعظم، فلو ق درنا أن عدد سكان اليمن ثمانية عشر مليونًا وأن عدد
آكلي القات عشرة ملايين - على أقل تقدير - وأن كل فرد يضيع ساعتين فقط من ساعات
النهار مع العلم أن الغالب على الذين يأكلون القات أم يضيعون أكثر من ذلك، بل بعضهم
يأكل القات من بعد الظهر إلى بعد منتصف الليل خصوصا في الولائم والأعراس واللقاءات،
فلو ضربنا ساعتين في عشرة ملايين فالناتج عشرون مليون ساعة يوميا در بدون إنتاج