فيبنغي علي الإنسان أن يوظف التوظيف الأمثل فإذا أراد أن يغضب أن يكون غضبه لله
فإذا أراد أن تكون هناك شهوة وهو مجبول عليها أن تكون فيما يحب الله وهو مأجور عليها
كما قال صلي الله عليه وسلم (وفي بضع أحدكم صدقة)
وإذا أراد أن يوظف مسئله الحب فاليجعلها فيما يحب الله سبحانه وتعالي
وهذا الحب الذي نستطيع أن نقتسبه من أجمل بيت عرفته البشرية بيت النبي صلي الله عليه وسلم الذي علم الدنيا كلها الحب
كان النبي صلي الله عليه وسلم يعلن الحب من وقت لأخر
كان صلى الله عليه وسلم يعلن حبه لزواجته علي رؤؤس الأشهاد
وفي الصحيح من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال ( أرسلني رسول الله صلي الله عليه وسلم في غزوة ذات السلاسل فخرج رجل من الصف فيقول يا رسول الله من أحب الناس إليك فقال النبي عائشة )
الجيش خارج والنبي صلي الله عليه وسلم يقف ليودع الجيش وخرج المسلمين ليودعهم ويخرج رجل من الصف أمام الجميع فيسئل النبي صلي الله عليه وسلم السؤال فيقول النبي صلي الله عليه وسلم في وسط الحاضرين (عائشة)
قالها صلي الله عليه وسلم بصورة واضحة وبيّنة
فمن من الرجال يفعل ذلك في هذه الإيام ؟
ولدرجة أن أهل المدينة كانوا ينتظرون اليوم الذي يكون فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم عند عائشة ليتعاهدوا رسول الله صلي الله عليه وسلم بالهدايا لأنهم يعرفون منزله عائشة من قلب رسول الله صلي الله عليه وسلم
عائشة تعلمت الحب من رسول الله صلي الله عليه وسلم
كما جاء في سنن الترمذي من حديث عطاء ابن ابي رباح وعبيد الله ابن عبد الله قالا دخلنا علي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالنا يا أم المؤمنين إلا تحدثين بأعجب شيئاً رأيتيه من النبي صلي الله عليه وسلم فبكت فقالت (قام رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات ليلة فقالت يا رسول الله والله أني لأحبك وأحب قربك وأحب مايسرك )
هذا ما نريده حب الزواج الحب العفيف الحب الشريف وليس حب الرسائل ومكالمات الجوال حب الأختلاط والنظر إلي المحرمات ليس حب المسنجر والشات وحب المنتديات هذا ليس بحب بل هو ضلال ومكر صاغة الشيطان في قلوب الغافلين بمعاني مختلفه حتي يقعوا فيه عن طيب خاطر وألفة
تبدأ العلاقات تحت مسمي التعاون بين الجنسين ، تعاون في طلب موضوع أو درس أو محاضرة مفقودة ثم يتطور الأمر إلي ثناء ومدح ، وغالب المدح لا يكون علي الموضوع ذاته ، ولكن تعلقاً بالشخص نفسه ، ثم يتطور الأمر إلي حديث مباشر بحجة التواصل الفكري
ثم بعد ذلك تبدء مرحلة التعلق والتي هي دائرتها دائرة الحرام المحض أن حيائك يقل درجة درجة بكل كلمة تخرج بدون حاجة لهولاء الرجال حتي ينعدم نهائياً بوقوعك في دائرة الشبهات في علاقة محرمة
وكما قيل
نزعت حياها من محياها رضاً فرأت جحيماً كان ظاهره الرواء
خضعت بقولً للشباب فذلهً والله تصلاها إذا أنقطع الرجاء
