آفات اللسان
لفضيلة الشيخ: نبيل العوضى _ حفظه الله _
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه وبعد؛
من يلاحظ اليوم من صحفنا ،تلفزيوناتنا ، منتدياتنا على الإنترنت وبعض المواقع ،مجالسنا العادية الهواتف ،الاتصالات والكلام
أكثر كلام الناس اليوم للأسف يقعون فى المحرمات إما كذب أو استهزاء أو سخرية أو
سب وشتم أحيانا
الطعن فى أعراض الناس اليوم صار من أسهل ما يتذاكره ويتناقله الناس حتى قال
النبى _ صلى الله عليه وآله وسلم _
الرِبا بضعٌ وستون بابا ثم ذكر فى الحديث حتى قال وإن أربى الرِبا الطعن بالأعراض أن يتكلم الإنسان بعرض أخيه
هذا من أشد أنواع الربا أن يسُب الإنسان أو يغتاب أو يشتم .
مر النبى _صلى الله عليه وآله وسلم _ يُروى أنه مر على جيفة فقال لأصحابهك أين فلان وفلان جيفة _حيوان ميت _ فجاء الإثنان فقال:كُلا من هذه الجيفة
فقالا: وكيف نأكل منها يا رسول الله
قال: إن كلامكما فى صاحبكما يعنى غيبتكم لفلان أشد عند الله من أكلكم لهذه الجيفة
{وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ } الحجرات12
أسهل ما عند بعض الكُتاب أنه يكتب مقالة يسب فيها فلان أويشتم فيها علان والإعلام الذى لدينا اليوم _ قل ما تشاء _ يخرج ببرنامج فيشتم الناس فى أعراضهم ، أحيانا تُسب قبائل بأكملها كلهم سيسأله عند الله يوم القيامة .
ما سلِمت العائلات ولا القبائل ولا الأعراض ، النساء والرجال بعضهم لأن الاسم مستعار فى الإنترنت يَسُب ويشتم على كيفه المسكين ما يعلم أن هناك رقيب وعتيد
{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }
كل كلمة تتلفظ بها يا عبد الله هناك رقيب عتيد يسجلها عليك ولهذا قال النبى _ صلى الله عليه وآله _ حتى يكون الإنسان حذر لا يتكلم بأى شئ قال " من كان يؤمن بالله (شوفوا الأمر ربطه بالإيمان بالله ) واليوم الآخر( قال ) فليقل خيراأو ليصمت
لو تسكت تماما أحسن فى بعض المجالس ماذا أفعل أريد أن أضحكهم ؟ ساكتين أبغى
أونسهم ضحكهم ثم الويل لك عند الله يوم القيامة ، يختلق القضية ويؤلف سالفة تدرون فلان إيش صار فيه أمس ؟ راح المكان الفلانى ، جاء الفلانى ، يؤلف قصة كاملة يكذب بها على الناس فقط ليُدخل السرور على قلوبهم
ونسهم ،ضحكهم ، لكن يوم القيامة من سيُضحكك؟ من سيُفرحك ؟ إذا جئت يوم القيامة وقد وجدت الصحيفة قد انتشرت فيها كذبتك ، نُشرت فى الآفاق بل فى بعض الأحاديث أنه يُؤتى بكلوب أرأيت الكلوب وهو الحديدة؟ يُوضع فى فمه فيُشرشر إلى قفاه ثم منخره ثم عينه ثم الجهة الأخرى
من هــــــــــذا؟
هذا الذى يكذب الكذبة فتنتشر فى الآفاق .
لا تسُب الناس ، لا تشتم الناس سباب المسلم فسوق يجعلك كفاسق عند الله – جل وعلا –
{لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ}
اليوم..... حتى الأدب فى الحديث عند الكبار والصغار صار ما فى ، رجل كبير يمر على أولاد صغار فى السوق يأمرهم بشئ أو ينهاهم عن شئ _ شوفوا قلة الأدب من الأطفال عند الرجل الكبير فى السن _ خليه يمر عليهم قليلا يتجاوزهم شوفوا السب والشتم الذى يسمعه تدرون لماذا؟
لأن هؤلاء شباب ومراهقين تربوا فى بيوت تنضح بهذه الكلمات السباب والشتائم
كل إناء بما فيه ينضحُ
أنا أعجب أحيانا والله .... تجد بعض الأطفال أو بعض الشباب الصغار إذا واحد يعنى يمكن لمس إنسان من غير قصد أو سقط منه شئ على إنسان ثانى على طول كلمات الإعتذار ، إو إذا أراد أن يمر أمام إنسان يتكلم بكلمات فيها حسن أدب وحسن خُلق وهو ليس بمسلم أصلا ، وتجد بعض أنواع السباب والشتائم من المسلمين طبعا ليس الكل ولكن غريب أن يصدر هذا من مسلم يخشى الله _ عز وجل _
زوجة من زوجات النبى – صلى الله عليه وسلم _ تكلمت على أخرى ما قالت شئ "حسُبك من فلانة كذا _ يعنى قصيرة بعض الشئ _ قال : لقد قلتى كلمة لو مُزجت بالبحر لمزجته غيرت البحر كله ، اللى جالسين مجالس ضحك وسب وشتم واستهزاء وغيبة ، تخيل إنك تجد اثنين فى الشارع أو يتنادر اثنين فى جهة عمل حكومية أحيانا أو مكان عام بالسوق خلى فى خلاف بين اثنين شوف أنواع السب القبيح والكلام الذى يتعفف الأذن عن سماعه اللى الناس تستحى من الكلمات التى تصدر منهم هؤلاء أين يجلسون ؟أين عاشوا؟أين تربوا؟ بل الغريب أنك تسمع بعض الكلمات فى المدرسة مؤسسة تربوية والأخطر إذا سمعتها من مدرس لطالب ،هنـــــــــا الكارثــــــة ....... إذا المُربى صدرت منه هذه الكلمات.
فلنمســــــكـ لساننا حتى يعافينا الله _ عز وجل _
أمسِكـ عليكـ لسانكـ وليسَعكـ بيتُك وابكـِ على خطيئتكـ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جزى الله كل من قام على هذا العمل خير الجزاء
اللهم ارزقنا الصدق والإخلاص.