لقد جند الشيطان جنوده وصاغوا اساليب متنوعة وتفننوا في المكر والخداع في سبيل وقوعك فأنشئوا المنتديات المختلطة وجعلوا واجهتها إسلامية لكي يجذبوا الغافلات السذج من الفتايات تحت مسمي الدعوة إلي الله جعلوا في غرفه الدردشة غرف يقال عنها إسلامية صوتيه كانت وكتابية لكي تجذب الفتاه وتطمئن بدخولها لهذه المناطق المشبوهه
والقصص في هذه الأمور كثيرة لا يسعنا الوقت لذكرها
أن مسئلة الحب بريئة من أن تنحصر في علاقة بين شاب وفتاة ، حتي ولو أدعي حبه لها
( مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ)
اى لا تتخذ اصدقاء لها من الشباب
ان من عرف من نفسه قصوراً فقد سار في سبيل تربية النفس ، مما يدعونا إلى تربية أنفسنا وإلى السير في تلكم السبيل سيراًً حثيثاً فليست هذه المعرفة صارفة عن تربية المرء لنفسه ، وإن من توفيق الله للعبد سعيَه للتغير والتطوير كما قال تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فمن غيّر لله غيّر الله له
فاأفيقي قبل أن تدخل عليكِ المعصية بمسمي أنتِ لها جاهله أفيقي ولا تظني أنه حب بل هو داء فتاك يفسد الجوارح والقلب ويفسد العيش والمعيشة
الشاب الذي يتسلل إليك عبر غرفة المحادثة في الشبكة العنكبوتية أو عبر الجوال أو الهاتف أو الرسالة التي تأتيك من المنتدي المشارك فيه معك أو المقابلة أو سواها إنه ذئب بشري لا همّ له إلا أن يفترس الأخلاق والشرف والعرض ، و لا يهمه أن تصيري مخلوقاً مدمراً ضائعاً هالكاً ، ولا يهمه أن تهدر سمعة الأسرة وقيمتها الاجتماعية وسعادتها واستقرارها ، ولا يهم ذلك الشاب الثعلب الغادر الماكر إلا تحقيق رغبته الجسدية الحرام ، مهما تفوه بالكلمات الرقيقة والعبارات العاطفية ، ومهما أقسم بأغلظ الإيمان أنه يريد التعارف والزواج .. فأولئك لصوص لا يظهرون في النور وإنما هم خفافيش لا يعيشون إلا في الظلام ، وكثيراً ما صرح المثيرون من التائبين منهم أنهم لا يمكن بحال من الأحوال أن يقترن الواحد بفتاة غبية جاهلة ذات تربية سيئة ، تلك التي تسمح للغرباء أن يدخلوا حياتها ولو بالهاتف فقط
لو سئلنا شاب كان علي علاقة بفتاه هل تريد الزواج بها فيقول لا
ما يدريني لعلها تتحدث مع غيري كما تحدثت معي ! ما الذي سيمنعها
فنقول له حبها لك سوف يمنعها
فيقول هذا ليس بحب بل هذه شهوة وفراغ وقعنا فيها سوياًَ ، سواء انا أو هي
وبمن تريد الزواج أذاًَ ؟؟!! فيكون جوابه واحد وهو جواب غالب الشباب
أريدها ملتزمة تتقي الله في إذا غبت عنها حفظتني في نفسها
هذا جواب غالب الشباب الملتزم وغيره يريد الظفر بذات الدين فهو يراها هي التي تستحق أن تكون أم للولد وحارسة للبيت وراعية له فهي في عين كل الناس الملتزمين وغيرهم غالية عفيفة الجميع يريد الظفر بها بل حتي في عين الفتايات الغير ملتزمات كاكنز بداخلة الماس وجواهر البعض يغبطنها والأخر يحسدونها علي ما هي فيه من عفاف وستر وحياء
يا حارسة الفضيلة الفتاة المسلمة تقاس في مجتمعها بيسرتها العطرة الندية التي هي خالية من أي شائبه تشوبها ولو من بعيد تنأي بنفسها وبحيائها بيعدا عن مواطن الشبهات وأماكن العبث واللهو تعرف جيداً ما يريدون هولاء الماكرين فتصنع لنفسها درعً من التقوي والعفاف والحياء من خلال طاعتها لربها